قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية جحيم الليث للكاتبة سامية صابر الفصل العاشر

رواية جحيم الليث للكاتبة سامية صابر الفصل العاشر

رواية جحيم الليث للكاتبة سامية صابر الفصل العاشر

دائمًا ما تضعنا الحياة في اختيارات وعلى اساس الذي سنختاره ستير الحياة...
امامه الان ان يلتفت وينقذها أو لا. يعلم لا ذنب لها لكنها طريق يجب العبور منه لأجل تحقيق انتقامه الأبدي، الان لا يوجد حُب يوجد فقط جحيم. يوجد فقط انتقام.
في كثير من الاوقات يعمينا الغضب والانتقام عن الحقيقة ف نكتب افظع الجرائم ثُم نعود للندم ولكن فات الأوان. اذا اردت العيش بسلام تحكم في غضبك ولا تُركز في اقوال الاخرين.

تركها وحيدة بمفردها تعانى والتفت ودلف إلى سيارة وغضبه هدأ تنفس بصعوبة وهو ينظر لصورة والدته التي في جيبه ثم هبطت دمعة رغماً عنه عاني بعد وفاتها الام هي الحياة وما فيها بدونها لا يوجد طعم للحياة..
تنفس بغضب مقسماً على إذلال الحقير الذي كان السبب في موت والدته وفراقه عنها والليالي التي قاضها في وحيرة وعذاب.

كان ابن عمها يرفع المسدس ليقتلها ولكن تلملم الجميع يمنعوه من ذالك وخصوصاً اخيها الذي منعه من قتلها بينما صرخ الجميع فجأةً على وقوع سلطان ارضاً بتشنُج، صرخت فجر وهي تبكي بقهر على والدها فمهما كان تخشي حدوث مكروه له..

جذبها ابن عمها بقسوة يلقيها في الداخل وهي تستنجد به ان يتركها القي بها في غرفة الاشياء القديمة وهي ترجوه ان يستمع لها ولكن لا حياة اقفل عليها وخرج بسرعة مع الرجالة يحملون سلطان الى السيارة وذهبوا الى المستشفي وما على والدة الفجر سوي الصريخ والبكاء بشدة والنحيب..
دلفت الى الداخل وهي تبكي تلعن ابنتها بأفظع الشتائم.

=ياريتك كُنتِ موتي. وكُنا خلصنا منك ومن همك وقرفك، جبتيلنا العار منك لله منك لله ابوكي لو حصله حاجة هتبقي السبب منك لله ياريتك تموتي ونخلص من عارك.
انكمشت فجر على نفسها، الآلام قلبها اصعب من الالام جسدها، نطقت وهي ترتعش
=عملت فيا ليه كدة، انا بس امنت ليك وصدقتك. الورق كان كذبة وكل حاجة كان كذبة. غلطي اني صدقتك ووثقت فيك انا غلطانه صح انا لازم اموت زى ما ماما بتقول انا جبتلهم العار انا فاجرة..

تابعت وهي تضم نفسها أكثر
=محدش بيحبني. محدش عايزني ليه، هو انا وحشة صح اذيت الكل صح.؟
ظلت تصرخ وهي تبكي بقسوة في نفسها وترهق نفسها بشدة..
دلف احمد بسرعة إلى المستشفي مع الاطباء يحملون اميرة وعمر الذي فقد الوعي من كثرة الدم الذي فقده، في حين جاءت معه والدة عمر التي صممت الا تترك ابنيها، ظلت تبكى وتدعو الله ان يُنجيهم، ف قال احمد وهو يربط على كتفها.

=بالله عليكي يا خالة اهدي. ومتعيطيش والله عمر واميرة هيبقوا بخير..
=ولادى مرة واحدة ليه يارب ليه. استغفر الله بس انا مش قادرة تعبت يارب مش هقدر استحمل حاجة تاني. كفاية يارب يارب، الحق ولادك يا حاج هيروحوا مني، ااااه..
ربط احمد على كتفها بقلق خوفا عليها وعلى صحتها ان يصيبها مكروه، في حين خرج الطبيب المُعاين على حالة اميرة وقال بأسف
=مقدرتش تتحمل للاسف فقدت دم كتير، البقاء لله..

صرخت والدتها بزعر وهي ترفض الحديث
=بنتي لا بنتي. لا دي لسه عروسة ابوس ايديكوا بنتي. موت تاني لااا، بنتي بنتي محصلهاش حاجة هتبقي كويسة، انتوا بتكذبوا عليا قولهم يا احمد يا بني بنتي مستحيل تسيبني بنتي لاااااا..

عانقها احمد بقوة وهي تبكي في احضانه وتصرخ بأسم ابنتها في حين شعر احمد برغبة في البكاء وفعلا بكي، احمد فاقد والديه من فترة ويعيش بمفرده لذالك هو ليس جيد، ف يمشي ف طرق غير صحيحة فقط لينسي الالامه، داخل كل انسان ماضي مؤلم والآلام لا تنتهي ولكن لا أحد يعلم عنها شيء..
بعد مرور نصف ساعة، كانت الوادة مازالت تبكي ولكن بصمت تستقبل حزنها مع نفسها لم يكن بوسع احمد الا انه اتصل ب ورد يطلب منها ان يتحدث مع ريم.

=هو فيه حاجة طيب؟
=لا يا ورد. بس لطفا خليني اكلمها..
بالفعل تحدث مع ريم قائلا
=ريم انتِ كٌنتِ قريبة من اهل عمر امه واخته صح؟!
=ايوة ليه..
=عمر اضرب بالنار واميرة معاهم وللاسف، البقاء لله اميرة ماتت، انا محتاجك دلوقتى.
=ايه انت بتقول ايه يا احمد..!
دلفت سالى الى عارف الذي يجلس بغضب فقالت بملل
=خير مشروعك فشل تانى..؟

=فجر مش بترد عليا مش عارف ليه. لو طلعت بتلعب بديلها معايا هقتلها ومش هستغرق ثانية. والمعاتيه راحوا بيت عمر بس اتقفشوا واتنين بس اللى هربوا
=فجر دي انا مش مطمنة ليها، بس خلينا نشوف الاحداث هتوصلنا ل فين، بس الرجالة افرض جابوا سيرتك.
=ميعرفونيش، مش انا إللى اتفقت معاهم اصلا..
=يبقي متقلقش مش هيحصل حاجة. الدور هيبقي على احمد بقا.

دلفت ريم الى المستشفي وهي تركض بخوف وخلفها ورد التي جاءت معها، قالت ريم بخوف
=عمر فين وطنط. عمر كويس انطق يا احمد..
=عمر محتاج نقل دم لان حالته خطيرة فقد دم كتير والعملية شغالة، وامه للاسف مش راضية تهدي من العياط ادخلي هوني عليها..
=هتبرع بالدم الاول.
=تعالى نشوف زمرة دمك الاول..

بالفعل دلفت الى الداخل لتتبرع بالدم ل عمر الذي يقفد وعيه وينام في سلام على الفراش، نظرت له واغرورقت عينيها بالدموع خوفاً عليه، ثم بعدها خرجت الى الخارج ورفضت تناول اى شيء، دلفت الى والدة عمر التي تبكى في حزن والم..
ركضت نحوها وعانقتها وبدء الاثنان في البكاء بشدة، ريم تتذكر وفاة والدتها والاخرى تتذكر وفاة ابنتها وحبيبة قلبها..
رمقتهم ورد بقلب منفطر قائلة إلى احمد
=ربنا يهون عليها. اميرة فين دلوقتى؟!

=بيغسلوها. الدفنة لازم تحصل في اقرب وقت
=ربنا يرحمها يارب بس مين اللى عمل كل ده
=ده اللى هنعرفه بعدين يا ورد. ووقتها مش هرحم اللى أذي اختي واخويا بالطريقة دي.
=اخواتك؟

=دول مش اصحابي دول اخواتي، اميرة وعمر وايامنا من زمان وكان معانا ليث. كلنا عانينا من الفراق الاحبة وعيشنا مع المنا. بس تعبت من كتر ما انا برمي من وراء ضهرى، تعبت من انى افقد الناس اللى في حياتي. الدور على مين بكرا وليه، خايف افقد ناس تانى. خايف.
=رغم معرفتنا بالموت ولكننا لسه بنخاف بسببه لما بييجي. لكن مفيش مفر منه هي ارادة ربنا.
ربطت على يديه قائلة بدموع
=عمر محتاج قوتك انت مكانه دلوقتى..

خرج الطبيب ليقطع حديثهم قائلا
=العملية عدت على خير وعمر دلوقتى بخير وبقي كويس بس هيحتاج فترة راحة كبير لانه نزف كتير جدا..
=شكرا يا دكتور نقدر نشوفه..
=بعد 24 ساعة يكون على الاقل فاق.
هز احمد رأسه وابتسم يحمد ربنا وركض الى والدته قائلا
=عمر بقا كويس يا ام عمر..
قالت من بين دموعها الكثيرة
=الحمدلله يارب احفظ ابني يارب كفاية ضنايا راحت مني، يارب انا عبدتك يارب هون عليا وعلى قلبي..

مر الوقت بين حزنهم وبكاءهم حتى تم دفن اميرة وصلوا عليها، رحمها الله وغفر لها، كانت صدمة ومفجعة لهم وخصوصاً عمر عندما يفيق فقد كانت ابنته وليست اخته رباها واعتني بها منذ الطفولة كانت مسؤولة منه والان هي ماتت رُبما بسببه..
مرَّ أسبوعين.

تغيرت الاحداث كُلياً؛ سافر ليث الى فرنسا مبتعداً عن الجميع دون ان يخبر احد من اصحابه ولم يعلم ما اصاب عمر في الاصل فقد غادر من بعد ترك مدينته وترك فجر، الان عاد بعدما ترك السلبية وجاء مفعم بالحياة والاصل مفعم بالانتقام لن يرحم احد تلك المرة. الان عاد ك الاسد الجائع وسينقض على الجميع دون استثناء حتي..
لم يكفيه ما فعله يود التنفيس عن غضبه بأي طريقة كانت.

بينما علم عمر بوفاة شقيقته مر بحالة صعبة جدا ليالي حزين يبكي، ظل ي في حزن دائم ولم تخفف عنه سوى ريم التي ظلت بجانبه طوال الوقت ولم تفارقه، وهونت على والدته كثير وعوضتها عن أميرة ولو قليلاً فقط حتى عادت صحته افضل الان، بينما كان احمد يعمل بجُهد حتى لا تقع الشركة بعد مغادرة ليث المفاجئة وتعب عمر، وكانت ورد تساعده قليلا ولكن لم تخلو علاقتهم من الخناق في بعض النقاط..

بينما بطلتنا فجر عاشت اسوء ايام في حياتها، كانت تتعرض للضرب والعنف بأستمرار من ابن عمها ووالدتها التي لم تتوقف عن الكلام اللذج، ظلت حبيسة للغرفة من اول ما دلفت اليها لم ترى النور و لا يوجد اكل أو طعام ولكن اخيها كان بين الحين والاخر يجلب لها بعض الاطعمه لانه يحبها جدا، ويهون عليها وكان يثق فيها وحاول ان يأتي بحقها ولكن فوق كُل هذا كلام الجميع عليها بأفظع الألفاظ.

ولكنها خسرت الكثير من الوزن بالفعل..
أصبحت باهته لا يوجد بها روح تساقط شعرها بشدة وكثرة نحافتها وضعفها المستمر وما كانت تفعل شيء سوي البكاء..
بينما تعرض والدها الى شلل نصفي وهو ظل في المستشفي لفترة طويلة واليوم موعد خروجه، قالت والدتها بنبرة غاضبة مزدرية وهي تقف أمام غرفتها المغلقة.

=إياكِ اسمع نفسك لما ابوكي ييجي كفاية اللي حصله بسببك وبسبب قرفك منك لله يا شيخة، متظهريش قدامه لحد ما يصدر قرار قتلك ونخلص الدنيا منك.
نظرت لها فجر دون ان تتحدث فقد تعودت على الكلمات المزعجة والاهانه والذل بإستمرار..
دلف ليث الى سيارته التي سوف تتجه الى البلد، رن هاتفه برقم شقيق فجر الذي اجاب بنبرة ضيق
=أبويا بيتوسل ليك تقابله. لمرة واحدة بس.
نطق ليث بغرور
=قوله جاى..

اقفل الهاتف وهو يعلم طلباتهم بالتأكيد فظهر شبح ابتسامة سخيف على محياه وهو يُخطط بجدارة ليذل سلطان بكٌل قوته. تُرى كيف سيحدث ذالك؟

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة