قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية جحيم الليث للكاتبة سامية صابر الفصل التاسع

رواية جحيم الليث للكاتبة سامية صابر الفصل التاسع

رواية جحيم الليث للكاتبة سامية صابر الفصل التاسع

دلفت سالى وهي تحمِل الملف الخاص ب فجر ووضعتهُ امامه قائلة وهي تجلس واضعة قدم فوق الأخرى
=المعلومات اللى في الملف صحيحة. كويس اعتقد تبدء بقا تعمل حاجة، احنا ساكتين مش بنتحرك ومش بتقول خطتك في نفس الوقت
=الخطة لازم تمشى واحدة واحدة علشان ماتبوظش، وبهدوء خالص، لازم ليث يخسر الصفقة الجاية بأى تمن، لو انا كسبتها هقدر ادخل سوق وهتبقي اول خطوة ليا صح في عالم الاعمال.

=خلى اللى اسمها فجر دي تساعدك وانا عن نفسى هجمع اكبر قدر من المعلومات علشانها.
=لو محصلش. يبقي لازم ليث يموت مع انه بسبع ارواح وبينفذ منها
=يبقي تبدء من حد تانى
=زي مين؟
=عمر. احمد مثلاً الاتنين بيعاونوه وبيساعدوه لو تخلصت منهم الاول. ليث هيبقي ضعيف ومُشتت، وقتها سهل عليك تاخُد اى خطوة بعد كدة.
=كلامك صحيح. اذاً نبدء في رسم الخطة.
ابتسمت بخُبث لبعضهما يفهمان ما يدور في رأس كُل واحد..

جلست فجر على الفراش وهي تضُم ساقها اليها وتتأمل الغرفة عن قُرب، ابتسمت وهي تتراجع للخلف تمسك المخدة تضُمها اليها قائلة
=كُنت حاسة انى الحياة هتتحسن، وهتبدء تضحك ليا من تانى، ليث خلى حياتى جميلة للدرجة دي. حاسة اني بدأت احبه وعايزاه جمبى علي طول. نفسى اخلص من حمل اهلى وارجع انا وهو نعيش مع بعض ايام حلوة كتير..

وفوق كُل ده نجيب اطفال، ونعيش حياتنا صح. اغيره واخليه يتعامل بطريقة احسن من كدة في حياته، واحقق كُل احلامي معاه يارب اكتب لينا الخير في كُل وقت ويسر الامور يارب..
اغمضت عينيها تنام ك الاطفال من ارهاق السفر حتى ينتهى ليث ويصعد اليها.
بينما في الاسفل هب ليث من مكانه قائلا بغضب.

=بابا انت واعى للى بتقوله. انا فاكر الحادثة حصلت ازاي اينعم انا كُنت صغير بس فاكر، العربية انقلبت بينا فجأة من غير حاجة، وهو ليه يعمل كدة. اكيد فيه سوء تفاهم في الموضوع.
=انت اللى فاهم غلط يا ولدى. هو اللى كره امك من ناحيتي هو اللى كان بيسخنى عليها دايماً وبيغويها تمشى من البيت دة.
=انت بتقول ايه انا مبقتش فاهم ليه يعمل فيها كدة؟!

=زمان سافرنا انا وهو ل مصر كنا اصحاب، نشتغل في القاهرة وسيبنا البلد. يشاء القدر يا بنى اننا نحب نفس الست لكنى خجول وبشوفها حاجة غالية عندي. هو كان جريء يضايقها كل شوية وعايزاها، هي حبتني وانى حبيتها واتجوزنا ومن هنا بقا عدوى وبيوقع بينا بأى طريقة منه لله. لحد ما عرفت انه هو اللى قطع فرامل العربية مع انى ممعيش دليل ادخله بيه السجن من ساعتها اعداء لبعض في الشغل حتى..

حالة من الصدمة اعترت ليث فجاة، تحولت إلى عيون قاتمة تشتعل بالنيران الشديد والغضب. رغبة مٌلحة في الانتقام قال والد ليث بغضب وصرامة
=البنية دي مينفعش تكون مراتك حق امك فين من ده كله يا ليث. طلقها يا ولدى وارميها لأبوها الكلب دة..
رفع ليث نظرة اليه قائلا بغضب شديد.

=غلطك انك مقولتليش ولا وعتنى، وانا عايش ومجبتش حق امي. عايش مع واحدة اهلها السبب في معاناتى طول السنين دي كلها. بس حان الوقت اخد حقى منهم كلهم واشفى غليلى..
=ليث هتعمل ايه ماتتهورش يا ولدى. مش عايز افقدك انت كمان..
تركه ليث وصعد الى الاعلى بغضب وعيون مشتعلة بنيران الانتقام. كأنها جمرة من جحيم، دلف الى غرفة فجر ليراها نائمة كالملائكة على الفراش نطق بنبرة حاول جعلها هادئة
=فجر. اصحي يا فجر..

فتحت فجر عيونها ببطيء قائلة وهي تبتسم
=اتكلمت مع اهلك. اقدر انزل اتعرف عليهم؟
=لا مفيش تعرف دلوقتى لازم نروح لأهلك الاول..
=انا خايفة اوي يا ليث من رد فعلهم خايفة موت.
=انا معاكى متخافيش، مستنيكى تحت.

خرج من الغرفة بجمود وعيناهُ تشتعل بالفعل، بينما طمأنت نفسها انها في حماية الليث وهبطت الى الاسفل بعدما اعادت ترتيب نفسها. وبعد مرور نصف ساعة، هبطت من السيارة وهي ترتعش بقسوة تريد ان تمسك يد ليث لكنها فجأة رأت حجابها في يد زين بقسوة وهو يدلف بها الى الداخل وهي تصرخ فيه ان يترك حجابها..
القى بها على ارضية الحديقة قائلا بنبرة قاسية
=سلطااان، يا سلطااان الكلب تعالى خد بنتك الفاجرة..

خرج الجميع من الداخل على اثر صوت ليث، سلطان والدها وابن عمها واخيها ووالدتها وصدقة احتلت اوجه الجميع، اشار ليث على فجر بصوت عالى
=بنتك المحترمة جبتها لحد عندك مش كُنت بدور عليها، اتفضل اهى، كانت نايمة معايا في اوضة واحدة من غير جواز، اظن دلوقتى سمعتك بقت في الأرض من الخجل. روح ادفن نفسك بدال ما هاجى ادفنك انت مكانك، بنتك جابتلك العار وهي مش متجوزة وكمان مش بنت بنوت..

رمقه بغل وتشفى وهو يرى علامات الصدمة والدهشة على وجهة، شعر حينها ان حق والدته المفقود قد عاد عندما شعر بعجزه امام اهل القرية كلها وامام نفسه..
جلست ريم امام الحاسوب الخاص بها لترى رسالة من عمر يخبرها فيها معلومات خاصة لم يصرح بها بخصوص الصفقة معلومات هامة مختتماً برسالة قائلا
علشان تقدرى تشتغلى في القناة، بداية لتحقيق حلمك،.

ابتسمت ريم بفرحة عارمة وهي تضع يديها تتأمل صورة بروفايل عمر الموضوعة امامها، فقالت ورد تفزعها
=هوب هوب. عيوننا بتطلع قلوب لمين ها لمين.
=باردة والله يا ورد ومتطفلة كمان..
=الاه هو انا عملت حاجة ياست انتِ. عمر صح؟!
=عرفتي منين؟
=انتِ عبيطة يابت ما هي صورته اهي، ايه وقعنا ولا ايه؟
=مش عارفة بس حاسة بشعور غريب وبتعلق بيه تدريجياً..
=فوقي ياريم وبلاش عمر ده خالص..
=ليه يا ورد علشان مش من مستوى بعض يعنى.

=لا بالعكس بس عمر عنده حبيبة قديمة وميتة، هتلاقيه عايش على ذكرياتها. غير متنسيش جوز خالتك حاجزك لواحد والتحكم اللى هيحصل..
=عمر كان عنده حبيبة بجد؟
=اه بس محدش يعرف اللى حصلها.
اغلقت ريم الحاسوب قائلة بتنهيدة
=احياناً الانسان يرغب في الحلم شوية..
=بس ميخليش الاحلام تنسيه انه على ارض الواقع..
=طيب قوليلي انتِ ايه اخبار سي احمد ده؟
=لا انتِ عارفة احمد ده مالوش حكاية. تصدقى مجاش الشركة النهاردة.

=واو يعني لاحظتي غيابه!
=لا بس اليوم كان لطيف وحلو مش اكثر. ف لاحدت غيابه
=يعنى مفيش حاجة كدة ولا كدة.
=اخر واحد ممكن ابصله اصلا.
نامت ريم على قدمي ورد قائلة بعبوس
=امتى هنلاقي شباب حليوة نتجوزهم ونعيش في تبات ونبات بقا ونخلص من هم الشغل والدراسة دة..

كان عمر يجلس في بهو الصالة يعمل بهدوء، دق جرس المنزل بصخب، لينهض ويفتح الباب ويتفاجيء برجال مُسلحين امامه، حاول مجابتهم ولكن كانوا كثير ف دلف منهم الى المنزل فوجدوا امامهم والدة عمر التي صرخت بخوف واميرة التي حاولت حمايتها ولكنها أصيبت بطلقة نارية في كتفها لتقع على والدتها فاقدة الوعى..
صرخت والدتها بلهفة وهي تبكي
=اميرة بنتي اميرة بنتي..

لم تستطيع ان تتحرك فهى تجلس على مقعد متحرك، بينما دلف اليهم عمر يحاول حمايتهم ولكن أصابته طلقة في كتفه وحاول مجابهة الوضع، ولكن فقد قدرته على التحرك رويدا رويداً، لحسن الحظ حينها صعد الامن وبواب العمارة وخلفهم احمد الذي كان جاء لزيارة عمر..

وتفاجيء من كم الطلقات الهائل والرجال المسلحين، وساعدهم في اخذ الرجال ولكن هرب اثنان من النافذة ثم اتجه نحو صديقه الذي رفض المساعدة وطلب منه الاهتمام ب اميرة التي يبدو أنها فقدت الحياة..
صرخت فجر وهي تبكي وتهز رأسها برفض
=محصلش والله محصلش يا بابا محصلش، بيكذب عليكم بيكذب احنا متجوزين. بتعمل كدة ليه يا ليث بتعمل كدة ليه حرام عليك..
اندفع ابن عمها ليضرب ليث الذي بعده بلكمة قوية قائلا.

=الزم حدودك ولم بنت عمك احسن ليك. ومتحاولش تقرب مني هتندم وقتها، محصلش بينا كتب كتاب كله كذبة. مش معقول اخلى دى على ذمتي..
نظر الى فجر التي تنظر له ببكاء وعتاب شديد وصدمة في من وثقت فيه وسلمت له امرها وهو لم يتزوجها في الاصل..
انهارت في البكاء بشدة لكنها تفاجئت بمن مال عليها يضربها بقسوة في بطنها واخرج مسدسه بغضب شديد قائلا
=يا فاجرة اه يافاجرة جبتيلنا العار، انا لازم اخلص منك واغسل عارى..

اطلق الرصاصة لتعرف طريقها بالفعل الى اين بينما فجر تبكى بإنهيار ووالدها مازال يقف بصدمة لا يتحرك إطلاقاً اما والدتها فكانت تبكى وتنوح عليها..
التفت ليث بسرعة وقد وقع قلبه خوفاً ان يكون أصابها شيء الانتقام عماه عن المشاعر التي بدأت ان تتحرك، نطق اسمها بأرتجاف بين شفتيه
=فجر..

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة