قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية جحيم قسوته الجزء الأول للكاتبة مريم مجدي الفصل الرابع والثلاثون

رواية جحيم قسوته الجزء الأول للكاتبة مريم مجدي الفصل الرابع والثلاثون

رواية جحيم قسوته الجزء الأول للكاتبة مريم مجدي الفصل الرابع والثلاثون

–، في فيلا عُدي!
–، في غُرفه عُدي!
نظر إليها بصدمه و کأن دلو ماء قد إنسکب عليه للتو، أمسک بذراعيها و شدها إلى خارج المرحاض ثم ترکها و أردف قائلًا: -.

عُدي بصدمه: -
–منع الحمل!، ليه؟، مش عايزه تخلفي أصلًا، ولا مش عايزه تخلفي مني من الأساس!

لم تُجاوبه فقط دموعها من تتحدث، جن جنونه من صمتها بداخله برکان سيتفجر بأي وقت، إقترب منها مره آخري و أمسک بذارعيها بعُنف و أردف قائلًا: -.

عُدي بصراخ: -
–رُدي عليا، ماتسکُتيش کده، إنتي کده بتجننيني أکتر بسکوتک ده، ثم تابع بصوت جهوري: - إنطقيييييييي!

و أخيرًا نطقت شفاها صمتت کثيرًا و حان الوقت للحديث، فأجابته قائله: -
علياء بصوت مبحوح: -
–آآآآآ، مش، مش کده خالص، آآآآ إنتَ فاهم غلط، انا...
قاطعها ب نظره لم تفهم معناها و أردف قائلًا: -
عُدي بحرقه: -
–إنتي، إنتي کدبتي عليا، و انا مابکرهش في حياتي أد الکدب، ثم تابع بحسم: - إنتي اللي بدأتي بالکذب و انا هانهيه و أحط حد ل ده کُله!

إبتعدت للخلف قليلًا و رمقته بعينيها الدامعه و أردفت قائله: -
علياء بنبره متقطعه و عدم فهم: -
–آآآآآ، قصدک، قصدک إيه،؟!
عُدي بصرامه: -
–إفهميها زي ما إنتي عايزه لأنه مابقاش فارق معايا خلااااص!
رمشت بعينيها غير مصدقه ما يتفوه به، إقتربت منه و وضعت يدها علي کتفه و أردفت قائله: -.

علياء بعدم تصديق: -
–إنتَ أکييد بتهزر، ثم تابعت بتوسل: - عُدي علشان خاطري فکر تاني، انا عارفه إني غلطت و غلطه کبيره کمان بس سامحني، إحتويني، آآآ...

أزاح يديها من علي کتفه و نظر إليها مجددًا و أردف قائلًا: -
عُدي بغضب و سخريه: -
–أحتويکي!، للأسف جات متأخر، لو کُنتي جيتي و قولتيلي من الأول ماکنش ده کله حصل، ثم تابع بإبتسامه سخريه: - کُنتي عايزاني لما أعرف أقولک شاطره برا?و و أتبسط ب ده، تبقي غلطانه علشان انا صعب أسامح. يمکن لا بضرب و لا بأذي بس مش بسامح بسهوله، وانا مش هسامحک يا علياء مش هسامحک، أبدًا!

ثم إبتعد عنها و سحب حقيبه سفره و توجه ناحيه باب الغُرفه، رکضت و وقفت أمامه تمنعه من الخروج و أردفت قائله: -.

علياء ببکاء و توسل: -
–إنتَ رايح فين؟!، هاتسيبني، إيه مش فاکر وعدک ليا، إنتَ وعدتني، عُدي علشان خاطري ماتسبنيش، انا أموت من غيرک!

لم يهتز أو يرمش له جفن بل أزاحها بهدوء و ترکها و خرج من الغُرفه بعد إختطافه لنظره سريعه للمکان و، لها!

لم تتحمل هي أکثر من ذلک، دموعها مازالت علي وجنتيها و تزداد أضعافًا، کفکفت دموعها بيديها الصغيرتين و رکضت خلفه علي الفور، وجدته قد إستقل سيارته و علي وشک الذهاب و الخروج من بوابه الفيلا، رکضت إليه علي الفور، توسلت إليه و إنهمرت دموعها التي لم تصمت لدقيقه و لکن لا فائده ف البرکان داخله علي وشک الانفجار وهو لا يريد زياده الأمور بينهم سوءً و ذهب علي الفور دون إعطائها فرصه للحديث و تبرير ما حدث، الآلم داخله مما فعلته جعله يُکون جبل من الجليد فوق قلبه، جمد قلبه حتى لا ينجرف وراء تيار المشاعر ف يصدمه و يکسر ما تبقي منه!

–، في قصر الألفي!
–، في غُرفه عاصم!
أخذت تتقلب علي الفراش و الجوع يکاد يفترسها، حتى نهضت فجأه و قررت النزول إلى الأسفل و سد جوعها، إرتدت روبها و الخُف الخاص بها و فتحت باب الغُرفه و خرجت بهدوء!

–، في الأسفل!
کانت کريمه لاتزال بالمطبخ تقوم بتنظيفه حتى تذهب و تخلد للنوم، دلفت همس إلى المطبخ و فتحت باب الثلاجه و بدأت بالعبث بمحتوياتها.!

رأتها کريمه و إبتسمت بصفاء و إقتربت منها و أردفت قائله: -
کريمه بإبتسامه صافيه: -
–خير يا بنتي؟، إيه اللي مصحيکي لحد دلوقتي،؟!
إلتفتت إليها و قلبت شفتيها بإنزعاج کالأطفال و أردفت قائله: -
همس بحنق: -
–مش عارفه أنام من الجووي، أعمل إيه يعني يا داده،؟!
ضحکت کريمه بخفه ثم أخرجت لها بعض الأطعمه و وضعتهم علي الطاوله و إلتفتت إليها مره آخري و أردفت قائله: -.

–تعالي أقعدي يا بنتي، الأکل اهوو کُلي اللي يسد جوعک و انا معاکي لحد ما تخلصي علشان لو إحتاجتي حاجه!

نظرت إليها بإمتنان و ربتت علي کفها ثم تحرکت و جلست علي أحد المقاعد و بدأت بالأکل و کأنها لم تأکل مُنذ سنوات، کانت مُستمتعه بالطعام وهي تأکل حتى قاطع إستمتاعها، رنين جرس الباب الداخلي للقصر، إنتفضت من مکانها بهلع و نظرت إلى کريمه و أردفت قائله: -.

همس بهلع: -
–هو في إيه يا داده مين اللي بيرن الجرس بالطريقه دي و في الوقت ده،؟!
هزت الآخري کتفيها ب حيره و أردفت قائله وهي تتجه إلى الخارج ناحيه الباب: -
–علمي علمک يا بنتي، هروح أشوف مين!
نهضت عن مقعدها و إتجهت إلى الخارج و أردفت قائله: -
–وانا کمان جايه معاکي، انا مش هقعد هنا لوحدي و بالمره أعرف مين اللي جاي في الوقت ده!

أومأت کريمه برأسها و إتجهوا سويًا إلى الخارج ناحيه الباب!
–، في نفس الوقت!
–، في غُرفه عاصم، ‌!
تقلب علي جانبه الآخر و مد يده ناحيتها ولکنه وجدها فارغه، فتح عينيه و نظر حوله عله يجدها بأي رکن من أرکان الغُرفه و لکن لا آثر، سمع صوت بکاءٍ عال يأتي من الأسفل فإنقبض قلبه وکأنها بخطرٍ ما، نهض سريعًا عن الفراش و إرتدي التيشرت و الخُف الخاص به و خرج من الغُرفه و هبط سريعًا إلى الأسفل!

کانت تحتضنها و دموعها علي وجنتيها تتسارع في النزول، حاولت تهدئتها و لکنها کانت تزداد بکاءً، عندما هبط و وجدهم علي هذه الحاله إقترب منهم و أردف قائلًا: -.

عاصم بقلق: -
–خيير، يا علياء إيه اللي حصل، و عُدي فين. إزاي يسيبک تيجي لوحدک في الوقت ده،؟!

إبتعدت عنها و نظرت إليه نظرات ضعيفه و إرتمت بأحضانه بعد أن أردفت قائله: -
علياء ببکاء و صوت مبحوح: -
–عُدي سافر و سابني يا خالو، سافر وهو مضايق مني!
نظر إلى همس نظرات تدل علي عدم فهمه ما يحدث و لکنها حثته علي تهدئه إبنه شقيقته أولًا، ربت علي ظهرها بحنان وهي فقط تزداد بکاءً و ندمًا علي ما کانت تفعله!

–، بعد مرور ساعتين!
–، في غُرفه علياء!
وضعها علي فراشها بعدما غفت بأحضانه، ألقي عليها نظره أخيره و قبلها علي جبينها ثم ترکها و إنصرف إلى غُرفته!

–، في غُرفه عاصم!
دلف إلى الغُرفه وهو يفرک عينيه بنعاس واضح، رأته همس فإقتربت منه و وضعت يدها علي کتفه و أردفت قائله: -.

همس بتسأول: -
–نامت،؟!
عاصم بإيجاب: -
–أيوه نامت، ثم تابع بتسأول: - بس إيه اللي حصل خلاها بالشکل ده، ده اللي نفسي أعرفه،؟!

أشاحت بعينيها بعيدًا عنه و أخذت تُفکر، ما الذي جعل علياء تأتي بهذا الوقت و دموعها علي وجنتيها؟، و ماذا حدث جعل عُدي يسافر بهذا الوقت و يترکها؟!، تذکرت فجأه تِلک الحبوب، هل علم بها عُدي و لهذا سافر؟، أم أن علياء أخبرته بأمرها و ثار بها و ترکها و سافر؟، ولکن لا ف شقيقها ليس هکذا کان سيستمع لها لا أن يترکها، بالتأکيد حدث شئ هي لا تعرفه و دفع عُدي لهذا السفر المُفاجأ!

إنتبه لشرودها فضيق عينيه و کأنه إستنشف أنها تعلم شئ و تُخبئه عليه، فأردف قائلًا: -.

عاصم بتسأول: -
–إنتي عارفة حاجة و مخبياها عليا يا همس،؟!
إنتبهت لسؤاله و نظرت إليه بإرتباک، فأعاد سؤالها مره آخري (إنتي عارفة حاجة و مخبياها عليا يا همس،؟! ).

لم تجد مفر للهروب من الإجابه علي سؤاله ف حسمت قرارها و قررت إخباره، فأردفت قائله: -.

همس بحذر: -
–هقولک بس بلاش عصبيه!
عاصم بقلق: -
–إنتي کده بتقلقيني أکتر، في إيه يا همس،؟!
إبتلعت ريقها و مسحت علي وجهها بأناملها و أردفت قائله: -
–علياء، آآآآآ کانت، کانت بتاخد حبوب منع الحمل!
عاصم بدهشه: -
–إيه،؟!
همس بجديه: -
–اللي حصل لمامتها زمان سبب لها عقده و مابقتش عايزه تخلف ولاد خاااالص!
رفع حاجبيه و أردف قائلًا: -
عاصم بتسأول: -.

–و عُدي يعرف بالکلام ده ولا لا،؟!
همس دون تردد: -
–لا مايعرفش، ثم تابعت بتوجس: - بس شکله کده عرف من شکلها و حالتها دي!

نظر إليها بإستخفاف و أردف قائلًا: -
عاصم بسخريه: -
–ده شئ أکيد، وإلا إيه اللي هايخليه يسافر و طيارته بکره الصبح أصلًا!

همس بقلق: -
–طيب جرب تتصل بيه طالما طيارته بکره يبقي لسه مسافرش، کلمه و شوفه علشان انا قلقانه عليه جدًااا!

عاصم بهدوء: -
–حاضر، هاکلمه!
ثم أمسک بهاتفه الموضوع علي الکومود و ضعط علي بعض الأرقام و وضعه علي أُذنه و إنتظر الرد من صديقه «عُدي» و لکن لا رد، محاوله. إثنان، ثلاث، ولکن لا رد و بالأخير أغلق هاتفه بالکامل، زفر عاصم بضيق و وضع هاتفه علي الکومود مره آخري و إلتفت إليها و أردف قائلًا: -.

عاصم بضيق: -
–مابيردش، حاولت کذا مره و مفيش فايده، لحد ما قفل موبايله خالص!
زفرت بضيق هي الآخري و أردفت قائله: -
–معني کده إنه لسه هنا و مسافرش، خلااااص نسيبه دلوقتي و بعدين أفهم انا منها الموضوع بالظبط!

عاصم بضجر: -
–ماشي، إنتي حره!
ثم ترکها و تسطح علي الفراش في محاول فاشله للنوم و لکن هيهات ف التفکير بما حدث مُنذ ساعتين جعله غير قادر علي النوم!

–، في صباح اليوم التالي!
–، في قصر الألفي!
لم يستطع أحدهم النوم من التفکير، فقرر عاصم الذهاب إلى غُرفه علياء للتحدث معها و فهم ما حدث، ذهب لغُرفتها و طرق الباب ف لم يسمع صوتها ف فتح الباب وجدها مثلما ترکها، تتصنع النوم، حمحمم حتى تنتبه إليه ف فتحت عينيها و لکنها لم تلتفت بل ظلت تنظر أمامها بشرود!

إقترب منها و أمسک بکف يدها و أردف قائلًا: -
عاصم بهدوء: -
–انا عارف إنک متعقده من زمان بسبب أبوکي، بس ده مايمنعش إنک غلطي برضوه، کان المفرود تناقشي جوزک و تحلوها سوي و کان هيتفهم ده، لکن أي حد مکانه لما يکتشف ده بنفسه کان إتصرف نفس التصرف، ويمکن کان عمل أکتر من کده کمان!

لم تعقب أو حتى تلتفت إليه، فتابع هو قائلًا: -
–علياء خودي وقتک في التفکير لوحدک و محدش هيتکلم معاکي في الموضوع ده خالص!

و‌أخيرًا نظرت إليه بنفس نظرتها الشارده و أردفت قائله: -
علياء بنبره ضعيفه: -
–هو إتصل بيک أو رد علي مُکلماتک!
صمت قليلًا لا يعلم ماذا يقول، لأول مره يوضع بموقف کهذا و يضطر للکذب، فتنحنح بخفوت و أردف قائلًا: -.

–أيوه رد عليا و کان وصل ألمانيا کمان!
إستنشفت کذبه بهذا الأمر و لکنها تغاضت عن ذلک و حاولت تصديقه و تمددت علي فراشها و تدثرت جيدًا و أردفت قائله قبل أن تُغمض عينيها: -.

علياء بضعف: -
–ماشي، ممکن أفضل لوحدي، لو سمحت،؟!
عاصم بحنو: -
–أکييد!
ثم نهض عن الفراش و قبلها علي جبينها ثم ترکها بعد أن نظر إليها نظره أخيرًا و إنصرف تارکًا إياها غارقه في أفکارها تُعذبها و مازالت تفعل ذلک!

–، في غُرفه عاصم!
کانت تنتظر دلوفه إلى الغُرفه للإستفسار عن ما توصل إليه، و عندما دلف إتجهت إليه بخطوات أشبه بالرکض، فرمقها بحده و أردف قائلًا: -.

–مش قولتلک قبل کده ماتجريش بالطريقه دي تاني، کده هاتتعبي!
عضت علي شفتيها بأسف و أردفت قائله: -
–أسفه مش هتتکرر تاني، ثم تابعت بتسأول: - عملت إيه؟!، قالتلک حاجه،؟!

عاصم بجديه: -
–لا مقالتش بس أکييد بسبب موضوع الحبوب ده، محدش يفتح معاها الموضوع نهائي. إتفقنا!

همس علي مضض: -
–إتفقنا، ثم تابعت بتسأول: - و حياه مش هتقولها حاجه،؟!
تنهد بصوت مسموع و أردف قائلًا: -
–لا مش هقولها عن السبب طبعًا، هحاول أتجنب المواجهه. علشان لو عرفت السبب هتلوم نفسها إنها السبب و انا مش عايز ده يحصل!

إبتسمت بحنو و ملست علي کف يده بيدها و أردفت قائله: -
–ربنا يخليک لينا!
ضمها إليه و ربت علي ظهرها بحنان و أردف قائلًا: -
–و يخليکوا ليا!
ثم إبتعد عنها و إتجه إلى المرحاض للإستعداد للذهاب إلى الشرکه، بينما تنهدت هي بعمق و نظرت إلى آثره بإبتسامه حانيه!

–، تسريع في الأحداث!
–، بعد مرور شهرين!

مازالت حالتها مثلما هي بين النوم و اليقظه لاتتحدث مع أحد حتى والدتها و التي علمت بما حدث بالصدفه وحاولت فتح الحديث معها ولکنها کانت تصدها بکُل مره، دائمه الوجود بالغُرفه حتى طعامها و شرابها أصبح قليل و شهيتها له قلت، بينما أصبحت همس بشهرها السادس و کبر بطنها عن قبل و شهيتها للأکل أصبحت عاده لديها و أصبحت تثرثر مع طفلها بسعادة و شغف مُنتظره تشريفه بأسرتهم الصغيره، أما عن عُدي ف لم يکُن يُجيب علي إتصالاتهم المتکرره و أصبح يُغلق هاتفه بين الحين و الآخر لتجنب الحديث معهم و مواجهتهم، کان قد أنجز الصفقه الألمانيا و إنتهي منها و لکنه فضل الجلوس بألمانيا لفتره أطول و بعد ذلک قرر العوده و أخيرًا!

–، في المطار!
( تُعلن رحلات مصر للطيران عن قيام رحلتها رقم 135 المتجهة نحو العاصمة المصرية القاهرة)

–هکذا کان النداء الأخير للرحله التي ستقلع بعد دقائق! نهض عن مقعده للإتجاه إلى الطائره و لکنه فجأه غير مساره و إتجه إلى الطائره المتجهه إلى واشنطن ( عاصمه أمريکا) و أنهي الإجراءات و توجه إلى الطائره و بعد ثوانٍ أقلعت الطائره من الأراضي الألمانيه مُتجهه إلى الأراضي الأمريکيه!

–، في المساء!
–، في قصر الألفي!
–، في مکتب عاصم!

قررت الخروج من غُرفتها و أخيرًا، توجهت إلى المکتب للحديث مع خالها «عاصم» بشأن عُدي و موعد رجوعه فهي قد ملت من کثره الإنتظار و في کُل مره تسأله يتهرب منها و يخبرها (في شغل ظهر فجأه ولازم عُدي يخلصه) هکذا کانت إجابته لها في کُل مره تسأله، وضعت يدها علي مقبض الباب و کانت علي وشک فتحه و لکن جذب إنتباهها حديث عاصم مع همس فوقفت تستمع إليهم عله يکون عن عُدي!

–، بداخل المکتب!
يعني إيه، مش هيرجع خلااااص،؟!
أردفت همس بتِلک الکلمات المتسائله، أومأ عاصم برأسه إيجابًا و أردف قائلًا: -
–للأسف أيوه، انا أصلًا وصلت له بالعافيه، لو ماکنتش إتصلت بالشرکه الألمانيه علشان الصفقه ماکنتش هعرف أوصل له من الأساس!

ضربت کف علي کف بقله حيله و أردفت قائله: -
–يعني خلاااص قرر من نفسه کده إنه مش راجع، طيب و المسکينه اللي فوق دي کُل مره تقولها حجه شکل لحد خلااااص مابقاش فيه حجه نقنعها بيها وهي أکيد ملاحظه ده!

جلس علي المقعد و وضع رأسه بين يديه و أردف قائلًا: -
عاصم ب حيره: -
–مش عارف، مش عارف!
جلست جواره و ربتت علي کتفه و أردفت قائله: -
–هتتحل إن شاء اللّ?ه، هتتحل!

کانت الدموع تزداد نزولًا علي وجنتيها وهي تسمع کُل کلمه تُقال بالداخل، أبعدت يدها عن المقبض و تراجعت للخلف وهي تضع يدها علي فمها تمنع شهقاتها التي تتعالي، صعدت إلى غُرفتها و جلست علي فراشها و ضمت ساقيها لبعضهم و أطلقت العنان لدموعها و شهقاتها تتعالي علي راحتها، نظرت أمامها بشرود، فکرت مرارًا بالتخلص من حياتها ولکنها کانت تتراجع بآخر لحظة ولکن الآن حسمت قرارها، نظرت إلى الأدويه الموضوعه علي الکومود جوارها نظرات زائغه، ثم نهضت عن الفراش و مدت يدها و أمسکت بأحد الأدويه و نظرت إليها وهي تُقلبها بيديها و إلتوي فمها بإبتسامه شيطانيه!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة