قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية جراح الروح للكاتبة روز أمين الفصل الثاني

رواية جراح الروح للكاتبة روز أمين الفصل الثاني

رواية جراح الروح للكاتبة روز أمين الفصل الثاني

تنهد سليم بتثاقل وضغط زر الهاتف لتجيب هي على الفور بصوت جاد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته!
إنتعش داخله حين إستمع لصوتها الذي إشتاقه حد الجنون وأجابها وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته!

إنتفض داخلها حين إستمعت لصوته وبرغم معرفتها أنه المتصل لظهور إسمه بشاشة هاتفها وذلك بفضل تطبيق التروكولر إلا أنها تلبكت ولكنها سرعان ما تماسكت حالها وتحدثت بقوة وأقتضاب أفندم يا باشمهندس، إتفضل، أنا سمعاك!
تنهد بإرتياح وتحدث مبتسم بحنين لماضيه معها لسه زي ما أنتي ومتغيرتيش يا فريدة، طول عمرك وإنت جاد وصريحه!

أجابته بنبرة جادة وحديث ذات مغزي اللؤم والغدر ليهم ناسهم يا باشمهندس، ودالوقت بقا ياريت تدخل في الموضوع على طول علشان معنديش وقت كفاية لحضرتك!
تنهد بحزن من تلك المعاملة الجافة وتحدث بهدوء فريدة، أنا عارف إنك لسه زعلانه بسبب اللي حصل مني زمان، لكن صدقيني أنا حاولت كتير أوصل لك علشان.

وكاد أن يكمل ولكنها قاطعته بحده بالغه أظن حضرتك مش واخد رقم تليفوني علشان تكلمني في الماضي إللي أتنسي وراح؟
رد عليها بتسائل وهو فعلا أتنسي بالنسبة لك يا فريدة؟

أجابته بقوة ونبرة حادة أتنسي لدرجة إنه مبقالوش أي وجود جوايا من الأساس يا باشمهندس!
أجابها بقوة ونبرة صوت واثقه محصلش يا فريدة،
وأكمل بصوت حنون لأنه ببساطة لو كان حصل كان قلبي حس وقال لي!
زفرت بضيق وتحدثت بقوة من فضلك يا باشمهندس، ياريت لو عند حضرتك حاجه مهمه بخصوص الشغل تتفضل تقولها، ولو مفيش ياريت حضرتك تنهي المكالمة حالا لأني فعلا مشغوله ومش فاضية ولا حابه أسمع المهاترات دي كلها!

أجابها بصوت حنون بنيرة مترجيه فريدة إنت لازم تسمعيني وتخليني أشرح لك اللي حصل بالظبط، فيه حاجات كتير حصلت إنت ما تعرفيهاش ولازم تسمعيني علشان تفهمي إللي حصل كويس
وأكمل بألم أنا تعبت أوي في بعدك ومش قادر أكمل في الوجع ده أكتر من كدة
وأكمل بضعف وصوت يدمي القلوب والله ما قادر!

زفرت بضيق ثم تحدثت بصوت حاد لأنثي جرحت كرامتها على يد معشوقها وأنا بقا مش عاوز أسمع أي حاجه، وأظن كمان إن الكلام والشرح عدا وقته وفات من زمان
ثم تحدثت بتذكير هو حضرتك ماأخدتش بالك ولا أيه يا باشمهندس، أنا دالوقت مخطوبة لراجل محترم بيحبني وشاريني!

سألها بقوة وثقة وهتعملي أيه بحبه ده وإنت قلبك ملك لغيرة؟
ردت عليه بكبرياء وقوة أنا قلبي في أيدي وملك نفسي، وعمري ما هاملك زمامه لأي حد وأديله الفرصة إنه يذلني بية تاني!

تهللت أساريره بإعترافها المباشر بعدم حبها وتسليم قلبها للمدعو هشام
وتحدث بثقة تصل لحد الغرور قلبك ملكي وزمامه في أيدي يا فريدة، ومهما حاولتي تقولي لي إنك نسيتي حبنا وغرامنا عمري ما هقتنع ولا هصدق غير إللي قلبي بيقوله لي.

وأكمل بصوت يملئه العشق والهيام وقلبي بيقولي إن فريدة لسه بتعشق كل حاجه في سليم، عيون سليم، وقلب سليم، ونبرة صوت سليم اللي بتنزل على قلب فريدة تنعشه
وأكمل بصوت يطغي على نبرته فرط السعادة عيونك فضحتك وقالت لي على إللي حاولتي بكل قوتك تداريه عن عيوني.

وأكمل بصوت هائم لدغدغة مشاعرها بس إنت يا حبيبي نسيتي حاجه مهمه أوي، وهي إن أول غرامنا كان بالعيون
كانت تستمع له بقلب يتمزق وروح تتهاوي من سكرة حديثه، نزلت دموعها بغزارة وتحدثت بضعف حبك أنا دفنته وقلبي إنت قتلته بخنجر غدرك ليا.

وأكملت بدموع عن أي حب جاي تكلمني، الحب إللي طلع وهم وغش، الحب اللي طلع مجرد خطة حقيرة منك علشان توصل لنزواتك الرخيصه، هو ده حبك إللي جاي تفكرني بيه؟
هز رأسه وهو يحدثها بنفي صدقيني يا فريدة الموضوع مش زي ما أنتي فاهمه خالص، أنا بعد ما سبتك وسافرت إكتشفت إني مش بس حبيتك، أنا عشقتك وعشقت كل تفاصيلك، تعبت في بعدك يا فريدة وعرفت قيمتك،.

وأكمل بنبرة صريحة صدقيني حاولت أعاند قلبي وأسكته بس ما قدرتش، حبك كان أقوي من إرادتي
ولما أتأكدت إن حبك بقا بيجري في وريدي، قررت أرجعك لقلبي تاني وأعوضك عن كل لحظة ألم عشتيها بسببي،
وقولت الكلام ده للباشمهندس على والباشمهندس حسام علشان يفرحوا معايا إني خلاص قررت أستقر وأخيرا لاقيت نصي الحلو!

وأكمل بعدها إتصلت عليكي علشان أقولك، بس إنت كالعادة ماردتيش علشان الرقم كان دولي وغريب عنك، بعد يومين أتصلت عليكي تاني لقيت تليفونك مقفول حتى صفحة الفيس بوك بتاعتك لقيتها أتقفلت مرة واحدة ومعرفتش أوصل لك،
إتصلت ب حسام علشان يحاول يوصل لك ويوصلني ليكي لأن على وقتها كان معايا في ألمانيا.

وتنهد بألم وأكمل وفي يوم لقيته بيتصل عليا ويقولي إنك سافرتي مع أهلك وسيبتي القاهرة خالص، وأنه دور عليكي كتير وماعرفش يوصل لك!

ضحكت وتحدثت بطريقة ساخرة يظهر إن إنت وأصحابك عندكم موهبة الغش والخداع عالية جدا، والحقيقه لازم أعترف لكم إن إنتم بتمارسوها بمنتهي المهارة!

صاح بها بنبرة متألمة فريدة من فضلك إسمعيني من غير تريقه وخليني أكمل لك كلامي.

ثم أخذ شهيق طويلا وأخرجه بهدوء وأكمل بنبرة يسيطر عليها الغضب إنهاردة بس إكتشفت إنه كان بيكذب عليا وبيغشني طول المدة إللي فاتت دي كلها.

وأكمل بوعيد بس وغلاوة قلبك عندي، وحياة كل ألم إتألمته أنا وأنتي وكل لحظة عشناها وإحنا بعاد عن بعض لأدفعه التمن غالي، وغالي أوي يا فريدة!

زفرت بضيق وتحدثت ببرود ولا مبالاه مصطنعة يا تري فيه كلام تاني حابب تضيفه ولا كده خلصت كل إللي عندك؟

تنفس بهدوء وأجابها بصوت عاشق أنا عارف إنك زعلانه مني، وعازرك والله، بس أرجوك يا حبيبي إفهميني وحاولي تنسي كل إللي فات علشان نقدر نعيش إللي جاي من حياتنا في هدوء وراحه!

تحدثت إليه بنبرة متهكمة عجباني أوي الثقه إللي بتتكلم بيها دي يا باشمهندس، جاي تحكي لي قصص وروايات ماتخصنيش لا من بعيد ولا من قريب وعاوزني أصدقها، لا و واثق أوي في نفسك!

ثم أكملت بنبرة ساخرة وياتري بقا مستني مني أيه بعد كلام سعادتك ده إن شاء الله، أنبسط وقلبي يرفرف ويطير من شدة سعادته لرجوع جنابك ليا من جديد؟

وأكملت بحده بالغة أنا أسفه إني هخزل سعادتك وأقولك إني خلاص، بطلت أكون ساذجه وأصدق كلام البشر، أحب كمان أبلغك إني وبفضلك وبفضل اللي عملته معايا إتحولت لعقل بشري ماشي على الأرض، قلبي أنا موته بإديا وخنقت حبك جواه!

حدثها بنبرة تعقليه بطلي عند وغباء يا فريدة، أنا وإنت خسرنا وقلوبنا تعبت بما فيه الكفاية.

وأكمل بصوت حنون دغدغ مشاعرها إديني وأدي لنفسك فرصه تانيه علشان قلوبنا ترجع تعيش وترتاح، أرجوك يا حبيبي أديني فرصه أخدك في حضني وأداوي لك جرح الماضي!

شهقت بدموعها التي هبطت رغما عنها وتحدثت بغل دفين لسنين مضت لو روحك في الفرصه دي مش هاديهالك يا سليم، أتعب ودوق من كسرة ومرارة القلب اللي دوقتها لي طول السنين إللي فاتت، أشرب من كاس غدرك ليا ودوق مرارته وأستطعمها كويس أوي يا سليم يا دمنهوري، علشان المرارة دي هتلازمك باقية حياتك!

ماتعانديش قلبك يا فريدة قالها سليم بترجي!

اجابته بقوة أنا ما بعاندش قلبي، أنا مجرد بردلك جزء صغير من جمايلك الكتيرة عليا يا باشمهندس، ودالوقت أنا مضطرة أقفل الخط علشان خلاص، مابقاش فاضل حاجه تانية تتقال.

وأكملت بنبرة ساخرة بعد إذنك يااااا، يا باشمنهندس!

أغلقت الهاتف وألقي سليم بهاتفه أرض وأطلق العنان لصرخة ألم شقت صدرة ومزقته إربا أااااااااه.

وصرخ قلبه متألما من تلك العنيده التي تعاند قلبها قبل قلبه، إرتمي بجسدة بإستسلام فوق التخت ووضع يده فوق وجهه ومسح عليه بألم وغضب حاد.

أما فريدة التي ما إن أغلقت حتى إنفطر قلبها وسمحت بإطلاق العنان لدموعها التي أنهمرت بغزارة كشلالات عنيفة.

وبدأت بتذكر الماضي.

فلاش باااااااك
منذ ما يقارب من ست سنوات.

\\\\\\\\\\\.

قبل ست سنوات من وقتنا الحالي داخل الحرم الجامعي بجامعة القاهرة كانت بعض فتيات الفرقة الرابعة من هندسة الإلكترونيات تجلسن فوق السلالم الموديه للمبني الخاص بتخصصهم!

تحدثت إحداهن وتدعي نورهان شوفتوا المعيد الجديد يا بنات، يانهار قمر حاجه كدة ملهاش وصف!

تحدثت أخري و تدعي هنا ده عليه جوز عيون يسحروا، ولا شعرة، وااااو وشكله كمان يبان إنه إبن ناس وغني!

ردت عليهما أخري تدعي ندي لا، وكله كوم والكاريزما بتاعته كوم تاني، حاجه كده ملهاش وصف، بس مشكلته إنه تقيل أوي ومش بيعبر ولا بيشوف قدامه حد!

تنهدت نورهان بوله وأردفت قائلة هو فعلا تقيل أوي، ويمكن ده إللي محلي شخصيته أكتر وشاددني ليه!

نظرت لهن فريدة وتحدثت بإستنكار أنا حقيقي مستغربه إللي باسمعه من بنات هندسه إللي معروف عنهم الجدية والإنضباط في كل شيئ، دي باقي الكليات بيقولوا علينا مسترجلين من كتر جديتنا، أتغيرتوا خالص يا بنات هندسة!

ضحكت نورهان وإجابتها بدعابه إحنا أتغيرنا خاااالص يا لينا، بقينا منفتحين أكتر، وبعدين يا بنتي إحنا هندسة إلكترونيات يعني حاجه كدة لطيفه، الكلام اللي بتقوليه ده ينطبق أكتر على بنات الهندسة المعماريه، اللي بيلبسوا الخوذة بقا وينزلوا المواقع وسط العمال والخرسانات وكدة.

وأكملت بإعتزاز وتفاخر لكن إحنا نختلف، إحنا حاجه كدة كيوته، قاعدين على مكاتبنا تحت التكييف وماسكين اللاب توب بتاعنا، وبس كدة!

ضحكن جميعهن وأكملت فريدة ولو يا أستاذة، المفروض إننا طالبات مثقفات معتزات بنفسنا، يعني ماينفعش نتكلم كدة على أي حد مهما كان هو مين!

نظرت هنا للقادم عليهن ليصعد إلى المبني وتحدثت سريع بوله هل هلال القمر يا بنات!

تحولت أنظار جميعهن إليه بهيام أعجبه وأرضا غرورة إلا فريدة التي كانت تنظر إلى شاشة جهاز اللاب توب الخاص بها ويبدوا عليها عدم الإكتراث له ولحضورة.

رمقها بنظرة سريعة من خلف نظارته الشمسيه وهو يتخطاها ويصعد للمبني حيث مكتبه الخاص به!

تحدثت نورهان بعد صعودة هو فيه كدة يا بنات، ده قمر أوي!

ثم ضحكن جميعهن وهزت فريدة رأسها بإستسلام.

بعد ساعتان كان الجميع داخل قاعة المحاضرات ويقف سليم بكل جاذبيه وطلاقة يسترسل أمامهم شرح مادته التي يفهمها جميع طلابه لسلاسة شرحه المبسط وتمكنه من توصيل المعلومه لطلابه بكل سهوله ويسر!

نظر على تلك الفريدة من نوعها التي لم تتطلع عليه كباقي زميلاتها بل كانت تركز على شرحه بإهتمام واضح وتؤيد خلف إسترساله جميع النقاط التي يذكرها.

نظر إليها وتحدث متسائلا ممكن يا باشهمندسه.

وقفت فريدة وأجابته بكل ثقه فريدة يا دكتور، إسمي فريدة!

نظر لها بإعجاب وحدث حاله، أحقا فريدة؟
لك من شخصيتك نصيب كبير من أسمك أيتها الفريدة.

أجابها وهو يهز رأسه بإيماء فريدة، طب ممكن يا فريدة بعد إذنك تشرحي لي أنا وزمايلك اللي فهمتيه من شرحي لمحاضرة إنهاردة؟

إبتسمت له بوجه يشع سعادة، فهذا حقا ما تتمناه دائما، فحلم فريدة هو أن تصبح أستاذة داخل جامعتها وتقف أمام طلابها وتسترسل لهم شرحها المبسط.

وقفت بسعادة وأجابته أكيد طبعا يا دكتور!

إبتسم لها بمجاملة وهو يشير إليها كي تصعد لتقف بجانبه حتى يستطيع زملائها رؤيتها والإستماع إليها جيدا.

وقفت بجانبه بسعادة وبدأت بإسترسال شرحها بطريقه مبسطه وعميقه بنفس الوقت، طريقة السهل الممتنع، مما يدل على عقليتها التي أتخذت نصيبها هي الأخري من إسمها فأصبحت أيضا عقليه فريدة!

كان يقف بجانبها يضع يداه داخل جيبي بنطالة وينظر إليها بإنبهار وهو يتحرك حولها وكأن لها هالة جذبته نحوها دون إدراك أو وعي منه، فهي حقا ليست مميزة بجمال عيناها الرمادية وملامحها الرقيقه فقط، بل أثبتت أن جمال عقلها يفوق جمال وجهها بمراحل!

بعدما أنتهت وقف أمامها وبدون مقدمات بدأ لها بالتصفيق وتحدث برافو فريدة، إنت أثبتي لي صحة نظرتي ليكي، أول ما شوفتك وإنت مركزة في الشرح قلت لنفسي إنك حقيقي فريدة.

وأبتسم بجاذبية وأسترسل حديثه بدعابه لطيفه لا وبالصدفه يطلع كمان إسمك فريدة، عمرك شفتي صدفه أحلا من كدة؟

إبتسمت له بسعادة وتحدثت بشكر متشكرة جدا لحضرتك يا دكتور على الفرصه العظيمة إللي إدتهالي، وبصراحه دي كانت أمنيتي من زمان!

تاه داخل لون عيناها الرمادية الذي يشبه غيوم السماء في يوم شتاء مطر رائع.

تنهد براحه وتمالك من حاله حتى لا يطع شعورة الذي يلح عليه بأن يتحرك إليها ويجذبها بعنف، لترتضم بصلابة صدره الحنون ويرفع بيده وجهها إليه ليعطي المجال لحاله أكثر وينظر بتمعن داخل عيناها ويتوة بهما وبسحرهما الفريد.

أفاق على حاله ونظر إليها وتحدث بنبرة متسائلة إنت نفسك تبقا أستاذة جامعية يا فريدة؟

تنفست براحة وأجابته بإنتشاء ده حلم حياتي إللي بتمناه يا دكتور!

نظر لها وتسائل وياتري درجة تقديرك طول السنين اللي فاتت تأهلك للتعيين كمعيدة؟

أجابته بثقه الحمدلله يا دكتور إمتياز في سنة الإعدادي وطول التلات سنين إللي فاتوا، ربنا ييسر السنه دي وأطلع كالعادة بإمتياز ووقتها ربنا يوفقني وأتعين معيدة وأحقق حلمي وحلم بابا!

أجابها بإبتسامه إن شاء الله السنه الجايه تكوني زميله ليا هنا!

وضعت يدها على صدرها وتحدثت بإنتشاء أشكرك يا دكتور، وبجد ميرسي لحضرتك إنك إدتني الفرصه العظيمه دي!

هز لها رأسه ونزلت هي وجلست بمقعدها وأكمل هو محاضرته التي قضي معظمها وهو ينظر لتلك الفريدة التي خطفت تفكيرة!

وبعد مدة إنتهت المحاضرة وخرج سليم.

إتجهت إليها نورهان وتحدثت بدعابه هي بقت كده يا باشمهندسه، بقا إحنا عمالين نخطط ونتكتك للموز علشان نوقعه في شباكنا وتيجي سيادتك بدون أي مجهود وتخطفيه!

ضحكت فريدة أثر حديث صديقتها وتحدثت والله إنت رايقه أوي يا نور!

نظرت لها هنا وحدثتها لا بجد يا فيري، الباشمهندس شكله وقع ولا حدش سمي عليه!

تحدثت نورهان من جديد إنت أصلك ماشفتيش كان بيبص عليك إزاي وإنت بتشرحي!

نظرت لهما وتحدثت بإستنكار أيه اللي إنتم بتقولوة ده، أولا لو بيبص عليا زي ما بتقولي فدة علشان شرحي عجبه مش أكتر، وبعدين ده دكتور محترم وفكرة راقي مش بالعقلية الشاذة بتاعتكم دي!

أجابتها نورهان بنبرة ساخرة محترم وفكرة راقي، والله إنت إللي عقليتك وتفكيرك بقا شاذ في الزمن ده يا بنت عمي فؤاد!

ضحكن جميعهن وخرجن من القاعه.

مرت الأيام على أبطالنا وبدأت فريدة تشغل حيز كبيرا من تفكير سليم ولكنها ضلت لا تبالي، فقد كانت تكرس جميع إهتماماتها ووقتها لدراستها حتى تحقق حلمها وحلم أباها، الذي طالما حلم بأن يراها مهندسه ناجحه بمجالها ولكنها تريد المزيد بأن تتعين أستاذه بجامعتها بجانب وظيفتها وأصبح أيضا حلم والدها معها!

تحدث حتى أراك.

وفي يوم من الأيام دلف سليم إلى المكتبة الخاصة بالجامعه ليطلع على إحدي الكتب وجدها تجلس وتمسك بيدها كتيب وتقرأ به بتمعن وهي ترتدي نظارتها الطبية التي زاتها وسامه ورقي!

إبتسم حين وجدها وسعد داخله، إتجه لإحدي الأرفف وأختار كتابه المقصود ثم تحرك وجلس بمقابلها على طاولة القراءة.

تحمحم حتى تنظر إليه وتعي لتواجده وبالفعل نظرت له سريع.

نظر لها وأبتسم بخفة وهز لها رأسه بوقار كتحيه منه، قابلتها هي بإيمائة رأس باردة ثم عاودت سريع إلى كتابها مرة أخرى بإنجذاب!

إستشاط داخله غضب من هذه الفريدة التي لاتبالي به ولا لحضورة ولا تعطيه أية إهتمام على الإطلاق.

تحدث إليها كي تنتبه وتسمح له بالنظر لرؤية عيناها الساحرة ذات الرموش الكثيفه واللون المبهر
قائلا يظهر إن الكتاب اللي في إيدك مستحوذ على كل تفكيرك، للدرجة دي معجبة بالأدب الفرنسي؟

نظرت له وتحدثت بإبتسامة ساحرة أذابته جدا يا باشمهندس، ماتتصورش حضرتك مدي إعجابي بالناس دي وبطريقة تفكيرهم، الأدب الفرنسي بيخليك تنظر للحياة من منظور مختلف تماما عن ما كنت بتشوفها،
وأكملت بإنبهار قد أيه الناس دي راقيه في تفكيرها ومتسامحه في الحياة، ويمكن ده يكون سبب نجاحهم وتطورهم السريع!

كان يستمع لها منبهرا بشخصيتها المثقفه المطلعه على جميع ثقافات العالم المختلفه.

أجابها بإعجاب ظهر بعيناه جميل أوي إنك تثقفي نفسك وتقري عن ثقافات ورؤي العالم المختلفه، تعرفي إني دي بداية نجاحك وإختلافك!

إبتسمت له وأجابته بإحترام دي شهادة من أستاذي الفاضل أعتز بيها!

أجابها بإبتسامه أستاذ أيه بقا، دا أنا كدة اللي المفروض أقولك يا أستاذه!

واكمل أقولك على حاجه وماتزعليش.

هزت رأسها بتفهم وشبكت كفي يديها ووضعتهم تحت ذقنها في حركة عمليه وتحدثت أتفضل قول كل اللي حضرتك عاوزة، ولعلم حضرتك أنا شخص بيتقبل الإنتقاد، والحمدلله ربنا خلقني بصدر رحب يقدر يستوعب أراء البشر المختلفه عن فكري ويتفهمها!

إبتسم وتحدث بدعابه وطلعتي فيلسوفه كمان!

وأسترسل حديثه بنبرة جادة بصي يا فريدة، أنا بصراحه إستغربت لما بصيت في الكتاب إللي في إيدك ولقيته عن الأدب الفرنسي، عادة الملتزمين دينيا إللي زيك مش بيحبذوا قراءة النوعية دي من الكتب، وبيعتبروها كتب بتشجع على الإلحاد بما إنها بتحتوي على فكر علماني لأشخاص علمانيين بيعتبروا إن العقل البشري هو القوة الوحيدة على وجه الارض، وإن بيه يقدروا يتحكموا في الكون بحالة،.

ده غير إن فيه منهم كتاب ملحدين وبيحاولوا ينشروا فكرهم الشاذ من خلال كتابتهم!

إبتسمت وأجابته بهدوء أنا ما أنكرش إن فيه بعض الكتب موجود فيها أفكار ممكن تشوش العقول وتخلي البعض ياخد منحني تفكيري معين، لكن في الاخر إحنا ربنا خلق لنا عقل نقدر نفكر بيه ونميز بين المعقول والمقبول واللا مقبول،
وأكملت بتفسير وبعدين الكتاب اللي حضرتك بتتكلم عليهم دول معروفين بالأسماء وكتبهم معروفه، وفيه منهم اللي بيطرح فكر عدواني وعنصري وأنا الحمدلله متجنبه الأسماء دي نهائي!

واكملت بإندماج لكن خلينا كمان نعترف إن زي ما فيه السيئ فيه منهم الإيجابي اللي بيحارب العنصرية وبيطرح قضايا مهمه، زي الإضطهاد العرقي و الديني،
وأزاي بيطالب الناس إنها تتسامح وتتغاضي عن عرق ودين اللي قدامهم وتعاملهم على إنهم إنسان، إنسان وبس!

وأكملت بإنتشاء تعرف يا باشمهندس إن معظم أفكار ومبادئ الغرب إللي إحنا مبسوطين ومبهورين بيها طول الوقت دي، معظمها ده إذا ما كانش كلها متاخد من الدين الإسلامي ومن القرأن والسنة النبوية،
وللأسف هما عرفوا يستخدموها ويسوقولها صح، وقدروا كمان يقنعوا العالم كله إنها أفكارهم، لكن إحنا للأسف ملقناش إللي يسوق لنا فكرنا للعالم الخارجي ويوضح لهم إن الأفكار دي موجودة في القرأن من قديم الأزل،.

وأكملت بإحباط ودة مقصود على فكرة!

أجابها تأكيدا على حديثها علي فكرة يا فريدة، حقيقة بلاد الغرب مش زي المعلن عنها والظاهر لينا كلنا، بدليل إن لما المبادئ الإنسانية وإحترام حرية الإنسان اللي مصدعينا بيها طول الوقت أول ما بتتعارض مع مصالح بلادهم الشخصية بيرموا بيها عرض الحائط،
وأظن حصلت في قضايا كتير قبل كدة وأتحولت لقضايا دولية ولا حياة لمن تنادي،.

وأكمل بتأكيد ولو لاحظتي في السنين القليلة الأخيرة هتلاقي إن معظم حكوماتهم إنكشفت على حقيقتها في إنحيازها العرقي وإضطهاد كل ما هو خارج عنهم وعن فكرهم!

ثم أبتسم وتحدث بإعجاب تعرفي إني مستغرب نفسي جدا!

نظرت له إستكمالا لباقي حديثه فأكمل هو عمري ما تخيلت إني ممكن أقعد أتناقش مع طالب عندي.

وأكمل مفسرا طول عمري باصص للطالب إنه ألة حفظ للمنهج فقط لاغير، وبما إني كنت كده فكرت إن كل الطلبه زيي،
وأكمل بشرود طول عمري كنت بسابق السنه الدراسية علشان أجيب أعلي مجموع وأرضي غروري وفي نفس الوقت أرضي أمي إللي كانت دايما محسساني إني داخل سباق مش مجرد سنه دراسيه وهتعدي!

جلسا يتسامران بإستمتاع كل بحديث الأخر، حتى وجدت هاتفها يعلن عن وصول مكالمة، إنتبهت له وأمسكته ثم تحدثت له يا خبر، الوقت سرقني ومن جمال النقاش مع حضرتك ما حسيتش بيه!

ثم وقفت تجمع أشيائها وهي تتحدث إليه بإبتسامه ساحرة لعيناه أنا متشكرة جدا على وقت حضرتك والنقاش المثمر اللي تفضلت عليا بيه!

أجابها وهو يقف أنا إللي متشكر يا فريدة إنك عرفتيني إن لسه فيه طلبه بيحاولوا يبنوا ثقافتهم وفي نفس الوقت متفوقين دراسيا.

ثم أكمل في محاولة للتقرب منها لو تحبي أنا ممكن أوصلك في طريقي بعربيتي؟

أجابته معتذرة بذوق متشكرة جدا لحضرتك، أنا بروح مع صاحبتي لإننا جيران، فرصة سعيدة يا باشمهندس، بعد إذن حضرتك!

وأنصرفت تحت نظرات إعجابه وأحترامه لها الذي تضاعف عندما إكتشف ذكائها وطريقتها المتحضرة في التفكير!

حقا مثلما تقول الحكمه.

تحدث حتى أراك.

بعد حوالي أسبوعان زاد إعجاب سليم بفريدة حتى أنه بدأ يتحول إلى حب ولكنها،
ضلت لا تبالي
ففكر وقرر التقرب منها أكثر.

كان قد إنتهي من شرح محاضرته وكاد أن يتحرك إلى خارج القاعه لكنه تراجع ونظر لها وحدثها تحت أنظار جميع الطلاب.

وتحدث بنبرة جادة فريدة فؤاد، مستنيكي في مكتبي بعد عشر دقايق، ياريت ما تتأخريش!

أمائت له بإحترام، حدثتها نورهان بضحك شكلنا هنشرب شربات قريب يا فيري!

وضحكت أما فريدة التي تمللت متحدثه يا بنتي خرجيني من دماغك ربنا يهديكي، وعلشان تريحي نفسك الموضوع ده مش في دماغي خاااالص!

وتحركت وبالفعل بعد عشر دقائق كانت تقف وراء بابه وتدقه بإحترام دلفت بعد سماعها صوته بالسماح لها.

نظر لها بإهتمام وتحدث وهو يشير إليها تعالي أقعدي يا فريدة!

تحركت وبالفعل جلست على المقعد المقابل لمكتبه وتحدثت بإستفهام خير يا باشمهندس؟

إبتسم لها بعيون سعيده وتحدث خير طبعا يا فريده، أيه رأيك تيجي تتدربي معايا في الشركة إللي أنا بشتغل فيها، ومين عارف يمكن المدير يعجبه شغلك وتبقي حجزتي مقعدك مقدما في شركة كبيرة ومحترمه وليها إسم زي دي!

نظرت له وتلائلائت عيناها بسعادة لامتناهيه وتحدثت بلهفه حضرتك بتتكلم جد يا باشمهندس، أنا متشكرة جدا جدا لحضرتك.

كان سعيد لسعادتها الظاهرة بوجهها وتحدث يعني إنت موافقه يا فريدة؟

أجابته سريع بلهفه وسعادة طبعا موافقه، وبجد مش عارفه أشكر حضرتك إزاي على الفرصه الهايلة اللي قدمتهالي دي، أنا بالفعل بقالي فترة بدور على شركة كويسه علشان أتدرب فيها لحد التخرج، لكن للأسف ولا شركة من اللي بعتلهم ردوا عليا!

تنهد براحه وتحدث بلؤم وهو يعطيها هاتفه طب سيفي لي رقمك هنا علشان أتصل بيكي بالليل ونظبط مع بعض مواعيدك، وأكمل متحجج علشان يعني مواعيد العمل ماتتعارضش مع مواعيد دراستك!

نظرت له بعرفان وتحدثت أنا بجد مش عارفه أشكر حضرتك إزاي!

نظر لها بعيون سعيده هائمه في بحر عيناها التي بات يعشق النظر داخلها وأجابها ماتشكرنيش يا فريدة، إنت أصلك مش عارفه إنت بقيتي غاليه عندي قد أيه!

نظرت له ولأول مرة بحياتها تشعر بتلك الأحاسيس الغريبة والجديدة عليها، إنتفض قلبها وأقشعر جسدها بالكامل من مجرد نظرة عيناه الساحرة.

يبدوا أن كيوبيد قد صوب سهم عشقه بإتجاة قلبها البرئ فانعشه وبعث به رونق وجمال وسحر الحياة!

إرتبكت بجلستها وتاهت داخل نظرة عيناه التي شعرت وكأنها تراها ولأول مرة، أما هو فطار قلبه وسعد لرؤية بوادر عشقها له التي ظهرت داخل عيناها الرمادية اللون، وأرتباك صوتها وحركة جسدها المرتبكه.

وقفت بإرتباك وشكرته وخرجت سريع هاربه من سحر عيناه المدمرة.

أما سليم فقد أرجع رأسه للخلف بإبتسامة نصر وسعادة بنفس الوقت على أنه وأخيرا شعر به قلبها الصعب المنال!

بعد يومان وصلت فريدة إلى مقر الشركة بعدما حصلت على عنوانها من سليم وذلك بعد رفضها عرضه بأن يصطحبها معه بسيارته!

دلفت للداخل وجدت سليم بإنتظارها إصطحبها إلى مكتب المدير وعرفها عليه وبالدور رحب بها المدير، ثم أخذها إلى مكتبه المشترك مع صديقيه علي وحسام.

وقف بجانبها وأشار بيده إلى علي قائلا أحب أعرفكم بالباشمهندسه فريدة، صديقتنا الجديدة إللي هتدرب معانا هنا في المكتب!

وأشار إلى على وقال وده بقا باشمهندس على صديق دراستي وبعد كدة شغلي!

هزت له رأسها من بعيد وأردفت بإبتسامة مجامله أهلا يا باشمهندس!

إبتسم لها على وحدثها نورتينا يا باشمهندسه!

ثم أكمل سليم وده باشمهندس حسام، هو كمان صديق دراستي وأبن خالي في نفس الوقت!

إبتسم لها حسام وتحدث نورتي المكتب يا فريدة، إن شاء الله تنبسطي معانا هنا!

إبتسمت بخفه وأجابته ان شاء الله يا باشمهندس!

وتوالت الأيام سريع على سليم وفريدة وهما يتقربان يوم بعد الأخر،
كل منهما عشق الأخر ولكن عشق بلغة العيون، عشق صامت!

وفي يوم من الأيام لم يكن بالمكتب غيرهما، كانت تجلس بمكتبها المقابل له، تضع يدها فوق وجنتها وهي تنظر إليه بعيون عاشقه وقلب هائم بات ينبض بعشقه، نعم، فقد عشقت عيناه وكل ما به إلى حد الجنون!

عشقت سليم، رجلها الأول، ساكن قلبها البرئ، أول من أخذ بيدها ساحب إياها معه إلى عالم العشق والخيال، وبدورها أطلقت لروحها العنان كي تسبح معه في أولي تجاربها بعالم العشاق، وهاهي تتذوق على يده طعم العشق و لأول مرة!

أما هو فقد كان يعمل على جهاز اللاب توب ومندمج به لأبعد الحدود، وفجأة توقف ورفع عيناه ليأخد هدنه، نظر عليها وجدها تنظر إليه بعيون هائمه سارحة بملكوته، سحبت عيناها سريع وأرتبكت بخجل!

وقف هو وتحرك إليها وجلس أمامها
نظرت له بإرتباك بادلها بنظرات عاشقه، ثم أبتسم لها وتحدث بصوت هائم حنون وبعدين يا فريدة، هنفضل مقضينها نظرات كدة كتير؟

إبتلعت لعابها وتحاملت على حالها وتحدثت بصوت يكاد يسمع تقصد أيه يا باشمهندس؟

أجابها بنبرة عاشقه أقصد العشق إللي إحتل قلوبنا ودوبها يا قلب الباسمهندس.

إتسعت حدقة عيناها بذهول من كلماته التي نزلت على قلبها كقطرات الندي التي هبطت برقه فوق الزهور فارتوت وأنتعشت وأن أوان تفتحها لتأخذ الدنيا بأحضانها!

أمسك يدها الموضوعه فوق المكتب وضغط عليها بنعومه أذابت قلبها البريئ معدوم الخبرة.

وتحدث بعشق ناظرا داخل عيناها بوله أنا بحبك يا فريدة.

أخذ صدرها يعلو ويهبط بسعادة وأرتباك، سحبت يدها سريع خوف من الله،
فأكمل هو بحنين إهدي يا حبيبي، مالك متوترة كدة ليه؟

إبتسمت له وتحدثت بشفاه مرتعشه مش مصدقه اللي سمعته منك يا.

وصمتت خجلا نظر لها بعيون هائمة وتحدث مبتسما مشجع إياها قوليها يا فريدة، عاوز أسمع إسمي منك، قوليها يا حبيبي!

إنتفض داخلها من نظرة عيناه الهائمة وصوته العاشق وكلماته التي أسعدت قلبها وجعلته محلق في السماء
وتحدثت بحيرة خايفه يا سليم!

سألها بهيام عاشق من أيه الخوف يا قلب سليم؟

ردت عليه بإرتباك طول عمري قافلة على قلبي وخايفه عليه من الحب، خايفه ليضعف ويضعفني معاه وينسيني أحلامي ويبعدني عنها!

إبتسم لها وأجابها بهدوء الحب بيقوي ما بيضعفش يا فريدة، وبعدين إحنا حبنا غير أي حد، حبنا عاقل يا حبيبي.

إبتسمت وأجابته بعيون عاشقه الحب جنون يا سليم، طول عمري وأنا بسمع مقولة جنون الحب، وإن الحب والعقل عمرهم ما بيجتمعوا في جملة واحدة!

أجابها بإبتسامة ساحرة اللي أقصدة يا حبيبي إننا ناس كبار وعقلنا واعي ومتفتح وعارفين مصلحتنا وراسمين لمستقبلنا كويس جدا، وعمرنا ما هانسمح لأي حاجه توقفنا عن تحقيق أهدافنا!

وأكمل بسعادة وأقصد كمان إن حبنا وقربنا من بعض هيكون حافز لينا إنه يقربنا أسرع لأحلامنا، يعني اللي أقصدة إن قربنا هيريح قلوبنا أكتر ويخلينا مركزين في مستقبلنا، فاهماني يا فريدة؟

هزت له رأسها بإبتسامة ساحرة لقلبه!

دلف حسام إلى المكتب وجدهما بحالة هيام واضحة نظر عليهما بضيق، حين سحبت هي نظرها وأبتسامتها سريع وأبدلتها بنظرات خجوله، وأبتسم هو على خجلها المبالغ به والجديد بالنسبة له!

وقف وعاد إلى مكتبه ليتابع عمله من جديد بمنتهي المهنيه وكأن شيئ لم يكن، نظرت له وأستغربت تحوله الغريب بتلك السرعه!

داخل غرفة فريدة المشركة مع شقيقتها نهلة،
كانت نهله تجلس فوق تختها تذاكر دروسها رفعت بصرها ونظرت لتلك الشاردة المبتسمه كالبلهاء للأشيئ.

تحركت نهله إلى تلك الجالسه فوق مكتبها وتحدثت بإستغراب ممكن بقا أفهم أيه سر الإبتسامة الغريبه دي؟

وعت على حالها وتحدثت بإرتباك إبتسامة أيه دي كمان اللي بتتكلمي عليها، هو أنت جايه تفوقي عليا يا نهله!

ضحكت نهلة طالبة الصف الثاني الثانوي وتحدثت بذكاء طب أيه رأيك بقا إني متأكدة إن الإبتسامة والسرحان ده وراه قصة حب!

واكملت أنا عارفه نوع السرحان ده كويس أوي، نفس اللي كان بيحصل لبطلات أفلام الابيص وأسود، ماجده وسعاد حسني وناديه لطفي، كانوا زيك كدة بالظبط وهما بيفكروا في حبيبهم!

لم تستطع فريدة تمالك حالها وأطلقت ضحكاتها المتتاليه على حديث شقيقتها.

وبعد إلحاح من نهلة أخبرتها فريدة بكل ما حدث
وتحدثت بتحذير نهله، الكلام ده سر بيني وبينك، ماما وبابا ما يعرفوش عنه حاجه أبدا، فهماني!

أجابتها نهلة بإعتراض وتملل هو أنت ليه دايما شيفاني عيله صغيرة، على فكرة بقا، أنا عارفه وفاهمه كل حاجه ومش محتجاكي كل شوية تنظري عليا بالشكل ده!

وقفت فريده وأمسكتها من كتفيها وتحدثت أنا عارفه إنك واعيه وعاقله جدا وعلشان كده قولت لك على الموضوع، ومش معني إني أنبه عليكي إنك ما تقوليش لحد إني ما بثقش فيك، خالص صدقيني،
هزت شقيقتها رأسها بتفهم فتحدثت فريده بنبرة جادة يلا بقا نذاكر علشان بابا لو دخل وملقناش بنذاكر هيعمل لنا مشكله كبيرة!

بعد مرور إسبوع.

كان سليم وعلى وحسام يعملون بمفردهم داخل مكتبهم المشترك دون فريدة، فقد كان اليوم هو يوم عطلتها من المكتب!

نظر حسام إلى سليم وغمز بعيناه وتحدث بدعابه مش ملاحظ يا على إن المكتب اليومين دول بقا غريب أوي، ده أنا بمجرد ما بدخل بحس بقلوب طايرة حواليا في كل مكان!

وضحك ساخرا وأردف ده أنا ساعات بفتكر إني إتلغبطت وبدل ما أدخل المكتب دخلت نادي العشاق!

ضحك علي وتحدث مؤكدا على حديث حسام إنت هتقل لي، طب ده أنا خايف ل في مرة قلب من اللي طايرين دول يرشق في عيني يخزقها!

ضحك إتنتيهم في حين تحدث سليم بدعابه أهو قركم ده هو إللي موقف الحكايه ومخليها محلك سر!

نظر له على ضاحك وتحدث بإستفسار محلك سر إزاي يعني، هو إحنا هنشرب شربات قريب ولا أيه يا هندسه؟

إنفجر سليم ضاحك وأردف قائلا بنبرة ساخرة شربات، أيه يا أبني الجو القديم اللي إنت عايش فيه ده، الوقت بيشربوا فيروز، شويبس، جولد، مش تقولي شربات.

واكمل بتفسير وبعدين أنا أعقل بكتير من إني أخد خطوة متهورة زي دي، هو أنا لسه عملت حاجه في حياتي ومستقبلي علشان أروح أدبس نفسي في خطوبة وجواز،
وأكمل ومن الأخر كدة أنا واحد مش بتاع جواز، أنا أخري أخرج، أسهر، أرقص لي رقصه حلوة مع بنوته حلوة في Night Club
لكن خطوبه وجواز ومسؤليه، ماليش أنا في الجو ده!

نظر له حسام وتحدث عين العقل يا سلم، تربية عمتي بصحيح!

تسائل علي بجديه طب وفريدة عارفة إنها مجرد محطة في حياة سيادتك، البنت محترمة ومختلفه عن نوعية البنات اللي إنت عرفتهم قبل كدة يا سليم!

أجابه بلامبالاة فريدة مش غبية يا علي، وبعدين أنا قايل لها إني لسه معملتش أي حاجه في مستقبلي، وإن لسه قدامي كتير أوي على ما أوصل للي أنا عاوز أحققه، كمان قايل لها إني مقدم على كذا منحة لدول أجنبيه!

أجابه على بيتهيئ لي لازم تقولها لها صريحه يا سليم!

أجابه سليم يا أبني البنت أعقل من إنها تفكر في إني ممكن أفكر في الجواز حاليا، سواء منها أو من غيرها!

تحدث حسام بفظاظة جري ايه يا عم علي، إنت ليه محسسني إن فريدة دي طفلة صغيرة، وبعدين بقا هي اللي وافقت تدخل في علاقه مع واحد من غير رابط شرعي، يعني من الاخر هي المسؤله الوحيدة عن أي حاجه تحصل لها داخل العلاقة دي!

ثم أكمل بتساؤل إلا قولي يا سلم، إنت قطعت علاقتك ب إنجي خلاص ولا لسه بتتقابلوا؟

أجابه سليم بضيق وتملل يا راااااجل إفتكر حاجه كويسه، دي كانت بنت خنيقه وماصدقت إني خلصت منها بإعجوبة!

سأله حسام بإستفسار خبيث وياتري فريدة بقا زي إنجي، تفكير أوبن مايند وكدة، ولا؟

ضحك سليم وأجابه هي لسه ولا لحد دالوقت، بس ماتقلقش، كله بالحنيه بيفك!

رد عليه علي بتأكيد مش هيحصل يا سليم وبكرة هفكرك!

نظر إليه سليم وأجابه بغرور أنا إللي بكرة هفكرك لما أجيبها معايا ال Night Club!

وضحكوا جميعا ثم عاودوا إلى العمل مرة أخري بجديه.

وبعد مرور حوالي شهر أخر.

دلف سليم إلى المكتب وجد الضوء مغلق وأستغرب الهدوء وخلو المكتب من فريدة وعلى وحسام، ضغط زر الإضاءة وفجأة.

تري ما الذي رأه سليم؟

و ما الذي تحمله الأيام لقلب فريدة؟

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة