قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية تعويذة عشق للكاتبة رحمة سيد الفصل التاسع والعشرون

رواية تعويذة عشق للكاتبة رحمة سيد الفصل التاسع والعشرون

رواية تعويذة عشق للكاتبة رحمة سيد الفصل التاسع والعشرون

نهض حمزة مسرعاً ليرتدي ملابسه على عجالة، بينما بدأت حنين تستيقظ من حركته، وما إن رأته يرتدي ملابسه حتى سألته متعجبة:
-أية دا! أنت رايح فين يا حمزة؟!
زم شفتاه والغيظ يسن أي شعور بالسعادة رفرفت داخله كمنبعًا اساسيًا لها، ليجيب بكبت حانق:
-غاير الشركة، شكل امي دَعت عليا في ليلة القدر!
ثم نظر لها وهو يتابع بصورة مضحكة:.

-تقوليش انا جوز امهم؟! كل ما ارتاح ياربي الاقي مصيبه جديدة طلعت لي من حيث لا ادري ولا احتسب
ضحكت حنين على مظهره الذي كان مكسو بلونًا مبطن مبتكر من الغيظ والغل معًا من تلك الرياح المُعاكسة..
بينما أكمل هو بصوته الأجش وكأنه يناجي والدته الراحلة:
-والله لو كنت اعرف ان دعاكِ هيطلع عيني كدة يامه كنت قعدت عند رجليكي اغسلهالك بالمياه والملح كل 5 ثواني!

هذه المرة لم تمنع حنين نفسها من الضحك عالياً، فاقترب حمزة منها ليجذبها من خصلاتها وهو يخبرها في حسرة:
-اضحكي انتِ ياختي هنا اضحكي وجوزك بيتقال عليه إنه مبيعرفش!
تجمدت حنين من جملته التي سقطت على أذنيها كدلو من الثلج المميت..
ثم همست تسأله مصعوقة:
-مين دا الي قال كدة يا حمزة؟ ولية اصلاً!
تنمرت نظراته ملائمة تقوس ملامحه للخبث المتوعد قبل أن يتشدق ب:
-شذى بنت ال* رافعه قضية خلع وقايله السبب اني مبعرفش!

ثم ظل يردد بصورة شبه هيستيرية كوميدية غير مصدقة:
-طب دا السرير دا يشهد عليا! أفكه للقاضي يشهد معايا ولا اعمل اية بس ياربي!
عضت حنين على شفتاها حرجًا وضحكًا في آنٍ واحد، وعندما نهض سألته مرة اخرى بهدوء:
-طب هتروح فين و تعمل أية؟
رفع يداه يخبرها مستسلمًا بحنق:
-هروح فين يعني! هروح لجلجل حبيبي عشان يستر عليا الله يستره...!

وما إن غادر حتى إنفجرت حنين ضاحكة من قلبها على ذلك الذي لا تتركه الحياة بالفعل كما قال..
فيبدو ان حلمه بالحياة الوردية الطويلة لن يرتبط بالواقع!

كانت سيلين تجلس على فراش المستشفى تُدندن وهي ترتب خصلاتها بمزاج رائق..
بينما مُهاب وكأن الشياطين الحمراء تتراقص امامه هنا وهناك حتى بات يرى جمرة من الغيظ تحيطه كالغمامة...!
دلف فجأة الي الغرفة ثم اغلق الباب خلفه، لينظر ل سيلين مرددًا في تساؤل جاف:
-لاخر مرة بسألك كنتي بتكلمي مين يا سيلين؟
أكملت الأغنية التي كانت تغنيها ولكن عَلت صوتها قليلاً
أنت اخترت طريق ومشيته، بعت هوايا وقلبي نسيته، !

لم تكد تكمل جملتها حتى سحبها مُهاب فجأة من ملابسها بصورة مضحكة ك-المخبرين- وهو يهتف بحنق:
-دا انا الي هخليكِ تبيعي مناديل مستعملة ف اشارات المرور لو منطقتيش! مين الي كلمتيه يابت؟!
ابتلعت ريقها بصعوبة، ثم همست برجاء صلب يخفي رغبتها المبطنة في الضحك على مظهره:
-يوه، على فكرة أنا واحدة تعبانة، ومن حقي كمواطنة ارتاح، مش ابيع مناديل وكمان مستعمله، طب خليها مُبللة! دي الناس كلها بترتقي الا انت يا بيئة.

كاد يجن من ذلك البرود في حديثها، ومن دون مقدمات كان يسحبها من ذراعها وهو يهمس متوعدًا:
-طب تعاليلي بقا يا مواطنة!
وما أن انهى جملته وكانوا هم امام الناس في المستشفي، حتى قال مُهاب بعبث مُتمني رفضها:
-طب وحياة ربنااا الي اغلى من اي حد، لو ماقولتي حالا كنتي بتكلمي مين لابوسك ادام الناس دي كلها وماهيهمني اي حاجة...!
نظرت له بطرف عينيها هامسة وقد شددت على كل حرف:
-اد كلامك؟
اومأ مؤكدًا بحماس خبيث:
-جدااااا.

ومع نهاية أخر حرف، وجد سيلين تصرخ بعلو صوتها وكأنها تنوح مستنجدة بأي شخصٍ كان:
-يالهووووتي، حد يلحقني ياناس، الحقوني والنبي ياناااااااس
حاول مُهاب وضع يده على فاهها ليمنعها، ولكنها دفعته بقوة مسرعة وهي تكمل بصوت رسمت به اشباح البكاء المتألم بمهارة:
-عايز يخطفنيييييي، الحقوووني..!
وبالفعل اجتمع الناس من حوله ليجعلوه يتركها بالقوة..
فيما قال مُهاب بغضب حاد:
-اوعوا سيبوني دي مرااتي!

ولكن سيلين ردت في لحظتها شاهقة بصدمة مصطنعة:
-جوزي أية انت هتوديني ف داهية، هو انا عمري شوفتك يا حرامي انت!؟
ثم نظرت للناس وهي تمط شفتاها مرددة في تساؤل واهن:
-بزمتكم دا منظر واحدة متجوزة؟
والرد كان بكلمة حاسمة:
-لا طبعا
وبدأ الرجال يجتمعون حوله مقتنعين أنه مجرد حرامي، لينل الحرامي الحق الذي يستحقه من الضرب المبرح، بينما سيلين تداري وجهها وهي تضحك بصوت مكتوم:.

-دا انت كلت علقه ماكلهاش حمار ف مطلع يا ميهوو!

بعد مرور اسبوعان تقريباً...

أستيقظ أسر على صوت ضجة تأتي من الخارج، تأفف بضيق وهو ينهض ببطئ متجهًا صوب الصالون الذي تأتي منه الضجة...!
وصُدم عندما وقعت عيناه على لارا تجلس ارضًا بأحدى اقمصة النوم وتتربع على الارضية محتضنة عبوة كريم للشعر فرفع أسر حاجبه الأيسر وهو يقترب منها متساءلاً:
-معلش لو هقطع خلوتك بالبطرمان، بس ممكن اعرف أنتِ بتعملي أية بكريم الشعر -الرجاالي- يا لارا؟!

ودون ان تبدي اي دهشة كانت تفتح الغطاء لتأخذ قطعة في إصبعها وتلعقها باستمتاع مغمضة العينين...!
فاتسعت عينا أسر وهو يراقبهم وقد تأكد من الجملة التي صدحت داخل خلده
دي البت اتجننت ياعيني!
جلس على الارض في موازتها ثم سألها مشيرًا للعبوة:
-دا كريم شعر يا لارا على فكرة!
اومأت موافقة بابتسامة واسعة:
-ايوة منا عارفه بس نفسي راحتله
همس بصوت شارد:
-نفسك راحتله اه..
ثم صرخ بجنون غير مصدقًا:.

-احيييييه، هو انا بقولك دا بطرمان مربى؟! دا كريم شعر يامجنونة!
رفعت كتفيها تردد ببرود مغتاظ من رد فعله:
-اعملك أية يعني مهو بسبب أبنك بقا
ظل يعض على شفتاه بقهر، لاول مرة في حياته يرى امرأة تتوحم على كريم شعر!
ولكن فكرة خبيثة لاحت في رأسه قبل أن يسحب منها العبوة فجأة هامسًا بحزم عابث:
-مش هتاخدي العلبة دي الا اما تدفعي الضريبة الاول
ضربت على صدره بحرج قائلة:.

-لا، وهات البطرمان وابعد احسن ريحتك بقت ديرتي اوي يا حبيبي
اتسعت حدقتاه وهو يردد خلفها في فزع:
-ديرتي! انا ريحتي ديرتي (Dirty)
وعندما نظر وجدها نهضت راكضة نحو الغرفة، امسك بها قبل أن تغلق الباب، ليحملها على كتفه ك -شوال البطاطا- وهو يقول بخبث لم ترتح له:
-ااه، أنا بقا هاخد حقي بنفسي، ما انا ديرتي بقاااا
ظلت تضربه على ظهره بغيظ ولكنه لم يأبه لها حتى دلف الي الغرفة واغلق الباب خلفه...

توجه نحو احدى -الطرح- يجلب واحدة، ثم رماها لها وهو يأمرها بخبث:
-ارقصي!
شهقت هي بعنف مضطرب وهي تعض على شفتها السفلية:
-بطل قلة ادب يا أسر..
بينما جلس هو بأريحية ليشعل التسجيل على أغنية -على واحدة ونص-
ورغمًا عنها تحت نظرة عينيه الجادة بدأت تتمايل مع نغمات الأغنية حتى أنطلقت بمهارة تتراقص!
وفجأة جذبها هو على قدميه حتى سقطت عليه ليثبت يداه على -طرف القميص عند كتفيها-.

وبحركة سريعة كان يسقطه عنها وهو يهمس قبل أن يهجم على شفتاها بشغف عابث:
-اموت أنا ف البيئة يا بيئة!

وصل بسلام حمزة الي المنزل واخيرًا بعدما انهى اخر اجراء لطلاق تلك الملعونة شذى، ورغمًا عن شروق قام بإجراء فحص DNA ايضًا الذي اثبت له انها لم تكن شقيقته كما كام يعتقد يومًا...
فتح الباب بهدوء بمفتاحه ليجد جميع الأنوار منطفئة..
تأفف بضيق من عدم رؤيته لأي شيئ لينادي بصوت عادي:
-حنين، حنين أنتِ فين!
لم يأتيه أي رد فبدأ الشك يراوده، وفجأة من دون مقدمات عادت الأنوار و...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة