رواية تميمة غرام للكاتبة بسملة عمارة الفصل الأربعون
مسح على وجهها ب أيدي مرتعشة اهدي يا روحي طب حاسة ب ايه احكيلي
خرج صوتها مكتوم بسبب شدة الألم الذي تشعر به ضهري حاسه ان في حد بيكسر فيا
بدل نظره بينها و بين معدتها المنتفخة بقلق واضح ليتحسس معدتها بلهفة و هو يحاول التواصل مع أطفاله علهم يرحموا والدتهم قليلا
تعالى صراخها و تساقطت دموعها كذلك و هي تستشعر صعوبة إلتقاط أنفاسها
جلس بجانبها بوجه شاحب و ل لحظة نسى كل ما درسه في كلية الطب.
خرج صوتها العالي و تلك الصرخات التي تخرج منها كلما شعرت بضربات أطفالها القوية هموت يا سليم مش قادرة
قبل يدها ب لهفة و هو هلع بالفعل خوفاً عليها بعد الشر عليكي يا قلب سليم انشالله أنا و أنتِ لأ
عضت على شفتيها بقوة لتوقف صرختها و خرج صوتها بصعوبة و تساقطت دموعها و حياتي عندك لو حصلي حاجة متكرهمش يا سليم أوعى تعمل معاهم زي ما بابا بيعمل معايا خليك حنين عليهم أوعدني.
صرخ بعدم أحتمال بس يا سيفدا كفاية متقوليش كدة علشان خاطري كفاية هتبقى كويسة و هنحبهم و نعلمهم كل حاجة سوى
فتحت فمها للحديث لكن تحول إلى صرخات متألمة و هي تتنفس بقوة ازداد نحيبها ليتحدث سليم سريعا سيفدا انا هولدك قيصري
حركت رأسها نافية ب وتيرة سريعة لتتحدث بصعوبة لا يا سليم لا ااااه أنا هولد طبيعي احنا كنا بنعمل كل حاجة بقالنا خمس شهور علشان كدة
شعر بالانهيار كذلك لأ مش هخاطر بكدة دول تلاتة يا سيفدا.
تعلثمت قابضة على يده بقوة طب أبقى اكشف عليا و لو فعلا حالتي متعثرة أبقى ألجأ ل القيصرية لكن متستسهلش كدة على طول
نظر لها ليعانق وجهها بين كفيه هتقوميلي بالسلامة و هتبقي زي الفل أنتِ و ولادنا
توقفت السيارة أمام مدخل مشفاه الخاص كان ينتظره طقم كامل من التمريض على أعلى مستوى و طبيبة النسا و التوليد الذي استدعاها لتكون مساعدته لا يضمن ثباته مع رؤية كم الألم الذي تشعر به.
جلس سليم بجانبها و هو يمسك يدها بقوة لتبدأ تلك الطبيبة في فحصها تبادلت الطبيبة نظراتها مع سليم لتلاحظ سيفدا ذلك لذلك زجرتها بصوت مرتفع بفقدان اعصاب لو عايزة تقولي حاجة قوليها و خلصيني مش شايفاني هبلة قدامك اتكلمي بصراحة.
تحمحمت الطبيبة ليخرج صوتها متعلثم هو لو حضرتك مصممة على طبيعي هو وضع الاطفال مناسب بس محتاجين نستنى شوية لغاية ما المياه تنزل و فتحة الرحم توسع و ممكن نحتاج مساعدة سليم بيه ب اعتباره زوج حضرتك
نفى سليم سريعاً لا طبعا انا مش هلمسها و هي بتتوجع كدة
تحمحمت الطبيبة بخجل هو انا مكنتش أقصد كدة بس حضرتك حاول تمشيها شوية براحة
عبث في خصلات شعره من الخلف اه إذا كان كدة تمام.
دقائق و اوقفها سليم بقلب موجوع بسبب تألمها لهذا الحد جعلها تستند على صدره و بدأ في السير بها ليشاكسها قائلاً يا دوبك طايلة صدري يا أوزعة مش كنتِ طويلة شوية علشان تسندي على كتفي
أراحت رأسها على صدره عاجبك ولا مش عاجبك يا ابن العامري
قبل فروة رأسها بحنو عاجبني طبعاً يا روحي ده أنتِ مجننة ابن العامري و مخلياه نايم صاحي عايزك في حضنه و بس.
ضحكت عليه بخفه معها تأوه بسيط خرج منها ليحذرها قائلاً سيفدا متكتميش صرختك فاهمة
اومئت له و هي تلف احدى ذراعيها حول معدتها نادته بخفه لينظر لها بينما هي تابعت ب تساؤل و يؤلمها قلبها من فكرة أن أطفالها ربما يواجهوا نفس حياتها هتحبهم صح
دمعت عيناه و تشكلت تلك الغصة في حلقه ليخبرها ب تصميم هنحبهم يا حبيبتي اعملي حسابك أني عايز عيال تاني مش تلاتة بس انا عايز اعمل فريق صغنن كدة.
ابتسمت متسائلة عايز كام واحد
تنهد بحب مقبلاً وجنتها مش مهم كام عايزهم بنات شبهك بس اهم حاجة قوليلي صحيح فكرتي في أسماءهم
اومأت بحماس لتشاكسه اه بص انا هكون ديمقراطية و هسيبك تسمي بنت و انا هسمي بنت و ولد
ارتفع حاجبيه ب استنكار اه ديمقراطية أوي يا حبيبتي باين من عندي اهو
قهقهة بخفة معها كانت صرخة قوية منها مع تساقط مياه الأطفال نظر الاثنان ل الأسفل ليخرج صوت سليم بقلق دي المياه نزلت.
بدأوا في تحضيرها ل عملية الولادة و سليم كذلك بدأ في تعقيم نفسه جيداً كونه المسؤول عن عملية الولادة
تمددت سيفدا أمام زوجها فاتحة قدميها في وضع استعداد للولادة الطبيعية و لم ينقطع صراخها ل لحظة
ليخرج صوتها بقلة صبر خرجهم يا سليم أنت السبب في إلى أنا فيه ده بالله عليك خرجهم يا سليم هموت.
دمعت عيناه و هو يحارب نفسه حتى لا يبكي تنفس بقوة و هو يشعر ب انسحاب الأكسجين حوله تفحص فتحة رحمها ليطمئن نفسه قبلها متقلقيش حبيبتي الرحم أتوسع ان شاء الله سهلة يلا شهيق زفير و ادفعي ب أقوى ما عندك
بدأت تفعل و هي تتنفس بصعوبة مع خروج بعض اللعنات و الألفاظ باللغة الإنجليزية خاصةً و قليل من الكلمات العربية.
تعالى صراخها مع وصول عائلتها و عائلة زوجها في الخارج بينما في الداخل كان يقف سليم بوجه متعرق من فرط توتره.
و هو يمسك رأس طفله التي خرجت الرأس ظهرت يا سيفدا يلا معايا ادفعي و فكري في حاجة واحدة بس انهم شوية و هيكونوا في حضنك صرخت دافعة بقوة ليسحبه ب رفق ليتعالى صراخ الصغير الذي كان فتى تساقطت دموع سيفدا ب راحة ليمده لها سليم ب أيدي مرتعشة من فرط ما يشعر به بعد ان وضعت حول قدمه احدى الممرضات أسورة واضعاً إياه على صدرها.
تعلقت عينيها ب أعين سليم الذي حرك رأسه لها و ضغط على يدها تعالى صراخها مرة اخرى بعد ان تذمرت أحدى الفتيات التي تريد اللحاق بشقيقها بتلك الضربات القوية
ليلتفت سليم لها و هو يتابع عمله معها تمت ولادة التوءم الثلاثي بسلام و كل شيء مُسجل بالصوت و الصورة مع التقاط صور عديدة لهم ك عائلة ل أول مرة كان الممرضات و جميع من في غرفة العمليات يرددوا بسم الله ما شاء الله يتربوا في عزك يا دكتور.
اخذوا الأطفال من فوق صدر سيفدا لتتساءل ب أعين زائغة هتاخدوهم فين
أجابها سليم بهدوء و هو يعلم انها ستغفى هيتطمنوا عليهم يا حبيبتي
أعطى لها مخدر بسيط ليتابع عمله معها و إغلاق فتحتها مع تنظيف الرحم بينما هي نائمة بعمق انتهى من عمله ليتنفس بقوة و هو يشكر الله على أنها بخير
انتهوا من تنظيفها لتخرج إلى الجناح المخصص لها بجانبها سليم الذي لم يفارقها يطمن عقله و قلبه بكونها بخير أمامه و بصحة رائعة.
قبل يدها بعمق ليهمس لها بحب اصحي بقى يا روحي حمدالله على سلامتك هتبقي مامي حلوة أوي يا سيفدا
ضحك بخفة و هو يراها تتململ قبل جبهتها بعمق نامي يا روحي علشان هتفضلي ست شهور متناميش
دق على الباب يليه دخول عائلتهما ما ان وجد بدر يدخل معهم حتى وقف بغضب أنت جاي هنا تعمل ايه
زجره والده بحدة سليم و بعدين ده مهما كان حماك و جاي يطمن على بنته.
عض على لسانه حتى لا يقل كلام قد يندم عليه و جلس بجانب زوجته مرة أخرى تمدد بجانبها ب رفق ليهمس لها حبيبي مش هتصحي بقى نسميهم حتى و نامي تاني
دخلت بسمله المندفعة بقلق كدة يا سليم متكلمناش اعرف بالصدفة من الشغالين في البيت
حك سليم رقبته من الخلف بحرج حقك عليا معلش اتلبخت معاها اومأت له بتفهم
دخل خلفها زوجها و هو يتمسك ب زين الصغير الذي ركض على زين الكبير جدو أنت هنا.
ضحك بحنو اه يا قلب جدو هنا علشان اشوف النونات بتوع عمو سليم
بحث حوله هما فين دول
ناداه سليم مش هيجوا غير لما سيفدا تصحى يا زيزو مش عارف اصحيها تعالى جرب كدة
نظر إلى والدته التي نفت ب رأسها له لا عيب يا سولي هي تعبانة صح يا مامي
اه يا روحي تعبانة
تنهد سليم بغيظ يعني بتلبسوني معاها يا واد أنت و أمك أنت عايش مع عصابة يا مراد.
حرك شفتيه ب سخرية كدة و عصابة ده زين نسمة أومال لو قعدت مع يزن يا راجل و بعدين أنت مش خلفت هيحصل تشكيل عصابي عندك بردوا
رفع له علامة النصر أوعدك ان التشكيل ده أنا إلى هعمله مش هي ربت سليم على كتف سيفدا بخفة و هو ينادي عليها
لتفتح عينيها ب انزعاج ما ان فعلت حتى اخبرها الجميع في صوت واحد حمد الله على السلامة
نظرت لسليم الذي ينظر لها بعمق هما فين.
ضغط على جرس خلفه و بالفعل لحظات و دخل ممرضتين إحداهما تجر فراش الفتاتين و الأخرى فراش الفتى
لمعت عينيها بسعادة و هي تراقب أطفالها ليتساءل المعظم بحماس ها هتسموهم ايه.
نظر كلاً من سليم و سيفدا ل الفتى أولاً لتتحمحم سيفدا ناظرة إلى حماها هنسمي الولد على اسم حضرتك يا بابا ثم نظرت لزين الصغير ابن صديقتها و على اسم زيزو روح قلبي بردوا عادت بنظرها لطفلها بين ذراعيها لتردف بحب زين سليم زين العامري نورت الدنيا يا قلب مامي أوعدك انك هتبقى صاحبي و حبيبي و راجليي التاني.
اتسعت ابتسامة زين العامري و دمعت عيناه ب امتنان واضح ليحمل سليم الصغير مؤذناً في أذنه قبل أن يسلمه لوالده ناولها إحدى الفتيات و أخذ هو الأخرى
ليتساءل بحب و هتسمي دول ايه يا مامي
استندت عليه ناظرة لطفلتيها انا هسمي واحدة و انت سمي التانية
وافقها سريعاً تمام اتفقنا
تحسست سيفدا وجنة الصغيرة بين ذراعيها بلطف هسمي دي سيدرا أبدى الجميع إعجابه بالاسم و نظروا لسليم بفضول.
تحمحم الاخر قائلاً هعمل الإمبراطورية سين سيدرا و سيليا يرضيكي تكوني اجدع مني يعني تسمي الواد على اسم أبويا و انا لأ
نظرت عائشة لملامحهم التي لم تظهر بوضوح بعد بتمعن ما شاء الله يتربوا في عزك يا حبيبي ان شاء الله يا سليم هيكون عندك نسختين من سيفدا و هيجننوك
ليتدخل ليث و مراد في صوت واحد ابني /و ولادي موجودين يشيلوا
شهق سليم بتهكم أنتوا هتستفردوا بيا علشان خلفتي بنات يعني.
ضحكوا عليه بخفة لتتحدث بسمله هو انت تطول ده انا ولادي هيدوخوا نص بنات مصر و الوطن العربي
ليعقب عليها بفخر مش بناتي يا ماما دول هيبقى حتت اجنبية كدة و بعدين قلت قبل كدة معنديش بنات بتتجوز أنا ما تلم مراتك يا مراد
ضحك عليه الآخر و هو يذكره بنفسه مع ابنته الوحيدة خليها تعاين مراتات ولادها يا سليم
رمقه ب غيظ قبل ان يرفع يده داعياً روح يا شيخ إلهي يارب ربنا يرزقك ب بنتين كمان و تحس إلى أنا حاسه دلوقتي.
أمن مراد على دعاءه يارب يا أخويا هو أنا اكره هو في أحلى من البنات
راقب سليم طفلتيه بحنو و هو يتمنى أن يكونوا نسخة عن زوجته ليخرج صوته مبحوح من فرط مشاعره عندك حق مفيش أحلى منهم في الدنيا
نظرت سيفدا ل الفتى بين ذراعي حماها ليخرج صوتها المندفع دفاع عن حق صغيرها المهدور على فكرة أنا جيبت ولد بردوا لأحسن تكون نسيت ولا حاجة.
قبل ان يبدأ شجارهم دق الباب يليه دخول سيليا و التفت الأنظار كلها لها وقف سليم حاملاً الصغيرة التي اطلقوا عليها اسم حماته ليردف ب حماس و هو ينوي حرق قلب بدر الان اشار لسيليا على المكان الذي كان يجلس فيه بجانب زوجته لتجلس بعدم فهم
ناولها الصغيرة قائلاً سيليا يا طنط على اسم حضرتك ثم التف لبدر قائلاً أقدملكم يا جماعة سيليا الكبيرة حماتي.