قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية تيراميسو للكاتبة ميرا كريم الفصل السابع عشر

رواية تيراميسو للكاتبة ميرا كريم الفصل السابع عشر

رواية تيراميسو للكاتبة ميرا كريم الفصل السابع عشر

لا تعلقي أحلامك على أكتاف رجل، إلّا إذا كنتِ تتوقين لطعم الخذلان.
( مقتبس).

بعد أن خرجت شوق من قسم الشرطة توجهت إلى منزلها وهي تستشيط غضبًا وتتوعد لذلك المقيت التي بسببه وبخها ذلك الظابط وقلل من شأنها أمام كل الحاضرين، وما أن فتحت باب شقتها وتوجهت إلى غرفة النوم شهقت بقوة وضربت أعلى صدرها بتفاجئ من هيئته المخزية وصاحت: يالهوي، أيه اللي عمل فيك كدة يا منيل، والله عيب على الرجالة اللي أنت منهم لابس قميص نومي ياراجل ياهُزق.

فتح علاء عيناه بصعوبة بالغة من أثار كدمة عينه وقال لها بحروف صدرت منه متكسرة من بين أسنانه المهشمة وهو مستلقي على الأرض ولم يقوى على الحراك بعد: ابن الميكانيكي العرة جارها عدمني العافية
ومضاني على وصلات أمانة لو مسدتهمش هيسجني
شهقت مرة آخرى ولكن بصوت متهكم وقالت تنهره وهي تتقصع بخصرها مع كل كلمة: وأنت سكتله وسبته يعمل فيك دة كله.

ليكذب هو للحفاظ على ماء وجهه ويقول وهو يسعل بتعب: لأ أنا ضربته ومسكتش، ليتلعثم قليلًا عندما وجدها ترمقه بنظرة مقززة غير مصدقة: أنا، كنت هموته، بس هو أعفى مني...
وخدني على خوانة
لتلوي فمها بإمتعاض وترفع حاجبيها المنمقين بشدة وتسترسل: يبقى لازم نبلغ يا عنيا ومنسكتش على اللي حصل
نفى علاء برأسه برفض قاطع وقال بجُبن: لأ الله يخليكِ هيفضحني بالفيديد اللي صورهولي وهيخليني فُورجة قدام أهل منطقتنا.

شملته شوق من أعلاه لأخمص قدمه بتقزز شديد
وقالت تنهره بحدة بعدما بصقت عليه وتوجهت إلى الخزانة تقذفه بملابسه: تصدق أنك تستاهل اللي عمله فيك و أنا غلطانة إني رضيت أتجوز واحد زيك جبان ومش راجل، دة أنا رجالة زي الفل يتمنوا رضاية وبيترموا تحت رجلي، أقوم يطلع نصيبي مع واحد محسوب على الرجالة بلأسم بس، لأ، ياعنيا مش شوق اللي ترضى بكدة.

قالت أخر جملة وهي تقذفه بأخر قطعة ملابس تخصه وتأخذ من درج الكومود الخاص بها ورقتان العرفي الخاص بزواجهم
ليهمهم هو بتوجس وبنبرة مهزوزة: يعني أيه يا شوق ؟
يعني أنت طالق يا عنيا.

صحبت قولها وهي تمزق الورق أمام عينه المشدوهة وهو مازال على وضعيته مُمدد على الأرض ولم يقوى على الحراك من ألم جسده ولكن بعد أن تفهم نواياها سحف بإنهاك وتمسك بساقيها يرجوها أن تعدل عن قرارها ولكنها رفسته بعيد عنها بقرف وقالت بصوت جهوري مستنفر للغاية:
بررررررررة بيتي وإياك أشوف خلقتك دي تاني يأما هجيبلك اللي يعلمك الأدب بجد يا عنيا.

نفى برأسه بذعر أكبر من تهديدها المعني له، وظل يحاول عدة محاولات لاستعطافها و التزليل لها لكن دون جدوى فقد قابلت إلحاحه بإشمئزاز وبنفور تام مما جعله يطرق رأسه بيأس وينوي المغادرة فهو على يقين تام أنها عندما تصر على شيء لن تتهاون في تنفيذه أبدًا، لينهض بإنهاك تام وهو يتحامل على نفسه لتدفعه هي إلى خارج باب الشقة بكل قوتها مستغلة أنهاك جسده وعدم قدرته على المقاومة وتقذفه بملابسه من جديد وتبصق عليه مرة أخيرة ثم أغلقت الباب بقوة بوجهه ليجلس أمام الباب وهو ينعي حاله بنحيب كالنساء فاهو خسر كل شيء بغبائه وطمعه وإنخراطه وراء شهواته اللعينة.

الخُذلان مُؤلم حين يشبعنا حدّ الوجع، حد الانتهاء من كل شيء لا نحتاج إلّا أن نسمع له، نسمع صوت ذلك الذي سبب حُقنة الألم داخلنا، صوته ما زال يدوي، لأنك لن تنسى يوماً.
( مقتبس).

بعد عدة ساعات في الطريق مرت عليهم كمرور الدهر، وصلوا أخيرًا إلى مدينة القاهرة فكانت حلا لها النصيب الأكبر من جلد الذات وكأنها لتوها فقط أيقنت فداحة ما اقترفته في حق نفسها حتى أنها لم تجرء على رفع نظراتها المنكسرة بأحد وظلت على سكونها طوال الطريق وهي تشعر بالخزي، آما عن نجية فكانت ترمق حلا من حين لآخر بنظرات معاتبة حزينة مخيبة للآمال وهي تتحامل على نفسها و تشعر أن قلبها يعتصر بين ضلوعها من شدة الألم وأن جسدها يتعرق بشكل غريب ولكنها ظلت تقنع ذاتها أنه من تأثير الموقف أصابها التوتر لذلك تتعرق وتشعر بالغثيان، آما عن ذلك العاشق كان يسترق النظرات من حين لآخر من المرآة الأمامية للسيارة ليتأكد أنهم بخير وما أن توقفت السيارة بهم أمام البناية تنبهت حلا وتحضرت للنزول وهي ما زالت مطرقة الرأس بينما تدلى إسماعيل وفتح باب نجية.

لينزلها لكن ما أن سقطت عيناه عليها ورأى هيأتها المتعبة أنحنى على ركبتيه أمامها وسألها بقلق: أنتِ كويسة يا أم الغالي؟
أومأت له نجية في ضعف وحاولت أن تتحامل أكثر على نفسها ولكن قد تفاقم الألم وتمادى إلى ذراعها الأيسر بينما ثقلت أنفاسها ولم تقوى على التقاطها، لتتدخل حلا بعدما أنتبهت وتقول في خوف وبتلهف وهي تتمسك بكف والدتها: ماما مالك حاسة بأيه؟

ردت نجية بتقطع وبنبرة ضعيفة وهي تسحب يدها من بين راحتها وتضعها بيد إسماعيل وتستند عليه لتخرج من السيارة: أنا كويسة أبعدي عني
ليقاطعها إسماعيل بلهفة وخوف حقيقي بعدما أطرقت حلا رأسها بخزي وصمتت: لأ انتِ مش كويسة تعالي
هنروح المستشفى نطمن.

نفت برأسها وهي تدعي أنها بخير وما أن وضعت قدمها على الأرض خانتها ساقيها وسقطت مغشي عليها بين ذراعي إسماعيل الذي تفادى أرتطامها بلأرض بسرعة بديهة لتصرخ حلا برعب ودمعات متساقطة وهي تهرول و تسندها معه: ماما، ماما، ردي عليا بالله عليكِ بلاش تعملي فيا كدة...

ليصرخ إسماعيل بها كي تهدء وينحني بجزعه ويحمل نجية ويرجعها مرة آخرى للسيارة وتتبعه حلا وهي تنتحب بقوة لينطلق بهم عبد الرحيم بالسيارة إلى أقرب مشفى تاركين مجموعة من أهل المنطقة
الذين تجمهروا حولهم حينها يتهامسون بينهم بأحاديث جانبية بعدما شاهدوا هيئة حلا المذرية التي سبقها بحث والدتها عنها ليحيكوا قصص وهمية ويلفقوها بها وكعادتهم يحكمون على ظواهر الأمور غافلين عن بواطنها.

آما في إيطاليا
تململت في فراشها وهي تشعر بدفئ غير عادي يحاوطها لترمش لعدة مرات قبل أن تفتح عيناها وتقع عليه مُدد بجانبها ويحاوطها بذراعيه بحنان.

لتبتسم بسمة عابرة وتنسلت من بين يديه لتدخل للمرحاض تأخذ حمام دافئ وما أن دلفت للداخل ونزعت فستانها التي لم تشلحه من الأمس سقطت تلك العبوة البلاستيكية التي أعطاها لها وليد لتتناولها ثم دون أي تفكير في عواقب الأمر سكبتها في الحوض وتبعتها بفتح صنبور المياه لتتخلص منها لتتنهد بعدها بأرتياح وهي تنوي أنها ستكف عن إيذائه فهو لا يستحق أن يصاب بأذى فهو حنون ومسالم للغاية ولا شأن له بكل ما يدور، ليفعل ما يفعله ذلك اللعين بها فهى نالت الكثير ولم تعد تكترث للألم لتلقى نظرة على وجهها بالمرآة وتركز نظراتها على جرح جبهتها وتتحسسه ببطء وتتذكر إيذاء ذلك اللعين لها بلأمس، لتبتسم تدريجيًا برضا وكأنها لأول مرة تفعل شيء صحيح ترضى عنه.

بينما كان هو يستيقظ لتوه ويشعر بألم مبرح برأسه ليعتدل بنومته ويمسد جبهته لعله يخفف حدة ذلك الصداع اللعين لتمر أمام عينه ومضة عابرة تذكره بحالتها الفريدة التي كانت عليها بلأمس لتحين منه بسمة هادئة وان كاد ينهض من الفراش تعالى رنين هاتفه ليتناوله ويجيب بضيق عندما علم هوية المتصل: آخيرًا افتكرت ان ليك ابن تسأل عليه.

أجابه شكري من الطرف الآخر بجحود دون أن يكلف نفسه بالسؤال عن حاله: أنا محتاج مساعدتك يا عز
أجابه عز ساخرًا: مساعدتي أنا، دة من أمتى بتعتمد عليا
ليرد شكري: أنت عندك حق أنا عمري ما أعتمدت عليك بس يمكن جة الوقت اللي تخليني أقتنع أنك ممكن تتحمل المسؤولية معايا
تلعثم عز ولم يعلم بما يجيبه ليستأنف شكري عندما تأخر رده: وليد مصمم يتجوز أختك وأنا...
أبتلع باقي حديثه ولم يستأنف
ليقول عز بنفاذ صبر وهو.

يمسد جبهته بإنفعال: وأنت أيه يا بابا، محروج تقول أنك في صف وليد ومش معترض على جوازها
تلجلج شكري وقال بجحود: وانت كمان لازم تقف في صفي وتقنعها توافق دة علشان مصلحتنا كلنا
ليقهقه عز بقوة وكأن والده القى عليه أحد الدعابات ويقول ساخرًا: مصلحتنا، قول أنك خايف منه وخايف على مصلحتك أنت، ليستأنف بقرار قاطع: أنا عمري ما هشارك فدة وخرجني برة حساباتك وياريت تنسى أن ليك ابن.

ذلك أخر ما تفوه به قبل أن يغلق الخط ويلعن المال الذي جعل أباه بذلك الجحود.

خرجت هي من المرحاض على صوته العالي نسبيًا بعدما أنتهت لتوها وهي ترتدي بورنس أبيض خاص بلاستحمام وترفع خصلاتها النارية على هيئة كعكة مبعثرة، وقف مشدوه من طلتها يبتلع ريقه ببطء شديد يحاول أن يتماسك ويكبح رغبته حتى لا ينزع ثقتها به ولا يرغمها على شيء ويحترم رغبتها ولكن هو بلأخر رجل فلترأف به قليلًا ولا تتحامل على رجولته، زفر بقوة وازاح برأسه بعيد عنها عندما أقتربت منه وسألته:.

مالك كنت بتكلم مين وليه منفعل كدة؟
أجابها مدعي الثبات وهو يخفي تأثره بهيئتها المثيرة: دة بابا بيقولي أن وليد أبن عمتي مصمم يتجوز لين أختي غصب عنها وعايزني أقنعها، فاكرني ممكن أأثر عليها.

عندما تفوه بأسمه شعرت بوخزة قوية بقلبها لتجلس على طرف الفراش وتشرد في نقطة وهمية في الفراغ بعيون غائمة فاهو أكبر خطاياها وسالب أمانها وراحتها أكتشفت ما وراء غموضه وكتمانه، الآن فقط تيقنت لكل شيء فطالما أعتقدت أن هدفه المال فقط لكن خابت كل ظنونها فهو يسعى لغيرها بكل قوته بينما كانت هي تتوسل له أن يتزوجها وكانت تتقبل رفضه القاطع المبرر بأنه ينتظر أن يحصل على المال أولًا بمخططه ليجعلها تظن أن بعدما تساعده في مخططه اللعين سيمن عليها بالزواج حينها ولكن هاهو أثبت لها أنها لم تكن يوم تعني له شيء و أن سنوات عمرها التي أنقضت في طاعته ذهبت كلها هباءً قطع مداهمة أفكارها صوت عز يسألها بقلق:.

مالك أنتِ كويسة
أومأت له بضعف وببسمة باهتة لم تصل لعيناها، ليجثو هو على ركبتيه أمامها ويقول بلطف وهو يشملها بدفئ عيناه: أنا لازم أمشي أطمن على لين، هتصل بيعقوب ابن عمي هو أكيد يعرف أكتر وهيفدني
هزت رأسها بتفهم وتسألت بنبرة متقطعة متوجسة وهي تشعر بشعور غريب لأول مرة يساورها: هترجعلي تاني، مش كدة؟
أبتسم بسمة هادئة أشعرتها بلأطمئنان وقال وهو يربت على وجنتها بلطف: أكيد هرجع يا ماهيتاب.

أنا بقيت مقدرش أعيش من غيرك
حانت منها بسمة بسيطة حالمة بعدما تفوه بأسمها القديم التي أفتقدته بشدة ويذكرها بتلك الفتاه صاحبة الثالثة عشر عام قبل أن تنتهك برائتها لتهمس بعدها: متتأخرش
أومأ لها وقال قبل أن ينهض ليغادر: مش هتأخرهطمن عليها وهروح أسكور وارجع علطول
نفت برأسها ونهضت تهرول إليه و تقبض على ذراعه بقوة ترجوه: بلاش يا عز علشان خاطري.

عقد حاجبيه من غرابة تصرفاتها فهى من كانت تحثه على تعاطي المخدرات سابقًا لمَ الآن تنهيه عنها
لتبرر هي بعيون زائغة بعدما شعرت أن ساورته الشكوك نحوها: أنا خايفة عليك
حقًا فما الذي أختلف الآن حتى تخاف عليه وتمنعه ترى هل أحببته حقًا نفض أفكاره سريعًا وطمئنها بنظرة حانية من غابات زيتونه التي أزدهرت أكثر وهي تتمعن بتلك النظرة المهتمة الصادقة بعينها: هحاول.

ليغادر بعدها تاركها تلعن غبائها وتلعن ذلك اللعين وتحاول مرارًا وتكرارًا أن تهاتفه غير عابئة بقسوة عقابه.

عودة للقاهرة وخصةً ذلك المشفى القريب من منزلهم.

التي ما أن وصلوا إليها نقلوا نجية إلى العناية الفائقة ليقموا بإسعافها، ظل هو يعدو ذهابًا وايابًا بقلق شديد أمام غرفة العناية الفائقة ينتظر أحد أن يخرج من الأطباء ليطمئنه بينما هي كانت منكمشة وتبكي بقوة بشهقات حارقة وتأنب ذاتها فكل ما حدث بسببها ليصرخ بها إسماعيل ما أن تعالى نحيبها و وتره كثيرًا: ممكن تهدي وتبطلي عياط هتبقى كويسة إن شاء الله بس أنتِ أدعيلها.

نفت برأسها وظلت تنتحب بقوة أكبر وبشكل هستيري
ليزفر هو بضيق ويقترب منها ويقول بنبرة هادئة حاول أتقانها متغاضي عن قلقه الذي ينهش به هو أيضًا: أهدي علشان خاطر ربنا دلوقتي الدكتور يخرج ويطمنا
أجابته من بين شهقاتها الممزقة: اللي حصلها دة بسببي أنا
أنا خايفة، خايفة، أمي مليش غيرها دة حتى يوسف سافر وسابنا لوحدنا من غير سند.

أحتل الحزن عينه تأثرًا بأنهيارها وهمهم يواسيها رغم أن دواخله منهكة عنها: ربنا موجود وانا...
بتر كلماته بعدما كاد يخبرها أنه لن يتخلى عنهم مهما حدث وأنهم سيظلوا في رعايته إلى حين عودة صديقه لكن قاطعه خروج الطبيب من الغرفة، ليهرولو إليه ويسألوه بتلهف وقلق شديد في نفس واحد: خير يا دكتور طمنا الله يخليك
أجابهم الطبيب بعملية بعدما أزاح الواقي الطبي عن فمه: (heart attack)،.

جلطة قلبية، أحناعملنا كل اللازم وكويس أنكم جبتوها بسرعة قبل ما وضعها يسوء، هي هتفضل في العناية المركزة تحت الملاحظة كام يوم
وإن شاء الله خير أدعولها
ذلك أخر ما تفوه به الطبيب قبل مغادرته تارك حلا تجهش بالبكاء من جديد وتنعي حظها بينما إسماعيل ظل مشدوه وملامح الحزن والآسى تكسو وجهه تأثرًا بما أصابها فيبدو أن قلب تلك السيدة الحنون لم يتحمل ما أقترفته أبنتها واعلن عصيانه على جسدها.

عودة آخرى إلى قلب أوربا الرحيم كما يطلقون عليها (إيطاليا ) التي لم تكن أبدًا رحيمة بأحد
بعد أن هاتف يعقوب وعلم بكل ما حدث توجه للمشفى التي تمكث بها للأطئنان عليها وحين سمح له الحرس الخاص الذي عينه يعقوب لحمايتها سابقًا وجدها ممددة على الفراش تحتضن بيدها ذلك السلسال التي أهداها لها يوسف وشاردة دون أي تعبير يذكر لملامحها.

أقترب عز من فراشها وقال بضيق وهو يجثو على ركبتيه ويربت على شعرها: حقك عليا، مكنتش أعرف اللي حصلك غير النهاردة من يعقوب...
رفعت نظراتها الحزينة إليه وأغتصبت بسمة بسيطة على ثغرها.

ليستأنف هو بنبرة حزينة ممزقة: كنت فاكر بابا بيحبك وبيدلعك وبيفضلك عني وأن عمره ما هيجي عليكِ زي ما جة عليا، لكن طلعت غلطان وخيب هو كل ظنوني بطمعه وأنانيته، ليضيف بأختناق وبتأنيب ضمير: حقك عليا أنا عمري ما كنت جنبك، بس هو السبب هو اللي عمل الفرق دة بينا و كان علطول بيبعدني عنك وشايفني عديم المسؤولية
لدرجة إني كنت بحس إني بغير من حبه ليكِ وكنت قربت أكرهك زي ما بكرهه...

قال أخر جملة بدمعات متساقطة لم يستطيع كبحهم، مما جعلها تتأثر بحدثيه وتعتدل وتسحبه من يده لتجلسه بجانبها، ليهمهم هو بأسف: سامحيني
أبتسمت ببهوت ودون أي مقدمات أرتمت بحضنه وقالت بحنو أخوي: أنا مقدرش أزعل منك، بس كلامك دة أتأخر أوي يا ابو عيون خضرا
قالت أخر جملة بمشاكسة خفيفة جعلته يبتسم من بين دمعاته لذلك اللقب التي طالما أطلقته عليه وهم صغار.

ليربت على ظهرها بحنان ويقول بمشاكسة مماثلة: يااااااه قد أيه كانت وحشاني شقاوتك يا أمو غمزات
تسللت بسمة عابرة على ثغرها ونكزته بضعف بكتفه
تزامنًا مع دخول يعقوب الذي ما أن رأى ذلك المشهد المأثر هتف يخفف حدة الأجواء: ياسلام على الحنية والنعمة هعيط، يعني لازم عز يجي علشان أشوفك ضحكتك اللي بتنور الدنيا تاني
ليعقب عز بخفة: ياعم بطل حقد الله يخليك
ليقهقه يعقوب بينما.

تخرج هي من أحضان عز برفق وتسأل يعقوب بقلق: كنت فين صحيت ملقتكش وقلقت عليك، قولي وصلت لحاجة.

هدئت ضحكاته تدريجيًا ورفع ثاقبتيه الحزينة لها ولا يعلم بما يجيبها فهى طلبت منه أن يتأكد من موت يوسف أو على الأقل يعثر على جسمانه وكأن قلبها إلى الآن لم يستوعب الأمر ويشعر ببصيص أمل، ليزفر بضيق ويمرر يده بخصلاته الفحمية ويجيبها بحياد دون أن يفصح عن فشله بلأمر حتى لا تسوء حالتها من جديد: لسة رجالتي بيدورو وموصلوش لحاجة
وأسف مش قصدي أقلقك أنا كنت بجيب شوية ورق لازمني من القصر.

أومأت له بتفهم وبعيون غائمة وهي تحتضن ذلك الحجر بسلسالها الذي أهداه لها وكأنها تستمد القوة منه، بينما تسأل عز: هنعمل أيه؟ أكيد مش هنقف نتفرج عليهم مش كدة
أومأ له يعقوب مأكداً وقال في ضيق: الحقير عايزها تخرج من المستشفى بكرة علشان يتمم أجراءات الجواز في السفارة وطبعاً أبوك معندوش أعتراض حتى هيعمل حفلة في القصر بليل وعازم فيها صحافين وأعلامين علشان يعلن جوازه منها.

شهقت هي بقوة بينما أشتعلت نظرات عز بالغضب
ليستأنف يعقوب بثقة عارمة وهو يغمز لهم بعينه: متقلقوش أنا هتصرف ويضيف بوعيد: آما خليته يلف حولين نفسه مبقاش أنا يعقوب الأنصاري.

سأمت من مهاتفته دون جدوى لتقرر أن تبعث له رسالة نصية على هاتفه تخبره أن لم يأتي لها في الحال سوف تذهب لخاله و لعروسه المنتظر وتخبرها كل شيء
لتخرب عليه الأمر تعلم أن ما فعلته لا يمت للعقل بِصلة لكن لابد أن تعلم لما خدعها بوعود واهية من الأساس،.

بعد أقل من ساعة بعد أرسالها الرسالة وأعلامه أن عز قد غادر ليطمئن، أبتسمت بأنتصار عندما تعالت طرقات الباب بقوة لتخطوا إليه وهي تعلم أنه ثائر وسوف يجن جنونه عليها لكن لايهم هي ستتحمل مهما كلفها الأمر حتى تنهي مأساتها
وما أن فتحت وجدته أمامها بعيون مشتعلة تقدح بالشر.

و إن كادت تفتح فمها كان يصفعها صفعة موجعة ويقول من بين أسنانه بوعيد وهو يقبض على ذراعها ويهزها بقوة: بتهدديني فكراني هخاف من واحدة زيك، أنا ميهمنيش حد وكل اللي تعرفيه عني هما يعرفوه وميقدروش يعترضوا أنا جيت بس علشان أخليكِ تحرمي تتجرئي عليا
رفعت نظراتها له وهدرت بإنفعال وهي تنزع ذراعها منه: كنت بتضحك عليا ليه؟ وعشمتني بالجواز طالما أنت بتجري ورا واحدة تانية.

ليبتسم بسمة شيطانية ويقول وهو يرمقها بتقزز: علشان أنتِ وحدة فاجرة و رخيصة قتلت جوزها ومستحيل أأمن على أسمي وشرفي مع واحدة زيك، فهمتي ولا تحبي أفهمك بطريقة تانية ياروح أمك
أنسلتت دمعاتها بقهر وصرخت بوجهه بعدما أغضبها حديثه وجعلها تثور لكرامتها: أنا حبيتك ووثقت فيك وأنت اللي جبرتني على كدة وأنت عارف أن مكنش قصدي أقتل جوزي أنا كنت بدافع عن نفسي.

ليقهقه وليد ويستأنف بوعيد: أبقي قولي الكلام دة لما أرجعك مصر بفضيحة وأبعت الفيديوهات بتاعتك لأهلك في البلد وأسلمك للبوليس بأيدي يا روح أمك.

رغم أرتجاف أوصالها إلا أنها جاهدت لتبدو ثابتة وقالت بتحدي سافر أمام نظراته المتوعدة فيكفي خنوعًا له لقد سأمت تهديداته وطريقته تلك فذلك اللعين حاولت من قبل عصيانه وتركه ولكنه أثر عليها بوعوده الواهية مرة آخرة و فاجأها بليلة مميزة بأحد الفنادق الفاخرة والتي أكتشفت مؤخرًا أنه قام بتصوريها معه بأوضاع حميمية كي تظل تحت سلطته الكاملة ولا تجرء على تركه: مبقتش أخاف يا وليد.

أنا عندي أتسجن أو أتعدم أرحم من إني أعيش تحت رحمة واحد زيك ويموتني بالبطيء
حانت منه بسمة هازئة وأختصر المسافة بينهم بخطوة واحدة وباغتها بصفعة مدوية صرخت هي على أثارها وكادت تسقط لولآ أنه لم يفلتها وجذبها من خصلاتها وقال بفحيح أمام وجهها: ماله اللي زي، دلوقتي بقيت مش عجبك يا رخيصة أنتِ باين عليكِ نسيتي أنا مين وأقدر أعمل فيكِ أيه.

أجابته بحدة وبنبرة ثائرة وهي تتلوى بين يده بتحدي ليتركها: منستش وعمري ما هنسى عذابك ليا، بس خلاص أنا تعبت ومعنديش استعداد أتحمل أكتر وخصوصًا بعد رأيك الصريح فيا.

أحتدت نظراته بغيظ ودفعها حتى سقطت على الأريكة ليستند بركبتيه ويميل بجزعه ويحاوط عنقها بأنامله الغليظة ويضغط بقوة وهو يكاد يزهق روحها بينما هي جحظت عيناها وتحول لونها إلى اللون البنفسجي وظلت تتلوى أسفله وتضرب ذراعه كي يتركها لكن دون جدوى لم يُأثر به شيء من دفعاتها وهدر بحدة وبنبرة متوعدة وهو مع كل كلمة يزيد من ضغط يده: أنتِ تحطي جزمة في بؤك وترضي من سكات ومتدخليش في اللي ملكيش فيه، جواز أنا مش هتجوزك وهتفضلي تحت رحمتي كدة لغاية ما أنا أزهق منك وأرميكي، فاهمة ولا لأ...

كانت تستمع لحديثه بدمعات تتساقط دون هوادة وهي بالكاد تستطيع أن تلتقط أنفاسها لتغمغم بعدها بإنكسار وبتقطع وهي تهز رأسها بطاعة كي يتركها فهى تعلم أن لم تطيعه الآن لن يتوانى في قتلها: حاضر، بس سبني هموت حرام عليك.

ليبتسم بسمة شيطانية ويضيف وهو يفرض جبروته أكثر: أخر مرة تعصيني أو تدخلي في اللي ملكيش فيه، فاهمة هزت رأسها مرة أخرى وهي ترجوه بعيناها أن يحل يده حتى تستطيع التقاط أنفاسها المسلوبة وما أن فعل أخيرًا شهقت بقوة تلتقط أنفاسها وتعالت شهقاتها ليصرخ هو بنفاذ صبر وهو يجلس على أحد المقاعد القريبة ويشعل أحد سجائرة: أخرسي مش ناقص وجع دماغ وقوليلي عرفتي منين؟
أكيد من المحروس عز مش كدة.

كتمت شهقاتها بيدها وأومأت تأكد له ليسألها من جديد بحدة أكبر: أدتيله اللي قولتلك عليه أمبارح
زاغت نظراتها بذعر من ردة فعله وأجابته بكذب: اه نفذت اللي قولتلي عليه وعطيتهالو.

أبتسم بسمة مريبة جعلتها تظن أنه سعيد بما فعلته مما جعلها تتنهد براحة ليقترب منها وهو ينفث أخر نفس في سجارته و يجثو بجانبها وتتحول تلك البسمة إلى آخرى شيطانية ويجذب خصلاتها يرجع رأسها للخلف ودون أي مقدمات كان يطفئ سجارته المشتعلة بعنقها مما جعلها تصرخ بأنين قوي وتتعالى شهقاتها ليهدر هو بنبرة جحيمية نابعة من أعماق الجحيم: أنتِ عارفة أن محدش يعرف يكدب على وليد مش كدة.

هزت رأسها تأكد له بهستيرية ليستأنف بغل: لو كان أخدها مكنش هيعرف يقف على رجله تاني و كان زماني خلصت منه
رمشت عدة مرات بضعف وسألته بخيبة أمل بعدما تفهمت نواياه الخبيثة نحوها أيضًا: ومني مش كدة؟
علشان كدة قولتلي خليه عندك علشان يموت عندي وتوديني في دهية وتبعدني شوية و تفضى لجوازك من بنت خالك.

نفضها عنه بقوة وقهقه بكامل صوته الرجولي وقال من بين ضحكاته بخبث: محدش بيفهمني قدك يا ماهي دماغك سم زي دماغي وعلشان كدة مش هعاقبك المرة دي وهديكي فرصة تانية، صحب قوله وهو يخرج عبوة آخرى من جيب بنطاله تحتوي على تلك المادة البيضاءالمخدرة المسممة ويضعها على الطاولة أمامها ويستأنف بشر أكبر بعدها: المرة دي تديهاله كمان يومين أكون أتجوزت أخته وفضيت علشان أعرف أعمله جنازة تليق بيه.

ظلت صامتة بحالة لا يرثى لها ولم تتفوه ببنت شفة سوى صوت شهقاتها المتعالية ليرمقها شذرًا ويغادر بعدها تاركها تلعنه وتلعن حياتها البأساء التي أوقعتها بشيطان مثله.

أنتِ نبض قلبي يا أمي لا تتركيني أعاني ويلات و شقاء الحياه وحدي، أعلم أن فعلتي فادحة وأصابتك بخيبة الأمل ولكني سأظل أكفر عنها ما حييت من عمري فاستحلفك بالله أغفري لي وثابري من أجلي فأنا لا استطيع أن أحيا من دونك.

ذلك ما كان يجول بخاطرها وهي تجلس على المقعد الحديدي في أحد أروقة المشفى بالقرب من غرفة العناية الفائقة فكانت حالتها لا ترثى لها عيون غائرة من شدة البكاء ووجه شاحب خالي من أي مظاهر للحياه وكانت تسند رأسها على ذلك الحائط البارد بإنهاك تام وبدمعات لم تنقطع، آما عنه فكان الحزن يتأكل قلبه على تلك السيدة الحنون و هي أيضًا يشعر بشفقة عليها ويتفهم ما تمر به بواقعية تامة دون أن يعير حطام قلبه أي أهمية، حتى أنه ظل على ثباته طوال اليوم و فقط أكتفى أن يظل بجانبها ويتابعها ببندقيتاه الحزينة من بعيد يراقب كل طرفة عين تصدر منها وما أن رأى أن شهقاتها في التزايد أقترب منها بحرج و قال يواسيها: أدعيلها وبإذن الله تبقى كويسة، أنا لسة سائل الممرضة وبتقول أن حالتها مستقرة.

رفعت نظراتها المنكسرة إليه وغمغمت من بين شهقاتها: يارتني موتت ولا إني خيبت آمالها فيا، أنا السبب في اللي حصلها
بعد الشر عليكِ.

قاطعها هو بإندفاع و دون تفكير مما جعلها ترفع نظراتها المنكسرة إليه مرة آخرى لكن دون أي تعبير يذكر غير الضياع مما جعله يزفر بضيق من نفسه على تسرعه ولهفته الواضحة عليها ويهمهم بعدها وهو يجلس بالمقعد القريب منها كي يغير مجرى الحديث: اللي حصل حصل بلاش تلومي نفسك وان شاء الله هتبقى كويسة وتخرج من هنا بالسلامة
أمنت على دعواته وقالت بنبرة ضعيفة محملة بأثر البكاء وهي تنظر له برجاء: أنا عايزة أشوفها.

مرر يده على وجهه بضيق من نظرتها تلك التي أشعرته بالعجز من تنفيذ رغبتها وقال موضحًا: الزيارة ممنوعة والممرضة بتقول قاعدتنا ملهاش لازمة
نفت برأسها وقالت بأصرار: لأ مش همشي وهفضل هنا لغاية ما أطمن عليها
ليتنهد هو بعمق ويقول بتعقل: قعدتك ملهاش لازمة وزي ما قولتلك مش هيخلوكي تدخُللها ومنعين الزيارة.

كادت أن تعترض من جديد لولآ قدوم أحد العاملين بالأمن وإقناعها أن ذلك النظام السائد بأي مشفى لتنصاع لهم أخيرًا وتنهض بهوان كي تغادر وما أن وقفت على باب المشفى ضمت سترته التي أعطاها لها سابقًا على جسدها وقالت بحرج شديد وبنبرة ضعيفة منكسرة: ممكن توقفلي تاكسي وأنا هروُح
هز برأسه بنفي وقال بنبرة قاطعة لا تقبل الحياد:.

مستحيل أسيبك تمشي لوحدك أنتِ أمانة في رقبتي لغاية ما أم الغالي تخرج بالسلامة، أنا هوصلك لغاية البيت بس الأول نشتري أكل علشان أنا عارف أنك أكيد من أمبارح مأكلتيش حاجة.

أطرقت برأسها بحرج شديد وخزي من نفسها فهو رغم كل ما كان يصدر منها بحقه سابقًا إلا أنه لم يتعمد ولو مرة واحدة بجرحها بالعكس تمامًا كان يسدي إليها نصائح مبطنة وكانت تسخر منها وتتعمد أن تقلل من شأنه بتسرعها، حتى في أزمتها تلك يصر على عدم تركها، لاحظ هو شرودها ورأسها المطرقة بحرج ليتفهم ما يدور بذهنها و يقول بنبرة مطمئنة نابعة من أصله الطيب: بلاش تعملي فرق بينا أخوكِ كان موصيني عليكم.

وامك ليها أفضال كتير عليا ودة أقل حاجة أقدر أعملها
كانت تستمعه لحديثه وهي تعدل من الوشاح حول رأسها كعادة مستديمة لها عندما تتوتر وهمهمت بعرفان بصوت مهزوز بالكاد صدر منها: شكرًا
مهلًا هل شكرته لتوها، هل تلك الكلمة صدرت منها حقًا أم يهيء له.

تمهل أيها القلب وظل على ثباتك ولا تتأمل كثيرًا استحلفك بالله كفى و ارأف بي قليلًا فهى لم تعترف حتى بحق نبضك من الأساس فلا تأمل كثيرًا وتنهكني معك ورجاءً من صميمك أفعل ما يتوجب عليك فعله فقط من أجل والدتها وأخاها
ذلك ما كان يدور بخلده أثناء أيقافه لسيارة أجرة لتقلهم.

متجهين إلى منطقتهم الشعبية التي ما أن رأو عودتهم معًا بذلك الوقت المتأخر ظلت الأحاديث الجانبية تنتشر من جديد غير مراعين لشيء سوى للقيل والقال واتباع نظراتهم العرفية للأمور.

صباح يوم جديد محمل بالكثير في إيطاليا
كان هو مستلقي على فراشه بكل أريحية ببيت خاله
فذلك هو اليوم الموعود بالنسبة له الذي أنتظره كثيرًا فقد أعد كل شيء اليوم سيأخذها قسرًا ليتمم زواجه منها قبل سفره
حتى أنه خطط لكي يعلن عن الأمر بحفل صاخب في مساء اليوم فبعد زواجه منها ستصبح كل ثروة عمه وأمواله الطائلة تحت إمرته وحينها سيوسع أعماله أكثر.

ومن المؤكد بعد نجاح صفقة السلاح خاصة البرازيل التي وضع بها كل ما يملك من أجل أن يثبت جدارته التي أوكله بها مارك الذراع اليمين ل أنطونيو رئيس المافيا بعد محاولاته المستميتة بإقناعه بلأعتماد عليه فمن المؤكد أنه سوف يحصل على النفوذ اللازم والمكانة التي يطمح بها بين رجال أنطونيو
وسوف يعلو شأنه وحينها يقسم أنه لن يرحم أحد قبل أن يكون هو زعيمهم.

قطع سيل أفكاره صوت هاتفه الذي تعالى رنينه بإلحاح ليعتدل بجلسته ويجيب
وما أن أستمع إلى الطرف الآخر أشتعلت عيناه بغضب قاتل و أنتفض بقوة وصرخ بالمتصل: كيف حدث ذلك أيها اللعين
أين كنتم عندما أشتعل المستودع
أخبره الطرف الآخر بذعر: سيدي كانوا عدة رجال وتكاثروا علينا وخدرونا ولم نشعر بشيء سوى والمستودع كوم رماد.

ليصرخ وليد بحدة وهو يشعر أن الشياطين تتقاذف أمام وجهه: تبًا لكم جميعًا سوف أتي إليكم في غضون دقائق ولن أرحم أحد
ليغلق الخط وهو يلعن ويسب بألفاظ نابية ويرتدي ملابسه بعجالة شديدة وأن كاد يغادر
من القصر وجد شكري أمامه ليصيح بوجهه بحدة: ألغي كل حاجة لغاية ما أشوف المصيبة اللي حصلت
عقد شكري حاجبيه وسأله بذعر: حصل أيه يا بني طمني شركتي فيها حاجة.

حانت من وليد بسمة هازئة على أنانية خاله ورد بغيظ وهو يفتح باب القصر بغرض المغادرة: شغلي أنا اللي مش تمام وباين في حد قاصد يأذيني وحرق المستودع اللي بقالي شهور بحضر فيه علشان أخزن فيه صفقة السلاح اللي هجيبها من البرازيل ولازم أتصرف يا أما الصفقة هضيع مني وهيكلفه غيري بيها
أومأ له شكري بتفهم بينما غادر وليد بخطوات غاضبة وهو يتوعد لرجاله ويستشيط غضبًا وهو يخمن من هو الذي تجرء على تحديه وفعلها.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة