قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية تعويذة عشق للكاتبة رحمة سيد الفصل الثلاثون

رواية تعويذة عشق للكاتبة رحمة سيد الفصل الثلاثون

رواية تعويذة عشق للكاتبة رحمة سيد الفصل الثلاثون

إنتفض قلبه الرائق فزعًا، كهبوب رياح في فصل الربيع، وكالعبق الذي عكره غيمة الصدمة!
وفجأة من العدم ظهرت حنين وخلفها كلاً من أسر ولارا، ومُهاب وأسر، وبعض اصدقاء حمزة في العمل وشتى المعارف
ثم صدح صوتهم يغنوا بصوت فرح وعذب:
-Happy Birthday to youuuuu، Happy Birthday to you Hamza، Happy birthday to you!

صُعق في البداية من تواجدهم جميعًا من حوله، ولكن تواجدهم كهذا أنعش قلبه الساكن لينفضه سعادةً وهربًا من متاريس الحياة...!
وسرعان ما كان يبتسم وهو يرى أسر يقترب منه في البداية محتضنًا اياه وهو يهتف بود عميق:
-كل سنة وأنت طيب يا حمزاوي، وعقبال سنين كتييير تفضل مشحططنا فيهم وراك كدة!
ضحك الجميع عليه، ومن ثم تقدمت لارا وهي تهمس بصوت خجول:
-كل سنة وانت طيب يا أستاذ حمزة
قابلها بابتسامة هادئة:.

-وأنتِ طيبة يا مدام لارا
تلاهم مُهاب الذي ما إن رأى حمزة وجهه حتى إنفجر ضاحكًا وكأن كومة القش المزمومة حرقتها فتلة السعادة، ليسأله متعمقًا في الضحك:
-أية دا يا مُهاب؟ مين الي رسم خريطة مصر على وشك كدة!؟
نظر مُهاب ل سيلين التي كانت تحاول كتم ضحكاتها بصعوبة، ليردد وقد تطايرت أشباحًا مولعه من الغضب:
-حسبي الله ونعم الوكيل ف الي كان السبب، يلاا هيروحوا من ربنا فين..؟!

تعالت ضحكاتهم ليقترب منه حمزة هامسًا بنبرة ذات مغزى:
-شكل الموضوع في إن، بس ولا يهمك يا ميهوو، دا حتى ضرب الحبيب زي أكل الزبيب!
ضربه مُهاب على صدره وقد بدأت ابتسامته تتسع..
حان دور حنين لتقف أمامه فارغة اليد بعكسهم جميعهم الذين كانوا يعطونه الهدايا القيمة...
فهمس لها مشاكسًا وهو يقترب من اذنيها:
-أية يا حنيني للدرجاي حالتك صعبة ممعاكيش فلوس تجيبي هدية لجوزك حبيبك؟!

هزت رأسها نافية وهي تقترب منه لتخبره بثقة:
-تؤ تؤ، أنا هديتي غير يا حبيبي
تسللت يداه لتحيط خصرها ببطئ دون ان يلحظ اي شخص، ثم كان شبه ملتصق بها وهو يهمس بصوت تناغم عزفًا:
-الناس دي وجودها في اليوم دا، وفي الوقت دا وفي اللحظة دي تحديداً أكبر غلط!
ضحكت حنين بخفوت ليُقبل وجنتها بنعومة مرددًا بعبث:
-بس لسة الليل طويل يا روحي..
أبتعدت عنه بعدها ولم تتلاشى ابتسامتها، ليسألها حمزة مستفسرًا بفضول:.

-انما جمعتيهم ازاي كدة؟!
رفعت كتفيها لترد بهدوء مبتسم:
-أتصلت بأسر وهو افتكر بسرعة، وقولتله على الي فدماغي فأتصل بمُهاب واتفق معاه واتصلوا بصحابكم وكنت جهزت البيت
ثم أشارت ل لارا لتكمل بصوت ممتن:
-وأسر جاب لارا بدري شوية ف ساعدتني ف تزيين البيت
احاط وجنتها بيده كما يفعل دومًا، وكأنها صك الملكية الذي يُطبع دون اذن او مقدمات، ثم أردف بعشقٍ خالص:.

-ربنا يخليكِ ليا يا حنيني، وأعرف أفرحك زي ما بتحاولي تفرحيني!

مر كل شيئ سريعاً، كان جميعهم يتبادلون أطراف الحديث بسعادة طاغية...
إن بعد العسر يسر
ليس جميعنا يؤمن بتلك الجملة، ولكن القدر يؤمن بذلك، نفوسنا التي تهفو استغاثة ب الله تؤمن بذلك!
وبالفعل مر العسر، وحان اليسر، بتهاليله وإنفعالاته السعيدة، وغضون العسر كان اليسر حليفًا ينتظر اذن القدر..!
انتهى العيد ميلاد بسلام..
حتى اقتربت سيلين تُقبلهم بود وهي تُردد في حنو:.

-بجد مبسوطة إني اتعرفت عليكم، وان شاء الله متبقاش اخر مرة نقعد مع بعض
اومأت كلاً من حنين ولارا بابتسامة:
-أكيد ان شاء الله
وبالفعل غادر الجميع بعد أن ودعوهم والابتسامة كانت الختم الأروع على وجوههم..!
ثم بقي حمزة وحنين فقط، إنتهت حنين من تنظيم المنزل وكادت تدلف نحو الغرفة الا أن فجأة شعرت بقدماها ترتفع عن الارض لتصبح بين أحضان حمزة الذي دس وجهه عند رقبتها وهو يهمس بشوق:
-وحشتيني..

عضت على شفتها السفلية بخجل وقد زحفت الحمرة اكتساحًا لوجنتها البيضاء ثم قالت وهي تضع يدها على صدره:
-وأنت أكتر، بس أستنى هقولك حاجة واوريك الهدية الاول
ابتسم وهو يقترب من أنفها ليشاكسها بأنفه:
-طب يلا بقا وريني
نزلت لتقف امامه تمامًا، ثم أمسكت بكفه لتضعها على بطنها هامسة بصوت مبحوح:
-أنا حامل ف تؤام يا حمزة.

صُدم في البداية، وسرعان ما كان يبتسم بسعادة حقيقية وهو يرفعها ليدور بها والفرحة تتقازفه من دائرة لاخرى متلاطمًا بين الضحكات...!
إلي أن أنزلها على الأرض ليمسك وجهها بين يديه مرددًا بصوت سقط على أذنيها كطربًا خاصًا من السعادة:
-دا أحلى خبر سمعته من فترة، ياااه بجد مبسوط اوي
ثم نظر في عينيها ليردف بهمس:
-وأكتر حاجة مفرحاني، إنهم هيجوا منك أنتِ مش من واحدة تاني!

وضعت رأسها على صدره تحتضنه بارتياح حقيقي، ثم ابتعدت لتمسك يده وتسحبه خلفها وهي تقول بإختصار:
-تعالى بقا اوريك الهدية الي بجد
دلفا إلي الغرفة لتتجه حنين نحو الكمودين لتفتحه وتخرج منه علبة مغلقة، وما إن اصبحت امامه حتى فتحتها لتظهر -دبلة- ذهب والاخرى من الفضة..
أخرجت الفضة لتمسك بأصبعه وتضعها فيه برفق، ثم أبتسمت وهي تشدد على ضغطة يده:.

-دا متقلعهوش من ايدك خالص، عشان مفيش واحدة تتهور كدة ولا كدة، ويبقى واضح إنك متجوز
ابتسم بحنان، ثم أمسك بالخاتم يلبسها اياه ليُقبل يدها هامسًا بنعومة:
-ربنا يحفظك ليا يا روحي
ابتسمت بحنان، لتجده يحيط خصرها ببطئ وهو يقربها منه!
لتضع يداها على صدره هامسة بصوت هادئ:
-حمزة، استنى مش دلوقتي
سألها بنفاذ صبر:
-أية تاني؟!
طأطأت رأسها أرضًا وهي تخبره بحرج:
-أنا جعانة، عايزة أكل!

كز على أسنانه غيظًا، ثم ظل يقترب منها ببطئ وهي تعود للخلف حتى وجدت الحائط خلفها فنظرت له متمتمة بحنق:
-حمزة اوعى عايزة اكل بجد
-وأنا كمان جعان، وعايز أكل، عايز اكلك! قالها بحرارة وقد كانت يده تتحسس ظهرها بحركة دائرية مثيرة نوعًا ما، فأغمضت عيناها بقوة، ليقترب منها مقبلاً شفتاها التي كان يتوق لها بشدة...!
تفاعلت معه في البداية، ولم لا فهو معه دائمًا سر شفراتها كافة!

كان يُقبلها بنهم ملحوظ، وهي تستشعر دفئ لمساته لها التي لا تمل منها، أبتعدت اخيرًا بعد دقائق لتهمس بأنفاس لاهثة:
-حمززة!
أجابها من بين قبلاته المتتالية:
-عيونه..
لم تستطع الرد إذ حملها فجأة ليسقط ذلك الفستان الذي كانت ترتديه نتيجة عبثه به، بينما هي تعلقت بعنقه بيأس ولم تسلم من حرارة قبلاته...!

ما إن دلفا أسر و لارا إلي المنزل حتى أمسكت لارا ببطنها لتتأوه بصوت عالي شبه صارخة:
-بطني وجعااني يا أسر
لوى شفتاه متهكمًا وهو يطالها بنظرة ذات مغزى:
-مهو دا شيئ طبيعي لواحدة خدت معلقتين كريم شعر! جتك القرف ف وحمك دا
ضربته على صدره بقوة مغمغمة بغيظ من بين أسنانها:
-أنت بارد والله العظيم، انا كان نفسي أكمل لاكن أنت الي مارضتش!
جذبها من ذراعها فجأة لتصطدم به ليقول بخبث:.

-طب يا حبيبتي منا نفسي أكمل حاجات كتير أوي بس أنتِ الي منعاني
وضعت يداها على صدره لتدفعه مستطردة بحنق:
-اوعى كدة بقا أنت مابتحبش الا قلة الأدب
ثم سارت نحو الغرفة وهي تتأوه من ألم بطنها الذي كان خفيف نوعًا ما..
وسار هو خلفها ولم تنقطع وصلة ضحكاته العميقة على مظهرها!
فجأة سمع صوت طرقات على الباب فاتجه له بهدوء ليفتح، فكانت له الصدمة التالية!

فتاة في عقدها الثاني تقريباً، ترتدي تيشرت نصف كم وتنورة قصيرة بالكاد تصل إلي فخذيها وشعرها مصبوغ بأحمرار غريب...
مظهرها ربما مثير، او حتى مُشعل لغزيرة رجلاً عاديًا، ولكن ماذا عن أعمى القلب والعين عندما يلفه العشق المغروق!
نظر لها بجدية متسائلاً:
-حضرتك عايزة مين؟!
اقتربت منه لتحتضنه فجأة وهي تتمتم بصوت ناعم:
-وحشتني اوي يا حبيبي، كدة تغيب الفترة دي كلها!
أبعدها عنه بقوة وهو يسألها حادًا:.

-أنتِ مين أنتِ أصلاً؟
مطت شفتاها بدلال وهي تشاكسه:
-كدة برضه يا أسورتي؟! دا أنا لوليتا حبيبتك، شقة المعادي
أنهت كلمتها بغمزة من عينيها، بينما غامت الذكرى في عقله رغمًا عنه، تلك الغلطة التي لم ولن تُمحى من تاريخه المائل للسواد!
ابتلع ريقه بازدراء وهو يسمع جملة لارا التي أعلنت بدء الحرب التي على وشك الإشتعال:
-لا يا حبيبتي هو مش فاكر، أخر حاجة يعرفها عن أسم ال لوليتا كان أيس كريم بنص جنية!

حاول أسر كتم ضحكته بصعوبة، بينما إنتفخت أهداب تلك للأحمرار الغاضب وهي تردد في حنق:
-كدة؟! ماشي يا أسر ماشي، على العموم انا جتلك هنا عشان قالولي فالشركة انك مش بتيجي بقالك يومين، لكن عال اوي، الظاهر ان في واحدة تاني شافت كيفك بدالي!
صرخت فيها لارا بحدة:
-أنا مراته يا زبالة!
ألقت لوليتا نظرة عابرة في معناها عليهم ولكنها عميقة وعنيفة كل العمق...!

لتغادر مسرعة بنفس السرعة التي اتت بها تعصف سعادتهم الهوجاء!
بينما إلتفت أسر نحو لارا التي نظرت له بتقزز ثم استدارت وكادت تغادر الا أنه أمسك يدها يهمس لها بصوت أسف:
-لارا، الكلام دا كان قبل ما أعرفك اصلاً، من ساعة ما عرفتك ملمستش واحدة غيرك والله...
نفضت يدها بقوة عنه، لتبادله الهمس ولكنه أحد كسكين تزداد سنته:.

-والله الي فيه طبع مابيغيروش، ولو كنت كدة قبل الجواز يبقى مش بعيد تكون كدة بعد الجواز، الي بيمشي ورا رغباته من البداية وماتغيرش عشان ربه يبقى عمره ما هيتغير عشان واحدة عادية
شدد من قبضته على ذراعها وهو يكمل بصوت اجش:
-بس أنتِ عارفه أنك مش أي واحدة، وبعدين أنا معترف إن دي كانت غلطة، وغلطة وحيدة، وندمان عليها وبحاول اكفر عنها!
تنهدت بقوة ثم أخبرته بصلابة:
-طب لو سمحت سبني يا أسر انا عايزة أنام.

كاد يُعارضها ولكن وجدها تبتعد مسرعة لتتجه نحو الغرفة، تأفف أكثر من مرة وهو يمسح على شعره بقوة حتى كاد يختلعه من جذوره!
اتجه نحو الغرفة ولكن وجدها اغلقتها من الداخل فقال بجدية:
-لارا افتحي الباب
سمع صوتها البارد كلفحة مٌثلجة يأتيه من الداخل:
-لا، أنا مش هقدر أنام جمبك وأنا متخيلاك مع كل واحدة شوية، على الاقل النهارده..!

بينما كان كلاً من مُهاب وسيلين في السيارة طيلة الطريق ملتزمين ذلك الصمت الذي يخفي في جبعته الكثير من العبارات المُبترة..
حتى وصلوا امام منزله، فهمست سيلين بصوت مبحوح:
-أنا خايفة يا مُهاب، حاسه إننا هنلاقيهم لسة جوه
أمسك مُهاب بكفها يربت عليه بحنان وهو يخبرها:
-اهدي يا سيلين، أنا قولت للشغاله تبلغهم بكلامي منعاً لاحراجهم ولصلة القرابة، لاكن لو لقيتهم لسة جوه هيبقى في كلام تاني!

تنهدت بقوة وهي تحاول غرس ذلك الثبات بين محافلها، فمنذ ما حدث لها لم تعود ومهاب الي ذلك المنزل بل كانوا في منزل والدتها هي...
وبالفعل ما إن دلفا حتى تأكد شك سيلين فرأت تهاني وفريدة يجلسا على الأريكة وكأنهم في إنتظاره!
وما إن رأهم مٌهاب حتى قال بخشونة قاسية:
-أنتم بتعملوا أية هنا؟ مش الشغاله بلغتكم بكلامي ولا لا!
اومأت تهاني مؤكدة ببجاحة:.

-حصل يا مُهاب بس أحنا كان لازم نتكلم معاك عشان نشرحلك موقفنا، أحنا معملناش أي حاجة
لم يتمالك أعصابه فاقترب منها صارخًا بنفاذ صبر:
-كدااااابة، أنا سمعتك أنتِ وبنتك بعيني محدش قالي، أنتم شياطين كنت معيشهم بيني وبين مراتي من غير ما احس، برااااااااا
إنتفضت فريدة على صوته، وبشجاعة مزيفة حاولت الدفاع عن أنفسهم المردومة بالحياه:.

-أيييية، هو أنت بتطردنا من الجنة! وبعدين مراتك دي هي الي شيطانة مش أحنا يا سي مهاب
ولم تتلقى ردًا على تلك الكلمة سوى صفعة دوى صوتها كطربًا للأنتصار يعلن كمونه بين تلك الجوانح...
لتسرع تهاني مرددة بغضب مزيف:
-يلا يا فريدة، أحنا اتهننا بما فيه الكفاية، أنا لا يمكن أقعد لحظة واحدة هنا تاني
اردف متقززًا من مجرد رؤيتهم:
-أنا الي مش هاسمحلكم تفضلوا لحظة واحدة هنا يا، يا تانت!

وبالفعل إنتفضتا كلا من فريدة وتهاني يعدوا العدة للمغادرة...
واثناء ذلك كان شخصا ما يدلف نحو مهاب مرددًا بتهليل:
-يا مهاب بيه، يا استاذ مهاب
أشار مهاب للحارس أن يعود ثم سأل الرجل بجدية مختصرة:
-في أية؟ وأنت مين اصلا وعايز أية!
أجابه الرجل مسرعًا من وسط لاهثه وبدا كأنه على وشك البكاء:
-أنا صبري يا باشا، أنا عارف مين الي قتل والد حضرتك!

إتسعت عينا مُهاب صدمةً وهو يحدق به وكذلك سيلين، ليجده يكمل وقد بدأت دموعه تهطل:
-انا جيت للعبد يسامحني عشان رب العباد يقدر يسامحني، ربنا بيسامح في حقه لاكن مابيسامحش في حق عبده، وأنا جايلك اقولك كل حاجة يمكن ربنا يشفيلي بنتي الوحيدة زي ما ابتلاها...!

تململت حنين في نومتها على صوت حركة حمزة الذي دلف الي الغرفة مرسومة السعادة على وجهه..
لتسأله بصوت ناعس:
-أية في أية يا حمزة؟!
هز رأسه نفيًا، ثم أخبرها باختصار:
-مفيش حاجة وحشة، بس في خبر حلو جدا يا حنيني
نظرت له مستفهمة لتجده يستطرد بتنهيدة مرتاحة:
-اتحكم على شذى وشريف بست سنين سجن.

دا زائد بقا إن شريف بقا خلاص هيتجنن على حقن ف دخلوا دا في القضية انه اتجار في المخدرات والمحامي بيقول هياخدله 3 او 4 سنين تاني!
تنفست حنين بعمق وهي تردد بصوت عذب:
-يمهل ولا يهمل، يمهل ولا يهمل
ابتلع حمزة ريقه وهو يردف بنبرة ذات مغزى:
-بس في حاجة تاني ربما تكون مش حلوه
سألته متوجسة:
-في أية يا حمزة...؟

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة