قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية تيراميسو للكاتبة ميرا كريم الفصل السادس والعشرون

رواية تيراميسو للكاتبة ميرا كريم الفصل السادس والعشرون

رواية تيراميسو للكاتبة ميرا كريم الفصل السادس والعشرون

لم يكن حبا، كان درسا قاسيا من الحياه ليجعلنى ادرك ان لا مكان في هذا العالم لقلب لين، وان المبالغة في الاشياء تنهيها.
(مقتبس).

كانت كافة العيون عليها تترقب كل ما يبدر منها و عدة ومضات صادرة من كاميرات المصورين تنتشر هنا وهناك لهم لتوثيق تلك اللحظات التي ما أن مرت لتوها وأطفؤ الشمع رفعت رأسها بشموخ وببسمة تبدو لطيفة نظرت ل وليد الذي ما أن لاحظها تهللت أساريره وأبتسم بفخر كونه استطاع أن يرهبها ويجعلها تنصاع لأوامره حتى أنها أرتدت الثوب الذي أحضره لها لينظر بجانبه ل يعقوب وكأنه أراد أن يثبت له كونه هو الأقوى وأنه أنتصر عليه بلأخير وجعلها مثل الخاتم بإصبعه ولكن يعقوب بادل نظراته له ببسمة مريبة لم يستشف منها شيء وهو يقف بثبات غريب ويضع يده بجيب حلته الرمادية مما أثار ريبته ليزيح بنظره عنه.

بلامبالاه وهو يستبعد تلك الأفكار التي داهمته لتوه وصوب رماديتاه عليها وهو يرشقها بنظرة مبطنة تفهمت هي معناها عندما مد يده لها أمام أنظار الجميع لكن هي قهقهت بقوة وكأنه القى عليها أحد الطرفات وفي أقل من ثانية واحدة تأبطت ذراع يعقوب الذي بدوره أحاط خصرها وأبتسم بسمة ماكرة جعلت الآخر يستشيط غيظًا لتميل هي على يعقوب وتستند على صدره وتقبله من وجنته قبلة طويلة تعمدتها جعلت الهمهمات تتعالى حولهم مما جعل وليد يقول من بين أسنانه بحدة وهو يوزع نظراته بين حشد الحضور الذي كان يراقب كل شيء: أنتِ أتجننتي أزاي تعملي كدة قدام الناس اللي بتصور والأعلام اللي محاوطنا.

لتجيبه هي بنبرة واثقة للغاية وبعيون تقدح بنيران التشفي: مفهاش حاجة يا وليد لما الناس تشوفني ببوس جوزي...
صدمة عارمة تملكت من الجميع وأولهم
ذلك الهائم الذي يقف بعيد يراقب كل ما يحدث بعيون جاحظة و بأنفاس ثائرة وبقلب مدمي يقطر قهرًا فحقًا لا يعلم هل هو يهزي الآن آم كل ما حدث هو واقع مرير يستحيل تصديقه.

بينما على الجانب الآخر توحشت نظرات وليد أكثر فأكثر بشكل مخيف للغاية ولكن لم يهتز ثباتهم أمامه لوهلة واحدة بل رشقوه بنظرات متحدية لأبعد حد، ليجز على أضراسه ويزمجر بغضب وهو يحاول أن يتمسك بذراعها كي يبعدها عنه: أنتو بتهرجوا مش كدة
نفى يعقوب بنبرة قاطعة كحد السكين وهو يقبض على يده الممدودة بغرض.

لمسها بقبضة من حديد: لين مراتي يا وليد وإياك تفكر تلمس شعرة منها، ليبتسم بمكر ويستأنف وهو يميل على أذنه ويقول بكل تشفي وأنتصار: ياريت تخلي عندك روح رياضية وتتقبل الهزيمة وبتمنى تحط في أعتبارك أن كل العيون علينا فحاول تتعامل عادي علشان تحافظ على برستيجك اللي طار في الهوا.

لينظر وليد لموقع يد يعقوب بشر قاتل وهو يجز على نواجزه بقوة يكاد يهشم أسنانه بداخل فمه ويتوعد بنبرة جحيمية لا تبشر بالخير أبدًا مستغل أن لا أحد سيتفهم لغته العربية: جبت أخرك معايا يا يعقوب
أنا هوريكوا أزاي تتحداني وهدفعكم ثمن اللي عملتوه دة غالي أوي
ليبتسم يعقوب هازئًا و يرفع حاجبيه بتحدي سافر ويعقب بصوت خفيض للغاية كي لا يلفت الأنظار لشجارهم المحتد: أعلى ما في خيلك أركبه.

بعد تفوه يعقوب بأخر كلمة مال على وليد الذي يشتعل الجحيم بعينه وربت على كتفه ببسمة ماكرة للغاية وتبعها بقوله بصوت جهوري أفحم الجميع: العاقبة عندكم يا صديقي.

أمتقع وجه وليد وكاد يسحب سلاحه يفرغ خزينته بقلب يعقوب لتوه دون أدنى تفكير لولآ تقدم أحد رجاله منه وهمس بأذنه بأمر خطير للغاية جعل الدماء تنسحب من وجهه، ليزمجر بغيظ ويغادر بخطوات قاسية تهتك الأرض تحت قدمه بينما نظر يعقوب إلى أثره بإستغراب ليلتفت يرمق شرودها هي الآخرى بريبة شديدة من مغادرة ذلك اللعين بتلك السهولة لتتأبط لين ذراعه من جديد وتحثه بعيناها أن يستأنف ما بدئه ليهز رأسه لها بتفهم و.

يهتف وهو يحاوط خصرها ويقربها منه أكثر: دعوني أخبركم بأمر سار أيها الحضور الكرام لقد تم زواجي من أبنة عمي منذ عدة أيام ولكننا لم نشأ أن نعلن الأمر إلا معكم الآن أحتفالًا بعيد مولد
عز ، شهقة قوية صدرت من شكري الذي كان يقف مشدوه يتابع كل مايحدث بينما عز عقد حاجبيه بذهول عندما استمع لذلك الخبر من يعقوب
هلل الجميع يهنون ويباركون لزيجتهم التي كان يتقبلوها بكل رحابة وببسمات مجاملة.

آما عن ذلك الهائم الذي شاهد بأم عينه ما حدث واستمع لكل شيء شعر أنه قد عجز عن النطق أو حتى الشعور بكل ما حوله من شدة حسرته وقهره فها هي معشوقته و سبب معاناة قلبه تنتسب إلى غيره وتفوق كل ظنونه بها ظلت العديد والعديد من الأفكار السوداوية تدور برأسه ليتنهد تنهيدة حارقة نابعة من صميم قلبه المدمي بعشقها ويتحايل على ساقيه التي تيبست لتوها أن تحمله إلى الخارج ليحل رابطة عنقه بأهمال شديد ويفتح أزرار قميصه كي يستطيع التقاط بعض الهواء فهو يقسم أنه يشعر أن يشعر بلأختناق و أن روحه تتسربل من داخل جسده تدريجيًا وبأن قواه ستخور الآن لا محالة وبالفعل بعد خطوة واحدة واهنة أستند على أحد الطاولات وشعر أن الأرض تدور به من شدة صدمته بها، يد قوية تمسكت بذراعه تدعمه كي يصمد مما جعله يرفع عينه الغائمة بإنهزام تام لذلك الرجل ذو البنية القوية الذي مال على أذنه وأخبره: لقد أرسلني سيد روبرتو كي أتتبعك من بعيد تحسبًا لأي شيء، دعني أساعدك تبدو لست على ما يرام سيدي.

أوما له يوسف بضعف وهو يغمض عينه بقوة كي يستعيد رباط جأشه وبعد عدة ثواني معدودة كان يغادر بخطوات واهنة وهو خالي الوفاض يجر أذيال الخيبة خلفه بعد أن رمقها من بعيد بنظرة عميقة مطولة تحمل بطياتها الكثير والكثير من خيبات الأمل
آما هي كانت غافلة أنه قريب منها لذلك الحد ولم تلحظ وجوده قط، ولكن وخزة قوية أصابت قلبها وجعلتها تغمض عيناها بألم وتضع يدها على خافقها وكأن قلبها شعر به ويتألم معه.

لتستأذن من الحضور وتتوجه لداخل القصر ويتبعها شكري الذين فاجأه الأمر كثيرًا ولكنه لم يريد أن يفتعل فضيحة أمام الحضور وإن كاد يتبعهم عز أيضًا استوقفه ذلك النادل وهو يعطيه ذلك الخطاب كما أوصاه يوسف.

الذي ما أن أخذه من يده تسأل بإستغراب شديد لكن النادل أخبره أن أحد الحضور هو من أعطاه له ليوميء له بتفهم ويضعه بجيب حلته بلامبالاه وهو يظن أنه ربما يكون تهنئة بعيد ميلاده ليس أكثر ويلحق بها التي ما أن وطأت قدمها للداخل وأبتعدت عن الضجيج صرخ شكري قائلًا بإنفعال:
أنتِ أزاي تعملي كدة من ورايا من أمتى بقيتي مبيهمكيش حد غير نفسك
مستحيل يكون جوازك من يعقوب حقيقة أنتو أكيد عملته كدة عند فيا مش كدة.

تحاملت على ذاتها وعن ذلك الألم العجيب الذي يجتاح قلبها ولا تعلم سببه وقالت بثبات أجادته: لأ صَدق أنا و يعقوب أتجوزنا ومش عند فيك لأ، أحنا كان نفسنا تراجع نفسك لو لمرة واحدة وتبعد عن شغلك المشبوه ده وتتأكد أن وليد كان هياخدني وسيلة علشان يقضي علينا كلنا وانا كنت مستحيل أخليه ينتصر ويحقق اللي بيسعاله.

زجرها شكري بغضب وقال بإنفعال أكبر وبكل جحود وهو يقبض على ذراعها بقوة: أنتِ غبية وليد مش هيسكت أنا متأكد بعد الفضيحة اللي حصلت
رفعت حاجبيها بغيظ شديد وقالت بقسوة أكتسبتها منه ومن جحوده: يعمل اللي يعمله أنا مش خايفة منه وياريت متحملنيش مسؤولية طمعك وشغلك المشبوه معاه
أحتدت نظرات شكري ورفع كف يده ينوي صفعها لولآ يد يعقوب الذي لحق بهم لتوه و منعه: اهدى يا عمي علشان نعرف نتفاهم.

نفض شكري يده وصرخ بوجهه بإنفعال وهو يقبض على تلابيبه ويهزه بقوة: أنت ليك عين تقف قصادي بعد ما اتجوزت بنتي من ورايا، جوازكم دة باطل علشان تم من غير علمي.

تنهد يعقوب يحاول عدم التهور وتدارك الأمر بحكمة وقال وهو يخفض يد عمه عنه ويخرج ورقة زواجهم من جيب حلته: أنا عارف أن حقك تزعل إني اتجوزتها من وراك بس كان لازم أعمل كدة علشان احميها منك ومن الحقير اللي أنت عايز تجوزهاله وعلى فكرة جوازي منها مش محتاج موافقتك علشان أنا وهي اتجوزنا جواز مدني ياعمي
توحشت نظرات.

شكري وسحب الأوراق من يد يعقوب بعصبية شديدةوأخذ يتفحصهم بعيون تقدح بالغضب ثم دون أي مقدمات كان يصفع يعقوب صفعة قوية أجفلته ليهتف شكري بغيظ شديد وهو يقبض على حاشية ملابسه:
يعني بتلوي دراعي بعد ماكبرتك وعلمتك و بتعض الأيد اللي أتمدتلك يا كلب يا ناكر للجميل.

شهقة قوية صدرت من لين بينما أبتلع يعقوب ريقه ببطءوهو يتحسس وجنته ويشعر أن كبريائه وكرامته أهدرت بالكامل بعد تذكير عمه له أنه كان يتفضل عليه فكانت كلمات عمه قاتلة أصابته بمقتل وإن كاد يرد بادرت لين بدفاع قوي وهي تخلص يعقوب من قبضته وتحيل بينهم: يعقوب مش ناكر للجميل دة طول عمره واقف في ظهرنا وبيحمينا وبعدين أنت بتعايره بأيه دة أبن أخوك، وأوعى تكون ناسي أن أخوك دة هو اللي أنت كنت سبب في سجنه وموته بقهرته جواه...

أطرق شكري رأسه وتلجلج مستنكرًا وهو مازال محافظ على جحوده المعهود: محصلش أنا...
ليقاطعه يعقوب بحدة وبنبرة قاطعة كحد السكين بعدما داهمته الكثير من الذكريات الأليمة التي تخص الماضي: بلاش نفتح جروح قديمة وبجد يا عمي شكرًا على كرمك العظيم.

ليرفع ثاقبتيه المحملةبالخذلان التي شعر شكري أنه تنخر بداخله من شدة إيلامها له: ربنا يعلم إني مكنتش ناوي اسيبك حتى حاولت اساعدك بس بعد اللي حصل دة أنا مش هقعد هنا دقيقة واحدة بعد النهاردة وهاخد مراتي معايا، وياريت لما تحب تصفي حساباتك مع وليد متدخلناش بينكم أنتو الاتنين أخترتو مصيركم وأنتم أحرار
عن أذنكم هطلع ألم حاجتي.

ليعترض شكري بحدة: استنى عندك على جثتي مش هيحصل عايز تمشي اتفضل، لكن مستحيل اسيبك تبعد بنتي عني، أنت لازم تطلقها
حانت من لين بسمة هازئة وقالت متهكمة وهي تتمسك بذراع يعقوب: طلاق مش هطلق يا بابا ومكان ما يكون يعقوب هكون انا و ياريت متحاولش تمثل أنك خايف عليا ويهمك أمري
ليصعدو سويًا وكل منهم يتوجه إلى غرفته تاركين شكري يجز على نواجزه وهو يتطلع إلى أثرهم بينما.

تناوب عز النظرات بينهم بتيه بعدما لحق بهم واستمع لجزء كبير من حديثهم المحتد الذي دار بينهم فقد أتخذ قراره هو أيضًا ليتقدم وينظر لأبيه نظرة معاتبة طويلة مما جعل شكري يقول بعصبية مفرطة: ساكت ليه، عاجبك اللي عملته أختك دة؟
التوى فم عز ببسمة متألمة لأبعد حد وهمهم بأصرار: متلمش عليها أنت السبب.

ولعلمك أنا كمان همشى من هنا، عايز ابدء حياه نضيفة بعيد عنك و اوعدك بكرة الأيام هثبتلك أن العيل الطايش عديم المسؤولية اللي أنت عمرك ما أديته أهتمام هيقدر يبقى حاجة
ليصرخ شكري برفض: دة اللي ناقص أنت كمان تبعد عني، مستنيني أعمل أيه أترجاك وقولك أنا محتاجك يا ابني.

ليصيح عز بإنفعال وغابات الزيتون خاصته تشتعل أمام نظرات شكري التي ترفض الخنوع ولو قليلًا: لا مش مستني منك حاجة وبعدين بتقولي ابني، أفتكرت دلوقتي إني ابنك كنت فين وأنا محتاجك تقرب مني، كنت فين وأنا بشحت عطفك وأهتمامك، ليبتلع غصة مريرة بحلقه ويستأنف: كنت فين وأنا مرمي في المستشفى بتعالج من السموم اللي أبن أختك اللي عمرك ما شكيت فيه للحظة واحدة وباديته على الكل كان سبب توريطي فيها علشان يخلص مني.

أطرق شكري رأسه بخزي من نفسه وأرتمى على أحد المقاعد القريبة بإنهزام تام وكأنه أدرك لتوه أن وليد وراء كل شيء
ليتركه عز ويصعد كي يستعد للمغادرة هو الآخر تارك شكري يحل رابطة عنقه بضيق شديد وينظر إلى أثرهم ببعض من تقريع الضمير ولكن ذلك لم يغير كونه لن يتنازل قط لأرضاء أحد.

آما على الصعيد الأخر في القاهرة وتقريبًا بفرق توقيت ساعة واحدة فقط.

كان يعمل إسماعيل بذهن شارد داخل ورشته دون أدنى تركيز بسبب تفكيره بها و بشأن طلب الزواج الذي بادر به، قطع شروده توقف سيارة أجرة أمام ورشته ونزول فتاه أنيقة ذات جمال صارخ للغاية لفت أنظار كل المارة حتى ان الشباب التي تقف على ناصية الشارع أخذو يصفرون أعجابً بها لتتقلص ملامحها بأنزعاج وهي تتطلع لمحيطها تبحث بعيناها عن غايتها مما جعله يحث ماندو أن يذهب لها ليرى كيف يمكن مساعدتها ليهتف ماندو برحابة: أأمريني يا أنسة أي خدمة؟

أجابته هي: العربية مش عارفة مالها و وقفت مني على الطريق بره ولما سألت الناس وصفولي الورشة هو أنت الاسطى إسماعيل
نفى ماندو برأسه وأشار له على إسماعيل
الذي ترك ما بيده لتوه وقال لها: أنا إسماعيل تحت أمرك
أبتسمت هي وشملته بنظرتها وقالت بنبرة ناعمة: ممكن تيجي معايا تبص على العربية لو سمحت وهديك اللي أنت عايزه ومتقلقش التاكسي هيوصلنا
أومأ لها وقال بعملية: تمام هلم عدتي اديني ثواني.

دقائق معدودة كان يركب معها سيارة الأجرة غافل عن تلك المتمردة صاحبة التفكير السطحي التي كانت تشاهد كل شيء من شرفتها وهي تشعر بنيران مستعرة تنشب بداخلها ما أن رأته برفقة فتاه آخرى لتبتلع ريقها ببطء شديد وتتفوه لأول مرة بشيء يجدي نفع وكأنها الآن فقد أدركت الأمر: يظهر أن ماما عندها حق و ان أنا ب، لتقطم طرف شفاهها بخجل وكأنها لم تجرء على التفوه بتلك الحقيقة حتى لذاتها.

عودة آخرى إلى إيطاليا
ظلت تلملم أغراضها وهي مازالت تشعر بذلك الوخز بقلبها لتزفر بضيق وتجلس على طرف الفراش وتضع يدها خافقها تحثه على الثبات لوهلة أغمضت عيناها تسترجع تلك الخطة المحكمة التي عاونت يعقوب بها عندما كانت بالمشفى وحاولت الأنتحار مرة آخرى
Flash Pack
لين: أنا تعبت يا يعقوب ومش قادرة أستحمل واللي وجعني إني كتير كنت بقوله هجاهد علشان حبك بس أنا طلعت جبانة ومعرفتش أحميه.

كانت تتفوه بكل كلمة بنبرة حارقة ممزقة من بين شهقاتها مما جعله لم يتحمل أن يراها بتلك الحالة
ليسحبها بقوة من ذراعيها ويدفنها بين ضلوعه ويقول ودمعاته تفر من عيناه حسرتًا وتأثرًا لما توصلت له حالتها: أنا عارف أنك تعبتي بس أنتِ قوية ومش لين الأنصاري اللي تستسلم بالسهولة دي، وطالما انتِ وعدتيه بدة يبقى لازم تنفذي وعدك وتجاهدي وتخدي حقه من الحقير اللي حرمك منه.

خرجت من أحضانه بعيون ذابلة من كثرة البكاء بعدما أقتنعت قليلًا بحديثه وغمغمت بنبرة ضعيفة: أنا أضعف مما تتخيل من غيره وحبه هو اللي كان مقويني، موت يوسف كسرني، مش هعرف لوحدي أعمل حاجة؟
أبتسم يعقوب وكوب وجنتها بيده وقال بنبرة حنونة كي يطمأنها: أنا معاكِ وهفضل جنبك لأخر يوم في عمري و والله هخدلك حقك و حقه منه ولو عيزاني أروح أموته دلوقتي مش هتأخر.

نفت بشدة برأسها ليستأنف وهو يمسح عبراتها بأنامله: يبقى لازم نفكر قبليها ألف مرة هنعمل أيه ولازم تسمعي كلامي وأنا أوعدك هفضل في ظهرك وعمري ما هسيبك
أومأت له بضعف ليسترسل هو: لازم نتجوز
شهقهت بخفوت وزاغت نظراتها وقالت بعدم أقتناع: أنت بتقول أيه، أنا وأنت طب ازاي.

أجابها يعقوب بثقة: الجواز هيبقى مدني يعني على الورق بس لأنك أكيد عارفة أن الجواز الشرعي محتاج موافقة عمي وأنا وأنتِ متأكدين أنو عمره ما هيرضى يجوزك ليا، يبقى لازم نحطه قدام الأمر الواقع علشان أعرف أحميكِ منهم وأخلى الحقير دة ميعرفش يتجوزك ويحقق اللي بيسعاله
وهتبقى فرصة علشان أقدر أرجعك مصر تدوري على أمك
أهتزت نظراتها بتفكير شديد تحت نظراته المطمئنة لها.

فنعم تلك أمنيتها الأخيرة بتلك الحياه التي طالما حلمت بها من وهي طفلة صغيرة محرومة من عطف وحنان والدتها الذي سلب منها بفضل أبيها: بجد يا يعقوب هترجعني مصر وهتدور معايا على أمي
أومأ لها بتأكيد وبكل ثقة لتستأنف هي بأقتناعوهي تتمسك بسلسالها الذي لم يفارقها قط وتحتضن ذلك الحجر بين يدها وكأنها تستمد منه القوة: يبقى أنت عندك حق أنا لازم أنفذ وعدي و اجاهد وأخد حق يوسف من الحقير اللي حرمني منه.

وكفاية إني كنت جبانة ومقدرتش أحميه
ليبتسم يعقوب بسمة باهتة ويستأنف يؤكد لها بصدق شديد نواياه البريئة: أنا عارف أنك بتثقي فيا وصدقيني أنا عمري ما هأذيكِ بجوازي منك ولا أضرك أنا هعمل كدة علشان أحميكِ
أومأت له بتفهم فليس أمامها حل آخر لكي تردع رغبة ذلك اللعين بالزواج منها لتقول بثقة عارمة: أنت متأكدة من ده يا يعقوب وعارفة أنك عمرك ما هتخذلني.

ليهدر يعقوب بعدها: أنا هبدء في الإجراءات بكرة بس المشكلة أنها بتاخد وقت مش أقل من اسبوعين علشان كدة لازم نلهي وليد بحاجة تشغله و نكسب وقت
أومأت له بتفهم ليخبرها هو بحيلته بشأن حرق المستودع الخاص بذلك اللعين
End Flash Pack
خرجت من شرودها على دخول عز لغرفتها وقوله بنبرة معاتبة: وهو يشعر أن هناك العديد من الأمور هو كان غافل عنها: ليه كدة يا لين كنت فاكرك بثقي فيا بس أنتِ همشتيني زيهم.

نهضت لين وأقتربت منه وقالت بحنو: حبيبي أنت كنت تعبان ومرضتش أضغط عليك وعمري ما قصدت أهمشك يا عز ولو الدنيا كلها جت عليا أنت أول حد هتسند عليه أنت أخويا حبيبي أبو عيون خضرا
أبتسم ببهوت من نعتها له بذلك اللقب الذي طالما ذكره بطفولته وصوب غابات الزيتون خاصته عليها وتسأل بعتاب: بس أنتو رتبتوا كل حاجة من غير علم حد وقررتوا تسيبوا القصر، و مفكرتوش فيا...
و لا خوفتو من اللي يقدر يعمله وليد.

غامت عيناها تأثرًا بأتهامه الصريح لها لتصرخ مبررة بنبرة متألمة: يعمل اللي يعمله مبقتش أخاف وبعدين مين قالك أننا مفكرناش فيك أنا مستحيل أتخلى عنك بس مكنتش عايزة أفرض عليك حاجة غصب عنك أنت راجل وتقدر تقرر أن عايز تعمل أيه بنفسك وبعدين أبوك هو اللي وصلنا لكدة يوم ما خلى واحد زي وليد يتحكم فينا، أنا هبعد ونفسي أنت كمان تبعد زي وتسيبهم يصفوا حسابتهم اللي ملناش دخل بيها مع بعض لتتنهد تنهيدة عميقة وتستأنف بنبرة متأملة: لو فعلًا بابا بيحبنا هيصفي كل حاجة وهيبدء من جديد علشانا وساعتها بس نقدر نرجع نعيش معاه على أي وضع.

نفى عز برأسه بعدم أقتناع وهدر بثقة: مستحيل أبوكِ يضحي بكل اللي قعد سنين يكون فيه بالسهولة دي أنتِ عارفاه ميهموش غير مصلحته وبس فبلاش تتعشمي على الفاضي...
ليزفر بضيق ويلتفت ينوي المغادرة لتقول لين وهي تتمسك بذراعه: طب أنت ناوي على أيه؟
أجابها بقراره القطعي: أنا كمان هبعد محتاج أثبت لنفسي إني مش فاشل زي ما كلكم شايفني.

أبتسمت بسمة بسيطة واحتضنته حضن أخوي وربتت على ظهره بحنو شديد وبعد عدة عدة دقائق معدودة كانوا يتدلوا الدرج سويًا كي يغادرون القصر
بعدما رحل كافة الحضور وإن كادو يخرجوا من باب القصر صرخ شكري بتكبر وبكل جبروت: فاكرين أنكم بتلوى دراعي علشان أضحي في اللي بقالي سنين بكون فيه دة بعدكم مش هيحصل إلا على جثتي و.

عايزين تمشوا أمشوا بس خليكم متأكدين أن مفيش حاجة هتغير حقيقة إني أبوكم ومهما بعدتم هترجعولي تاني وتطلبوا مني أسامحكم
أبتسموا ثلاثتهم وتناوبوا النظرات بينهم بلا فائدة وتابعوا سيرهم لخارج القصر
تحت نظرات شكري التي تستشيط غضبًا.

إما ذلك اللعين فقد غادر من القصر بعدما أخبره أحد رجاله بأن شحنة السلاح خاصته قد تم ظبطها والتحفظ عليها من قبل رجال الشرطة ليتوجه بسيارته بسرعة جنونية متهورة للغاية إلى شركته ليأخذ تلك المستندات من خزنته التي يعتمد أنه سيستغلها لحمايته قبل القبض عليه وما ان وصل إلى هناك صف سيارته بعيدًا عن الشركة قليلًا وتسلل للداخل بحذر شديد كي لايلفت الأنظار له وما ان وطأت قدمه أرض مكتبه زفر بأرتياح وتوجه ليفتح خزنته بذلك الكارت الألكتروني الوحيد الذي بحوزته ولكن عندما أنفتح بابها أتسعت عيناه بذهول وبصدمة عارمة فقد وجدها خاوية تمامًا إلا من تلك الرصاصة التي كانت تتوسط أرضيتها ليتناولها بين راحتيه ويزمجر بغضب قاتل وهو يشعر أنه على وشك أن يفقد صوابه الأن ليثور بشدة ويصيبه حالة من الهياج الشديد و يزيح محتويات مكتبه كاملة ويركل الطاولة الزجاجية التي تتوسط حجرة مكتبه لتتهشم لقطع متناثرة وتحدث جلبة بالمكان ولكنه لم يكترث وما أن أنهكت قواه من التنفيس عن غضبه القاتل استند براحتيه على سطح مكتبه وأغمض عينه بأنفاس غاضبة متسارعة وبمجرد التفكير لوهلة واحدة بلأمر فتح عيناه الرمادية التي تقدح بالشر وقال بنبرة جحيمية لا تبشر بالخير بتاتًا وهو يتيقن أنها هي فمن غيرها يستطيع أن يخدعه ويضاهيه بسم أفكاره: يا بنت وحياة أمك لهقتلك يا ماهي وأقطع من لحمك و أرميكِ للكلاب.

لينوي المغادرة وهو يتطلع لتلك الرصاصة بيده ويفكر ملياً بلأمر فما الذي تقصدته من ترك تلك الرصاصة ولمَ يشعر أنها رسالة مبطنة مقصود بها شيء بعينه نفض أفكاره سريعًا وهو يتوعد لها وغادر شركته غافل أن تلك الرصاصة هي نفسها التي أخترقت جسد ذلك الهائم.

اسندت رأسها على ظهر مقعدها بتلك الطائرة التي أقلعت لتوها من مطار نابولي الدولي ( كابوديتشينو )متوجهة إلى أرض الوطن.

التي تقسم أنها أشتاقت لكل ذرة تراب بأرضه، فقد قررت أن ترمي كل شيء خلف ظهرها وتبدء حياه جديدة وهي تنوي أن تكفر عن كل أثامها السابقة وتدعوا الله على استحياء أن يعينها على نسيانه فنعم قد أخبرته كل شيء عن حياتها بذلك الخطاب ولكنها لم تجرء قط على التأمل بالكثير منه فهي تعلم أنه محق بكل ما ظنه بها وحتى أن غفر لها واستطاعت أن تستعطفه بخطابها فهي مقتنعة تمامًا أنه لا يستحق شخص مثلها مدنث بلأثام.

فنعم هو يستحق الأفضل من وجهة نظرها، أغمضت عيناها تعتصرها من تلك العبرات الحارقة التي تنعي بها حياتها التي كانت تنهمر بسخاء وكأنها تتعمد أن تكوي وجنتها تحت وطأتها ولكن عندما تذكرت الجانب الإيجابي بلأمر زفرت أخيرًا بأرتياح من بين شهقاتها فما فعلته هو عين الصواب والأفضل لسلامتها من شر ذلك اللعين وليد فهي حقًا ممنونة ل يوسف كثيرًا على مساندته لها وتأمين كل شيء لرحيلها حتى أنه أخبرها أنه سيظل يتواصل معها كي يخبرها بكل جديد.

آما عن ذلك الهائم عاد مرة آخرى إلى تلك الشقة التي كان يخبئ بها ماهي قبل سفرها بعدما رفض العودة مع رجل الذي أرسله روبرتو إليه وأصر على البقاء.

أرتمى على الفراش بكل قهر و هوان وبعيون غائمة تنعي حظ قلبه، فمازالت تلك الكلمة التي أهدرت كافة آماله هباءً تتردد على مسامعه وكأنها تريد أن تفتك به نعم قالت أنه زوجها على مرآى ومسمع من الجميع، هز رأسه بهستيرية ووضع يده على أذنه وصرخ بهياج تام ودون أي تفكير منطقي يتوجب عليه: ليييييييييه، لدرجة دي كنت ولا حاجة بالنسبالك، لدرجة دي كنت مغفل وكان عندي أمل تبقى مظلومة، أنا ازاي مستوعبتش أنك شبههم ميهمكيش غير مصلحتك لتأتي ومضة من ذكرياته الأليمة على خاطره التي يقسم أنه حاول تبريرها سابقًا لعقله بأنها تفوهت بذلك الحديث كي تحميه ولكن خابت كافة تبريراته وأطاحت هي بأفعالها كافة آماله، تسارعت أنفاسه بغضب قاتل وتلك الكلمات تتردد بذهنه وهو يعتقد أن كل كلمة بها كانت تعنيها حينها.

Flash Pack
صدقني، مفيش حاجة بيني وبينه يا وليد أنا مستحيل أفكر حتى في واحد زيه ده آفة و ولا حاجة بالنسبة ليا
أنا بس كنت بحاول ابقى لطيفة معاه علشان يساعدني أسافر ل يعقوب علشان يقنعك نأجل جوازنا شوية، لكن هو خياله واسع
واتهيئله إني ممكن أحب واحد حقير زيه
End Flash Pack.

زمجر بغضب وهو يظن أنها كانت تستغله وتراوغ وليد فقط كي تكون مع يعقوب بلأخير ليجز على نواجزه بقوة وظل يحطم كل ما طالته يده كي يفرغ شحنة غضبه وما أن خارت قواه أخيرًا
أرتمى بزاوية أحد الغرف بإنهاك وظلت عيناه تهدد بسقوط دمعاته الحارقة حتى أنه ظل للكثير من الوقت شارد بنقطة وهمية في الفراغ دون أي رد فعل تذكر وكأنه أصبح جثة هامدة جسد فقط دون روح.

صوت رنين هاتفه أخرجه من حالة الثبات تلك لتزوغ نظراته ويمرر يده على وجهه كي يستعد رباط جأشه فقد أدرك أن لا شيء يستحق الحزن عليه بعد اليوم، ليتناول هاتفه وإذا ب مارك من الطرف الآخر: يوسف أين أنت، لقد تم الأمر كما أردت تم التحفظ على الشحنة من قبل الشرطة وصدر أمر للتو بالقبض على وليد أهنئك يا صديقي على ذكائك فقد أطحت به أخيرًا
أجابه يوسف بنبرة متحشرجة للغاية: أخبرني هل رتبت كل شيء كما اتفقنا.

مارك: أجل لا تقلق لقد دبرت الأمر
ليرد يوسف: حسنًا أخبرني عندما يتم القبض عليه ووافني بكل جديد
حسنًا
أغلق معه وجلس على أحد المقاعد يفكر مليًا بالخطوة القادمة التي يقسم أنها ستكون الأخيرة قبل رحيله من تلك البلد للأبد فلم يعد يتحمل ذلك الهواء الذي يحمل معه عبق ذكريات أصبحت أليمة بالنسبة له.

آما بالقاهرة وبذلك الوقت المتأخر عاد هو لتوه بعدما أنهكه للغايه تصليح سيارة تلك الشقراء وما ان وطأت قدميه درج منزله وجدها تقف أمام باب شقته وترمقه بنظرات مشتعلة لم يتفهم ما مغزاها ليهتف بقلق شديد: مالك يا حلا أم الغالي كويسة
أجابته بإقتضاب: كويسة
زفر بأرتياح وتسأل بريبة وبنبرة حادة صدرت دون قصد: طيب أيه اللي موقفك كدة ميصحش الوقت أتأخر، كُنت محتاجة حاجة؟

زاغت نظراتها ولم تعلم بما تجيبه لتدب قدميها بلأرض وتلتفت تنوي الصعود تحت نظراته المستغربة بشدة وأن صعدت درجتان نفخت أوداجها والتفتت مرة آخرى له وقالت والفضول يتراقص بتداخل عيناها: مين اللي أنت ركبت معاها دي.

حانت منه بسمة حالمة من سؤالها وظل يتسأل بينه وبين نفسه وهو يهيم بها دون أرادة هل يا ترى تهتم لأمره لهذا الحد وتشعر بالغيرة أيعقل أن يكون حدثه صائبً تلك المرة آم يهيء له. لوحت هي أمام وجهه وتسألت بخجل من نظراته: إسماعيل بلاش تبصلي كدة ورد على سؤالي
تحمحم هو بحرج وأزاح بنظره بعيدًا عنها وهو يلعن ذاته ككل مرة: دي زبونة عادية كنت بصلحلها عربيتها على الطريق.

تنهدت هي ببسمة بسيطة وكادت تتحدث لولآ أنه قال بنبرة صارمة لا تقبل الحياد وهو يتحاشى النظر لها: أطلعي شقتكم يا حلا وأخر مرة تنزلي في الوقت دة أو تقفي كدة
أخذت تفرك يدها بحرج وهي مطرقة الرأس وبررت بتلعثم: أصل، أنا يعني، كنت...
عقد حاجبيه وقال بنفاذ صبر بنبرة رجولية باحتة: مفيش سبب مقنع يخليكِ تنزلي في وقت زي دة.

لتدب هي بقدمها بلأرض من جديد وتربع ذراعيها وتقول بإندفاع كعادتها: حتى لو قولتلك إني موافقة أتجوزك
مهلًا مهلًا أيها القلب ألتزم بثباتك في حضرتها وكفاك طرق بين ضلوعي بتلك القوة فنعم سمعت ما قالته لتوها فيبدو أنه قد حان الوقت كي ترأف بك وتجعلك تنعم بقربها.

نمت بسمة غير مصدقة على فمه وحثها بعينه البندقية التي تلتمع بعشقها الآن أن توكد له مرة آخرى حتى يستطيع أن يستوعب الأمر لتنصاع هي له و تؤكد بعيناها وهي تبتسم بسمة خجلة للغاية جعلت قلبه يتراقص من شدة الفرحة وما لبث ثواني معدودة كانت تصعد الدرج بخطوات سريعة من شدة خجلها مما جعله ينظر لأثرها
بوله تام وبتنهيدة حارة نابعة من صميم قلبه المتيم بعشقها.

عودة آخرى لقلب أوروبا الرحيم الذي نأمل أن لا يكون رحيم أبدًا مع ذلك اللعين.

فبعد أن خرج من شركتة توجه إلى منزلها لكي يقتص منهاولكن لم يجدها بأي مكان من الممكن أن تتواجد به مما جعله يلعن بفجوج وهو يشعر بنيران الحقد والأنتقام تتفاقم حد الجحيم، ليحاول مرارًا وتكرارًا مهاتفة مارك ولكن دون جدوى مما جعله يلعن بفجوج مرة آخرى ويضرب بقبضة يده مقود السيارة ولا يعلم ماذا يتوجب عليه فعله سوى الهرب قبل القبض عليه وبالفعل ما أن أنطلق بسيارته في الطريق وجد دورية من دوريات الشرطة على الطريق ليحاول جاهدًا الثبات حتى لا يثير ريبتهم وما أن مر من أمامهم والتقطوا لوحة سيارته ولا حظ هو أنتباههم له أنطلق بسرعة جنونية كي لا يتمكنوا من القبض عليه ولكن أتبعه أحد رجال الشرطة وأخبر عن طريق جهاز أرساله عدة دوريات آخرى لترسل دعم حتى يتمكن من الأمساك به.

لتجعله يجن جنونه ويزيد أكثر وأكثر بسرعته وهو يفتعل كافة الحيل الممكنة للهرب وما أن أعتقد أنه لاذ بالهرب أخيرًا أبتسم بسعادة والخبث يتراقص على وجهه وهو يتفقد الطريق خلفه والتأكد أنهم لم يتتبعوه ولكن أثناء إنشغاله ظهرت سيارة أخرى من العدم أمامه وإن كاد يتفاداها أنزلقت أطارات سياراته ولم يستطيع السيطرة عليهاوفي لمح البصر كانت تنقلب به السيارة على جانب الطريقة بطريقة خطيرة للغاية، وبعد عدة دقائق معدودة تجمهروا مجموعة من السيارات توقفت تشاهد الحادث تزامنًا مع وصول رجال الشرطة الذين بدورهم لا حظوا بدء أشتعال السيارة مما جعلهم يسيطرو على الوضع سريعًا ويطلبوا الدعم وهم يتيقنوا أن ما بداخلها خسر حياته لامحاله ليندفعوا إليه كي يتأكدوا وبعد عدة محاولات استطاعوا أن يخرجوا جسده المنهك المتراخي من بين حطام السيارة فكانت هيئته تضاهي هيئة الموتى بكل شيء فكان جسده مدمي بشكل خطير للغاية و دماءه القذرة تغطي كل أنش به ومن يراه يقول قد فقد حياته لتوه ولكن عندما تم معاينة نبضه من من قبل أحد رجال الشرطة هتف قائلًا: يبدو أنه لم يفقد حياته به.

فهل يا ترى ذلك كل ما يستحقه من عقاب آم ما حدث هو بداية فقط لطريق هلاكه
ومحاسبته على كافة أثامه الغادرة بحق كل من حوله
دعونا نرى ما تخبئه لنا الأحداث ودعوني أخبركم أن تلك هي بداية لأحداث أقوى
وربما تكون بداية جديدة أكثر ملائمة لكل أبطالنا.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة