قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية جحيم قسوته الجزء الأول للكاتبة مريم مجدي الفصل التاسع والعشرون

رواية جحيم قسوته الجزء الأول للكاتبة مريم مجدي الفصل التاسع والعشرون

رواية جحيم قسوته الجزء الأول للكاتبة مريم مجدي الفصل التاسع والعشرون

–، في فيلا عُدي!
–، علي طاوله الطعام!
جالس علي مقعده ينظر إليها وهي تتنقل بحريه کالفراشه تُنقل الطعام من المطبخ إلى الطاوله حتى وضعت آخر طبق، فأمسک بيديها و قبل باطن کفها و هو ينظر إليها حيث أردف قائلًا: -.

عُدي بحُب و مکر: -
–يا تري الفطار ده علشان ماردش المقلب و لا إيه بالظبط؟، علي العموم تسلم إيديکي!

ثم ترک يديها و إنشغل بطعامه وهي ترمقه بدهشه من تصرفاته، جلست علي المقعد المقابل له و بدأت بالأکل و هي تنظر إليه!

و بعد دقائق أنهي طعامه ثم حمل حقيبته و إقترب منها و قبلها علي جبينها و أردف قائلًا: -.

عُدي بحُب و سخريه نوعًا ما: -
–تسلم إيديکي، بس إوعي تدخلي المطبخ تاني لو سمحتي!
ثم ترکها وسط صدمتها من تصرفاته الغير مُعتاده عليها!

–، في السجن!
أيوه انا، مُفاجأه صح!
أردفت حياه بتِلک الکلمات الواثقه، رمقتها سُعاد ب نظرات شبه مُتهکمه و أردفت قائله: -.

سُعاد بإقتضاب: -
–جااايه ليه،؟!
حياه بثبات: -
–جايه أشوفک و أتکلم معاکي!
جلست سُعاد أمامها و وضعت ساقها علي الآخري و أردفت قائله: -
سُعاد بخُبث: -
–أنتوا مکفاکوش اللي عملته مع مرات أخوکي،؟!
حياه بإستفزاز: -
–لا مکفاناش، عملتي کده ليه في مرات أخوکي إنتي کمان،؟!
سُعاد بالامبالاه: -
– انا ماليش إخووات، إنتوا بالنسبالي موتوا من زمان من يوم ما هربتوا!

غضبت حياه بشده و أردفت قائله: -
حياه بغضب: -
–إحنا ميشرفناش أصلًا يکون عندنا أُخت زيک!
إنتصبت سُعاد في وقفتها و إقتربت منها و مالت بجسدها قليلًا إتجاهها و أردفت قائله: -.

سُعاد بحده: -
–إنتي عايزه إيه بالظبط،؟!

–، في شرکه الألفي!
–، في مکتب عُدي!
کان يأکل الساندويش بنهمٍ شديد مستمتع بطعمه الذيذ و فجأه دلف عاصم دون مقدمات و جلس علي المقعد المقابل له، نظر إليه بإستغراب و أردف قائلًا: -.

عُدي بتسأول و مازال الطعام بفمه: -
–خيير عايز إيه،؟!
عاصم بإشمئزاز: -
–إبلع الأول و بعدين إتکلم، انا عرفت دلوقتي أُختک جايبه الشهيه المفتوحه دي منين،؟!

إبتلع الطعام المتبقي في فمه و مسحه بمنديل ورقي و أردف قائلًا: -
عُدي بتفاخر: -
–طبعًا مش أخوها!
عاصم بسخريه: -
–طيب يا أخويا، ثم تابع بجديه: - المهم کُنت عايزک في موضوع مهم!
عُدي بإنتباه: -
–قول، کُلي آذان صاغيه!
عاصم بجديه: -
طيب، ثم سرد له ما حدث مُنذ إختطاف همس إلى حبسه لسُعاد!
کان يستمع إلى حديثه بإنتباه شديد و بعد أن إنتهي أردف قائلًا: -
عُدي بجديه: -.

–طيب و إنتَ مش عايز تقول ل حياه ليه،؟!
عاصم بتنهيده: -
–ماکنتش هتستفيد حاجه لما تعرف، و انا کُنت هقولها بس مش دلوقتي خالص!
عُدي بتفهم: -
–طيب ماجاش في بالک إنها لما تعرف ممکن تروحلها مثلًا،؟!
ضرب ب قبضتيه سطح المکتب و أردف قائلًا: -
عاصم بغضب: -
–توقعت ده فعلًا، بس لو مستها بحاجه کُنت قطعت خبرها!
عُدي کي يُهدئه: -.

–طيب إهدي، کده کده زي ما قولت مش هتستفاد حاجه لما تعرف إيه اللي مخوفک بقا لو رحتلها طالما مش هتقدر تعملها حاجه،؟!

عاصم بحده: -
–طبعًا لازم اخاف اللي خلاها تخطف مراتي وهي براا ممکن تعمل أي حاجه و هي جواا!

عُدي بجديه: -
–طيب هتعمل إيه دلوقتي،؟!
وضع رأسه بين يديه و أردف قائلًا: -
عاصم بحيره: -
–مش عارف، مش عارف!
کاد أن يرد عليه إلا أنه قاطعه طرق أحدهم علي الباب ف سمح لها بالدخول و قد کانت «ريم»، دلفت ريم إلى المکتب و هي تُضبط وضعيه تنورتها و ما إن إقتربت من المکتب حتى أردفت قائله: -.

ريم بجديه: -
–دي الأوراق اللي حضرتک طلبتها!
أومأ لها برأسه ثم أشار لها بالإنصراف، نظر عاصم إلى عُدي و أردف قائلًا: -
عاصم بتسأول: -
–دي السکرتاريه الجديده،؟!
عُدي بإيجاب: -
–اهااا هي، بس تحت التدريب لسه، و برضوه أُخت نيره السکرتاريه بتاعتک!
عاصم دون تردد: -
–مش فارقه تبقي أُخت مين، بس انا مش مرتحلها!
عُدي بإستغراب: -
–إشمعني ماهي شغلها لحد الآن ممتاز مع إنها لسه بتدرس،؟!

عاصم بإيجاب: -
–ما اللي قبلها کانت ممتازه برضوه و إطردت و دي برضوه شکلها هتتطرد قريب زيها زي اللي قبلها و بکره تشوف!

نظر إليه عُدي بإنبهار فهو محق هو نفسه يشک بها مُنذ أن رأها تختلف عن شقيقتها بکثيير و لکن ل ننتظر و ل تظهر ناوياها تدريجيًا!

–، في قصر الألفي!
جالسه الآريکه تنتظرها ف عاصم قد أزعجها بإتصالاته الکثيره و الغير مُعتاده عليها و دائمًا ما يسألها عن شقيقته إن کانت بالمنزل أم لا، حتى وجدتها تدلف من الخارج و يبدو عليها الإنزعاج، إقتربت منها و أردفت قائله: -.

همس بلهفة: -
–کُنتي فين يا حياه، عاصم هاريني إتصالات بيسأل عليکي، طمنيني،؟!
حياه بجديه: -
–مش دلوقتي يا همس، انا طالعه أُوضتي، بعد إذنک!
ثم ترکتها و صعدت إلى غُرفتها و لم تعطيها مجال للرد، ضربت کف علي کف بدهشه و أردفت قائله: -.

همس بدهشه: -
–لا دي بقت حاجه مش طبيعيه انا لازم أعرف اللي بيحصل هنا!

–، في غُرفه حياه!
جلست علي فراشها و دموعها تهدد بالهطول و أخذت تتذکر حديثها مع سُعاد!

–، Flash Back!
سُعاد بحده: -
–إنتي عايزه إيه بالظبط،؟!
رمقتها ب نظرات ثابته و أردفت قائله: -
حياه بجديه: -
–انا جايه أساعدک تُخرجي من اللي إنتي فيه!
إبتعدت عنها و جلست مره آخري علي المقعد و أردفت قائله: -
سُعاد بسخريه: -
–ت، إيه، تساعديني لا مُتشکره يا أختي!
حياه بتبرير: -
–لو کُنتي فاکره إن ممکن حد يهددک إنک تفضلي ضدنا تبقي غلطانه و...
سُعاد مقاطعه: -.

–أخاف إن حد يهددني، ل تکوني فاکره إن کمال بيه مش هيرجع تاني تبقي غلطانه!

حياه بإستغراب: -
–کمال بيه!، مين ده،؟!
سُعاد بتعالي: -
–ده البيه بتاعنا کمال بيه الألفي عمک يا أختي!
حياه بصدمه: -
–عمي!
سُعاد بمکر: -
–اهااا عمک، و لو فاکره إنه مش هيرجع تاني تبقي غلطانه هيرجع و قريب أووووي و هيدمرکم واحد ورا التاني وهينتقم لموت إبنه اللي أخوکي قتله!

إنتفضت فجأه من مجلسها و إنصرفت و جسدها يرتعش بقووه!

–، عوده إلى الوقت الحاضر!
حياه بتوعد: -
–انا مش هسکت لازم أتکلم معاه بأي طريقه و أفهم اللي بيحصل حوليا ده!
ثم نهضت و إتجهت إلى المرحاض لتنعم بإستحمام هادئ يُنعش جسدها!

–، تسريع في الأحداث!
–، في المساء!
–، في قصر الألفي!
عاد عاصم إلى القصر وجد حياه بإنتظاره رمقها ب نظره مُتفهمه ثم أشار لها ل تتبعه إلى مکتبه، و بعد أن دلفوا للداخل أغلق عاصم الباب ورائهم و جلس علي مقعده و أردف قائلًا: -.

عاصم بجديه: -
–عاوزه تعرفي إيه يا حياه،؟!
حياه بحده: -
–عايزه أعرف کُل حاجه، عايزه أعرف کمال الألفي عمل کده ليه و تعاون مع اللي إسمها سُعاد دي،؟!

عاصم بنبره ذات مغزي: -
–إنتي روحتلها،؟!
حياه بثبات: -
–أيوه روحتلها کان لازم أفهم کُل حاجه و إنتَ بتهرب من المواجهه کان لازم أعرف کُل حاجه من وقت المکالمه اللي جاتلک!

غضب بشده لذهابها إليها دون علمه فأردف قائلًا: -
عاصم بغضب: -
–لو‌کُنتي سألتيني کُنت قولتلک، مش انا اللي أهرب من المواجهه يا حياه، ماکنش لازم تروحلها علشان الست دي مش سهله!

حياه بعصبيه: -
–الست دي تبقي أُختنا لو واخد بالک!
إحتدت عينيه بشده و کور قبضتيه و أردف قائلًا: -
عاصم بحده: -
–ماتعصبنيش يا حياه، و بعدين من إمتي وهي أُختنا إحنا إتبرينا من العائله دي من زمان و لا نسيتي، دي حتى متعرفش أبوهااا مين، عايزانا نقبلها وسطنا!

حياه بنفي: -
–انا مقولتش کده، و منسيتش ولا يمکن أنسي أبدًا، بس انا کان لازم أعرف يا عاصم!

عاصم بعصبيه: -
–هو ده اللي همک تعرفي و بس و مش همک إنها کانت خاطفه مراتي و کانت هتشغلها معاهم، إنتي مش طبيعيه أبدًا!

–، في غُرفه عاصم!
سمعت صوت شجار بالأسفل ف نهضت عن الفراش بحذر و إرتدت روبها الخاص و هبطت إلى الأسفل!

إتجهت إلى مصدر الصوت حيث المکتب، و وقفت علي عتبته تنظر و تستمع إليهم!

حياه بغضب: -
–انا اللي مش طبيعيه ولا إنتَ، إنتَ ناسي إنک قتلت إبنه فاکره هيسکت و هيهرب تبقي غلطان، هيرجع يا عاصم و هينتقم و إحنا اللي هنتاخد في الرجلين وسط کُل ده و ماکنتش عايزني أعرف!

غضبه جعله لا يري أمامه، أخذ يقذف ما يطاله و هو يُتمتم بکلمات غير مفهومه غاضبه، ولم ينتبه لذلک الجرح الذي أحدثه ب کفه، شهقت همس و وضعت يدها علي فمها تکتم شهقتها و دموعها تهطل علي وجنتيها، حاولت حياه إيقافه و لکنه لم يستمع لها و ترکها و خرج خارج القصر بأکمله!

نظرت همس إلى حياه الواقفه تنظر أمامها بشرود، لم تنتظر أکثر و خرجت ورائه تُحاول الوقوف بوجهه و لکن کان هو أسرع منها و إستقل سيارته و ذهب علي الفور!

إنهارت قواها و لم تعد تقدر علي الرکض أکثر من ذلک شعرت بوخزات أسفل بطنها و لکنها لم تُبالي بهم و تجاهلتهم، نهضت و هي تتحامل علي نفسها و عادت مره آخري إلى الداخل و أمسکت بهاتفها للإتصال ب شقيقها!

–، في نفس الوقت!
–، في فيلا عُدي!
–، في غُرفته!
إفترش بجسده علي الفراش حيث أخذ نصف مساحته و ترک لها النصف الآخر، نظرت إليه بغيظ و أردفت قائله: -.

علياء بغيظ: -
–إنتَ بتعمل إيه، إنتَ هتنام هنا،؟!
عُدي بإبتسامه ماکره: -
–طبعًا يا روحي ده انا زي جوزک برضوه، و السرير بتاعي برضوه!
علياء بسخريه: -
–لا سوووري مش هتنام هنا، و ده بقااا سريري انا، يعني شوفلک مکان بعيد عن هنا!

کاد أن يرد عليها و لکن قاطعه رنين هاتفه فزفر بضيق و رمقها ب نظرات شبه مُغتاظه و أردف قائلًا: -.

عُدي بغيظ: -
–أدي أخره اللي يتجوز طفله، مکالمات مکالمات مابتفصلش مره خالک و مره مراته الوحيده اللي ماعبرتنيش هي أُمک!

کتمت ضحکاتها من نبره صوته المُغتاظه، رد هو علي هاتفه و أردف قائلًا: -
عُدي بضيق: -
–خييير، عايزه إيه،؟!
همس بنبره باکيه: -
–عُدي انا قلقانه أووووي، آآآآآآآ عاصم خرج متعصب و موبايله مقفول و آآآآآ انا خ خايفه عليه أوووي!

إنتفض من جلسته ف نظرت علياء إليه بإستغراب لم يُبالي بها و أردف قائلًا: -
عُدي بقلق: -
–طيب إهدي، و انا جاااي فورًا مسافه السکه، بس بطلي عياط ماشي!
لم يستمع إليها بل سمع صوت شهقاتها المتتاليه زفر بضيق و أغلق الخط و إلتفت إلى علياء و أردف قائلًا: -.

عُدي بضيق: -
–قومي إلبسي بسرعه علشان هنروح ل همس!
علياء بإستغراب: -
–ليه خيير،؟!
عُدي بصرامه: -
–إنتي لسه هتسألي قومي إلبسي من غير رغي!
و بالفعل نهضوا و أبدل کُلًا منهم ملابسه بآخري و ذهبوا سريعًا مُتجهين إلى القصر!

–، بعد مرور ساعة!
–، في قصر الألفي!
وصل کُلًا من عُدي و علياء إلى القصر، وجدوا همس مُنهاره من البکاء، إتجه عُدي إليها سريعًا و جثي علي رُکبتيه أمامها و أردف قائلًا: -.

عُدي بجديه: -
–إهدي کده و قوليلي حصل إيه،؟!
همس بنبره مُتقطعه: -
–آآآآآ انا ک کُنت نايمه و آآآآ صحيت علي صو، صوتهم بيزعقوا، نزلت آآآآآ أشوف فيه إيه کان، کان متعصب أوووي و إيده ک، کانت بتنزف، آآآآآآ و خرج، آآآآآ و إنتَ عارفه لما بيبقي متعصب بيبقي عا، عامل إزاي!

إتجهت علياء إلى والدتها الواقفه أمامهم بصمت و أردفت قائله: -
علياء بتسأول: -
–ماما إيه اللي حصل يا ماما و خالو راح فين،؟!
لم تُجاوبها بل نظرت إلى عُدي نظرات يفهم طبيعتها جيدًا ف علم أن عاصم قد أخبرها ما علمه منه صباحًا!

أفاقت من نوبه بکاءها علي وخزات قويه أسفل بطنها أقوي من سابقتها جعلتها تصرخ بشده من الآلم، إنتبه إليها ثلاثتهم و رکضوا إليها و لکن بعد ماذا؟! فقد فقدت وعيها من کثره صراخها من الآلم!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة