قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية جحيم الليث للكاتبة سامية صابر الفصل الخامس

رواية جحيم الليث للكاتبة سامية صابر الفصل الخامس

رواية جحيم الليث للكاتبة سامية صابر الفصل الخامس

نهضت ريم من مكانها بقلق قائلة
=ورد اتأخرت اوى. هقوم اشوفها.
قامت بإرتداء ملابسها وما ان حاولت الخروج حتى سمعت دق الباب فقالت بغيظ
=أخيراً جيتي يا أبله.؟
لتتفاجيء بوجود عُمر امامها نظر اليها باحراج قائلا
=انا اسف اوى على مجيئي في الوقت ده. بس الكارنيه ده وقع منك على الارض
قالت بحرج
=اه شكرا ليك.
=انتِ قاعدة في سكن الطلبة؟ انتِ مش من هنا؟

=لا من الاسكندرية وباجي هنا ف الدراسة بس لان كليتي مش موجودة غير في 4 محافظات.
=طيب كُنتِ خارجة ولا ايه انا عطلتك؟
=كُنت هروح ادور على ورد هي لسه في شركتكم صح؟
=الموظفين كلهم خرجوا اصلا ما اعتقدش تبقى لسه هناك وحتى العامل قفل كُل حاجة هناك ومفيش حد.
=اممم طيب يمكن عندها حاجة هستناها شوية.
هز رأسه بحرج اليها وكاد ان يرحل ولكن رن هاتفه برقم شقيقته الصغرى رد قائلاً
=ايه يا قلبي؟

اتسعت حدقتى ريم من لفظه فقال مُصحياً بسرعة
=اختى والله.
هزت رأسها بخجل من ملاحظته لها، بينما استمع هو الى شقيقته التي تبكى قائلة
=الحق يا أبيه ماما تعبانه اوى وانا مش عارفة اعمل ايه.
=ايه؟ طيل اهدي اهدي يا حبيبتي علشان خاطرى، وانا هجيلك اهو خليكِ جمبها.
قالت ريم وهي تجز على اسنانها بقلق
=فيه حاجة؟
=امى تعبانه ولازم امشى ضرورى.
=طيب لو مش هتمانع اجى معاك يمكن اساعدها في حاجة.

=ماشى ياريت اصلا اختي صغيرة شوية وممكن متعرفش تعمل الحاجات اللى هتعمليها.
هزت رأسها وسحبت حقيبتها خلفها وسارت خلف عمر الى الاسفل، ودلفوا الى السيارة معاً، لينطلق بها بسرعة البرق خوفاً على والدته ظلت تراقبه وهي تبتسم اهُناك احد يخاف على والدته بتلك الطريقة.

وصلوا في وقت قياسي الى العُمارة التي يمكثون بها، وركض للاسفل وهي خلفه وصعد على السلالم بقلق وهي تتبعه فقط، فتح الباب ليتفاجيء بكم البالون الذي هجم على رأسه وظهور والدته من العدم وشقيقته التي ضمته بحب وسعادة قائلة
=كُل سنه وانت طيب يا أبيه، عيد ميلادك بكرا بس قولنا نحتفل النهاردة لانك بكرا مش هتبقى فاضى اكيد.
قال عمر بضيق
=قلقتيني ينفع تعملى الحركات دي؟

=دى خطة ماما في الاصل كان لازم نجيبك بالطريقة دى.
مال عمر على يد والدته وقبَّلها بحنان قائلا
= انتِ كويسة؟
=كويسة يا ضنايا. زى اليومين دول خلفتك كانت احسن فرحة في حياتى كلها.
ضمها اليه بحب لتنضم أميرة شقيقته الصغيرة اليهم بخجل، ابتسمت ريم على دفيء العائلة التي لم تجربه مطلقاً، التفت لها عمر وقال بحرج
=آسف جبتك على ملى وشك.
=محصلش اي حاجة الحمدلله انها بخير امشى انا بقا.
قالت والدته وهي تبتسم.

=مين دي يا عمر؟
=دي صديقة ليا يا امى صديقتها بتشتغل عندنا في الشركة وكدة أتعرفنا على بعض، اسمها ريم.
=اهلاً وسهلا يا بنتي، مش عيب تيجي لحد بيتنا وتمشى، لازم تقعدى تتعشي معانا وكمان نطفى الجاتوه سوا. قولها يا عمر.

نظر لها عمر بصمت وهدوء، يود بقائها وفي الوقت نفسه من الصعب قول ابقي، ظلت تتحيل عليها اميرة حتى وافقت بخجل ذهبوا جميعاً وجلسوا على الطاولة يأكلون ويضحكون، ولأول مرة يضحك عمر بعد مرور فترة كبيرة، ثم طفوا الجاتوه وظلت ريم تصور عمر وهي تضحك عليه وهو ما عليه الا مراقبة ضحكتها. كانت سهرة لطيفة جدا.

ودعتهم هي بحب وسعادة واصرت على الرحيل بمفردها والا يوصلها عمر وبالفعل تركها لرغبتها، ووقف في النافذة يُراقبها كالعادة ويبتسم بسعادة في قلبه..
جلست ورد بغضب على المكتب قائلة
=منك لله يا للى في بالى.
=منك لله انتِ، انا لازم اخرج عندى سهرة.
=والله لأبلغ عنك بوليس الادب.
=هياخدنا سوا ما انتِ كُنتِ في المكان ده قبل كدة.
=كُنت فيه باخد صحبتى وبمعنها من انها تعمل حاجة غلط، لكنك انت كُنت بتعمل الغلط نفسه.

=سيبك من الكلام ده هنخرج ازاى.
=انا مش هفكر. انا هنام لانى تعبت.
مالت قليلا للامام وغفت على المكتب بينما نظر لها احمد في دهشة من برودها واستسلامها، اقترب منها قليلا يتأملها عن قرب، في الاصل هي تمتلك ملامح جميلة وان كانت سمراء، ولكن كيف لهدوئها كطفلة وهي نائمة ان تكون هكذا وهي مُستيقظة.
قالت بصوت حاد أفزعته
=بطل تبصلى ياض وابعد من هنا.
=انتِ لا يمكن تكونى بنت.

جلس هو الاخر على الطرف التاني وحاول النوم ف لا يوجد حلول اخرى للخروج الا في الصباح.
هاجمهم ليث بشراسة فقتل ثلاثة منهم وهرب اثنان الى الخارج، اضاء الانوار مرة أخرى وهو يتنفس بصعوبة قائلا
= فجر فجر انتِ فين انتِ كويسة؟
ظهرت فجر من احد الزوايا وركضت على ليث تحتمى فيه وهي تبكي بشدة، ربط على كتفها قائلا بصوت هاديء
=متخافيش انا هنا متخافيش.
=انا خايفة اوي كانوا هيموتوك مين دول..

=اكيد تبع الحيوان عايز يقتلنى بأي طريقة وباعت كلابه لهنا بس على مين..
=فين الحراس اللى على البوابة.
=اديتهم اجازة مؤقته. لانى قولت مش عايزاهم الفترة دي.
=ازاي الكلام ده وسط كل الاعداء دي لازم على الاقل يبقي عندك حراسة رجعهم وشدد الحراسة.
=ماشى اطلعى انتِ ارتاحى، انتِ كويسة صح؟
=كويسة. وانتَ كويس؟
=ايوة ماتقلقيش.
=طيب انا خايفة اطلع انام لوحدى
=مفيش حاجة يا فجر، بطلى طفولة واطلعى.

نظرت له بضيق من استخفافه بخوفها وصعدت للأعلى وهي خائفة، ابتعدت عن اشياء لترى اشياء اقبح واسوء. دخلت الى جحيم وعالم كبير مليء بالاشرار ولا تعلم دورها الى الان ولكن يبدو أنها ستكون الضحية.

قام ليث بإتصالاته بالرجالة الذين اتوا واخذوا رجال عارف وأودعوهم بالمخزن بينما صعد هو للأعلى بدل ملابسه وكاد ان يخلد الى النوم ف تذكر خوف فجر، تنهد بضيق من ان فجر بقت تشغل عقله بتلك الطريقة، ذهب الى غرفتها وقرع الباب قائلا
=افتحى يا فجر انا ليث.
فتحت فجر الباب وهي خائفة من حدوث شيء مجدداً فقال لها
=روحى نامى. انا هنا متخافيش.

هزت رأسها بخجل ودلفت الى فراشها بينما جلس هو امامها يتبعها، تلاقت عيناهم دقائق حتى خلدت هي الى النوم، في حين بعدها شعر هو برغبة مُلِحة في النوم ف دلف الى جانبها وغطى في النوم سريعاً واصبحوا مُقربين من بعضهم البعض كثيراً.
رفع يديه بقسوة لتهوى على خد احد رجالة قائلا بغضب عارم
=كل مرة بتفشلوا، وبيطلع منها زي الشعرة من العجين. مش عارفين تقتلوه ولا تعملوا اى حاجة فيه؟ غوروا من وشى.

=عارف بيه احنا اسفين حاولنا نعمل جهدنا بس هو قدر يضربنا كلنا. الغريب في ده كله كان معاه حد والاغلب كانت بنت بس جريت اول ما شافتنا..
=بنت.؟ هتكون بنت مين؟
=ماشوفتش وشها..؟
=لا للاسف كان الجو ضلمة..
=مرة واحدة هاتوا معلومة صحيحة. غوروا من وشى يلا.
التفت الى سالى التي تجلس ببرود تام قائلا
=تفتكري مين البنت دي؟ يعنى ممكن تكون واحدة.

=لا ما اعتقدش ليث مالوش في البنات دي، بس اكيد هنعرف مين هي بس انت واثق من البنت اللى اتفقت معاها دي ولا هي اى بنت وخلاص يا عارف؟
=انا اختارت واحدة ذكية بتفهم هتقدر تتعامل مع ليث بجدارة، وهتبدء من بكرا ولو حاولت تلاوع معايا هتموت على طول..
=انت اتفقت مع واحدة متعرفش عنها حرف؟

=انا مش غبى للدرجة دي يا سالى. اكيد بحثت عنها وهي حاكتلى عنها بنت ناس اغنياء ولكن خسرت اموالها واهلها متوفيين وبنت متعجرفة وعليها ديون الاهم عندها الفلوس.
=معاك الملف بتاعها؟
=ايوة ليه؟
=هبحث عنه احتياطيًا لانى قلقانه منها برضوا مش مطمئنة، افرض بتكذب علينا منبقاش وقعنا في الفخ..
أعطاها الملف لتنهض الى غرفتها لتبدء تبحث وتُدقق عنها.
فى صباح اليوم التالى.

تقلبت فجر الى الناحية الأخرى لتلتحم أنفاسها مع انفاس ليث وتتمسك فيه اكثر دون الشعور بنفسها، بينما فتح هو عيونه ببطيء ليتفاجيء بها في احضانه تأمل ملامحها عن كثب ثُم ازال خُصلة من شعرها للجانب الاخر وتلمس بشرتها الوردية التي تلمع..

اقترب منها يُقبل جبينها بحنان ثُم ابتعد قليلاً بضيق من نفسه ومن فعلته، لا يجب ان ينسى انها اُثنى، ممكن ان تخون في لحظة، أن تتركه في لحظة لأجل اخر، مثلما فعلت سالى. لا يجب ان ينسى ان الحُب لا يجوز..

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة