قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية جراح الروح للكاتبة روز أمين الفصل الخامس

رواية جراح الروح للكاتبة روز أمين الفصل الخامس

رواية جراح الروح للكاتبة روز أمين الفصل الخامس

صباح اليوم التالي!

داخل منزل حسن نور الدين والد هشام
المكون من أربع طوابق والذي ورثه عن والدة، توجد به حديقه صغيرة بها بعض الأشجار المثمرة لثمار اليوستفندي والجوافه والليمون، وأيضا بعض أشجار الزهور وتفترش الأرض بالنجيله الخضراء ذات المظهر الخلاب.

يوجد بها أيضا أرجوحه مخصصه لصغار المنزل، ومنضدة بلاستيكيه تحاوطها بعض المقاعد من نفس الخامة!
يقطن والديه بالطابق الأرضي والطابق الثاني يسكن به شقيقه الأكبر هادي وزوجته الهادئة دعاء وطفليهما.

أما الطابق الثالث يقطن به شقيقة الثاني حازم وزوجته رانيا ذات الطباع الخبيثة وطفليهما
والطابق الرابع كان سيسكنه هشام لكنه تنازل عنه لشقيقه الأصغر مصطفي الذي يدرس بالفرقه الثالثة بكلية الأداب، وتقدم هو بطلب شقة سكنيه من الإسكان المتوسط الجديد الذي طرحته الدولة للشباب!

كان الجميع يلتفون حول طاولة الطعام الموجودة داخل غرفة السفرة الخاصة بالمنزل، عدا هشام الذي كان يقف في الحديقه مرتديا ثيابه الرسمية الخاصة بالعمل ويهاتف فريدة ليطمئن عليها مثلما يفعل يوميا
بعد قليل إنضم إليهم وتحدث بإبتسامة سعيدة وهو يجلس فوق مقعدة المخصص له صباح الخير!

ردوا عليه جميعا الصباح وتحدث حازم مازح أديت التمام الصباحي يا إتش؟
غمز له بعيناه وتحدث ليحثه على الصمت حزوم باشا، صباحك فل!

تحدثت سميحه والدة هشام وهي تناولة كوبا من خليط الشاي بالحليب المفضل لديه خد يا حبيبي الشاي باللبن بتاعك
تحدث بإستفهام وهو يتناوله من يدها نص معلقة سكر يا ماما؟

أجابته بإبتسامة حانيه أه يا حبيبي نص معلقة!
تحدث هادي الأخ الأكبر بدعابه هو الباشا خايف ليتخن وميعجبش ولا أيه؟

ضحك حازم ساخرا طبعا يا أبني، رضي الباشمهندسه بالنسبة ل إتش من رضا الرب بالظبط!
إبتسم لهما وتحدث بدعابه صباح الفل يا رجالة، هي الإصطباحه إنهاردة على الغلبان هشام ولا أيه؟

أجابه مصطفي الأخ الأصغر خدلك شويه من إللي أخوك بيشوفه كل يوم يا إتش!
حدثه هشام بضحك طبعا سيادتك مبسوط ومرتاح، أهم حاجه إنهم يبعدوا عنك.

أجابه مصطفي بضحك بالظبط كدة
تحدثت سميحه بإبتسامة سيبوا أخوكم في حالة وملكمش دعوة بيه على الصبح علشان يعرف يفطر.

تحدث حازم مازح طبعا يا ست ماما، ماهو هشام باشا دلوع قلبك الوحيد
ضحك والده على ملاطفة أبناءة لشقيقهم وتحدث بجدية بقول لك أيه يا هشام، ما تكلم فريدة يا أبني تشوف شغل ل سراج إبن عمتك عندكم في الشركة، أو في أي شركة تكون نفس تخصصهم؟

تحدثت رانيا زوجة حازم بنبرة ساخرة يشوبها الغضب هو ليه حضرتك محسسنا إن فريدة دي حاجه مهمه أوي لدرجة إنها تتوسط لتعيين سراج، وأكملت للتقليل من شأن فريدة دي مهما كانت مش أكتر من مجرد مهندسه شغاله في الشركة، معلش يعني تطلع أيه هي علشان تعرف تعين سراج ولا غيرة!

نظر هشام على زوجة أخية الكارهه لوجود فريدة حتى قبل مجيؤها، وكان هذا السبب الرئيسي الذي جعله يضغط على حالة ليجلب شقة سكنية بعيدة عن تلك الرانيا التي بالطبع كانت ستزعج فريدته!
نظر لها حازم بنظرة حارقه تجاهلتها ولم تهتم!

هز حسن رأسه بيأس وأجابها بهدوء أنا يا بنتي لا عاوز أحسسك إنها مهمة ولا غيرة، كل الحكاية إن البنت مهندسة إلكترونيات وسراج نفس مجالها، وهي أدري إذا كان فيه وظايف خاليه في شركتهم ولا لاء
تنهدت سميحه بأسي وهي تري عدم تقبل زوجة إبنها المميت لخطيبة شقيق زوجها!

تحدث هشام وهو يتناول قطعة الجبن متلاشي حديث رانيا إكرام لشقيقه هقول لها إنهاردة يا بابا وأخليها تكلم مستر فايز المدير، وأكيد لو فيه مكان إن شاء الله يكون له نصيب معانا!
وقف وهو يتحدث بعد إذنكم، أنا كدة يدوب ألحق شغلي، حضرتك جاهز يا بابا؟

وقف حسن وأمسك بحقيبة يدة المخصصه بعملة كمحاسب في شركة الكهرباء، وذهب مع هشام كي يصطحبه بطريقة إلى مقر عملة ككل يوم
وتحرك حازم وهادي إلى وظائفهم وتحرك أيضا مصطفي إلى جامعته!

ووقفت سميحه وزوجتي ولديها يلملمون الصحون والأكواب وبقايا طعام الإفطار ويدعونها داخل المطبخ لجليها
خرجت سميحه إلى الحديقه لتتحدث إلى شقيقتها غادة عبر الهاتف.

حين تحدثت دعاء زوجة هادي الأخ الأكبر، وهي تحمل أدوات التنضيف وتتحرك بصعوبه لحملها بجنينها بالشهر الأخير أنا هخرج أنضف البيت وإنت نضفي المطبخ يا رانيا، ونبقا نجهز الغدا مع بعض
أجابتها رانيا تمام يا دعاء!

نظرت رانيا للخارج وجدت سميحه تتحدث عبر الهاتف إقتربت من شباك المطبخ المؤدي إلى الحديقه كي تتنصت إلى ما تقوله أم زوجها
ففهمت مما أستمعت أن هشام سيصطحب فريدة لتناول الغداء اليوم عند غادة، فقررت أن تفسد عليهما فرصة تواجدهما بهدوء بمنزل غادة،.

هاتفت زوجها في الحال وطلبت منه بأن يصطحبها اليوم بعد عودته من عمله لزيارة خالته غادة، فهي تذهب كل فترة إلى غادة لزيارتها مع زوجها، وبالطبع لم تخبرة أنها تعلم بوجود هشام مع فريدة بمنزل غادة اليوم.

دلفت سميحه للداخل بعد إنتهاء محادثتها مع غاده، وجدت دعاء تشرع في تنظيف المنزل أخذت منها أدوات التنظيف لتقوم هي به بديلا عنها نظرا لحالتها ولتعبها الظاهر عليها!

وصلت فريدة أمام مقر عملها وجدت علي يتدلي من سيارته
ذهب إليها وتحدث على إستحياء صباح الخير يا باشمهندسه!

أجابته بنبرة جاده صباح النور يا باشمهندس، هو حضرتك كمان هتقضي معانا الإسبوع ده في الشركة؟

أجابها بدعابه لطيفه ده لو مش هيضايقك طبعا، وأكمل بتفسير أنا وسليم شغلنا بيكمل بعضه، أنا بس ماجيتش إمبارح لإن إبني كان سخن شويه وأضطريت أوديه للدكتور وأفضل جنبه هو ومامته!

نظرت له بإستغراب مضيقتا عيناها وتسائلت إبنك؟

إبتسم لها وتحدث مفسرا أه يا فريدة، إبني سليم.

إبتسمت على حب علي الكبير والصادق لصديق عمره.

وأكمل وهو يتحرك بجانبها للداخل أنا متجوز من أربع سنين ومراتي معايا في ألمانيا، سليم بعد ما سافر وأستقر في الشركة، أول ما لقي فرصه تناسبني بعت لي ورحت أشتغلت معاه، بعدها نزلت إتجوزت البنت اللي كنت بحبها وأخدتها وعشنا هناك، وعندي سليم عمرة 3 سنين.

وأكمل بحديث ذات مغزي ولد شقي ومغلبني أنا ومامته، زي عمه سليم بالظبط!

إبتسمت إبتسامه جانبيه وأردفت بنبرة جادة ربنا يبارك لك فيه إنت ومامته!

أجابها بإبتسامة على فكرة مامته لطيفه جدا، إسمها أسما، إن شاء الله يكون فيه فرصه وأعرفك عليها!

هزت رأسها بإيماء وتحدثت بمجاملة إن شاء الله!

وأكمل هو مفسرا أنا أتجوزت وخلفت وحسام خطب ريم أخت سليم، ما فضلش من شلتنا غير سليم اللي أضرب عن الجواز بسببك يا فريدة!

وصلت للمصعد وضغطت زر الإستدعاء وتحدثت ساخرة تقصد بذنبي، مش بسببي.

ونظرت له وتحدثت بحديث ذات مغزي أصلها تفرق يا باشمهندس!

دلفا سويا وضغطت زر الصعود وتحدثت وهي تنظر إليه علي العموم يقدر دالوقت ينيم ضميرة ويريحه ويخطب ويعيش حياته، بعد ما أطمن إني مكمله حياتي وبنيتها من جديد بعد ما دمرها لي!

وأبتسمت ساخرة وأردفت قائلة ده لو كان البيه عنده ضمير من الأساس!

أجابها على بنظرة ونبرة صوت حزينة صدقيني يا فريدة إنت ظالمة سليم، سليم من أنضف وأنقي الشخصيات إللي عرفتها في حياتي!

أجابته بنبرة ساخرة يبقا يؤسفني أصدمك وأقول لك إنك للأسف مقابلتش حد نضيف في حياتك!

توقف المصعد وأنفتح بابه وخرجا منه ووقف على وتحدث إليها ياريت يا فريدة تدي له فرصة يشرح لك فيها إللي حصل بالظبط، أنا أكتر واحد شاف وجع سليم في بعادك وعارف كم الوجع والألم إللي عاشه بسبب إنه ماعرفش يوصل لك، ودة للأسف بسبب لعبة أتلعبت عليه من حسام!

ونظر لها برجاء سامحي يا فريدة، أنا عارف إن سليم غلط في حقك وظلمك، بس صدقيني هو دمر نفسه وأذاها قبل ما يأذيكي.

وأكمل بتعقل إحنا بشر وكلنا معرضين للخطأ وأرتكاب الذنوب، المهم إن الإنسان يدرك ذنبه ويتوب ويحاول بكل قوته يكفر عنه، وده اللي سليم بيحاول يعمله، ياريت تغفري له وتسامحي وتدي لقلوبكم فرصه للحياة من جديد!

إبتسمت له وتحدثت بنبرة تهكمية بتطلب مني أسامحه وأدي له فرصه من جديد وأصدقه، وكمان بتشهد على كم ألمه وعذابه والمفروض إني أصدقك؟

وأكملت بعيون لائمه طب أصدقك إزاي وأنت كنت شاهد على غشه وخداعه ليا ومتكلمتش ولا حتى جيت نبهتني؟

وأكملت بعتاب وأنا اللي إعتبرك زي أخويا وإنت كنت قابل عليا الوضع المهين اللي كنت فيه!

أجابها بصدق مكنش ينفع أخون ثقة صاحبي فيا، صدقيني مكنتش أقدر، وبعدين لو تفتكري أنا نبهتك بشكل غير مباشر، يوم عيد ميلاد سليم لو تفتكري، لما قولت لك أوعي تتغيري أو تغيري مبادئك وقيمك علشان أي حد مهما كان، حتى لو علشان سليم نفسه!

أجابته بقوة وتهكم لا والله كتر خيرك يا باشمهندس
وكادت أن تكمل لولا صعود المصعد وتوقفه المفاجئ وخروج سليم وهشام معا وكل منهما مكشعر الوجه لعدم راحته للأخر.

تحركا معا ووقف هشام قبالتهما وتحدث بوجه بشوش صباح الخير
ردوا عليه وكرر سليم الصباح.

وتحدث هشام إلى فريدة بوجه عاشق إزيك يا فريدة!

إبتسمت له وتحدثت بوجة بشوش الحمدلله يا هشام، أنا تمام.

كان هذا يحدث تحت غضب سليم وإشتعال قلبه بنيران الغيرة من مجرد حديثهما معا.

أشار هشام بيدة لها بأن تتحرك أمامه لإصطحابها إلى مكتبها وتحركا بالفعل
أوقفهما صوت سليم الذي بدا حاد إلى حد ما باشمهندسه فريده.

إلتفتت إليه فتحدث بلهجه أمرة هاتي لي الملفات اللي قولت لك عنها إمبارح
وحصليني على مكتبي لو سمحتي!

تفوة بكلماته الحادة وتحرك بخطي واثقه إلى مكتبه، نظر لها على بحذر وتحرك خلف سليم.

أما هشام الذي تحدث بغضب عارم وهو يقور يداه شوفي لك حل للموضوع ده مع فايز يا إما أنا بنفسي هروح له وأخليه يرشح أي حد مكانك للمهمه دي!

تحركت غاضبه إلى مكتبها من كلاهما وأفعالهما التي ستصيبها حتما بالجنون، دلفت لداخل المكتب تبحث في بعض الملفات الموضوعه فوق مكتبها بعنايه
وتحدثت غاضبه للمرة الألف يا هشام هقول لك أرجوك ماتتدخلش في شغلي.

وأكملت بنبرة حادة مش من حقك تروح ل مستر فايز وتقوله يسحب مني المهمه، إنت هنا زميل ليا مش أكتر، ياريت تفرق بين فريدة خطيبتك اللي برة الشركه، وبين فريدة زميلتك إللي في الشغل!

نظر لها بغضب عارم وعيون مشتعله وأردف قائلا بإعتراض وأنا بقا مش عاجبني الوضع ده يا باشمهندسة؟

أجابته دون تردد وبقوة إنت حر يا هشام، بس علشان تكون عارف أنا مش هضيع مستقبلي وتقدمي في منصبي علشان خاطر أي حد!

حتي لو كان الحد ده أنا يا فريدة؟، جملة قالها هشام بتساؤل.

أجابته بقوة وتأكيد حتي لو كان الحد ده أبويا بذات نفسه يا هشام.

وأكملت بقوة وأعتراض أنا متحملتش دراسة بالصعوبه دي وتعبت فيها وأبويا صرف عليا دم قلبه علشان في الأخر ييجي حد يتحكم فيا وفي مستقبلي!

كان يتحرك داخل مكتبه ذهابا وإيابا والغضب والغيرة ينهشان داخله ويحرقاها.

دلف إليه على وتحدث بإستفهام أيه اللي إنت عملته برة ده يا سليم، إنت كدة بتستفز خطيبها وتحط نفسك معاه في خانة الإختيار. ، وأكيد فريدة هتختار خطيبها.

أشار له بيده وتحدث بغضب من بين أسنانه علي، أنا مش ناقصك إنت كمان، كفايه عليا الهانم وعندها وغبائها اللي هيشلني ويموتني ناقص عمر، مش هتبقي أنت كمان عليا!

وتحرك للخارج كالمجنون لم يستطع فكرة تواجدها مع ذلك الهشام بمكان واحد، وصل إلى مكتبها حتى يستعجلها، توقف حين إستمع لشجارهما من فتحة الباب الغير مغلق بالكامل.

إبتسم وهو يستمع إليها حين رفضت تدخل هشام في عملها وأستمع لها وهي تفضل عملها معه على ذلك المدعو هشام.

تنهد بإرتياح وعاد إلى مكتبه من جديد تحت أنظار على المستغربه من كم الراحه التي علت ملامحه.

تسائل علي بإستغراب وده يطلع أيه ده كمان إن شاء الله؟
إبتسم له وتحدث بتأكيد فريدة بتحبني وهتختارني أنا يا علي، المسألة مسألة وقت مش إكتر، وبكرة هفكرك!

إبتسم على وكاد أن يتحدث لولا إستئذان فريدة ودلوفها وبيدها عدة ملفات وجهاز اللاب توب الخاص بها
أشار لها بالجلوس إلى الأريكة وجلس بعيدا عنها وبجانبه علي.

وتحدث بنبرة جادة وعملية يعرفها علي جيدا حتى فريدة باتت تعرفها.

سليم ياريت يا باشمهندسين نركز مع بعض علشان الملف ده محتاج تركيز وأنا حابب نخلصه إنهاردة.

وأكمل بجدية يعني تعملوا حسابكم إن حتى ال Break بتاعنا هناخده هنا!

أجابته بعملية مافيش مشكلة يا أفندم، أنا جاهزة يا ريت نبدأ.

أما هشام الذي كان يتحرك داخل مكتبه بغضب عارم بعدما فضلت فريدة عملها مع سليم على إرضاءه وتركته غاضبا وذهبت غير مباليه به وبغضبه، ضل يجوب المكتب ذهابا وإيابا بغضب عارم.

داخل شقة قاسم السكنيه!

يجلس حسام أمام عمته التي تضع ساق فوق الأخرة بكبرياء وتحدثه طمني وقولي أيه أخبار سليم مع البنت دي يا حسام؟

أجابها بطمئنه إطمني يا عمتو، أنا قولت لحضرتك مش عاوزك تقلقي من الموضوع ده طول ما أنا موجود!

تحدثت بقلق لم تستطع مداراته عاوزني أطمن إزاي يا حسام وإنت بتقول لي إن المجنون خلاهم خصصوله مكتب وأخد الهانم بتاعته معاه؟

وأكملت يعني فرصة رجوعها ليه إتضاعفت!

تحدث بثقه بنبرة عمليه يا عمتو اللي سليم عمله ده شغل وطبيعي جدا إنه يحصل في مجالنا، سليم المفروض هيختار شركة من بين شركات كتير مقدمين عروض، ومن الطبيعي أنه يدرس موقف الشركة بمنتهي الدقه، وأظن إللي سليم عمله ده تصرف صحيح وحل من ضمن مجموعة حلول أخري.

وأكمل بثقه وهو يبتسم أما بقا من ناحية قلقك من رجوع البنت لسليم فأحب أقول لك إن رجوعها ليه بقا من سابع المستحيلات،
أولا لأن سليم بسفرة المفاجيء أذاها وأهانها لدرجة عمرها ما هتقدر تنساها أو تتلاشاها وترجع من تاني تكمل معاه عادي وكأن شيئا لم يكن.

ثانيا بقا وده الأهم، إن البنت مخطوبه ومن حسن حظنا إنها محافظه جدا ومن المستحيل إنها تغدر بخطيبها أو تخونه وده طبعا من وجهة نظرها!

تنهدت وحدثته بتحذير همشي وراك وأسلم لك عقلي يا حسام، بس صدقني لو الموضوع ده ما أنتهاش زي ما أنا مرتبه له هتزعل مني أوي!

أجابها بثقه مش عاوزك تقلقي يا عمتو، أنا ليا عيون جوة الشركه بتنقل لي أخبار فريدة أول بأول، وعارف كويس كل تحركاتها وحتى أفكارها!

هزت له رأسها بإيماء وتحدثت برضا وأقتناع تمام يا حسام!
تنهد هو براحه وأرتخي بجلسته مطمئنا بعدما شعر برضا أمال عنه.

بعد إنتهاء دوام العمل!

خرجت فريدة من باب الشركة وجدته ينتظرها داخل سيارته، إستقلت السيارة بجانبه وهو على وضعيته لم يتحرك له ساكن، كان ينظر أمامه ويضع ساعده ساندا إياه على نافذة السيارة ويهزة بغضب!

إعتدلت بجلستها وقاد هو محرك السيارة وأنطلق بها تحت صمت رهيب من إتنتيهم.

بعد مدة قصيرة توقف بسيارته فجأة مما أحدث صوت صفير نتيجة لإحتكاك إطارات السيارة بالأسفلت.

نظرت له برعب وتحدثت بنبرة قلقه فيه أيه يا هشام، وقفت ليه بالطريقة المرعبه دي؟

نظر لها بعيون يملؤها الحزن والخزلان وتحدث مش عارفه فيه أيه يا فريدة؟
فيه إني إكتشفت إني مليش أي لازمه عندك يا باشمهندسه، بقا تفضلي مهمه تافهه زي دي عليا ومايهمكيش زعلي، للدرجة دي راحتي ورضايا مالهومش عندك أي تمن؟

تنهدت بأسي وتحدثت بعقلانيه أرجوك يا هشام ما تصعبش الموضوع عليا وعليك أكتر من كدة، الموضوع أبسط من إنك تحطه في إطار شخصي، ده موضوع شغل بحت، ليه بتحوله لموضوع شخصي وتحط نفسك في مقارنه وإختيار، يا هشام إنت حد غالي أوي عندي، وأنا بجد بحترمك وبقدرك فوق ما تتصور، فبلاش تخليني أتحط في إختيارات من النوع ده!

نظر له بحزن وتحدث بألم حد غالي عليكي وبتحترميني، بس يا فريدة؟
أنا كدة بالنسبة لك، كان نفسي تقولي إنت حبيبي يا هشام وأنت عارف كده كويس!

إبتلعت لعابها بخجل وتحدثت بإضطراب إنت أكيد عارف إنت أيه بالنسبة لي من غير ما أقول، وبعدين إنت عارف إني بخجل وبستحرم أقول الكلام ده.

ثم نظرت له وتحدثت بعيون مطمأنه لتراضيه إن شاء الله لما نتجوز هزهقك من الكلام اللي نفسك تسمعه!

إبتسم لها وأقشعر جسدة بالكامل من شدة فرحه لمجرد نطقها لتلك الكلمات البسيطه ولكنها كفيله له بأن تسعد قلبه وتحوله من الحزن إلى السعادة.

وتحدث بسعاده وعيون راضيه وأنا عمري ما هزهق من حبك يا فريدة، ده أنا بستني اليوم ده على نار علشان أعرفك وأقول لك أنا أد أيه بحبك، وكمان علشان أشوف مدي حبك ليا.

إبتسمت له بعيون خجله وتحدثت طب يلا أتحرك علشان نلحق نشتري علبة شيكولا وبوكيه ورد قبل ما نروح لغادة.

أجابها بوله وهو يدير مقود السيارة من جديد عيوني ليكي يا فريدة.

إبتسمت له وحسرة ملئت قلبها على ذلك العاشق الذي يعشقها بكل ما فيها!

حدثت حالها بألم، سامحني هشام
سامحني على عدم إستطاعتي إهدائك قلبي فهذا الامر ليس بيدي
يعلم الله أنني جاهدت بكل ما أوتيت من قوة ولم يأتي الأمر بنفع
فلتسامحني ولتصفح عني أرجوك!

أخرجها من شرودها وهو يصطف بسيارته أمام إحدي محلات الحلوي الشهيرة بالقاهرة وتحدث يلا يا حبيبتي إنزلي علشان تنقي الشيكولا بنفسك.

تحدثت وهي تهبط من السيارة بعد إذنك يا هشام أنا اللي هحاسب، لأن دي هديتي لغادة، فمش معقول هتدفع لي حساب الهدية.

نظر لها معاتبا وتحدث عيب يا فريدة الكلام اللي بتقوليه ده
تحدثت بإعتراض هشام أرجوك!

صاح بها بنبرة حادة إنت كده بتهينيني على فكرة!

تنهدت بإستسلام ودلفت معه للداخل
تحركت بجانبه وهي تنظر إلى صفوف الشيكولا المرصوصه بعنايه داخل الفاترينات الزجاجيه بشكل يجذب النظر لتنتقي من بينها الصنف المناسب.

كل هذا تحت أنظار سليم الذي يجلس بجانب على يحتسيان قدحان من القهوة مع قطعتان حلوي.

زفر بضيق وتحدث بنبرة غاضبه وبعدين بقا في حرقة الدم دي!

نظر علي إلى المكان الذي ينظر إليه صديقه وجد فريدة بجانب هشام وهما يبتسمان ويتحدثان إلى العامل المسؤول عن المكان.

تحدث على بدعابه إهدي يا وحش، كدة مش حلو على صحتك وإحنا محتاجينها علشان تبقا تشرفنا قدام فريدة، ولا أيه يا هندسة؟

أجاب صديقه بضيق من بين أسنانه إخرس يا على بدل ما أقوم أستعرض عليك صحتي وأطلع قرف اليوم كله عليك!

ضحك بصوت عالي أثار إنتباة الحضور جميعا ومن بينهما فريدة وهشام اللذان أستغربا وجودهما.

حين تحرك إليهما تحت إستغراب سليم.

وصل إليهما وتحدث بإبتسامه بشوشه ده أيه المفاجأة الحلوة دي، شكلكم كدة كان نفسكم في حاجه حلوة زينا.

تحدث هشام بإمتعاض أهلا يا باشمهندس، الحقيقه إحنا مش جايين ناكل، إحنا جايين نشتري شيكولا وجاتوة وماشيين على طول!

تحدث على وهو ينظر إلى فريدة المرتبكه من تفاجأها بوجود سليم طب إتفضلوا أقعدوا معانا خدوا فنجان قهوة على ما يجهزوا لكم طلبكم!

أجابه هشام بإعتذار لطيف شكرا يا باشمهندس مش حابين نزعجكم!

تحدث على سريع بإصرار وأستماته ياراجل تزعجونا أيه بس، ده أنتم هتنورونا.

وأشار بيدة إلى النادل وتحدث أتنين قهوة مع قطعتين تشيز كيك شيكولا هنا لو سمحت!

ثم نظر إليهم وهو يحثهم على التحرك الإجباري وتحدث بتحبوا التشيز كيك ولا تحبوا أبدله ليكم بحاجه تانيه؟

كان سليم يضحك بإستسلام على صديقه الذي أجبرهما بلطافه على الجلوس معهما بنفس الطاوله.

رفعت فريدة كتفيها بإستسلام إلى هشام وحسته بأن يتحرك ليجلسا حتى لا يحرجا علي على عزومته تلك.

تحدثت وهي تتحرك بجانب هشام لتسمع سليم لا كويس يا باشمهندس، أنا وهشام من عشاق التشيز كيك!

وصلت إلى الطاولة الجالس عليها سليم وأبتسمت وتحدثت بصوت رخيم مساء الخير يا باشمهندس!

وقف سريع إحتراما لها وهز رأسه بإبتسامه سعيدة وأجابها مساء النور يا باشمهندسه، وأشار بيدة بالجلوس إتفضلوا.

نظر له هشام وتحدث من بين أسنانه مكنش ليه لزوم تتعبوا نفسكم يا باشمهندسين.

نظر له وتحدث بإبتسامه مزيفه تعبكم راحه أستاذ هشام!
جاء النادل وتحدث قهوة حضراتكم أيه يا أفندم؟

أجابت فريده بثقه أنا قهوتي مظبوطه وأستاذ هشام قهوته على الريحه!

ونظرت إلى علي وتحدثت بإعتذار بس ياريت تعفينا من التشيز كيك لإننا معزومين على الغدا ومش هينفع ناكله حاليا.

نظر لها بإبهام حين تحدث علي بفضول بعد ذهاب النادل أكيد أستاذ هشام معزوم عندكم في البيت يا باشمهندسه؟

تحدث هشام بقوة مستغرب من فضول ذلك العلي الحقيقه معزومين عند خالتي، ولولا أنها عزومة خاصه جدا وجوها هادي كنت قلت لكم أتفضلوا معانا!

وأكمل بحديث ذات مغزي الحقيقه خالتي عملالنا العزومه مخصوص أنا وفيري علشان نقعد عندها براحتنا.

نظرت له فريدة بعتاب على ما تفوة به عن عمد، وجاء النادل بالقهوة وأنزلها وبدأ بإحتسائها.

حين تحدث سليم ساخرا بحديث ذات مغزي هو أنتم ما بتخرجوش مع بعض ولا أيه، يعني، زي أي إتنين مخطوبين وبيحبوا بعض ما بيعملوا.

كاد أن يرد ولكنها سبقته ونظرت له وتحدثت بقوة الحقيقه أنا اللي مش زي أي حد من المخطوبين اللي صادفوا حضرتك، أنا ما بعترفش بحاجه إسمها خطوبه أساسا، وهشام كمان مش أي راجل عادي والسلام، هشام راجل محترم وبيحترمني وبيقدرني لأبعد الحدود، علشان كدة أنا وأهلي بنثق فيه ثقه عمياء!

إبتسم هشام ونظر لها بسعادة من إطرائها عليه
أما سليم فغلي قلبه وأشتعل.

أشار له العامل وتحدث طلبات حضرتك جهزت يا أفندم، من فضلك أتفضل عند الكاشير علشان تحاسب.

وقف وأتجه إلى الكاشير ووقف على وأتجه إلى الحلوي ينظر إليها ليدع لهما الفرصه للحديث على إنفراد.

تحدث إليها سريعا برجاء بلاش تروحي معاه، أتحججي بأي حاجه وبلاش تروحي، فريدة أنا بموت ومش قادر أتحمل فكرت وجوك معاه في عربيته، إزاي هتحمل فكرة وجودك معاه في شقة واحدة، بلاش تعملي فيا كدة علشان خاطري، وحياة سليم عندك بلاش!

نظرت إليه بإستغراب من شدة تألمه وأنين قلبه التي ظهر بصوته وداخل عيناه.

نظر لها وأعاد الرجاء علشان خاطري يا حبيبي.

إلتفتت بشرود على صوت هشام وهو يستدعيها يلا بينا يا حبيبتي!

ونظر إلى سليم وتحدث متشكر يا باشمهندس على عزومة القهوة، وإن شاء الله نردهالك قريب.

وأكمل وهو ينظر إلى على الذي حضر بعد إذنكم
وتحركت هي بجانبه بقلب ولأول مرة يئن وبشدة لأجل ذلك السليم الذي رأت كم الغيرة والألم بصوته وأيضا داخل نظرة عيناة المترجيه.

نظرت إليه وتحدثت بصوت ضعيف متأثر بحالته بعد إذنك!

نظر لها وعيناه تترجاها بألا تفعل، إنسحبت وتحركت للخارج بجانب هشام تحت أنين قلب سليم وتوجع روحه المتعبه.

بعد قليل كانت تجلس بالسيارة تنتظر هشام الذي ذهب ليبتاع باقة الزهور، دلف إلى السيارة وبصحبته باقتين من الزهور وضع إحداهما في الخلف بجانب الحلوي والشيكولا.

ومد يدة بالأخري وأبتسم بحب وهو يقدمها لها وأردف بعيون سعيدة أتفضلي يا أحلا وردة في بستان حياتي
إبتسمت بشرود وتحدثت ده علشاني؟

إبتسم لها وأمسك يدها ووضع بها قبلة بث بها عشقه لها، إرتعش جسدها بالكامل وسحبت يدها سريع وأبتلعت لعابها وتحدثت بعتاب ليه كدة يا هشام، إنت عارف إني مش بحب كدة، وبعدين إنت كدة بتفتح باب للشيطان!

نظر لها بعيون عاشقه وتحدث متأسف أنا أسف يا قلبي، بس والله غصب عني
وأكمل بعيون هائمه يا فريدة أنا بحبك أوي وبجد بجاهد نفسي على أد ما أقدر لما بنكون مع بعض!

حدثته وهي تنظر من النافذة بحزن علشان كدة دايما برفض وجودنا مع بعض في مكان واحد، وسيادتك زعلان أوي علشان مابروحش الشغل معاك في عربيتك!

نظر لها وتحدث بدعابه خلاص يا فريدة مش حكاية هي، ماكنتش بوسه على أيدك إللي هتعملي لي عليها موال.

وغمز بعيناه بوقاحه وتحدث بجرأة أومال لو كانت فوق شفايفك الحلوة دي كنتي عملتي فيا أيه.

خجلت من تلميحاته ثم نظرت إلى الزهور وقربتها من أنفها وأشتمتها
ثم تحدثت لتغير مجري الحديث حلو أوي الورد يا هشام.

أجابها بعيون مسحورة بحبها بحبك يا قلب هشام من جوة!

إبتسمت ثم نظرت من نافذة السيارة وتألمت حين تذكرت ذلك العاشق الذي تألم داخلها لأجلة.

بعد قليل كانا يقفان أمام باب شقة غادة التي تقع في إحدي المناطق السكنيه المتوسطة الحال، فتحت لهما غادة بوجهها البشوش وروحها المرحه وتحدثت يا أهلا وسهلا المنطقة كلها نورت!

إبتسمت لها فريدة وهي تقبلها وتحدثت المنطقه منورة بناسها، أزي حضرتك!

نظرت لها غادة وتحدثت بتذمر مصطنع أممممم إحنا قولنا أيه؟

إبتسمت لها فريدة ومدت يدها بباقة الزهور لتعطيها إياها وأردفت Sorry يا غادة!

أجابتها بإبتسامة أيوة كدة، لازم تتعودي، أنا واحدة شايفه نفسي صغيرة ومش عاوزة حد يكبرني في السن، أتفضلي أدخلي، نورتيني.

تحرك هشام إلى الداخل ووضع ما بيدة فوق البوفيه
وتحدثت غادة بإعتراض ممكن أفهم أيه بقا إللي أنتم جايبينه معاكم ده؟

تحدث هشام بدعابه ده بس علشان فيري أول مرة تزورك، يعني ما تتعوديش على كدة، إحنا ناس بنبني مستقبلنا ولسه بنقول بسم الله!

ضحكت فريدة وغادة معا
و تحدثت فريدة وهي تنظر إلى شقة غادة ماشاء الله، ذوقك في ترتيب وفرش الشقه حلو أوي يا غادة!

أجابتها بحب عقبال شقتكم وتبقا أحسن من دي يا فيري.

أجابها هشام قريب جدا إن شاء الله، بالكتير أوي شهرين وأستلمها وأبدأ أوضب فيها على ذوق حبيبتي.

إبتسمت فريدة وتحدثت غادة طب يلا خد خطيبتك وأقعدوا جوة في الصالون على ما أجهز السفرة.

تحدثت فريدة بإعتراض لطيف كي لا تتواجد بمفردها مع هشام أسمحي لي أوضب معاكي السفرة يا غادة!

نطقت غادة بإعتراض بعدما لاحظت حزن هشام للدرجة دي شيفاني ست بيت خايبه ومحتاجه مساعدة؟

وأكملت على فكرة بقا يا فريدة، أنا ست بيت شاطرة جدا، وبعدين يا حبيبتي دي أول زيارة ليكي عندي، معقوله هدخلك المطبخ وأستغلك كدة من أولها.

وأكملت لحثهما للدخول يلا يا إتش خد خطيبتك وأدخلوا وأدوني مساحتي علشان أعرف أتحرك براحتي وأنا بجهز السفرة!

أشار هشام إلى غرفة الصالون وتحدث إتفضلي يا حبيبتي.

تحركت وجلست وجاورها هو وتحدث بعيون ملامه زعلان منك على فكرة!

أجابته بإستفهام مني أنا؟
طب ليه يا هشام؟

تنهد بألم يسكن داخله وأردف قائلا بحيرة علشان كل ما أحاول أخلق فرصة نقرب فيها من بعض بلاقيكي بتبعدي عني أكتر، ودة شيئ محيرني ومضايقني جدا، لدرجة إني ساعات بحس إنك ما بتحبنيش.

وأكمل بألم وعيون عاشقه مع إني والله بعشق التراب إللي بتمشي عليه.

صرخ داخلها بألم لأجل عاشق عيناها الذي لا ذنب له سوي أنه عشقها وبقوة!

حدثت حالها بأنين، سامحني هشام، أرجوك سامحني وألتمس لي العذر، فأمر هذا القلب اللعين ليس بيدي، بل وبكل أسف بين يدي قاتله وبحوزته كاملا، ولكني أجاهد وسأظل أجاهد حتى أنتزعه منه وأهدية إياك على الرحب والسعه، لأنك حقا تستحقه وبجدارة، وهذا وعدي لك.

فاقت من حديثها مع النفس وتحاملت على حالها وأجابته بكذب ليه بتقول كدة يا هشام، صدقني أنا كمان بحبك، يمكن بس مش بعرف أعبرلك ك.

قاطعها بفرحه عارمة إحتلت ملامح وجهه وتحدث بصوت سعيد قولتي أيه يا فريدة، قوليها تاني كده وإطربيني، قوليها تاني وريحي قلبي اللي ياما حلم يسمعها من بين شفايفك.

إبتسمت بمرارة على ذلك الحبيب الذي تكفيه نطقها لبعض الكلمات ليحلق في السماء فرح.

غريب حقا أمر هذا العشق، دائما يأتينا بأوقاتنا الخطأ مع الأشخاص الخطأ، وعندما يأتون أشخاصنا المناسبون
للأسف، يأتون بعد فوات الأوان!

إبتسمت وهي تبتلع غصه مرة داخل حلقها وتحدثت بإبتسامة تحاول بها مداراة وجع روحها إنت حد حلو أوي يا هشام، وصدقني إنت تستاهل اللي أحسن مني 1 مرة!

قطع حديثها بعيون هائمة في سحرها مفيش في الدنيا كلها حد أحسن منك يا فريدة، إنت أجمل ما شافت عيني، قلبي وعيوني ما بيشفوش حد غيرك،
وأكمل بدعابه بس أنت كدة غشتيني وماقولتليش الكلمة اللي حابب أسمعها، قوليها يا حبيبتي علشان خاطري، قوليها!

إبتسمت له وتحاملت على حالها وتحدثت بكذب بحبك يا هشام، صدقني بحبك!

أخذ نفسا عميقا وأخرجه بسعادة لامتناهيه ظهرت على وجهه وتحدث بصوت حنون عاشق وأنا بعشقك يا فريدة وبعشق التراب إللي بتمشي عليه، وكل يوم بحلم باليوم إللي هيتقفل علينا فيه باب واحد.

وأكمل بوعد أنا مش هقولك زي الشباب ما بيقولوا للبنات، لكن كل إللي أقدر أقوله ليكي إني هسخرلك قلبي وحياتي علشان أخليكي أسعد واحده في الدنيا كلها.

أجابته بصدق لصدق مشاعرة ربنا يخليك ليا يا هشام، أنا بجد ربنا بيحبني علشان رزقني حبك، ربنا يقدرني وأقدر أسعدك وأعوضك عن كل حاجه عملتها علشاني!

أجابها بحب وجودك معايا لوحدة كفيل إنه يخليني أسعد راجل على وجه الأرض، أوعي في يوم تبعدي عني يا فريدة، صدقيني اليوم ده هيكون فيه نهايتي.

تحدثت بلهفه بعد الشر عنك يا هشام، ربنا يخليك ليا!

حرك يده وكاد أن يلمس يدها الموضوعه فوق ساقها لكنها سحبتها سريع وتحدثت برجاء لطيف بلاش يا هشام نعصي ربنا علشان يبارك لنا في حياتنا!

أبتسم لها بحب وأجابها حاضر يا حبيبتي، وأنا هجاهد قلبي وأحساسي علشان خاطر ربنا وخاطرك!

بعد قليل كانت تجلس بجانبه حول سفرة الطعام وتقابلهما غادة!

نظرت غادة إلى وجه هشام وشعرت أنه هائم وكأنه في جنة الخلد من شدة سعادته، سعد قلبها
وإبتسمت لسعادة إبن شقيقتها الغالي على قلبها ونظرت إليه وهو يضع الطعام أمام حبيبته بإهتمام.

تحدثت غادة بسعادة نورتيني يا فريدة!

أجابتها فريدة بوجه بشوش متشكرة يا غادة، وتسلم إيدك، بجد الأكل تحفه وخصوصا ورق العنب، رهيب!

إبتسمت غادة وأجابتها بألف هنا على قلبك، ويكون في علمك الزيارة دي لازم تتكرر مرة شهريا على الأقل، هشام عارف إني قاعدة لوحدي طول اليوم، تميم بييجي بالليل متأخر، ومحمد بييجي يومين في الشهر، فحقيقي هتونسوني وتسعدوني لو كررتوها.

أجابها هشام إن شاء الله يا حبيبتي هتتكرر.

ونظر إلى فريدة وتحدث بحنان كلي يا فريدة.

أجابته أكلت يا هشام
ونظرت إلى غادة وتحدثت بشكر تسلم إيدك يا غادة!

أجابتها غادة هو أنت كدة إن شاء الله أكلتي، على فكرة أنا عامله الأكل ده كلة علشان يتاكل، مش هنتصور جنبه إحنا.

أجابتها وهي تقف وتمسك بالصحون وتلملمها فوق بعضها إستعدادا لدلوفها إلى المطبخ لمساعدة غادة صدقيني شبعت يا غادة، بجد تسلم إيدك!

داخل منزل حسن نور الدين.

كان حسن يجلس بجانب زوجته يحتسيان كأسان من الشاي بعد تناولهم وجبة الغداء مع باقي العائلة.

نظرت سميحه إلى حازم وزوجته رانيا وهما يرتديان ثيابا توحي إلى إنتوائهما الخروج وتحدثت خير يا ولاد، إنتوا خارجين ولا أيه؟

أجابها حازم بإبتسامة وهو يحمل طفله الصغير أحمد رايحين نزور خالتو غادة وهنقضي باقي اليوم معاها.

نظرت لهما سميحه بإستغراب وتحدثت وأيه اللي طلعها في دماغكم فجأة كدة ومن غير ما تقولوا؟

ردت عليها رانيا بتخابث وحضرتك معترضه ليه يا طنط على الزيارة، مش إنت إللي دايما بتطلبي مننا نروح نزورها علشان قاعدة لوحدها؟

تنهدت سميحه وتحدثت مش فكرة معترضه يا بنتي، أصل هشام وخطيبته هناك إنهاردة، فاستغربت إنكم رايحين.

تحدث حازم بإستغراب هو هشام وفريدة عند غادة إنهاردة؟
ثم نظر إلى رانيا وتحدث إليها بتساؤل إنت كنتي عارفه؟

أجابته بكذب وأنا هعرف منين يا حازم
ثم وجهت بصرها إلى سميحه وتحدثت بتخابث إذا كانت طنط نفسها قايله ل مصطفي قدامنا لما سألها على هشام إنه هيتغدا مع واحد صاحبه برة، يبقي أنا هعرف منين؟

تحدث حازم ناهيا النقاش خلاص مش ضروري نروح إنهاردة، نبقي نزورها يوم تاني إن شاء الله.

إشتعل داخل رانيا وكادت أن تعترض إلا أن حسن تحدث بعمليه وأيه المشكله يا أبني لما تروحوا وأخوك وخطيبته هناك!

نظرت له سميحه بضيق وتحدثت رانيا بخبث قوله يا عمو، وبعدين أهي فرصة أقعد مع فريدة علشان بجد وحشاني.

وتحركت وهي تمسك بطفلها الأول عبدالله وتحدثت على عجل يلا يا حازم كدة هنتأخر وممكن ما نلحقهمش!

نظرت لها سميحه بإستغراب وباتت متأكدة من أنها تنصتت عليها كعادتها وهي تهاتف شقيقتها.

بعد خروجهم من البوابه الحديديه تحدثت سميحه بيقين عمرها ما هتبطل خصله التصنت اللي فيها، ربنا يستر وما تعملش مشكله مع خطيبة هشام.

حدثها حسن بهدوء ولا مشكلة ولا حاجه، دي أخرها ترمي لها كلمتين سم من بتوعها وخلاص.

تنهدت سميحه وتحدثت بأسي والبنت ذنبها أيه تسمع لها كلمتين بايخين من كلامها اللي يحرق الدم.

ثم تنهدت وأكملت بإستسلام لله الأمر من قبل ومن بعد.

إستقلت رانيا سيارة زوجها بجانبه
نظر لها حازم بنظرات شك وسألها إنت كنتي تعرفي إن هشام وفريدة موجودين عند غادة إنهاردة؟

زفرت وأجابته بإمتعاض وأنا هعرف منين بس يا حازم، إنت هتعمل زي طنط وتشك فيا، يعني الحق عليا إني بحسك على صلة الرحم وبدل ما تيجي تشكرني تقعد تحقق معايا؟

نظر لها بتوجس وتحرك متجها إلى مسكن غادة القريب منهم وبعد مدة قليله كانوا قد وصلوا.

كانت فريدة تقف في شرفة المسكن بجانب هشام، يسمعها أحلا كلمات الغزل وهو في قمة سعادته.

وفجأة دق جرس الباب وتوجهت غادة لتفتح تفاجأت برانيا وحازم وطفليهما
رحبت بهما وأستغرب هشام من وجودهما.

توجه حازم إلى الشرفه ومد يدة بإبتسامه مرحبا بفريدة وأردف قائلا بود أزيك يا باشمهندسه، أخبارك أيه؟

أجابته بإبتسامة سعيدة فهي حقا تكن له كل الإحترام أهلا وسهلا يا متر.

تحركت رانيا وهي تنظر إليها بحقد وتتفحصها من أول حجابها إلى حذاء قدميها تحدثت بإبتسامه مزيفه أزيك يا فريدة، وحشاني.

إقتربت منها فريدة وهي تقبلها بود وتحدثت أهلا بيكي مدام رانيا.

وبعد مدة من جلوسهما معا في بهو المنزل إستأذن هشام وأخذ فريدة وخرجا مجددا إلى الشرفه وضلا يتحدثان بإبتسامات تحت أنظار رانيا المستشاطه غضبا من عشق هشام الذي تنطق به عيناه لتلك الفريدة.

تحركت إليهما تحت مناداة حازم لها ولكنها لم تعيرة أي إهتمام.

وقفت قبالتهما وتحدثت لسه مزهقتوش من وقفتكم مع بعض؟

نظر لها هشام ثم حول بصرة إلى فريده وتحدث بعيون عاشقه هو فيه حد يزهق من وجودة في الجنه؟
وأكمل بهيام فريدة دي جنتي على الأرض.

إشتعل داخل رانيا التي ما وإن رأت ثنائي سعيد تهب بداخلها نار الغيرة.

تحدثت بإبتسامة مزيفه كلكم بتقولوا كدة في الأول وبعدين بتتحولوا، ما علينا، روح أقعد مع أخوك وخالتك شويه وسيبني أنا وسلفتي نتعرف على بعض أكتر.

نظر لها بإستغراب وريبه وتحدث ساخرا وأقعد مع أخويا ليه إن شاء الله، هو كان لحق وحشني!

تحدثت فريدة أكيد أنا كمان يسعدني ويشرفني إني أتعرف عليكي أكتر.

إنسحب هشام على مضض وتوجه للداخل وجلس ووجه حديثه إلى حازم معاتبا إياه بدعابه يعني كان لازم تيجي وتجيب مراتك إنهاردة؟

ثم نظر إلى أحمد الصغير وهو يقبله منور يا قلب عمو.

ضحك حازم وتحدثت غادة بدعابه قلبي عندك يا إتش، هادمت اللذات إقتحمت عليكم خلوتكم.

تحدث حازم بدعابه محسسني إنك مقطع السمكه وديلها معاها أوي، بلا خيبه ده أنت تلقيك حتى معرفتش تمسك إيدها!

وضحك ساخرا وتحدثت غادة لا يا حازم قعدوا حبة حلوين في الصالون لوحدهم، أكيد خطف له بوسه كدة ولا كدة.

أجابها هشام بجديه علي فكرة إنت واخده فكرة غلط خالص عن فريدة، فريدة حد محترم لأبعد ما تتخيلي، لدرجة إني فعلا ما بعرفش أمسك إيدها.

ضحك حازم ساخرا وأردف بدعابه يا عين أمك وإنت أزاي صابر على كدة يا أبني!

اجابه هشام بنبرة جادة صابر علشان بحبها بجد يا حازم، وكمان علشان بكرة هفوز بيها كلها بس في الحلال.

داخل الشرفه
نظرت رانيا إلى فريدة وتحدثت بتخابث حنين هشام ورومانسي
إبتسمت لها فريدة وتحدثت هشام حد كويس جدا، وأنا بجد محظوظه إني مخطوبه لراجل محترم زيه.

إبتسمت بزيف وتحدثت أه هو كويس وكل حاجه، بس لو يبطل عصبيته الأوفر دي هيبقي أحسن.

نظرت لها فريدة مضيقتا عيناها بإستغراب وتسائلت عصبيته، بالعكس، هشام حد متزن جدا وبيقدر يتمالك حاله لأبعد الحدود!

ضحكت رانيا وتحدثت ساخرة ده بس قدامك يا حبيبتي، الحقيقه مش هشام بس اللي عصبي، دي العيله كلها كدة، من أول عمو حسن لحد كريم إبن هادي.

ثم تنهدت بألم مصطنع وتحدثت بكذب لإخافت فريدة ما تتصوريش يا فريدة أنا عايشه إزاي في البيت ده.

وأكملت لإخافتها حازم جوزي كان صورة طبق الأصل من هشام خطيبك، وإحنا مخطوبين ياما عيشني في الوهم، بحبك يا رانيا، هعيشك أحلا عيشه يا رانيا، هخليكي ملكه متوجه يا رانيا، عمري ما هزهق منك، وكلام كتير أوي وأنا من هبلي صدقته، وفي الأخر كل ده طلع وهم وكذب.

نظرت لها فريدة وتسائلت هو أنت مش مبسوطه مع حازم يا رانيا؟

نظرت لها بوهن مصتنع وتحدثت هي فيه خدامة بتبقي مبسوطه وهي عايشه تخدم أسيادها يا فريدة؟

ضيقت فريدة عيناها بعدم إستيعاب وأكملت رانيا بكذب هي دي حقيقتي أنا ودعاء للأسف، إحنا بنقوم الساعة سابعه الصبح علشان ننزل نجهز الفطار للبيت كله وحماتي بتكون نايمه ومرتاحه، وبعد ما نجهزة نصحيهم كلهم يفطروا ويمشوا على شغلهم،
وأنا ودعاء نمسك البيت تنضيف ومسح وغسيل وطبخ لحد ما بنتهلك، وممنوع نطلع شققنا إلا أخر الليل بعد ما بنعمل في البيت نفس اللي عملناه الصبح،.

ده غير عصبية عمي وطنط سميحه وأوامرها اللي مبتخلصش.

تنهدت فريدة وتحدث بتعقل كل إللي إنت بتقوليه ده يا رانيا عادي جدا وبيحصل في بيوت كتير،
لكن لو إنت حاسه نفسك مش مرتاحه ومش متقبله الوضع دة، تقدري تستقلي في شقتك لوحدك، وأظن طنط سميحه حد كويس ومش هتعترض لو عرفت إن راحتك في دة.

كادت أن تكمل لتعبئت رأس فريدة بأفكار ومعلومات مغلوطه إلا أن فريدة أذكي من أن تعطي لها الفرصه، وأيضا لعدم تصديق فريدة لكل ما قيل،
لذلك قاطعتها وتحدثت بإبتسامه وهي تتحرك أنا بقول كفايه كلام لحد كده إنهاردة وندخل نقعد شويه مع غادة، لأني أتأخرت وشويه كدة وهستأذن.

وبالفعل تحركت للداخل تحت غضب رانيا التي فشلت بإخراج كلمات تؤخذ على فريدة وتحسب ضدها.

أما عند سليم.

كان يقف تحت صنبور المياة ساندا بساعديه على الحائط الرخامي وهو يتنفس بغضب عارم تحت الماء البارد الذي يغمر جسده ظنا منه أنه سيطفئ لهيب صدرة المشتعل بنار الغيرة.

بعد مدة خرج من المرحاض وهو يلف خصرة بمنشفه، تهبط بعض قطرات المياة فوق جبينه أثر شعرة المبتل.

نظر لوجهه المحتقن في المرأه وحدث حالة بغضب، ماذا عساك فاعلا سليم؟
هل ستظل واقفا تشاهد تلك الحمقاء وهي تذيب قلبك وتنهي عليه من الغيرة؟
لا والله
لم أكن سليم الدمنهوري لو وقفت مكتوف الأيدي وأنا أشاهد وجعي وتألمي على يد تلك العنيدة المستبدة، لقد بدأ العد التنازلي، فاستعدي لمواجهة هجومي أيتها الحمقاء!

ماذا سيفعل سليم ليسترد فريدته من جديد ويرجعها إلى عهدة المنقوض؟

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة