قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية جحيم قسوته الجزء الأول للكاتبة مريم مجدي الفصل السادس عشر

رواية جحيم قسوته الجزء الأول للكاتبة مريم مجدي الفصل السادس عشر

رواية جحيم قسوته الجزء الأول للكاتبة مريم مجدي الفصل السادس عشر

في المستشفى!
کانت حياتها ما بين الحياه و الموت لم تكُن واعيه للاطباء و الممرضين کانت بملکوت آخر، کانت تحلم بأنها علي شاطئ البحر تنظر له بشرود مُغمضه العينين قاطعها وضع آحدهم يده علي کتفها فرفعت بؤبؤي زرقاها نحوه و جدته هو ابتسمت بسعاده!

همس بسعاده: عاصم انتَ هنا بجد!
وضع يده علي وجهها بإبتسامه هادئه و أردف قائلاً: ده مش عالمنا يا همس ده مش مکانک، ارجعي يا همس، ارجعي!
کانت تناظره باستغراب بينما تراجع هو للخلف رويداً رويداً حتى اختفي عن ناظريها فلم تعُد قادره علي رؤيته!

لا لا متسبنيش يا عاصم، انا ما صدقت لقيتک ليه بتبعد بس!
هوت بجسدها علي الرمال تبکي علي فراق کتبته بيدها و عند هذه اللحظه بدأت تشنجات جسدها تزداد فاستغرب الاطباء و لکنهم تدارکوا الموقف و انقذوها عِند آخر لحظه!

بالخارج!
وصل عُدي إلى المستشفى بلهفة بعدما جاءه اتصال بحادثه شقيقته وجد الطبيب يخرج و ملامحه لا تُبشر بالخير!

عُدي بقلق: خير يا دکتور، اُختي حصلها ايه؟!..
الطبيب بجديه: مخبيش على حضرتک المدام جاتلنا و حالتها بين الحيا و الموت و کان من الصعب انقاذها بس، احنا عملنا اللي قدرنا عليه بس للاسف...

قاطعه عُدي بعصبيه: للاسف ايه انطق؟!..
الطبيب بتوتر: للاسف مقدرناش ننقذ الجنين!
نظر له عُدي بصدمه و حزن فقد فقدت شقيقته للتوه جنينها قبل ان يري الضوء بينما زوجها بالحبس و لا حول له ولا قوة، لما قدرهم هکذا. لما حياتهم بائسه لهذه الدرجه، عانوا بماضيهم و الان يعانوا بحاضرهم!

عُدي بحزن: طيب ممکن اشوفها دلوقتي؟!..
الطبيب بأسف: للاسف مينفعش حالتها مازالت بخطر و غير مُستقره، هننقلها للعنايه المشدده و هتفضل تحت المراقبه لمده 48 ساعه و خلال الساعات دي منقدرش نحدد حاجه غير لما ينتهوا!

انهي کلماته ثم رحل تاركاً إياه يبکي علي حاله شقيقته بصمت!

في مرکز الشرطه (القسم)!
استدعي الضابط عاصم من زنزانته و عندما دلف سمح له بالجلوس و أردف قائلاً: الضابط بجديه: منورنا والله يا عاصم بيه!
عاصم بتهكم: ده نورک، ثم أكمل بغضب: انا هفضل هنا لحد امتي و لا اللي بتاخده مش مكفيك!

الضابط بضيق: لا العفو يا عاصم بيه ده حتى خيرک مغرائني، ثم صمت قليلاً و أکمل بتوتر: بس في حاجه حضرتک لازم تعرفها!

عاصم بضيق: خير انطق!
الضابط بتوجس من رده فعله: عُدي بيه لسه مبلغني حالاً ان، ان مدام حضرتك حصلها حادثه و حياتها بين الحيا و الموت!

انتفض من جلسته بصدمه مما تفوه به و أردف قائلاً: عاصم بغضب: انت اکيد مجنون، انتَ بتقول ايه مراتي انا حصلها حادثه،؟!
الضابط بإرتباك واضح: والله يا عاصم بيه ده اللي وصلي و دي للاسف الحقيقه!
عاصم بصرامه: اتصلي بعُدي فوراً و استدعيه هنا، انا لازم اخرج من هنا انتَ فاهم!
الضابط بسرعه: حاضر، حاضر!
ثم رفع سماعه الهاتف و استدعي عُدي علي الفور!

بعد مرور ساعتين!
وصل عُدي إلى القسم و دلف إلى مکتب الضابط بسرعه و أردف قائلاً: عُدي بقلق: خير يا عاصم في ايه،؟!
عاصم بغضب: و هيجي منين الخير بالاخبار الزفت اللي بعتهالي!
تنحنح الضابط بحرج و أردف قائلاً: الضابط بتوتر: طيب اسيبكم انا دلوقتي بقاااا!
ثم ترکهم، بينما نظر عُدي لعاصم و أردف قائلاً: عُدي بحزن: انا اصلا مکنتش ناوي اقولک اصلا!
عاصم بغضب: کمان مكنتش هتقولي شكلک نسيت ان همس مراتي يا عُدي!

عُدي بضيق: لا منسيتش و زي ماهي مراتک فهي اُختي يا عاصم!
نظر له عاصم بضيق ثم أردف قائلاً: عاصم بقلق: طيب هي عامله ايه دلوقتي طمني عليها يا عُدي،؟!
عُدي بحزن: حالتها مش مستقره و للاسف الدکاتره مقدروش ينقذوا الجنين!
نظر له عاصم بصدمه، فقد طفله الذي لم يري الضوء، اغمض عينيه بقوه ثم فتحها و نظر إليه و أردف قائلاً:
عاصم بصرامه: امشي دلوقتي يا عُدي و خليک جمبها هي محتجاک!
عُدي بحزن: بس محتجاک انتَ اکتر!

اشاح بوجهه بعيداً و لم يعقب، بينما تنهد عُدي بحزن علي حالهم و رحل تاركاً إياه مُنغمساً في أحزانه، طلب من العسکري بأن يُرجعه إلى الزنزانه!

في الزنزانه!

ادخله العسكري إلى الزنزانه فاستکان علي فراشه بضعف و وقتها فقط عرفت دموعه طريقها في الانهمار علي وجنتيه الخشنه، لا يعرف من اين أتت تلک الدموع رُبما لم يبکي في حياته قط کان قاسي. عنيف و لکن داخله إنسان ضعيف، بکي کما لم يبکي من قبل أخرج حزنه المکبوت داخله علي هيئه دموع، فقد عائلته. لم يشعر بحنانهم عليه كانت حياته بها نوع من الاستغلال و الآن، فقد طفله و على وشک فقدان زوجته، فتح عينيه و التي کان الاحمر لونها الاساسي کور يديه بعُنف حتى برزت عروقه و دفع الطاوله امامه بقوه حتى تفرعت أجزائها و صرخ بأعلي صوته:.

اهاااااااااااااااااااااااااااااااا!
أنهي صرخته المكبوته مُنذ زمن و بدأ يبکي کطفل صغير حُرِم يوماً من الحنان و الحب و عاش آلم الفراق و الفقدان!

في المستشفى!
في العناية المشددة!

کانت مُستکينه في غفوتها غير واعيه لما حولها ترتاح من آلام الحياه لم تسعد يوم بحياتها لم تأذي احد بينما يُخطط البعض لأذيتها مُغمضه العينين هادئه و فجأة بدأت تتفوه بکلمات غير مفهومه مُبهمه و رأسها يتحرک يميناً و يسارًا كأنها تحلم بکابوسٍ ما بدأت ملامحها تتشنج بغرابه ما بين ملامح الغضب و الهدوء و الخوف بدأ الجهاز يُصدر انزارات بوقوف قلب آحدهم. ، سمعت الممرضه صوت الانذار فرکضت سريعاً تُنادي الطبيب علي وجه السرعه فذهب اليها الطبيب سريعاً و امسک بجهاز الصدمات الكهربائيه مره تليها العديد من المرات حتى رجع قلبها ينبض من جديد، فتنفس الطبيب الصعداء و خرج من العناية بعد ان اوصي الممرضه بالاعتناء و الانتباه لها فهزت رأسها مُتفهمه!، رکض اليه عُدي بلهفة و أردف قائلاً:.

عُدي بلهفة: خير يا دکتور؟!، همس حصلها ايه؟، و کنتوا بتجروا کده ليه؟!
الطبيب بهدوء: قلبها وقف بس لحقناها في الوقت المناسب، حالتها مازالت بخطر، ادعيلها!
انهي کلماته ثم ترکه واقفاً يتنهد بحزن مُسلطاً نظره للا شيء!

بعد مرور اسبوع!
لم تتغير حاله همس الا انها افاقت و مُنذ ان افاقت و هي صامته لا تتحدث الا في اضيق الاوقات، ظل عُدي بجوارها و لم يترکها للحظه اما عن عاصم فعُدي دائماً ما يذهب اليه و يطمئنه عن حاله همس و لا جديد بقضيته، اما المحامي الخاص به فتولي آمر اوراق نقل الملکيه و مازال يبحث عن ذاک المُسمي بعادل، حتى جاء ذلک اليوم و الذي سيقلب الامور رأساً علي عقِب!

المحامي بإرتباك: عاصم بيه انا جهزت اوراق نقل الملکيه لحضرتک، وانا مازلت بدور علي اللي اسمه عادل و هجيبهولک بس...

قاطعه عاصم بإستغراب: بس ايه انطق؟!
المحامي بإرتباك اکبر: بس المشکله ان لا البوليس و لا انا عارفين نحل اللغر ده!..
عاصم بإستغراب اکبر: لغز ايه ده ما تدخل في الموضوع؟!..
المحامي بإرتباك واضح: الغريب اننا لقيناه بس کان مقتول بس مش بطريقه عاديه اللي قتله کان مخطط لده بإتقان!

نظر له عاصم بصدمه فآخر آمل تشبث به قد اصبح کالرياح في الهواء الطلق لم يعد هناک ما يُخرجه من تلک الورطه ابداً،؟!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة