قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية جحر الشيطان للكاتبة شاهندة الفصل السادس والعشرون

رواية جحر الشيطان للكاتبة شاهندة الفصل السادس والعشرون

رواية جحر الشيطان للكاتبة شاهندة الفصل السادس والعشرون

دلفت فتون إلى ذلك المطعم الشهير ببيروت، يجاورها ياسين، لتلتفت الأنظار إليهم على الفور وقد بدوا في أجمل حلة، وكأنهما ثنائي سينمائي، اقتربا بهدوء من وليد الذى أشار إليهما، ليقف ما ان اقتربا منه يسلم عليهما ويعرفهما على فتاة جميلة و رقيقة قائلا:
نهاد، حبيبتى وقريب أوى هتبقى خطيبتى.
اتسعت عينا فتون في دهشة قائلة:
مش معقول، واخيرا، فرحتنى أوى ياوليد.
لتلتفت إلى نهاد قائلة:.

ألف مبروك يانهاد، قدرتى تعملى اللى محدش قبلك قدر يعمله، وقعتى وليد في الحب، ده إنجاز كبير على فكرة.
ابتسمت نهاد وهي تغمز لها قائلة:
عارفة والله، الموضوع مكنش سهل برده، كل اللى احتاجه بلاغ في القسم وقضية، وشكرا.
نظرت فتون إلى وليد في صدمة قائلة:
بلاغ وقضية، انت عملت إيه ياوليد؟
ابتسم وليد قائﻻ:
والله ماعملت حاجة، اقعدوا بس وأنا أفهمكم.
ليجلسوا جميعا فيقول وليد على الفور:.

كل الحكاية إن نهاد صحفية، وجالها معلومات عن صفقة مريبة بتم في شركتى وطبعا الهانم راحت جري نشرت الكلام ده في الجريدة اللى هي بتشتغل فيها، وأنا طبعا مسكتش أول ما عرفت ان فيه صحفية قالت كلام مش كويس عن الشركة قدمت فيها وفى جريدتها بلاغ وبعدين رفعت قضية، ويوم القضية...
لينظر إلى نهاد بعشق وهو يستطرد:.

أول ماشوفت نهاد حسيت بقلبى بينتفض بإحساس حسيته لأول مرة في حياتى كلها، حسيت إن هي دى اللى عشت عمرى مستنيها، نسيت أنا موجود في المحكمة ليه ونسيت كل حاجة تانية غير إنى عايزها تكون في حياتى وبس.
مدت نهاد يدها تمسك بيده وهي تبادله نظرة العشق قائلة:.

واتنازل يوميها عن القضية وده خلانى أستغرب، فرحت بس مافهمتش ليه اتنازل ومااهتمتش، لقيته بعدها في كل مكان، وكأنه ضل لية، صديته في الأول بس واحدة واحدة لقيت نفسى أنا كمان بحس ناحيته بإحساس أول مرة أحسه في حياتى، ومن يومين عرض علية الجواز وأنا وافقت،
لتنظر إلى فتون وياسين قائلة:
بس مستنيين بابا ييجى من مصر عشان نعمل حفلة صغيرة نلبس فيها الدبل.
ليبتسم وليد قائلا:.

والفرح هيكون بعد شهرين وأكيد أنتوووا معزومين من دلوقتى وجايين.
ابتسم كل من فتون وياسين وهما يومئا برءوسهما بينما قالت فتون بابتسامة رائعة:
أنا مش قادرة أقولكم فرحانة أد إيه، وبجد ده أحلى خبر سمعته من يوم وفا...
لتقطع كلامها فجأة وقد أدركت ما كادت أن تفصح عنه لتستطرد بهدوء:
من يوم ما عرفت وليد، ألف مبروك ياجماعة.
إبتسمت نهاد قائلة:
الله يبارك فيكى يافتون، وعقبالكم.
قالت فتون بسرعة:
لأ إحنا مش مع بعض.

لتسترق النظر إلى مروان الذى عقد حاجبيه قائلة بإرتباك:
يعنى، إحنا شركا في الشغل وبس.
أدرك وليد توتر الموقف ليقول بهدوء:
الأغنية دى انتى بتحبيها يافتون، إيه رأيك؟
عقدت فتون حاجبيها بحيرة قائلة:
رأيى في إيه؟
نهض قائلا وهو يمد يده إليها:
تسمحيلى بالرقصة دى؟
ابتسمت وهي تمد يدها إليه قائلة:
طبعا أسمحلك.
لتنهض قائلة:
بعد إذنكم،.

تابعها مروان بعينين اتقدتا شرارة، يشعر بأنه على وشك إرتكاب جريمة قتل، خاصة وهو يرى وليد يحيط خصرها بيده بينما يمسك بيدها باليد الأخرى، وهاهما الآن يتهامسان ويضحكان، ليكاد أن ينهض ويذهب إليهما ينتزعها إنتزاعا من بين ذراعيه، ولكنه تمالك نفسه حتى لايثير فضيحة في ذلك المكان.
ليفيق على صوت نهاد وهي تقول:
قلتلى إنكم شركا وبس، مش كدة؟
نظر إليها قائلا في هدوء:
أيوة، شركا وبس.
ابتسمت نهاد قائلة:.

طب ليه كل الغيرة اللى في عيونك دى وانت شايفهم بيرقصوا مع بعض.
نظر إليها ياسين بارتباك قائلا:
أنا، أنا مش غيران ولا حاجة.
اتسعت ابتسامة نهاد قائلة:
لأ غيران وأوى كمان وده بيدل على شئ واحد، وهو إنك بتحبها، بس لما انت بتحبها مبتقولهاش ليه؟
تعجب ياسين من صراحتها وأسلوبها المباشر معه رغم أنها لا تعرفه جيدا، ليدرك أن تلك طبيعتها الصحفية، أطرق ياسين برأسه قائلا:
لسة الوقت مش مناسب.
قالت نهاد بتقرير:.

مادام بتحبها وهي بتحبك، يبقى مفيش وقت أنسب من كدة.
قال ياسين بشرود:
مش يمكن هي مبتحبنيش؟
قالت نهاد:
مين قال كدة؟، ركز معاها وهتلاقيها كل شوية عينها بتيجى علينا تدور عليك، إسألنى أنا وأنا أقولك، مش عشان صحفية وبس وباخد بالى من أدق التفاصيل، لأ، أنا كست أقدر أقولك، إن فتون بتحبك ويمكن مستنية خطوة منك عشان هي كمان تعترف بده.

نظر ياسين بإتجاه فتون ليجدها بالفعل تنظر إليهم ليعود بنظراته إلى نهاد وهو يقول لها:
مش عارف، يمكن معاكى حق.
لتلتمع عيناه قائلا:
طب إيه رأيك تسمحيلى أنا كمان بالرقصة دى؟
ابتسمت نهاد وهي تنهض قائلة بحماس:
بكل سرور ياياسين، يلا بينا.

لينهض ويمسك بيدها يتجهان إلى حلبة الرقص ويرقصان بدورهما على نغمات أغنية نخبى ليه (لوائل جسار)، بينما كل من فتون وياسين يسترقان النظر إلى بعضهما البعض حتى اقترب وليد بفتون من ياسين ونهاد ليقول بابتسامة:
تسمح تاخد شريكتك وتسيبلى خطيبتى أرقص معاها شوية.
قال ياسين بابتسامة:
ماهي كانت أدامك وانت اللى خدت شريكتى وسيبتها.
قال وليد بمرح:.

خليك محضر خير، فتون وعدتنى برقصة من ٣ سنين وكان لازم توفى بوعدها، هات بقى خطيبتى قبل الأغنية ماتخلص.
ابتسم ياسين وهو يترك نهاد لتقترب من وليد وترقص معه بينما اقتربت فتون وهي تشعر بدقات قلبها المتسارعة خاصة حين وضع ياسين يده على خصرها بينما أمسك بيده الأخرى يدها لتقترب فتون منه أكثر تتغلغل كلمات الأغنية إلى قلبها وعقلها، لتترك كل الأفكار الآن وتستمع فقط إلى نغمات قلبها...

(نخبى ليه في اسرارنا وانا وانت مفيش غيرنا
ولو ننسى مشاعرنا نكلم مين يفكرنا
يا روح الروح بتنسانى و انا فاكر ومش بنساك
تغيب عن عينى من تانى ومن غير حب اعيش ازاى
ومهما تغيب، بعيش وياك و اشوفك و انسى فيك احزانى
ودمعة حب في عينيا بتستناك يا احلى ملاك
قالولى الحب له علامات في نبض القلب والهمسات
وروح تنادى عليك و رعشة ايدى في السلامات
في عز سكوتنا نتكلم عيوننا بتحكى
وبتحلم وانا حسيت بأنفاسك تدفى ايديا و تسلم.

اقول انا اه
ومن غير صوت تحبنى موت و احبك موت
واحساسنا يونسنا و اقوى من الحياة و الموت
ومهما تغيب، بعيش وياك و اشوفك و انسى فيك احزانى
ودمعة حب في عينيا بتستناك يا احلى ملاك).
أغمض ياسين عينيه عندما شعر برأسها يرتاح على صدره يستمع بدوره إلى تلك الكلمات التى عبرت عما يدور بخافقه الذى ينبض الآن بجنون.

تسلل مروان من خلف زينة الجالسة على المقعد أمام حمام السباحة تتابع فارس الذى يعوم بداخل، ليحيط عينيها بيديه قائلا:
أنا مين؟
ابتسمت وهي ترفع يديها تضعهما على يديه قائلة بعشق:
إنت حبيبى وعمرى وكل حاجة حلوة في دنيتى.
رفع يديه عن عينيها وهو يحتفظ بيديها ويلتفت ليجلس بجوارها ينظر إلى عينيها الجميلتين قائلا بعشق:.

لحد إمتى هيفضل كلامك يأثر في قلبى ويخلينى عاجز عن إنى أرد عليكى، عايز أفضل أسمعك وانتى بتتكلمى وبس.
ابتسمت قائلة:
لحد ما نكبر ونعجز وتصدع منى، وتقولى كفاية بقى كلام، انتى رغاية أوى يازينة.
أحست بلمحة ألم تمر بعينيه لتختفى سريعا تاركة إياها في حيرة وهو يقول بإبتسامة أحست بها لمحة من المرارة:
مش ممكن ده يحصل أبدا يازينة.
قالت زينة في حيرة:
إيه ده اللى مش ممكن يحصل يامروان؟
داعب أنفها بيده قائلا بابتسامة:.

إنى اقولك كفاية كلام وإنك رغاية، إنتى متعرفيش صوتك بس بيعمل فية إيه؟مابالك بقى بكلامك.
رفعت يدها تمررها على وجنته بحنان قائلة:
لأ عارفة، زي صوتك وكلامك مابيعملوا فية بالظبط.
تنهد في عشق قائلا:
طب بس بقى ياست زينة وإلا والله العظيم، أكون بايسك دلوقتى أدام فارس ويحصل اللى يحصل.
أطلقت زينة ضحكة صاخبة، ليتيه مروان في تلك الضحكة التى لطالما خلبت لبه ثم يتنهد قائلا:
بحبك أوى يازينة، أكتر ما قلبى يتحمل بكتير.

قطعت ضحكتها عندما وصلت إليها كلماته العاشقة لتنظر إلى عينيه مباشرة قائلة:
بحبك أكتر ياقلب زينة إنت.
تاه كل منهما في عين الآخر، وظلا هكذا لثوان حتى قطع هو تلك النظرات وهو ينظر إلى ساعته ليعقد حاجبيه قائلا:
ياه الوقت خدنى وكدة هتأخر.
ثم ينظر إلى زينة قائلا:
إدعيلى يازينة.
أمسكت زينة يده قائلة بقلق:
إنت برده رايح هناك؟
ربت على يدها قائلا بحنان:
متقلقيش، أنا رايح أمضى العقد وجاي علطول، مسافة السكة يعنى.

أومأت زينة برأسها قائلة:
خلى بالك من نفسك.
قرصها من وجنتها بخفة قائلا:
قلتلك متقلقيش.
ثم نهض ليستوقفه صوتها وهي تقول:
مروان انت كنت فين الصبح، أنا قلقت لما صحيت ملقتكش.
شعرت بارتباكه لثانية ثم تمالكه لنفسه وهو يقول:
أبدا، روحت الشركة بس أطمن على شوية حاجات هناك، انتى عارفة ان ياسين مسافر.
ابتسمت قائلة:
تمام ياحبيبى، ربنا يعينك.

ابتسم وهو يقبلها من وجنتها، ثم يشير إلى فارس المستغرق بالسباحة مودعا ليشير إليه فارس بدوره، ليغادر وقد زالت تلك الابتسامة على الفور لتتحول ملامحه إلى الألم، يدرك أنه كذب عليها ولكنه لم يرد فقط أن يقلقها، فتكرار نوبات ألم قلبه جعلته يخشى الموت ويترك زينة وولده بلا شئ يحميهم من عثرات الزمن، ليذهب إلى المحامى في الصباح على الفور ويكتب كل شئ يملكه لهما، ليشعر ولو مؤقتا، بالإرتياح.

قالت الجدة في جزع:
انت متأكد من الكلام ده يارءوف؟
أجابها محدثها لتغمض عينيها ثم تفتحهما مجددا وهي تشعر بالألم قائلة:
لأ خلاص، كفاية كدة، ابقى عدى علية عشان تاخد بقية حسابك.
استمعت إلى محدثها مجددا ثم قالت:
تسلم ياابنى، تسلم.

ثم أغلقت الهاتف وهي تجلس فلم تعد قدماها قادرتان على حملها، تدرك وبكل ألم أن حفيديها وفى القريب العاجل سيقعان تحت طائلة صدمة كبيرة، لا تعرف كيف تمهدها لهم، فحفيديها وقعا في عشق اثنين لم يجيئا إلى مصر سوى لغرض واحد، الانتقام من قاتل ميسون، حائرة أتخبرهما بتلك الحقيقة المرة وتصدمهما أم تتركهما ليغرقا أكثر في أكاذيب فتون ونبيل؟، اومأت برأسها، تعرف أنها لابد وأن تخبرهما بالحقيقة، لتدرك وبكل ألم أيضا أن قلوب حفيديها على وشك التحطم كلية، لتضع يدها على عينيها وهي تشعر بالقلق، الألم، والضياع.

غمضى عنيكى بس ومتفتحهمش غير لما أقولك.
نطق نبيل بتلك العبارة وهو يسحب دارين من يديها وهي مغمضة العينين كما أمرها أن تفعل، لتقول في حيرة:
مودينى بس على فين يانبيل؟
سمعت همسته الحانية القريبة من أذنيها وهو يقول:
ع الجنة، افتحى عيونك يادارين.

فتحت دارين عينيها ببطئ لترى محيطها، اتسعت عينيها بصدمة، فحولها تراصت مجموعة من البلالين الملونة الجميلة والتى تعشقها، وأمامها كتب على رمال الشاطئ بخط كبير (بحبك يادارين، تقبلى تتجوزينى؟)
نظرت إلى نبيل بعيون مصدومة تبغى أن تتأكد من صحة ما قرأت، ليبتسم نبيل قائلا:
من يوم ما شفتك وأنا بحبك، وأمنيتى اللى حلمت كتير إنى أحققها إنك تكونى ملكى، تقبلى يادارين، تقبلى تبقى حبيبتى ومراتى وأم عيالى.

ظهرت الفرحة جلية على وجهها وهي تقول:
طبعا أقبل، لأنى أنا كمان يا نبيل حبيتك من أول مرة شفتك فيها، وكل اللى اتمنيته من وقتها انى اكون ليك.

شعت عيون نبيل بسعادة طاغية ليحملها ويدور بها في سعادة، لتتناثر ضحكاتها تخترق سكون هذا المكان الساحر، لينزلها نبيل ببطئ يتأمل ملامحها الرقيقة الرائعة، لتتيه هي في لون عينيه الرائعتين، نظرتهما إليها تأخذ أنفاسها بعيدا، تراه يقترب بوجهه منها فلم تستطع أن تحرك ساكنا، تنتظر قبلته الوشيكة بقلب ينتفض شوقا، حتى تقابلت الشفاه في رقة لتنتابها العديد من الأحاسيس الجميلة، ليتعمق بقبلاته ينثرها على رقبتها وشفتيها، آخذا إياها إلى الجنة، ولكن مهلا فجأة شعرت بالألم، الألم الشديد والغير محتمل ثم تذوقت طعم الدماء داخل حلقها، لتبتعد عنه بقوة تمد يدها إلى شفتيها تلمسهما وهي تشعر بشئ لزج عليهما لترفع يدها أمامها وتتفاجأ برؤية الدماء عليها، نظرت إلى نبيل لتشعر بالصدمة تهز كيانها، فها هو يقف أمامها ولكنه مختلف تماما، عيناه الخضراوتان تحولتا إلى اللون الأحمر بينما ظهر له نابان طويلان، ونظرته إليها، نظرته أثارت القشعريرة في جسدها وكأنه على وشك افتراسها، لتنتفض من الخوف وتبتعد مسرعة من أمامه، تجرى بأقصى سرعة لديها هربا، ولكنه ما لبث أن أمسك بها لتدرك أن النهاية آتية لا محالة، لتصرخ في فزع...

فتحت دارين عينيها تشعر بالرعب، تنظر إلى محيطها بخوف لتهدأ أنفاسها وتضع يدها على قلبها تهدئ من نبضاته ايضا، وهي تدرك أنها في حجرتها وعلى سريرها، وأن كل ما مرت به هو كابوس فقط، لتزفر ببطئ وهي تضرب على رأسها بخفة قائلة لنفسها في غيظ:
كان لازم يعنى الحلم الحلو يقلب بكابوس في الآخر، ما كنا ماشيين زي الفل والدنيا حلوة، يلا بقى، عشان تحرمى تتفرجى على أفلام رعب قبل النوم يادارين.

نظرت إلى ذلك المنبه بجوار سريرها لتقول:
الساعة لسة ٦، هعمل إيه بس دلوقتى؟مش هعرف أنام تانى والشركة مش هتفتح قبل ٨.
لتنفض عنها غطاءها وقد لمعت عيناها قائلة:
أقوم أعمل شوية رياضة صباحية، من زمان معملتش رياضة، وأهو بالمرة أشغل بالى عن الكابوس اللى قلق منامى ده، بقى نبيل الكيوت، أحوله لمصاص دماء؟انا شكلى اتجننت رسمى.

لتنهض وتتجه إلى الحمام، تحاول أن تنسى كابوسها ولكن دون جدوى، فتجده يعود إلى عقلها كومضات يشغل فكرها ويصيبها رغما عنها بالقلق.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة