رواية تميمة غرام للكاتبة بسملة عمارة الفصل الثامن والأربعون
اشار الصغير على احداهم ليجيبه سليم جزر و بسله شكلك هتطلع فافي زي أمك يا واد لا استرجل كدة احنا نعمل فول علشان أفطر معاك
ليجيبه هذا الصوت فول اه و نطلع على المستشفى
التف ب أعين متوسعة بابا أنت ايه إلى جابك بدري كدة
اقترب منه والده من مصايبك يا حبيب أبوك أنا مش لوحدي على فكرة معايا ماما و عمك
توحشت نظراته خير جاي ليه عمي جاي يدافع عن بنته
ارتفع حاجبي زين بعدم فهم ليه أنت زعلت مراتك ولا ايه.
فقد أعصابه مراتي مين يا بابا طليقتي هي
شهق زين بعدم تصديق يالهوي طلقتها كمان أتاريك واقف في المطبخ انا أول ما شوفتك بالمريلة دي و قلت انك مطلق
ضيق سليم عينيه و هو يراقب الصغير بطرف عينيه أنت جاي تجنني على الصبح يا بابا هو أنا ناقص
ضرب زين على كفيه ب قلة حيلة ده عمك بدر يا أهبل يا أبن الأهبل و بعدين مالها كاميليا بالحوار يااض لأ ليك قاعدة يا سليم
هنا صرخ الصغير بمرح ييييم (سليم).
ليلتف له الاثنان اقترب منه جده ليقبله بحنو صباح الخير يا زين باشا
تحرك سليم عائداً لتحضير فطور الصغير بابا يا زوز مش سليم ها عايزين نحترم بعض من أولها
تجمعوا في المطبخ و سليم أمام الصغير يطعمه ب مرح بينما الصغير يفتح له فمه بطواعيه و يصفق بمرح بعد تناوله المعلقة ليقهقه عليه سليم قبل ان يقبل وجنته أنت فرحان يا روحي.
كان يراقبهم ثلاثة أزواج من العيون ليتحدث بدر هاته أكله أنا يا سليم و أنت أطلع صحي سيفدا
ليجيبه الآخر و هو لا يعلم هل يخبرهم بما حدث امس ام لا لا سيبها نايمة كفاية إلى هما بيعملوه فيها طول اليوم
وضع بدر يده أسفل وجنته ب يأس في حين كانت تهبط سيليا الدرج و هي تحمل سيليا الصغيرة و أمامها احدى المربيات ب سيدرا
لتتساءل هو مين إلى تحت.
رفعت الفتاة كتفيها دليل على عدم معرفتها معرفش و الله حضرتك انا لسه نازلة حالاً من فوق
حركت رأسها لها و صوت ضحكات الصغير جذبهم إلى المطبخ مكان تواجدهم دخلوا ليكن في مواجهتهم سليم و والدته أمام مقعد الصغير
لتتحدث بهدوء صباح الخير يا جماعة
ردوا التحية و اقترب منها بدر التي صدمت و هي تراه ليحمل منها الصغيرة ازيك يا سيليا للحظة ظنته يسألها لكنه أكمل كدة كلكم صحيتوا ماعدا مامي.
بينما اقتربت المربية من سليم و هي تعطيه سيدرا التي مدت ذراعيها له أجلس الصغار على المقاعد المخصصة لهم
ليتمم بدر بسم الله ما شاء الله البنتين زي القمر يا سليم حته من سيفدا و الولد طبعا بس شبهك أنت
لتؤكد عليه عائشة زين نسخة من سليم و هو صغير بس على أحلى كمان من ساعة ما عيني وقعت على سيفدا و قلت انهم هيجيبوا أجمل أطفال في العالم مش في مصر بس.
قهقه سليم بخفوت اهو علشان ننول الرضا يا ست الكل هسيبكم مع أحفادكم و أطلع أشوف مراتي
ليوقفه والده هامساً تطلع تصحيها مش تخاوي العيال ها علشان انا عارفك انزلي بسرعة خليني اشوف عملت مصيبة ايه مع كاميليا و عمك
غمز له ب عبث متقطعش عليا بس يا حاج أنت لو لقيتني أتأخرت أبقى سيطر ها و سيبني أشوف شغلي
ضرب على كفية ب قلة حيلة و هو يراه يصعد إلى الأعلى ب خطوات سريعة.
دخل إلى جناحهم ليجدها مازالت نائمة اقترب منها بخفه تمدد بجانبها على الفراش ليمسح على شعرها بحنو مقبلاً جبهتها هامسا حبيبي ثم قبل وجنتها أيدا يلا أصحي كفاية نوم
لفت ذراعيها حوله قائلة ب نعاس صحيتي اهو
بادلها عناقها بقوة مستنشقاً رائحتها بعمق واضح يا روحي صاحية اوي
رفعت وجهها له فاتحة عينيها ببطء و خرج صوتها بتلك البحة صباح الخير.
اجابها الاخر ب بهوت متأملاً ملامحها يا صباح الجمال و العسل و السكر و كل حاجة حلوة
ابتسمت بخفوت قبل تعود لتدفن رأسها في صدره مرة أخرى ما ان شعر انها تعود للنوم حتى هزها بخفة لا أصحي بجد ده ماما و بابا بيسألوا عليكي بقالهم كتير
فتحت عينيها سريعا لتتساءل ايه ده بدري كدة أوعى تكون قلتلهم حاجة يا سليم
نفى ب رأسه ب هدوء لا يا روحي و محدش هيعرف خالص لو أنتِ حابة كدة يلا بقى فوقي علشان ننزل.
قبلة وجنتيه قبل ان تقف من الفراش هجهز بسرعة
استند على الوسادة خلفه قبل ان ينبهها سيفدا لو في نزيف ياريت تقوليلي
حركت له رأسها حاضر يا حبيبي
دقائق معدودة لم تتعدى الربع ساعة و خرجت و هي تلتف في مأزرها لم يخفى عليه وجهها المتوتر ليتساءل ب قلق ايه إلى حصل
ابتلعت بصعوبة هو مفيش حاجة أنا كويسة بس أنت متأكد ان بابا مش هنا علشان خاطر كاميليا.
ضرب كفيه بقلة حيلة لا يا حبيبتي و انسي الاسم ده بقى علشان انا تعبت و الله العظيم تعبت خلصي بسرعة و أنزلي ورايا احنا تحت كلنا
تنهدت بغيظ و هي تراه يخرج من الغرفة و استمعت إلى باب الجناح و هو يغلق كذلك لتلتفت حتى تتابع تجهيزها
ارتدت بنطال من الجينز الأسود تعلوه كنزة متدلية الكتفين ب أكمام طويلة باللون الزيتي سادلة خصلات شعرها و انتعلت جزمة دون كعب تناسب المنزل.
(الصورة موضحة اللبس بس مش سيفدا )
توقفت لبرهة لتستعيد ثباتها قبل أن تتخذ خطواتها إلى الأسفل
دخلت إلى غرفه المعيشة لتستقبلها حماتها ب عناقها الدافيء
اول من هلل لدخولها كان أطفالها خاصة ديك البرابر ظهرت الصدمة على وجهها ما ان رأت والدها يحمل سيليا الصغيرة و بجانبه يجلس سليم الذي يحمل سيدرا كذلك
تحرك زين بين ذراعي جده بعدم راحة و هو يشير لسيفدا قائلاً بلطف ديدا.
طلبت الأخرى من حماها و هي تنظر للصغير بحنو نزله على الأرض يا بابا خليه يجي لوحده
انحنت جالسه نصف جلسة على ركبتيها أرضاً و هي ترى الصغير بدأ يحبي تجاهها مع رفع سليم لهاتفه ل التقاط فيديو له
كان الصغير يتحرك ب حماس لملاقاة حضن والدته الدافيء تحت كلماتها التشجيعية حتى عانقها أخيرا ليقبل وجنتها بلطف ف شفتيها
ليعقب عليه سليم بغيظ بوس يا حيلة أمك بوس ما هو مال سايب أصله
زجرته الأخرى سليم و بعدين.
قلب عينيه بملل يا حيلة مامي حلو كدة يا حبيبتي
وقفت حاملة الصغير بينما هو أغلق الهاتف لتلقي عليهم تحيه الصباح صباح الخير يا جماعة منورين فطرتوا ولا لسه
ليجيبها والدها لا مفطرناش قلنا نيجي نفطر معاكم
تفحصته سيفدا لبرهة اه طبعا دقايق و هيكون الفطار جاهز يا بابا
كانت على وشك الذهاب إلى المطبخ لكن سحبها سليم لتجلس بجانبه طنت جوه و معاها ناس بيساعدوها أنتِ ارتاحي يا روحي.
جلست بجانبه و هي ترمق والدها ب توتر أخر مرة رأته كان في سبوع الصغار لما أتى اليوم هل ليعاتبها لعدم ذهابها له في المشفى قبل امس أم ماذا
لف سليم ذراعيه حول كتفيها هامساً حبيبي همهمت له بخفوت ليقبل وجنتها بحنو متسائلاً مالك متوترة كدة ليه عادي يا روحي والدك و جاي يشوفك أنتِ و أحفاده عادي يا قلب سليم أتعاملي طبيعي.
قبل ان ينحني مقبلاً وجنتها مرة أخرى أوقفه أظافر الصغير الذي غرسها في يده ليتأوه ب ألم اه شوفي الواد الرخم
قهقهة عليه بخفة ليردف بدر بيغير على مامته يا سليم
رمق الصغير بغيظ و هو يقبل وجنتها مرة أخرى عناداً به طب اهو و بعدين ما أنا كمان بغير و مستحمله هو و أخواته.
قاطع هذا النقاش دخول أحدى الخادمات و هي تجر أحدى الشنط الفطار جهز في أوضة السفرة ثم وجهت سؤالها لبدر بدر بيه السواق جاب دي و قال انها خاصة بحضرتك بس مقالش دي بتاعت ايه ولا اي حاجة
ليجيبها بهدوء و هو يضع قدم فوق الأخرى دي شنطة هدومي أصلي نويت أقعد هنا شوية
خرج صوت الزوجين مصدوم نعم!
هدر بدر ب أسف أظاهر أني مش مرحب بيا هنا.
مازالوا على وضعهم المصدوم عكس زين العامري الذي بادر بالحديث ايه الكلام ده لا طبعاً أنت تنور لو مشالتكش الأرض يشيلوك فوق رأسهم ده بيت بنتك
ابتلعوا بصعوبة و كلا منهم تفكيره مختلف تماما عن الآخر
كان سليم يفكر انه مع وجوده سيقيده أكثر من أطفاله و حماته اللعنة هو لم يعتاد على هذا ولا يستطيع أن يفعل.
بينما سيفدا كانت تخشى وجوده لما الان لما بعد ان أعتادت على عدم وجوده و لما يريد الجلوس معها هل لإصلاح ما بينهما أم فقط من أجل والدتها
هو لن يتخذها ك حلقة وصل بينه و بين والدتها صحيح؟!
أفاقهم من صدمتهم صوت سيليا التي لتوها دخلت الفطار جهز يا جماعة يلا اتفضلوا
تحركوا جميعا لغرفة الطعام مع تبادل نظرات بين الزوجين نظر سليم لحماه شزراً هو اخبره كونه سيساعده لكن إذا رأه حقا تغير ليس ان يفاجأه بتلك الطريقة.
هل يضعه أمام الأمر الواقع؟!
تساءل زين ناظراً لوحيده عملت ايه بقى يا أخرة صبري
رفع كتفيه ببراءة معملتش حاجة و الله دي خناقة ستات مع بعض البت بيسو رنتها حتة علقة
شهق والده في حين اردفت والدته ب تشجيع طب و الله جدعة
ليتابع سليم اه و الله يا ماما فشت غلي واحدة معندهاش حياء تسحبني اوضتها و هي استوعب ما كان على وشك قوله تحت نظرات زوجته التي اتسعت عينيها بصدمة ليتابع ب توتر مفيش احترااام خالص يعني.
عضت سيفدا على لسانها بقوة قبل ان تنفجر و حقا لن تهتم لوجود أحدهم تابعت تناول طعامها بصمت يحرقها
رمقه والده بنظره يفهمها ليوميء له الآخر و هو يرى ان والده فهم ما كان على وشك قوله تمام يا سليم انا هتصرف معاها
بضعة ساعات و رحل والدي سليم في حين أردف بدر طب يا جماعة انا محتاج أرتاح علشان صاحي من بدري مين إلى هيوريني أوضتي
تهكمت سيليا ب استنكار واضح أوضتك أوضة ايه ان شاء الله هو أنت هتفضل هنا.
اجابها ب هدوء او برود كما وصل لها و الله ده بيت بنتي زي ما هي بنتك ف أظن من حقي أنا كمان أفضل جنب بنتي و أحفادي
تنفست بقوة لتهدأ من روعتها و هي ترى انه فقد أحقيته في تلك الأشياء التي يطالب بها الآن و الله و حضرتك أكتشفت أمتى انها بنتك على العموم ده مش بيتي علشان أقول مين يقعد فيه و مين يمشي
انسحبت من امامه ليصعد الأخر و تدله أحدى الخادمات لغرفته.
صعد الزوجين لجناحهم كذلك قبل ان تنفجر سيفدا اوقفها سليم بالله عليكي أنا مش قادر و صاحي من بدري أوي و كمان عندي صداع
لكنها حقاً لا تستطيع الصمت أكثر من ذلك و أنا بتحرق يا سليم انت ليه مش حاسس بيا.
خرج صوته مستنكراً هو يحارب مشاعره منذ أمس مش حاسس بيكِ أنا روحت دفنت ابني أو بنتي لوحدي و ب أيدي و من امبارح و انا مبعملش حاجة غير أني بحاول أهديكي حتى نكدك و عصبيتك لما كاميليا كانت هنا كنت بعديها و بسكت ب كل صبر كل ده و مش حاسس بيكي.
تساقطت دموعها بخفة هو انت فاكر أن انا كمان مش موجوعة أنِ خسرت حته منك أنت اول واحد لمسني أول حد علمني كل حاجة انت غلطت في حقي لما دخلت كاميليا بيتي تخيل كدة كنت أنا إلى متجوزة ابن عمي و هو لسه عينه مني و هيموت و يرجعلي كنت هتقبلها على نفسك حط نفسك مكاني يا سليم أنت عارف انا ايه إلى بيحصلي لما أشوفها بفتكر ان حبيبي كان ملكها في يوم من الأيام و كل حاجة حقي كانت حقها بكره نفسي و بحس ب نار ناااار بتاكلني يا سليم حتى ذكرياتك هي مشاركاني فيها.
راقب سليم انهيارها ليتابع نقاشهم الذي يجب ان ينتهي بس انا دلوقتي جوزك أنتِ هي مبقاش ليها وجود و قلتلك علاقتي بيها مكانتش زي ما أنتِ فاكرة يمكن فعلا غلطت لما دخلتها البيت بس دي بنت عمي و بتستنجد بيا
لتوقفه ب اعتراض مرتفع مسمهاش كدة اسمها كانت بتتلزق فيا سحبتك اوضتها و عملت ايه يا سليم تهرب بعينيه من عينيها لتتابع ب هزيان عرضت نفسها عليك صح ياترى كانت واقفة قدامك ازاي.
اقترب منها ضاغطاً على كتفيها برفق سيفدا أهدي
حركت كتفيها بقوة بس نزل ايدك و رد عليا
عانقها بقوة مع رفضها التام ليهمس و الله محصلش حاجة حتى عيني مترفعتش فيها أهدي علشان خاطري و حياة ولادنا أهدي
بعض الوقت حتى هدأت لم يعد مسموع سوا شهقاتها مع متابعة سليم المسح على ضهرها و خصلات شعرها بس يا روحي قوليلي إلى يريحك و أنا هعمله المهم ان حبيبتي متكنش زعلانة.
رفعت وجهها المحمر الملطخ بالدموع كذلك لتنظر له ب أعينها التي تبقت بها الدموع أبعدها عننا يا سليم مش عايزة أشوفها دي هددتني أنها هتعمل أي حاجة علشان تملك راجل زيك بمعنى أصح أنت
قبل باطن يدها بعمق و يده الأخرى تجفف بقايا دموعها برفق اشش بس يا حبيبتي و بعدين مش قلتلك متعيطيش علشان شكلك بيبقى قمرين و الإنسان بيبقى ضعيف و كدة
ابتسمت له ب ارتعاش ليضمها له بقوة و هو يوعد نفسه أنه سيجعلها تشعر بالأمان.
أمان من انه لن يحدث شيء يهدم عائلتها او يبعده عنها حتى لو ب إرادتها.