قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية جراح الروح للكاتبة روز أمين الفصل الأول

رواية جراح الروح للكاتبة روز أمين الفصل الأول

رواية جراح الروح للكاتبة روز أمين الفصل الأول

دلفت إلى الشركة التي تعمل بها تتحرك على عجل وتوتر، إستمعت إلى رنين هاتفها معلن عن وصول مكالمة من أحدهم.

أخرجته من داخل حقيبتها سريع ونظرت بشاشته، ضغطت فوق زر الإجابه وإذ بها تستمع لصوت أحدهم وهو يصيح بتوتر أيوة يا فريده إنتي فين، الإجتماع فاضله دقايق ويبدأ!
تنفست الصعداء بقلق وأجابته بنبرة مطمئنة خلاص يا هشام أنا وصلت الشركة وبدخل الأسانسير حالا، دقيقتين بالظبط وهكون عندك في قاعة الإجتماعات!

دلفت سريع إلى المصعد وضغطت زر الإغلاق وبعدها زر الصعود!
كل هذا كان يحدث تحت أنظار ذلك الدالف من بواية الشركه بإصطحاب صديقه ومساعدته الخاصة وهو ينظر حوله بترقب ليستكشف المكان!

وإذ به يفتح عيناه على مصرعيها بذهول وهو يراها تقف داخل المصعد وتضغط عليه ليغلق باب المصعد وتحجب عنه ملامحها بدون رحمه، ومن جديد تختفي عن عيناه كالسابق!
دق قلبه بوتيرة سريعه وأنتفض داخله، ضل ناظرا على أثرها وتسمر بوقفته بعيون جاحظه غير مصدقه لما رأته للتو!

حدث حاله، ماذا دهاك يا فتي، أوصل بك الأمر إلى أن تراها بيقظتك؟
حقا هذا ما كان ينقصك، عد إلى رشدك وأتزن!
وأكمل حديثه مع النفس بقلب يصرخ متألما:
رفقا بقلبي المسكين فريدتي
ألم تكتفي بأنك إستحوذتي على أحلامي وجميع حواسي
أتأتني أيضا في صحوتي!
الرحمة غاليتي
الرحمة أميرتي.

متي يحن زماني وينهي عني عقوبتي
وقف صديقه ينظر عليه بإستغراب ويحدثه بتساؤل مالك يا سليم، فيه حاجه؟

نظر إلى صديقه بتيهه وأجابه بشرود مش عارف يا علي، بيتهئ لي إني شفت فريده كانت طالعه في الأسانسير من دقيقه!
تملل على وأجاب صديقه بنبرة معاتبة وبعدين معاك يا سليم، هو أحنا مش هنخلص من موال فريده ده، مش كفايه الخمس سنين إللي عشناهم في ألمانيا كنت بتشوفها في كل الأماكن وفي كل الوشوش.

ثم أكمل بدعابه ليخفف بها توتر صديقه الذي أصابه والله أنا خايف ل في مرة تشوفني أنا كمان فريدة، ثم وضع يده على كتفه وتحدث بنبرة جادة يلا يا سليم، كده هنتأخر على معاد الإجتماع وده غلط في حقنا!

هز رأسه إلى صديقه بإيماء وتحركا بإتجاه المصعد!
أما عند فريده التي صعدت بالمصعد بتوتر لقلقها خوفا من تأخرها على الإجتماع!

دلفت سريع إلى قاعة الإجتماعات وهي تنظر إلى مدير الشركة بعيون معتذرة أنا أسفه جدا على التأخير يا أفندم، صدقني الطرق كلها كانت واقفه بطريقه مستفزة!
أجابها المدير بعمليه وتفهم حصل خير يا باشمهندسه بس ياريت ما تتكررش تاني، على العموم لسه فاضل خمس دقايق على وصول المهندس الإقليمي للشركه الألمانية.

ثم وجه بصرة إلى الجميع وأردف بتحذير ياريت كله يبقي فاهم هو بيقول أيه كويس أوي لأن الباشمهندس جاي يتفقد سير العمل في الشركه ويقرر إذا كانت إمكانيات شركتنا تستاهل تنضم للشركة الألمانيه دي ولا لاء، وأكمل بتوجية يعني مطلوب من كل واحد منكم إنه يخرج أعلي ما عنده من إمكانيات إنهاردة، لأنه شخص جاد جدا ومعندوش أي تهاون في الشغل،.

وأكمل بنبرة تحفيزية وبصراحه كده شركتنا هتتنقل في حته تانيه خالص لو الشراكة دي تمت، والموضوع هيبقا فيه خير لينا كلنا، مفهوم يا حضرات؟
أماء له الجميع بإيجاب ثم وجه حديثة إلى فريدة قائلا والكلام ده ليكي إنت بالأخص يا فريدة، أنا عاوزك تبذلي أقصي جهدك إنهاردة، فهماني يا فريدة؟

نظرت إليه وتحدثت بإيجاب مفهوم يا أفندم!
همست المهندسه نجوي الجالسة بجانب المهندس إيهاب بغيظ كل حاجة فريدة فريدة، تقولش الشركة كلها ما فيهاش غير فريدة عصرها وأوانها دي كمان!

همس لها إيهاب بموضوعية برغم إني متضايق من إطراء مستر فايز ليها كل شوية، إلا إننا لازم نعترف قدام نفسنا إنها بجد عبقرية ومميزة في أدائها وشغلها!
إكتفت بهز رأسها له بإستنكار وفضلت الصمت!

أما فريدة التي جلست بجانب ذلك الذي يترقب جلوسها بفارغ الصبر وتحدثت هي صباح الخير يا هشام!
أجابها بإقتضاب صباح النور يا فريدة، وأكمل بنبرة صوت ملامة عاجبك تأخير سيادتك ده، أنا مش فاهم فيها أيه لو أعدي عليكي كل يوم وأجيبك معايا بدل الوقت اللي بتضيعيه وإنتي مستنيه العربيه بتاعت زميل بباكي ده كمان؟

أجابته بضيق وهي تتفحص أوراقها الموضوعه أمامها بمنتهي المهنيه وبعدين معاك يا هشام، هو أنت مابتزهقش من الكلام في الموضوع ده؟
وأكملت بتفسير قولت لك بابا مش موافق إني أجي معاك وشايف إنه ما يصحش أركب معاك عربيتك لوحدنا، وأنا نفسي شايفه إنه ما ينفعش ومقتنعه بكدة!

أجابها بضيق ولوم بصوت خفيص وياتري بقا اللي يصح يا باشمهندسه إنك تركبي عربية بالأجرة مع راجل غريب وتسيبي عربية خطيبك؟

تمللت بجلستها ونظرت عليه وأجابته بإقتضاب بصوت هامس إنت حقيقي جاي تناقشني في الموضوع ده دالوقت يا هشام؟

كاد أن يجيبها لولا دلوف السكرتيرة الذي أسكت الجميع وهي تعلن لسيدها عن وصول العضو المنتدب من الشركة الألمانيه.

وقف فايز بإحترام ليجد أمامه شاب في مقتبل العقد الثالث من عمره، ذو جاذبيه عالية وجسد ممشوق مما يدل على إنضباته بحياته وأهتمامه بكل ما يخصه بعنايه!

تحرك سليم بكل ثقه ووقف أمام مدير الشركه ومد يدة له وأردف بنبرة جاده مهندس سليم الدمنهوري، العضو المنتدب والمدير التنفيذي لشركة الالمانية!

إنتفض داخلها وهي تنظر إليه بذهول، لم تصدق عيناها ما تراه أمامها، ولا أذناها لما أستمعت إليه، سرت بداخل جسدها رعشه هزت كيانها بالكامل،
وحدثت حالها، سليم الدمنهوري
ما الذي أراه بأم أعيني.

هل هذا واقع أم أنه فقط من وحي خيالي!

أحقا أنت؟

ما لتلك الصدفة اللعينة التي أتت بك إلى هنا!

أيعقل أن يعبث معي قدري بتلك الطريقة المؤلمة!

يا لتعاستي ولحظي العثر!

تحدث المدير بإنبهار وهو يرحب به أهلا وسهلا باشمهندس سليم، الحقيقه لما سمعت عن إنجازاتك الغير مسبوقه في شركةكنت متأكد إني هقابل مهندس مخضرم سنه لايقل عن ال 45 سنه على الأقل، لكن ماشاء الله، ذهلت لما شفت حضرتك وتأكدت إنك عقليه فاذة في عالم الإلكترونيات زي ما سمعت عنك بالظبط!

أجابه سليم بعمليه متشكر لإطراء حضرتك يا باشمهندس، وأتمني الحظ يحالفنا و يكون لنا شغل مع بعض في المستقبل!

أجابه المدير بتمني إن شاء الله يا باشمهندس!

قدم سليم صديقه للمدير وهو يشير بيدة أحب أعرفك بالباشمهندس على غلاب، المدير التسويقي للشركه.

ثم أشار إلى فتاة شقراء ذات جاذبيه عاليه ودي أستاذة جينا، المساعدة الخاصه ليا!

رحب بهما المدير ثم إلتفت إلى الحضور وبدأ بتقديمهم إلى سليم الذي بدوره حول بصرة ليتفقد الوجوة.

وفجأة تسمر حين وجدها أمامه وهي تنظر له بكل كبرياء وبرود إصطنعته بكل قوتها لتظهر أمامه بكل هذا الثبات!

شعر برعشه سرت بجسده بالكامل وتسمر بوقفته من هول المفاجأة، نظر لها كمن وأخيرا وجد ضالته الغاليه التي يبحث عنها منذ الأزل!

فاق على همس صديقه وهو يلكزه في يدة بهدوء ويحدثة ليستفيق مما أصابه باشمهندس سليم!

إستوعب على حاله، وبدأ بإستجماعها ونظر إلى علي الذي أمده بنظرات قوة بعدما رأي فريده هو الأخر!

نظر سليم للمدير بجديه وبدأ بالتعرف على جميع أعضاء الشركة من مديرين إلى مهندسين ومحاسبي الشركه.

حتي وصل إليها وأردف المدير تقديمها قائلا بفخر دي بقا باشمهندسه فريدة فؤاد، من أكفيء وأمهر مهندسات جيلها في عالم الإلكترونيات وإن شاء الله شغلها ينال رضا حضرتك!

مد يدة لها وهو ينظر داخل عيناها التي إشتاقها حد الجنون، فكم من المرات حلم بها وبإلتقاء عيناهما العاشقة
ولكن ليست بهذة الطريقة الباردة، فقد وجد منها جفاء لم يتعهد عليه حتى بأخر لقاء جمعهما حين كانت تبكي غير مصدقه لما أستمعته منه!

تحدث وهو يتلمس راحة يدها التي صعقت داخله من لمستها الحنون أهلا باشمهندسه فريدة!

أجابته بقوة وجمود داخل عيناها وهي تسحب يدها بحدة من داخل راحته التي تتلمس يدها بوله أهلا بحضرتك يا أفندم!

ثم نظرت بجانبها بترقب لذلك المستشاط وهو يري إبتسامة ذلك السليم التي ينظر إلى خطيبتة بتلك النظرات المتفحصة لوجهها!

إستطاع سليم التحكم بحاله وحول بصرة للذي يلي حوريته المتمردة وهو يحمحم.

ومد يدة وهو يستمع إلى المدير أستاذ هشام نور الدين، المحاسب المختص للشركه!

أجابه سليم بهدوء أهلا وسهلا أستاذ هشام!

أجابه هشام بإبتسامة مجامله يداري بها غضبه أهلا بحضرتك يا باشمهندس!

وقف علي أمام فريده بذهول وتحدث بإحترام وود أزيك يا باشمهندسه فريده!

نظرت له بهدوء وتحدثت بنبرة باردة أهلا باشمهندس علي!

إستغرب هشام من معرفة ذلك العلي لخطيبته
وأكمل المدير وهو يشير إلى فتاة قمة في الجمال ترتدي ملابس جريئة تاركة لشعرها العنان بحرية تخالف تعاليم دينها ودي باشمهندسه نجوي رفعت!

نظرت إلى سليم نظرة جريئة وتحدثت وهي تمد يدها بنعومة أتشرفت بمعرفة حضرتك يا أفندم!

أجابها سليم بعمليه ولا مبالاة وهو يسحب يده سريع من بين راحتها أهلا باشمهندسه!

جلس الجميع بعد التعارف وبدأ المدير بالتحدث إلى سليم أنا عارف يا أفندم إن الوقت عند حضرتك بحساب، علشان كدة هندخل في الموضوع على طول.

وبدأ بشرح إمكانيات شركته وتطورها الهائل في مجال الإلكترونيات والتكنولوجيا الحديثة.

ثم توجه إلى فريدة بالحديث قائلا باشمهندسه فريده، ياريت تشرحي للباشمهندس عن خط سير عملنا وتظهري له مدي إختلافنا وتميزنا عن باقي الشركات المنافسه!

هزت له فريده رأسها بإيماء وبدأت بإسترسال شرحها بمهنيه عاليه أذهلت سليم بحد ذاته.

نعم كان يتنبأ لها بالذكاء والتميز في مجالها حين كان يدرسها، ولكن ليس بكل تلك الحرفيه!

وبعد إنتهائها نظر إليها بإنبهار وتحدث بإطراء يظهر إن هيكون لينا جلسات طويله مع بعض قريب يا باشمهندسه!

إغتاظت نجوي من إطراء سليم ونظراته المنبهرة بغريمتها داخل العمل فريدة.

حين تهللت أسارير المدير ونظر إلى فريدة بفخر وتحدث باشمهندسه فريدة من أكفيء مهندسات جيلها يا باشمهندس، وإن شاء الله لو كان لينا الشرف في دمج شركتنا معاكم هتتأكد من ده بنفسك وتعرف إنه مش مجرد كلام!

أجابه سليم بعمليه ده واضح فعلا يا أفندم، وبصراحه هي أقنعتني جدا إني أفكر وبجديه بعرض شركتكم، وعلشان كدة أنا محتاج من حضرتك تحضرلي مكتب هنا لأني محتاج أباشر سير عمل الشركة بنفسي، وبناء عليه هاخد القرار المناسب اللي إن شاء الله يكون في صالحنا كلنا!

إبتسم المدير بأمل وأجابه بإحترام تشريف سعادتك معانا هنا في الشركه شئ يسعدنا جميعا يا أفندم، من بكرة إن شاء الله مكتب حضرتك هيكون جاهز وتقدر تشرفنا فيه!

إنفض الإجتماع وخرج سليم لكنه توقف خارجا وتحدث إلى جينا بعمليه جينا، تقدري تتفضلي إنتي بعربية الشركه وأنا هاروح مع الباشمهندس علي بعربيتة!

أمائت له بإيجاب وأردفت بإحترام تحت أمرك يا باشمهندش، بعد إذنكم!
وذهبت،
وتحدث هو بلهفه ظهرت على ملامحه شفت يا علي وأتأكدت إني ماكنش بيتهئ لي لما قولت لك إني شفتها داخله الأسانسير!

أجابه علي بتهدئة إهدي يا سليم مش كده، الأول شوف هتتكلم معاها إزاي لأن واضح إنها لسه ماسامحتكش على إللي فات ولا نسيته، بدليل نظرتها ومعاملتها الجافه ليك وليا أنا كمان!

وفي تلك الأثناء وجدها تخرج من مكتب المدير ممسكه ببعض الأوراق ويجاورها هشام، إبتلعت لعابها حين وجدته يقف مع صديقه ويبدو أنهما ينتظراها.

نظرت إلى هشام بتوتر حين أوقفها سليم وهي تتحرك من جانبه بتجاهل تام له باشمهندسه فريده تسمحي لي؟

وقفت وهي تلعن داخلها الذي مازال ينتفض حين يستمع لصوته حتى بعدما حدث منه في الماضي!

نظرت له بجمود وأردفت قائلة بنبرة جادة أفندم حضرتك!

أجابها بنبرة جادة وعمليه كنت محتاج رقم تليفونك علشان عاوز أسألك عن مجموعة نقاط محتاج أفهمها هنا في الشركه!

نظر له هشام بإستغراب ورد بصوت رخيم وحضرتك محتاج رقم تليفونها في أيه؟

هو مش سيادتك هيكون لك مكتب هنا من بكرة، يعني تقدر وقتها تسألها في اللي حضرتك محتاجه هنا في الشركة!

نظر له سليم بتعالي مضيق عيناه بإستغراب وأجابه بنبرة ساخرة هو أنا كنت سألت حضرتك ولا وجهت لك أي سؤال مباشر، يبقا بأي صفه بترد عليا؟

وقف هشام بوجهه وأجابه بقوة وأعتزاز مما يدل على عشقه لتلك الفريدة برد بصفتي إني خطيبها يا أفندم!

نزلت الكلمة على سليم كالصاعقه التي دمرت ماتبقي من حطام قلبه النابض بإسمها.

نظر لها وهو يحدث حاله بقلب ينزف، أحقا ما يقوله هذا الأبله، تحدثي فريدة وأنفي ما قاله ذلك المتهور.

قولي لي أن ما تفوة به ذلك الفتي ماهو إلا هراء وترهات لا وجود لها من الصحه، قولي لي مازلت على عهدك وأنتظرك، مازلت أحبك كالسابق وأعلم أن ما حدث ليس إلا كابوسا ومضي!

نظر لها بعيون متسائله أجابته عيونها بالتصديق على ما أستمعه للتو!

فاستجمع حاله ووجه حديثه بقوة إلى ذلك ال هشام ساخرا منه خطيبها دي حضرتك في البيت عندها وأنت قاعد على الكنبة جنب طنط و بتاخد الشاي مع قطعة الجاتوة،
لكن هنا شغل يعني إلتزام بتعليمات وأوامر في مصلحة الشغل وبس!

حدثته هي بنبرة جاده معترضة مع إحترامي الكامل لحضرتك، لكن أستاذ هشام بيتكلم في إطار الشغل وصميم تقاليد العمل،
وأكملت بنبرة مستفزة له أنا تحت أمر حضرتك طول ما أحنا هنا في الشركه، لكن أول ما أخرج من باب الشركه مش مطلوب مني أتكلم مع أي حد في أي حاجه خاصة بالشغل!

أجابها بقوة ساخرا منها علشان كده بلادنا ما بتتقدمش بما فيه الكفايه يا أستاذة، طول ما التفكير الروتيني ده موجود عمرنا ما هاناخد خطوة ل قدام!

وتحدث بقوة وحدة أمرا إياها رقم تليفونك يا باشمهندسه وأعتبري كلامي أمر نافذ ممنوع النقاش فيه!

إنتفض داخل هشام وكاد أن يرد لكنها أمسكت كف يده في محاولة منها لتهدئته تحت أعين سليم الذي صرخ قلبه مطالبا إياها بالرحمه ولكنه تحامل على حالة ورسم الجمود فوق ملامحه،
فهذا هو سليم الدمنهوري.

مدت يدها داخل حقيبتها وأخرجت بطاقة مطبوع عليه إسمها برقمي هاتفيها وأعتطه إياها بإبتسامه سمجه وأردفت بنبرة ساخرة إتفضل يا أفندم، وأتمني بعد ما حضرتك أخدت رقم تليفوني إن بلادنا تتقدم وتبقي رائدة وعظيمة في مجال الإلكترونيات!

ثم نظرت بملامح مكتظه إلى ذلك ال علي وهو يكتم ضحكاته من سخريتها على صديقه وأردفت بضيق بعد إذنكم!

ألقي هشام نظرة حارقه على سليم وتحرك بجانبها متجهان إلى مكتبها.

نظر علي إلى سليم وجده شارد ينظر على أثرها، تحدث ليخرجه من حالته يلا بينا يا سليم، وقوفنا هنا مالوش أي معني وشكلنا كدة بقا وحش جدا!

أخرج نظارته الشمسيه وأرتداها وتحرك بخطوات واثقه بجانب صديقه!

داخل مكتب فريده يقف هشام يطالعها بتساؤل وهي تتحرك وتجلس خلف مكتبها فريدة، إنتي تعرفي اللي إسمه على ده منين؟

زفرت بضيق وأجابته بملامح مكتظه سليم الدمنهوري كان معيدي وبيدرس لي في الكليه، وبعدها أختارني علشان أروح أتدرب معاه في الشركه إللي كان بيشتغل فيها، وهناك قابلت الباشمهندس على وقضيت فترة تدريبي كلها تحت أديهم!

تنهد هشام براحه وجلس بمقابلها وتحدث غريبه أوي، بس إزاي اللي إسمه سليم ده أتعامل معاكي على أساس إنه مايعرفكيش؟

تنهدت وأجابته بقوة سليم الدمنهوري أشبه ب أله إلكترونيه يا هشام، شخص مجرد من أي مشاعر إنسانية لأي حد، ويمكن ده يكون سبب نجاحه وإستمراريته ف بلاد الغرب، لأنه ببساطة شبهم في البرود، ده إذا ما كانش يتفوق عليهم!

أجابها هو بعيون حنونه سيبك يا حبيبتي من الكلام ده كله، إنت بجد وحشتيني أوي ونفسي أخرج معاكي نتكلم شويه!

إبتسمت له بحنان وأردفت قائلة والله أنت رايق أوي يا هشام، الشركه كلها مقلوبه رأس على عقب ومطلوب مننا شغل كتير جدا لازم يخلص إنهاردة قبل سيادة العضو التنفيذي مايشرف بكرة،
وحضرتك سايب كل ده وقاعد تحب فيا؟

إبتسم لها بحنان وعيون عاشقه وأردف قائلا طب هو فيه أحلا من حبك يا فريدة!

وقفت بإبتسامة حنون وهي تفتح باب مكتبها وتشير إليه بالخروج إتفضل يا حضرة المحاسب على مكتبك، روح ظبط وخلص أوراقك المطلوبه منك قبل المدير ما يعرف إن سيادتك سايب شغلك ومقضيها حب هنا، وساعتها هايستغني عننا إحنا الإتنين، وكده بقا لا هنعرف نجيب شقه ولا هنفرشها زي ما بنخطط!

إبتسم لها وهو يتجه ناحية الباب وأردف لا وعلى أيه، الطيب أحسن يا باشمهندسه، وأكمل بعيون عاشقه بحبك.

قالها وخرج سريع تنهدت هي وأغلقت باب المكتب وأتجهت ناحية مكتبها وأرتمت على مقعدها بإهمال.

وحدثت حالها بتألم، لما الأن سليم، لما تظهر لي الأن بعدما أستقرت حالتي النفسيه وبدأت بلملمة شتاتي وأستقراري، لما؟

أما عند سليم فقد إستقل سيارة على وتحدث بشرود وهو يجلس بجانبه مشتت الذهن يعني أيه حسام يقول لي إن فريدة سافرت مع أهلها وسابوا القاهرة خالص وهي موجودة في شركة كبيرة ومعروفه زي دي؟

وأكمل بتشكيك يعني لو حتى موجوده في شركة صغيرة ومغمورة كنت قولت ماعرفش يوصل لها فعلا، لكن دي شركة مشهورة جدا في مجالنا وأكيد أتعامل معاها من خلال شغله!

وأسترسل حديثه ناظرا إلى على ما ترد عليا يا علي، إنت ساكت ليه؟

تنهد على وهو مازال ينظر أمامه يتابع القياده للأسف ماعنديش أي إجابه أرد عليك بيها يا سليم، الوحيد إللي ممكن يجاوبك على أسألتك دي هو حسام نفسه!

تنهد سليم وأرجع رأسه للخلف مستندا على مقعده بالسيارة مغمض عيناه بإستسلام مرير!

إنقضي اليوم بالنسبة إلى فريده، عادت إلى شقتها التي توجد بإحدي الأماكن المتوسطة الحال، شقة تدل على أن أصحابها من أخر الطبقة المعلقه التي تفصل بين طبقه محدودي الدخل وبين الطبقه المتوسطه.

كان قلبها محمل بأثقال ما حدث داخل الشركه ليذكرها بأسوء تجربه عايشتها وكسرتها وحطمت كبريائها!

وفي تلك الأثناء خرجت والدتها من المطبخ وجدتها بوجهها، نظرت لها وتحدثت بإبتسامة حنون حمدالله على السلامة يا باشمهندسه!

إبتسمت لوالدتها وأقتربت منها ووضعت قبلة فوق جبينها وأردفت بحب الله يسلمك يا ماما!

تحدثت والدتها وهي تدلف إلى المطبخ من جديد يلا يا حبيبتي غيري هدومك وصلي على ما أجهز السفرة وأندة لبابا من أوضته!

أمائت لها بموافقه ودلفت غرفتها أخذت ثياب بيتيه مريحه وخرجت مجددا إلى المرحاض لتستحم، علها تزيل عنها حزنها الذي أصابها من رؤية ماضيها الحزين مجسدا أمامها من جديد!

توضأت وتوجهت من جديد إلى غرفتها وشرعت في أداء فرضها وجلست تتضرع إلى الله وتدعوه أن ييسر أمرها للصلاح ويبعد عنها أذي ذلك السليم!

بعد قليل كانت مجتمعه هي وأسرتها حول طاولة الطعام ولكن بوجه شارد حزين باتت تقلب بصحنها دون أكتراث
حتي لاحظ والدها شروها ولكنه تركها وشأنها ليترك لها بعض الخصوصيه.

أردف أسامة موجه حديثه إلى والده بابا، كنت عاوز 7 جنيه لحجز درس الفيزيا علشان رايح السنتر بالليل أحجز مع أصحابي!

أجابه والده بهدوء أصبر يومين يا أسامة لما أقبض المرتب وأديهم لك!

تزمر أسامه وأجاب بإعتراض يا بابا السنتر بعيد وأصحابي كلهم رايحين إنهاردة، وكمان المدرس ده مشهور جدا وبيكتفي بالعدد بسرعه وبيقفل الحجز!

ثم وجه بصرة إلى فريدة مردف خلاص أخدهم من الباشمهندسه ولما حضرتك تقبض إبقا أديهم لها براحتك!

كاد فؤاد أن يعترض إلا أن قاطعته عايدة بهدوء خلاص يا فؤاد مش هيحصل حاجه لما ياخدهم من أخته على ما القبض يوصل، بدل ما المدرس يكتفي بالعدد والفرصه تروح عليه!

تنهد فؤاد بإستسلام وضيق وتحدث أسامة بسعادة أيدك على الفلوس يا باشمهندسه!

لم تنتبه إليه ولا لحديثهم من الأساس، فقد كانت بعالمها الخاص، عالم الذكريات!

فأعاد أسامة عليها السؤال مرة أخري وأخيرا إنتبهت، فاأجابته بتيهه وشرود بتقول حاجه يا أسامه؟

ضحكت نهله شقيقتها الصغري وتحدثت إللي واخد عقلك يا فريده، هو أنتي مش سامعه المفاوضات دي كلها؟

تحدث أسامة سريع عاوز منك 7 جنيه أحجز بيهم درس الفيزيا قبل ما المدرس يكتفي بالعدد!

هزت رأسها بإيجاب تمام يا حبيبي هجبهم لك من جوه لما أدخل أوضتي!

تحدثت إليها عايدة مفسرت أول ما بابا يقبض إن شاء الله هيديهم لك!

تحدثت فريدة بإعتراض كلام أيه اللي حضرتك بتقوليه ده بس يا ماما، أنا وفلوسي كلها ملك ل بابا ولحضرتك!

أجابها فؤاد بهدوء وعزة نفس تسلمي يا بنتي، بس أنا شارط عليكي من أول ما أشتغلتي إن مرتبك لنفسك وممنوع حتى تجيبي أي حاجه للبيت وأنتي راجعة من شغلك،
وأكمل برضا أنا كفيل بيكم وبمصاريف البيت، وزي ما ربيتك وعلمتك لحد ما وصلتي للي إنتي فيه ده، هعلم أخواتك وهوصلهم إن شاء الله لبر الأمان زي ما وصلتك!

إبتسمت له بحنو وأردفت قائلة بنبرة فخورة ربنا يبارك لنا فيك يا بابا، الحقيقه حضرتك عملت معانا اللي مافيش أب في الدنيا كلها عمله، كفاية حنية حضرتك علينا وتوجيهك لينا للصح بطريقه لينه وحافظه لكرامتنا!

وجه إليها حديثه بإهتمام بعدما لاحظ نبرة صوتها ووجهها المهموم مالك يا باشمهندسه، الهم ظاهر في عيونك وأنت بتتكلمي كدة ليه؟

أجابته بإبتسامه كاذبه لطمئنته سلامتك يا حبيبي، مجرد إرهاق من الشغل مش أكتر!

ردت عليها عايدة بحنان كملي أكلك وأدخلي أوضتك نامي لك ساعتين يفوقوكي ويضيعولك تعب اليوم!

هزت رأسها بإيماء وطاعة.

وبالفعل بعد قليل دلفت إلى غرفتها المشتركه مع شقيقتها كالعادة لتأخذ غفوة تريح بها جسدها المنهك في العمل منذ صباح الباكر،
لكن هيهات، فمن أين يأتي النوم بعدما حدث بالشركة اليوم!

دلفت نهله وهي تتحرك على أطراف أصابعها بهدوء ظنا منها أن شقيقتها غافيه لكنها صدمت لما رأته!

وجدت فريدة تجلس القرفصاء وتضم حالها بإحتواء ودموعها تنهمر فوق وجنتها كشلالات عنيفة.

ذهبت إليها نهله وجلست بجانبها ممسكه بيد شقيقتها وأردفت بنبرة قلقه مالك يا فريدة، أيه حالتك ودموعك دي، أيه اللي حصل يا حبيبتي، إحكي لي؟

أرتمت فريدة داخل أحضان شقيقتها وتمسكت بها وكأنها كانت تحتاج لحض أحدهم كي يشعرها بالأمان، وبعد مدة من أستكانتها وهدهدة نهله لها.

إبتعدت فريدة ونظرت لشقيقتها وتحدثت تخيلي العضو المنتدب اللي كلمتك عنه إمبارح وقولت لك إن الشركة كلها مقلوبه علشانه طلع مين؟

نظرت لها نهلة بتمعن في إنتظار ما هو أت أكملت فريدة بدموع سليم قاسم الدمنهوري!

شهقت نهلة ووضعت يدها على فمها بذهول!

صعد سليم إلى شقة عائلته بقلب يتألم ولكنه متماسك للوثوق بحالة وبأن لديه القدرة لإرجاعها لحياته من جديد حتى ولو كانت مرتبطة لذلك الذي يدعي بهشام!

كانت شقة عائلته فاخرة للغاية، حيت تتواجد في إحدي الأحياء الراقيه مما يدل على إرتفاع المستوي المادي والمعيشي لساكنيها!

وجد والدته تجلس بالبهو وتضع ساق فوق الأخري بكبرياء ويجاورها باشمهندس حسام إبن شقيقها وبالوقت نفسه خطيب إبنتها ريم!

حولت أمال بصرها على سليم وتهللت أساريرها بسعادة قائله أهلا يا حبيبي.

مال عليها سليم مقبلا رأسها بحنان وأردف أزيك يا حبيبتي!

وجلس بجانبها وهو ينظر إلى حسام بنظرات غامضه!

إبتسم له حسام وتحدث بدعابه جري أيه يا هندسه، هو أنا كنت بايت في حضنك ولا أيه، ده أنا حتى ماشفتكش من وقت ما جبتك من المطار من يومين!

نظر عليه سليم وتحدث ببرود أزيك يا حسام!

وجهت أمال حديثها إلى سليم قائلة هخلي رقية تجهز الغدا يا حبيبي، أوك؟

هز لها سليم رأسه بإيجاب ثم أردف قائلا بتساؤل هو بابا فين؟

أجابته وهي تقف بابا في المكتب هقوم أنده له وبالمرة أبلغ رقية تجهز السفرة!

وتحركت هي ودلفت غرفة المكتب الخاص بزوجها بعدما أبلغت من بالمطبخ بتجهيزهم وجبة الغداء.

رمق سليم حسام بنظرة مبهمة وتحدث بنبرة حادة عارف أنا كنت فين إنهاردة يا حسام؟

نظر له حسام مضيق عيناه منتظرا باقي حديثه، وأكمل سليم كنت في شركة.

إرتبك حسام بجلسته وأبتلع لعابه بتوتر.

وأكمل سليم بنظرة ملامه بعدما تأكد من تواطئ حسام طب ليه يا حسام؟

ده أنت أكتر واحد عارف أنا أد أيه حبيتها وأد أيه ألمني بعدها عني، وعارف إني كنت بموت حرفيا من فكرة إني مش قادر أوصل لها!

وأكمل بألم ظهر بصوته يبقي ليه يا صاحبي، يا أخويا، يا أبن خالي ويا عشرة عمري؟

تنهد حسام بأسي ثم نظر له وأجابه كان غصب عني يا سليم، صدقني كان غصب عني!

صاح سليم بصوت غاضب وأيه اللي كان غاصبك على إنك تكذب عليا وتغشني بعد ما أمنت لك يا محترم؟

كاد أن يتحدث إلى أن إستمع لصوتها من خلفه وهي تتحدث بنبرة قويه أنا يا سليم إللي أجبرته على إنه يقول لك كده!

وقف وأستدار لوالدته وهو يتطلع عليها بإستغراب وتحدث بتيهه وتعجب وحضرتك تعرفي الموضوع ده منين، وأيه دخل حضرتك بحاجه زي دي أصلا؟

خرجت شقيقته ريم من غرفتها على أصواتهم المرتفعه، وأتجهت إلى سليم وتحدثت وهي تفرك يداها ببعضهما بتوتر وخجل أنا إللي قولت ل ماما يا سليم، حسام وقتها حكي لي لما أنت إتكلمت معاه، وقلت له إنك حاولت توصل ل فريدة عن طريق التليفون وهي ماردتش عليك علشان ماتعرفش رقمك الدولي،.

أنا جيت وحكيت ل ماما بعفوية، وقتها ماما طلبت من حسام إنه يهكر رقم تليفونها وجميع صفحاتها على التواصل الإجتماعي علشان ماتعرفش توصل لها، وفعلا ده اللي حصل!

جحظت عيناه بصدمه من هول ما أستمع وتناقل نظراته المذهوله ما بين والدته وريم و حسام
ثم تحدث إنتم عاوزين تفهموني إنكم كلكم كده إجتمعتم و إتفقتم وكنتم السبب في بعد فريدة عني طول المدة اللي فاتت دي كلها، طب ليه؟

أجابته أمال بكبرياء ورأس مرتفع علشان مش هي دي إللي تليق بالباشمهندس سليم الدمنهوري وتظهر معاه في الوسط بتاعه!

نظر لها بذهول وتحدث بإعتراض وحضرتك تعرفيها منين علشان تحكمي عليها بكدة؟

وأكمل بإعتزاز وتفاخر فريدة باشمهندسه ناجحه في مجالها وقدرت تثبت حالها وتبني نفسها بنفسها، مش زي البنات اللي عاجبين حضرتك اللي كل أهتمامتهم بالمظاهر الكذابه!

نظرت له والدته باستهجان وأردفت قائلة بكبرياء وهي علشان بقت مهندسه تبقا خلاص كده بقت قد المقام يا سليم؟
ده حتى المثل بيقول على الأصل دور.

وأكملت بتسائل وكبرياء تقدر تقول لي مين دي وساكنه فين ولا أصلها ايه؟

بلاش دي، تقدر تقول لي لما تحب تقدمها للناس هتقول لهم دي من عيله مين؟

نظر سليم الى والدته باستغراب وتحدث هو حضرتك بتتكلمي جد يا ماما؟

هو لسه فيه ناس بتفكر بالعقليه دي، وبعدين على فكره بقى، الفرق المادي والإجتماعي بينا وبين فريده مش كبير قوي زي ما حضرتك شايفاه، حضرتك ليه محسساني ان إحنا من الطبقه الثريه في البلد، إحنا يمكن بقينا في أعلي شريحه من الطبقه المتوسطه، بس ده من قريب يا ماما لو تفتكري، وفريدة من نفس الطبقه دي على فكرة، يعني مالهاش لازمة النفخة الكذابة بتاعتنا دي!

تدخل والده في الحديث وهو يخرج من باب مكتبه مردف بتساؤل فيه أيه يا جماعة، أصواتكم عاليه ليه؟

صاحت أمال موجة حديثها لزوجها بنبرة ملامه تعالي يا قاسم بية شوف الباشمهندس سليم وتفكيرة، إبنك بدل ما يروح يجب لك بنت وزير ولا بنت رئيس شركة محترمه من اللي يعرفهم ويقول لك عاوز أتجوزها ويشرفنا قدام الناس، رايح يجيب لك بنت حتة موظف كحيان في الشهر العقاري!

زفر سليم وتحدث بقوة علي فكرة يا ماما، دي حياتي أنا، وأنا الوحيد إللي ليا الحق إني أقرر وأختار مين هي إللي هتكون شريكة حياتي.

ثم نظر إلى والدة وتحدث بجديه غاضبة ما هو مش معقول يا بابا أبقي العضو المنتدب لشركة والشركة مسلمناني زمام أمورها في الشرق الأوسط كله، وأجي في الأخر وماما تختارلي البنت إللي هعيش معاها باقية حياتي؟

تنهد أباه وتحدث بهدوء إهدي يا سليم وخلينا نتكلم بالعقل، إنت عارف إني طول عمري بقف معاك وبنصرك في قراراتك، لكن المرة دي بصراحه مامتك عندها حق!

نظر له سليم بإستغراب فأكمل قاسم يا أبني الدنيا كلها بقت مبنيه على المظاهر، يعني مش معقول موظف كبير زيي في السلك الدبلوماسي هيروح يقعد قدام موظف بسيط في الشهر العقاري وأطلب منه إنه يتنازل ويوافق إنه يجوز بنته لأبني الباشمهندس الكبير!

ثم نظر داخل عيناه وتحدث مدغدغ مشاعرة إنت ترضاها عليا يا باشمهندس؟

هز سليم رأسه بإستنكار وتحدث بشرود بصراحه أنا مستغرب تفكيركم اللي لسه لابس طربوش الخمسينات لحد دالوقت وبيفكر بيه،
يا بابا إحنا داخلين على الألفيه التالتة، الناس برة طلعت القمر وبيحاولوا يشوفوا كواكب تانيه علشان يطلعوا يعيشوا عليها وإحنا هنا لسه بنفكر في ده أبن مين ومن عيلة أيه؟

ثم نظر إلى أباه وتحدث بقوة ليس الفتي من قال كان أبى، ولكن الفتي من قال ها أنا ذا.

وأكمل بلوم مش ده كلام حضرتك بردوا يا قاسم بيه، ولا أحنا بنحط المقولات في المواقف إللي تعجبنا وننتزعها من المواضيع والمواقف إللي مش على هوانا؟

تحدثت أمال ناهية الجدال هو إحنا ليه واقفين نتناقش ونتجادل في موضوع منتهي أساسا.

ثم نظرت إلى سليم وتحدثت بقوة البنت وخلاص أتخطبت لواحد من وسطها ويليق لها، ولعلمك يا سليم، البنت بتحب خطيبها جدا ومن المستحيل إنها تسيبه علشان ترجع لواحد رفض وجودها في حياته قبل كده وأتخلي عنها وأهانها قدام أصحابه!

رمق حسام بنظرة إحتقار بعدما تأكد من أنه قص لوالدته كل تفاصيل قصته مع فريده!

ثم نظر إلى والدته بتحدي وأردف بقوة عاشق وسليم الدمنهوري لاغي كلمة مستحيل من قاموس حياته!

وتحدث وهو يتحرك إلى غرفته أنا رايح أي فندق أقعدلي فيه كام يوم على ما أعصابنا كلنا تهدي!

ودلف للداخل وأمسك حقيبته وبدأ بلملمة أشيائه على عجل، دلف إليه حسام وتحدث بتباجح إهدي يا سليم وفكر بعقلك، معقول هتسيب بيت أهلك علشان إختلفتم في الرأي على حاجة منتهية؟

حدق به بنظرات يملئها الغضب وهدر به إنت بالذات مش عاوز أسمع صوتك نهائي، يا خسارة يا صديق العمر يا أبن خالي، هي دي الأمانه إللي أمنتهالك؟

بقا طعنة الغدر يوم ما تجيلي ماتجيليش غير منك أنت؟
ونظر إليه بإشمئزاز وأكمل بس الحق مش عليك، أنا اللي ماعرفتش أختار الراجل الصح إللي أئتمنة على سري!

زفر حسام وتحدث بضيق ماتعيش في الدور أوي كده يا سليم، الشويتين بتوعك دول تعملهم على أي حد إلا أنا يا حبيبي، وأكمل ليذكره مش هي دي بردوا فريدة اللي بعد ما علقتها بيك وخلتها تحبك وتدوب فيك، ولما ما.

كاد أن يكمل لولا دلوف والدة سليم التي تحدثت بتعالي وهي تنظر إلى ولدها وهو يجمع أشيائه بتعجل أعقل يا سليم وسيب حاجتك زي ما هي وتعالي الغدا جهز وبابا بره في أنتظارنا!

لم ينظر لها وحمل حقيبته وخرج من الغرفه متجة إلى الخارج.

أوقفه صوت والده الهادئ سايب البيت ورايح فين يا سليم؟

تنفس الصعداء ليهدأ من روعه قبل أن ينظر خلفه إلى والده.

ثم تحدث وهو يكتم غيظه كي يحافظ على هدوئه بعد إذن حضرتك يا بابا، أنا رايح أقعد كام يوم في أي أوتيل لحد ما أعصابي تهدى شويه، مش هقدر أضغط على أعصابي وأقعد هنا وأنا غضبان بالشكل ده،
وأكمل كي لا يحزن والده و إن شاء الله لما أعصابي تهدي هبقي أرجع تاني!

تحدث والدة بحنان طب تعالي يا أبني إتغدا قبل ما تنزل!

أجابه بإقتضاب ماليش نفس يا بابا، أرجوك سيبني على راحتي!

تنهد قاسم وأجابه بإستسلام خلاص يا باشمهندس، أعمل إللي يريحك!

هز له رأسه بشكر وتحرك بإتجاه الباب مع إعتراض أمال الذي أسكتها حديث قاسم الحاد خلاص يا أمال خلصنا، ودالوقت أتفضلوا على السفرة إذا كنا هنتغدا إنهاردة!

تحركوا إلى سفرة الطعام وجلسوا جميعهم دون شهيه!

مساء ذات اليوم!

داخل غرفة سليم الموجودة بالأوتيل
تملل داخل فراشه بعد أن غفي عدة ساعات لا يعلم عددها، جلس وهو ينظر حوله بتيهه ليستكشف المكان من حوله حتى تذكر ما حدث!

زفر بضيق وأرجع شعر رأسه للخلف ثم تحرك إلى المرحاض الموجود داخل الغرفه توضأ وخرج بعد قليل أدي فريضته بخشوع وتضرع إلى الله وسأله صلاح الحال!

ثم أمسك هاتفه ونظر به وتفحص رقمها الذي أودعه على الفور حين أخذ منها بطاقة تعريفها، وقرر الإتصال بها ليتواجها بعد غياب دام خمس سنوات قضاها كلاهما في عذاب وألم الإشتياق يمزق داخلهما!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة