قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية تيراميسو للكاتبة ميرا كريم الفصل الثالث عشر

رواية تيراميسو للكاتبة ميرا كريم الفصل الثالث عشر

رواية تيراميسو للكاتبة ميرا كريم الفصل الثالث عشر

ناديك والليل جاثم خلف الجدران , والفراق قد شهر مخالبه. أناديك والنوم يتقدم مني مهدداً بعشرات من كوابيس الوداع. أناديك يا من كنت قبل دقائق معي. ( مقتبس).

بعد ذلك الشجار المحتد هرعت هي باكية تقصد شقتهم بخطوات متخازلة تلعن حظها وسوء أختيارها،
وما أن دلفت إلى الداخل استقبلتها والدتها بقولها بلهفة وقلق وهي تقترب منها: يا لهوي مالك ياقلب أمك بتعيطي ليه؟
شهقت حلا واندفعت لأحضان والدتها ترتمي بها وهي تنتفض ويتعالى نشيجها، لتربت نجية على ظهرها بحنان وتجذبها لتجلس بها على الأريكة القريبة وتقول وقلبها يكاد يسقط من بين ضلوعها من القلق:.

اهدي يا بنتي وفهميني ابوس ايدك أنا مش حمل كدة
أجابتها حلا من بين دمعاتها: أنا خلاص ياماما مش عايزاه دة كان هيمد أيده عليا في الشارع لولآ إسماعيل اتدخل ومنعه...
أنتِ طلع معاكِ حق أنا مش هرخص نفسي وأخليه يهني تاني.

رغم غضبها من ذلك المقيت ومعرفتها محاولته ضرب أبنتها إلا أنها عندما استمعت لأسم إسماعيل منها أطمأنت و رفعت رأسها لفوق وكأنها تناجي ربها تزامنًا مع رفع يدها وتقبيلها لباطنها وظهرها بالتناوب وهي تحمد ربها أن أبنتها تعقلت أخيرًا
وسوف تريح قلبها، لتخرج حلا من أحضانها وتقول بنبرة باكية: أدعيلي ياماما أعرف انساه...

دثرتها نجية من جديد بأحضانها وقالت وهي تمرر يدها على ظهرها بحركة حانية هدئتها: هتنسيه يابنتي وبكرة أفكرك، أن الدنيا مبتقفش على حد و ان شاء الله ربنا هيكرمك بأبن الحلال اللي يصونك ويعززك وتملو عليا البيت عيال
هزت حلا رأسها تأمن على دعوات أمها وأستكانت بين أحضانها، آما عن نجية فتمسكت بصدرها بقوة وهي تشعر أن قلبها يعتصر بين ضلعوها وينبأها بحدوث أمر سيء.

في إيطاليا وخصةً نابولي.

بعد ما حل بيعقوب استقل أحد السيارات من على الطريق لتوصله إلى المشفى لتقطيب جرح رأسه الغائر و رغم أعتراض الطبيب المسؤول عن خروجه أصر هو الذهاب متغاضي عن الحاح الطبيب بعمل الإشاعات اللازمة لتأكد أن الأصابة لم تسبب إي ضرر على المخ إلا أنه أعترض وبشدة وأصر على المغادرة للبحث عنها وبعد أن أنتهى من عدة أتصالات مهمة يحاول أن يتوصل لأي معلومة عن مكانها توجه إلى قصر عمه بخطوات غاضبة ورأس مضمدة إلى منتصف الردهة وصاح على عمه بنبرة جهورية: أنت فين يا شكري يا أنصاري.

تدلى شكري درجات السلم وهرع يسأل يعقوب دون أن يعير هيأته أي أهتمام: طمني وصلت لأيه، لقيتهم
هز يعقوب رأسه وهدر بعصبية من لامبالاته: أنت السبب في كل دة
أنت اللي خليته يتحكم في كل حاجة وسلمته رقبتك بأيدك
أبتلع شكري غصة مريرة بحلقه وأجابه بإنكار: سيبك من الكلام دة دلوقتي أنا مقدر خوفك عليها ورغم إني قلقان أكتر منك بس أنا بثق في وليد وعارف أنو ميقدرش يأذيها علشان بيحبها.

ليصرخ يعقوب بعصبية مفرطة بتلك الحقيقة الذي يرفض عمه أن يعترف بها بعد: وليد أناني وأنتهازي وعنده استعداد يعمل أي حاجة علشان الفلوس وعمره ما حب غير نفسه وأنت عارف دة كويس
زاغت نظرات شكري وعجز عن التبرير ليستأنف يعقوب بتهكم بعدها وهو يضيق عينه: بعدين بتثق فيه بأمارة أيه ياعمي دة بيهددك؟
ليباغته بسؤاله بعد أن وجده مازال يستمر على صمته: مسألتش نفسك ولا مرة بنتك هربت ليه.

رفع شكري نظراته المنكسرة إليه وقال بتقطع: ، علشان...
قاطعه يعقوب بعدما نمت بسمة ساخرة على جانب فمه: لين هربت بعد ما سمعت وليد بيتكلم في التليفون وبيخطط يحل محلك في كل حاجة وأنه أول ما يتجوزها هيستغل أنك هتسلمه كل حاجة زي ما وعدته علشان يقدر يدخل صفقات كبيرة لحسابه من فلوسك واكيد هيورطك فيها
نفى شكري برأسه وقال بقلة حيلة: يورطني أنت مش فاهم حاجة يا ابني.

أنا متورط فعلًا مع ناس خطيرة والغلط معاهم مش مقبول ولو عرفوا أن وليد بيهددني بورق يدينهم هما كمان هيصفوني ومش بعيد ياخدوا كل الفلوس اللي تعبت وشقيت فيها سنين وعلشان كدة كان لازم أوعده علشان يفضل تحت طوعي وميبعنيش ويشتغل لحسابه ويسيبني أغرق لوحدي
هز يعقوب رأسه بعدم أقتناع وقال بسخط: دة مش مبرر يخليك ترميهاله كبش فدى وتضحي بيها.

أطرق شكري رأسه بخزي من نفسه وقال بأمل: اكيد مش هيأذيها ومتنساش أنها بنت خاله وتهمه زيك بالظبط
زئر يعقوب بغضب من سلبية عمه المستفزة وركل أحد المقاعد بقوة وقال بمغزى تقصده وهو ينظر لعمه بنظرة عميقة من ثاقبتيه وكأنه يخترق روحه بها قبل أن يهم بالمغادرة ليبحث عنها: مش غريبة عليك تبيع اللي من لحمك ودمك طول عمرك معندكش عزيز ولاغالي غير مصلحتك يا عمي.

نطق أخر كلمة بنبرة متهكمة وهو يضغط على كل حرف قاصد إيلامه
لينظر شكري إلى أثره بنظرة محملة بالكثر من الندم وهو يعلم تمامًا إلى ماذا يرمي بحديثه المبطن فيبدو أن هفوات الماضي البعيد ستظل أشباحها تطارده مدى الحياه.

آما هناك وبعرض البحر داخل ذلك اليخت الذي يشق طريقه بقوة بين المياه ليعود إلى المرسى
كان يجلس هو بكل عنجهية ويعتلي ثغره بسمة متشفية بعدما حبسها من جديد بلأسفل وينتظر عودتهم إلى اليابسة بفروغ الصبر و هو يمنى نفسه أن بعد عدة ساعات سوف يحقق ما سعى إليه أخيرًا وبعد عدة دقائق آخرى نهض وتوجه إلى غرفتها كي يملي عينه من لوحة أنتصاراته ويأتي بها فهم على وشك الوصول إلى اليابسة.

كانت هي في تلك الأثناء تحاول فتح عيونها بتثاقل وهي تشعر بألم حاد يفتك برأسها لتعدل جلستها بوهن وبعيون مازالت مغلقة و تحاول أن تنهض ولكن بترنح وبعدم اتزان وبجسد خاوي بلا روح وما أن تمكنت أخيرًا من فتح عيناها رفعت نظراتها المشوشة وطافت محيط المكان لتجد نفسها بذات الغرفة الصغيرة داخل اليخت الخاص ب وليد لتبتسم بسمة مريبة وكأن أصابها الجنون لتوها وتوجهت بألية نحو المرحاض المرفق للغرفة وهي تشعر بالغثيان وعندما استجابت معدتها لرغبتها ظلت تتقئ كل ما بها من طعام وما أن أنتهت غسلت فمها بتقزز و نثرت بعض قطرات من الماء على وجهها بقوة لعلها تساعدها على التحسن قليلًا، لترفع نظراتها الفارغة إلى أنعكاس صورتها بالمرآة التي تعتلى الحوض وتبتسم نفس البسمة المريبة وأخذت تمرر أناملها بخصلاتها وهي تحاول أن تعدل هيأتها المذرية تلك، لتتقلص ملامحها تدريجيًا عندما نظرت لسلساله الذي يحاوط عنقها بأنعكاسها في المرآة و تسيل من عيناها دمعات حارقة تكوي وجنتها دون أي تعبير يذكر لملامحها وما أن تلمست ذلك الحجر خاصته بأناملها ومضة عابرة مرت أمام عيناها جعلتها تشهق بقوة وكأنها تذكرت للتو فقط ما حدث لتنتفض بقوة وتضع يدها على أذنها وتهز رأسها بهستيرية وبأنهيار تام وتقول بنبرة ممزقة من بين شهقاتها الحارقة: سامحني يايوسف، أنا السبب، أنا السبب.

لتتأوه بحرقة جثت على صدرها وكادت تطبق روحها المتألمة وتصرخ بنشيج وهي تضرب يدها بتلك المرآة فوق الحوض التي تعكس صورتها المزرية التي مقتتها ولاتطيق أن تذكرها:
اه ه ه ه ه ه ه ه ه ه ه ه.

لتخور قواها بعدها وتنهار أرضً وتظل تصرخ وتصرخ صرخات متألمة لا حصر لها لتهدء لبرهة عندما هيأ لها شيطانها اللعين طريق الرحيل وجعلها تتناسى فداحة ما هي مقبلة عليه من معصية وتتناول قطع من هشيم الزجاج ثم بكل رضا وقبول قطعت شراين معصمها ظنًا منها أنها ستجد الراحةو السلام باللحاق به، حدث ذلك تزامنًا مع دخول وليد للغرفة وما أن وجدها بالمرحاض تدارك ما فعلته لعنها بصوت جهوري منفعل و حل رابطة عنقه وربط موقع جرحها ليوقف النزيف تزامنًا مع وصول اليخت إلى المرسى ليحملها بمساعدة رجاله اللذين أتوا على صوت لعناته ويتوجه بها إلى أقرب مشفى، غافلين عن تلك السفينة الصغيرة التي كانت تتبعهم و ترصد كل شيء من بادئة الأمر.

آما عن يعقوب استقل سيارة آخرى من الجراچ الملحق بالقصر وظل يلعن كل شيء بطريقه بعصبية مفرطة من سلبية عمه فهو كان يظن أنه عندما اخبره أنه سيدك الأرض ليبحث عنها ويجدها ويقتص من وليد ولكنه خالف كل توقعته بثقته الواهية بذلك اللعين، زفر بقوة وهو يهم بإشعال محرك السيارة وكاد يشرع بالقيادة لولآ أن تعالى رنين هاتفه برقم يعرفه تمام المعرفة ليتناوله بخفة ويجيب.

وما أن استمع للطرف أحتدت نظراته وجز على نواجزه بقوة وألقى بالهاتف على المقعد الجانبي وانطلق بسيارته محدث عاصفة ترابية أثر أحتكاك الأطارات بلأرض بقوة.

عودة إلى القاهرة وخاصةً ذلك المنزل المتواضع
كانت حلا تتمدد على فراشها بوهن وتحتضن تلك الدمية المحشوة خاصتها كعادة مصاحبة لها منذ الصغر
لتدخل والدتها اليها بكوب من العصير وعدة شطائر صنعتها من اجلها وهي تقول: قومي ياقلب أمك كُلي علشان خاطري دة أنتِ محطتيش حاجة في بؤك من أمبارح
أبتسمت حلا ببهوت وأجابتها وهي تعتدل بجلستها: مليش نفس بالله عليكِ بلاش تضغطي عليا.

لتتنهد نجية ببأس وتضع ما بيدها على الكمود وتخبرها بعدها: أنا بكرة الصبح هروح لأم علاء وهقولها كل شيء نصيب
فرت دمعات حلا بحسرة على سنوات عمرها وتعلقها به لتربت نجية على ذراعها وتخبرها بود فهى على يقين تام بما تشعر به أبنتها من قهر: معلش بكرة تنسي وربنا هيعوضك خير ياقلب أمك.

هزت حلا رأسها وكفكفت دمعاتها بظهر يدها وقالت وهي تسلت دبلتها الرفيعة من بنصرها وتضعها بكف والدتها: أعملي اللي انتِ شيفاه صح ياماما بس قوليلها تقول لأبنها إني عايزة فلوسي
عقدت نجية حاجبيها وتسألت بريبة: فلوس ايه يا بنتي؟
فركت حلا يدها بتوتر وزاغت نظراتها وكادت تخبر والدتها لولآ أن طرقات على باب المنزل قاطعتها
لتنهض مسرعة بحجة فتح باب الشقة أمام نظرات نجية المتخوفة.

ما أن وضعت وشاحاها على رأسها وفتحت الباب وجدت اميمة زوجة عمرو أخو المقيت علاء أمامها ويبدو عليها التوتر
لترحب بها حلا بحفاوة وأيضًا والدتها التي إنضمت لهم وتدعوها للدخول فهى ليس لها علاقة بكل ما حدث على أي حال ويظلوا يتعاطفوا معها
لتهمهم اميمة بنبرة مهزوزة بعدما جلست على أحد المقاعد القريبة: أنا عارفة أنكم مستغربين من مجيتي
لترد نجية بود: متقوليش كدة يا بنتي دة بيتك ومطرحك وتنوري في أي وقت.

لتستأنف اميمة بود مماثل: دة العشم يا ست نجية
وأنا مجتش هنا غير علشان
أنتم عزاز عليا واللي مرضهوش لنفسي مش هرضاه لغيري
خير يا بنتي اتكلمي
هدرت بها نجية بقلق
لتجيبها اميمة بتعلثم: بصراحة يا ست نجية أنا جية أقولك عن اللي سمعته بودني من الملعون علاء
عقدت حلا حاجبيها بعدم استيعاب بينما تسألت نجية بتوجس: تقصدي أيه يابنتي؟

لتسترسل اميمة في الحديث: أمه علطول بتبخ في ودانه سمها زي ما بتعمل مع جوزي وعايزاه يكسر مناخيرها ويذلها بعد ما ياخد غرضه منها ويرميها عندها تخدمها
زاغت نظرات حلا فهو نفس الحديث الذي أخبرها به سابقًا ولكنها لم تجرء أن تخبره لوالدتها، بينما شهقت نجية وضربت أعلى صدرها بحسرة وما أن نظرت لرأس أبنتها المطرقة تأكدت أنها كانت تعلم بذلك الحديث مسبقًا.

لتستأنف اميمة كي تفرغ ما بجعبتها وتريح ضميرها: مش بس كدة يا ست نجية
دة متجوز رقاصة في الغردقة وسمعت أنه جيبلها شقة وأنها بتاخد اللي وراه و اللي قدامه...
لطمت نجية وجنتها بينما هزت حلا رأسها بعدم استيعاب وقالت: مستحيل انتِ كداااابة.

لتأكد اميمة بثقة: وحياة عيالي مش بكدب عليكِ أنا سمعته بوداني بيحكي لأمه وحتى هي اللي أصرت عليه وقعدت تقنعه أنه ياخدك هناك يومين يستفرض بيكِ في السكن بتاع شغله علشان بس يرضيها ويكسر عينك وبعد كدة يرميكي ويكمل مع الرقاصة.

لتشهق حلا بالبكاء وتقول بقهر وبنبرة متحسرة: يعني كان متجوز و بياخد فلوسي يصرفها عليها، دة كان بياخد مرتبي كله، ومفهمني أنو داخل بيه جمعية، دة غير شبكتي اللي بيعهالي وكلامه و وعوده ليا
لتعقب نجية بآسى: كدة يابنتي كنتِ بتكدبي عليا وسيباه يستغلك كل دة، بس معلش الحمد لله أن ربنا بينه على حقيقته ونور بصيرتنا في الوقت المناسب بس أنا مش هسكت أنا هروح لأمه الحيزبونة وهمسح بكرامتها الأرض وهفضحهم.

لتقاطعها اميمة بتسرع وبنبرة مذعورة وهي تريد أن تقبل يدها التي سحبتها نجية بتلقائية واستغفرت: بالله عليكِ ياست نجية أبوس أيدك بلاش لو عملتي كدة هيفهموا أن أنا اللي قولتلك علشان الكلام دة مخرجش من بينهم و أنا الوحيدة اللي كنت في البيت وقتها وسمعتهم ولو روحتي ليهم ساعتها أمه هتخلي جوزي يطلقني وياخد مني عيالي ويرميني في الشارع وأنا مليش حد أنا جيت علشان قلبي عليكم و مش عايزة حلا تبقى زي مزلولة ليهم ولا مكسور عينها.

ضربت نجية كف على آخر بعدما تأثرت بحديثها فهى لاتريد لها الأذى على أي حال
فيكفي أنها أتت عنوه لحماية أبنتها لتربت نجية على كتفها وتخبرها بحنان: خلاص يابنتي أهدى
ومتخافيش وهما حسبي الله ونعم الوكيل فيهم و أنا من بكرة هسعى وهرفع قضية طلاق
أومأت لها اميمة بأمتنان وغادرت تاركة حلا ترتمي على أحد المقاعد بصدمة عارمة وبملامح لا يستنبط منها شيء البتى.

عودة آخرى إلى قلب أوروبا الرحيم الذي لم يكن رحيم أبدًا بأبطالنا
ظل وليد يعدو ذهابًا وايابًا وهو ينتظر الطبيب أن يخرج ليطمأنه على تلك اللعينة التي تتعمد تخريب كافة مخططاته فكان ينوي أن يأخذها قسرًا إلى مكان بعيد تم تحضيره سابقًا ليتمم زواجه منها هناك قبل سفره.

وكان يقسم أنه سيذيقها العذاب ألوان لولآ أنه وجدها غارقة بدمائها وشاحبة كالموتى ليأتي بها إلى تلك المشفى دون تردد فهو لا يستطيع خسارتها قبل أن يتمم ما سعى اليه ربما لاحقًا سيتخلص منها بيده لكن الأن هو ليس مستعد لذلك، قطع سيل أفكاره خروج الطبيب المعالج من غرفتها ليخطو نحوه ويحثه بعينه أن يتحدث.

ليقول الطبيب بعملية وبلغة إيطالية متقنة: لا داعي للقلق فقد قطبنا جرح معصمها واوقفنا النزيف وعوضنا الدم المهدور لكن يبدو أنها تعرضت لضربة قوية في رأسها أدت إلى ارتجاج طفيف ولكنه لا يستدعى القلق ولاحتى العلاج، لكن من الممكن أن تصحبها بعض الأعراض الجانبية لعدة أيام
أومأ له وليد وقال بحدة: اريد اخراجها من هنا اليوم.

أجابه الطبيب بعملية: عذرًا سيدي حالتها لا تسمح بعد ولابد من بعد محاولة الإنتحار تلك أن يتم فحصها من قبل طبيب نفسي حتى لا يتكرر الأمر
لعن وليد بلغته الأصلية وكاد يعترض ويصمم على إخراجها لولآ أن قاطعه صوت يعقوب المنفعل من خلفه وهو يخطو إليه كالأعصار والشرار يتطاير من عينه بعدما علم مكانهم من أحد أعوانه: عملت فيها ايه يا حقير ياجبان.

لعن وليد مرة آخرى تحت أنفاسه الغاضبة وحانت من منه بسمة هازئة وقال بغيظ: لأ برافو طلعت جامد وبسبع أرواح و يظهر ضربتي مكنتش بالقوة الكافية علشان تخلصني منك
أحتدت نظرات
يعقوب الثاقبة وهرول إليه يقبض على حاشية ملابسه بقوة عاتية كادت ترفع الآخر من على الأرض وهدر بعصبية مفرطة بعدما تفهم أنه هو من قام بضربه على رأسه: كنت عايز تموتني ياحقير والله ما هسيبك وهدفعك تمن اللي عملته دة غالي أوي.

ليبرر وليد بتبجح: اوعى تكون فاكر إنى كنت بثق فيك أنا بس كلمتك وقتها واستنجدت بيك تدور عليها علشان أنت الوحيد اللي كنت هتعرف تلاقيها بحكم أنك مكنتش بتفارقها، وعارف بتفكر أزاي، وممكن تروح فين وكنت متوقع أنه لو حصل هتساعدها وهتهربها مني وعمرك ما هتسلمهالي بإيدك علشان كدة مغبتش عن عين رجالتي لحظة واحدة من ساعة ما رجعت.

ليزئر يعقوب بغضب ويخرسه بلكمة قوية جعلته يترنح و الدماء تتساقط من أنفه ليناوله هو آيضًا لكمة لا تقل قوى عن خاصته وبعد عدة لكمات مدمية تناوبوها هم الاثنين لبعضهم تدخل أمن المشفى واثنين من رجال وليد ليحيلوا بينهم ليصرخ يعقوب بإنفعال وهياج وهو ينفض الرجال عنه و يتوجه لغرفتها التي علم برقمها مسبقًا: لسة حسابك معايا مبتداش
وقسم بالله لو كنت لمست منها شعرة واحدة بس لهقتلك ياحقير.

ليمسح وليد دماء أنفه بظهر يده ويقول بهسيس وبنبرة شيطانية متوعدة وهو بالكاد يلتقط أنفاسه المتسارعة: هنشوف مين فينا اللي هتكون نهايته قربت يا يعقوب
ليغادر بعدها وهو يلعن بفجوج ويتحسر على كافة مخططاته التي راحت هبائًا بفضل فعلت تلك اللعينة و عثور ذلك ال يعقوب عليهم.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة