قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية جراح الروح للكاتبة روز أمين الفصل الثاني عشر

رواية جراح الروح للكاتبة روز أمين الفصل الثاني عشر

رواية جراح الروح للكاتبة روز أمين الفصل الثاني عشر

في اليوم التالي
مساء داخل مسكن قاسم الدمنهوري
كان يجلس كل من
قاسم، أمال، سليم، ريم، بصحبة عائلة عزمي الشافعي
تحدث عزمي بإبتسامة سمجه أنا قولت نيجي إحنا نقضي معاكم اليوم ونشوف الباشمهندس سليم اللي ليه أكتر من أسبوعين في مصر وحتى مفكرش ييجي يسلم على خاله بعد غياب خمس سنين بحالهم!

نظر إليه سليم وتحدث بإحترام صدقني يا خالي غصب عني، أنا يعتبر مبدخلش البيت غير علشان النوم حتى إسأل ماما
تحدثث أمال بإبتسامة مجاملة لعدم تقبلها لشقيقها وزوجته اللذان ظلماها هي وشقيقتها ومنعوهما من ميراثهما الشرعي!

وأردفت قائلة بغرور الحقيقه سليم من وقت ما وصل مصر وكل يوم بيمر على الشركات ويقيمها، وفعلا مبيجيش غير وقت النوم!
وأكملت بكبرياء ما أنتوا عارفين منصب الباشمهندس كبير ومهم إزاي، الشركة بتثق فيه ثقة عمياء، ده كمان مسافر بعد كام يوم دبي علشان يقيم كام شركة هناك مقدمين طلبات دمج شركاتهم مع شركته!

إشتعل داخل سميرة من تلك المغرورة المتسلطه وكادت أن تقف وتمسك بتلك الفاز الكريستاليه الموضوعه جانبا، وتفتك برأس تلك الشمطاء المتكبرة!
حدثت حالها بغل، من يستمع إلى حديثك يظن أنها شركة العائلة التي أسسها له ذلك الأبله القاطن بجانبك والذي يدعي قاسم،.

يالك من شمطاء حمقاء، رحم الله تلك الأيام حينما كنتي لا تجدين ما تسدي به جوعك، أتتكبرين على سيدتك وسيدة عائلتك بالكامل أيتها الخنفساء، حقا عائلة رعاع، لا أدري ماذا فعلت بدنياي لأقع وسط ذلك المستنقع المسمي بعائله زوجي تلك.

ثم وعت على حالها وتحدثت بنفاق وهو فيه زي الباشمهندس سليم في الدنيا كلها، ربنا يعلي قدرة كمان وكمان
ثم تحدثت برياء مش عارفه يا أمال هتصدقيني ولا لاء، بس أنا فعلا بحب سليم وبتمني له كل الخير، ودايما بدعيله أكتر مبدعي لأولادي نفسهم.

كانت تنظر لها مستشفه كذبها وريائها
حدثت حالها بضيق، ماذا دهاك أيتها الساحرة، أتظنين أنني بذلك الغباء لأصدق مشعوذة شريرة مثلك؟

ثم عن أي دعاء تتحدثين أيتها الحرباء المتلونة، أكاد أجزم أنك حتى لا تتذكري أولادك بذلك الدعاء التي تتحدثين عنه، هذا وإن كنتي تركعين لربك من الأساس، أيتها الشيطانة بالعة السحت وأموال اليتامي داخل كرشك اللعين!

ثم تحدثت بإبتسامة مزيفه قائله بكبرياء أكيد طبعا، مهو بالنسبة لك زي حسام
ثم صاحت بصوتها لتستدعي العامله بكبرياء ليندا، ليندا
أتت العامله الفلبينيه.

التي وما إن رأتها سميرة حتى لوت فاهها
وحدثت حالها، فلبينيه يا إبنة عديلة، رحم الله ذلك الأيشارب الذي كنت تحبكين به رأسك وأنت تمسكين بتلك الخرقة المتهالكه وتنظفين بها أخشاب منزلك الحقير
تحدثت العامله بلغه ركيكه أفندم مدام؟

تحدثت أمال بغرور شوفي الضيوف يشربوا أيه!
وجه قاسم حديثه إلى أمال بإحراج ضيوف أيه بس يا أمال، الجماعه أصحاب بيت، وتحدث لحسها على التحرك قومي بلغي المطبخ علشان يجهزوا عشا يليق بأستاذ عزمي ومدام سميرة والأولاد!

إبتسمت ريم لحديث والدها وتحدثت بحماس أنا هقوم أبلغهم يا بابا
تحدثت سميرة ملوش لزوم يا قاسم بيه، هو أحنا أغراب للكلام ده!

أجابها سليم بإحترام إزاي يا طنط، حضراتكم مشرفينا إنهاردة وده أقل واجب يتقدم لكم
تحدثت أمال مرغمه تحبي أخلي الطباخ يعملكم أصناف معينه يا سميرة، ولا تاكلوا على ذوقي؟

أجابتها سميرة بنفاق أكيد على ذوقك، هو فيه زي ذوقك يا أمال
رد عليها عزمي بنفاق عندك حق طبعا يا سميرة، أمال طول عمرها ملكة الذوق.

إبتسمت أمال على ذلك الثنائي المنافق من الدرجه الأولي وأنسحبت إلى المطبخ
ثم نظرت سميرة إلى إبنتها نظرة ذات معني.

وقفت ندي وتحدثت بنبرة حماسيه ما تيجي يا سليم إنت وحسام نقعد في البلكون ونسيب الكبار يقعدوا براحتهم، أكيد فيه كلام كتير حابين يتكلموا فيه
تحدثت وياليتها لم تتحدث، ألقي سليم نظرة حارقه على حسام الجالس ينظر إليه يترقب لردة فعله،
فتحدث سليم بإحترام مفتعل أتفضلوا إنتم يا ندي وخدوا راحتكم، أنا للأسف مضطر أدخل أوضتي علشان عندي شغل مهم.

ثم نظر إلى عزمي وتحدث بعد إذن حضرتك يا خالي، وإن شاء الله لما العشا يجهز أكون خلصت شغل وأجي أتعشا معاكم.

تحدث عزمي براحتك يا حبيبي، ربنا يقويك
ثم نظر إلى سميرة التي إحتقن وجهها وتحدث بعد إذن حضرتك يا طنط.

هزت رأسها بإبتسامه كاذبه، أما حسام وندي فقد إستشاط داخلهما من عدم تقدير سليم لكل منهما، وتحركا إلى الشرفه وقفا بجانب بعضهما
حين نظر حسام إلى ندي وحدثها بنبرة ساخرة يا بنتي سيبك بقا من كلام ماما إللي هيقلل من كرامتك ده وسيبك من إللي إسمه سليم ده كمان،.

صدقيني سليم عمرة مهيفكر فيكي، وحتى لو حصلت المعجزة وفكر، عمتك عمرها ما هتسمح له بكدة،
واكمل بتأكيد إنت مش شايفه قذف الجبهات اللي بالعيون بينها وبين ماما، أنا متأكد إن الاتنين لو سنحت لهم الفرصه هيقطعوا بعض!

أجابته بتذمر وأنا قولت لك قبل كدة إن سليم مش هيكون لحد غيري أنا، وبكرة هفكرك!

أتت ريم إليهما وتحدثت لهما وهي تشير إلى العامله أتفضلو، أنا خليت داده رقيه تعمل لنا نسكافيه، هيعجبكم أوي على فكرة، أصل سليم جايبه معاه هو والقهوة من ألمانيا!

تحركت ندي وأخذت كوب النسكافيه الخاص بها وتحدثت بتخابث أسيبكم بقا علشان تقعدوا براحتكم!

غمز لها حسام بشكر حين إبتسمت ريم خجلا
وتحركت هي إلى بهو الشقه وأستغلت إنشغال الجميع بالحديث و وجود عمتها بالمطبخ لإشرافها على العشاء.

وتحركت للداخل حتى وقفت أمام غرفة سليم ثم دقت بابها بخفه وفتحته حتى قبل أن يأذن لها هو بالدخول،
وجدته يقف بالشرفه ينظر إلى السماء شاردا.

شعر بأقدام تتحرك خلفه فهو لم يستمع لخبطها نتيجة ضعفه، وأيضا لشرودة في من ملكت عقله ووجدانه وأثرته.

نظر خلفه وتساؤل مضيقا عيناه بإستغراب ندي، فيه حاجه؟!

ثم نظر لباب الغرفه وجده موصد، تحرك سريع كمن لدغه عقرب وأمسك المقبض وفتح الباب على مصرعيه.

أمالت هي رأسها بإستغراب ونظرت إليه وتحدثت بإستنكار فتحت الباب ليه يا سليم؟!

أجابها وهو مازال متسمرا بجانب الباب علشان ميصحش وجودك هنا والباب مقفول، وميصحش وجودك في أوضتي من الأساس يا ندي!

أجابته بدلال وإثارة هو فيه أيه يا سليم، إنت ليه مصر تتعامل معايا على إني غريبه عنك؟

أردف قائلا بهدوء بالعكس يا ندي، أنا بعتبرك زي ريم بالظبط وبخاف عليكي زيها، وعلشان كدة من واجبي إني أحافظ على شكلك وسمعتك قدام الناس!

زفرت وأردفت قائلة بتذمر وأعتراض أيه حكاية بعتبرك زي ريم إللي كل شويه تقولها لي دي، أولا أنا مش أختك، ولا عمري إعتبرتك زي حسام،
وأكملت بإستعطاف ودلال يا سليم أنا محتاجه فرصه أتكلم فيها معاك وأشرح لك كل اللي جوايا وبحس بيه من ناحيتك، هي فرصة واحده بس، وإنت في كل مرة بحاول أخلق الفرصة دي بتصدني و مش بتسمح لي بيها.

أجابها بإصرار من فضلك يا ندي أخرجي من الأوضه حالا لإن وجودك هنا مش مقبول، وممكن يتفسر غلط.

كادت أن تتحدث ولكن أسكتها دلوف أمال التي وقفت بجانب سليم ونظرت إليها بإستنكار وتسائلت بنبرة حادة متعجبه سايبه مامتك وبباكي برة وجايه تعملي أيه هنا يا ندي؟!

إرتبكت ندي وأردفت قائلة بكذب وهي تمسك هاتفها أنا كنت جايه أسأل سليم عن حاجه خاصه بحسابي على جوجل يا عمتو!

نظر لها بإستغراب وتعجب من كذبها وقدرتها على تلون وجهها رغم صغر سنها.

أجابتها أمال بنبره جاده ما أنت سامعه سليم وهو بيقول إن عنده شغل مهم هيعمله، ثم إن وجودك في أوضة شاب عازب غلط ومرفوض، وبيتهيئ لي وقفة سليم عند الباب وفتحه ليه أكبر دليل منه على إن وجودك هنا مش مقبول وغير مرغوب فيه بالنسبة له، ده غير إنه مش فاضي لجوجل والكلام التافه ده!

كان يستمع لحديث والدته بأريحيه لصحته، وأيضا لعلمه لأغراض ندي من التقرب إليه وهو ما يرفضه شكلا وموضوعا!

تحركت ندي بقلب يملئه الغضب من هذه العمه التي أفسدت عليها فرصتها في التقرب من سليم.

وتحدثت بنبرة هادئه عكس ما بداخلها تماما أنا أسفه يا عمتو، أكيد مقصدتش أعطل سليم عن شغله.

ثم تحركت ووقفت مقابله ل سليم وتحدثت بنبرة صوت رقيقه بعد إذنك يا سليم.

هز لها رأسه بجمود ووجه خالي من أي تعبير
وخرجت.

وزفر هو وتحرك للداخل وتحدث إلى والدته بعتاب هو إزاي خالي سايب ندي توصل للحالة دي يا ماما، إزاي توصل بيها الجرأة إنها تدخل لراجل أوضته وتقفل باباها من غير خجل ولا حياء؟

ده غير لبسها الضيق وشعرها، هو مستني أيه علشان يقول لها تلبس حجابها الشرعي وتلتزم بلبسها؟

تنهدت وأردفت قائلة وهو خالك ولا الهانم مراته فاضيين لها!

تحدث سليم بنبرة جاده ياريت يا ماما تخلي بالك من ريم ومتسمحيش لها تخرج وتخطلت معاها!

أجابته بجديه هو أنت مش عارف باباك وتشدده معاها يا سليم، ده مبيسمحلهاش تخرج برة البيت من بعد أذان المغرب، ودايما بيراقب لبسها بنفسه!

بعد مرور حوالي ساعه كان الجميع يلتفون حول سفرة الطعام.

نظرت سميرة إلى الطعام وتحدثت حلو أوي الأكل يا أمال، بس أكيد مش في طعامة ولذاذة أكلك.

وتسائلت هو أنت مبقتيش بتدخلي المطبخ خالص؟

إبتسمت أمال بمجاملة وأجابتها بصراحه لا بقا عندي وقت ولا صبر على وقفة المطبخ زي زمان،
ثم نظرت إلى سليم وتحدثت بحنان بس ده ميمنعش إن من وقت ما سليم رجع وأنا تقريبا بدخل المطبخ يوميا، إنت عارفه بقا أكل دول أوروبا إللي ملوش لا طعم ولا لون!

تحدث عزمي بحديث ذات معزي ومقصود ناظرا إلى سليم أنا شايف إن سليم لازم يستغل أجازته دي ويخطب ويتجوز وياخد مراته معاه تطبخ له هي بنفسها،
وأكمل بإبتسامه سمجة ولا أنت أيه رأيك يا باشمهندس؟

إبتسم إلى خاله وتحدث عن قصد لسه بدري على الخطوة دي حضرتك!

أجابته سميرة بإستماتة للتأكيد على حديث زوجها الموجه بدري من عمرك يا حبيبي، ده كل إللي من سنك معاهم أولاد، مفيش غيرك إنت وحسام، بس على الأقل حسام خاطب وعذرة إن ريم لسه بتكمل تعليمها، لكن إنت بقا عذرك أيه يا باشمهندس؟

ثم نظرت إلى قاسم وتحدثت جري أيه يا قاسم بيه، هو حضرتك مش حابب تشوف أحفادك وهما بيلعبوا حواليك ولا أيه؟

أجابها بعيون سعيدة من مجرد ذكر إسم أحفادة أكيد نفسي وجدا كمان، بس أنا في أيدي أيه أعمله إذا كان صاحب القرار نفسه شايف إن لسه شويه على الخطوة دي؟

نظرت إلى سليم وتحدثت بإستماتة ولا شويه ولا حاجه يا سليم، قرر إنت بس وسيب الباقي علينا، حتى علشان تفرح بابا وماما!

كانت ندي تستمع إليهم وهي تنظر إلى سليم بعيون سعيده وقلب يتراقص.

تحدثت أمال ناهيه الموضوع لمعرفة غرض أخيها وزوجته من فتح ذلك الموضوع الأن ياريت يا جماعه تقفلوا على الموضوع ده علشان سليم بيتضايق،
وأكملت بحديث ذات مغزي وبعدين خلينا نستمتع بطعم الأكل ونستمتع بلمتنا الحلوة إللي مبتتكررش كتير.

أجابها عزمي بسماجه متقلقيش يا حبيبتي، إن شاء الله زياراتنا هتتكرر كتير بعد كدة!

إبتسمت له بمجاملة وأكملا طعامهم.

تحت أنظار ندي الجريئة إلى سليم الذي يتلاشاها وينظر إلى صحن طعامه الموضوع أمامه.

ذهبت فريدة بصحبة هشام وموظف البنك الذي أرسله معهما مديره وذلك بناء على توصية مستر فايز.

إختارت فريدة ماركة سيارتها ولونها تحت سعادتها الهائلة، وخرجوا من المعرض ليستقلوا سيارتهم.

تحدثت فريدة إلى الموظف بإحترام وشكر حقيقي مش عارفه أشكر حضرتك إزاي يا أستاذ أمير، متشكرة جدا وياريت تبلغ شكري ل أحمد بيه مدير البنك!

أجابها أمير بوجه بشوش علي أيه الشكر بس يا باشمهندسه، أنا معملتش غير المطلوب مني، وبعيدا عن أي توصيه أنا تحت أمرك في أي حاجه تحتاجيها بعد كدة!

ثم نظر إلى هشام وتحدث بإحترام أستاذ هشام، أتشرفت بمعرفتك يا باشا، ويشرفني إنك تعتبرنا من إنهاردة أصحاب.

أجابه هشام ببشاشة وجه أكيد يا باشا دي مش محتاجه كلام!

تحدثت فريدة إلى أمير بتساؤل هو أنا كدة ممكن أستلم العربيه أمتي؟

أجابها بنبرة عمليه إن شاء الله إسبوع بالكتير وتستلميها.

وأكمل بتساؤل بالمناسبه يا باشمهندسه، حضرتك بتعرفي تسوقي؟
والسؤال الأهم، ياتري معاكي رخصه؟

أجابه هشام فريدة واخدة Course تدريب وبتعرف تسوق كويس جدا!

وأكملت فريدة وبالنسبه للرخصه فهي معايا من سنه تقريبا ولسه ساريه، متقلقش!

تحدث أمير بنبرة جادة كدة كويس جدا، أستني مني تليفون هبلغك فيه بميعاد الإستلام!

شكراه وإستقلت فريدة سيارة هشام وتحدث هو بسعادة أيه يا بنتي السعادة اللي على وشك دي كلها، ده أنا حاسس إنك فرحانه أكتر من يوم خطوبتنا؟

ضحكت وأردفت قائلة بدعابة أرجوك يا إتش متظلمنيش، هما تقريبا المناسبتين نفس الفرحة!

ضحك برجوله وتحدث برضا وأنا يا ستي موافق ومرحب كمان،
وأكمل بعشق أهم حاجة تكون حبيبتي سعيدة ومرتاحه،
وأكمل بتذكر فاكرة يا فريدة يوم ما إشتريت عربيتي؟

إبتسمت له بسعاده وتحدثت كنت فرحانه علشانك جدا لما شفت مدي سعادتك وإنت بتحقق أول حلم ليك!

أجابها بعيون شاكرة ممتنه لها ولفضلها عليه كله بفضلك يا فريدة، كل اللي أنا فيه ده واللي وصلت له كان بفضلك وبفضل وقفتك معايا.

نظرت له بعيون بها بعض عبرات الدموع لأجله وتحدثت كله بفضل الله أولا ثم مجهودك وتميزك يا هشام.

أجابها بإصرار ونعم بالله يا فريده، بس حقيقي الفضل كله يرجع لك بعد ربنا، يوم ما قابلتك أول مرة في مصلحة الضرايب، وأكمل بإبتسامة حانيه فاكرة يا فريدة؟

فلااااااش بااااك
قبل أقل من ثلاث سنوات.

كانت تقف أمام نافذة الموظف الموجود داخل مصلحة الضرائب المصريه ويليها صف من البشر كل ينتظر دوره، تحدثت إلى الموضف بتيهه يعني أختمه منين الورق ده حضرتك؟

أجابها الموظف بضيق ووجه عابس يا أستاذه قولت لك إطلعي الدور الرابع وإسالي على الاستاذ عبدالجواد وخليه يختمهولك،
وبعدها روحي شباك 9 اشتري ورقتين دمغة من أم 7 جنيه، وبعدها روحي شباك 11 للأستاذة خيريه وخليها تطبع لك ورقة الدمغه وتمضيهولك، وبعدها تعالي لي هنا علشان أختمهولك بختم النسر!

وقفت تنظر له فاتحه فاهها ببلاهه غير مستوعبه لما يتفوه به صاحب ذلك الوجه العابس وتحدثت بتيهه أنا مش فاهمه أي حاجه من اللي حضرتك قولتها لي دي، وبعدين أيه اللفه الطويله دي كلها، هيجري أيه يعني لو الموظف منكم يخلص الورق كله بدل شحططت الناس بالشكل ده؟

أجابها الموظف بسماجة وغرور ده روتين يا أستاذه، هو حضرتك جايه تعلمينا شغلنا وتعدلي علينا؟

وأكمل بنبرة حادة إتفضلي علشان سيادتك معطلة كل الناس اللي وراكي دي!

تحركت من أمامه وهي تزفر بضيق وتنظر إلى تلك الاوراق التي بيدها بتيهه.

تحرك إليها ذلك المراقب لها من بعيد وهو يري حيرتها بعدما إستمع لحديثها مع الموظف
وتحدث بإحترام صباح الخير يا أنسه.

نظرت له ببلاهه وأستغراب وتحدث هو شكلك كده لسه متخرجه جديد ومأخدتيش على شغل المحاسبه وبهدلته في وسط المصالح الحكوميه.

أجابته بوجه عابس أنا مهندسة إلكترنيات ومليش علاقه بالمحاسبه نهائي، كل الحكاية إن ليا صديقه محاسبه في الشركه وهي اللي مسؤله عن تخليص المعاملات دي من المصلحه،
وللأسف حصلت لها ظروف مفاجئة، وطلبت مني أجي هنا اخلص الورق مكانها، و الورق ده لو ما اتمضاش إنهاردة هتحصل لها مشكله وممكن تتأذي فيها،
وأكملت بقلة حيلة وأديني واقفه محتاسه ومش فاهمه أي حاجه من اللي قالها لي سيادة المبجل ده كمان!

تحدث بهدوء ولا يهمك، أنا بشتغل محاسب في مكتب محاسبه، وشغلتي تخليص المعاملات اللي من النوعيه دي،
وأشار بيده هاتي الورق وتعالي معايا وأنا إن شاء الله هخلصهولك بسرعه!

نظرت له بريبه، فضحك هو ببشاشة وجه، وأخرج من سترته بطاقة تعريفه والكارنيه الخاص بعمله وتحدث متقلقيش، مش هاخد الورق وأطلع أجري.

إبتسمت بإحراج وتحدثت بإحباط أنا أسفه، بس الحقيقه الزمن اللي إحنا عايشينه يتطلب مننا الحرص الزايد في تعاملاتنا مع كل الناس.

هز راسه بتفهم وتحدث مؤكدا على حديثها في دي بقا عندك حق.

وتحركت هي معه وبعد حوالي نصف ساعه كانت تخرج بجانبه من مبني مصلحة الضرائب وهي تتنفس بإنتشاء وتحدثت أخيرااااااا، أنا حقيقي مش عارفه أشكرك إزاي يا أستاذ هشام.

أجابها بهدوء علي أيه بس، دي حاجه بسيطه!

نظرت له بتمعن ثم أردفت قائلة خسارة إنك شغال في مكتب محاسبه صغير زي اللي قولت لي عليه، إنت بذكائك وشطارتك دي تستاهل تشتغل في أكبر الشركات.

أجابها بيقين ووجه محبط الحمدلله على كل حال يا باشمهندسه.

تحدثت هي بحماس بقول لك أيه، متديني رقم تليفونك، ولو إن شاء الله الشركة عندنا إحتاجت محاسبين هرشحك للمدير وأتصل بيك تيجي تعمل إنتر يو!

إبتسم لها بمرارة وأملي عليها رقم هاتفه، ولكن من داخله كان يتيقن انها لن تفعل له شيئ وكل حماسها هذا، مجرد ثرثرة ليس إلا.

عودة للحاضر!

إبتسم لها وتحدث بعيون ممتنه عمري منسيت اليوم ده ولا هقدر أنساه، لأنه بالنسبة لي كان يوم سعدي من كل النواحي، ده اليوم اللي شفتك فيه أول مرة، ومكنتش أعرف وقتها إنك هتكوني حبيبتي وعوض ربنا اللي كان شايلهولي علشان يكافئني بيه ويعوضني عن تجربتي المرة مع لبني.

أجابته بمرارة بصوتها محدش عارف مين فينا اللي كان العوض للتاني يا هشام!

إبتسم لها وتحدث تعرفي إني مكنتش مصدقك لما أخدتي رقم تليفوني وقولتي إنك هتساعديني؟

إبتسم وتحدث بتذكر قولت لنفسي دي واحده الجلاله وخداها علشان خدمتها وخلصت لها الأوراق.

وأكمل بضحك بعد يا حرام ما كانت واقفه محتاسه فيها ومش عارفه تروح فين وتيجي منين، قولت أكيد بتقول كده وخلاص علشان تجاملني بكلمتين،
وأكمل ومصدقتش نفسي لما لقيتك بتتصلي بيا بعد إسبوع وبتقولي لي إن شركتكم طالبه محاسب، وإنك رشحتيني والمدير علشان بيثق فيكي وافق حتى من غير إنتر يو!

إبتسمت لسعادته وتحدثت يااااه يا هشام، إنت لسه فاكر!

أجابها بعرفان وصوت حنون وأنسي إزاي يا فريده وإنت كنتي السبب في كل حاجه حلوة حصلت لي في حياتي،
إنت وقفتي جنبي وساعدتيني في الوقت اللي مكنش عندي ثقه في أي حد، ولا حتى في نفسي،.

وأكمل بعيون شاكرة إنت مكتفتيش بإنك خليتي المدير وظفني وبس يا فريدة، إنت كنتي بتساعديني وتجيبي لي شغل إضافي من شركات أصحابك بيشتغلوا فيها، المعاملات الحسابية اللي كنت بخلصهالهم من المصالح الحكومية وكنت باخد عليها فلوس حلوة جدا،
وأكمل بإبتسامه لدرجة إني إشتريت عربيتي في أقل من ست شهور، وكل ده قبل معترف لك بحبي اللي كان كل يوم بيزيد عن اليوم اللي قبله، إنت كنتي بتساعديني من غير أي غرض يا فريده!

وأكمل بنبرة صوت متأثره أنا قبل ما أقابلك كنت فاقد الأهليه ولقيت روحي بلقياك!

أجابته بعيون حنونه إنت إبن حلال وتستاهل كل خير يا هشام!

أستاهلك يا فريده، أنا أستاهلك، قالها بتأكيد وعيون عاشقه وصوت حنون صادق.

صرخ قلبها متألم مطالبا إياه بالرحمة!

ثم زفر ليخرج من داخله ما أصابه من حزن لتذكرة تلك الأيام الصعبه التي مر بها، وتحدث بصي بقا يا ستي، بالمناسبة السعيدة دي أنا عازمك على الغدا في أفخم مطعم على النيل فيكي يا قاهرة!

إبتسمت بسعادة وأردفت قائلة متشكرة يا هشام!

أجابها بنبرة ملامه وقلب يريد المزيد بس كدة يا فريدة، متشكرة يا هشام؟

وأكمل بحب مفيش ربنا يخليك ليا يا هشام، بحبك يا هشام، بعشقك وبحلم باليوم اللي هتضمني فيه لحضنك يا هشام!

إشتعل وجهها وتحول للون الوردي الداكن من شدة خجلها!

ضحك عاليا برجوله وأردف قائلا خلاص خلاص، إهدي يا قلبي، كدة هتنصهري مني وشويه ومش هلاقيكي!

ثم أردف قائلا بصوت هائم فريدة
نظرت له فتحدث هو بوله وعيون عاشقه بحبك.

إبتسمت وأردفت قائلة بنبرة خجله وبعدين معاك يا هشام.

ضحك هو وأردف قائلا بإنتشاء أحلا هشام بسمعها في حياتي كلها منك إنت يا فريدة!

وبعد مدة وصلا لمقصدهم ودلف إلى المطعم لتناول غدائهما.

بعد يومان كانت تجلس بمكتبها تعمل على جهاز الحاسوب الخاص بها، وجدت هاتفها يرن معلنا عن وصول مكالمة، نظرت به وأستغربت حين وجدت نقش إسم والدتها،
ردت على الفور
إرتعبت أوصالها حين إستمعت لصوت والدتها الباكي وهي تستنجد بها قائلة بصراخ إلحقيني يا فريدة، أبوكي اغمي عليه ومبيردش عليا!

وقفت مرتعبه وتحدثت أغمي عليه إزاي يا ماما، أيه اللي حصل، وأنتوا فين دالوقت؟

صرخت عايدة أنا في البيت والجيران طلبوا الإسعاف ولسه مجتش ومش عارفه أعمل أيه؟

أجابتها على الفور وهي تلتقط حقيبة يدها إهدي يا ماما وأنا هكلم عمو عزيز ييجي لكم حالا، هو جنبك وأكيد هيوصل أسرع، وإطلعي على مستشفي
هي أقرب ليكم وكمان مستواها كويس، وأنا هسبقك على هناك حالا.

حدثتها عايدة بسرعه يا فريدة، خلي هشام يجيبك بالعربيه علشان توصلي أسرع ويقف معانا.

أجابتها فريده بأسي هشام في مصلحة الضرايب بيخلص ورق ومش هييجي الوقت خالص،
أغلقت مع والدتها وهاتفت عزيز الذي طمئنها وأخبرها أنه قريب جدا من موقع مسكنهم.

وصلت إلى مكتب فايز وتحدثت إليه بعد إذن حضرتك يا باشمهندس أنا لازم أمشي حالا.

أجابها سريعا خير يا فريدة، فيه حاجه؟

أجابته سريع بابا تعبان شويه ولازم أروح له المستشفي!

أجابها وهو يتحرك ليحثها على الخروج تمام، تحبي أجي معاكي أوصلك؟

أجابته سريع متشكرة يا أفندم، أنا هاخد تاكسي من قدام الشركة!

وصلت للمصعد الذي كان يصعد إليها بالفعل وأنفتح بابه، وجدت سليم بوجهها وكأنها وجدت ضالتها، ودت لو أن لها الحق في أن ترتمي داخل أحضانه ليمتص عنها رعبها وهلعها الذي أصابها من ذلك الخبر المشؤم ويتولي هو أمرها.

تحدث فايز بإحترام أهلا باشمهندس سليم، في ميعادك مظبوط يا أفندم، وأشار بيده بإتجاه مكتبه إتفضل.

نظر سليم إلى فريدة المتخشبه بوقفتها وبعيناها هلع ورعب لم يرها عليه من قبل، وأيضا قرأ بعيناها إحتياجها الشديد له.

تحدث سريع مالك يا باشمهندسه؟

أجابه فايز باباها تعبان شويه!

فاقت على حالها وتحدثت وهي تدلف إلى المصعد لتحث سليم على الخروج منه حتى تضغط على زر الهبوط بعد إذنك يا باشمهندس!

أجابها بقوة وهو مازال يقبع داخل المصعد أنا جاي معاكي أوصلك!

نظرت له بذهول ولم تعترض وكأنها بالفعل تحتاجه معها ليطمئن قلبها.

حدث سليم فايز بعد إذنك يا باشمهندس، وبعد إذن حضرتك مضطر أجل ميعادنا لبكرة إن شاء الله!

أجابه فايز الذي أصابه الذهول من تصرف ذلك السليم المعروف بعدم إكتراثه لأي شيء خارج نطاق عمله ولا يهمك يا أفندم، أهم حاجه نطمن على الأستاذ فؤاد،
ثم أشار إلى فريده أبقي طمنيني يا فريدة، ما تنسيش!

ظغط سليم زر الهبوط ثم نظر إليها وتحدث بحنان إطمني يا فريدة، إن شاء الله هيبقي كويس.

أمائت برأسها بضعف وخرجا وأستقلت سيارته وأنطلق سريع إلى وجهتهم بعدما هاتفت والدتها وتأكدت أنهما إقتربا من المشفي.

وفجأة وبدون سابق إنذار إنفجرت دموعها التي إحتجزتها كثيرا ولكنها لم تعد تحتمل إدعاء القوة أكثر.

نظر لها ومازال يقود سيارته وتحدث بتألم إهدي يا حبيبي، صدقيني هيبقا كويس.

نظرت له من وسط دموعها وتحدثت بصوت متقطع بابا لو جراله حاجه أنا ممكن أموت يا سليم، عمري ما تخيلت إن ييجي عليا يوم وأشوفه ضعيف ومهزوم من المرض أو.

وصمتت وهزت رأسها بدموع وهي ترفض تلك الأفكار المتشائمة التي إجتاحت خيالها،
تنهد لأجل حالتها و تمنا لو أن له الحق ليأخذها داخل أحضانه ويمتص عنها ألامها وهمها.

تحدث بهدوء هو أيه اللي حصل؟

رفعت كتفيها بعدم معرفة وأردفت ماعنديش تفاصيل، كل إللي فهمته من ماما إنه أغمي عليه، محبيتش أضغط عليها لإنها منهارة ومضغوطه لوحدها!

أجابها ليطمئنها إن شاء الله خير يا فريدة.

ردت عليه بعيون متلهفه لدعائه يارب ياسليم، يارب.

وصلا للمشفي وصعدا معا إلى مكان والدها بعدما سأل سليم عن مكان تواجده في الإستعلامات.

تحركت فريدة بجوار سليم وهي تهرول داخل الممر المؤدي إلى غرفة العناية المشددة المتواجد بها فؤاد.

وجدت والدتها تجلس وهي تبكي بإنهيار تام وبجانبها عزيز وشابان من جيرانهم!

جرت عليها فريدة وأحتضنتها وتحدثت بإطمئنان رغم رعبها الساكن بداخلها إهدي يا حبيبتي، بابا هيبقا كويس ان شاء الله.

تحدثت عايدة من بين شهقاتها وهي تحتضن إبنتها فريدة، شفتي إللي حصل لبابا يا فريدة.

تحدث سليم إلى عايدة بإحترام ألف سلامة على أستاذ فؤاد يا أفندم.

أجابته بعدم إكتراث دون أن تنظر له الله يسلمك.

نظرت فريدة إلى الشابان الواقفان وتحدثت لهما متشكرة جدا يا مصطفي إنت ومحمد على وقفتكم مع ماما ومجيتكم معاها لحد هنا!

أجابها محمد بإحترام إنت بتقولي أيه يا باشمهندسه، إنتم أهلنا ولولا إن الوقت وقت شغل ورجالة الشارع كلهم في أشغالهم كان زمان المستشفي دي إتملت بالرجاله!

وأكمل مصطفي مؤكدا على حديث صديقه الأستاذ فؤاد خيرة على الكل يا باشمهندسه، وطنط عايدة أم لينا كلنا ونخدمها بعنينا.

تحدثت عايدة من بين شهقاتها ربنا يخليكم يا حبايبي ومايحرمنيش منكم أبدا.

نظر عزيز إلى فريدة وتحدث أنا هروح أكمل الإجراءات يا بنتي وأرجع لكم تاني.

وقفت فريدة وأجابته أنا جاية معاك يا عمو.

حدثها سليم برجوله خليكي إنت وأنا هنزل.

أجابته بتصميم متشكرة لحصرتك يا باشمهندس، أنا إللي هنزل!

أجابها بإصرار طب هاجي معاكي لتحتاجي فلوس.

أجابته بشكر متشكرة، أنا معايا كفاية، وبعدين بابا موظف حكومه والمستشفي دي تبع التأمين بتاعه، يعني إن شاء الله المبلغ المطلوب مش هيكون كبير.

وبالفعل نزلت للحسابات ودفعت مبلغا تحت الحساب من خلال بطاقة الكريدت كارد الخاصة بها!

ثم توجهت مرة أخري إلى الأعلي
جلست بجانب والدتها التي مازالت تبكي بحالة هيستيرية وسليم يجلس مقتربا منها إلى حد ما.

خرج الطبيب وأسرع الجميع إليه بتلهف حين تحدث هو إطمنوا يا جماعه، الحمدلله الحالة إستقرت وبقا كويس!

تحدث سليم بعمليه تشخيص الحالة أيه لو سمحت؟

أجابه الدكتور إرتفاع عالي في ضغط الدم أدي لإرتفاع نسبة السكر في الدم وده اللي سبب للمريض حالة الإغماء المفاجئة،
ونظرا لهما وتحدث بترقب أقلق فريده وإحنا بنعمل للمريض إشاعه علشان نتطمن إكتشفنا إن فيه إنسداد للشريان التاجي، وده محتاج عملية بأسرع وقت علشان ميأثرش على صحته وخصوصا في وجود مرض زي السكر.

شهقت عايدة ووضعت فريدة يدها على فمها وهبطت دموعها بشده.

فبادر سليم بالحديث لطمئنتهما إهدوا يا جماعه، العملية بسيطه جدا وبتتعمل تقريبا في أقل من ساعه والمريض بيروح بيته في نفس اليوم، بابا لسه عاملها من فترة وبقا كويس جدا الحمدلله!

أجابه الطبيب بتأكيد على حديثه كلامك صح جدا وفعلا الموضوع مش محتاج كل القلق ده، وياريت تهدوا ومتظهروش خوفكم قدام المريض علشان حالته النفسيه مهمه جدا الفترة دي.

وأكمل ياريت تقرروا هتعملوا العمليه أمتي علشان نستعد، بعد إذنكم.

أوقفته فريدة و تحدثت وهي تجفف دموعها لو سمحت يا دكتور، إحنا ممكن نشوف بابا أمتي؟

أجابها بعمليه بباكي محتاج يقعد في العنايه تحت الملاحظه حوالي ساعتين كمان، وبعدها هنخرجه لغرفة عاديه وهيضطر يبات معانا إنهاردة علشان نظبط له السكر والضغط، بعد ما يتنقل لغرفته تقدروا تدخلوا عنده، بس ياريت بلاش الزحمه والكلام الكتير!

وافقته فريده وأنصرف الطبيب وجلست فريدة ووالدتها تبكيان بحرقه أمام ذلك الذي يتقطع لأجل دموعها وكأنها تنزل على قلبه كحمم تكوي كل ما يقابلها،
بعد حوالي نصف الساعه تحرك سليم وجلب من كافيتيريا المشفي بعض زجاجات المياه والعصائر لهما وللحضور،
شكرته عايدة ورفضت تناول أي شيء حتى خروج شريك حياتها ورفيق دربها الغالي من داخل تلك الغرفه التي تحجب عنها رؤياه!

وأيضا فريدة التي شكرته ورفضت لكنه أصر عليها فتناولت بعض قطرات المياة من يدة.

نظرت فريدة إلى والدتها ثم تساءلت أيه إللي حصل ووصل بابا للحاله دي يا ماما؟

نظرت لها وتحدثت أمام سليم الجالس بجانبهما هو من الصبح وهو حاسس بنفسه تعبان زي ما سمعتيه كدة وإحنا على الفطار، أتصل بالشغل وأخد أجازة عارضه ودخل نام شويه وبعدها قام من النوم، دخلت أعمل له حاجه يشربها.

وهو دخل أوضة أسامة يتطمن عليه ويشوفه بيذاكر ولا أيه، لاقاه مولع سيجارة.

وبكت بحرقة وكأن توفي لها غالي شفتي المصيبه اللي إحنا فيها يا فريده، أسامة بيشرب سجاير وطول الوقت كان بيخدعنا.

شهقت فريدة وتحدثت بعدم تصديق أسامة، حضرتك متأكدة من الكلام ده يا ماما؟

تحدثت بتأكيد أيوة طبعا، أنا جريت من المطبخ على أصواتهم العاليه، دخلت لقيت بباكي بيزعق وضرب أسامة قلم على وشه وبعدها مسك صدرة وأتوجع و وقع على الأرض، قعد حوالي خمس دقايق وبعدها دخل في حالة الإغماء.

كانت تستمع لها وهي تبكي ثم أردفت قائلة وأسامه فين الوقت؟

أجابتها جه معايا على المستشفي بس ماعرفش راح فين.

تحدث سليم بهدوء أنا أسف لتدخلي، بس بعد إذن حضرتك لو تسمحي لي أنا ممكن أقول رأيي في الموضوع ده؟

نظرت له عايدة وكأنها وأخيرا إستفاقت ووعت على ذلك الجالس بجانبها منذ الكثير، تطلعت إليه بإستغراب وتساءلت مين حضرتك؟

تحمحمت فريدة وأجابتها وهي تشير إلى سليم ده الباشمهندس سليم يا ماما، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي للشركة الألمانيه اللي كلمتك عنها قبل كدة!

نظرت له عايدة بعدم إستيعاب وتسائل داخلها عن ما الذي يجعل العضو المنتدب يصطحب إبنتها إلى هنا؟

ولكنها تلاشت تلك الأسئله فالأن ليس محلها ولا مجالها وتحدثت أه، أهلا وسهلا بحضرتك!

وأكملت فريدة لإستكمال شرح موقفها الباشمهندس كان داخل لمستر فايز مكتبه ولما لقا حالتي مش كويسه أصر يوصلني لحد هنا ويطلع يتطمن على بابا.

إبتسمت له عايدة بجانب فمها وأردفت بعرفان كتر خيرك يا باشمهندس، باين عليك إبن أصول يا أبني ومتربي كويس، ربنا ما يوقعك في ضيقه أبدا!

أجابها بإحترام علي أيه يا أفندم، أنا ما عملتش حاجه أستاهل عليها شكر حضرتك ده!

وأكمل بتمني ممكن بعد إذنك يا فريدة تتصلي ب أسامة وتطمنيه على بباه، وكمان علشان تطمني عليه، مين عارف حالته عامله أيه دالوقت،
ثم نظر إلى عايدة وأردف ليطمئن قلبها وبالنسبه لموضوع السجاير ده حضرتك تصرف طبيعي جدا ومتوقع من شاب في سنه، متنسيش إن أسامه مراهق وأكيد شيطانه بيحدثه إنه لازم يجرب كل حاجه، وللأسف أصحاب السوء ليهم دور كبير في السن ده.

حدثته عايدة بس متوصلش للسجاير يا باشمهندس، ده بباه عمرة ما حطها على بقه ولا حتى يعرف طعمها أيه!

أجابها سليم بهدوء يا أفندم أسامة في سن مراهقة، يعني طبيعي إنه يتمرد على كل حاجه في حياته، وللأسف أكيد عمرة ما هيبص ليباه ويقلدة، كمان هينظر على حضرتك وبباه،
وأكمل بخجل وأعتذار أنا أسف طبعا في اللفظ، هينظر لكم نظرة دونيه،.

واكمل شارح بمعني إنه هيبص لكم على إنكم مش من مستوي تفكيرة وإنه أذكي من حضراتكم، وإنه بيعرف في الدنيا والناس أحسن منكم، وأي نصيحه هتتقال له سواء من حضرتك أو حتى من بباه هيرفضها رفض قاطع ويبص لها على إنها هراء ليس إلا.

تنهدت عايدة وتحدثت مؤكدة على حديث سليم عندك حق يا باشمهندس، فعلا معظم الكلام إللي قولته بيعمله أسامة.

وأكملت وهي تنظر إليه بإهتمام طب والحل أيه بقا، نسيبه كده يعمل اللي هو عاوزة ونقف نتفرج عليه وهو بيضيع وبيدمر نفسه قدام عنينا؟

إبتسم لها بخفه وأجابها بهدوء لا طبعا يا أفندم، أنا بشرح لحضرتك حالة اسامه وطريقة تفكيرة وده مش معاناه أبدا إني بقول لحضرتك تسبيه كده،
وأكمل بهدوء أنا أسف في إللي هقوله لحضرتك، لكن للأسف أستاذ فؤاد غلط لما ضرب أسامه، عمر الضرب والعنف ما كانوا حل لأي مشكله، بالعكس ده بيزودها.

كانت فريدة تنظر إليه بإعجاب من طريقة حديثه وفكرة الناضج.

نظرت له عايدة وتسائلت أومال أيه التصرف اللي ينفع مع أسامه ويجيب معاه نتيجه؟

أجابها بثقه الحب والثقه والإحترام والصداقه، هما دول إللي هتقدري تعدي بيهم مع أسامه لبر الأمان،
صاحبي إبنك وأدي له قيمته قدام نفسه، حسسيه إنه كبر وخلاص بقا راجل يعتمد عليه، حمليه مسؤليه في البيت، دايما حسسيه انك واثقه فيه وفي تصرفاته،
وأكمل بس ده ميمنعش انك لازم تدوري وراه وتراقبي تصرفاته من بعيد لبعيد ومن غير ما ياخد باله وده علشان أمانه.

تنهدت عايدة وتحدثت تربية الولاد غير البنات خالص، دي فريدة ونهله عمرهم ما غلبوني، وخصوصا فريدة ربنا يبارك لها.

نظر هو إلى فريدة وتحدث بإطراء هو فيه حد في عقل وإحترام الباشمهندسه.

أجابته بخجل متشكرة لحضرتك.

وأردفت عايدة بإندماخ وكأنها تناست أمر زوجها القاطن بتلك الغرفة إلا قولي يا باشمهندش، هو حضرتك عرفت كل المعلومات دي إزاي؟

إللي يسمعك وإنت بتتكلم يقول عليك معدي الخمسين سنه من خبرتك.

أجابها أنا بحب أبحث وأعرف كل حاجه حواليا، وبعدين بثقف نفسي وبجهزها علشان لما أتجوز وأخلف إن شاء الله أقدر أتواصل مع أولادي كويس.

وهنا نظر إلى فريدة نظرة ذات معني، والتي بدورها إنتابتها قشعريرة سرت بجميع جسدها.

أردفت عايدة ربنا يا أبني يرزقك ببنت الحلال اللي تسعدك وتخلف لك الولد والبنت ان شاء الله!

نظر داخل عينان فريدة وأجاب بتمني ربنا يتقبل من حضرتك.

إرتبكت وأنتفض داخلها وسحبت عيناها عنه.

في تلك الأثناء دلفت نهلة بدموع وعيون متلهفه تبحث بكل مكان وهي تسرع ويجاورها عبدالله، نظرت فريدة لهما بإستغراب،
وصلا لمكان جلوسهم وأحتضنت عايدة صغيرتها وبعد إطمئنانها على والدها.

حدثتها فريدة بهمس جايه مع عبدالله منين يا أستاذة؟

أردفت لطمئنة شقيقتها روحت لقيته مستنيني هو وطنط إعتماد وطنط ساميه وجينا كلنا مع بعض، بس هما واقفين مع حد يعرفوة برة وهيدخلوا دالوقت.

هزت فريدة رأسها بتفهم.

وتحدث عبدالله هو أسامه قاعد تحت في الجنينة لوحدة ليه، أنا طلبت منه يطلع معانا لكن مرديش!

أجابته فريدة بتعقل أسامه مش حابب يشوف ماما وهي منهارة بالشكل ده، ففضل يقعد تحت لحد ما بابا يخرج من الرعاية.

أتت خالتها وزوجها وولدها الكبير وأمتلئت المشفي بالأهل والمعارف.

وفي تلك الأثناء وقفت فريده وتوجهت إلى سليم وتحدثت متشكرة جدا على وقفتك معانا يا باشمهندس، إتفصل حضرتك شوف شغلك ومتعطلش نفسك أكتر من كدة، إحنا خلاص إطمنا على بابا الحمدلله.

أجابها بهدوء لما يخرج من العناية وتتأكدوا إنه كويس هبقا أمشي،
وأكمل بنبرة حزينه وبعدين للدرجة دي مش طايقة وجودي معاكي في نفس المكان؟

نظرت له سريع وأجابته بنبرة متلهفه وعيون أفصحت عن ما بداخلها بالعكس، لو تعرف وجودك جنبي طمني أد أيه إنهاردة،
ثم وعت على حالها وتحدثت خجلا بإرتباك أقصد يعني كلامك مع ماما عن أسامة اللي طمنها، وكمان شغلها وخلاها تبطل عياط وتنسي شويه حالة بابا.

ثم نظرت له بعيون شاكرة وأيضا عاشقه شكرا يا سليم.

حدثها بهدوء فريدة، تعالي معايا نشوف أسامه تحت، الولد تلاقيه مرعوب.

هزت رأسها بتفهم وتحدثت إلى والدتها ماما أنا نازله أشوف أسامة ولما بابا يخرج أبقي رني عليا.

هزت عايدة رأسها بموافقه وتحركت هي بجانبه.

وبعد مدة كانا يجلسان بحديقة المشفي بجانب أسامة يتحدثان بهدوء.

تحدث أسامة بنبرة صوت خجلة صدقيني يا فريدة دي أول مرة أعمل كدة، وان شاء الله هتكون أخر مرة.

رد عليه سليم يا أسامة إنت كبرت وبقيت راجل، مش معقول بدل ما تريح قلب بابا وتشيل عنه هم اخواتك والبيت وتكون مسؤل معاه تبقا أنت سبب تعبه، بدل ما تشغل وقتك وتجرب حاجات ممكن تدمر لك حياتك أعمل حاجه تفيدك، ألعب رياضه مثلا، أو أتعلم سباحه.

وافقه أسامة وبدأ يتحدث معه بأريحيه متناسي حزنه وخوفه، وشعر وكأنهما أصدقاء منذ زمن بعيد.

وقف سليم وتحرك إلى الكافيتريا ليجلب إلى أسامة زجاجة مياة وأي شيئ ليتناوله، فقد مر وقت طويل ولم يتناول الفتي شيئ.

كانت تجلس بجانب شقيقها بالحديقه، وجدت من يتحرك بإتجاههما.

وهو يتحدث بلهفه فريدة، طمنيني عمو فؤاد عامل أيه؟

لا تدري لما إرتبك داخلها وأرتعبت أوصالها حين رأته يقف أمامها، وتسائلت هشام، إنت عرفت إزاي إننا هنا؟

أجابها مستر فايز إتصل بيا وقال لي، ثم أردف قائلا بنبرة ملامه هو أنت إزاي متكلمنيش وتقولي لي على إللي حصل ده؟

تنهدت بألم وتحدثت بحزن ظهر فوق ملامحها هو أنا كنت في أيه ولا في أيه بس يا هشام، ده أنا كنت هموت من الرعب لما ماما اتصلت بيا وقالت لي،
وبعدين ما أنا عارفه إنك في مصلحة الضرايب ومش هينفع تيجي وتسيب الورق اللي لما تخلصه وتمضيه.

أجابها ولو يا حبيبتي، كان لازم تديني خبر، طب يلا بينا علشان نطلع نتطمن على عمي.

لم يكمل حديثه ورأي من يتحرك إليهم بثقه عاليه ثم نظر إليه وتحدث بنبرة جاده السلام عليكم.

نظر له هشام بصدمه وعيون مشتعله، أما فريدة التي كادت أن تزهق روحها من شدة رعبها من نظرات هشام الناريه الموجهه إلى سليم.

مد سليم يدة إلى أسامة ببعض عبوات البسكوت مع العصائر متلاشيا ذلك المشتعل، أخذ منه أسامة البسكوت وبدأ بفتحه على الفور وتناوله، وذلك لشدة جوعه.

تحدث هشام بحده بالغه هو أنا ممكن أفهم حضرتك موجود هنا بأي صفه، ثم أنت إزاي عرفت إننا هنا؟

تجاهله وبدأ يناول أسامة قطعة أخري من البسكوت وتحدث ببرود كل دي كمان يا أسامة علشان تظبط لك مستوي السكر في جسمك.

إبتلعت فريدة لعابها برعب وتماسكت جاهدة، أخرجت صوتها بصعوبه متحدثه الباشمهندس سليم كان خارج من الأسانسير لما ماما كلمتني، ولما عرف اللي حصل لبابا من مستر فايز أصر ييجي يوصلني، وكتر خيرة فضل معانا ومرضيش يسيبنا لوحدنا!

نظر لها بنظرات مشتعله كطلقات ناريه، و لو كانت النظرات تقتل لأنتهي أمر الفتاه.

ثم وجه حديثه إلى سليم بحده بالغة متشكرين يا باشمهندس وياريت حضرتك تتفضل، بيتهيء لي وجود حضرتك مبقاش ليه لزوم بعد ما أنا جيت، مش عاوزين نعطلك أكتر من كده!

نظر له سليم وتحدث بإبتسامة ساخرة وحديث ذات مغزي في دي بقا معاك حق، أنا وإنت فعلا مينفعش نكون موجودين في نفس المكان!

وأكمل ليشعل داخله أنا كده كدة كنت ماشي بعد ما إطمنت على الباشمهندسه وأتأكدت إنها خلاص بقت أحسن بعد ما إطمنت على والدها.

وأكمل وهو ينظر إلى فريدة بعد إذنك يا باشمهندسه، وياريت توصلي سلامي لمدام عايدة وتتأسفي لها إني مشيت من غير ما أسلم عليها.

ونظر إلى أسامة وأردف قائلا بإبتسامه لو أحتاجت أي حاجه في أي وقت كلمني، رقمي هتلاقيه مع الباشمهندسه وهستني مكالمتك، تمام!

وقف أسامه ومد يدة ليصافحه وتحدث أكيد، بس ياريت ما تزهقش مني لاني خلاص من إنهاردة أعتبرتك صديقي!

أجابه سليم بإبتسامة خلي بالك على نفسك!

ونظر للجميع وتحدث وهو يتحرك للمغادرة بعد إذنكم.

كانت تتابع أنسحابه من المكان بقلب يكاد أن يصرخ ويحتضنه ويتشبث به ليمنعه من الرحيل، فبرغم من إرتباكها الذي أصابها من وجود هشام إلا أنها كانت تشعر بالأمان في وجوده وحضرته!

كاد هشام أن يتحدث لكن أوقفه رنين هاتف فريدة التي أسرعت بالرد وكانت والدتها تخبرها بخروج والدها وإفاقته.

تحركت سريعا للأعلي متناسيه العالم أجمع وأصبح كل ما يشغل تفكيرها هو الإطمئنان على عزيز عيناها وغاليها والدها الحبيب وفقط.

تحرك خلفها هو وأسامه الذي تشجع بعد حديث سليم له وحثه على ان يستدعي شجاعته ويصعد إلى والده ويطلب منه العفو والسماح!

كانت تجلس داخل غرفتها تضع طلاء الأظافر كي تذهب إلى منزل خالتها غادة.

إستمعت لرنين هاتفها أمسكته وتحدثت بعدما رأت ال private number
كنت مستنيه مكالمتك علشان أعرف الخطوة الجايه أيه؟

أجابها المتصل بهدوء وعمليه أول حاجه لازم نعملها هي إنك تحاولي تخلقي مواقف شبه اللي كانت بتحصل بينكم زمان، ولازم يشوفك كتير ويسمع صوتك في الفون أكتر، علشان يشتاق ويحن لماضيه.

تأفأفت لبني وأجابت بملل أيوا بس هشام مش مديني فرصه أقرب منه خالص، إمبارح مثلا رنيت عليه كذا مرة و مردش عليا، ولما لقيته أون لاين كلمته واتس وأتدللت عليه وقولت له أني زعلانه منه، تخيلي رد عليا وقالي أيه،
وأكملت بحزن قال لي معلش أصل كنت بكلم فريدة، زي ما يكون قاصد يقول لي إنه بيحبها وإني أخلي عندي دم وأبعد عنه!

أجابها المتصل بهدوء وتفهم كل ده طبيعي جدا، هو خايف يتكلم معاكي ويقرب منك علشان ما يحنش ليكي ولماضيه الجميل معاكي، هشام خايف على نفسه ليضعف في قربك يا لبني،
إنتي بقا خليكي أشطر منه وحاوطية من كل الإتجاهات، ما تديلوش فرصه يفكر ويبعد، لاحقيه في كل مكان ممكن يتواجد فيه، عند غادة، في بيته، حتى في خروجاته.

تسائلت بتعجب وأنا هعرف منين خروجاته وتحركاته؟!

أجابها دي بقا سبيها عليا، أنا عارف كل خطواته وهبلغك بيها أول بأول، بس إنت فرغي لي وقتك اليومين الجايين علشان هنبدأ الشغل الصح!

تسائت لبني بفضول بردوا مش ناويه تقولي لي إنت مين؟

رد عليها المتصل بإمتعاض مش شغلك، وخليكي في إللي مطلوب منك وبس، ولا أنت مش عاوزة هشام يسيب فريدة ويرجع لك؟

أجابتها سريع طبعا عوزاة يرجع لي، أنا أسفه، يلا قولي لي المطلوب مني بالظبط وأنا كلي أذان صاغيه!

رد المتصل بتأكيد أيوا كده خليكي شاطرة وأسمعي الكلام علشان ننجز مهمتنا ونخلص!

تري من ذلك الغريب أو الغريبه الذي يصر كل هذا الإصرار على أن يبعد هشام عن فريدة؟

وما الذي سايعود عليه من ذلك الفراق؟

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة