قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية جراح الروح للكاتبة روز أمين الفصل السادس

رواية جراح الروح للكاتبة روز أمين الفصل السادس

رواية جراح الروح للكاتبة روز أمين الفصل السادس

مازال يقف أمام مرأته بغضب يشعل داخله، يحدث حاله بهياج كمن فقد عقله من أفعال تلك التي ستصيبه بالجنون لامحال، حتى إستمع إلى رنين هاتفه فتوجه إلى الكومود ونظر به، وجد شقيقته ريم وقد كانت أبلغته مسبقا أنها تريد المجئ إليه.

أجابها وأخبرها أنه سيهبط إليها بعد قليل!
تحدثت ندي بتأفأف وهي تجلس بجانب ريم داخل إستقبال الأوتيل مش كنا طلعنه له ال Suite أحسن من قعدتنا دي؟

أجابتها ريم بإعتراض هنطلع ال Suite نعمل فيه أيه بس يا ندي، وبعدين مكنوش هيرضوا يطلعوكي معايا عندة ,,ده أوتيل محترم يا بنتي!
في غضون دقائق وجدا سليم يقف أمامهما وهو ينظر إلى ندي بإستغراب
فاقتربت هي عليه وكادت أن ترتمي داخل أحضانه وتحدثت بعيون متلهفه سليم أزيك، وحشتني أوي.

وأكملت بدلال أنا زعلانه منك جدا على فكرة!
نظر لها مضيقا عيناه وهو يبعدها بساعديه بعيدا عن مرمي أحضانه أهلا يا ندي، إزيك!

تحمحمت بإحراج لإبعادة إياها وعدم السماح لها بأن ترتمي بأحضانه وتحدث بعتاب بقا كدة يا سليم، أعرف بالصدفه من ريم إن بقالك كام يوم هنا في مصر ومتجيش تزونا ولا حتى تكلمني في التليفون علشان نتقابل، للدرجة دي أنا مش وحشاك؟
إقترب من ريم وضمها إليه بحنين وتحدث وهو يقبل جبينها متلاشيا حديث تلك الندي الذي أصابه بالإستغراب عامله أيه يا حبيبتي؟

أجابته ريم بنظرات خجله متهربه من مرمي عيناه الحمدلله يا حبيبي، إنت وحشتني أوي يا سليم
قبل وجنتها وأجابها بحنان وإنت كمان وحشتيني أوي يا ريم.

ثم نظر إليها وأشار بيدة إلى ندي المستشاطه من تجاهله لحديثها وتحدث إتفضلوا إقعدوا!
نظر إلى ندي وتحدث خالو عزمي وطنط سميرة أخبارهم أيه يا ندي؟

أجابته بدلال يهمك أوي تعرف أخبارنا يا باشمهندس؟
لو كنا فعلا نهمك كنت جيت زرتنا وأطمنت علينا بنفسك بعد غياب خمس سنين بحالهم!

أجابها بنبرة جاده متلاشيا نبرة صوتها التي تحاول إغوائه بها معلش يا ندي، الحقيقه أنا نازل مصر في شغل ووقتي ضيق جدا ومازرتش أي حد لحد دالوقت، لكن إن شاء الله أزوركم قريب!
أجابته بلهفه أثارت إستغرابه بجد يا سليم، طب قولي أمتي هتزورنا علشان أخلي مامي تعمل لك الإنجلش كيك إللي بتحبه من إيدها، فاكر يا سليم ولا ده كمان نسيته زي ما نسيتنا؟

أجابها بإقتضاب وأختصار ربنا يسهل يا ندي!
وأحال بصرة إلى شقيقته المستغربه حال إبنة خالها وحديثها الغريب!

فتحدث سليم إلى شقيقته ماما وبابا عاملين أيه يا ريم؟
أجابته بحزن ماما زعلانه أوي يا سليم، حتى بابا طول الوقت ساكت وحزين من وقت ما سبت البيت، معقوله يا سليم تسيب البيت يومين بحالهم من غير حتى ما تتصل تطمنا عليك؟

تنهد بأسي وتحدث إن شاء الله هاجي بكرة
أجابته بحزن وليه ما تجيش معايا دالوقت، ولا أنت عجبتك القعدة بعيد عننا، يا سليم أحنا لينا سنتين مشفنكش من أخر مرة بعتلنا فيها زيارة لألمانيا، معقوله تبقا جنبنا وتختار إنك تبعد وتقعد لوحدك على إنك تكون وسطنا؟

وأكملت بأسي هو ده وعدك ليا وإنت مسافر، مش كنت دايما تصبرني وتقولي لما أنزل مصر هلففك البلد كلها ومش هسيبك لحظه واحدة يا ريم، فين بقا وعودك دي كلها يا باشمهندش؟
أجابها بإعتذار وأسي معلش يا حبيبتي، صدقيني غضب عني، سبيني إنهاردة علشان بجد محتاج أكون لوحدي وبكرة إن شاء الله هكون في البيت!

تحدثت ندي بدلال وتدخل غير محبب إلى شخصية سليم أيه حابب تكون لوحدك دي كمان، لا أنا مش بحب أشوفك كده يا سليم، أنا هتصل ب حسام ونخرج كلنا مع بعض، أنا عارفه Night club حلو أوي، هنسهر فيه وصدقني هنسيك فيه كل تعبك ده
نظر لها مستغربا جرأتها برغم صغر سنها حيث أنها لم تتعدي ال 23 من عمرها إلا أن جرأتها ذائدة عن الحد، تذكر فريدته وخجلها الذي ما زال يلازمها إلى الأن وأبتسم داخلة.

تحدث بجديه وملامح عابسه متشكر يا ندي على عرضك لكن أنا الحقيقه بطلت أسهر في الأماكن دي من زمان
ثم نظر إلى شقيقته وتحدث وريم كمان على حد علمي وعلى حسب إتفاقنا إنها ما بتروحش الأماكن دي نهائي
وتسائل ولا أيه يا ريم؟

إبتسمت له بحب وأجابته براحه أكيد طبعا يا سليم
ثم أخذته بعيدا عن ندي بعض الشئ وتحدثت خجلا أنا أسفه يا سليم على إللي حصل مني زمان في موضوع المهندسه فريدة، صدقني يا حبيبي أنا مكنتش أقصد، أنا كنت بفضفض مع ماما بنيه صافيه، والله ما كنت أعرف إنها هتعمل كل ده!

تنهد بألم وتحدث مش زعلان منك ياريم لإني عارف ماما وتفكيرها كويس، وعارف ومتأكد كمان من إنك ملكيش أي ذنب في كل اللي حصل!
تحدثت بنبرة خجله متردده حتي حسام هو كمان ملهوش ذنب صدقني!

هنا تحولت نبرة سليم الهادئه إلى حادة وتحدث بوجه غاضب خرجي نفسك من اللي بيني وبين حسام يا ريم علشان متزعليش من اللي ممكن أعمله وقتها!
وتحرك وهو يتجه إلى ندي وأشار بيده وتحدث تعالوا ندخل مطعم الأوتيل علشان نتغدا مع بعض.

تهللت أسارير ندي وتحركت بجانبه هي وريم متجهين إلى المطعم المرفق بالأوتيل.

في اليوم التالي.

كانت تجلس داخل مكتبه تعمل معه بصحبة علي كما تعودت، إنتظرت أن يحادثها فيما حدث بالأمس ولكنه تجاهلها وتجاهل ما حدث وظل يعمل بصمت تام مما أستدعي إستغرابها.

جاء وقت ال Break دق الباب ودلفت منه نجوي رفعت وهي تتحرك بدلال مرتديه تايير بتنورة قصيرة ضيقه للغايه تظهر كم أنوثتها الطاغيه التي تنطق الحجر، وتضع على وجهها مساحيق تجميلية مبالغ بها.

وقف سليم متجها إليها بسعادة رسمها على وجهه ليشعل بها تلك العنيدة ويرد لها الصاع صاعين.

وتحدث بترحاب عالي أهلا أهلا باربي الشركة، نورتيني ونورتي مكتبي!

ضحكت بدلال وهي تمد يدها وتحتضن راحة يداة بإنوثه وتحدثت بشفاهها التي تشبه حبات الفراولة الناضجة ميرسي يا باشمهندس!

ثم نظرت على فريدة بكبرياء وتحدثت بدلال أزيك يا فيري!

نظرت لها بضيق ظهر على وجهها ولم تستطع مداراته وأردفت بجدية الحمدلله يا باشمهندسه!

ثم نظرت إلى علي وتحدثت أزيك يا باشمهندس.

ضحك على وتحدث ساخرا أهلا أهلا.

ثم وقف وتحدث بنبرة جادة طب أستأذن أنا علشان أروح أودي إبني للدكتور علشان الإستشارة بتاعته!

وذهب إلى سليم وهمس بجانب أذنه إهدي علينا يا عم سليم، المكتب بالشكل ده هينفجر يا ريس، العقل والإنوثة المتفجرة تجمعهم مع بعض يا قادر!

همس له سليم طب إخلع يا ظريف و روح لمراتك قبل ما أرجع في كلامي وأخليك تقعد برة متذنب جنب جينا!

رفع يداه بإستسلام وأردف لا وعلى أيه، الطيب أحسن يا سلم!

ثم نظر إلى فريدة وتحدث بعد إذنك يا باشمهندسه!

أمائت له برأسها وتحدثت ربنا يطمنك على إبنك!

ثم وققت وتحدثت ناظرة إليه بقوة بعد إذنك يا باشمهندس، أنا رايحه أخد القهوة بتاعتي في الكافيتريا.

ثم نظرت إلى نجوي وأبتسمت ساخرة ثم أرجعت بصرها إليه من جديد وتحدثت وكمان علشان تعرف تضايف الباشمهندسه كويس!

بادلها بنظرات مبهمه وتحدث بإعتراض مش هينفع تخرجي يا باشمهندسه علشان مستني إيميل مهم هيوصلني من الشركة وإنتي اللي هتردي عليه بنفسك، لإنهم طالبين معلومات معينه عن شركتكم وإنتي أكيد اللي عارفاها مش أنا، ولا أيه؟

وتحرك وهو يجلس خلف مكتبه وما تقلقيش، قهوتك جيالك في الطريق هي وساندوتش البرجر إللي بتحبيه!

ثم نظر إليها وتسائل مش بردوا لسه بتحبي البرجر زي زمان؟

إستشاط داخلها من ذلك المستبد الذي يستغل منصبه ويستغل حاجة مديرها لرضاه عن شركتهم ويفعل بها ما يحلو له.

إبتسم لها بسماجه وأشار بيده أرتاحي يا باشمهندسه!

ثم نظر إلى نجوي الواقفه تهتز بجسدها وتنتظر حديثه إليها وبالفعل نظر إليها وغمز بعيناه وتحدث ما تقعدي يا نجوي، واقفه ليه؟

تحركت بإنوثه بعدما أعطاها الإشارة ورفعت حالها بدلال وجلست فوق المكتب أمامه بمظهر مثير أشعل وأحرق قلب فريدة وأنهي عليه.

وبدأت تتحدث معه بإثارة علي فكرة يا باشمهندس، أنا ممكن أستقبل أنا الإيميل وأرد عليه، يعني ممكن فريدة تروح لخطيبها تاخد قهوتها معاه وإحنا كمان نقعد على راحتنا.

نظر لها وغمز بعينيه وأجاب للأسف يا نجوي مش هينفع، الحقيقه إن الباشمهندسه متقنه جدا في عملها ومتميزة ولازم أعترف إنها فعلا ملهاش بديل في شغلها.

وضحك برجوله وأكمل ليكمل على ما تبقي من صبر فريدة أما إنت بقا، فأنا متأكد إن ملكيش بديل في حاجات تانيه محتاجين نكتشفها مع بعض!

ضحكت بطريقة مثيرة.

تحت أشعتال تلك الفريدة التي ستصاب حتما بنوبه قلبية من تصرفات هذه اللعوب مع رجل أحلامها السابق والحالي والمستقبلي والذي يتفنن وبإتقان إشعال نار صدرها الحارقه لجسدها بالكامل.

كان يتحدث هامسا مع تلك النجوي بإبتسامته الساحرة تحت أنين قلب فريدة الذي يصرخ ويأن طالبا منه الرحمة وعدم الضغط أكثر على هذا القلب النازف الذي أدمته الحياة.

وقفت مستأذنه بعدما فاض بها الكيل وطفح ولم تعد تحتمل إشتعال صدرها بناره الحارقه أكثر.

وقف هو بشموخ وحدثها علي فين يا باشمهندسه؟

تسمرت مكانها أخذت شهيقا وأخرجته كي تهدء من روعها ثم أستدارت له وأجابته بنبره هادئه تحكمت بها ببراعه رايحه على مكتبي لحد ما حضرتك تخلص وصلت التعارف إللي بينك وبين الباشمهندسه!

إبتسمت نجوي بدلال إنثوي دون خجل مردفتا بصراحة أنا كمان شايفه كدة يا فريدة!

حين تحدث هو بهدوء بعدما شعر بإحتراق روحها وداخلها ولم يعد يحتمل ألم روحها أكتر إرجعي مكانك يا باشمهندسه علشان نكمل شغلنا، وقت ال Break بالنسبة لي إنتهي خلاص.

وحول بصره إلى نجوي الجالسه فوق المكتب تهز ساقيها بدلال وتحدث بحده بإشارة له بيدة بإتجاه الباب إتفضلي يا أستاذه لو سمحتي علشان هنبتدي شغل.

نظرت له نجوي ومازالت تهز ساقيها بدلال أنثوي وتحدثت بشفاه مفتوحه بطريقه مثيرة بس أنا حابه أفضل معاك وأشوفك وإنت بتشتغل!

هدر بها بصوت أرعب أوصالها إطلعي برة يا باشمهندسه وروحي شوفي شغلك وده أفضل لك، وإلا هعتبر وجودك هنا إهدار لوقت الشركة وده اللي عمري ماهقبل بيه لو الشركة دي إندمجت مع شركتنا، وأكيد وقتها هيكون ليا الحق في إني أختار الأفضل لمصلحة الشركة.

وأكمل بتهديد ولا أيه؟

إنتفضت من جلستها أثر تهديده المباشر بفصلها من العمل، ونزلت من فوق المكتب وبلمح البصر كانت خارج المكتب بأكمله!

زفر بضيق ثم نظر إلى فريدة الواقفه بعيون يملئها الحزن والحسرة والتألم.

نظرت له بألم وتحدثت بغضب إنت بتعمل معايا كدة ليه، قصدك أيه من تصرفاتك دي كلها، لو فاكر إنك بتضايقني تبقا غلطان.

وأكملت بصياح ولوم وحزن وغيرة قاتلة ظهرت بعيناها إنت بتأذي نفسك وإنت مغيب ومش فاهم، روح أسأل على نجوي كويس وعلى سمعتها في الشركة وإنت تعرف إنك بتغلط في حق نفسك وبتهينها لمجرد دمج إسمك وإسمها في جملة واحدة!

وقف قبالتها ونظر لها بتسلي ووجه لها حديثه بتساؤل ولما أنت لسه بتعشقيني وهتموتك غيرتك عليا بالشكل اللي أنا شايفه ده، يبقا ليه العند يا فريدة؟

نظرت له وتحدثت بإرتباك وأنا أغير عليك ليه إن شاء الله، حضرتك حر في تصرفاتك بس بعيد عني، أنا مش مرغمه أقعد أتفرج على مغامرات سعادتك وإنجازاتك في شقط الموظفات!

أجابها بثقه إنت غيرانه يا فريدة، وأنا أصلا جبت نجوي هنا مخصوص علشان أشوف النار اللي مولعه جوة قلبك وخارجه من عيونك وواصله لي دي، جبتها علشان أثبت لك إنك لسه بتعشقيني زي ما أنا بعشقك ويمكن أكتر!

وأكمل ليذيب على ما تبقي من صبرها وحصونها غيرانه من مجرد واحده قربت شويه من مكان الكرسي اللي أنا قاعد عليه؟
أومال لو أتجوزت وأخدت مراتي في حضني و، وصمت ثم أكمل بتساؤل تقدري تقولي لي وقتها هتحسي بأيه؟

نظرت له بعيون مشتعله وقلب يحترق بنيران الغيرة لمجرد تخيلها ما تفوة به، صرخ داخلها.

وأجابته بعيون مستسلمه ونبرة صوت مترجيه إنت عاوز مني أيه يا سليم، ما تسبني في حالي بقا، مش مكفيك إللي عملته فيا زمان؟

أجابها بتعب وإرهاق وأستسلام أنسي زمان واللي حصل فيه وأرحميني بقا، أنا تعبت يا فريدة، والله العظيم تعبت ونفسي أرتاح.

ونظر لها بعيون متوسله وتحدث بصوت حنون هامس أذابها ريحيني يا فريدة، إنت الوحيدة إللي في أديكي راحتنا، علشان خاطري سبيه وخلينا نبدأ صفحه وحياة جديدة مع بعض!

كادت أن تتحدث لولا إستماعها لخبطات سريعه فوق الباب ثم فتح الباب ودلف منه هشام كالثور الهائج!

نظر لهما وتحدث بحدة وعيون تطلق شزرا ولما سيادتك ماعندكيش شغل وواقفه تتكلمي مع البيه، ما جتيش الكافيتيريا ليه وإنت عارفه إني مستنيكي هناك يا أستاذة؟

إرتبكت بوقفتها وأرتعبت أوصالها،
حين تحدثت جينا بإحراج موجهه حديثها إلى سليم الذي تحول وجهه لقطعة فحم متوهجه من شدة إشتعاله أنا أسفه يا أفندم، أنا حاولت أمنعه لحد ما أستأذن حضرتك بس الأستاذ رفض وأقتحم دخول المكتب بالطريقه الهمجيه إللي حضرتك شفتها دي!

نظر لها بإبهام ووجه محتقن وتحدث بنبرة حادة إطلعي إنت برة يا جينا!

وأتجه إلى مكتبه وأمسك هاتفه وتحدث بكل ثقه وصوت جاد باشمهندس فايز، لو سمحت محتاج لك في مكتبي حالا!

نظرت له بإرتياب وتحدثت برجاء من فضلك يا باشمهندس، ياريت متكبرش الموضوع وتدي له أكبر من حجمه.

تحدث إليه هشام بقوة إنت بتهددني بمستر فايز، للدرجةدي شايف نفسك أضعف من إنك ترد عليا وتكلمني راجل لراجل!

رمقه بنظرة ساخرة ونظر إليه بكبرياء وتحدث أنا راجل بعرف في الأصول كويس ومبحبش أتعداها، وإنت غلطت، وأنا هنا مجرد ضيف وماأمتلكش السلطه اللي أقدر أحاسبك بيها على غلطك ده، فالعقل بيقول إني أجيب لك كبيرك علشان يحاسبك ويجيب لي حقي منك!

تحدثت هي بصوت مرتجف مترجي أرجوك مفيش داعي لدخول باشمهندس فايز في الموضوع، الموضوع بسيط وما يستاهلش كل ده، وإحنا قادرين نحل المشكلة بينا إحنا الثلاثه!

هدر بها هشام بحدة إنت كمان بتترجيه؟

كاد أن يكمل لولا دلوف فايز بعد الإستئذان
تحدث بهدوء بعدما نظر لوجوة ثلاثتهم الغير مبشرة بالخير خير يا باشمهندس؟

أجابه بقوة وصوت مقتضب غاضب مش خير والله يا فايز بيه.

وأكمل مفسرا أنا لما طلبت من حضرتك تجهزلي مكتب هنا وتخلي الباشمهندسه فريدة تشتغل معايا، طلبت ده لأني محتاج أعرف معلومات وأفحص ملفات خاصه بشغلكم علشان أقدر أقرر وأقول كلمتي الأخيرة وقراري بدقة وعن إقتناع.

وأكمل بحدة مكنتش بطلب كدة من باب الرفاهيه حضرتك، ده من صميم تخصصي، أنا مش فاضي أصلا ولا عندي وقت أهدرة وأضيعه زي حضراتكم في قعدات الكافيتريا وشرب القهوة.

أجابه فايز بهدوء مفهوم يا باشمهندس، وأنا تفهمت ده ونفذت لك طلبك فعلا، مش فاهم فين المشكله؟

صاح سليم بغضب وكبرياء المشكله إني المفروض موجود في شركة محترمه وليا وضعي إللي حضرتك عارفه كويس، ومش من المقبول حضرتك إني أبقا قاعد في مكتبي بشوف شغلي وألاقي المحترم ده مقتحم مكتبي ومتخطي وجود المساعدة بتاعتي برة وداخل عليا دخلت مخبرين.

وأكمل بصوت ملام أظن عيب أوي في حقك قبل ما يكون في حقي اللي حصل من الأستاذ ده، ولا أنت شايف أيه يا باشمهندس؟

تنهد فايز ونظر إلى هشام وهز رأسه بأسي وتحدث أتفضل رد يا أستاذ وفهمني أيه إللي حصل؟

تحدثت فريدة بشفاعه يا أفندم هشام أكيد مكنش يقصد.

صاح بها هشام وتحدث بحدة وهشام فيه لسان يرد يا أستاذه، مش محتاج محامي أنا.

نظرت له وترجته بعيناها بأن يهدأ من روعه ولكنه تجاهلها ونظر على ذلك الواقف يضع يداه داخل جيب بنطاله وينظر إليه بكل كبرياء.

وتحدث إلى فايز بتعقل أستاذ فايز، أظن إننا كلنا هنا في الشركة لينا نظام ومحدش فينا بيتعداه، حضرتك بتكون عامل لنا إجتماع وبنتناقش فيه في قرارات مصيريه للشركة، لكن لما بييجي وقت ال Break حضرتك بتنهي الإجتماع ونتحرك كلنا على الكافيتريا ناخد قهوتنا ونفصل من مشاحنات الشغل علشان نرجع بقوة ونشاط أعلي.

ثم نظر إلى سليم بقوة وتحدث بتهكم الباشمهندس من وقت ما طلب إن فريدة تشتغل معاه وهو بياخد إستراحة سعادته هنا في مكتبه وبيطلب قهوته هنا.

وأكمل بهدوء أنا ما عنديش مانع طبعا، هو حر و يعمل اللي هو عاوزة لكن بعيد عن خطيبتي، أظن دي مش أصول شغل يا فايز بيه!

تحدث سليم إلى فايز أولا مش من المهنيه إن كلمة خطيبته تتذكر في وسط مكتبي وشغلي كدة عادي، ودي أ ب في أساسيات نجاح أي شغل، الفصل بين الحياه العمليه والحياة الخاصة!

ثانيا بقا يا مستر فايز أنا مبقعدش في مكتبي هباء، أنا بتحرك تبع جدولي وشغلي اللي أنا واضعهم لنفسي واللي أنا شايفه صح من وجهة نظري، ومليش أي علاقه لا بإستراحة حضراتكم ولا بتقاليد وأصول شغلكم، وأظن ده حقي وأنا حر فيه.

وأكمل بقوة وصوت حاد أنا مش موظف تبع شركتكم يا حضرات علشان أتقيد بتقاليدكم، أنا جاي هنا في مهمه محددة ومطلوب مني أخلصها في وقت محدد، وأنا الوحيد إللي ليا الحق في إني أقرر مواعيد شغلي ونظامه.

وأكمل مفسرا وبرغم إن مش من حق أي حد يقف ويحاسبني، وإني كمان مش مطالب أشرح موقفي لكن هقول ده إنهاء للجدال إللي حاصل،
ونظر إلى فايز وتحدث بتفسير أحنا ما خرجناش لل Break إنهاردة علشان مستني إيميل من الشركة مهم جدا هيوصل في غضون دقايق ولازم يترد عليه في لحظتها، والباشمهندسه هي اللي لازم ترد عليه لإنهم هيطلبوا معلومات خاصة عن شركتكم.

تحدث هشام بحده و وقت ال Break خلص يا باشمهندس فايز، تقدر تقولي فين الإيميل اللي بيتكلم عنه الباشمهندس ده؟
ولا هو أي كلام وخلاص!

نظر سليم إلى ساعة يدة وتحدث بإتقان وعمليه لسه فاضل 8 دقايق على وقت إنتهاء الراحة.

ولم يكمل حديثه حتى إستمعوا إلى صوت وصول رسالة تخرج من جهاز اللاب توب الخاص بسليم.

نظر سليم إلى فريدة وتحدث بكل ثقه ومهنية روحي أفتحي الإيميل و ردي عليه يا باشمهندسه!

تحركت فريدة وهي تبتلع لعابها وتتنهد بإرتياح لوصول الإيميل وتعزيز موقفها أمام هشام!

نظرت بشاشة الجهاز وتفحصت الرسالة المبعوثه جيدا ثم حملت الجهاز وتوجهت إلى فايز الواقف يتابع الموقف بإهتمام وتأني.

وتحدثت فريدة وهي تحث مديرها على النظر إلى الرسالة لتفحصها لطلبهم معلومات شديدة الخصوصيه عن شركتهم باشمهندس، أقري الإيميل ده لو سمحت!

تفحصه فايز جيدا ثم نظر إلى فريدة من جديد وتحدث بثقه أبعتي ليهم كل المعلومات المطلوبه يا فريدة!

نظر له سليم وتحدث بشكر وعمليه متشكر لثقتك الكبيرة في شركتنا يا فايز بيه، واللي إن شاء الله مش هتندم عليها وهتشوف بعيونك نتايجها قريب جدا!

هز له فايز رأسه بإيجاب وتحدث وحضرتك وشركتكم تستاهلم الثقه دي يا باشمهندس.

بينما إتجهت فريدة حاملة للجهاز ووضعته أمامها فوق المنضدة، وجلست فوق الأريكه وبدأت بإرسال المعلومات المطلوبه منها تحت ترقبها لوجه هشام المحتقن وغضبة لصحة ما تفوة به ذلك المدعو سليم الذي أصبح غريمه.

تحدث فايز بأسف وهو ينظر إلى سليم أنا أسف جدا على اللي حصل يا باشمهندس وأوعدك إنها هتكون أخر مرة، ودالوقت أسيبكم علشان تشوفم شغلكم.

أجابه سليم بحده أتمني فعلا إنها ماتتكررش يا باشمهندس، وإلا وقتها هيكون لي تصرف تاني!

أماء له فايز ثم حول بصرة بقوة ونظر إلى هشام وتحدث بحده بالغه لإرضاء سليم وإنت يا أستاذ، أتفضل ورايا على مكتبي!

وتحرك فايز ووقف هشام يطالع سليم بغضب، الذي وبدوره إبتسم له بجانب فمه بطريقه ساخرا ونظر عليه بكبرياء رجل منتصر.

أما فريدة التي أنكبت على الجهاز لإرسال المعلومات المطلوبه منها ولم تنظر إلى هشام متعمدة لتفادي نظراته الملامه لها.

تحرك وخرج وتنهدت فريدة بألم ونظرت له ليه عملت كدة، كان ممكن نتكلم ونحل الموضوع ما بينا إحنا التلاته.

أجابها بقوة الأستاذ غلط واللي غلط لازم يتحاسب، وأكمل بهدوء ومهنيه من فضلك خلصي وأبعتي باقي المعلومات علشان نشوف شغلنا.

هزت رأسها بإستسلام وأسي وأكملت ما تفعله على غضض.

أما داخل مكتب فايز.

وقف يطالع هشام ويتحدث بحدة جرا لك أيه يا هشام، مالك يلا خبت كدة ليه، مش عارف تظبط إنفعلاتك قدام الراجل الغريب؟

وأكمل معترضا لا يا حبيبي، لو ده النظام خدلك أجازة كام يوم أقضيهم في البيت إشرب فيهم شايك جنب الحج لحد الإسبوع ده ما يعدي على خير، أنا مش عاوز مشاكل مع سليم الدمنهوري يا هشام!

تحدث هشام بإنفعال لم يستطع التحكم به يا أفندم إللي إسمه سليم ده شخص مستفز وبارد لأبعد الحدود، وأنا بجد مش قادر أتحمل وجود فريدة معاه في نفس المكتب.

وأكمل بغضب وتألم لرجل يغار على إمرأته يا فايز بيه قدر شعوري كراجل خطيبته موجودة في مكتب مع راجل غريب طول الوقت لوحدهم؟

وأكمل بنبرة ملامه أنا أصلا مش فاهم إزاي حضرتك موافق بوضع زي ده في الشركة؟

نظر له فايز بإستغراب وتحدث بإقتضاب ما تظبط كلامك وتوزنه كويس يا أستاذ، أيه وضع دي كمان؟

إللي يسمعك وإنت بتتكلم يقول إني قواد ومدورها، ما تفوق وتوعي لنفسك يا سيادة المحاسب المحترم، إنت في شركة محترمه يا حضرت والمفروض إنك تبقا واثق في خطيبتك أكتر من كده.

أجابه بإعتراض أرجوك يا فايز بيه ما تخلطش الأمور ببعض، أنا ثقتي في فريدة ملهاش حدود!

لوي فايز فمه ساخرا وأردف قائلا لا ما هي الثقه باينه يا حبيبي، فوق يا هشام وأعقل وخلي اليومين دول يعدوا على خير.

ثم أكمل بهدوء ونبرة صوت ودوده يلا أنا بحبك وبعتبرك زي أخويا الصغير،
إنت لولا إنك غالي عليا إنت وفريده صدقني ما كنت عديتهالك، إحمد ربنا، لو حد غيرك اللي عمل كدة وحياة أمي ما كنت قعدته فيها ساعه واحدة!

أجابه هشام بوجه عابس متشكر يا باشمهندس، بس لو أنا فعلا غالي على حضرتك زي ما بتقول، إسحب المهمة دي من فريدة وأديها لأي مهندس تاني.

نظر له وتحدث ساخرا نعم يا حبيبي، إنت شكل فريدة هبلتك على الاخر.

بقا عاوزني أروح أقول للعضو المنتدب معلش، أصل الباشمهندسه فريدة اللي إنت إختارتها بنفسك علشان تبحث معاها موقف ومستوي شركتنا مش هتكمل معاك.

وأكمل بصوت ساخر أصل لامؤاخذة سي هشام خطيبها بيغير عليها أوي من الهوي الطاير.

وزفر بضيق وتحدث وهو يتحرك إلى مقعدة خلف المكتب ويجلس عليه أمشي من قدامي يا هشام، روح على مكتبك وأطلب لك فنجان قهوة يضبط لك دماغك اللي فريده لحستها لك وخلص الشغل اللي وراك.

وحسه على التحرك قائلا يلا يا حبيبي ربنا يهديك.

كاد أن يتحرك ويخرج لولا صوت فايز الجاد هشام.

نظر له فأكمل فايز بنبرة جادة وعنيفه اللي حصل من شويه ده مايتكررش تاني، وإلا هنسي العشرة اللي بينا وأضطر أتعامل معاك معامله صدقني مش هترضيك.

وأكمل بتأكيد مفهوم يا هشام؟

أجابه هشام بإقتضاب مرغم مفهوم يا باشمهندس!

وخرج وتنهد فايز وتحدث بصوت مسموع جيل أيه المنيل ده كمان، الشباب مالها بقت خرعه كدة ليه قدام البنات!

داخل منزل حسن نور الدين.

كانت سميحه تجلس فوق مقعدها هي وزوجتي إبنيها حول المنضدة الموضوعه داخل المطبخ يفصصون ثمار البازلاء لتخزينها!

تحدثت دعاء زوجة هادي بوجه بشوش غادة عامله أيه يا رانيا؟

أجابتها وهي تنظر إلى والدة زوجها بخبث كويسه يا دعاء، ياريتك جيتي معايا كنتي شوفتي فريدة وقعدتي معاها.

نظرت إليها بإستغراب فريدة؟
وهي فريدة كانت عند غادة؟

تحدثت بلؤم وحديث مسموم غادة كانت عزماها على الغدا هي وهشام، بصراحه أنا إستغربت، مش عارفه إزاي بباها وافق إنها تروح مع خطيبها وتقعد معاه في شقه تعتبر فاضيه.

نظرت لها سميحه بذهول وأردفت بحده شقه فاضيه، ما تخلي بالك من كلامك يا رانيا، عيب أوي إللي إنت بتقوليه ده ومش مقبول،
واكملت بتفسير ولعلمك بقا أستاذ فؤاد راجل محترم وأبن أصول وبيفهم في معادن الناس كويس أوي، وهو عارف إن هشام متربي ومحترم وهيحافظ على بنته زي عنيه، وعارف كمان إن غادة ست محترمه وبيتها محترم.

تحدثت دعاء لتهدئة والدة زوجها إهدي يا طنط من فضلك، أكيد رانيا ما تقصدش المعني إللي وصل لك ده!

أكدت رانيا على حديثها صدقيني أنا فعلا ما أقصدش يا دعاء، كل الحكايه إني إستغربت، وأكملت بلؤم أصلهم ماسكين في حتة التدين أوي وعايشين في دور إللي يصح واللي ما يصحش،
ثم نظرت إلى سميحه وتحدثت بس تعرفي يا طنط إن فريدة طلعت غير ما كنت متخيلاها خالص.

نظرت لها سميحه بضيق وأردفت ساخرة ومعناه أيه كلامك دة كمان يا ست رانيا؟

أجابتها بخبث وهي تقلب عيناها مدعيه البرائة والله يا طنط خايفه أقول لك لتتصدمي زي صدمتي، وأكملت تخيلي يا طنط كنا بنتكلم مع بعض وبحكي لها عن نظام بيتنا وأد أيه إحنا مترابطين مع بعض وبناكل ونشرب وعايشين مرتاحين، تخيلي ترد عليا تقول لي أيه؟

نظرا لها إثنتيهما يتنظرا باقي حديثها فأكملت هي بتلائم قالت لي بس ده مش صح، المفروض إنت ودعاء يكون ليكم حياتكم الخاصة وكل واحدة تقعد في شقتها ويبقالها خصوصيتها علشان تبقوا مرتاحين أكتر!

نظرت لها دعاء وتحدثت بإستغراب معقوله فريدة قالت لك كدة؟

أجابتها بضيق يعني وأنا هكذب عليكي ليه يعني يا ست دعاء!

اجابتها دعاء بنبرة مبررة مش قصدي يا رانيا، أنا بس مستغربه، أصل فريدة هادية أوي وتحسيها كدة في حالها ويبان عليها إنها مابتدخلش في أمور غيرها.

أجابتها بقوة وتأكيد أديكي بتقولي، تحسيها، ويبان عليها، يعني مفيش حاجه مؤكدة، وبعدين هو أحنا كنا عاشرناها يا دعاء علشان نعرف طبعها،
وأكملت وعلي رأي المثل، تعرف فلان، أه أعرفه، عاشرته، لاء، يبقي ماتعرفوش!

نظرت لها سميحه بإستغراب وتحدثت بإستفهام فريدة هي إللي قالت لك الكلام ده؟
وأيه المناسبه إللي خلتها تقول لك حاجه زي دي؟

أجابتها رانيا بكذب من غير مناسبه صدقيني يا طنط، وده اللي خلاني إستغربتها.

وأكملت بذكاء بس من فضلك يا طنط ياريت ماتبلغيهاش إني قولت لك، يعني علشان ماتضايقش مني وتحط حاجز بينا!

وقفت سميحه وأجابتها بحديث ذات مغزي ومعني أكيد مش هروح أقول لها إن سلفتك اللي إنت أتفكيتي معاها بكلمتين سر بينكم جت تجري وقالتهم لي أنا وسلفتها،
ثم أكملت بحدة خلصوا وشوفوا اللي وراكم وماتنسوش تطفوا النار على الرز.

وخرجت من باب المطبخ حين تحدثت دعاء علي فكرة يا رانيا، مكانش يصح إنك تقولي الكلام اللي فريدة قالتهولك ده.

اجابتها بنيرة حقودة أسكتي، علشان يعرفوها على حقيقتها، زهقونا بكلمة الباشمهندسه، الباشمهندسه!
تقوليش محدش إتعلم غيرها.

نظرت لها دعاء وتنهدت بإستسلام وهي تري حقد رانيا الغير مبرر على فريدة!

داخل الشقه السكنية ل فؤاد شكري.

كان المنزل خالي من الجميع إلا من نهله، فاليوم يوم عطلتها من الجامعة، وقد فاقت مبكرا وقامت بتنظيف المنزل لحالها، أما عن والدتها فقد إستغلت وجود نهله بالمنزل وذهبت هي لزيارة شقيقتها.

شعرت بالملل فقررت الخروج إلى شرفة المنزل لتشتم بعض الهواء النقي، صنعت لحالها كوب من مشروب النسكافيه المفضل لديها وخرجت وهي تدندن بعض الكلمات لغنوة هي تعشقها لإليسا.

بعد قليل إستمعت لصوت غاضب هي الهانم واقفه تستعرض صوتها للجيران ولا أيه؟
إمشي إنجري على جوة!

أحالت ببصرها إلى تلك الشرفه المصطفه بجوارهم المملوكة للأستاذ عامر جارهم بنفس البنايه.

نظرت برعب إلى ذلك الشاب والذي يدعي عبدالله، يسكن بالشقه المقابله لهم مباشرة، ويعمل في مجال المحاماه، حيث تخرج من كلية الحقوق منذ حوالي الست سنوات ويعمل لدي محامي شهير.

إرتعبت أوصالها وتحركت سريع للداخل وبلحظة وجدت هاتفها يرن أسرعت إليه وألتقطته وما أن ضغطت زر الإجابه حتى إستمعت إلى وابل من الكلمات المعنفه لها.

عبدالله بصياح مرعب وغيرة واضحه هو إنت ليه مبتسمعيش الكلام وتنفذيه، أنا كام مرة منبه عليكي وقايل لك بلاش تخرجي في البلكونه بالزفت الترنج الضيق ده؟

لا وواقفه تتمايصي وتغني كمان، إنت شكلك كده مستعجله على موتك واللي هيكون على إيدي قريب إن شاء الله!

تلعثمت وتحدثت بصوت مرتبك مهزوز طب ممكن تهدي شوية علشان خاطري!

أجابها بجدة ونبرة غاضبه أهدي إزاي يا نهله، أنا نفسي أفهم إنت بتعملي فيا كده ليه، عاوزة تشليني يعني ولا أيه؟

أجابته بصوت هادئ في محاوله فاشله منها لإمتصاص غضبه خلاص يا عبدالله علشان خاطري، صدقني ماأخدتش بالي إني لابسه الترنج اللي بتضايق منه، أوعدك إنها هتكون أخر مرة أخرج بيه للبلكونه.

رد عليها بصوت غاضب الكلام ده سمعته قبل كده كتير، إسمعيني كويس وأفهمي كلامي علشان مش هعيدة عليكي تاني، الترنج ده ميتلبسش نهائي، حالا تقلعيه وترمية في باسكت الزباله،
وأكمل بصياح أرعبها إنت فاهمة؟

تحدثت بطاعة محببه لديها لعشقها الهائل لذلك العاشق الغائر بجنون حاضر يا عبدالله، ممكن بقا تهدي.

كان يتحرك بغرفته كالمجنون، توقف حين إستمع لصوتها العاشق الراضخ له ولأوامرة الحاده،
مسح على وجهه ثم تحدث بنبرة هادئه يشوبها الهيام وكأنه تبدل برجل أخر يا نهله إفهميني، أنا بحبك وبموت من غيرتي وخوفي عليكي، لما بلاقيكي واقفه بلبس مبين مفاتن جسمك بالطريقه دي بتجنن ومبحسش بنفسي!

نزلت كلمته عليها حرقت روحها وخجلت من حالها فأكمل هو إنت غاليه أوي يانهله ولازم تصوني نفسك وتحافظي عليها للراجل اللي يستاهلك!

وأكمل برجوله وتفاخر واللي هو أنا طبعا.

إبتسمت بخجل وتحدثت أنا أسفه يا عبدالله، خلاص بقا متزعلش مني، وصدقني مش هعمل أي حاجه تزعلك تاني!

تنفس بهدوء وأجابها وأنا مقدرش أزعل منك يا قلب عبدالله، أنا بس عاوزك تراعي شعوري شوية أكتر من كدة.

وأكمل تحت صمتها الخجول طمنيني، كلمتي فريدة في موضوعنا؟

تنهدت بضيق وتحدثت لسه والله يا عبدالله، بصراحه مكسوفه منها أوي.

إبتسم برجوله وتحدث مكسوفه من أيه بس يا روح قلبي، هو الحب بيكسف يا نانا، ده الحب ده أحلا حاجه في الدنيا كلها.

إبتسمت بخجل وقلب يتراقص فرح من شدة سعادته
وأكمل هو كلميها بسرعه يا نهله علشان تساعدنا لما أجي أكلم عمي فؤاد، بصراحه أنا متضايق من نفسي جدا علشان بنتكلم من غير علم عمي فؤاد وطنط عايدة، نفسي علاقتنا تبقي في النور والدنيا كلها تعرف إنك خلاص، بقيتي تخصيني ومفيش مخلوق يجرأ يبص لك تاني!

أجابته بسعادة من مجرد تفكيرها في أنها ستصبح ملك له ولقلبه العاشق المتملك حاضر يا عبدالله، هكلمها في أقرب وقت صدقني!

إنتهي دوام العمل وبدأ الموظفين بالخروج من الشركة
خرجت فريدة من مكتب سليم تحت نظراته المتألمة من إصرارها بالإبتعاد عنه وعدم إعطاءة الفرصه ليتقربا من جديد.

كانت تتحرك بإتجاة المصعد بعدما خرجت من مكتبها التي قد ذهبت إليه لجلب حقيبتها وأشيائها، وجدت فايز يتحرك هو أيضا إلى المصعد.

فا وقف ليتحدث معها بتساؤل أخبار شغلك مع سليم الدمنهوري أيه يا فريدة؟

أجابته بعمليه كله تمام يا أفندم، الباشمهندس شكلة مقتنع وراضي بحركة سير العمل عندنا، وبدأت ألاحظ بوادر إقتناعه بإندماج شركتنا مع شركتهم،
وأسترسلت حديثها يعني، كلامه مع مديرينه وأراءة اللي بيبعتهالهم، إن شاء الله خير يا باشمهندس.

أجابها بلهفه يارب يا فريدة؟
ثم تحدث بترقب ما أتكلمش معاكي تاني في إللي عملة هشام؟
اجابته بثقه لاء يا أفندم، هو أكتفي بتدخل حضرتك في الموضوع!

تحدث بجديه عقلي هشام يا فريدة وفهميه مصلحته كويس، أنا أتكلمت معاه بهدوء وتلاشيت إللي حصل علشانك وعلشانه، لكن لو الموضوع ده إتكرر مش هينفع أتغاضي عنه تاني، أنا مش مستعد أخسر حد مهم زي سليم الدمنهوري علشان أي حد، فهماني يا فريدة؟

تنهدت بأسي وأجابته فاهمه حضرتك يا أفندم، ووعد مني لسيادتك إن الموضوع ده مش هايتكرر تاني، وبجد متشكرة جدا على تفهم حضرتك لتصرف هشام!

ثم تحركت للمصعد مع فايز ونزلت وأتجهت خارج الشركة وجدت هشام يقترب من سيارته ليستقلها.

توجهت إليه ووقفت قبالته وتحدثت بعتاب مابتردش على تليفوني ليه يا هشام؟

ضل ينظر أمامه وهو صامت فتحدثت هي إنت كمان مبتردش عليا يا هشام؟
هو أنت كمان إللي زعلان بعد كل اللي عملته؟

نظر لها بغضب وتحدث بحدة وأيه بقا هو إللي أنا عملته يا أستاذة، إني راجل وبغير على خطيبتي خلاص بقيت أنا غلطان؟

إقترب عليها عزيز صديق والدها ومالك السيارة الذي يصطحبها بها يوميا وتحدث ببشاشه وجه السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

إبتسمت له بمجاملة وأيضا هشام وردوا السلام
وتحدث عزيز يلا بينا يا بنتي علشان أوصلك!

أجابته وهي تنظر إلى هشام بحيرة وتيهه من أمرها وبلحظة حسمت أمرها وتحدثت معلش يا عمو عزيز أنا بجد أسفه، بس أنا مضطره أروح مع هشام إنهاردة، تقدر حضرتك تتفضل.

أجابها بهدوء ورضا ولا يهمك يا بنتي، المهم تكوني كويسه وبخير!

أجابته وهي تنظر إلى هشام بهدوء أكيد هكون كويسه وأنا مع هشام يا عمو، وبجد متشكرة جدا لتفهمك!

تحرك عزيز إلى سيارته وأستقلها وذهب تحت أعين سليم الذي يقف عند مدخل الشركة ينظر إليها ولما يجري معها.

تحركت وهي تحث هشام على الصعود إلى السيارة يلا يا هشام من فضلك!

لكنه ضل واقفا صامتا كالصنم توجهت إليه وأمسكت كف يده بهدوء تحت ذهول سليم وأستشاطة داخله وتألمه.

إبتلع هشام لعابه من مجرد لمسة يدها ونظر لها وتنهد وأنساق لمشاعرة وفتح باب السيارة وصعد
وتحركت فريدة بإتجاة الباب الاخر لتصعد بجانبه.

وجدت من ينظر إليها بتألم يظهر بعيناه وهو يترجاها بألا تفعل ما تفعله بقلبه المسكين الذي يحترق بشدة.

تنهدت بأسي وألم لم تضاهي مثله، صرخ قلبها متألما طالبا الرحمه وهي تحدث حالها،
أرحمني سليم وأبتعد بعيناك عني، فأنا لم أعد أستطع التحمل بعد، لما عودت سليم؟ لما؟

ليتك تركتني وشأني
ليتك تركتني لأأسس حياتي كما كنت أفعل!

أشاحت بصرها عنه وأخذت شهيقا وأخرجته تحت أنظار سليم الذي يري حيرتها وأنينها الظاهر بملامح وجهها!

صعدت بجانب هشام الذي أنطلق سريع محدث صفير بسبب إحتكاك إطارات سيارته بالأسفلت،
تحت أنظار سليم الذي تحرك هو الأخر وأستقل سيارته بقلب مشتعل وهو يلعن غبائه الذي أبعد بينه وبين من عشقتها عيناه.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة