قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية جحيم الليث للكاتبة سامية صابر الفصل السادس

رواية جحيم الليث للكاتبة سامية صابر الفصل السادس

رواية جحيم الليث للكاتبة سامية صابر الفصل السادس

نهض ليث بسرعة من جانب فجر قبل ان تستيقظ وخرج الى الخارج مُتجهاً الى غرفته قام بغسل وجهة جيداً قائلا بصرامة
=إياك يا ليث توقع إياك كفاية مرة واحدة كفيلة تربيك طول حياتك. فجر هنا علشان تساعدني ف حاجة، جواز مصلحة وبعد كده انا وهي هنطلق.

نهضت فجر من نومها وهي تتثاوب، نظرت حولها جيداً لم ترى ليث فنهضت تغتسل لفترة من الزمن، ثُم عادت ترتدى ملابسها وحجابها الى أن تأهبت جيداً للخروج، استعدت وخرجت من غرفتها الى غرفة ليث دقت الباب بهدوء قائلة
=ليث.
=ادخلى.
دلفت اليهِ قائلة بإستعداد
=انا جاهزة.

صمتت لوهلة وهي تتأمل مظهرة ك ليث رجُل الاعمال، وسيم جداً وأنيق مَن لا تأمل ان تكون معهُ الان؟ ولكنها ليست لها الفرصة لذالك، بينما رمقها هو لوهلة، انها ايضاً فتاة جميلة وأنيقة في ملابسها جداً مُختلفة ومميزة بسيطة ليست مٌتكلفة وما جعلها مختلفة هو بساطتها وطفولتها التي لم يرى مثلها.
قال بنبرة باردة كالعادة.

=العربية برا هتوصلك وانا همشى بعدك بشوية للشركة خلى بالك وانتِ خارجة حد يشوفك النهاردة بس لكن بعد كده عادى بما انك هتتوظفى عندى ف احتمال تيجى في بيتى لوقت كبير.
=ماشى. انا قلقانه
=مفيش داعي للقلق، بس خلى بالك في كلامك معايا انا شخصية مختلفة عن اللى بتشوفيها انا في الشركة حاجة تانية يعنى لازم تتعاملى معايا بطريقة معينة..
نظرت له ببرود وغادرت دون حرف، وهي تمشى في الرواق تقلده.

=لازم تتعاملى معايا بطريقة معينة. محسسنى انه الامبراطور، امتى نخلص من الشغل ده بقا.
خرج هو خلفها بقليل وذهب كٌل منهم الى الشركة.
نهضت ريم بقلق على صوت المنبه وقالت بصدمة
=يالهوي. كُل ده ورد لسه مجاتش، صبرنى يارب على ما بالتني.
ظلت ترن ولكن هاتفها مٌغلق، مطت شفتيها للأمام قائلة
=لازم اتصل ب عمر اسأله لتكون البت اختفت زي فجر ولا حاجة. لا لا انا مش هتصل بيه هستني شوية لا.

نهضت ترتدى ملابسها ثُم غادرت من سكن الطلبة، الى مقر التدريب الخاص بها استديو فهى في كلية اعلام وتتدرب على اكثر من شيء ستكون مُذيعة قريباً وتحلم بأن تكون لها قناة خاصة بها.
دلفت الى المكتب وحضرت لنفسها قهوة ودلفت للداخل الى غرفة الاجتماع قالت بصوت خفيض
=آسفة على التأخير
جلست وسط الطلبة وبدء هو يُملى عليهم بعض التعليمات ثُم قال بأهتمام.

=اللى هيعرف يعمل مُقابلة مع رجال أعمال شركة الشرقاوى اى واحد فيهم هيكون كويس جداً، الافضل مع ليث بيه بس عارف انه صعب لانه مالوش دعوة بالصحافة والاعلام وياريت بلاش استاذ احمد بتاع بنات ومش هيقول حاجة مُفيدة عن الشغل، ف نركز اكثر على عمر بيه ياما مدَّنا بالمعلومات..
اخرجت القهوة من فم ريم رغماً عنها قائلة بحرج
=احيه. معلش اسفة.
قالت في نفسها
=كُل الظروف بتؤدي ل عمر في الاخر
اكمل الرئيس بصرامة.

=واللى هيقدر يعمل معاه مُقابلة ويجيب معلومات مفيدة. هيتنقل لقناة استار للاخبار وهيشتغل معاهم هناك ان شاء الله. انتهى الاجتماع ورينى مهارتكُم.
نهض الجميع يُغارد ليستعدوا، بينما تنهدت ريم قائلة
=فرصة حلوة اوي الواحد يتنقل وينجح. بس هعملها ازاى دى. انا هروح معاهم وخلاص وان شاء الله ميشوفنيش واعرف اجيب معلومات في نفس الوقت واهو اسأله على ورد بالمرة..
فتح احمد عيناهُ بكسل والم في أنحاء ظهرة قائلا بضيق.

=ينعل ميتين دى شُغلانة ضهرى هيتكسر والله..
نظر الى ورد التي تنام في سكينة قائلا
=البت دي مستحملة ازاى.
=خمسة في عينك.
قالتها وهي تنهض بألم شديد قائلة
=كان يوم اسود يوم ما عرفتك وشوفتك، من اول نظرة كده والمصايب مش بتفارقنى.
=نفس الحال والله.
نهضت تحضر لنفسها قهوة فقال بملل
=اعمليلي معاكِ
=مش خدامة انا قوم اعمل لنفسك
=يخربيت لِسانك
=ويخربيت برودك
فتح رئيس القسم المكتب وقال بصدمة
=ايه ده استاذ احمد.

=ايوة يا خويا. الزفت المسؤول عن الشركة قفل علينا واحنا بنشتغل. ابقى قوله يبص الاول فيه حد ولا لا كُنت هموت هنا.
قالها ونهض ببرود يغادر الغرفة في حين قالت ورد
=هى شغلانة شوؤم من اولها. انا خارجة اروح البيت وابقي اجى تانى لانى مش قادرة اقعد.
قامت بإخراج هاتفها ووضعه على الشحن وارسلت رسالة الى ريم تطمئنها بها وانها ستعود الى المنزل ثُم اخذته وغادرت من الشركة.

دلف عمر الى مكتبه طالباً قهوة وبالفعل جاءت ف قالت له السكرتيرة
=الصحافة برا كلهم مستنيين حضرتك علشان تعمل معاهم مُقابلة.
=خرجيهم في الساحة كلهم وانا خارج ليهم.
=صراحة اول مره اشوف حد بيحترمهم.
=ده شغلهم يا نسمة، لازم نحترم الجميع ده هما اللى بيسوقوا لينا كُل حاجة، رغم تطفلهم الرهيب الا انى بعمل اللى اقدر عليه معاهم، يلا روحى وانا خارج دلوقتى.
خرج عمر ليستقبل احمد قائلا
=الصحافة برا تحب تيجي؟
=فيه مزز؟

=يابنى احترم نفسك بقا
=والله انا كرهت صنف الحريم كله، بسبب البت اللى اسمها ورد عليها لسان ياجدع، المهم هروح ارتاح مش قادر.
=ترتاح من ايه انت مش لسه جاى؟
=انحبست ف الاوضة معاها ابقي نبه عليهم يتفقدوا الاول فيه حد ولا لا. يلا انا ماشى.
=احمد اوعى تكون عملت معاها حاجة!
=يا خي حرام عليك لو اخر ست في الدنيا مش هبصلها والله. قال اعمل معاها حاجة قال.
قالها والتفت يغادر في حين ابتسم عمر قائلا.

=بإحتمال كبير انها الوحيدة اللى هتعلمك الادب.
خرج الى الساحة ليتقابل مع ليث تصافحوا سوياً وقال ليث بهدوء
=انا عندى مقابلة مع سكرتيرة جديدة متقدمة للعمل لو لاقيتها مناسبة هعينها.
=خلاص ماشى وانا هروح اشوف الصحافة. هصرح باخر الاعمال ولا لا
=معلومات بسيطة تثير جنون عارف مش اكثر
=ماشى.

دلف عمر اليهم ورحب بالجميع وجلس بهدوء يستقبل الأسئلة حول العمل وهي تجلس في الاخر وودت لو شاركت في الاسئلة لكنها مُحرجة بالفعل، ظلت تتوالى الأسئلة على عمر وهو يتجاوب بكُل لباقة، ف سألته واحدة
=حضرتك مش مرتبط ولا حتى ليث بيه ولا احمد؟
=انا ماليش دعوة بيهم، كل واحد ليه حياته الخاصة، لكن عن نفسى انا مش مرتبط.

ابتسمت ريم وهي تتأكد من عدم ارتباطه، ثم انبت نفسها لتفكيرها بتلك الطريقة، انتهت المُقابلة واخيراً وغادر الجميع كما انها اخذت حقيبتها لتغادر معهم لتشعر بمن امسك يديها يوقفها، التفت بفزع لترى عمر ينظر لها بتساؤل
=مسألتنيش زيهم ليه..؟
ابتسمت ابتسامة عريضة بتوتر قائلة
=انت شوفتنى ازاى.
=تعالى ورايا على المكتب.
خطى للأمام وهي خلفه تشعر بالخجل من نفسها فقد امسك بها.

فى غرفة ليث دلفت فجر اليه وهو يجلس يُتابع الاوراق ابتسمت ابتسامة عريضة قائلة
=انا جيت.
اظهر شبح ابتسامة عليها ثُم عاد لجموده قائلا
=انا نبهتك الحركات دي ما تتعملش في المكتب صح.؟
=مفيش حد اهو. بعدين انت ضحكت.
=سواء فيه حد او لا متعمليش كده هنا حاجة وهناك حاجة، وانا مضحكتش، اتفضلى اقعدى يا آنسة فجر
=آنسة ايه اومال انت مين.
=فجر!
=خلاص خلاص والله.
بدأت المقابلة معهم وتطلع الى اوراقها جيداً ثُم قال بثبات.

=تمت الموافقة على تعيينك لو حابة تبدأي من دلوقتى مفيش مشكلة. واتفضلى عند نوران مسؤولة التعيين هتفهمك كُل كبيرة وصغيرة عنى.
نهضت بسرعة ك سيدة أعمال قائلة بثبات
=تحت امرك يا ليث بيه.
مالت عليهِ قائلة وهي تبتسم بطفولة
=بقلدك وكدة.
تقدمت للأمام وهي ترحل من الغرفة في حين اظهر شبح ابتسامة على محياه على طريقتها المجنونة، تمنى لو كان قابلها في الماضى قبل كُل تلك الجروح والآثام.

بينما في غرفة عمر قبل قليل، سألها بهدوء
=مسألتنيش ليه.؟
=احم يعنى حسيت بأحراج وانك هتجاوب عليا وكدة لاننا فقط اصدقاء وده شغل
=لا انا بجاوب على اى حد عموماً مش هيبقي مخصوص ليكى. واحنا مش اصدقاء ولا حاجة مش كام موقف هيخلونا اصدقاء انا قولت كده قدام والدتى علشان متفهمش غلط. لو عندك أسئلة قولى.
نهضت ريم ببرود قائلة
=معنديش اسئلة ليك يا عمر بيه.

قالتها وخرجت من الغرفة تمسح دموعها في حين تنهد عمر بنفسه جرحها حتى لا تتعلق به. ولكن الإجابة الاصح جرحها حتى لا يتعلق بها هو..
تقابلت ريم وفجر في نفس الرواق قالت ريم وهي ترفع رأسها بصدمة
=فجر مش معقول! ايه اللى جابك هنا؟

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة