قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية تعويذة عشق للكاتبة رحمة سيد الفصل الخامس والعشرون

رواية تعويذة عشق للكاتبة رحمة سيد الفصل الخامس والعشرون

رواية تعويذة عشق للكاتبة رحمة سيد الفصل الخامس والعشرون

تناظرك الأماني علنًا، وتخفي القلوب هلعًا، ويظل الواقع ينتشل من ذلك وذاك...!
كانت حنين تجلس لجوار شريف الذي أخذ يصفق بيداه فرحًا، بينما حنين تجلس كالتي -شايله طاجن ستها- كما يقولون!
نظر لها شريف بتمعن، ليهتف بعد فترة صمت:
-أنا مكنتش عايز أخطفك يا حنين
شهقت حنين ساخرة، تُصدق أي مزحة ممكنة، ولكن من سابع المستحيلات أن تصدق أن الشياطين تكره الشر!
بينما أكمل شريف بهدوء صادق نوعًا ما:.

-أنا مش بكره حمزة يا حنين..
ثم إلتفت لها مرة اخرى ليصرخ:
-بس هو اللي بيكرهني، هو اللي بياخد أي حاجة حلوة ف حياتي، عشان كدة قررت أسمع كلام شذى واخطفك مع اني مش هموت عليكِ للدرجة!
حدقت به بحدة قاسية لامعة كبرودة الليل، لتجده يقترب منها ببطئ متابعًا:
-بس دا ميمنعش إنك جامدة جدا وانتِ عارفه إن الشيطان شاطر، وحلاكِ اوي ف عيني!
رسمت ابتسامة ناعمة كجلد الثعبان، ثم اقتربت منه هامسة:.

-سبحان الله نفس الشيطان الشاطر دا خلاني اشوفك كويس
ثم مطت شفتاها متابعة بحنق:
-وخلاني اشوف حمزة وشكه الفظيع بعد كل دا!
مد يده يحيط وجنتها بكفه، ثم غمز لها بطرف عينيه متمتمًا بخبث:
-طب أية؟! نتجوز بقا
هزت رأسها نافية وهي تبعده عنها، ثم قالت بدلال وكأنه غير مقصود:
-تؤ تؤ، الاول ليا طلب
اجابها بلهفة:
-أطلبي يا حنون
وضعت قدم فوق الاخرى، واخذت الثقة موضعها بين حروفها وهي تخبره:.

-مش عايزة حمزة يمشي من هنا، عشان يعرف انه خسرني بجد ويشوف بعينه
سألها بلهفة:
-يعني هنتجوز؟
هزت رأسها نافية بجدية متزنة:
-لا، مش دلوقتي، ماتنساش إن ليا عدة، وبعدين سبني اخد عليك
ثم عادت تطالعه بمعدنها الحقيقي وهي تهتف بصلابة:
-أنا مانستش الي أنت عملته برضه يا شريف!
اومأ موافقًا بأعجاب:
-تمام تمام، حقك برضه.

في اليوم التالي..
كان شريف استيقظ لتوه صارخًا ينادي على شذى:
-يا شذى، شذى أنتِ فييييين
نهضت حنين التي كانت على نفس الأريكة التي كانت عليها امس، اعتقد شريف انها انصتت له ونامت على تلك الأريكة فقال متعجبًا:
-أنتِ صاحية بدري اوي كدة لية؟
رفعت كتفيها متمتمة ببرود:
-انا مانمتش اصلاً، كنت بفكر كتير فمجاليش نوم
اومأ موافقًا، فسألته حنين بنبرة فضولية:
-هو أنت كنت عايز شذى لية؟
-عايز افطر.

قالها بتلقائية، لتنظر هي له متمعنة، وكأن نقطة من فراغ ظهرت!
فقالت مسرعة:
-أنا هقوم أحضر واحضرلي بالمرة لاني جعانة جداً
ثم سألته بخفوت برئ:
-بس هو فين المطبخ يا شريف؟!
فكر سريعاً وخرج صوته خشن كطبعه تماماً وهو يخبرها:
-قدام شوية على ايدك اليمين، هتلاقي في اكل وكل حاجة
اومأت موافقة ثم انطلقت نحو المطبخ بالفعل، بدأت تبحث عن الطعام ثم بدأت تعده بالفعل...
بعد مرور الوقت انتهت وقد عدت اكواباً كبيرة من الشاي..

خرجت لتجد شريف يجلس كما هو، فجلست لجواره، اشارت له على الاكواب فنظر لها بشك
وفكت خيوط فكره بسهولة فابتسمت ببرود ثم مدت يدها لتمسك الكوب وتشرب منه، ثم تركته والتقطت الاخر لتفعل نفس الشيئ...
ابتسم شريف بثقة والتقط احد الاكواب، وفجأة صرخت حنين بفزع:
-في صوت غريب بره يا شريف الهووي.

نهض مسرعاً يركض نحو الخارج، وبسرعة البرق كانت تخرج تلك الحقنه التي تركوها مع حمزة ذاك الوقت، لتضعها كاملة في الكوب الذي يشرب منه شريف
ثم همست بخبث وهي تضعها مكانها مرة اخرى بثقة:
-الف هنا وشفا يا شريف!

كان مُهاب يقف امام الشرفة، يقتحم التفكير عقله كذئاباً مُجندة مكلفة باجهاد تلك الروح المشعثة..!
أغلق عيناه وهو يحاول منع تلك الصورة من إقتحام مخيلته المزدحمة...
سمع صوت ضجة عالية يأتي من الاعلى فاستدار مسرعاً يركض نحو الاسفل بخطى سريعة...
نظر للخادمة قبل ان يهبط السلم وكانت هي الاخرى تركض ناظرة خلفها فصدمت مهاب بقوة وهو على طرف السلم ليسقط حتى الاسفل متدحرجًا على تلك السلالم!

صرخت الخادمة عالياً عندما وجدته فقد وعيه:
-يالهوووووتي، مُهاب بيه!

ركض أسر يدلف للمشفى عندما أعلمته تلك الخادمة على الهاتف بلهفة ما حدث باختصار لمهاب...
ركض وبسرعة نحو الطبيب الذي خرج، ليسأله مسرعا بتوجس:
-طمني يا دكتور اية الي حصل؟
تنهد بهدوء ثم اخبره بابتسامة محتارة:
-مش عارف اقولك دلوقت مبروك، ولا اواسيك واقولك اخر مرة ان شاء الله
نظر له أسر بعدم فهم، ليجده يتابع برزانة رسمية:
-أستاذ مهاب الخبطة جت لصالحه، والذاكرة رجعلته الحمدلله
سأله أسر بلهفة وبلاهه:.

-بجد يا دكتور؟
اومأ مؤكدًا بابتسامة:
-ايوة، احنا عملنا الأشعة على المخ واتأكدنا اكتر لما فاق واكدلنا انه فاكر كل حاجة
اومأ اسر موافقاً، ليربت على كتفه ممتنًا:
-شكراً جداً يا دوك، تعبناك معانا
ابتسم الطبيب ثم غادر، ليدلف أسر نحو الغرفة التي يقطن بها مُهاب، فقال مُهاب بارتياح:
-رجعتلي الذاكرة يا أسر، اخيراً افتكرت كل حاجة
ابتسم أسر بحماس حقيقي، ولكنه انطفئ بلحظتها عند تذكره أمر حمزة وزوجته..
فهمس له ببهوت:.

-مبروك يا مهاب، الحمدلله
نهض مُهاب واضعًا يده على رأسه وهو يخبره متعجلاً:
-أنا عاوز أمشي، الدكتور قال ممكن امشي عادي
اومأ أسر موافقاً، ليغادرا كلاهما عائدين لمنزل مُهاب.

دلف مهاب مع أسر الي المنزل..
من قال أن الماضي مجرد عودة؟! الماضي كالعاصفة لا تهب دون رياح، لا تقتحم بمجرد حروف فقط، وانما تصطحب اشباحًا من الضياع لتُغيم اشباه الحياة تلك..
لم يكادوا يدلفوا الي الدخل حتى سمعوا صوت فريدة وهي تهتف بانفعال:
-يوووه بقا يا ماما، أنتِ هتفضلي كل شوية تقوليلي اديناها حبوب هلوسة اديناها زفت، ماتمسكي ميكرفون وتقولي، لسة في ناس معرفتش!
ترمم النقص داخله، ورُدم الشك بلحظات!

وتخشب الجسد حول ذاك الأشتعال بالندم بين احشاؤوه، تحديدًا في تلك اللحظات رأى الدنيا سوداء..
سوداء كشعوره المصطبغ بالضياع!
لم يشعر بنفسه سوى وهو يترك أسر ليركض نحو سيارته، وبالطبع لحق به أسر الذي انتفض عند سماعه ما قيل مثله...

كان يقود السيارة بسرعة جنونية، فصرخ فيه أسر بحدة:
-هنموت يخربيتك هدي السرعة شوية
لم يرد عليه وانما ظل كما هو، كان كالذي تلبسه شيطان الغضب الاحمر...
فسأله أسر بجدية:
-طب فهمني أنت رايح فين دلوقتي؟!
-على بيت سيلين، هردها النهاردة، أنا متاكد إنهم كانوا بيتكلموا عليها، وبعدين انا ازاي صدقت، سيلين مش اكتر من طفلة ازاي هتتجرأ تجيب واحد في بيتي اصلاً!

كان يتحدث ويتنفس بصوت عالي، أنفعالات خطيرة تجيش بصدره، فأكمل بصوت يائس:
-شكل فقدان الذاكرة دا ماجاش الا على دماغها هي!

وصلا إلي المنزل فلم ينتظر مُهاب بل ركض نحو الداخل..
طرق الباب مسرعاً لتفتح له الخادمة، أبعدها دون كلام ودلف نحو الداخل، لتقع عيناه على والدة سيلين وعمها وهي شخصياً ورجلاً اخر وسيدة..
وعمها يقول بابتسامة فرحة نوعًا ما:
-يبقى تمام، نقرا الفاتحة
ونظرت لها والدتها تقول مُهللة:
-اقري معانا يا عروسة يلا
ثم أطلقت زغرودة عالية سقطت على اذني مُهاب كالرعد الملفوف بكهرباء مميتة...!

بعد فترة...
عاد أسر إلي منزله كالعادة مُنهك القوى، دلف إلي الغرفة التي يقيم فيها مباشرةً، ليجد لارا ترتدي كتلك الليلة امام التلفاز ويبدو أنها في انتظاره!
تأفف أكثر من مرة، ثم همس لنفسه في عزم:
-مش هانويلك اللي انتِ عايزاه يا لارا، مش هخليكِ تبعدي عني
اكمل سيره نحو الغرفة ليجدها تركض خلفه وهي تناديه بخفوت:
-أسر، أسر استنى رايح فين؟!

وقف مكانه في الغرفة، متخذًا وضع التجمد فيطرد تأثيراتها الملتهبة عليه، ليجدها تقترب منه كما توقع...
وتقف على أطراف أصابعها لتصبح امام وجهه مباشرةً...
ثم تسأله برقة كادت للحظة تذيب ذاك الجليد الذي ارتداه:
-احضرلك تتعشى
ابتعد عنها بهدوء متنحنحًا:
-لا شكرا مليش نفس، أنا هدخل انام عشان تعبان
طوقت ذراعيها حول عنقه، فبدت له كطرفًا واضحًا في الحرب يعد اسلحته كاملة لمحاربته...

وهو عاشق ولهان، تذوب سمومه من خدعة مكشوفة فيصبح الطرف الخاسر!
لتقول بعدها وهي تلتصق به عن عمد:
-مالك يا أسر؟ تعبان من أية بس؟!
أغمض عينيه بقوة، ثم همس دون وعي:
-منك!
عقدت ما بين حاجبيها، وبدا الامر غامض لها في البداية فسألته متعجبة:
-أنا؟! هو أنا عملت أية
حاول دفعها عنه برفق وصدح صوته ساخرًا وهو يغمغم:
-قولي مابتعمليش أية، اوعي يا لارا الله يهديكِ
ابتعدت عنه هذه المرة لتسأله بنزق:.

-في أية يا اسر، مالك مش طايق قربي منك كأني جربانة كدة لية!؟
هز رأسه نفيًا وقد تنهد تنهيدة تحمل في طياتها الكثير والكثير:
-مفيش حاجة، قولتلك أنا تعبان مش أكتر
عادت تحتضنه مرة اخرى متشبثه بعنقه وهي تهتف بصوت مُثير نوعًا ما:
-بس أنت وحشتني على فكرة
تأفف بصوت مسموع، وبعصبية ملحوظة أبعدها عنه ثم زمجر بخشونة:
-يووه، قولتلك تعبان يا لارا تعبان عايز أنام افهمي بقا.

رغمًا عنها تكونت الدموع كطبقة شفافة وواضحة في آن واحد في ملقتيها، لتبتعد مستديرة وهي تهمس:
-أنا اسفة
ثم كادت تغادر لتجده يسحبها من ذراعها لتصطدم بصدره المشتعل بسببها..
نظرت في عينيه مباشرةً، ولم تدري من أين أتتها الجرأة لتسأله بجدية:
-أسر أنت ندمان عشان قربتلي في الليلة اياها؟
تقوست شفتاه بابتسامة عابثة وخبيثة، ثم رد لها السؤال نفسه بطريقة اخرى لفح بها الغضب رغمًا عنه:.

-المهم أنتِ متكونيش ندمانة يا حبيبتي، وبتاخدي منع الحمل عشان مايحصلش زي المرة اللي فاتت وترجعي تندمي انك كنتي هتخلفي من واحد حقير
عضت على شفتاها بحرج وهي تنظر للأسفل..
ثم عادت ترفع رأسها وهي ترد باتزان:
-لا مش باخد ومش هاخد يا أسر
ضغط على خصرها بيداه بقوة وهو يسألها:
-لية؟ أية اللي جد
وبنفس الجرأة اجابته:
-عايزة اخلف، عايزة طفل بدل اللي راح
كان ينظر لها بصمت..

لا يدري ما الذي دفعها للتفكير في ذلك الامر، تنجب طفل منه وتهرب به بعيدًا عنه؟!
والادهى خُيل لها انه سيسمح لها من الاساس؟!
ابعدها عنه بنفس السرعة والقوة، ليوليها ظهره وهو يستطرد بخشونة:
-بس انا مش عايز اخلف يا لارا
ثم تركها ليغادر نحو غرفته صافعًا الباب خلفه بقوة جعلتها تنتفض مكانها وقد ادركت أن جرأتها تلك جاءت بنتائج عكسية...!

بعدما خرج كلاً من شذى وشريف سوياً وتركوا حنين في المنزل بعدما اغلقوا باب المنزل عليها والحرس امام المنزل...
كانت حنين تتلفت هنا وهناك حتى تأكدت من مغادرتهم ثم ركضت نحو الغرفة التي يقطن بها حمزة..
اخرجت المفتاح الذي انتشلته من شريف بصعوبة لتفتح الغرفة، وما إن رآها حمزة حتى هب منتصبًا يجذبها من ذراعها بقوة له ليحتضنها بقوة حتى تأوهت من شدة قبضته وهي تهمس:
-حمزة، وجعتني!

امسك وجهها بين يداه، يحيط وجهها بنظرة شاملة، كم اشتاقها حد الجنون هذا الوقت القصير...!
وضع يداه على خصره يجذبها له أكثر وهو يهتف بشوق حقيقي:
-وحشتيني اوووي، وحشتيني اوي يا حنيني
-وأنت وحشتني جدا يا روح حنين
قالتها وقد نظرت لعيناه بابتسامة حانية، فلم يمهلها الفرصة بل اكتسح شفتاها في قبلة عاصفة مُشتاقة وراغبة حد الجنون...

تجاوبت معه في البداية، ليحملها حتى لم تعد قدمها على الارض فتعلقت برقبته مغمضة العينين تستشعر دفئ قبلاته التي اشتاقتها...
شعرت بالحائط من خلفها وهو امامها يشبعها تقبيلاً، وعندما شعرت بشفتاه تهبط لرقبتها وقد ازدادت تطلبًا، ابعدته عنها برفق وهي تهتف من بين انفاسها اللاهثة:
-حمزة، حمزة حرام دلوقتي أنت طليقي مش جوزي ماتنساش
كز على أسنانه بغيظ ثم قال بحدة غاضبة:.

-انا اللي استاهل اصلاً عشان وافقتك على حاجة مجنونة زي دي
تحسست ذقنه النامية قليلاً لتهمس بشرود:
-مكنش في حل الا دا يا حبيبي
هندم خصلاتها بحزم وهو يسألها:
-اوعي يكون حاول يتقرب منك بأي طريقة؟!
هزت رأسها نافية بخبث:
-لا طبعاً، وهو مش هيحاول اصلا، هو مش غبي للدرجة عشان يصدق بسهولة اني اتغيرت كدة ويحاول يقربلي
سألها بتنهيدة:
-والهيروين؟

أتسعت ابتسامتها عند تلك النقطة، لتضع رأسها لجوار صدره وهي تردد مفكرة بانتصار:
-لا تمام اوي، تقريبا خلاص بدأ مفعولها يظهر عليه، كمل أنت بس كأنك ادمنت، وكل ما يجيبولك الحقنه انا هاجي اخدها منك
ثم ابتعدت وهي تكمل بجدية:
-وبعد ما يثق فيا شوية ويتأكد انك بقيت مدمن هطلب منه ننزل مصر عشان المفروض نتجوز هناك، وساعتها بقا هنعرف نتصرف بجد!
ثم قالت بتوتر:.

-بس انا خايفه اعراض الحمل تظهر عليا ويجيب دكتور ويعرف اني حامل، ودا مش ف صالحنا خالص دلوقتي
لم يستطع حمزة الرد اذ سمعوا صوت شريف وشذى في الخارج فأسرعت حنين تركض نحو الخارج وتغلق الباب مسرعاً..
دلف شريف وشذى ومعهم، مأذون!
تخبطت الكلمة داخل عقل حنين التي شعرت وكأن جوفها صحراء بلا روح..!
اتجهوا نحو غرفة حمزة بلا حرف واحد وكان شريف يحك رأسه بطريقة مريبة..
دلفت شذى اولاً الي الغرفة..

وظلت حوالي عشر دقائق ثم صاحت مهللة:
-اتفضل يا شيخنا
كانت حنين متجمدة مكانها وتقريبًا بدأت الصورة تتضح امامها فتلونت بالسواد وهي تدرك أن حمزة سيتزوج شذى...!
حاولت إلقاء نظرة على الداخل لتتيقن من صحة شكوكها وهي ترى الشيخ يبارك لهما..
ترنجت مكانها وكادت تسقط لولا ذراعي شريف الذي التقطها بلهفة!
فجاهدت لتنتصب مبتعدة عنه، اتجهت الي الغرفة لترى شذى تقبل حمزة بسعادة بعد مغادرة الشيخ مباشرةً...

اصبحت امامهم فابتعدت شذى عن حمزة الذي دفعها بعيدًا عنه، لينظر لحنين التي كانت تراقبهم بأعين اشبه للصقر الجارح او ربما المجروح الذبيح..؟!
استندت على يد شريف وهي تسأله بوهن متحدٍ:
-هو، أنا وآآ، وهو هنوثق طلاقنا في المحكمة امتى؟!
كان حمزة يكز على أسنانه غيظًا وبداخله رغبة عميقة في لكمها بقوة على سؤالها الغبي ذاك...

ليجد شريف يحيط خصرها بيداه بينما هي تحاول مقاومة تلك الرغبة في الإغماء، ليهمس لجوار اذنيها:
-قريب جدا يا حبيبتي، بس كل حاجة بوقتها حلوة
كاد يهجم عليه ثائرًا ولكن يد شذى التي احاطته بحزم منعته، ليجد حنين تغلق عيناها تدريجيًا بوهن حتى سقطت بين ذراعي ذاك فاقدة الوعي!
وهو يحملها بين ذراعيه متجهًا للخارج تحت انظار حمزة التي كادت تحرقه حيًا...

لم تكد تمر نصف ساعة وحمزة متجمد بقهر مع تلك في الغرفة، ليسمع صوت صريخ حنين يأتي من الخارج
ركضا نحو الخارج ليجد شريف واقفًا امام حنين التي كانت تضع يدها على وجنتها ويبدو أنه صفعها!
وشريف يصرخ فيها بجنون:
-قولتلك اتصرررررفي، حالاً يا حنين !

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة