قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية جحيم الليث للكاتبة سامية صابر الفصل الثلاثون والأخير

رواية جحيم الليث للكاتبة سامية صابر الفصل الثلاثون والأخير

رواية جحيم الليث للكاتبة سامية صابر الفصل الثلاثون والأخير

الحب أن أكتفي بك، ولا أكتفي منك أبداً
فى صباح يوم جديد ( يوم الزفاف ).
نهضت ريم من على الفراش وهي تركض في كل مكان قائلة
=يالهوى هتأخر يالهوي يلا يبت يا ورد قومي.
=ياستى الساعة 8 الله ياخدك بتصحيني ليه دلوقتي. بعدين هو انا إللى هتجوز ولا انتِ أفهم بس؟
=مش انتِ صاحبتى يبقى تشيلي معايا قومى أنا متوترة أوي وخالتي زمانها جاية وأمه وناس كتير اوي هتيجي، تفتكري كان أحسن اننا نعمله في اسكندرية؟

=إهدي يا ريم ربنا يهديكي يا حبيبتي. اهدييي
نهضت ورد وهي تسب وتلعن، لملمت اخر الاشياء الخاصة ب ريم وخرجوا بعدها من السكن، أستقبلها أدهم بنعاس قائلا
=هو فيه عروسة تروح الكوافير الساعة 10 هتعلموا ايه دا كله!
=ايش عرفك انت يا أدهم الله! يلا وصل ورد الاول على الشقة علشان لو فيه حاجة تظبطها، ووديني بعدها ع الكوافير متتأخريش يا ورد مفهوم..
=فهمنا فهمنا خلاص..

بالفعل ذهبت ورد الى المنزل لترتب كُل شيء خاص بالعروسة ثم عاد ادهم الكوافير يوصل ريم اليه ف لديها الكثير ما ستقوم به، بينما وقفت ورد امام خزانة الملابس رتبت كٌل شيء للعروسة، وفرشت الفراش ثم وضعت عليه قميص نوم رقيق وزينت الغرفة وانتهت من كل شيء ووقفت تنظر لعملها قائلة
=الله عليكي يا بت يا ورد تسلم ايديكي..
=مين هنا!
فزعت ورد ونظرت خلفها لترى احمد، فقالت بفزع
=خضتني ربنا يهدك، بتعمل اى عندك؟

=انتِ اللى بتعملي؟
=برتب هدوم ريم وانت!
=جيت اشوف اخر الحاجات واطمن على كل حاجة بأمر من أدهم وماشي.
نظر للغرفة قائلا بغمزة
=عُقبال أوضة نومنا!
=انت طموح اوي يا احمد.
= لا انا اعجبك اوي على فكرا.
=ابعد ياض من طريقي عايزة امشي.
=تصدقى انا راجل وسخ اساساً انى حاولت أكون رومانسي معاكِ!
دلف أدهم في تلك اللحظة قائلا بصوت عالى
=احم احم حد خالع رأسه!
=انت شرفت يا عريس.
انسحبت ورد من منهم وقالت.

=انا رايحة ل ريم يا ادهم هتحتاج منى حاجة؟
=لاء في رعاية الله.
قال احمد بتذمر
=الله طب وأنا!
ضحك أدهم قائلا
=اجهز علشان نطمن على القاعة وبعدها هنروح على طول عند الحلاق علشان نظبط نفسنا.
=ماشى يا خويا يلا.
ظل مُطِبق على يديها رافضاً ان يتركها فقالت برجاء
=يا ليث علشان خاطري سيبني البنات عمالين يرنوا اكيد محتاجينى ف حاجة
=وانا كمان محتاجك في حاجة. حاجة مهمة اوي
=يا ليث عيب كدة سيب إيدي بالله عليك..

قبل خديها قائلا
=ماشى هسيبك المرة دي بس..
نهضت بصعوبة من بين يديهِ ودلفت الى المرحاض إغتسلت سريعاً ثم خرجت ترتدي ملابسها وليث يُقبلها من وجنتيها، فقالت بصرامة
=رووح البس يلا يلا..
بالفعل أتجه نحو المرحاض وابدل ملابسه بأُخرى، ثُم أسرعا في الترجُل من الفيلا..
مرَّ اليوم ما بين مركز التجميل عِند الفتيات وعِند الرجال ايضاً..

بينما عمر قرر عدم الذهاب وأن يبقي في منزله منعاً لأي مُشكلة، الحياة حقاً لا تتوقف على أحد اليوم فرح حبيبته وهو سيتزوج هو الاخر، فجأةً تنقلب الموازين رأساً على عقب، وينتهي كُل شيء وقتها، ولكل بداية نهاية، وللنهاية بداية. وهكذا تسير على الحياة.
رن هاتفه وهو في العمل ف رد قائلا
=أيوة مين معايا.
=انا والد سلمى يا عمر.
أعتدل عمر في جلسته قائلا
=ايوة يا عمي اتفضل سامعك..

=اتصلت علشان أقولك اني موافق على جوازك من سلمى. وهي كمان يا بنى موافقة وان شاء الله تيجي على خير علشان نتفق على التفاصيل..
تهللت ملامح وجه بالفرحة والسعادة وقال بصوت حاول جعله طبيعي
=حاضر يا عمى. اجيلك النهاردة؟
=ماشى هستناك في بيتى النهاردة مع الست الوالدة علشان نقرأ الفاتحة، على خير يابنى
=حاضر يا عمى تسلم والله..

أقفل عمر الهاتف ثم خرج ابلغ السكرتيرة بالغاء كافة الاعمال اليوم لانه مشغول، وعاد الى المنزل مرة أخرى. بينما عانق والد سلمى، سلمى قائلا بفرحة وسعادة
=واضح عليه بيحبك اوي. ربنا يهنيكي يا بنتي.
=شكرا لانك اتفهمت يا بابا. شكرا على وجودك.
=دة دورى يا بنتى. ربنا يسعدك.
عانقته بحب وقلبها يرقص من السعادة قائلة
=اللهم آمين.

بينما عاد عمر الى والدته التي تجلس امام التلفاز، عانقها بسعادة وفرحة وهي تبتسم فقط ولا تعلم ما اصاب ابنها ولكن رؤيته سعيد لها كفاية، فقال لها وهو يُهلل
=سلمى وابوها وافقوا وهروح النهاردة اقرء الفاتحة، هتجوز خلاص يا بطة واخيراً ابتسمت ليا الحياة من تاني..
زغردت والدته قائلة بفرحة عارمة
=لولولوي، ربنا يهنيك ويسعدك يا بن بطنى.
مال عليها يُقبلها بسعادة قائلا
=اللهم آمين.

حلَّ المساء واخيراً على أبطالنا، كادت فجر أن ترتدي الفستان الذي اشترته للحفل ولكن أوقفتها ورد قائلة
=ممنوع تلبسي اي فستان انتِ هتلبسي دة..
كشفت عن الفستان الذي أعجبت به بشدة في المحل المرة الفائتة، فقالت فجر بدهشة
=دة ايه اللى جاب دة هنا!
=ليث باشا أمرنا انك تلبسيه، النهاردة فرحك يا عروسة.
=انتوا بتقولوا ايه انا مش فاهمة
=ليث يا ستى حب يعوضك عن انه معملش فرح ليكي فقرر فرحك يبقى مع ريم وكدة!

=بجد، ليث عمل كدة؟
هزت ورد رأسها وعانقتها قائلة
=يلا يا عروسة البسى..
ساعدتها في ارتداء فستان الزفاف الخاص بها كان رقيق للغاية حقاً، ثم جلست وارتدت حجاب العروس، مع بعض الميك آب الخفيف ففجر جميلة جدًا لا تحتاج لأي نوع من المساحيق، وكذالك ريم التي ارتدت ملابسها على عناية تامة مع بعض المساحيق، كانوا الاثنين حوريتان.
قالت ريم بتصنُع
=ااه عشت وشفتكوا عرايس يولاد..

ضحكوا كلاهما ثم فتحت ورد هاتفها وبقت تتصور معهم عدد من الصور اللانهائي، وتصور لكُل منهم فيديو خاص بها وصور، ظلوا هكذا حتى جاءت سيارات العريس.
زغردت خالة ريم التي أتت من الاسكندرية، بصوت عالى وهي تحتضن ابنة خالتها وتبكي قائلة
=ربنا يفرحك يا بنتى، زمان امك فرحانة بيكى أوي.

كذالك رغردت والدة أدهم، جاء خلفها أدهم وورد تصوره بعناية قبل يد ريم ووقف يتصور معها، بينما ذهب ليث للبحث عن محبوبتهِ، نظر لها بحُب قائلا
=الملاك الخاصة بي.
قبل جبينها بحب وسحب ذراعها خلفه وكذالك أدهم، فتح احمد لهم السيارات ودلفوا اليها فقال بحيرة
=وأنا اروح فين اشمعنا انا مش معايا عروسة.
ظهرت ورد واخيراً من وسط الاشخاص، فقال وهو يبتسم
=والله هي قدرى وانا قدرها. مفيش كلام.
اتجه نحوها قائلا.

=اتفضلي هتركبي معايا في العربية.
هزت رأسها وهي تبتسم ودلفت إلى السيارة ودلف هو معها قائداً اياها.
جلس عمر هو ووالدته مع والد والدة سلمى، ولحسن الحظ رحل أبن عمها من حياتها للابد تاركاً اياها بعد كلام والدها الصارم.
خرجت وهي ترتدي فستان رقيق مع حجاب بسيط ووضعت بعض المساحيق وضعت امامهم القهوة ثُم جلست بأدب، فقالت والدة عمر وهي تبتسم.

=بنتكوا ماشاء الله أدب واخلاق، وانا جاية النهاردة اطلب ايديها لابنى عمر ويشرفني انها تكون مرات ابنى.
قال والد سلمى
=احنا بنشترى راجل ودة اللى معروف عن ابنك ويشرفني اني اناسبكوا، نقرأ الفاتحة.
بدأ الجميع في قراءة الفاتحة، ف غمز عمر بعينيه الى سلمي التي تجلس خجلة وهم يقرأون الفاتحة واخيراً بدأت قصتهم في الحلال.

دلف كلاً من أدهم وريم وليث وفجر الى القاعة وخلفهم المعازيم والزفة، ومعهم ورد التي تصور كٌل شيء وأحمد الذي شاركها في التصوير حتى يستطيع فقط ان يكون قريب منها.
بدأت رقصة العروسين وظلوا يرقصون على اغاني رومانسية ثم بدأت فقرة الشعبي، وكانت ورد ترقص بحماس وفرحة واحمد يضحك عليها ولكن لأول مرة يشعر بالغيرة الشديدة عليها يود أن يجعلها في أحضانه لا يراها أحد..

بينما رفض ليث رقص فجر ف جسد زوجته ليست سلعه تهتز أمام الجميع من وجهة نظره وسمح لها بالرقص في منزلهم فقط، بينما أدهم طاوع ريم قليلاً لأنها ليلة العمر ولا يود أن يحزنها.
جلست ورد بتعب بعد قليل ف جلس أحمد بجانبها قائلا
=كفاية رقص بقا..
=انا تعبت اصلا. عقبالك كدة ونخلص منك.
=عُقبالنا.
قالها وهو ينظر لها نظرة عاشقة، ف ابتسمت بخجل ولكنها حاولت الا تظهر ذالك وتظاهرت بعدم التركيز معهُ..

كانت ليلة من اجمل الليالي على الإطلاق، ولكنها أنتهت بفرحة الان، ذهب أدهم وريم الى منزلهم الخاص، وذهبت فجر مع ليث إلى الفيلا الخاصة بهم، وعادت خالة ريم ووالدة أدهم إلى سكن ورد يجلسون معها ويغادرون غداً.
أوصلهم احمد الى هناك، قال وهو يودع ورد
=كدة همشى انا بقا. كانت ليلة سعيدة لينا..
=الحمدلله.
=ورد انا..
صمت قليلا ثم قال
=عقبالك..
ابتسمت قائلة
= عقبالنا يا أحمد.

قالتها وتركته ورحلت بينما شعر هو أن قلبه يتراقص فرحاً ركض إلى السيارة وهو في غاية السعادة وكلامها اعطاه دافع اكبر ان ينسي اخطاء الماضي وأن يتغير اكثر من أجلها فقط..
وقفت ريم امام المرآة بخجل بعدما بدلت ملابسها ليُحاوِط ادهم خصرها قائلا
=النهاردة حققت أول احلامي. بقيتي معايا يا ريم خلاص. بقيتي مِلك أدهم.
=أدهم انا بحبك اوي اوي، وفرحانة اننا هنبقي سوا خلاص.
التفتت له لتتلاحم انفاسهم سوياً فقال بإنتصار.

=أخيراً قولتيها أخيراً يا ريم!
مال على شفتيها يُقبلهم، شعرت برجفة خفيفة مع بعض الخجل لكن حُبها لأدهم جعلها تستجيب معهُ وعاشا اجمل لحظات حياتهم معاً.
دارت حول نفسها وهي تمسك الفستان بفرحة قائلة
=انا فرحانة أوي أوي يا ليث..
=وانا فرحان لانك معايا دلوقتي. مفيش عوائق في حياتنا خلاص، انتِ عاملة زي الملاك اللى جه للشيطان وجحيمه، نوره وخلاه جنة، جحيم الليث بقا جنة خلاص..

مال علي شفتيها يٌقبلها لتستجيب بحب لهم وعاشوا في عالمهم الخاص بهم فقط..

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة