قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية تراث عشقي للكاتبة حنين محمد الفصل الرابع

رواية تراث عشقي للكاتبة حنين محمد بجميع فصولها

رواية تراث عشقي للكاتبة حنين محمد الفصل الرابع

مرت شمس هذا اليوم علي صقر و هو يفكر كثيراً، هل فعل الصواب عندما سمح لأهيلا بالبقاء هنا !هل ستكون مطيعة حقاً و ستنفذ اوامره و تلتزم بالهدنة !يلوم نفسه كثيراً، ثم يشعر انه فعل الصواب، ولكن مازال يلوم نفسه، لمَ ؟ هل جن هو الاخر؟!حسنا حسنا يكفي تفكيرا عند هذا القدر، أهيلا ستلتزم بالهدنة نعم ستفعل، و لكن ماذا عن الامير شاكتي ؟!هل هو حقاً أخيها ام لا!

كيف يتأكد حتي يرتاح من هذا الشك الذي يسيطر عليه ؟!فكر صقر فكر و ستجد حلاً، حسنا أعتقد أنه توصل لحل أخيراً، ليجعلهما يريان بعضهما و سيحلل تعابير وجههم و طريقتهم و اسلوبهم، حسناً فلينام قليلاً و يرتاح و في الصباح يجد حل لتلك المعضلة،ماذا لو تقرب أكثر لأهيلا ليجعلها صديقة له ليست مجرد جارية؟! سيكسب صداقتها و سيكسب ثقته فيها،ولكن من جديد كيف سيفعل هذا ؟! سينام لقد قرر و في الصباح ينظر في الامور و يحل كل واحدة علي حدي ...

جاءت شمس صباح اليوم التالي، بعث صقر حارساً لأهيلا ليحضرها، في حين ظل هو يجوب في الغرفة ذهاباً و اياباً حتي جاءت مع الحارس الذي اشار له صقر ان ينصرف، و انحنت أهيلا أمامه، فتحدث أهيلا:
- جلالتك طلبتني
هز صقر رأسه و نظر الي أحدي الطاولات قائلا:
- خدي الهدوم دي البسيها
نظرت له بتعجب في حين توجهت و حملت الملابس قائله:
- ليه جلالتك ؟

ابتسم صقر و اقترب منها قائلا:
- شوفتك في الحرب و انتي بتحاربي بالسيف و اتمنيت نكون قدام بعض و نعمل كده، أحقق امنيتي و منها أتدرب زي ما بعمل كل يوم، ايه رأيك ؟!
أبتسمت أهيلا في خبث و تحدثت بصراحة مطلقة قائله:
- بصراحة انا أتمنيت أقتلك في الحرب، و الفرصة جاتلي أهيه و برضاك ليه لأ ؟!
أبتسم صقر فهو علم أنها ستوافق حتماً، فأبتعد عنها قليلا قائلا:
- كويس اوي، روحي غيري هدومك و نتقابل في الساحة.

أبتسمت أهيلا و هزت رأسها بموافقة و انحنت أمامه، ثم تركته و ذهبت لتبدل ملابسها الي تلك الملابس، و فعل هو المثل بدل ملابسه و وقت ينتظرها في الساحة، لم ينتظر كثيراً حتي وجدها قادمة بذلك الزي الذي أعطاها أياه لتتمكن من التحرك بحرية، وقفت امامه فحضر الحارس و في يده سيفين، أعطي أحدهما لصقر و الاخر لأهيلا و أبتعد عنهما، وضع صقر و أهيلا سيوفهم في شكل حرف() ..

بادرت أهيلا بالهجوم عليه و هو يصد كل هجماتها، ثم توقفا قليلا و ظلا يدوران حول الساحة، ثم هجم صقر عليها تلك المرة و هي تصده بكل احتراف، أرتفعت أصوات السيوف، خرج شاكتي من جناحه الذي يطل علي تلك الساحة مباشرة، رأه صقر و بسرعة شديدة خدع أهيلا و جرحها في ذراعها و لكن هذا لم يؤثر عليها بتاتاً و أكملت بطريقة أعنف، في حين خرجت رقية من جناحها هي الاخري لتري ماذا يحدث، و بينما ينظر صقر الي شاكتي ليري تأثير ما فعله بأهيلا عليه و الذي كان يقف طبيعياً جدا جرحته أهيلا بقوة و سرعة شديدة في صدره،

كانت الضربة بعرض صدره و كانت سطحية، و لكن قطعت ملابس صقر علي أثرها و جرح، ثم أقتربت أهيلا بمكر شديد و بسرعة ورفعت سيفها علي رقبته و هي تنظر في عينيه بأنتصار، بينما نظر لها صقر بخبث، فهي الان تخبره بعينيها انه أخطأ عندما قرر تحديها و الان هزم هو، و لكن بسرعة شديدة حركها صقر و حاوط رقبتها بذراعه و سيفه امام وجهها و ظهرها ملاصق لصدره تماماً.

تحدث صقر بأبتسامة قائلا:
- متشوشيش نفسك كتير بمكسبك، ركزي علي الهدف اللي قدامك وبس، كفاياكي غرور بقيتي تحت ايدي
ظهرت ملامح الغضب نوعاً ما علي وجهها و حاولت أظهار البرود و الامبالاه فتركها صقر و أعطي سيفه للحارس و فعلت هي المثل، وسرعان ما أقتربت رقية من صقر ووضعت يدها علي جرحه قائله بلهفة شديدة:
- صقر انت كويس.

نظرت الي أهيلا و أقتربت منها بغضب قائله:
- ازاي تتجرأي و تتعدي حدودك بالطريقة دي مع الملك
تحدثت أهيلا بهدوء قائله:
- سموك هو اللي طلب مني
لم تكمل أهيلا حديثها لتصرخ بها رقية قائله:
- ولا كلمة.

تحدث صقر أخيرا قائلا:
- أهدي يا رقية مفيش داعي لكل ده انا اللي طلبت منها تدرب معايا و الجرح مش عميق للدرجادي و هيعالج بسرعة، تعالي هنا أهيلا ملهاش ذنب و بعدين انا كمان جرحتها في دراعها، ده عادي، قربي مني
أقتربت منه رقية، فضمها بين ذراعيها و قبل رأسها بحب قائلا:
- متقلقيش انا كويس.

تحدث أهيلا قائله:
- جلالتك انا ممكن أعمل دوا يعالج الجرح بسرعة
أبتسم صقر قائلا:
- مفيش داعي يا أهيلا الطبيب دواه مفعوله كويس روحي انتي للحرملك و انا هبعتلك الطبيبة علشان تعالجك
هزت رأسه بالموافقة و غادرت سريعاً فتحدثت رقية قائله:
- انت كويس بجد ؟!
تحدث صقر و هو يتنهد بأبتسامة قائلا:
- و الله كويس، هروح أغير هدومي و انتي أبعتيلي الطبيب و ابعتي لأهيلا الطبيبة
هزت رقية رأسها بالموافقة، فتركها صقر و غادر الي غرفته، اخذ حماماً دافئاً ثم استقر علي الفراش بجانب الطبيب الذي بدأ بوضع الدواء علي صدره و صقر مسترخي ...

اخذت حماماً دافئاً هي الاخري و خرجت و ارتدت تلك الملابس العجيبه الخاصة بهم فالزي الخاص بالمانيا لا يشبه ابدا الخاص بمصر
الزي الالماني عبارة عن بنطال واسع غير مخيط ولكنها مربوط ببراعة و فوقه قطعة صغيرة تغطي الصدر فقط و تبقي البطن مكشوفة
اما الزي المصري فهو فستان بسيط للغاية بدون اكتاف احياناً و بأكتاف في احيان اخري مفتوح من منطقة البطن في الامام و يغطي البطن شال شفاف
أرتدت تلك الاميرة المأسورة الزي و خرجت من الحرملك فوجدت الطبيبة أمامها، تعجبت الطبيبة و تحدثت:
- ايه اللي خرجك ؟! الملكة رقية بعتاني ليكي علشان أعالج ايدك.

ثم أشارت الطبيبة علي ذراع أهيلا، فزفرت اهيلا بملل و طلبت:
- شكرا بس انا بعمل خلطة معينة بحطها علي جروحي علشان فيه بعض المواد جسمي مش بيقبلها
هزت الطبيبة رأسها بتفهم و أمرتها:
- طب تعالي معايا خدي اللي انتي عاوزاه
ذهبت أهيلا مع الطبيبة الي المكان المخصص لها، فأطلعتها الطبيبة علي كل المواد التي تملكها، أختارت هي بعناية ما تريده، ثم بدأت بخلط المواد مع بعضها و الطبيبة تراقبها بعناية، و انتهت بعد وقت قليل و وضعت القليل علي ذراعها ثم أخذت الباقي منه في أحد الاطباق و خرجت من عند الطبيبة ..

أتجهت أهيلا بعد ذلك الي جناح صقر و طلبت من الحارس رؤيته، دلف الحارس اليه و خرج بعد قليل و أشار لها بالدخول، فدلفت هي بإبتسامة لطيفة نوعاً ما فأعتدل صقر في مجلسه، و سألها بتعجب:
- أيه اللي جابك يا أهيلا مش قولتلك أرتاحي و الطبيبة هتجيلك
أقتربت منه أكثر و جلست علي الفراش أمامه و أجابته بمنتهي البساطة:
- روحت مع الطبيبة و أدتني حاجات علشان أعمل الخلطة اللي انا عملتها دي، وجيت أحطلك منها علي جرحك.

تنهد صقر و نظر في عينها قائلا:
- بس انا قولتلك ان دوا الطبيب مفعوله كويس، و بعدين عاوزاني أضمن كلامك بسهولة كده مش يمكن حطالي فيه سم ولا حاجة و اول ما يختلط بجسمي اموت
أبتسمت بسخرية قليلة، و رفعت الشال لتظهر بعض الجروح التي تركت علامات بسيطة علي جسدها، نظر اليها بتعجب، فنهت هي تعجبه قائله:
- قبل الحرب بيوم كنت بتدرب مع الامير شاكتي علشان انزل الحرب بس لانه المدرب بتاعي فهو أمهر مني كتير و قدر يعمل فيا كده
نظر لها بتعجب قائلا:
- قبل الحرب بيوم قريب جدا ازاي لحقوا يتشفوا ؟!

أبتسمت مفسرة من جديد فيبدوا ان صقر هذا غبيا نوعا ما:
- علشان كنت بعمل المرهم ده و بحطه و بعدين انا حطيته علي دراعي و مع ذلك هرجع احطه تاني قدامك
وضعت بعض الدواء علي جرحها و بدأت في تدليكها بهدوء و نظرت الي صقر، و سألته:
- أحطلك بقاا دلوقتي ؟!
هز رأسه، فأقتربت أكثر و فتحت القميص الخاص به و بدأت في وضع المرهم علي الجرح، فبادر هو بسؤال الذي يعلم أجابته من مولان:
- أنتي أتعلمتي فين تعملي الدوا؟

أجابته أهيلا:
- أكبر حكيم في ألمانيا هو اللي علمني، انا دارسة الطب كله و بعرف اعمل عقاقير و مواد سامة و أسلحة سامة كمان
سألها صقر بتعجب:
- طب و ليه معملتيش أسلحة تستخدموها في الحرب ؟!
أجابته أهيلا بحزن دفين و هي تتمني سقوط دموعها، و لكن لا ليست هي من تبكي ابدا:
- كل حاجة وقعت في الماية قبل الحرب و باظت
غير صقر الموضوع بسرعة، فسألها:
- شوفتي الامير شاكتي ؟!

ظهرت الصدمة المزيفة علي وجهها وتحدثت:
- انت مش قولت ان عمي يامن قتله
هز صقر رأسه و اجابها:
- مش اخوكي، ده أمير أسبانيا و جاي طالب يتجوز الاميرة رقية
صمتت أهيلا برهة لتجمع ما قاله صقر، ثم تحدثت سريعاً قائله:
- أكيد علشان يوطد العلاقة بين مصر و اسبانيا
أكد صقر علي كلامها:
- فعلا، هو جاي علشان كده.

سألته بدون تفكير:
- و انت وافقت ؟!
رد علي سؤالها بسؤال:
- و انا أرفض ليه ؟!
فسرت له سؤالها سريعاً فلا مجال للشك الان:
- عندنا في المانيا قبل ما نوافق علي اي زوج لأي أميرة لازم نختبره
نظر لها بأهتمام و سألها:
- تختبروه ازاي ؟!انه هيحافظ عليها يعني و كده ولا لأ ؟!

هزت رأسها بتأكيد لكلامه:
- ايوه بس ازاي دي بقاا بيكون ليها اكتر من طريقة، و ده بيكون حسب طريقتك و تفكيرك في الاختبار، أنا خلصت
مررت يدها علي صدره للمرة الاخيرة، ثم أمسكت منديل صغير و نظفت يدها من أثر الدواء فسألته:
- ممكن أسألك سؤال ؟
هز رأسه بالموافقة، فسألته:
- انت ليه هتتجوز تاني بعد موت موناي ؟!

أجابها صقر ببساطة و كأنه أمور معروف ولا بد منه:
- علشان أجيب وريث للمملكة يحكمها من بعدي
نظرت له باستنكار فبالنسبة اليها ما يقوله تراهات:
- فيه حاجة أسمها أخلاص للزوجة و لما تموت متتجوزش بعدها الوريث يكون ابن اخوك عادي و بعدين عندك بدل الجارية ألف خلف منهم عادي
زفر صقر بحنق، فهو غير مستعد لأي نقاشات غريبة الاطوار مع تلك غريبة الاطوار أهيلا:
- أهيلا، روحي شوفي وراكي ايه ؟!
نامت بجواره، و تحدثت:
- مش ورايا غيرك.

صقر:
- قومي أمشي يا أهيلا
تنهدت أهيلا و طلبت:
- عاوزة أخرج بره القصر
أجابها بأختصار شديد:
- ممنوع
ذمت شفتيها بزعل و طلبت مرة أخري:
- طب جوة القصر
نظر لها و هو يحاول تمالك أعصابه قائلا:
- القصر قدامك روحي بقاا عاوز انام
شهقت بقوة و تحدثت:
- هتنام و هتسيب المملكة لمين يحكمها ؟!
نظر لها باستغراب:
- ايه هو حرام الملك يرتاح شوية ؟!

هزت رأسها نافية:
- لا مش حرام، بس انت لازم تأكد علي جيشك و عدده و تدريبه و تشوف امور المملكة عاملة ازاي انت لسه خارج من الحرب، و كمان تشوف الرعية و تنزل ما بينهم تشوف محتاجين ايه و ناقصهم ايه !
زفر صقر بعصبية و غضب و تحدث:
- انتي مجنونة ولا اي يا أهيلا، انا الملك أنزل ما بين الشعب !

تعجبت أهيلا من غضبه، فما الذي قالته أهانه مثلا!:
- و فيها ايه ؟! دول رعيتك ولازم تكون عارف محتاجين ايه و ناقصهم ايه دول رعيتك ولازم تكون مسئول عنهم
أمتص صقر غضبه و سألها:
- هتخرجي بره ولا أنادي الحارس يحبسك ؟!
وقفت أهيلا أمامه و انحنت قائله:
- عن أذنك يا .. جلالة الملك.

تركته و ذهبت وعلي وجهها أبتسامة نصر، فهي استطاعت ان تحرك فيه مشاعر الغضب و سيفكر في كلامها الان مائة مرة و بعد ان تحدثه عدة مرات أخري ستتمكن من جعله ينزل بين عامة الشعب ..
و لكن تري بماذا تفكر يا تري !

خرجت من جناح الملك و في طريقها الي الحرملك، نظرت فوجدت شاكتي يقف مع رقية، أكملت طريقها الي الحرملك، لتدخل و تجد مولان تجول في المكان ذهاباً و أياباً و بمجرد أن رأتها أقتربت منها بسرعة قائله:
- أهيلا! انتي مهربتيش ؟! طب و شاكت
قاطعتها أهيلا بقرف:
- هششش يا غبية انتي و ابعدي عني مش ناقصاكي.

تغلغلت الدموع الي عيني مولان، فهي كادت ان تقتل بسببها و عندما عادت ليلة أمس الي الحرملك لم تجد أهيلا و عندما أستيقظت في الصباح ايضا لم تجدها، فكيف هي هنا !
تحدثت مولان:
- أهيلا
دفعتها أهيلا بقوة لتسقط مولان علي الارض:
- أبعدي بقاا..

تركتها و ذهبت لتستريح قليلاً علي فراشها، بينما وقفت مولان بحزن و اتجهت الي فراشها هي الاخري، أخذت تفكر، لم هذا اليوم صعب بتلك الطريقة! شاكتي أمامها ولا تستطع ان تتحدث معه، و في الصباح جاء ليث الي الحرملك، ظنت انه جاء اليها و لكنه أخذ احدي الجواري و ذهب !تشعر بنار تشتعل في صدرها و تريد ان تبكي، حسناً التعبير الافضل للوصف هي انها تختنق...

أقتربت منها الجارية سارة و تحدثت بابتسامة:
- مفيش داعي لكل الزعل ده
تحدثت مولان بحزن:
- سيبيني لوحدي
تحدثت سارة بأريحية:
- عذراكي، كنت زيك في يوم، أما الامير ليث فهتتعودي انه ييجي لغيرك، كل يوم مزاجه غير الا قبله و كل يوم واحده حسب مزاجه
تحدثت مولان ببراءة:
- بس انا بحبه.

تحدثت سارة بسرعة و بهمس قائله:
- هشششش اوعي تقولي كده تاني، مفيش حاجة اسمها حب هنا و لو حد سمعك بتقولي الكلمة دي تاني هتموتي
تحدثت مولان برعب و شعرت بالخوف يحتل اوصالها:
- ليه كل ده هو انا قولت ايه ؟!
فسرت سارة لها ما يحدث لتهدأ:
- فيه هنا جواري جواسيس لملكات كتير و ممكن اي واحدة تسمعك و تروح تقول للملكة بتاعتها ووقتها هتأمرها تموتك.

تحدثت مولان بتلعثم في محاولة لتخرج كل الحروف:
- خلاص انا مكنش قصدي مش هقول كده تاني خالص
تحدثت سارة في ابتسامة ودودة:
- طب قومي نتمشي شوية تاخدي جولة في القصر انتي من لما جيتي هنا مروحتيش غير لجناح الامير ليث
- هزت مولان رأسها بالموافقة و ذهبت مع سارة

قبل وقت قليل ..
وقف شاكتي بالقرب من رقية و حمحم فأنتبهت له و ألتفت بسرعة لتراه و ترتفع الدماء الي خدها، ما الذي يحدث !هل هذا دائماً تأثير هذه العائلة علي عائلة صقر؟!
تحدث شاكتي بابتسامة جميلة:
- أميرة رقية، تسمحيلي أمشي معاكي شوية ؟!
صمتت رقية و لم تتحدث، ماذا ! فلتتحدث و ترفض الان لمَِِ هي صامتة؟!

أقترب شاكتي خطوة أخري منها و عاد طلبه من جديد:
- أميرة رقية، ممكن أمشي معاكي ؟!
تحدثت بسرعة عندما تقدم منها خطوة و أبتعد خطوة:
- طبعا طبعا، أتفضل
أبتسم شاكتي و أشار اليها لتتقدمه فسارت و سار هو بجانبها بمسافة صغيرة، و ساد الصمت طويلا حتي بادرته رقية بسؤال قائله:
- ممكن أسألك سؤال ؟!

أبتسم شاكتي و تقدمها بخطوة ووقف في مقابلها قائلا:
- طب ايه رأيك أجاوبك انا عليه ؟!
تحدثت رقية:
- مظنش انك عارف سؤالي علشان ترد عليه
أبتسم شاكتي و أجاب قائلا:
- انا عاوز اتجوزك علشان سمعت انك كويسة جدا و بريئة و كمان لسه صغيرة و انا متجوزتش خالص و المفروض اتجوز بقاا و كمان هتكون ثفقة كويسة جدا بين مصر و اسبانيا.

أرتبكت رقية و أمتزج أرتباكها ببعض الصدمة، فكيف علم فيما ستسأله ؟هل هو ساحر ام ما شابه !
- تحدثت رقية بسرعة قائله:
- عن أذنك انا لازم أمشي
تحدث هو الاخر بسرعة قائلا:
- أميرة رقية أستني لسه مكملناش كلامنا
تحدثت رقية:
- نكمله بعدين.

ألتفتت سريعاً ورحلت من أمامه، اما هو فوقف مكانه بابتسامة مليئة بالنصر فمخططه يسير علي اكمل وجه ..
ثواني و رأي مولان تتقدم مع فتاة أخري، رأته مولان و تحدثت بسرعة الي سارة قائله:
- سارة أنا بردت أوي ممكن تجيبيلي شال
ربتت سارة علي كتفها قائله:
- أكيد مولان ثواني و جاية متتحركيش من هنا.

هزت مولان رأسها في صمت و ذهبت سارة، و نظرت مولان الي شاكتي فأشار لها بعينيه الي جناحه أمامها، و سبقها هو اليه ثم ذهبت هي ورائه سريعاً، و بمجرد دخولها ألقت نفسها بين ذراعيه، كم أشتاقت له و شعرت أنها لن تراه مجدداً، هو يمثل لها كل شئ، هو أخيها غير الشقيق و لكنها تحبه و بشدة، فهو يعاملها كأبنته و ليست فقط كأخت له ..
تحدث شاكتي بعد عناق دام طويلاً:
- وحشتيني اوي يا حبيبتي
تمسكت بقوة في ملابسه قائله:
- انت كمان وحشتني اوي يا شاكتي، انت جيت هنا ازاي و ليه لو حد عرف انك اخونا هيقتلوك.

تغلغلت الدموع في مقلتيها بل هبطت و هي تكمل حديثها قائله:
- دول قتلوا بابا و ماما
صدم شاكتي مما سمعه تواً، هل والدته ماتت بحق! و السبب في هذا هو صقر!سيندمه علي كل لحظة من عمره فلينتظر انتقامه علي كل ما حدث معه و مع عائلته و مع صغيرته تلك ..
نظر لها و مسح دموعها بسرعة و تحدث قائلا:
- اوعي تعيطي تاني احنا مش ضعاف علشان نعيط، قوليلي قتلوها ليه و ازاي.

هزت رأسها بالنفي قائله:
- هما مش قتلوها بس هما السبب ماما قتلت نفسها
وضع يده علي هذا الجرح الطويل في رقبتها قائلا:
- ايه الجرح ده ؟!
ظهرت ملامح الحزن علي وجهها و تحدثت قائله:
- كانوا فاكرين أهيلا هربت و اني عارفة مكانها و صقر كان هيقتلني بس ليث منعه.

ضمها شاكتي مرة أخري الي صدره فهذه الصغيرة رأت الكثير في حياتها ولا ينقصها ما يحدث الان ابدا ..
تحدث شاكتي قائلا:
-متخافيش يا حبيبتي دي أزمة و هتعدي احنا علطول بنعدي الازمات صح ؟!
هزت رأسها بالايجاب، فسألها:
- حد ضايقك تاني ؟!
هزت رأسها نافية:
- لا محدش ضايقني خالص
سألها مرة أخري بتعجب:
- صحيح كنتي امبارح مع ليث بتعملي ايه ؟!

نظرت الي الارض في أسف قائله:
- انا جاريته الخاصة
احمرت عيني شاكتي بغضب و صرخ:
- جواري ! انتو هنا جواري !
وضعت يدها علي شفتيه سريعاً:
- أهدي يا شاكتي لو حد سمعك مش هنفضل عايشين كتير أهدي، ليث كويس مش وحش.

أحتضن وجهها الصغير بيده و نظر في عينيها قائلا:
- مش هرحم ولا واحد فيهم صدقيني هندمهم كلهم
ظهرت الدموع في عينيها من جديد و توسلت اليه قائله:
- شاكتي، بلاش ليث، هو كويس، أنا بحبه.

نظر لها بصدمة و لكنه يستمع الي صوت خطوات قريب نوعاً ما، و يسمع جلال بك ينادي علي ليث، ماذا! ليث قادم الي هنا ! هل رآهم؟!ما الذي سيفعله بهم ان اكتشف حقيقة؟!كيف سيتصرف او ماذا سيفعل ليظهر الموقف طبيعي ! مولان هنا بأحضانه ..
نظر الي مولان و تحدث بسرعة قائلا:
- أقلعي هدومك...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة