قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية تراث عشقي للكاتبة حنين محمد الفصل الخامس

رواية تراث عشقي للكاتبة حنين محمد بجميع فصولها

رواية تراث عشقي للكاتبة حنين محمد الفصل الخامس

صدمت مولان من طلبه، لا بل أمره ماذا يقول بحق الجحيم
أعاد شاكتي حديثه من جديد قائلا:
- أقلعي هدومك يا مولان بسرعة يلا.

خلعت ملابسها سريعاً و خلع هو الاخر قميصه فقط ووقف أمامها و أعطي ظهره لمدخل جناحه و هي لا تظهر منه علي الاطلاق و تحدث بسرعة قائلا:
- ليث جاي علي هنا لو سأل في ايه او ايه جابك هنا هتقوليله اني جبتك هنا علي انك جارية محدش لازم يعرف ابدا اننا اخوات.

صمت لبرهه فدخل ليث كالثور الهائج، ووضع يده علي كتف شاكتي و ابعده من امامه، فوجد مولان عارية تتمني ان تنشق الارض و تبتلعها، ألتفت ليث الي شاكتي بسرعة و لكمه ليسقط شاكتي علي الفراش سريعاً في صدمة، في حين نظر ليث الي مولان بغضب يكاد يقتلها ان كان شئ مادي و أمرها قائلا:
- ألبسي هدومك حالاً، يلا.

أنتفضت مولان و ارتدت فستانها بسرعة و هبطت دموعها بخوف ورعب ما الذي يحدث لليث !
نهض شاكتي من الفراش و تحدث قائلا:
- ايه اللي حصل لكل ده لازم أفهم !
ارتفع صوت ليث بشدة و صرخ في وجه شاكتي قائلا:
- ازاي تستجري تقرب منها !خلصوا الجواري يعني ملقتش غير دي !دي بتاعتي انا و بس.

نظر له شاكتي بحدة و قوة و تحدث:
- و انا هعرف منين واحدة شوفتها و عجبتني و خلاص
دفع ليث شاكتي علي الفراش مرة أخري بغيظ و أمسك بيد مولان بقوة و سحبها معه الي الخارج، فقابل جلال الذي تحدث:
- سمو الامير لسه مخلصناش كلامنا.

تجاهله ليث و أستمر في السير الي المعتقلات و دلف الي أحدهم و ألقي بتلك الصغيرة التي لم تتوقف عن البكاء أبدا، ثم خرج منه و أغلقه جيداً و تحدث الي الحارس:
- أياك اي حد أيا كان مين قالك تخرجها تسمع كلامها حتي لو الملك نفسه او رقبتك و رقبة عيلتك كلها هتطير مفهوم
تحدث الحارس بتلقائية:
- مفهوم سمو الامير
وقفت مولان و أقتربت من أسياخ الحديد و أمسكت بأحداها وهي تبكي قائله:
- أرجوك أستني.

تركها ليث وحيدة تبكي و ذهب، و في الخارج كان يقف جلال و أستمع الي كل شئ و فسر كل ما حدث، و كان سيذهب ليخبر الملك و لكنه تذكر أنه يرتاح قليلا فلم يجد حلاً سوي ان يلجأ الي الملكة صوفيا التي أستقبلته بقلق، سرد لها كل ما حدث و كل ما فهمه فسألته بتعجب:
- يعني ايه يرميها في السجن هو اتجنن ! هو ماله كانت مع مين دي جارية ! جلال روح طلعها فوراً
تحدث جلال سريعاً:
- مانع الحارس انه يطلعها ايا كان مين اللي قاله و هدده بقتله هو و عيلته كلها.

وقفت صوفيا قائله:
- انا هروح أتكلم مع ليث بما ان صقر بيرتاح
هز جلال رأسه و ذهبت صوفيا من امامه متجهه الي جناح ليث و قابلت في طريقها الامير شاكتي يقف امام سور امام جناحه فأقتربت منه قائله:
- أمير شاكتي
انتفض شاكتي بسرعة و تحدث قائلا:
- أمرك جلالة الملكة
تحدثت صوفيا بأسف:
- انا بعتذر نيابة عن الامير ليث عن اللي حصل ده هو مكنش في وعيه.

تحدث شاكتي بأحترام قائلا:
- مفيش داعي جلالتك بس الخوف علي البنت اللي معاه
فسرت له صوفيا:
- هو حبسها في السجن ورافض انها تطلع
سألها شاكتي بتعجب:
- ايه اللي حصل لكل ده ؟
هزت صوفيا رأسها بجهل:
- مش عارفة عن أذنك هروح أتكلم معاه
شاكتي:
- اتفضلي جلالتك.

ذهبت صوفيا من امامه متجهه الي جناح ليث بينما أسرع شاكتي بسرعة متسللاً الي السجون و بدون أن يراه أحد علم في أي حجرة هي، ثم ذهب الي أبعد غرفة في القصر و التي توجد فوق السجون و دلف اليها، و فتح باب سري موجود في الحائط و دلف منه، و اغلقه ورائه مرة أخري و اخذ يهبط علي سلالم في مسارات مختلفة حتي وصل الي باب أخر فتحه و دلف الي الحجرة و كانت مولان تبكي علي الارض وحيدة، شكر في داخله وزير ألمانيا فهو كان لديه جواسيس هنا يعرفون كل بقاع القصر و مداخله و مخارجه و طرقه السرية التي لا يعلم عنها شئ أصحاب القصر، و قد عرفه بهم جميعاً.

أقترب من مولان و أحتضنها من الخلف واضعاً يده علي فمها قائلا بهمس:
- أنا شاكتي
ألتفت له و أحتضنته بقوة قائله:
- ليه عمل كده ؟!
حرك كتفيها في جهل و سألها:
- معرفش انا قولت هيتعصب عادي بس او هيكون طبيعي انما اللي حصل ده انا مش فاهمه خالص انتي لازم تفهميني
تحدثت مولان و الدموع في عينيها قائله:
- معرفش ممكن علشان جاريته الخاصة فمش هكون لحد غيره.

هز رأسه نافياً:
- لالا مش كده خالص ده اكيد سبب قوي اللي خلاه يعمل كده، لو عايزاني أهربك و تروحي عند يامن و مراد أنا معنديش اي مانع
تحدثت مولان بسرعة:
- لا خليني معاكم
هز شاكتي رأسه في صمت و أستمر في أحتضانها فسألته:
- انت ليه جيت هنا مش خايف يكشفوك ؟!
سرد لها شاكتي ما حدث:
- هتجوز رقية و بكده هكون قريب منكم و هنفذ انتقامي بهدوء و هنتقم لبابا و ماما و ليكي ولأهيلا و للكل.

أعتدلت مولان في جلستها و حاولت الدفاع:
- بس يا شاكتي كده حرام
تعصب شاكتي بعض الشئ و لكنه حافظ علي صوته منخفض:
- مفيش حاجة حرام كان بينا معاهدة و نقضوها و كل شئ مباح في الحرب
أكملت مولان:
- و في الحب
نظر لها بعدم بهم:
- يعني أيه ؟!
تحدثت مولان:
- يعني أنا هقف مع ليث
أبتعد عنها شاكتي في صدمة:
- ضدي ! هتتخلي عن حياتك و عننا علشان ليث هتفضلي جارية عنده يا مولان مش هيحبك افهمي.

تحدثت بضعف:
- بس أنا بحبه
تملك الغضب من شاكتي فتحدث:
- صدقيني ده مش حب ده وهم انتي لسه متعرفيهومش كويس دول خونة
تحدث مولان بسرعة محاولة ان تفهمه ما حدث:
- انت مش فاهم حاجة ليث قالي ان
قاطعها شاكتي بسرعة و هو يستمع الي صوت خطوات قدم:
- فيه حد جاي علي هنا انا همشي بسرعة، اتطمني هتكوني دايماً بخير انا جنبك.

وضع قبلة سريعة علي جبينها و هو يخلع احدي التمائم الموجودة في يده ووضعها في يدها و خرج سريعاً كما دخل..
أرتدت هي التميمة و نظرت فوجدت الباب يُفتح و ليث يدلف منه، وقفت سريعاً و مازالت دموعها تهبط، أغلق الحارس الباب و تحدث ليث:
- أقعدي يا مولان
جلست مولان مثلما كانت و لم تنطق بحرف، تنهد هو بقوة و تحدث:
- بصي مش لاقي اي تفسير للي عملته تمام بس فيه حاجة لازم تعمليها.

تحدثت بخفوت:
- أيه هي ؟!
أنحني وأصبح في مستوي جلوسها و تحدث:
- عاوزك تحكيلي كل اللي حصل بالتفصيل من لما شافك لحد ما دخلت انا
نظرت له بخوف و تلعثم و بدأت في السرد:
- انا كنت بتمشي مع سارة و بعدين بردت فقولتلها تجيبلي شال و لما مشيت هو خدني وداني الجناح و بعدين انت جيت
أمسكها من كتفيها و هزها بعنف صارخاً في وجهها قائلا:
- واللي في النص ايه اللي حصل ما بينكم.

بكت مجدداً وبقوة قائله:
- هو بس قالي أقلعي هدومك محصلش حاجة تانية
مرر ليث يده في خصلات شعره و هدأ و أقترب من مولان و أحتضن وجهها بيده و مسح دموعها:
- مولان انتي بتاعتي عارفة يعني ايه خاصة يعني ملكي انا و بس و مش مسموح لحد غيري يحط عينه عليكي حتي
هزت رأسها:
- حاضر
أوقفها و ضمها الي صدره و تمسكت هي بقوة في ملابسه قائلا:
- خلاص اهدي، يلا نخرج من هنا.

خرج بها من هذا المعتقل اخيرا و ذهب بها الي جناحه و أجلسها علي الفراش قائلا:
- اللي هقوله ده يتفهم كويس و يفضل هنا
أشار بأصبعه علي رأسها فهزت رأسها بالموافقة فأكمل هو حديثه:
- مفيش خروج من الجناح ده ابدا غير بأذني انا بس غير كده مفيش خروج و مفيش حد هيدخل او يخرج غيري او بأذن مني بس تمام
نظر للارض بحزن قائله:
- بس أنا كده محبوسة
رفع رأسها لتواجه عينيه قائلا:
- عينيك يا مولان متتحركش من عيني ابداً، و ايوه هتفضلي هنا و علطول و ايوه حابسك كلامي مفهوم
هزت رأسها قائله:
- مفهوم.

أقترب منها خطوة فأبتعدت هي أخري، فأقترب مرة أخري و لم يكن الفاصل بينهم مذكور، فكانت علي وشك الابتعاد مرة أخري فوجدت الفراش خلفها فوقعت عليه جالسة، أقترب من وجهها و كاد علي وشك تقبيلها و لكن أعتقد هذا ليس وقته يكفي ما حدث بينهما الي الان، سأدخل الملكة صوفيا لعلها تبعده عنها قليلا حتي تتنفس تلك المسكينة.

دلفت صوفيا الي جناح ليث فأبتعد ليث عن مولان و زفر بقوة و ضيق شديد و نظر لوالدته قائلا:
- انا عارف انتي جاية ليه يلا علشان نتكلم
أخذ صوفيا و خرج من الجناح و اخيراً ترك مولان لتتنفس قليلاً و تبتسم، تلك البلهاء المسكينة الان ستظن انه يحبها، و لكن لمَ لا ؟ لمَ لا يحبها ؟! هل هي قبيحة مثلا ؟! بالطبع لا انها أميرة الاميرات و أجملهم، حسنا ما المشكلة، ربما المشكلة معه هو !

ظل يسير مع صوفيا بملل من حديثها ألا تكل ولا تمل من تكرار قولها
أكملت صوفيا حديثها معه و هو ينظر بعيداً يتمني ان تتركه و شأنه:
- يعني ايه بتاعتك دي فهمني بس هي حرب معركة بلد هي ايه بالضبط يا ليث دي أسيرة الحرب اللي انت اصلا محضرتهاش
تحدث ليث بأختصار:
- عاوزة كام مقابلها ؟! دهب ياقوت مرجان لؤلؤ و انا هديه لصقر.

تحدثت صوفيا بشر:
- للدرجادي جننتك ولا هي علشان شبه نسمه الحقيرة
تحدث ليث بحدة:
- جلالة الملكة نسمة مش حقيرة كانت هتكون مراتي عارفة يعني اي مراتي و بعدين مولان انا خرجتها من السجن و هي اللي كانت معايا جوه و اعتقد حبسها في جناحي أفضل من حبسها في المعتقل ولا ايه.
تحدثت صوفيا بعصبية شديدة:
- علفكرة انا هقول لصقر علي كل حاجة
تحدث ليث بحقد و غل:
- قوليله و وقتها لا هتشوفيني ولا هتلمحيني تاني في المملكة وهاخد نسمة ونعيش في مكان تاني براحتنا بعيد عنكم.

صرخت صوفيا في وجهه قائله:
- دي مش نسمة دي مولان و الشبه ما بينهم مش كبير اوي كده علشان متعرفش تفرق ما بينهم كده، اللي جوه كانت معاك دي مولان و نسمة هربت فاهم و كلمة كمان عن نسمة او مولان هتتحبس في جناحك، و لو السخافة بتاعت النهاردة دي اتكررت تاني صدقني هقول لصقر و هخليه يعاقبك و ينفيك من مصر و هياخد منك مولان.

نظرت له بغضب قبل ان تتركه و تذهب، فذهب هو الاخر الي مولان غير مبالي بأي مما تقوله تلك المرأة التي تدعي والدته ..
حبيبتي مولان المسكينة، تظن انه سيحبها او يفعل هذا من أجلها، و لكن كل هذا فقط لأنها تشبه حبيبته القديمة والتي كانت في يوم ما ستكون زوجته

أستيقظت أهيلا من نومها و ذهبت لتسير قليلا فلربما تري صقر و تحاول ان تسيطر عليه قليلاً، و لكنها وجدت شاكتي يخرج من تلك الغرفة البعيدة فوق السجون، نظر لها فنظرت له و ذهبت مسرعة له فدلف هو اولاً، ثم أنتظرها حتي دلفت هي الاخري، ألقت نفسها بين ذراعيه، و بكت !أخيرا بكت أهيلا بعد كل تلك المدة علي صدر شقيقها و تؤامها، أستمرت في البكاء و هو يربت علي ظهرها حتي تحدث بحزن:
- كل ده جواكي يا حبيبتي، أهيلا انا أسف اوي سبتكم ليه و هربت بس رجعت تاني أهوه علشان أخلصكم منه و صدقيني مش همشي قبل ما ناخد حقنا منهم كلهم
تمسكت أهيلا بقميصه:

- مبقاش ليا غيرك يا شاكتي متسبنيش أرجوك، انا كنت بموت لما قرأت رسالة يامن بس لما انت جيت هنا و انا شوفتك عرفت ان دي كلها خطة
مرر يده علي شعرها و سألها بحب:
- طمنيني حد قرب منك او عملك حاجة ولا مولان بس
بكت أهيلا أكثر:
- مولان بقت جارية لليث و صقر كان هيموتها علشان فاكرني هربت مش هسيبهم غير لما أموتهم الكلاب دول.

ضمها بقوة أكبر الي صدره فدفنت رأسها به و قبل شعرها عدة قبلات قائلا:
- يعني الحمدلله محصلكيش اي حاجة غير الجرح اللي في كتفك ده بس
هزت رأسها بهدوء و صمتت، قبل رأسها قبل أخيرة قائلا:
- كل حاجة هترجع طبيعية أتطمني، قوليلي ايه الخطة اللي انتي ماشية عليها
أبتعدت عنه في تردد فهو ان علم ما تريده هي سيرفض بكل تأكيد ولكن لا ستفعل ما تريده لن تقتل صقر الا بتلك الطريقة

جلس يامن بجانب مراد و تحدث قائلا:
- بعد رسالة صقر دي لازم نروح مصر
نظر له مراد بتعجب:
- ليه فيها أيه ؟!
هز يامن رأسه بفرحه:
- وافق علي شروطنا
تحدث مراد بحذر:
- بس مش لازم نديله الامان اوي كده
هز يامن رأسه بتفهم:
- وعلشان كده انا هبعت رسالة صقر لشاكتي و كمان هبعت لشاكتي أبلغه اننا جايين علي مصر، أستدعيلي الكاتب يا مراد

مر يومين بسلام نوعاً ما و بأحداث متغيرة، فلقد سمح ليث لمولان بالخروج من جناحه و العودة الي الحرملك مرة أخري، كما انا شاكتي يحاول بشتي الطرق ان يكسب ثقة صقر و حب رقية التي بدأت جدياً بالوقوع في حبه و لم يقابل أختيه مرة أخري أبدا، و كذلك لم تقابل أهيلا صقر من جديد، اما لهذا المستهتر ليث فلقد قطع علاقته بشاكتي تماماً بعد ما حدث و أصبح أكثر جدية و اهتماماً بشئون المملكة، أعتقد ان تأثير مولان بدأ في الظهور عليه، او ربما هي نسمة !

تحدث جلال بأبتسامة قائلا:
- الجيش عدده زاد و التدريب مستمر ووصلت رسالة من الملك يامن انه هيوصل هنا بعد 10 أيام و معاه الامير مراد
هز صقر رأسه بتفهم قائلا:
- أنا عاوز فرقة من الجنود تنزل الشوارع بين العامة و يشوفوا اذا محتاجين حاجة او ناقصهم حاجة و لو فيه مشاكل
اووووه يبدو ان ليس فقط شاكتي من يؤثر برقية و ان مولان تؤثر في ليث، أعتقد ان تأثير أهيلا الماكرة أيضاً قد بدأ
هز جلال رأسه وهو يتلقي اوامره قائلا:
- اوامرك يا جلالة الملك، كمان الاميرة جنتي و المربية جودا هيوصلوا لمصر بعد ما خلصوا الحج و تقريبا هيوصلوا بعد 3 أيام.

أبتسم صقر، فلقد أشتاق كثيراً لأخته غير الشقيقة جنتي ووالدته الثانية و مربيته جودا:
- تمام روح انت نفذ اللي انا قولته
ذهب جلال و لحظات و جاء حارس وقف امام صقر قائلا:
- جلالة الملكة صوفيا طالبة أن جلالتك تروح علي جناحها
تنهد صقر و ذهب الي والدته أقترب منها و قبل رأسها و يدها و جلس بجاوارها فتحدث قائلا:
- خير جلالتك.

تحدثت صوفيا بأبتسامة:
- الاميرة جويانا هي و اهلها جايين بعد 4 أيام وخلال فترة صغيرة هتكون مراتك
أبتسم صقر أبتسامة صفراء ليرضي والدته قائلا:
- اخبار كويسة جدا يا أمي
سألته صوفيا:
- رقية قالت رأيها في شاكتي ولا لسه ؟!
ابتسم صقر تلك المرة بحب قائلا:
- لسه بس أعتقد موافقة بقالهم كام يوم بيقربوا من بعض و شاكتي بيعمل كل اللي بيقدر عليه علشان يسعدها هتوافق ان شاء الله
رفعت صوفيا يدها بدعاء قائلا:
- يا رب

ذهب ليث ليري صقر و لكن أخبره أحد الحراس انه في جناح صوفيا فذهب الحرملك، فهو لا يقوي علي اي نقاش مع والدته، دلف الي الحرملك و نظر بداخله لم يجد صغيرته اللذيذة مولان ولكن جد سارة تقف مع مجموعة فتيات و أهيلا تجلس علي فراشها بعيدة شاردة، أحتار هل يسأل أهيلا ام سارة عن مولان، أقتربن منه الفتيات و بدأن في تقديم المشروب له و لكنه أبتعد و ذهب الي أهيلا و قبل ان يتحدث تحدثت هي بسخرية قائله:
- سمو الامير ليث بنفسه جاي يسألني عن مولان.

تحدث ليث بشك:
- اوعي تكوني انتي السبب في أختفاءها
هزت رأسها بسخرية:
- للأسف لا توقعك غلط
سألها ليث:
- أمال هي فين ؟!
تحدثت أهيلا بحدة:
- المفروض اراقبها يعني ولا اي علشان لما تسألني اكون عارفة.

كان ليث سيرد عليه و لكنه تذكر تحذير صقر له بعدم التعرض لها أبدا مهما فعلت او قالت، فأبتعد عنها بهدوء و ذهب الي سارة و سألها عن مولان، فنظرت له هي بتعجب قائله:
- مولان ! هي مش مع سموك من الصبح ؟!
تحدث ليث بدفاع:
- لا طبعا
تحدثت سارة بقلق شديد علي تلك الصغيرة:
- فيه حارس جه و قال ان سموك عاوزها فراحت معاه
ظهرت ملامح الغضب عليه و كاد ان يفتك بها و بأي من يقترب منه:
- تعرفيه أو تعرفي شكله ؟!
هزت رأسها نافية:
- لا سموك.

ذهب ليث و أمر كل الحراس ان يبحثوا عنها في كل مكان حتي يجدوها، سمعه شاكتي و سيطر القلق عليه، أين شقيقته و صغيرته ! لم يعرف كيف يتصرف، وجد صقر يقترب منه و ليث يصرخ في الحراس ليبحثوا عنها، فتحدث شاكتي سريعاً:
- جلالتك
نظر له صقر بتعجب و تحدث:
- هو في أيه يا شاكتي
نظر شاكتي الي ليث قائلا:
- معرفش جلالتك هو بيزعق من بدري بس محبتش اتدخل
تحدث صقر:
- طب يلا نشوف في أيه ؟!

ذهبا سويا و اقترب صقر من ليث و سأله:
- في أيه يا ليث أيه اللي حصل ؟!
تحدث ليث بغضب و قلق شديدان:
- مولان أختفت و محدش لاقيها خالص و سارة بتقول ان فيه حارس جه الصبح و قالها اني عاوزها و انا مبعتش حد ليها
علم صقر انه الوقت المناسب ليعرف ماذا يحدث مع ليث فسأله:
- و انت متضايق اوي كده ليه
تحدث ليث بغضب أكبر من لامبالاة أخيه:
- علشان انا مش عارف هي فين واكيد هي مهربتش يبقي اتخطفت
شك صقر أكثر به فتحدث:
- طب ما في داهية.

صرخ ليث بغضب:
- هو ايه اللي في داهية دي نسمه عارف يعني ايه نسمة يعني مراتي و حبيبتي
هذه المرة ظهرالغضب علي وجه صقر ليتحدث:
- نسمة ! نسمة تاني ؟!
صمت ليث و حاول اخراج كلمات مناسبة:
- انا أقصد
أمره صقر بحدة:
- ولا كلمة أتفضل علي جناحك
اما شاكتي المسكين فكان يقف و القلق يتأكله علي صغيرته

في مكان مظلم نوعا ما و قذر أيضا ربما ملئ بالحشرات و رائحته بشعة و متسخ، كانت تجلس مولان مقيدة الايدي و الاقدام، و يوجد علي شفتيها ما يمنعها من الحديث، تبكي في صمت في هذا المكان الغريب المظلم و الخوف يسيطر عليها، لقد حذرتها سارة من قبل من حب شاكتي و لكنها لم تستمع لها !

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة