قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية جراح الروح للكاتبة روز أمين الفصل الثالث

رواية جراح الروح للكاتبة روز أمين الفصل الثالث

رواية جراح الروح للكاتبة روز أمين الفصل الثالث

مازلنا بالفلاش باااك
دلف سليم مكتبه وجد الضوء مغلق وأستغرب الهدوء، ضغط زر الإضاءة وفجأة وجد فريدة بوجهه و جميع أصدقائه بالشركة يصفقون بسعادة ويحتفلون معه بذكري يوم ميلاده التي أعدت له فريدة!

نظر لها بعيون عاشقه، ذهبت إليه ومعها هديتها التي أحضرتها بكل ما إدخرته من مال طيلة الفترة الماضية لتجلب له هدية مناسبة تليق به وبوضعه الإجتماعي
قدمتها له وتحدثت بنعومه كل سنه وأنت طيب يا سليم!

تناولها منها وتحدث بحب وإنت طيبة يا فريدة، بس أيه المفاجأة الحلوة دي، إنت اللي عملتي كل ده؟
أجابته بنبرة خجلة دي أقل حاجه عرفت أعملها، إنت تستاهل أكتر من كده بكتير!

أجابها بحب وأنا كفايه عليا كلامك وإحساسك يا فريدة!
تهافت عليه أصدقائة لمعايدته وبعدها إلتف الجميع حول قالب الحلوي، وأشرف هو على تقطيعه.

نظرت إليه وتحدثت ببرائه غمض عيونك وأتمني أمنيه قبل ما تطفي الشموع!
إبتسم لها ثم أغمض عيناه وتمني من الله أن يوفقه في المنحة التي تقدم إليها!

أما تلك المسكينه التي كانت تنظر إليه بعيون هائمة ظنا منها أنه وبالتاكيد تمني إلتقاء قلوبهم العاشقه في الحلال!
أخذ الجميع ما يخصه من الحلوي وبداوا بتناوله.

أما هي فوقفت بعيدا بجانب الشرفه لتعطي له المجال بالتحدث مع أصدقائه
ذهب إليها وتحدث بإمتنان متشكر يا حبيبي على المفاجأة الحلوة دي، أنا كمان محضرلك مفاجأة!

إبتسمت وتحدثت بدعابه المفروض إنهاردة عيد ميلادك، يعني أنا بس إللي أفاجأك!
ضحك برجوله وتحدث بهيام وجودك معايا مفاجأة حياتي كلها يا فريدة!

خجلت من كلماته ونظرت للأسفل وهي تبتسم ببرائه حين أكمل هو ماسألتنيش أيه هي المفاجأة؟
ضحكت وتحدثت بخفة ظل طب ولما أسألك هتبقي مفاجأة إزاي؟

أجابها بوجة مبتسم إنتي صح، علشان كدة عاوزك تتشيكي بالليل وهعدي عليكي علشان نخرج، وهناك هتعرفي المفاجأة!
إختفت إبتسامتها وتبدلت وتنهدت بصدر مهموم وأجابته للأسف يا سليم مش هينفع!

نظر لها مضيق عيناه وتحدث بإستفسار ليه مش هينفع؟
أجابته بهدوء علشان مش هقدر أقول لبابا أنا خارجه و رايحه فين، وطالما مش هينفع أقوله فمن البديهي إني مش هخرج أساسا!

نظر لها بإستغراب وتحدث إنت ليه مكبرة الموضوع كدة، ممكن تقولي لبابا إنك خارجه مع واحدة صاحبتك، بيتهيئ لي مش هيمانع!
إستغربت حديثه وأردفت قائلة بنبرة متعجبة إنت أكيد بتهزر صح، معقول يا سليم عاوزني أكذب على بابا؟

أجابها بضيق ظهر فوق ملامحه لا طبعا ما يصحش، لكن إللي يصح إنك تفوتي إحتفالنا لوحدنا بعيد ميلادي الأول وأحنا مع بعض!
نظرت له بتيهه وتحدثت بتساؤل لوحدنا، وليه لوحدنا يا سليم، ما أحنا إحتفلنا هنا مع أصحابنا وخلاص!

تسائل بنبرة تشكيك فريدة هو أنت فعلا بتحبيني؟
أجابته بثقه أكيد طبعا بحبك!

هز رأسه بنفي مش حقيقي، إنت لو فعلا بتحبيني كنتي إنت إللي تبادري وتطلبي مني نخرج ونكون لوحدنا
وأكمل بغضب إحنا لينا أكتر من شهرين مع بعض ولحد دالوقت ولا مرة ركبتي معايا عربيتي، ولا مرة خرجنا فيها مع بعض غير اليوم إللي انا جيت لك فيه الكافيه يوم عيد ميلاد صاحبتك، ووقفتي بعيد عني علشان ماحدش من زمايلك ياخد باله!

تحدثت بصوت مختنق غصب عني يا سليم، ظروفي إنت عارفها كويس!
أجابها بإقتضاب ونبرة معترضه غاضبه ظروفك دي إنت إللي خلقاها بأديكي وواهمه نفسك بيها، فبلاش تحسسيني إنها شيئ مفروض عليك!

أجابته بعيون تتلائلئ بها حبات الدموع أخلاقي وتربيتي هي إللي فارضة ظروفي عليا، وأظن إني صارحتك من الأول ومكذبتش عليك في حاجه!
اجابها بغضب من الأخر كدة يا فريدة أنا زهقت، ده حتى التلفون منعاني أكلمك فيه طول ما حضرتك في البيت، ومخلياه طوارئ للشغل وبس،
وأكمل بعيون غاضبة دي حتى إيدك منعاني ألمسها!
أخرجت صوتها بتحشرج من شدة إختناقها بالدموع علشان كل ده حرام يا سليم!

زفر بضيق وأقشعرت ملامح وجهه ونظر لجواره متلاشيا إياها!
إبتلعت غصة مرة بحلقها وتحركت خجلا من جانبه ووقفت بجوار علي الذي كان يتابع تلك المشاحنه عن بعد.

نظر لها بحنان وتحدث مالك يا فريدة؟
تنهدت بألم وأجابته سليم مش مقدر ظروفي يا علي، مش قادر يفهم إن فيه أساسيات وقواعد في حياتي مأقدرش أتخطاها،
وأكملت بنفي مش علشان هو مش غالي عندي ولا علشان مش بحبه كفايه زي ما بيتهمني، لا يا علي
وأكملت بتفسير علشان دي تربيتي وقنعاتي اللي من المستحيل أغيرها!

نظر داخل عيناها وتحدث بقوة وثبات وصل إليها وأوعي تتنازلي عنها أو تحاولي تغيريها علشان أي حد مهما كان هو مين
وأكمل بحديث ذات مغزي وصل لها معناه إنت غاليه أوي يا فريدة واللي عاوزك لازم يتعب علشان يوصل لباب بيتكم، فهماني يا فريدة!

إبتسمت براحه بعد أن إطمئن قلبها بحديثه الذي أكد على صحة تفكيرها.

تحدثت بإبتسامه حانيه تعرف إني بحسك حد قريب مني أوي، بيتهيئ لي لو كان ليا أخ أكبر مني عمري ما كنت هحترمه وأعزة أكتر منك، شكرا لأنك موجود في حياتي يا باشمهندس!

أبتسم وأجابها شرف ليا يكون لي أخت محترمة ونقيه زيك كدة يا فريدة.

ثم نظر إلى سليم الواقف غاضب بجوار حسام وتحدث أما بقا بالنسبه للأخ سليم، سبية يخبط دماغه في الحيط لحد ما يعرف غلطة ويرجع لوحدة!

نظرت عليه بحزن وتنهدت بألم.

إنتهي الحفل وتوالت الأيام وخلافاتهما تتزايد يوم بعد الأخر بسبب عدم خروجها معه أو صعودها سيارته حتى ينفرد بها، أو حتى لمسة يدها المحرمه عليه كتفاحة أدم!

وفي يوم دلفت فريدة إلى جامعتها وجدته يقف مع فتاه غاية في الجمال ترتدي ملابس متحررة وتاركة لشعرها العنان ليتطاير مع الهواء بإنطلاق.

شعرت بنار الغيرة تسري بجسدها وقفت تنظر إليه وحسرة ملئت قلبها، وما أحزنها أنها رأته يمسك بهاتفها ويودع لها رقمه بإبتسامه وعيون متفحصة للفتاه.

إنسحب وصعد لأعلي إلى مكتبه.

تحركت بإتجاهه بغضب تام ودلفت.

نظر إليها ببرود وتحدثت هي بإنفعال ممكن تشرح لي أيه إللي أنا شفته من شويه ده؟

نظر لها نظرة مبهمه وتحدث بتخابث مش فاهم بتتكلمي عن أيه؟

أجابته بغصة مؤلمة أقصد البنت اللي كنت واقف معاها من شويه!

أجابها بلامبالاة ونبرة باردة وإنت أيه مشكلتك يعني مش فاهم؟

نظرت له بإستغراب وتحدثت أيه مشكلتي؟
هو أنت مش شايف فيها مشكله يا سليم، يعني تقف مع بنت تهزر وتضحك والمفروض إني مزعلش ولا حتى أجي أسألك؟

زفر بضيق وتحدث بلامبالاة فريدة، جو واقف مع دي ليه ورايح فين وجاي منين ده ما يلزمنيش ولا ينفع معايا،
وأكمل بنبرة حادة ومن الأخر كدة أنا حر وأعمل إللي أنا عاوزة، ومش من حقك تعترضي ولا حتى تتكلمي، مفهوم؟

نظرت إليه بذهول وخزي وقلب مصدوم، وهزت رأسها بإيجاب وتحدثت مفهوم يا باشمهندس.

ثم نظرت له بكبرياء بعد إذن حضرتك!

خرجت وصفقت خلفها الباب وزفر هو بضيق ثم أسند ظهرة على مقعدة بتعب وأغمض عيناه، فقد فعل ذلك خصيصا ظنا منه على أنها ستراجع حالها وتشددها معه وترضخ له ولأوامرة!

مرت ثلاثة أيام وفريدة لن تبالي بحال ذلك الغاضب من تجاهلها له، فقد كانت تذهب يوميا إلى المكتب وتعمل في صمت دون الإحتكاك به،
وفي الجامعه تحضر محاضراتها متلاشيه النظر إليه!

دلف إلى المكتب حيث كان يختتم بعض الأوراق من المدير،
وجدها تعمل بجديه، نظر إليها بحنان، فقد إشتاقها وأشتاق سماع نبرة صوتها الحنون وهي تناديه، ونظرة عيناها الساحرة وهي تنظر له.

تحمحم لتنتبه ولكنها تجاهلته وتابعت النظر بأوراقها.

حزن داخلة ثم تحدث إليها بعد إنقطاع دام أربعة أيام أومال فين على و حسام؟

أجابته ومازالت تنظر بأوراقها متلاشيه النظر له عن تعمد في مكتب المحاسبه بيخلصوا أوراق!

تنهد بألم وأقترب من مكتبها وتحدث بصوت ملام وإحنا هنفضل كده كتير؟

رفعت بصرها ثم خلعت عنها نظارتها الطبيه ونظرت له بإهتمام تنتظر باقي حديثه.

نظر لعيناها بحنين وتحدث بصوت حزين وبعدين معاكي يا فريدة، لسه ماشبعتيش زعل ونكد؟

إبتسمت ساخرة وضيقت عيناها وتحدثت علي فكرة أنا مش زعلانه، كل الحكاية أني عرفت حدودي وقيمتي وبتعامل على الأساس ده!

حرك يدة على شعرة وتحدث بألم أنا تعبان يا فريدة ومش حمل جدالك ده.

أجابته بنبرة جادة وأنا مش بجادل يا باشمهندس، أنا مجرد بوضح لحضرتك الصورة مش أكتر، وعلى العموم الموضوع مش مستاهل جدال لانه ببساطة منتهي، على الأقل بالنسبة لي!

نظر لها بذهول وتحدث بنبرة ملامه منتهي، وقدرتي تقوليها يا فريدة، قلبك طاوعك تنطقيها؟

أجابته بصوت منكسر وعيون تكسوها غشاوة الدموع بقولها أحسن ما تتقال لي، بحفظ كرامتي قبل ماتتهان!

اجابها بحب وهو يجلس أمامها كرامتك محفوظه ومفيش مخلوق يقدر يمسها، يا فريدة أنا قولت لك الكلام ده وقتها علشان أخليكي تخافي من بعدي عنك،
وأكمل بنبرة حزينه لكن للأسف، بدل ما يحصل إننا نقرب من بعض أكتر بعدتي وتلاشيتي وجودي نهائي.

تسائلت بحيرة اللي هو أيه اللي إنت عاوزة يا سليم، إني أركب معاك عربيتك؟
إننا نخرج ونسهر؟
إنك تمسك إيدي ولا تقرب مني؟

وأسترسلت حديثها بإستغراب وتساؤل طب ما أنت عارف من الأول إني عمري ما هعمل كدة، يبقي أيه بقا إللي أتغير؟

وأكملت بتفسير إللي إنت مش قادر تفهمه إني لو غيرت مبادئي مش هبقي فريدة إللي إنت عرفتها يا سليم، هابقي مجرد مسخ تابع.

وتسائلت هو ده إللي إنت عاوزة يا سليم؟

نظر لها بحيرة من أمرة هو حقا يريد أن يعيش معها لحظات جنون الحب، لكن بنفس التوقيت تثيرة شخصيتها المحافظة ويعجبه تدينها وحفاظها على مبادئها، هو حقا أصبح داخله مذبذب ولا يدري ماذا أصبح يريد منها!

حسم أمرة وتحدث بحنين وصدق أنا عاوزك زي ما أنت يا فريدة، وحقيقي أسف إني ضغطت عليكي طول الفترة إللي فاتت، وأوعدك إن اللي حصل ده مش هيتكرر تاني!

نظرت له ببادرة أمل وتحدثت ياريت فعلا يا سليم تعمل كدة علشان تريحني وتريح نفسك من جدالنا إللي مابنخرجش منه غير بوجع قلوبنا!

أجابها بعيون عاشقه وحشتني إبتسامتك أوي يا فريدة، ياريت ما تحرمنيش منها تاني!

إبتسمت له وأنزلت بصرها للأسفل خجلا من نظراته التي تنطق عشق!

وتوالت الشهور سريع وعلاقتهما تتعمق يوم بعد الأخر وأصبح سليم متفهم أكثر لظروفها، بل أكثر حنان وعشق.

كانت السنه الدراسيه قد أشرفت على الإنتهاء أما فريده فكانت تسابق الزمن لتتخرج برتبة إمتياز ككل عام حتى تستطيع تحقيق حلمها والذي زادت رغبتها بتحقيقه من بعد إرتباطها الروحي بسليم.

إقترب موعد إختبارات نهاية عامها الأخير، ولم يتبقي سوي الثلاث أسابيع،
كانت تخرج من قاعة المحاضرات أتاها إتصال هاتفي نظرت بشاشة هاتفها وإذ بالإبتسامه تزين ثغرها وتجمله ردت على الفور سليم!

رد عليها بسعادة عاوزك في المكتب حالا، عندي ليكي خبر هايل، ماتتأخريش!

تهللت أساريرها وأجابته بسعادة حالا هاكون عندك!

صعدت بفرحه عارمة إجتاحت قلبها لتيقنها من أنه سيعرض عليها طلب الزواج الذي طال إنتظارة بالنسبة لها.

دلفت للداخل وإذ به ينتفض من مقعدة وذهب إليها ممسكا يدها وبدأ يلف بها بسعادة هائلة وهو يتحدث تعالي يا فريدة أفرحي معايا، أنا إنهاردة أسعد إنسان على وجه الأرض كلها.

وأكمل خلاص يا فريدة، أخيرا هحقق حلمي وهحط رجلي على أول طريق الصعود!

كانت تبتسم له بسعادة بالغه لأجل سعادته لكنها لم تعي عن ما يتحدث.

فحدثته بتساؤل طب ما تفرحني معاك وتقول لي أيه اللي مخليك طاير من السعادة كده؟

حدثها بعيون تنطق سعادة فاكرة الشركة الألمانيه اللي قولت لك إني قدمت طلب بعثة ليها؟

هزت رأسها بإيماء فاأكمل هو وافقوا على طلبي وبلغوني إنهاردة إني لازم أسافر الإسبوع الجاي علشان أستلم مكاني في الشركة!

وتحرك إلى مكتبه ليجلس وهو يتنهد براحة وسعادة تظهر بعيناه وتكسو ملامحه!

نظرت إليه بخيبة أمل ولكنها سعدت حقا لأجلة وتحدثت مبروك يا سليم.

نظر لها وتحدث بسعادة متشكر يا فريدة، عقبال لما تحققي أحلامك إنت كمان.

وأكمل بصوت حماسي عايزك تخلي بالك من نفسك وتجتهدي علشان تجيبي تقدير وتحققي حلمك وتبقي معيدة، أنا هتبعك على الفيس بوك لما أسافر، وأكيد هنبقي نتطمن على بعض!

إنتفض داخلها بهلع من حديثه.

حدثت حالها بتألم،
ألم أخبرك بأن أحلامي تبدلت و أصبحت أنت أقصاها!
نعم حبيبي
لقد إختزلت أحلامي وأمنياتي بشخصك فارسي الفريد.

وبات كل ما أتمناه هو الوصول لدارك وأن يمتلكني حضنك الدافئ
وكفا!

ثم أستفاقت على حالها وحدثته بوجه وعيون حائرة إن شاء الله.

وأكملت بذكاء لتستعلم عن ما بداخله وأنت أكيد هتكون معايا وتساعدني في المراجعات زي ما وعدتني!

نظر لها بعيون خجله قائلا للأسف يا فريدة مش هينفع، أنا قدمت إستقالتي من شويه لعميد الكلية علشان ألحق أخلص إجراءات السفر وأجهز نفسي، وبكرة هروح الشركة أقدم إستقالتي.

ثم نظر لها وتحدث بمنتهي الأنانيه ماتتخيليش أنا مبسوط قد أيه!

وقفت ونظرت له بعيون تائهه وأشارت بسبابتها على حالها وتسائلت وأنا يا سليم، أنا فين من وسط حساباتك وترتيباتك دي كلها؟

نظر لها بعيون مستغربه وأكملت هي عمال تكلمني عن أحلامك وسفرك وأستقالاتك، أنا بقا فين من كل ده؟

نظر لها وتحدث على إستحياء فريدة، إنت أكيد فاهمة طبيعة العلاقه اللي ما بينا وشكلها، أنا ما أنكرش إني حبيتك وأتشديت لك، لكن كمان إنت ما يرضكيش إني أخد خطوة متهورة ممكن تعطل لي حياتي كلها.

نظرت له بعيون زائغه تائهه وأنا وحبي اللي هنعطل لك حياتك يا سليم؟

وأكملت بصوت ملام وقوي ولما أنت شايف كدة وراسم ومخطط لحياتك ومخرجني برة دايرة حسباتك وأحلامك، كان ليه من الأول تعلقني وتعلق قلبي بيك؟

أجابها بلا مبالاة مصطنعه ما تكبريش الموضوع وتدي له أكبر من حجمه، الموضوع بسيط ومايستاهلش إنفعالك بالشكل ده.

وأكمل مستخف بمشاعرها دخلنا علاقة حب وعيشنا جواها وأستمتعنا بيها وأنتهي وقتها خلاص، ما تخليش حاجه صغيرة وعاديه زي دي توقف لك حياتك وتعطلك عن تحقيق أحلامك!

كانت تنظر له بعيون جاحظه غير مستوعبه لما تراه امامها
حدثت حالها،
يالله
ليتني أستفيق وأتيقن أن كل ما يحدث الأن ما هو إلا كابوس، مجرد كابوس وينتهي الأمر عندما أستفيق من تلك الغفوة اللعينه.

نظرت له وتحدثت بتيهه بس أنا كنت فاكرة إني بقيت جزء كبير من أحلامك دي.

وقف بشموخ وأجابها بنبرة جاده وأنا عمري ما وعدتك بأي حاجه يا فريده!

خانتها دموعها وبدأت بالنزول وصاحت بقوه وكلمة بحبك اللي قولتهالي دي كانت أيه، مش وعد؟

كلامك ليا وأهتمامك بكل تفاصيل حياتي وترتيبها، مش بردوا وعد؟

المفروض إنك راجل، وأهلنا علمونا إن الراجل لازم يبقي أد كلمته، ولا أنت أهلك ما قالولكش الكلام ده يا حضرة المعيد المحترم!

تنهد بألم لأجل دموعها ثم تحدث بنبرة جاده لو كلمة بحبك وعد بالجواز كان زماني متجوز كتير أوي يا فريدة!

جحظت عيناها ونزلت كلماته الوضيعة كالصاعقة على قلبها دمرتها وشوهت معها صورته التي رسمتها بأحلامها الورديه، والتي لم يكن لها وجود سوي بقلبها المغفل!

وأكمل بجديه للأسف، أنا كنت فاكر إن عقلك واعي وفاهمه طبيعة علاقتنا كويس وإنها مجرد علاقه عابرة، علاقة وقتها زي ما بيقولوا!

صرخ قلبها وأجابته بدموعها للدرجة دي شايفني رخيصه قدامك علشان أكون عارفة نظرتك المنحطه دي ليا وأكمل معاك عادي؟

وأكملت بشرود ده أنا قضيت عمري كله قويه ومحافظه على نفسي وصيناها وعمري ما سمحت لمخلوق يقرب من قلبي، ويوم ما جيت لي وأعترفت لي بحبك قولت لنفسي أكيد ده عوض ربنا ليا.

وأكملت بدموع قولت ربنا كافئني براجل محترم وهعيش معاه الحب الحلال اللي كان نفسي فيه، رسمت معاك أحلامي وشفت بيتنا وأولادنا وهما بيكبروا قدام عيونا، بنيت أحلامي كلها عليك وأتاريك أكبر كدبه وأكبر كابوس أنا عشته!

كنت فاكراك بتحبني بجد، وأتاريني مش أكتر من مجرد محطة إنتظار بالنسبة لك،
وأكملت بنبرة ساخرة ترانزيت يا باشمهندس!

وتحدثت بملامه ودموع ساخنة أنا عملت لك أيه أستاهل عليه كل ده، أنا كنت في حالي وعمري ما أذيت حد، تيجي إنت وتأذيني في قلبي ليه؟
صاحت به رد عليا، ليه؟

تنهد بأسي ونظر لها وهز رأسه وتحدث أنا أسف، حقيقي ماعنديش أي حاجه ممكن أقدمهالك غير إني أتأسفلك على سوء التفاهم اللي حصل!

نظرت له بذهول وجففت دموعها بيديها وتحدثت وهي تهز رأسها وتردد بطريقه هيستيرية سوء تفاهم، سوء تفاهم،
لملمت شتاتها وصوبت نظرها إليه بغضب تام و تحدثت بقوة وأنا بقا مش قابله أسفك ده، وعمري ما هسامحك على إللي إنت عملته فيا،
وأكملت بقوة ونصيحه مني لوجه الله، بلاش تاني مرة تقول كلمة إنت مش قدها، ياتطلع راجل وتنفذ كلمتك، يا إما ما تنطقهاش من الأساس!

ورمقته بنظرة إشمئزاز وخرجت وصفقت خلفها الباب بقوة.

تنهد هو وزفر بضيق ثم تابع لملمت جميع أشيائه الخاصه من المكتب لمغادرته للأبد!

بعد يومان أبلغت فريدة المدير بأنها ستترك العمل في المكتب وتعللت بأنها لا تستطيع الجمع بين مراجعة دروسها والعمل.

دلف إلى المكتب وجدها تلملم أشيائها وتضعها داخل صندوق
تنهد بألم ووقف قبالتها وتسائل إنت فعلا هتسيبي الشغل؟

لم تنظر له وضلت تلملم أشيائها بصمت.

فتحدث هو بعمليه حطيها قاعدة قدام عيونك، علشان تنجحي في حياتك لازم تفصلي بين مشاعرك وحياتك الخاصه وبين حياتك العمليه، إنت كده بتضيعي من بين أديكي فرصه كويسه لمستقبلك،
فكري بعقلك، أنا كدة كدة سايب الشركه ومسافر، فبلاش تتصرفي بتهور وتخسري مكان زي ده.

وأكمل أكبر غلط إنك تاخدي قرار وإنت منفعله، أدي لنفسك وقت تهدي وتفكري وبعدها أبقي خدي قرارك!

نظرت له بعيون مغيمة بدموع الألم وتحدثت بصوت منكسر بيتهيئ لي كفايه أوي إنك رتبت لي حياتي طول المدة إللي فاتت، اللي جاي دة بقا يخصني أنا، وأنا الوحيدة اللي هقرر أنا هعمل فيه أيه،
سافر يا باشمهندس وأبني مستقبلك زي ما بتحلم
وأكملت بقوة بس عاوزاك تتأكد إني عمري ما هسامحك على كسرة قلبي وإهانتي إللي شفتها على أديك.

تنهد بألم وتحدث صدقيني يا فريدة كده أفضل علشانك قبل مني، إنت حد كويس وتستاهلي حد أح.

وكاد أن يكمل قاطعته هي بحدة خلاص لو سمحت، ياريت توفر كلامك لأنه زي العدم بالنسبة لي!

تألم قلبه لأجلها ولأجل ألمها الظاهر وأنسحب بخزي من المكان بأكمله.

دلف على وتحدث على إستحياء ياريت يا فريدة تراجعي نفسك، فرصة الشغل هنا في الشركة مش هتلاقي زيها تاني بسهولة.

نظرت عليه وتسائلت كنت عارف؟

سحب بصرة بعيدا عنها وتحدثت هي بتيهه وذهول كنت عارف وما قولتليش يا علي، طب ليه؟

ده أنا كنت بعتبرك أخويا الكبير وقولتهالك، ليه تقبلها على كرامتي، ليه؟

نظر لها وتحدث بنبرة خجلة كنت فاكر إنك عارفه وفاهمه طبيعة العلاقة بينكم.

صاحت بغضب وذهول عارفه، هي دي نظرتك ليا ولأخلاقي يا باشمهندس؟

إنت شايفني إزاي يا علي، للدرجة دي شايفني واحدة رخيصه علشان أوافق أكون مع صاحبك وأنا عارفه إني بالنسبة له مجرد واحدة بيقضي معاها وقت لطيف وشوية وكل واحد يمشي ويكمل طريقه عادي،
أنا كنت لصاحبك مجرد محطة إنتظار يا علي، مجرد ترانزيت!

ثم أكملت بذهول ودموع هو أنا إزاي ماكنتش شايفه حقيقتكم دي، إزاي إنخدعت فيكم وكنت فكراكم ناس محترمين، للدرجة دي أنا طلعت عامية وغبيه، إزاي إتغشيت في معدنكم ومقدرتش أشوف حقيقتكم البشعه دي قدامي!

تدخل حسام الذي كان يتسمع إليهما من خلف الباب وتحدث بفظاظه ماخلاص يا فريدة إنتي عاملة حوار على أيه، هو أيه إللي كان حصل لدة كله يعني، قصة ودخلتي فيها وفشلت وطلعتي منها سليمه زي مادخلتي بالظبط، أيه بقا مشكلتك أنا مش فاهم؟

أجابته بألم للدرجة دي قلوب الناس وكسرتها ملهاش عندكم أي إعتبار، أنا بجد مصدومه فيكم كلكم، وأكملت بنبرة صوت تدمي القلوب وكل اللي طلباه من ربنا إني عمري ما أقابل حد فيكم تاني ولو حتى صدفه، وأكملت بقوة من إنهاردة هعتبركم صفحة سودا في تاريخ حياتي هقطعها وأرميها خارج دايرتي!

ونظرت إليهما بإشمئزاز وهي تهز رأسها بدموع ثم جففت دموعها وأخرجت نظارتها الشمسيه وأرتداتها وأمسكت بصندوق أشيائها وخرجت محمله بالخيبات المميته.

كان يقف أخر الممر ينتظر خروجها، خرجت وتحركت بثبات بجانبه دون النظر إليه!

إنشق قلبه وهو يراها تغادر ويظهر على حالتها الضعف والإنكسار، ضل ينظر عليها حتى دلفت إلى المصعد وأغلقته وبدأ المصعد بالهبوط وإخفائها عن عيناه،
كادت أن تقع داخل المصعد لولا أسندت بيدها على جداره، وتحاملت على حالها وخرجت من الشركة بأسوء ذكري قابلتها بحياتها!

تحرك بهدوء ودلف داخل المكتب تحت أنظار على وحسام، إرتمي فوق مقعدة بإهمال ووضع كف يده يمسح به وجهه بضيق وألم يمزق داخله
تحت صمت رهيب من ثلاثتهم!

بعد عدة أيام سافر سليم وترك خلفه قلب محطم مزقته دروب الهوي.

أما هي فلم تعي على حالها من تلك الصدمه التي إجتاحت كيانها ودمرته، لم تعد لديها القدرة على التركيز كقبل، حتى جاء موعد الإختبارات، أدتها بعقل مشوش وروح ممزقه، وجاء موعد إعلان النتيجه وكانت تلك هي القشه التي قسمت ظهر البعير،
فاللأسف لم تحصل فريدة على درجة الإمتياز كعادتها وفقدت فرصة تعيينها بالجامعه وبسببه،.

إزداد إحتقانها من سليم وزاد حقدها عليه وخصوصا بعد إكتئاب والدها الذي أصابه من خيبة أمله بإبنته الكبري وأول فرحته.

مرت الشهور على سليم بصعوبه في غربته فقد تيقن أنه عشق فريدة بكل ما فيه ولم يعد فيه الإبتعاد عنها ولا العيش بدونها، حتى أنه لم يشعر بفرحة تعينه بتلك الشركة ذات الإسم الكبير ولم يعد لديه الشغف للحياة كقبل حين كانت هي بجوارة.

أجبرت فريدة حالها بتخطي تلك الصدمة ظاهريا فقط،
تقدمت لعدة شركات وأبتسم لها الحظ وقبلت بعرضها إحدي كبريات الشركات بعدما أجرت معها مقابله وأعجبوا بتفكيرها المختلف مهندسي الشركه فقرروا تعيينها على الفور.

أما سليم الذي أفصح عن ما بداخله إلى صديقه علي الذي لحق ب سليم إلى ألمانيا وتعين معه بمساعدة سليم، وأبلغه سليم أنه أنتوي محادثة فريدة للأعتذار منها وإبلاغها إنتوائه خطبتها، وشجعه علي على تلك الخطوة، ثم تحدث أيضا إلى حسام وأخبرة عن قرارة وقد حدث ما حدث!

عودة للحاضر!

كانت تجلس القرفصاء فوق تختها داخل غرفتها المظلمة وهي تبكي بمرارة بعدما تذكرت حكاية غدرة وكيف تأثرت حياتها بالسلب من تلك التجربه الأليمة.

إستمعت إلى طرقات فوق الباب إعتدلت بجلستها وجففت دموعها سريع وتحدثت أدخل!

دلفت والدتها وضغطت فوق زر الإضاءة لإنارة الغرفه، ثم توجهت إليها وجلست بجانبها وأردفت بإبتسامة قاعدة لوحدك ليه، وأيه الضلمة دي.

ثم نظرت لها بحنان وتحدثت مالك يا فريدة؟
من وقت ما رجعتي من شغلك وإنت مش طبيعيه، مسهمه وسرحانة، فيكي أيه يا بنتي طمنيني عليكي؟

إبتسمت لها وحدثتها لتطمئن مافيش حاجه يا حبيبتي، أنا كويسه صدقيني!

أجابتها علي ماما يا فريدة؟

أجابتها بكذب صدقيني يا ماما أنا كويسه، كل الموضوع شوية إرهاق من ضغط الشغل مش أكتر!

سألتها والدتها بإهتمام أوعي يكون عندك مشكلة مع هشام ومخبية عليا؟

تحدثت فريدة بإبتسامة باهته مشاكل أيه بس يا ماما اللي مع هشام، هو هشام فيه أطيب منه، ما حضرتك عارفه هو قد أيه بيحبني وبيتمني رضايا!

إبتسمت والدتها وأجابت ربنا يسعدكم، بقول لك يا فريدة، أنا هعمل عزومة ل هشام وأهله بس مستنيه لما بابا يقبض مرتبه علشان تبقي عزومة تشرفك وتليق بيكي وبينا قدام خطيبك وأهله.

إبتسمت لها فريدة وأجابتها لو محتاجه فلوس ماتحمليش هم يا ماما أنا الحمدلله معايا، شوفي محتاجه كام وأنا تحت أمرك!

هزت رأسها نافيه تسلمي يا بنتي بس إنت عارفه بابا وطبعه، محرم على البيت مليم واحد من فلوس شغلك، وبعدين يا بنتي كتر خيرك كفايه عليكي إنك إتحملتي جهازك كله وماحملتيناش حاجه منه، ده لوحدة حمل وأتشال من على ضهرنا.

تنهدت فريده وتحدثت بعرفان ما تقوليش كدة يا ماما، أنا وفلوسي ملك ليكم، وكفايه أوي إن حضرتك وبابا حرمتوا نفسكم من كل متع الدنيا علشان تعلمونا كويس وماتخلوناش محتاجين لحاجه.

ثم أكملت بإنتشاء إن شاء لو الشركة بتاعتنا إنضمت للشركة الألمانية مرتبي أنا وهشام هيعلي، وممكن كمان يتضاعف وساعتها هيكون ربنا كرمنا ونقدر نخلص جهازنا كله السنةدي.

داخل مطعم الأوتيل كان يجلس يتناول عشائه بجانب صديقه
تحدث على بأسي كل ده يطلع من حسام، طب أيه إللي إستفادة لما عمل كدة؟

زفر سليم بضيق وتحدث من صغري وأنا حاسس إنه مابيحبنيش وبيغير مني، بس كنت بكدب شعوري علشان ما أخليش الشك يتمكن مني ويلوث قلبي من ناحيته، لكن عمري ما تخيلت إن قلبه مليان بالسواد ده كله ليا!

هز على رأسه بأسي وتحدث وهتعمل أيه مع فريدة يا سليم؟

تألم داخله وأجاب أنا كلمتها قبل ماأنزلك وشرحت لها اللي حصل لكن للأسف هي غضبانه جدا، دي حتى مكانتش عاوزة تسمعني.

أجابه صديقه عندها حق طبعا، وعلشان كده أنا شايف إنك تستسلم للقدر وترضي بالمكتوب، صدقني يا صاحبي قضيتك مع فريدة خسرانه!

نظر له بضيق وتحدث مستغربا إنت إللي بتقول الكلام ده يا علي؟

ده أنت أكتر واحد عارف وشاهد أنا قد أيه تعبت في بعدي عنها، ده أنا برغم إني حققت أكتر ما كنت بتمني إلا إني معرفتش أفرح ولا أتهني يوم بنجاحي وهي بعيدة عني، أنا حياتي ملهاش قيمة ولا معني من غير فريدة يا علي، ولو ما حاربتش علشان أوصلها وأرجع قلبها ليا من جديد يبقا ما أستاهلش حبها ولا أستاهلها!

زفر على وتحدث بعقلانية أيوة يا سليم بس الكلام ده لو فريدة عندها إستعداد تسامحك أو ترجعلك، ماتنساش إنك كنت السبب بإنك دمرت لها حلمها بإنها تكون معيدة، ده غير إنها خلاص بدأت تأسس لحياة جديدة مع شخص هي إللي أختارته بنفسها وأكيد بتحبه!

إنتفض بجلسته ونظر لصديقه بغضب وتحدث بنبرة حادة فريدة عمرها ماحبت ولا هتحب غيري يا علي، أنا إللي حاسس بحبيبتي وعارف أيه إللي جوة قلبها، وقلبها مليان بحبي وعمره ما أتمني راجل غيري، فريدة ملكي وعمرها ما هاتكون لغيري، وعلى جثتي لو ده حصل!

وأكمل بعيون مليئه بالعشق إن شاء الله مش هرجع ألمانيا غير وهي مراتي!

تنهد على بإستسلام وأردف ودي هتعملها إزاي يا سليم، البنت مش طايقه حتى تبص في وشك وإحنا كل إللي قاعدينه في مصر هما شهرين ما فيش غيرهم!

ضحك سليم برجولة وتحدث بغرور إنت طيب أوي يا علي، خدعتك عيونك يا مسكين وصدقت الوش إللي ركبته لما شافتنا، فريدة بتعشقني وعشقي متملك من قلبها وكل جوارحها، ولو خبت حبي عن عيون الناس كلها مش هتقدر تخبية عن عيوني،
وأكمل بعيون يملئها الغرام أنا وفريدة بينا كيميا ما حدش يقدر يفهمها غيرنا، مجرد عيوني ما تبص جوة عيونها بتقرا إللي مخبياة جوة قلبها!

حدثه علي بقلق أنا خايف تعيد تجربة ظلمها على أيدك تاني يا سليم، وبعد ما تعشمها وتخليها تهد كل إللي عاشت تبنيه طول الفترة إللي فاتت ييجوا أهلك ويرفضوا جوازك منها وبكدة هتكون دمرت حياة البنت للأبد.

وأكمل برجاء ياريت لو فعلا مش هتقدر تقف قدام أهلك متبقاش أناني وسيبها تكمل في حياتها اللي أختارتها؟

ابتسم ساخرا على سذاجة صديقه وأردف بقوة تعرف يا علي، لو الدنيا دي كلها أجتمعت على إنها تبعدني عن فريدة مش هايقدروا، أنا وفريدة بنحب بعض ومفيش قوة على وجة الأرض هتقدر تمنعنا إننا نكمل حياتنا جوة أحضان بعض!

وأكمل بيقين أنا دعيت ربنا ولجأت له، قولت له يارب أنا ظلمتها وظلمت نفسي قبل منها، قولت له إني حابب أعوضها عن كل ألم شافته وعاشته بسببي، دعيت لربنا إنه يرجعهالي تاني، دعيت له ووعدته إني عمري ما هعمل أي حاجه تغضبه مني، وأترجيته يرجع لي فرحة قلبي، وربنا استجاب دعائي وجابها في طريقي تاني.

وأكمل بيقين تفتكر إن وجودها في طريقي بالشكل ده مجرد صدفه؟
وأكمل بإبتسامة رضا دي تدابير ربنا وحكمته يا علي.

إبتسم على وأردف أتغيرت أوي يا سليم، حب فريدة غيرك لدرجة إني حاسس إني قاعد بتكلم مع حد معرفهوش، قربت من ربنا وبقيت بتصلي وبتناجي ربنا كمان، أنا مبسوط أوي علشانك، ربنا ييسرلك أمورك إنت وفريدة وتكونوا مع بعض قريب.

داخل منزل قاسم!

كانت تجلس واضعه ساق فوق الأخري وتهزهما بضيق
نظر لها قاسم وتحدث مهدئا إياها إهدي يا أمال وبلاش تتعاملي مع أبنك بطريقة توجية الأوامر دي علشان ما تخسريهوش!

أجابته بقوة دي طريقتي معاه من زمان وهو متعود عليها يا قاسم، ولازم يسمع كلامي لأنه في مصلحته!

أجابها بنبرة عاقله ده كان زمان يا أمال، دالوقت إبنك كبر وبقاله حياته وقراراته المستقلة، إبنك ماسك منصب بيتحكم بيه في تحديد مستوي شركات الشرق الأوسط بالنسبه لمجال شركتة، وإنت جاية بكل بساطة و عاوزة توجهيه وتختاري له حياته، فكري بعقلك يا أمال قبل فوات الأوان!

نظرت لزوجها بإستغراب وصاحت به إنت عاوزني أوافقه على الكلام الفارغ دة يا قاسم، وبدل ما أروح أخطب له بنت وزير ولا بنت سفير أروح أخطب له حتة بنت لا ليها أصل ولا فصل؟

نظر لها بدهاء وتحدث بنبرة عاقلة كنت فاكرك أذكي من كدة يا أمال، وأكمل مفسرا البنت ومخطوبه، وأبنك بالنسبه لها مش أكتر من مجرد واحد دمرلها حلمها وحلم أبوها، يعني مستحيل تسيب خطيبها علشان ترجع لواحد كسرها وأتخلي عنها في عز أحتياجها ليه، يبقي العقل بيقول إننا نهدي ونقف بعيد ونتفرج على الموضوع وهو بينتهي للأبد بالنسبه لإبنك!

أجابته بقلق خايفه ل البنت تضعف قدام إبنك وترجع له يا قاسم، ماتنساش إن سليم بالنسبه لها فرصة ما كانتش تحلم بيها لا هي ولا أهلها،
وأكملت بإشمئزاز أنا فاهمة النوعيه دي كويس أوي، دي ممكن تضحي بكرامتها وبأي حاجه في سبيل إنها توصل لواحد ينتشلها من الحياة العدم إللي هي عيشاها!

أجابها بهدوء لو ده حصل وقتها نبقي نشوف حل ونحاول نتدخل وننهي المهزله دي، لكن قبل كدة يبقي بنضيع إبننا من أدينا على الفاضي!

داخل مسكن غادة خالة هشام!

والتي تسكن بمفردها هي وإبنها تميم البالغ من العمر الثامنة عشر والذي يقضي معظم وقته في التنقل بين مراكز التعليم الخاصه بدروسه بالثانويه العامه، وذلك لسفر زوجها خالد الذي يستقر في إحدي الدول العربية التي يعمل بها، وأيضا إبنها الكبير محمد الطالب بكلية الهندسه بجامعة أسيوط ولذلك يتواجد بتلك المدينه الصعيديه العريقة الأصل!

كانت تجلس ويجاورها هشام
تحدثت غادة بتساؤل أخبارك أيه مع فريدة؟

زفر بضيق وتحدث بصوت مختنق فريدة تعباني معاها أوي يا غادة، لا بتخرج معايا ولا حتى بتوافق إنها تركب معايا عربيتي ولا مديه لي أي فرصة أحاول أقرب منها وأفرح بحبها.

أنا بحبها بجد ونفسي نقرب من بعض أكتر من كدة، نفسي أعيش معاها أيام تبقي ذكري لينا لما نتجوز ونكبر نبقا نفتكرها مع بعض!

إبتسمت له وتحدثت بدعابه لتخفف عنه يا سيدي بكرة تتجوزوا وتزهق منها لدرجة إنك هتتمني كام ساعة تبعدهم عنها علشان تفك عن نفسك!

إبتسم وتحدث بعيون محبه مش فريدة إللي يتزهق منها يا دوده!

إبتسمت وأشارت بيدها ساخره كلكم بتقولوا كدة في الأول.

أجابها نافيا إلا أنا!

أجابته بسماجه بردوا كلكم بتقولوا كدة في الأول.

رد عليها بضيق أيه يا ست إنت كمية الإحباط إللي في كلامك دي، يعني علشان سيادتك متخانقه مع خالد والباشا منكد عليكي تقومي تطلعي زهقك عليا؟

ضحكت وحدثته بدعابه يا أبني بحاول أهون عليك وأهيئك نفسيا للي جاي، وبعدين أيه الجديد ما أنا طول الوقت بتخانق معاه!

وأكملت بجديه طب بقول لك أيه، أيه رأيك أعزمك أنت وهي على الغدا هنا، وأهو تيجوا تقضوا اليوم معايا وتونسوني بدل ما انا قاعدة طول اليوم لوحدي أستني تميم بيه لما ييجي الساعه 11 بالليل من دروسه اللي ما بتخلصش،
وأكملت بحماس وليك عليا يا سيدي ههيئ لكم الجو خالص علشان تقعد معاها براحتك!

إنفرجت أساريرة وتحدث فكرة تجنن يا غادة، بس تفتكري فريدة هتوافق؟

أجابته بثقه طبعا هتوافق وهي تقدر ترفض لي طلب، وأمسكت هاتفها وتحدثت وهي تضغط على زر المحادثه دالوقت تشوف غادة هتعمل أيه!

كانت تقف بشرفة غرفتها المشتركة بجانب شقيقتها نهله تقص عليها ما حدث منذ قليل من محادثتها مع سليم، وجدت هاتفها يرن تحركت نهله وأتت لها بالهاتف من فوق الكومود وأعتطه لشقيقتها.

نظرت به وردت بإحترام بعدما رأت نقش أسم خالة خطيبها السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أستاذة غادة، إزي حضرتك يا أفندم!

ضحكت غادة وتحدثت بدعابه حضرتك ويا أفندم في جمله واحدة، كدة كتير عليا والله يا فريدة.

ثم أكملت بعتاب هو أنا مش قولت لك قبل كدة يا فيري إني ما بحبش الرسميات وبحب كل إللي حواليا يدلعوني، وبعدين ده أنا يادوب أكبر منك بكام سنه، يا ستي أعتبريني صاحبتك ودلعيني، ولا أنتي ما بتدلعيش أصحابك؟

إبتسمت فريدة على تلك الجميله خفيفة الظل وأجابتها إنتي جميلة أوي يا غادة وأنا بجد بحبك جدا، وأكيد طبعا شرف ليا إنك تكوني صاحبتي.

أجابتها غادة حبيبتي الشرف ليا أكيد، بصي بقا يا ستي، أنا عزماكي عندي على الغدا بعد بكرة إنتي وهشام، يعني تخلصوا شغلكم وتيجوا مع بعض كدة زي الشطار علشان مابحبش أتأخر في الغدا، تمام يا فريده؟

إرتبكت فريدة ثم أجابتها هستأذن بابا وأشوف رأيه أيه وأبلغ حضرتك!

أجابتها غادة برفض الكلام ده ما ينفعنيش، إنتي وبابا أحرار مع بعض وبابا على عيني وراسي، لكن أنا مستنياكي بعد بكرة مع هشام ومش عاوزة أي اعتذارات، أتفقنا يا فريدة!

أغمضت عيناها بإستسلام وأجابت حاضر يا غادة، إن شاء الله هاجي مع هشام!

أغلقت معها ثم نظرت إلى هشام وسعادته التي أنارت وجهه وتحدثت بإستغراب سبحان مغير الأحوال، إللي يشوف حبك ل فريدة وفرحتك لما بتكون معاك في مكان واحد عمرة ما يتخيل إن كان فيه قصة حب كبيرة في حياتك قبلها!

إبتسم ساخرا وتحدث ياااااه يا غادة، إنت لسه فاكرة؟

نظرت له بحب وأردفت بحنين وأنسي أزاي يا هشام وشقتي دي كانت شاهدة على قصة حبكم!

نظر لها بحنين إلى الماضي ثم أكملت هي بإنتشاء علي فكرة، خالتك مني كلمتني إمبارح وقالت لي إنهم خلاص هيرجعوا يستقروا هنا علشان عمك كمال حابب يرجع يكمل باقي حياته في بلدة.

ثم أكملت بدعابه يعني لو عاوز حاجه من دبي تقدر تكلم لبني و تطلبها منها!

قهقه عاليا وأجابها بحديث ذات معني خلاص يا غادة، مابقتش عاوز حاجه لا من لبني ولا من غيرها!

وتحدث بعيون تنطق عشقا ربنا يخلي لي فريدة ويهديهالي، ومش عاوز أي حاجه من الدنيا تاني!

تري ما قصة هشام وما حكايته مع تلك ال لبني التي تحدثت عنها غادة!

كل هذا سنتعرف عليه في البارت القادم.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة