قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية تعويذة عشق للكاتبة رحمة سيد الفصل السادس والعشرون

رواية تعويذة عشق للكاتبة رحمة سيد الفصل السادس والعشرون

رواية تعويذة عشق للكاتبة رحمة سيد الفصل السادس والعشرون

كاد القلب يهجر مكانه هلعًا على تلك الحبيبة التي كادت تبكي وقد احمرت وجنتاها، بينما كان شريف يحك رأسه بطريقة لم تفك لغزها عند شذى التي كانت تراقبه بصدمة...
ولكنها شفافة في عيني حنين وحمزة الذي لمع بهما الإنتقام علنًا...!
وجدوا شريف يهتف مسرعًا وهو يبتلع ريقه:
-أسف يا حنين بس أنتِ استفزتيني وانا دماغي مصدعة اوي هتتفرتك.

ومع نهاية كلمته كان إنطلاق صاروخ الغضب والجنون عند حمزة الذي هجم عليه يكيل له اللكمات وهو يصرخ فيه بحدة عالية:
-نعم يا روح امك! بتمد أيدك عليها بتاع أية يابن ال*
وشذى لم تنطق بحرف واحد لتنادي على الحرس، وكأن زواجها من حمزة ضمن لها مصلحتها المرغوبة فلم تعد تتدخل بثوران...
كاللهيب الذي اطفأوه اتقائنًا لنيرانه الملتهبة!
حاول شريف النهوض أكثر من مرة ولكنه فشل، فمد يده بصعوبة عند ظهره ليخرج سلاحه..

صوبه نحو حمزة، وكتمت حنين الشهقة بصعوبة من الدوي!
بينما أخذ حمزة يقترب منه دون اهتمام مرددًا:
-مستني أية يا جبان؟ أضرب، أضرب يابن عمي!
وعند ذكر سيرة القرابة التي دُفنت بأتربة العداوة، تهفو الأنسانية معلنة وجودها المتخفي!
رمى السلاح ارضًا وركض نحو الخارج يكاد يصرخ من الألم الذي كاد يفتك برأسه للتو..
بينما تبعته شذى التي كانت تناديه بقلق:
-شرييييف، شريف أستنى لو سمحت.

بينما أسرع حمزة يقترب من حنين الصامتة ليحيط وجهها بيداه هامسًا بوله:
-أنتِ كويسة؟
نفضت يداه عنها بقوة، لتعود للخلف وهي تهتف بخشونة:
-ملكش دعوة بيا، كويسة مش كويسة حاجة ماتخصكش
إتسعت حدقتاه من رد الفعل، ولكنه كان متوقع!
تمامًا كأنك ترى النيران من بعيد، ولكن عندما تمسها تصرخ هلعًا من هول المفاجأة...!
تنهد بقوة قبل أن يخبرها بإيجاز:
-حنين، مش وقت زعل دلوقتي، هبقى أفهمك كل حاجة في وقت تاني.

هزت رأسها نفيًا بحدة:
-تفهمني أية؟ تفهمني إنك ما صدقت وإتجوزت السنيوره عشان تقول هددتني بالهيروين وأنت مفروض ياعيني مدمن صح؟!
هز رأسه نفيًا بسرعة، ثم إلتفت حوله مسرعًا، وبسرعة البرق كان يجذبها له من ذراعها بقوة حتى اصطدمت بصدره العريض، ليهمس وهو يزيح خصلة شاردة عن وجنتاها:.

-والله العظيم ما في واحدة غيرك تملى عيني، ولا حتى بطيق شذى دي، انما فعلاً كانت هتشك، اصل مفيش مدمن بيكون بايع القضية اوي كدة يا حنيني!
ثم ضربها على رأسها برفق متابعًا:
-عيب عليكِ اما تشكي فيا يا ام الواد
تخصرت بدلال مرددة:
-أصلي بغييير اوي يابو الواد!
وضع يده على خلفية رأسها يجذبها له، وبحرارة لفحت حروفه كان يستطرد:
-لولا الظروف، كنت أثبتلك كلامي حالاً يا روحي.

ابتسامة حنونة شقت عبوس وجهها المُكهرب، لتدفعه برفق وهي ترد:
-طب اوعى بقا عشان كدة هنتمسك متلبسين يا قليل الادب..!
وفجأة قالت بجدية حازمة:
-اول ما ننزل مصر تكون طلقتها! اه، انا زي الفريك مابحبش شريك
اقترب منها للحظة يهمس مشاكسًا:
-حنيني هو أنا قولتلك قبل كدة إن الحمل مخليكي زي القمر؟!
اقتربت هي الاخرى لتكمل بنفس النبرة:
-حمزاوي هو انا قولتلك قبل كدة إنك هتودينا ف ستين داهية! حمل أية يا حمزة يخربيتك اسكت.

ضحك بمرح حقيقي، وبالفعل، نحن من نخلق السعادة أو نكممها، وليست هي من تخلق منا كائن!
اقتربت منه ببطئ، حتى إلتصقت به، ومدت يدها تحيطه من الخلف، ليهز رأسه نافيًا بخبث:
-تؤ تؤ، عيب كدة يا حنيني لو دخلوا علينا يقولوا أية؟! مش طايقين بُعد بعض!
أنتشلت هي الحقنه من جيبه الخلفي بسرعة، لتلوح له قائلة بحرج حانق:
-بطل قلة ادب يا حمزة، انا باخد دي، اصل طالما هددتك يبقى البديهي ادتك حقنه تاني.

ابتسمت ببشاشة، ولم تمر دقائق حتى وجدوا شريف يدلف
وشذى تركض نحو حمزة مرة اخرى تتعلق بذراعه هامسة:
-حمزة لو سمحت تعالى معايا عايزاك جوه
اومأ موافقًا والشك يتعالى داخله، وبالفعل دلف معها..
بينما تنهد شريف وهو يقول لحنين:
-حنين هاتي كوباية القهوة هتلاقي زمان الواد عملها فالمطبخ.

اومأت موافقة ثم توجهت نحو المطبخ، امسكت بالكوب الموضوع، لتخرج الحقنه بسرعة وتضعها كاملة في الكوب، وتقلبه بسرعة لتخرج عائدة مرة اخرى!
وجدت شريف يحك رأسه وهو يغمغم بصوت شبه هيستيري:
-انا تعبت، الصداع هيموتني، مابقتش بقعد يوم كامل من غير صداع ومش بيروح الا لما اشرب القهوة، وكأنها بقت ادمان...!
لم يلحظ تلك الأبتسامة الساخرة التي ملأت شدقي حنين وهي تمد يدها له بالكوب قائلة:.

-طب خد يا شريف، وحاول تنام يمكن إرهاق
اخذ منها الكوب، ليشربه كاملاً مرة واحدة!
ثم وضعه على المنضدة، وقال بثبات جامد صدمها:
-أحنا هننزل مصر بكره الصبح!

هل رأيت يومًا ميت يُسلب منه الحياة مرة اخرى..؟!
ربما دمية، او حتى مجرد جسد هالك...
ولكنه لم يكن ابدًا إنسان طبيعي يضخ قلبه او يتناغم عقله...
الصدمة كانت زريعة، والحصون لم تكن منيعة، وسقط هو فاقدًا تلك الحياة الشنيعة!
إرتجف قلبه متلاطمًا بين جوانب تلك الصدمة وهو يرى سيلين تقرأ معهم بالفعل...
لوهله شعر أنها تقرأ مترحمة على روحه التي كادت تُذبح!

لم يشعر بنفسه سوى وهو يصرخ بجنون في سيلين التي هبت منتصبة فزعًا:
-أنتِ بتعملي أية! أنتِ مجنونة ولا أيييية؟
حاولت لململة شتات نفسها المبعثرة من عاصفة غضبه المفاجئة، لترد بحنق:
-لا انا مش مجنونة، المجنون اللي بيدخل على الناس يصرخ فجأة كدة!
نظر لوالدتها يهتف بخشونة مغتاظة:
-وأنتِ ازاي توافقيها يا مامتها ياللي مفروض بتعقليها؟! أزاي تقروا فاتحة وحتى عدتها لسة مخلصتش
نهضت والدتها لتجيب بحدة حازمة:.

-أنت مش هتقرر حياتها حتى بعد ما سبتها، وإن كان على كام شهر العدة فهما خطوبة وبعد كدة الجواز ان شاء الله
جذب سيلين من ذراعها فجأة لتصطدم به وهو يكمل مزمجرًا وقد إختلطت السخرية بنبرته:
-أنتِ ماقولتيلهمش إن العدة هتطول ولا أية يا عروسة؟ ماقولتيلهمش إن العدة 9 شهور! معقول خبيتي عليهم إنك حامل؟!
شهق الجميع ومن ضمنهم عمها الذي نهض يتابع بجمود:
-حامل ومقولتيش يابنت اخويا! بتصغريني ادام الناس.

بينما أعلن العريس وأهله أنسحابهم الصامت متعجبين من كم التناثر بين تلك العائلة...!
و كانت سيلين تعض على شفتاها حنقًا، روحها تود لو تعانق الموت في تلك اللحظات!
وفجأة فتحت عيناها لتضربه بقبضتيها على صدره صارخة فيه بهيستيرية:
-أنت جاي هنا لية؟! عايز أية تاني، بتخرب حياتي وأنت فيها وحتى بعد ما خرجت منها
أمسك يداها بقبضته، ليتشدق بجدية ب:
-حتى لو خرجت منها، اللي ف بطنك هيرجعني تاني، دا مش بمزاجك.

كادت الدموع تنهمر من بين مقلتيها، شعورها في تلك اللحظات كان كفروع الشجر حين يزهو بعيدًا عن العواصف، لتهب عاصفة رعدية فجأةً تُسقط ما كاد يكتمل بلحظات...!
بينما أكمل مُهاب بصوت أقل خفوتًا:
-أنا عرفت الحقيقة، وجيت، جيت عشان هنكتب الكتاب تاني النهارده يا سيلين
زمجرت فجأة بإنتفاضة من بين تلك الدوامة المعتصرة:
-تبقى بتحلم، أنا مش تحت أمرك ترميني وقت ما تحب وترجعني كمان وقت ما تحب!

تدخلت والدتها مؤيدة لها ايضًا بصلابة:
-استاذ مهاب، متشكرين للمعلومة الي ضفتها وأنا هحاسب بنتي عليها، دلوقتي أتفضل وقتنا معاك خلص...!
هز رأسه نفيًا، وبدا متشبثًا بأخر خيط لم يسحبه القهر علنًا وهو يخبرها مؤكدًا:
-أنا مش همشي من هنا من غير مراتي، والا خليني كدة انا ماورايش حاجة
ثم اقترب من سيلين يهمس بصوت تناغم كبحة مٌخصصة:
-عايز أتكلم معاكِ على أنفراد يا سيلين، لو سمحتي
صدح صوت عمها فجأة يأمرها:.

-اطلعي اوضتك اتكلمي مع جوزك يا سيلين
صارت تزمجر كمخالب القطة التي لم تكمب انتماؤها للحدة بعد:
-جوزي! جوزي الي رماني بره بيته من غير هدوم الا بُرنس الحمام، لولا ستر ربنا والشغالة! لا استحالة يكون جوزي، دا مجرد غلطة في حياتي واديني بحاول اصلحها وانتم الي بتمنعوني
سحبها من يدها فجأة وقد حصل على إذن السماح، وكانت كلماتها تترد داخلها كصفعات متتالية لرجولته قبل أن تكون لقلبه دون ان يشهر...!

دلف الي غرفتها ليجذبها ويغلق الباب بالمفتاح خلفها، بينما كانت هي تتنهد بصوت مسموع إلي أن قالت بحدة:
-عايز أية يا مُهاب؟ ظهرت ف حياتي تاني ليييييية!
اقترب منها بهدوء ثابت وهو يخبرها:
-عايزك..!
لاحت السخرية أفق جوارحها، لتعقد ذراعيها ببرود متمتمة:
-سوري، كان زمان وخلص، أنا مابقتش عايزاك ولا طايقاك
ثم عادت تنظر له بقسوة وهي تستطرد:
-ولولا الحُرمانيه وخوفي من ربنا كان زماني نزلت الي ف بطني!

وضع يده على شفتاها فجأة يُسكتها عن تلك الحماقات التي تُجرح فيه كسطوة سنون حادة، ليهمس بعدها:
-أنا افتكرت كل حاجة يا سيلين، كل حاجة!
للحظة كادت ترتمي بين أحضانه مُهللة، ولكن حرارة البكاء منعتها فقالت بكبرياء:
-مبروك، برضه أية المطلوب مني؟!
رفع كفه يحيط وجنتاها، ثم همس بنبرة ذات مغزى:
-سيلين أنا عايزك بجد، أنا مش بكرهك او ما صدقت تخرجي من حياتي، بس الي حصل غصب عني.

أبعدت يده عنها بقوة لتتابع في سخرية مريرة:
-هو أنت حتى كنت ادتني فرصة أدافع عن نفسي، ياخي أنت لو كنت بتعامل كافرة كان زمانك عاملتها افضل من كدة
-أنا أسف، سامحيني بس ماحستش بنفسي بعد ما شوفته بيقرب منك بالطريقة دي!
قالها بنبرة تزعمها الندم والأسف، فقابلتها هي بالجمود والحدة وهي تخبره:
-لو خلصت كلامك ياريت تفتح الباب عشان عايزة أنزل مش فاضيه...!
وجد نفسه يمسكها بعنف من ذراعها مرددًا:.

-أنتِ مش هتخرجي من الاوضة دي الا لما نكتب الكتاب، أنتِ مش هتكوني لراجل غيري يا سيلين ولو على موتي!
دفعته بقوة متابعة بسماجة:
-موووووت يا مُهاب!
نظرت في عيناه مباشرةً، وكجمود صخرة وسط أعالي الصحراء قالت:
-أنا هكمل حياتي يا مُهاب، هعيش حياتي بالطول والعرض، هتجوز وهحب وهتحب، حتى لو وصلت اني هعيش لابني من غير راجل في حياتي اصلاً.

كان يقترب منها ببطئ وهي تعود للخلف بقلق، إلي أن حاصرها عند الحائط فابتلعت ريقها بتوتر لتجده يتحسس وجنتاها بذقنه النامية نوعًا ما ويهمس:
-على فكرة، أنا بحبك! ومش مستعد أكمل من غيرك
سقطت كلماته على أذنيها كالرعد فشعرت كما لو انها مُخدرة تستقبل فقط دون اي رد فعل...!
لتجده يبتعد سنتيمتر واحد ليتحسس وجهها كاملاً بأبهمه وهو يتابع:.

-ومشتاقلك أوي، مش مجرد رغبة زي ما كنتي فاكرة او مجرد واحد وواحدة، إنما كواحد بيعشق واحدة ومش عايزها تبعد عن حضنه لحظة واحدة...!
وصل إصبعه لشفتاها الناعمة، فصار يتحسسها ببطئ وهو يقترب بوجهه منها برفق حتى لامست شفتاه المٌشتاقة مذاق شفتاها...
فانتفضت من حالة السكون التي كانت تلفها، فأسرعت تدفعه بيدها ليبتعد عنها بسرعة...
فأمسك هو بيداها ليقربها منه مرة اخرى، ليهتف بصوت مضطرب من كم المشاعر المحيطة بهم:.

-المأذون هيجي، وهنكتب الكتاب، وساعتها هتصرف بحريتي بقا!
أنهى جملته بغمزة خبيثة، لتكز هي على أسنانها غيظًا وهي تزمجر:
-ومين قالك إني هوافق، أنا بكرهك يا مُهاب وزاد كرهي ليك بعد الي حصل!
اقترب منها مرة اخرى متابعًا بنبرة ذات مغزى:
-امال مش دا الي حسيته اما قربت منك لية؟! أنتِ كدابة أوي يا حبيبتي
تأوهت بصوت مكتوم، وبدأت دموعها تٌغرق وجهها ألمًا لتلك الكرامة المهدورة امامه...

وضعت يدها على موضع قلبها وزادت تأوهاتها في العلو، لتسير مسرعة نحو المكتب، امسكت بعلبة الدواء لتفتحها مسرعة وتلتقط منها اثنان...
فأسرع مهاب يمسك بها وهو يصرخ فيها مصدومًا:
-أية الي أنتِ بتبلبعيه (بتاخديه) دا! عشان كدة مابتشكيش من قلبك؟!
سقط الدواء ارضًا، لتصرخ هي فجأة بألم يوليها صرخته بأسمها قبل أن تسقط بين ذراعيه ممسكة بموضع قلبها المٌتهالك! ويأن القلب ندمًا...
يا ليت الزمن يعود، ولكنه لن يعد!

دلف أسر الي المنزل، وقد أيقن أنه اهمل لارا تلك الأيام، ولكن جانب المودة لاصدقاؤوه بل اخوته يستحوذ على حياته الان!
أنتفض بقلق عندما سمع صوت بكاء لارا العالي يأتي من الداخل، ليسرع راكضًا نحو الغرفة التي تقطن بها لارا..
سمع الصوت يأتي من المرحاض فركض ليفتح الباب بالمفتاح الذي يحمله دومًا..
وصعق لرؤيتها تجلس على الأرضية وقد غطت جسدها بالمنشفة فقط وشعرها المبلل يغطي وجهها، وتشهق بصوت مسموع...

هبط لمستواها بسرعة ليبعد خصلاتها عن وجهها وهو يسألها متوجسًا:
-مالك يا لارا؟! مالك يا حبيبتي فيكِ أية!
صار جسدها يهتز بقوة منتميًا لتلك الشهقات العميقة وهي تخبره:
-خ، خالد! خالد كان هنا ياأسر!
إتسعت حدقتاه فزعًا، ليحتضنها مسرعًا بينما هي تكمل بحروف متقطعة:
-كنت، كنت ب بزور ماما في المستشفى، وجيت اخد دش، وآآ وفجأة سمعت صوته بيصرخ في الشقة وبينادي عليا
ثم اصبحت تبكي بشكل هيستيري وهي تتشبث بلياقة قميصه:.

-كنت مرعوبة لايلاقيني يا أسر، كنت مستعدة أنتحر عشان مايحاولش يعمل الي عايز يعمله تاني!
ربت على خصلاتها برقة وهو يضمها له بقوة أكثر، بينما يردد بصوت هادر متوعد:
-أبن ال* هو ازاي ظهر دا أنا قلبت الدنيا عليه!
ضمت نفسها له اكثر حتى باتت ملتصقة به، ثم صارت تهذي برعب:
-ماتسبنيش، اوعى تسبني عشان خاطري، لو سبتني هو مش هيسبني ف حالي!
أحاط وجهها بيداه ليقول بعدها في حنو:
-عمري ما هسيبك، اصلاً أنا اموت لو سبتك!

وضعت اصابعها على شفتاه فجأة لتزجره بحدة:
-بس حرام عليك، ماتجبش سيرة الموت
امسك بأصابعها ليقبلها ببطئ مثير، ثم اقترب منها ليُقبل جبينها برقة متابعًا:
-أسف يا حبيبي، أنا عارف اني انشغلت عنك الكام يوم دول، بس حمزة ف مصيبة، ومُهاب حياته هتبوظ!
ثم تنهد بقوة، تنهيدة عميقة شملت في باطنها الكثير والكثير، ليردف بشرود:
-حاسس اني هاتهد من كتر الحِمل دا
ضربته بقبضتها الصغيرة وهي تتأفف حانقة:.

-يووه، مش قولنا ماتقعدش تقول كدة، والله بتضايقني بجد!
امسك يدها فجأة، ليتخلل أصابعها برقة وهو يسألها بلهفة:
-بتحبيني يا لارا؟
ردت بتلقائية:
-اكيد آآ..
توقفت الكلمات بحلقها صدمةً لما صُرح به هكذا دون مقدمات...
لتجده يقترب منها متساءلاً بلهفة ملحوظة:
-أنتِ قولتي أية؟ أكيد أية؟
ابتلعت ريقها بتوتر، ثم ابعدته برفق لتنهض مغمغمة بحرج:
-ولا حاجة، ولا حاجة يا أسر.

لاحظت لتوها أنها لا يسترها سوى تلك المنشفة القصيرة التي تُظهر من جسدها اكثر مما تخفي...!
فصارت تشدها بقوة وتعود للخلف بخجل، بينما اقترب منها أسر حتى أصبح ملاصقًا لها، ليرفع يده وببطئ تسير أصابعه على رقبتها وظهرها المُعرى وهو يهمس:
-أكيد أية؟! قوليها...
بدا وكأنه يُناجي شيئ اخر دونها، فابتلعت هي ريقها بازدراء، وودت لو تقتل تأثير لمساته بتلك الطريقة عليها!

وصلت يداه لاخر رقبتها، فأغمضت عيناها بقوة لتعود للخلف فجأة..!
وجذبها هو بسرعة من خصرها لتصطدم بصدره، ثم قال بشوق:
-قوليها يا لارا، نفسي اسمعها!؟
-بحبك
قالتها مغمضة العينين تهز جفنيها بتوتر ملحوظ، بينما صوت تنفسها عالٍ مسموع!
وما إن انهت كلمتها حتى حملها فجأة بين ذراعيه وهو يقترب من شفتاها الحمراء:
-وأنا بعشقك اقسم بالله
تشبثت هي بعنقه ولكنها قالت بصوت مبحوح:
-طب نزلني أنت رايح فين يا أسر..؟

غمز لها بطرف عيناه والخبث يتدفق منها ثم قال بعبث:
-أنتِ مش كنتي عايزة تخلفي يا حبيبي، وأنا على أتم إستعداد...!

وصلا جميعهم أرض مصر بسلام...
لم تصدق حنين عيناها وهي تهبط من الطائرة، كانت تجاور شريف طيلة الطريق وودت لو تقتله وتريح العالم منه!
بينما كانت -الحربائة- الاخرى تجلس لجوار حمزة...
هبطوا جميعهم من الطائرة، فالتقت عيناها بعيني حمزة الذي كان يخبرها بحديث العيون
آن الآوان!
نظرت لجيبها الذي يحمل هاتف شريف الذي انتشلته بصعوبة، وعقلها يُردد رقم أسر الذي املاه لها حمزة مسبقًا
لتقول لشريف فجأة وكأنها تتألم:.

-شريف عايزة اروح الحمام، بطني وجعاني جدا
اشار لها شريف نحو المرحاض الصغير في احدى الاركان وسط تلك الصحراء ليهتف بصوت أجش:
-روحي بسرعة وهنستناكِ هنا
اومأت موافقة بسرعة لتسير بخطى شبه راكضة..
دلفت الي ذاك المرحاض ثم اغلقت الباب خلفها لتخرج الهاتف وتكتب الرقم سريعًا، وضعته على اذنيها منتظرة الرد
فأتاها صوت أسر الهادئ:
-الووو مين؟

-أسر، انا حنين، أحنا ف مصر، مش عارفه فين بالظبط لكن احنا ف منطقة صحراوية كدة و...
قاطعها الباب الذي فُتح فجأة بعنف ليدلف شريف الذي اخذ يصفق بيداه مرددًا بصوت قاسٍ ومخيف:
-براڤو يا حنونه براڤو، طب كنتي سألتيني كنت مليتك العنوان كله!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة