قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية تيراميسو للكاتبة ميرا كريم الفصل الحادي عشر

رواية تيراميسو للكاتبة ميرا كريم الفصل الحادي عشر

رواية تيراميسو للكاتبة ميرا كريم الفصل الحادي عشر

إختاري قدرًا بين اثنين، وما أعنفها أقداري، مرهقةٌ أنت وخائفةُ، وطويلٌ جدًا، مشواري، غوصي في البحر، أو أبتعدي، لابحر من غير دوار، الحب مواجهةٌ كبرى إبحار ضد التيار
( نزارقباني).

لعن يعقوب من الداخل بسره وهو يعيد سلاحه مرة آخرى خلف ظهره ويحثها بعينه أن تدعه يفوت إلى الداخل لتنصاع له وتجذب يوسف لتدخله بأيدي مرتعشة وقد توترت كثيرًا حتى أنها تناست تمامًا أغلاق الباب بعدها وما أن وطأت قدم يوسف داخل الشقة
تسمر بمكانه عندما رآى صاحب العيون الثاقبة يشمله من رأسه حتى قدمه وكأنه يقيمه، ليتناوب نظراته بينهم ويسألها بتوجس وهو يعقد حاجبيه: مين دة وبيعمل أيه هنا؟

وضحت لين بتلعثم: ده، يعقوب اللي حكيتلك عنه
ليباغته يعقوب بسؤاله وهو يجلس على أحد المقاعد ويشعل سيجارة من علبة سجائره: مين بقى اللي أتقتل؟
لترد لين بنبرة مهتزة: صاحب الموتور اللي يوسف أنقذني بيه من رجالة وليد يوم ما هربت
ليتسأل يعقوب من جديد ولكن يوجه حديثه ل يوسف: عرفت منين أنه أتقتل؟

أجابه يوسف بحزن وهو يمرر يده على وجهه: أمبارح مرجعش بيته وروحتله المطعم أسأل عليه قالولي أن الشرطة جت وحققت مع كل الموجدين وقالوا أنهم لقوا أمبارح جثته في الصحرا و أن اللي قتله ما سابش أي دليل وراه.

سحب يعقوب نفس طويل من سيجارته وتحركت حدقتاه يمينًا ويسارًا بتفكير ليرسل لها نظرة ذات مغزى تفهمت هي الغرض منها فذلك ما كان يجول بخاطرها أيضًا، لتضع يدها على فمها وترتمي على أحد اامقاعد القريبة وهي تلعن ذاتها فهى أيقنت الأن أنها هي السبب بموته
ليصيح يوسف بإنفعال وهو يشعر أنه لا يفهم شيء مما يدور: مين وليد؟ وايه معنى نظراتكم الغريبة دي.

ليستأنف بريبة وبتسأل أكبر وهو يأشر على يعقوب: وابن عمك دة عرف طريقك منين؟
جاهدت أن تجمع رباط جأشها كي توضح له ولكن يعقوب سبقها هادرًا: وليد دة ابن عمتها ودراع أبوها اليمين شكري الأنصاري أكيد سمعت عنه من أكبر رجل أعمال في البلد والأهم من كل ده أن وليد كان هيبقى جوزها لو مهربتش منه يومها وانت أنقذتها.

عقد يوسف حاجبيه بعدم تصديق وهدر بإنفعال وهو ينظر لها يحاول يصيغ الأمر لعقله: يعني يومها كان رجالة وليد دة هو اللي بيجري وراكِ مش زي ما فهمتيني
هزت رأسها بإيجاب وهي تتحاشا النظر له ليستأنف هو بعدم فهم: طالما أنتِ ليكِ أب هنا، وكمان غني، ليه طلبتي مساعدتي أنا وخدعتيني؟
ترقرقت عيناها بالدمع وأخبرته بتبرير: أبويا هو اللي غاصبني علشان متورط معاه و أنا مكنش قصدي.

أخدعك و والله كنت هقولك بس خفت لو تعرف تخاف منهم ومترضاش تساعدني
أنا مش جبان علشان أخاف، وبعدين كل اللي كان فارق معاكِ إني
مرضاش أساعدك يا لين هانم.

تفوه بها بعصبية مفرطة بعدما رمقها بنظرة عتاب طويلة و يحاول صياغة تبريرها لعقله، لا ينكر أنه توقع شيء مريب ولكن ذلك فاق كل توقعاته فطالما أنتابه الكثير من الشكوك نحوها، ولكن حجتها تلك لا تبرر لها فكان لابد أن تخبره كي يعرف ماهية ما أقحمته به، بينما هي شعرت بوخز بصدرها بعدما تفوه بأسمها بتلك الطريقة الغريبة على مسامعها، فهو دائمًا يدعوها قطتي حتى أنها تذكر أن مرات عديدة فقط دعاها بأسمها المجرد لتضع يدها على خافقها الذي ظل يأن بين ضلوعها وظلت المبررات الآخرى تجول بذهنها حتى أنها أنه لم يسعفها بالنطق من كثرة تشتته وعجزت عن التفوه ببنت شفه وكأن الحروف تأبى الخروج من حنجرتها لتدافع عنها.

قطع سيل أفكارها قول
يعقوب: المهم دلوقتي أننا نمشي من هنا وابقو أتعاتبو بعدين وليد طالما وصل لصاحبك يبقى أكيد هيوصلكم ليضرب رأسه بكف يده وهو يشعر بمدى غبائه ويستأنف:
أكيد عرف يوصل لتصوير الكاميرات وجاب رقم الموتور
أنا أزاي فاتتني دي، ليستنتج ويضيف وهو يوجه حديثه لها: عارفة دة معناه أيه.

أن وليد مخوني وبيشك فيا علشان كدة دور بطريقته، ومش بعيد يكون بيراقبني كمان، بس اللي مش قادر أفهمه أيه اللي يخليه يبقى مستميت كدة أنو يلقيكي معتقدش أنو علشان يتجوزك أكيد في سبب تاني
شهقت هي بذعر و وضحت بنبرة مهزوزة: أنا قولتلك كل اللي حصل أنا سمعت مكالمته مع حد أسمه مارك وكان بيقوله أنو لازم يساعده وبيعشمه أنه هيحل محل بابا والباقي كله قولتهولك قبل كده.

قاطعهم تسأل يوسف بنبرة قوية متوجسة: يعني معنى كلامكم أن وليد بتاعكم ده هو اللي ورا موت فرانسوا أومأ له يعقوب بإيجاب بينما ظل أسم الرجل التي تفوهت به لين يتردد بذهنه، مهلًا الأن فقط تفهم كل شيء.

مارك ذلك الذراع اليمن ل انطونيو أحد زعماء المافيا الإيطالية الذي يعمل لحسابه عمه ولكن مهلًا ربما أحد غيره لابد أن يتأكد الأول بطريقته، بينما هي أخذت تتحاشا النظر ل يوسف و تتجنب مواجهته ليتناوب يوسف بينهم النظرات المتوجسةو يهتف في وجه يعقوب بصوت جهوري منفعل وهو يقترب منه ويقبض على حاشية ملابسه:
و صاحبي ذنبه أيه يموت، انتم ازاي أرواح الناس عندكم رخيصة كدة يطلع أيه
وليد دة علشان يقتله.

أحتدت نظرات يعقوب ونفض يده وهدر بحدة: أنا مش مجبر أبررلك حاجة كل اللي أقدر أقولهولك أن لو وليد عرف أنك أنت اللي ساعدتها مش هو هتحصله...
وليد متهور ومش بيدي لعقلة فرصة أنه يفكر ومش هيتردد ثانية في قتلك
شهقت لين بقوة وأندفعت إلى يوسف الذي كان مذهول من كل ما يحدث: علشان خاطري يا يوسف لازم نمشي من هنا وخلي الكلام دة لبعدين.

حانت منه بسمة هازئة على الخوف الذي يحتل عيناها فهو الأن فقط تفهم تلك الأحجية، تفهم لما تخبره ردود مقتضبة عندما يساوره الشكوك نحوها وتفهم لمَ تشعر بالخوف دائمًا الآن فقط استوعب قولها له أنها ستجاهد من أجله
ولكن هل الهروب يسمى جهاد بنظرها، نفض أفكاره وقال بجدية شديدة: أنا مش جبان علشان أهرب.

ليزفر يعقوب بنفاذ صبر: مفيش وقت لكل دة وبعدين محدش قال أنك جبان بس لازم نفكر الأول بالعقل ونقرر ساعتها هنعمل أيه؟
لتقاطعه لين وهي تقترب منه و تكوب وجنته بيدها: بلاش تنشف دماغك وعلشان خاطري أسمع كلام يعقوب أنا بثق فيه وهو هيتصرف وبعدين متنساش أن الموتوسيكل بتاع صاحبك كان معاك وقت ما اتقتل يعني ممكن الشرطة توصلك وتستجوبك وساعتها هيكتشفوا أنك مش معاك أقامة وممكن يرحلوك دة لو متهمكش أنت في قتله.

أنزل يدها من على وجنته بقوة وكأنه لن يطيق لمستها وقال بإنفعال وهو يأشر على يعقوب بعدما لفتت نظره لذلك الأمر الذي كان غافل عنه: وأنا أيه يضمنلي أن ابن عمك دة مش متفق مع وليد أو الشرطة وطالما مكنش يعرف موضوع فرانسوا يبقى عرف مكانك منين؟
زاغت نظراتها وصوبتها على يعقوب تطالب بتفسير ولكنها لم تجرء على سؤاله.

التقط يعقوب نظراتها ومرر يده على وجهه بإنفعال وظل يتسأل هل تشكك به الآن هو رفيقها الدائم من أجل ذلك اليوسف الذي لم يتعدى معرفتها به سوى بضع أيام
ليباغته يوسف بحدة عندما وجدها تكتفي فقط بنظراتها إليه ولا تتفوه بشيء: عرفت مكاننا منين؟
زفر يعقوب بضيق وكاد يرد عليه لولآ ذلك الصوت الذي جاء من خلفه: أنا يا يوسف اللي قولتله على مكانها
التفت يوسف وقال وهو يعقد حاجبيه بذهول: أنت يا فوزي.

أومأ له فوزي وبرر بعدما دلف من باب الشقة التي نست هي أغلاقه من قبل: ايوة أنا علشان ابعدها عنك
أنا قابلت رجالة يعقوب بيه وكانوا بيدورا بصورتها ولم أتأكدت أنها هي مرضتش أتكلم قولت بعد موضوع كرستين هتمشي من نفسها من غير مشاكل لكن محصلش علشان كدة أتواصلت معاه وهو وعدني أنو هيخدها من غير مشاكل ولا ضرر لحد.

عند تفوهه بأخر جملة لم يشعر بنفسه سوى بلكمة قوية من يد يوسف أرتد على أثرها وما أن استوعب ما حدث ناوله يوسف لكمة آخرى أشد قوة جعلته يترنح ويتراجع على أثرها وهو يهمهم بألم و يتمسك بفكه: أفهم، أنا عملت كدة علشان عايز مصلحتك
ليصرخ يوسف بإنفعال بعدما تفاقم غضبه لحد كبير وخرج عن السيطرة: مصلحتي أنا أدرى بيها و قولتلك ألف مره أنت مش وصي عليا
أنت أيه مش بتفهم يابني أدم.

كاد أن يكيل له لكمة آخرى لولآ أن يعقوب حال بينهم ومنع قبضة يده أن تصل لوجه الآخر بعدما قبض على يده بقوة وقال بنفاذ صبر:
أسمع أنا معنديش وقت لكل دة، عشر دقايق وهخدها وأمشي ولو أنت مستغني عن روحك خليك هنا.

تناوب يوسف نظراته بينهم ليطالع تلك التي تنتحب بشدة وترجوه بعيناها أن يأتي معها ليزئر في غضب عارم وقال بإنفعال وهو يوجه حديثه لها: بطلي زفت عياط، أنا هاجي معاكم بس أعملي حسابك أنا مش هسيب حق صاحبي اللي مات بسببك
ليندفع إلى باب الشقة لكي يحضر أغراضه ليرحل معها بينما هي أرتمت على أحد المقاعد وظلت تنتحب بشدة
، أقترب يعقوب منها وجثى على ركبتيه مواجه لها وقال بنبرة متوجسة: لدرجة دي بتحبيه وخايفة عليه.

أجابته من بين شهقاتها: بحبه، ولو حصله حاجة بسببي هموت وراه يا يعقوب
أبتسم يعقوب ببهوت رغم ما يختلج بصدره من تصريحها و قال وهو يربت على يدها يحاول طمئنتها: أنا معاكِ وكل حاجة هتتحل، أنتِ بثقي فيا صح
أومأت له بنعم ليستأنف هو: يبقى يلا قومي أغسلي وشك علشان نمشي
كفكفت دمعاتها ونهضت تتوجه للمرحاض بينما يعقوب نظر لأثارها بعيون متألمة تفيض بمكنوناتها.

ليهدر فوزي في جهل تام لما سيحل بصديقه أثر فعلته وهو مازال يقف بمكانه ويدلك جانب وجهه أثر لكمات يوسف: أنا مش فاهم حاجة، ليه يوسف هيجي معاكم أنت فهمتني أنك هتاخدها بس من غير مشاكل
أحتدت نظرات يعقوب الثاقبة في غيظ وقطع المسافة بينهم بخطوة واحدة وقام بلكز فوزي بقوة وهو يهدر: علشان أنت خبيت عليا ياغبي أنهم بيحبو بعض، وعلشان مش هينفع يقعد هنا بعد اللي حصل لصاحبه في خطر على حياته.

ليتسأل فوزي وهو مازال لم يستوعب الأمر: أنا مش فاهم حاجة، خطر أيه، أنت وعدتني مفيش حد هيضر
رمقه يعقوب بقرف وقال: مش انا لوحدي اللي بدور عليها، بس متقلقش أنا لسة عند وعدي
ذلك أخر ما تفوه به قبل أن يحضر يوسف ويرمق فوزي بنظرة مشتعلة جعلت الآخر يهتف في ضيق: أنا مش عارف اللي أنا عملتو ده صح ولا غلط بس والله كنت عايز مصلحتك وعمري ما اتخيلت أن الموضوع يوصل لكده.

رفع يوسف نظراته وهو أيضًا يجهل بما يجيبه وتسأل في نفسه هل فعلت صديقه تلك لصالحه كما يدعي آم لا ليكتفي بهز رأسه بملامح فارغة لم يستنبط منها شيء سوى الضياع
، لتخرج لين بعدها وتخبره أنها مستعدة،
ليغادروا ثلاثتهم غافلين أن ينتظرهم مصير محتوم ويتركوا فوزي ينعي فراق صديقه بعيون غائمة وشعور الذنب ينهش به.

عودة آخرى إلى أرض الوطن وخصةً إلى ذلك المنزل المتواضع الذي سيطر عليه الكآبه مأخرًا فمنذ شجارهم ومشاحنتهم ليلة أمس تظل حلا منعزلة بغرفتها ولا تحتك بوالدتها تمامًا إلا في أضيق الحدود، لاتنكر أن حديث علاء مع والدتها أشعرها بالغضب منه فهى من الممكن تتقبل على نفسها أي شيء ولكن عندما يخص الأمر والدتها لا فهى لن تتغاضي فهو تعدى حدود الأدب بحديثه وأستفز والدتها حتى جعلها تصر على طلاقها منه هي لا تلوم والدتها حتى أنها لاتعلم لمَ عارضتها حينها ولكن تعلم أن في حضرته هو تكون أحد آخر مسلوب الإرادة و تطيعه فقط كما عودها وكأنه هو من قام ببرمجة ذهنها على ذلك، تنهدت بضيق وهي تتمدد على فراشها و تشعر بأن أفكارها مشتتة للغاية، ورغم معرفتها للخطأ والصواب إلا أن تظل سطوة قلبها هي من تتحكم بها و لم تمتلك تلك الجرئة بعد لتتقبل الأمر وتنصاع لقرار والدتها بالأبتعاد عنه.

قطع أفكارها دخول نجية إلى غرفتها وقولها في عتاب: هتفضلي قافلة على نفسك كدة كتير
عدلت حلا من جلستها وقالت بحزن: عايزاني أعمل أيه بعد اللي حصل
جلست نجية بجانبها على الفراش وربتت على يدها المسنودة وقالت بنبرة حنونة تنصحها: أنا عايزة مصلحتك يا بنتي وصدقيني يا قلب أمك لو بيحبك وشاريكي.

كان أتفاهم معايا بأسلوب أحسن وكنا وصلنا لحل وسط يرضي الطرفين لتضيف بنبرة حزينة وبعيون غائمة: أنا نفسي أطمن عليكِ قبل ما أقابل وجه رب كريم.

هزت حلا رأسها بعدما استطاعت أمها لمس أوتار قلبها بحديثها وقالت بتأثر وهي تجهش بالبكاء و ترتمي بحضنها: بعد الشر عليكِ ياماما ربنا يخليكِ ليا لتصمت لبرهة وتستأنف: أنا عارفة أنو في عيوب كتير بس مش هقدر يا ماما أتعودت عليه وعندي أمل يتغير أصل عمري ما اتخيلت نفسي غير معاه، ولو سيبته كلام الناس مش هيرحمني.

تنهدت نجية بحسرة على تفكير أبنتها السطحي، وقالت: صدقيني يابنتي الناس في الحالتين بتتكلم ومبتسبش حد في حاله متشغليش بالك بيهم وفكري في مصلحتك انتِ الحب عامي عينك، ويمكن بتقولي كدة علشان طول عمرك مشفتيش غيره ولا تعرفي أن الراجل اللي بجد بيكون قد كلمته وعمره ما يقبل يرخص ويهين اللي منه
يا بنتي أنتِ غالية ومتخليش حد يقلل من قيمتك ويرخصك
لا تعلم لمَ قول والدتها ذكرها بنفس قول.

إسماعيل (متخليش حد يقلل من قيمتك علشان انتِ غالية وأخت الغالي ) لا تعلم لمَ الأن تذكرت نصيحته تلك التي سخرت منه حينها وظلت تتسأل بذهنها أهو محق لتلك الدرجة التي تجعل والدتها أيضًا تشاركه الرأي ربما هو ليس بهذا السوء التي تعتقده هي فطالما كانت تظن أن تلك نظرته فقط للأمر بحكم أنه يمقت علاء لأنها فضلته عليه، تنهدت بعمق بعدما نفضت أفكارها سريعًا وهي تخرج من أحضان والدتها وقالت بتوجس من رد فعلها:.

هحاول ياماما بس علشان خاطري لازم نديله فرصة يثبت حسن نيته
هزت نجية رأسها توافقها وهي تشعر أن أبنتها على وشك الأقتناع: على العموم مفيش أقرب من الأيام و أهو انتِ جنبي متصانة لغاية ما يثبتلي بدليل واحد أنو شاريكي
أومأت لها حلا ببسمة باهتة لم تصل لعيناها البُنية الغائمة، لتربت نجية على كتفها بحنان وتنهض وتخبرها: أنا هنزل أطل على إسماعيل وأرجع
ماشي.

لتتسأل بعدها بضيق وهي تتمدد على الفراش: ماما فين إيسو دورت عليها النهاردة ملقتهاش
أجابتها نجية : غسلت فستانها ولما ينشف هجبهالك أنا عارفة أنك مش بتعرفي تنامي من غيرها
أومأت لها حلا بتفهم
لتغادر نجية وتتركها تحاول كعادتها مراراً وتكراراً أن تقنع نفسها وتعدل عن قرارات قلبها اللعين الذي هو سبب نكستها.

عودة إلى نابولي وخاصةً بيت والدة عز الأنصاري
كان هو يعدو ذهابًا وايابًا كثور هائج أمام رايته الحمراء يشعر بكل أنش بجسده يأن من شدة الألم والفوران وكأن يوجد سباق ماريثون تحت جلده،.

ظل يحك جسده بقوة حتى أدمى جلده ظن منه أن ذلك سيوقف تلك النيران المندلعة به وما أن يأس قام بتكسير كل ما يقابله وهو يزئر بصوت أهتزت من أجله أعمدة البيت، أتت والدته اليه وتدعى فلورا تلك السيدة التي بأول العقد الخامس من عمرها ولكنها مازالت تحافظ على جمالها ولياقتها بشكل كبير ولا تهتم لشيء سوى لرغباتها هي فقط، لتصرخ به بوجه متجهم وبأنفاس خانقة فقد فاض الكيل بها من أفعاله:
كفى صراخ، أيها اللعين.

زفر عز بقوة وأخبرها بأنفاس متألمة وهو مازال يحك جسده بطريقة جنونية: أشعر أنني لست على مايرام أمي
ربعت فلورا ذراعيها وتسألت بعيون ضيقة تحاول أن تسبر أغواره: أخبرني أيها اللعين بماذا أقحمت نفسك، أشعر أن هيأتك تلك تنبأ بتناولك المخدرات
مرر عز يديه بخصلاته حتى كاد يقتلعها وهو يشعر أن الأمر قد تعدى حدود أحتماله وصرخ يتوسلها قبل أن يسحب سترته وينوي الخروج: أرجوكِ دعيني وشأني أمي أنا أكاد أفقد صوابي.

لتتشدق فلورا من جديد وبأنانية مفرطة كعادتها: حسنًا لتذهب للجحيم إذًا ولا تعود إلى هنا مرة آخري فزوجي منزعج من تواجدك
رمقها عز بنظرة طويلة معاتبة وقال بقهر وبملامح يمزقها الألم: ستتخلي عني من أجل زوجك الذي يماثلني بالعمر.

لترد هي بتبجح و بكل لامبالاه: لا شأن لك بعمر زوجي أيها اللعين وأنت لم تعد طفل صغير على أي حال وتستطيع أن تعتمد على نفسك ومهما كان ما أقحمت نفسك به لا يهمني فأنا لم أعد أحتمل أهدار نقودي عليك فالتذهب إلى أباك فهو أحق بك
غامت عينه بالحزن وهو يشعر أنه ليس مرغوب من الجميع
وقال قبل أن يغادر بخطوات متخازلة: أنا أعلم جيدًا أنك لا تكترثي سوى لنفسك فقط على الدوام.

حتى عندما أنفصلتي عن أبي بسبب رغباتك لم تكلفي نفسك عناء التفكير بأنقصامي بينكم لذلك لن أعاتبك
وما أن غادر نظرت إلى أثره بغيظ فنعم هو محق هي لن تكترث لأي شيء فهو خيب أمالها فطالما كانت تظن أنه بمكوثه عندها أنه سينعمها بمال أبيه ولكن خالف كل أمالها فما كان غير عديم النفع وعبء عليها.

وما انتِ إلا تنهيدة حارقة بصدري تؤلمني بشدة كلما حاولت أتنفس وتجعلني أفضل الموت مختنقٍ عوضًا عن حبكِ
كان يجلس شارد كعادته.

كل يوم يتحايل على النوم مبكرًا لكن دون جدوى فهو قد سأم تلك الوحدة كثيرًا ولم يعد يطيقها فكل يوم يشبه سابقته ولا يوجد شيء جديد بحياته وكلها أيام يتكرر بها معاناه قلبه، تنهد بعمق وهو ينفض أفكاره سريعًا وينهض يتجه إلى الخزانة ليحضر بعض الملابس النظيفة كى يأخذ حمامًا باردًا لعله يفيقه من ذلك الوهم المسمى حلا فاهو عقله اللعين يشارك قلبه في أثمه ويفكر بها من جديد، وما أن فتح خزانته وأخذ ينتقى منها الملابس سقطت من بين طياتها دمية محشوة صغيرة بجدايل شقراء وبعيون زمردية، جثى على على ركبتيه يلتقطها وأعتلت بسمة حالمة على ثغره عندما رفعها إلى أنفه واستنشق عبقها الذي جعله يعود بالزمن وتأتي تلك الذكرى البعيدة إلى ذهنه عندما كانوا صغار وكان هو في الثانية عشر من عمره وكان يلعب هو و يوسف الذي يصغره بسنة واحدة حينها في فناء المنزل بالكرة وتدلت هي بضفائرها البُنية التي تتأرجح معها أثناء نزولها من على الدرج فكانت تحمل تلك الدمية بيدها ويبدو عليها الضجر حتى أنها جلست تبكي على أحد الدرجات.

قطعو لعبهم وأقتربو منها بعدما تعالى صوت شهقاتها ليسألها إسماعيل في قلق وهو يجلس بجانبها: بتعيطي ليه يا حلا
أجابته بنبرة متزمرة وبحروف متكسرة: أنا زعلانة يا إسماعيل ماما مش عايزة تجبلي عروسة كبيرة زي اللي مع صحبتي
ليقاطعها يوسف وهو ينهض وينطق الكرة على قدمه بمهارة: متبصيش للي مع غيرك وارضي بالعروسة اللي ماما جبتهالك، وسيبك منها يا إسماعيل وتعالى نكمل لعب.

هز إسماعيل رأسه برفض وقال بود لها: بلاش تعيطي يا حلا علشان خاطري علشان مزعلش منك
بينما هي كتفت يدها على صدرها بتذمر وقالت وهي تنفي برأسها بعدم إقتناع: لأ هفضل أعيط ومليش دعوة أنا عايزة زي بتاعت صحبتي وتكون كبيرة وبضفاير لون شعري
ضرب يوسف كف على آخر وقال يناقرها كعادته: والله انتِ مجنونة يابنتي أنتِ كل ما تشوفي حاجة عايزة زيها، على فكرة كده غلط لازم تبقى قنوعه.

تأفأفت هي وقالت بتذمر وهي تقذف بالدمية من أعلى الدرج: أففففف بقى مش عايزة أنا العروسة الوحشة دي ومخصماك يا يوسف يا رخم
رد يوسف وهو يلحق بها على الدرج: أنا رخم طب والله ماهسيبك لازم أقول لماما على قلة أدبك
ليتسابقو على الدرج ويتوجهو إلى شقتهم بينما
أبتسم إسماعيل بسمة هادئة وهو يلتقط دميتها وينفض الغبار الذي علق بها نتيجة سقوطها على الأرض.

ويحتفظ بها بعدها وهو يعقد النية أن يدخر من مصروفه ويبتاع لها واحدة، وبعد مرور عدة أشهر وخصةً يوم ميلادها الثامن
أهداها دمية كبيرة بضفائر بُنية كما تمنت حتى أنها أطلقت عليها أسم إيسو نسبةً إلى أسمه، وإلى الأن لم ينسى سعادتها بها وضحكتها الطفولية المتسعة التي أظهرت أسنانها المنقوصة بشكل جعله كلما تذكر ذلك اليوم تتسلل بسمة حالمة إلى ثغره مثلما حدث الأن.

قطع ذكرياته صوت طرقات خافتة على باب شقته لينهض وهو يمسد جبهته ويلعن عقله للمرة ربما المائه فهو لن يكف عن تذكيره بها، ويلقي الدميه مرة آخرى بالخزانة ولكن بعصبية مفرطة وهو يشعر أنه يأس وان كل من حوله يتأمر عليه حتى أعضاء جسده
تعالت طرقات الباب مرة آخرى ليتوجه إليه ويفتحه ليلقى تلك السيدة الحنونة التي طالما تؤنث وحدته ليرحب بها بحفاوة: أهلًا يا أمي أتفضلي.

سألته نجية بحرج قبل أن تدلف إلى الداخل: أنت كنت نايم ياحبيبي حق عليا لو صحيتك
نفى برأسه وقال وهو يفسح لها المجال لتجلس على أحد المقاعد المحاطة بالطاولة الصغيرة التي تتوسط ردهته: لأ ابدًا ده أنا مبيجليش نوم بقالي كام يوم غير بعد صلاة الفجر
ربتت نجية على يده وقالت بود: ربنا يريح بالك ويكرمك يا ابني، لتستأنف بعيون غائمة ونبرة متحسرة: معلش بقى لو الوقت متأخر بس مش برتاح غير لما أفضفض معاك.

وعلشان بتفكرني بالغالي اللي راح وقال عدولي
قال إسماعيل يحاول أن يواسيها كعادته برغم القلق الذي ينهش قلبه وهو يجلس مواجه لها: يوسف بكره هيرجع مجبور بإذن الله، أدعيله و أنا برضو أبنك قوليلي أيه اللي مضايقك يا أمي
وأنا لو بإيدي حاجة مش هتأخر.

طبطبت على وجنته بحنان أموي وقالت بضيق ودمعاتها تنسلت دون أرادة: أنا عارفة أنو مينفعش أقولك أنت بذات الكلام ده بس أعمل أيه مليش سند غيرك بعد ربنا، و بعد غياب يوسف وحاسة إني قليلة الحيلة وأنا لوحدي، البت بتضيع مني يا إسماعيل وخايفة
تقطم ظهري اللي أنحنى عليها هي و أخوها...

أحتل الألم عينه وقال يحاول طمأنتها رغم حطام قلبه: معلش يا أمي متزعليش نفسك و هي لسة تحت طوعك وتقدري تأثري عليها وتفهميها الصح والغلط
هزت رأسها بنفي وقالت بحسرة: هي عارفة كويس الصح والغلط أنا مقصرتش في تربيتها يا إسماعيل بس هو اللي شيطان وبيملا دماغها بكلامه
تنهد إسماعيل بعمق وقال بحياد نابع من طبعه الأصيل: أنا شهادتي فيه مجروحة يا أمي وكفاية أنها بتحبه ومقدرش أقولك غير ربنا يهديه.

تنهدت نجية بآسى وقالت بقلب أم ينهشه القلق على أبنائها وهي تنهض لتغادر: يارب يا ابني يخالف ظنوني
يلا أنا هطلع تصبح على خير
بادلها تحية المساء ببسمة باهتة لم تصل لبندقيتاه اللامعة وهو يشعر بأن العالم أجمع تكاتف ضده ليجعله ينعي حظ قلبه المدمي بعشقها.

بعد ركوبهم سيارة يعقوب التي كان يصفها على بعد مسافة كافية من المنزل أنطلق بهم ولكن
ظل ثلاثتهم ملتزمين الصمت طوال الطريق وكل منهم له أفكاره الخاصة ليحمحم يوسف الذي كان يجلس بجانب يعقوب بالمقعد الأمامي ليكسر ذلك الصمت الخانق: ريحين على فين؟

أجابه يعقوب وهو يصب كل تركيزه على الطريق: هخدك على المينا ومن هناك هناخد عبارة لجزيرة صغيرة أسمها (بروسيدا) ليا كوخ صغير هناك محدش يعرف عنه حاجة هتقعد هناك لغاية مظبطلك ورق وأسفرك
عقدت لين حاجبيها وقالت بتوجس: مش فاهمة حاجة، يعني أنا مش هسافر؟
أجابها يعقوب بإنفعال: لأ قولتلك قبل كدة وليد مبلغ كل المطارات بأسمك
لتهتف لين بعصبية: أتصرف يا يعقوب أعملي جواز سفر تاني بأسم مختلف أنت تقدر تعمل دة.

نفى يعقوب برأسه و رد رد قاطع كحد السكين: عارف إني أقدر بس أنا مستحيل أسيبك مع واحد لسة عارفاه من يومين من غير ما أبقى بثق فيه...
كادت أن تعترض بشدة لولآ أن يعقوب أرسل لها نظرة حادة تدل على أن تكف عن التذمر فهو لايحيد عن رأيه
حانت من يوسف بسمة
هازئة وقال بعدما التقط ما حدث: والله ضحكتني خايف عليها مني. طالما أنت جدع كدة سبت ليه وليد بتاعكم دة يخوفها كدة ويخليها تهرب من بيت أبوها.

أجابه يعقوب بحدة وهو يأشر بسبابته بوجهه بتحذير أثناء قيادته: أسمع أنا معنديش أي استعداد أتناقش معاك أنا أصلًا مش طايقك ولو كان عليا كنت هسيبك هناك وكان هيلاقيك ويقتلك بس أنا عملت حساب ليها وأنها قالتلي أنك كنت جدع معاها
قهقه يوسف وكأن يعقوب أخبره دعابة لتوه ورد ساخرًا بنبرة متهكمة: لأ كتر خيرك وخير لين هانم بتاعتكم.

قال أخر جملة وهو يلتفت برأسه لموضع جلستها و يرشقها بنظرة مشتعلة أرجفت أوصالها فهى لأول مرة تسمع تلك النبرة الغريبة منه و تشعر بالخوف من نظراته، فطالما كانت دومًا نظراته دافئة تبث بها الراحة والسَكينة لكن الآن لا فحقًا تبدو مخيفة ربما يعقوب محق لابد أن يبتعد ولكن ليس لأنها لم تثق به لا هي تثق به ثقة عمياء ولكن من أجل أن يهدء وتحافظ على سلامته وربما يستوعب الأمر دون ضغوط منها، ومن المأكد عندما تهدء الأوضاع ستلحق به، تنهدت بآسى على ولت له الأمور وهي تشعر وكأن كل شيء تبدل وحياتها أنقلبت رأس على عقب في تلك الساعات القليلة لتسند رأسها على زجاج النافذة المجاورة لها وتشرد في كل ما مضى وهي تتمسك بسلسالها وتحتضن ذلك الحجر براحتها وتدعو الله أن يمر الأمر بسلام آما عن يعقوب كان منهمك بالقيادة إلا أنه أحتدت نظراته فجأه وهو يسلطها على المرآة الأمامية للسيارة وقال بغضب عارم وهو يضرب مقود القيادة.

بيده بعدما شاهد ثلاث سيارات دفع رباعي سوداء يعرف هوية مالكهم تمام المعرفة: زي ما أتوقعت وليد كان بيراقبني و رجالتة ورانا
تبادلوا النظرات المتوجسة بينهم غافلين أن القدر يتربص بهم
لتشهق لين بذعر وصرخت عندما رأت السيارات تقترب منهم: زيد السرعة حاول تهرب منهم يا يعقوب.

لينصاع لها ويزيد من سرعته بتهور ليس ابدًا من عادته وهو يحاول الفرار من السيارات الثلاث التي تحاوطه من كل جانب وحاول جاهدًا تضليلهم لكن دون جدوى فواحدة منهم وقفت بمواجهته وقطعت عليه الطريق وكاد يصطدم بها لولآ أنه تفاداها و تحكم في أطارات السيارة بسرعة بديهة مما جعله ينحرف عن الطريق ويقحم سيارته داخل الأرض الترابية بقوة.

كانت هي منكمشة وتضع يدها على أذنها وترتجف من شدة الذعر وهي تجهش بالبكاء، آما عن يوسف ما أن توقفت السيارة فتح بابه وكاد ينقض على رجال وليد لولآ قبض يعقوب على ذراعه بقوة وأخبره من بين أسنانه بعصبية مفرطة: بلاش تتسرع أنا هحاول أتصرف وتخرس خالص متفتحش بؤك
زئر يوسف بغضب عارم ونفض يده تزامنًا مع أنقضاض رجال
وليد على السيارة وسحبهم خارجها تحت صرخات لين وتزمر يوسف
و نظرات يعقوب الثاقبة التي تنذر بالغضب.

أخذ يوسف يكيل لكل أحد في مرمى يده اللكمات والركلات واحدة تلو الآخرى ولكن ذلك لم يأثر فقد كانوا عددهم وقوتهم تفوقه بكثير وغلبت شجاعته، صرخت لين صرخة مدوية واثنين من رجال وليد يكبلوا ذراعيها بقبضتهم وهي تراه قد تكاثروا عليه وأبرحوه ضربًا موجعًا ولكنه لن يستسلم بعد فكان يجاهد كي يدافع عن ذاته لأخر رمق به، لولآ تسديد أحدهم ركلة قوية بمعدته جعلته يزئر من شدة الألم و تخور كل قواه بعدها.

لينفض يعقوب الرجال عنه الذين يحجموا حركته ببراعة ويتوجه إلى أحد الرجال ويشدد ذراعه بقوة على عنقه فهو يعلم أن ذلك الرجل بالذات هو كبير الحرس الخاص ب وليد وهو من يتلقى منه الأوامر مباشرًا، ليهتف بتوعد وهو يشهر سلاحه ويصوب فوهته على رأس الرجل: أأمرهم بتركه وإلا سأفرغ خزينة سلاحي برأسك أيها الوغد...
تعلق الرجل بذراع يعقوب رغبة منه أن يخفف من ضغطه على عنقه وقال بأنفاس تكاد تنقطع: حسنًا، حسنًا، أتركوه.

توقفوا الرجال عن ضرب يوسف الذي قد أنسالت الدماء من فمه بغزارة وأرتمى على الأرض الترابية بإنهاك وهو يشعر أن كل أنش بجسده يأن من شدة الألم
لتصرخ هي بنشيج وهي تحاول فك وثاق ذراعيها المكبلة بقبضة اثنان من رجال وليد : لاااااااااا يوسف رد عليا
بينما كان هو منهك للغاية ولم يقدر على التفوه ببنت شفه وكاد يفقد الوعي
ليهدر يعقوب بحدة وهو يشدد أكثر على عنق الرجل: دعهم يتركوها ترحل.

ليجيبه الرجل بأنفاس متقطعة خائفة: سوف يقطع سيدي رؤسنا إن تركناها ترحل
أحتدت عين يعقوب بغضب وكاد يشد أجزاء سلاحه لولآ أن ضربة قوية أعلى رأسه جعلته يسقط مغشي عليه
حسابك معايا تقل أوي يا يعقوب بس مش وقتك
هدر بها وليد بنبرة شيطانية نابعة من أعماق الجحيم، وهو يلقي بتلك الألة الحادة الملوثة بدم يعقوب الذي ضربه بها لتوه ويرشق لين بنظرة شيطانية تنبأ بأن لا مفر من جحيمه بعد الآن.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة