قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية تراث عشقي للكاتبة حنين محمد الفصل الثالث

رواية تراث عشقي للكاتبة حنين محمد بجميع فصولها

رواية تراث عشقي للكاتبة حنين محمد الفصل الثالث

صرخ صقر بغضب في أحدي الجواري سائلا:
- فين مولان ؟!
أرتجفت الجارية و اجابته سريعاً:
- في الحمام جلالتك
هدأ صقر نوعا ما و اتجه الي الحمام وكان سيدخل و لكن منعه ليث قائلا:
- رايح فين ؟!
أجابه صقر بشك بدأ يتسرب داخله:
- داخلها.

نظر له ليث بذهول:
- داخلها فين ! الحمام ؟!
سأله صقر بتعجب شديد:
- في أيه يا ليث مالك ؟!
حاول ليث السيطرة علي نفسه قائلا:
- ماليش بس ميصحش مش أكتر
تحدث صقر بغضب مفرط:
- بلا يصح بلا ميصحش دي جاريه مهياش اميره يعني
تحدث ليث سريعاً:
- طب أستني يا صقر، أنا هدخلها.

حاول صقر أبعاده من طريقه قائلا:
- ليث ده مش وقتك
لم يبرح ليث عن مكانه و تحدث:
- صقر بعد أذنك سبني أنا ادخل ليها.

نظر له بشك اكبر ثم صمت وهز رأسه بالموافقه ففتح ليث الباب و دخل وكان هناك العديد من الفتيات اللاتي يضعن قطة قماش قصيره علي اجسامهم و يتحممون ظل يبحث عن مولان بعينيه فلم يجدها نظر الي ساره التي أشارت له عليها، نظر لها كانت تجلس وحيده ووجهها غير مفهوم ذهب اليها و انحني وجلس امامها قائلا:
- قاعدة كده ليه ؟! أنا عارف ان الوضع جديد و صعب بالنسبالك.

نظرت مولان الي الارض بخوف و كسرة:
- أنا خايفة
مرر ليث يده علي خصلاتها بأبتسامة:
- متخافيش أنا معاكي
نظر الي سارة و تحدث اليها بحدة:
تلازميها زي خيالها و تفضلي معاها
نظر الي باقي الفتيات و أرتفعت نبرته أكثر قائلا:
واياك واحده منكم تقرب منها و لا تعمل فيها حاجه ولا تتخانق معاها فاهمين !

هز الجميع رؤوسهم و تحدثت سارة:
- تحت امرك يا سمو الامير
نظر مجدداً الي تلك الصغيرة قائلا:
- لبسيها هدومها و هاتيها علي بره بسرعة
هزت رأسها و تركهم ليث و خرج الي صقر الذي نظر له بتعجب و سأله:
- هي فين ؟!
تحدث ليث و هو يعلم أن ما يقوله سيغضب صقر بالتأكيد:
- أستني دقيقتين هي بتلبس و خارجة.

نظر له صقر بغضب شديد و قد أحمرت عينيه من شدة الغضب:
- هستني سيادتها كمان أنت بتحلم
كاد علي وشك الدخول و لكن وقف ليث أمامه من جديد قائلا:
- مولان خايفه و الوضع جديد عليها و كده هتخاف اكتر
صرخ به صقر:
- و أنا مش هستني جارية
امسكه ليث بقوة قائلا:
- صقر هما دقيقتين بس و هي تخرج.

وقف صقر و نظر له بحدة شديدة قائلا:
- أبعد من قدامي يا ليث حالاً
قبل ان يتفوه ليث بحرف خرجت مولان مع ساره و رأت صقر واحمرار وجهه و غضبه فدق قلبها خوفاً بسرعه، فأنقض عليها صقر و دفعها الي الحائط ورفع خنجره ووضعه علي رقبتها قائلا:
- فين أهيلا.

نظرت له مولان بدهشة، لا تعلم ما الذي حدث للتو، و أين هي أهيلا ؟! سيطر الخوف عليها و انعقد لسانها عن النطق و ظلت عينيها ترمش لعدة مرات بدون توقف، فصرخ بها سائلاً أياها من جديد، فأشارت الي ليث و هي تشعر بالوجع من أثر خنجره الذي جرح رقبتها قائله:
- هو قال، أنك حابسها.

ضغط أكثر علي رقبتها بخنجره لتبدأ في البكاء الصامت فصرخ هو بها:
- انتي هتسطعبني بقولك فين اهيلا هتهرب من غيرك يعني
أرتفع صوت بكاءها شيئاً فشئ قائله:
- معرفش هي فين و الله.

أبعد ليث صقر سريعاً عن مولان بعد أن رأي الدماء بدأت في التفرق علي رقبتها بعشوائية من طول الجرح قائلا:
- مولان مش هتكدب علاقتها بأهيلا مش كويسه لو هربت يبقي هتهرب من غيرها
صقر دفع مولان لاقرب سرير ثم خرج من الحرملك فتوجه ليث اليها و اجلسها علي الفراش فوجد رقبتها تنزف، فتحدث سريعاً الي سارة:
- روحي جيبي الطبيبة فوراً يا سارة.

ذهبت سارة بسرعه ثم خلع شاله و وضعه علي رقبتها محاولا ايقاف نزيفها وهي تبكي بين يديه فتحدث:
- اتطمني هتكوني كويسة
رفعت رأسها اليه و حضنته بقوه وازداد بكاؤها فنظر ليث حوله ووجد الجواري تنظرن اليه فلم يضمها و لكن في النهاية اشفق علي حالتها و ضمها بقوه و بدأ في محاولته لتهدأتها:
- هش أهدي مفيش داعي للعياط.

تحدثت من بين شهقاتها المرتفعة:
- معرفش و الله هي فين
ربت علي ظهرها بلطف قائلا:
- عارف، عارف
جاءت سارة ومعها الطبيبه التي عالجت الجرح بسرعه و طمأنت ليث الذي ذهب مع الطبيبه ثم جلست سارة بجانب مولان، فلم تهتم مولان و صمتت، واطلقت العنان لدموعها عانت كثيرا في بيت اهلها لانها بنت الجاريه حتي عندما خرجت من بيت اهلها وجاءت هنا مازالت تعاني و في كل الحالات هي تعاني بسبب اهيلا

ذهب صقر الي جلال سريعاً و أخبره بهروب أهيلا ثم أمره بإيجادها علي الفور فأنقلب القصر رأساً علي عقب للتفتيش عن أهيلا و كذلك خرج بعض الجنود ليبحثوا عنها خارج القصر، و بعد ساعة تقريباً دلف صقر الي جناحه بغضب من هروبها و كانت صدمته كبري عندما وجدها تجلس امامه علي فراشه تأكل من عنقود العنب فأقترب منها بهدوء مخيف:
- بتعملي أيه يا أهيلا ؟!

تحدثت وهي تأكل من العنب بلامبالاة شديدة قائله:
- خدها نصيحه مني علطول هتلاقي عدوك قريب مش بعيد و الاولي دايماً انك تدور عليه حواليك مش بعيد عنك
أمسك بذراعها بقوة قائلا:
- انتي وصلتي لهنا ازاي انتي عارفه اني كنت هقتل اختك بسببك.

نفضت يده بعيداً عنها قائله بنفس النبرة و هي ترفع كتفيها بعدم أهتمام:
- كنت أقتلها وأنا مالي
صقر اقترب منها وامسكها بقوه من ذراعها مرة أخري قائلا:
- أنتي جيتي هنا ازاي أنطقي
أبعدت يده عنها مرة أخري بهدوء و وقفت قائله:
- معقول يا صقر متعرفش بالمداخل و المخارج و الانفاق السريه الموجوده في قصرك شوف بقالك هنا عمرك كله ومتعرفهاش بص ازاي.

تحركت لزاويه في نهاية الجناح وبدأت تمشي خطواتها بترتيب معين الي ان وصلت الي مكان معين فذهبت وامسكت السكينه الموجوده في طبق الفواكه ثم ذهبت الي حيث توقفت وفتحت نفق سري كل هذا تحت مراقبه صقر المصدوم من انه عاش هنا طوال حياته ولم يعلم بهذا النفق، فشرحت له:
- النفق ده بيودي للمعتقل الا انا كنت فيه شوفت بقاا انا اقدر اعمل ايه.

سألها صقر بتعب و هدوء:
- أنتي عاوزة أيه يا اهيلا
أقتربت منه بابتسامتها السمجة ربما قائله:
- نتفق، هنعمل هدنه سوا وهنحدد شروطها سوا
هز رأسه بعدم أهتمام:
- أممم، قولي و أنا أحدد اوافق ولا لأ.

ضمت أهيلا يدها الي صدرها بتحدي قائله:
- مبدأيا جثه الملك كانتي و مريناد تترحل علي المانيا تتدفن هناك
أبتسم صقر بسخرية، فهي تظن أنها ستضغط عليه و تلبي جميع طلباتها ففاجئها برده:
- شرطي علشان اقبل شرطك انك تفضلي في قصري جاريه
نظرت له بكره شديد وحقد:
- انت حقير.

أمسكها بقوة من كتفها قائلا:
- قلة أدب مش بحب، أتكلمي بأحترام و متنسيش نفسك
أبعدته بقوة عنها قائله:
بس هترجع المانيا للملك يامن
نظر الي صندوق كبير و ذهب اليه و فتحه وأخذ منه رسالة يامن و أعطاها أليها قائلا:
- طب اقري الرساله دي يمكن تغير رأيك.

نظرت لها بعدم أهتمام:
- مفيش حاجة هتخليني اغير رأيي
تحدث صقر بأصرار شديد:
- اهيلا بلاش تخليني اوافق و تندمي بعد كده طالما هنعمل هدنه يبقي هننفذها بدون غدر اقرأي الرساله دي من عمك الملك يامن.

اخذت اهيلا الرساله وفتحتها وقرأتها و تصاعد الدم الي رأسها و ظهر الغضب الشديد علي وجهها وواضح ان الرساله ليست مزورة قطعت الرساله ونظرت الي صقر بهدوء:
- أنت مش هترجعله ألمانيا
أبتسم صقر بخبث قائلا:
- بس ده كان شرطك
أبتسمت هي الاخري بذكاء:
- بس انت مش هتقدر ترجعهاله لانه خان اخوه وولاد اخوه ومش واحد زي ده هتأمنله بحكم المانيا.

أبدي اعجابه بذكائها و سرعة بديهتها في داخله، ثم تحدث عن شرطه التالي:
- هتعرفيني كل المداخل و المخارج الا في القصر
- هتخليني اتدخل في شئون الحكم وتاخد رأيي في كل حاجه
سألها بتعجب:
- أشمعني
أجابته ببساطة:
- انا حرة
سألها من جديد بشك:
- و لو رفضت هتعملي أيه ؟! مبقاش عندك حد يسندك.

أبتسمت من جديد و هي تحاول ألا تبكي امامه أبداً:
- بس انا متأكده انك هتوافق لاني ذكيه كفايه اني اعمل حاجات كتير
فكر صقر قليلاً ثم تحدث:
- فعلا أنتي ذكية، بس أنا مش موافق
تحدثت أهيلا بقوة عظيمة أكتسبتها من والدها:
- يبقي مفيش هدنه ومش معني ان محدش معايا اني مش هعرف اعمل حاجه انا اقدر اعمل كتير اوي
أبتسم صقر قائلا:
- كده يبقي اتفقنا.

نادي صقر علي احد الحراس الذي جاء بسرعه وحياه، فأمره صقر:
- أبعت للكاتب ييجي حالاً
ذهب الحارس و بعد دقائق جاء و معه الكاتب الذي بدأ في كتابه المعاهدة رغم استغرابه الشديد من شروطها، ثم تحدث صقر بتهديد:
- أي حد يعرف بالمعاهدة دي، رقبتك هتكون التمن
هز الكاتب رأسه بخوف:
- حاضر جلالتك
خرج الكاتب ثم اقترب صقر من اهيلا:
- دلوقتي تقدري تروحي تشوفي شغلك
أنحنت بسخرية يتخللها بعض الاحترام المزيف قائله:
- امرك.

تركته و ذهبت الي الحرملك ثم ذهب صقر الي جلال و امره بنبرة غير قابلة للنقاش:
- جثه الملك كانتي و الملكه مريناد تترحل علي المانيا و تدفن هناك و المناديين ينادوا في الشوارع و يعلنوا نبأ وفاه الملكه موناي وان الملك هيتجوز قريب جد
هز جلال رأسه قائلا:
- أمر جلالتك، الامير شاكتي امير أسبانيا وصل و طالب يشوف جلالتك.

هز صقر رأسه بتعجب قائلا:
- تمام انا منتظره في قاعه الاجتماعات
أنحني جلال من جديد قائلا:
- تمام جلالتك
ذهب صقر الي غرفة الاجتماعات وعقله مشغول من كثرة ما يتعرض له من مشاكل و ضغوطات، و لكن ماذا يريد أمير أسبانيا منه الان !

دقائق و دلف الامير شاكتي بثقة عالية رأسه مرفوعاً في شموخ و حوله الكثير من الخدم الذين يحملون الكثير من الهدايا، وقف شاكتي أمام صقر و أنحني فتحدث صقر قائلا:
- أتفضل أقعد يا سمو الأمير
جلس شاكتي امامه و تحدث:
- أنا سعيد جدا بموافقة جلالتك انك تقابلني انا الامير شاكتي أمير أسبانيا.

أبتسم صقر أبتسامة صفراء فمنذ دلوفه وهو يشك به، أليس من الممكن أن يكون تؤام أهيلا ! و لكن الملك يامن أخبره أنه تخلص منه ! و لكن هذه الشبه غير طبيعي !حسنا فلنري ماذا يريد أولاً !
تحدث صقر بغرور قائلا:
- أتمني يكون غرض المقابلة بالأهمية اللي أنا وافقت بيها
هز شاكتي رأسه بالايجاب و تحدث:
- أنا جاي أعرض الجواز علي الاميرة رقية
تفاجأ صقر كثيراً من طلبه !

لا بل صدم و لكنه تمالك نفسه سريعاً و تحدث:
- الموضوع ده مش أنا اللي باخد فيه القرار، هعرض علي الاميرة رقية طلبك والقرار في الاول و الاخر ليها، و انت هتقيم في القصر أسبوع و بعدين هبلغك بقرارها
أبتسم شاكتي بإتساع، فسأله صقر:
- بس محتاج أعرف سبب طلبك ؟

أبتسم شاكتي بمكر متحدثاً:
- وصلتلي أخبار أن الاميرة رقية أرملة و أنها لسه صغيرة، و بما أن فيه معاهدة قديمة بين والدي ووالدك أنا حبيت أوتطد العلاقات أكتر بجوازي من الأميرة رقية
حرك صقر رأسه بتفاهم ثم وقف قائلا:
- الحراس هيوصلوك لجناحك يا سمو الامير.

وقف شاكتي سريعاً و أنحني لصقر الذي تركه و ذهب، فذهب شاكتي مع الحراس الي الجناح الخاص به و لكن وجد مولان تسير برفقة أحدهم، نظرت له بصدمة فنظر لها و رمش بعينيه عدة مرات ليطمئنها ثم توجه الي جناحه
في الجهة الاخري قابل صقر رقية و أوقفها قائلا:
- رقية
أبتسمت له رقية قائله:
- نعم جلالتك.

نظر الي الامير شاكتي الذي يسير مع الحراس قائلا:
- ده الامير شاكتي أمير أسبانيا جاي و عارض الجواز عليكي
نظرت رقية الي شاكتي و كادت ان تتحدث فأكمل صقر حديثه:
- هيفضل هنا أسبوع يا رقية تكوني أخدتي قرارك حطي الماضي وراضهرك و كملي لقدام انتي مش هتفضلي عايشة كده طول عمرك ولا انا هسمحلك بكده ابدا
نظرت رقية الي الارض باحترام:
- تحت أمر جلالتك.

حرك صقر رأسه ثم وجد ليث يقترب منه و خلفه تلك الطفلة الصغيرة التي تدعي مولان، سأل ليث وهو ينظر الي شاكتي:
- مين ده جلالتك ؟!
اجابه صقر:
- ده الامير شاكتي امير اسبانيا جاي يعرض الجواز علي الاميرة رقية
هز ليث كتفيه بلا مبالاة و نظر الي رقية قائلا:
- و من أمتي رقية بتوافق علي اي امير ؟ عن أذن جلالتك.

تركهم ليث و ذهب و خلفه تسير مولان كالعادة، و كذلك ترك صقر رقية و ذهب الي جناح الملكة صوفيا، و بمجرد دخوله نظرت اليه قائله:
- عندك أخبار، و من وشك باين انها حلوه
جلس صقر بجانبها و تحدث:
- مش حلوه اوي يعني، الامير شاكتي امير اسبانيا طلب يتجوز رقية و انا اديتلهم مهلة أسبوع
تعجبت صوفيا و سألته:
- طب ما دي اخبار كويسة ايه المشكلة ؟!

تنهد صقر ثم اجابها:
- المشكلة اني شاكك انه أخو أهيلا أبن الملك كانتي، الشبه ما بينهم كبير جدا
ازداد تعجب صوفيا فسألت مرة أخري:
- هو مش الملك يامن قتله ورمي جثته في الوادي ؟! يعني مستحيل يكون عايش ؟
هز صقر رأسه بالايجاب:
- علشان كده انا شاكك بس عادي الشك هيروح مع الوقت
هزت صوفيا رأسها بتفهم، فوقف صقر قائلا:
- عن أذنك انا همشي
هزت صوفيا رأسها بالموافقة:
- أتفضل
ذهب صقر الي جناحه ليستريح قليلاً من كل ما حدث

في جهة اخري دخل ليث الي جناحه مع مولان، و مد يده فأزال الشال عن رقبتها ووضع يده علي جرها الذي تسبب به صقر قائلا:
- بيوجعك ؟!
أرتجفت مولان من لمساته و تحدثت بتلعثم:
- شوية، مش كتير
أبتسم من تأثيره عليها الذي يجعله يزداد غروراً، أقترب هو من فراشه و جلس عليه قائلا:
- عاوز أكل فواكه
هزت رأسها بايجاب:
- أمرك.

أتجهت الي طبق الفواكه الموجود علي تلك الطاولة الصغيرة التي تتوسط هذه الغرفة الضخمة، حملته و عادت الي ليث من جديد ليجذبها اليه و يجلسها علي الفراش، ثم وضع رأسه علي قدمها و نظر في عينيها فأزاحت نظرها سريعاً الي الارض فحرك رأسه لتنظر له من جديد قائلا:
- أكليني و خلي عينك في عيني كده.

رمشت عدة مرات من خجلها و قربت قطعة تفاح منه فتناولها هو و قضم يدها بخفة لتبتسم بخجل و تتمني ان تبعد عينيها عن خاصته ماذا يريد منها بحق الجحيم ! الا يعرف ان كل تلك البراءه و الانوثة و الطفولة تخجل من كونها معه ! فكيف الحال وهي تنظر في عينيه وهو يداعبها بتلك الطريقة ! تتمني ان ينتهي الوقت سريعاً حتي تبعد عينيها عن خاصته، ولكن في نفس الوقت تتمني ان لا يمر الوقت ابدا تتمني لو يظل هكذا طوال العمر .. متناقضة هي صحيح ؟! و لكن هذا هو سحر الحب ..

أخرجها ليث من شرودها سائلاً إياها:
- هو أنا مستهتر
نظرت له بتعجب و فضلت الصمت فأكمل حديثه هو:
عارف انك مستغربة معاملتي و عارف انك مستغربة سؤالي لإني امير و بسأل انا مستهترة ولا لا ؟! بس انا عاوز اجابة منك لاني متأكد انك مش بتكدبي و هتقوليلي الحقيقة.

أبعدت نظرها عن عينيه و كادت ان تجيبه فأمسك بوجهها و نظر في عينيها بقوة قائلا:
- عينك متتحركش خالص يا مولان
هزت رأسها بالموافقة و اجابته باختصار شديد و بحروف متلعثمة تخرج بصعوبة بالغة:
- انا معرفكش كويس علشان أحكم عليك
أبتسم ليث قائلا:
- انا وزير المملكة يا مولان يعني المفروض اكون مستشار صقر الاول و في ظهره علطول.

تعجبت و تحول تعجبها الي صدمة، ماذا ؟! أي وزير هذا ؟! انه زير نساء فقط ! كيف له ان يكون وزير !
تحدثت مولان قائله:
- وزير أيه ؟! وزير وسموك متعرفش حاجة اصلا عن المملكة و طول الوقت في الجناح ده مع جارية
نظر لها بسخرية قائلا:
- مستهتر صح ؟!
هزت رأسها بالايجاب:
- أيوه
نظر في عينيها بقوة و أبتسم قائلا:
- انتي مش خايفة أعاقبك علشان بتقولي علي وزير المملكة و اميرها مستهتر.

فتحت مقلتيها بقوة، صدمت ! ألم يسألها هو ؟! ألم تكن عليها أن تجيبه بصراحة ؟! أم سوف تكذب فقط لترضي غروره أمام نفسه و أمامها كجارية ! ستبكي حتماً، سيعاقبها لأنها نطقت بما لم يعجبه !
لاحظ هو تلك الدموع التي تجمعت في مقلتيها فتحدث سريعاً قائلا:
- مش هعمل حاجة متخافيش انا بهزر معاكي، متعيطيش.

هزت رأسها بموافقة و ظلت علي صمتها، تتمني ان تحتضنه الان !لا تعلم لماذا ولكن هذه رغبتها و بشده !
أعتدل هو و جلس بجانبها و هو ينظر الي الارض، و تحدث مقترحاً:
- اخلي صقر يعيين وزير غيري
حسناً مولان أحتضنيه الان هو يحتاج الي ضمة قوية منك و انت تحتاجين الي ضمة منها ...
حاصرته مولان من ظهره و أحتضنته بقوة قائله:
- ليه وزير تاني و انت موجود دي مملكتك و دول شعبك بردوا انت اولي من اي حد في الدنيا دي كلها بحكمها
تحدث ليث من جديد و يبدو ان الحزن سيطر عليه:
- بس انا مش كفؤ في المنصب ده.

بحق الجحيم مولان ماذا تريدين أهدأي ماذا حدث لكِ ! أردتِ احتضانه و فعلتِ و الان تريدين قبلة صغيرة علي خده ! حسنا ستهدأه بها فقط،هل تكذبين علي نفسك ام ماذا ! اين الخجل ! ام انه تركك الان و تملكت منكِ الجرأة! و ما المشكلة بقبلة صغيرة لن تضر بل ستنفعه ! ستهدأه، حسناً تفعلها ..
أقتربت من خده و هي تحتضنه من الخلف و طبعت قبلة صغيرة عليه قائله:
- لو انت قررت تكون الوزير و تشيل المسئولية هتعمل كده، سموك كفؤ بس بمزاجك.

أعتدل ليث و نظر لها بابتسامة قائلا:
- انتي بالك رايق اوي النهاردة ولا انا غلطان ايه الجرأة اللي نزلت عليكي دي
تحدثت ببراءة أطفال شديدة قائله:
- بهديك ! مش أنت هديت بالحضن و البوسة ؟ بهديك و الله
تعالت ضحكاته و سحبها بين ذراعيه قائلا:
- واضح ان صدمة الدبح اللي كنتي هتدبحيه النهاردة مأثرة شوية
تعالت ضحكاتها هي الاخري في خجل، ماذا خجل ؟!هل عاد الخجل الان ؟! مولان أنتِ مجنونة ...

أكمل ليث حديثه:
- ضحكتك حلوه اوي احسن من التكشيرة، بصراحة أنتي كلك حلوه
أبتسمت بخجل من جديد و لكن كلماتها لا توحي بأي ذرة خجل:
- طب مش تستغل الوضع أحسن
أبتسم ليث ببلاهة، حاول فهم تلك الطفلة المتجسدة بجسد متفجر الانوثة، هل هي خجلة ام جريئة ماذا يحدث معها !

تحدث ليث و هو يمرر يده علي خصلاتها التي يعشقها قائلا:
- أنا شايف أن كلامي معاكي أحسن أستغلال، بس وحشتيني بردوا
أقترب ليضع قبلة عميقة علي خدها الذي انفجرت منه الحمرة، أرتجفت علي أثر تلك القبلة الصغيرة، و وضعت عيناها مجددا علي الارض، فرفع هو فكها و تحدث بحدة ممزوجة بحنان، فيبدو انها ليست مولان فقط من فقدت عقلها، تحدث هو:
- عينك متتشالش من عيني أبداً أبداً.

هزت رأسها بالموافقة فأقترب ووضع قبلة أخري علي خدها الاخر فتحدثت هي بتلعثم قائله:
- ممكن اقولك علي حاجة ؟!
أبتعد عنها قائلا:
- قولي
أبتسمت بخجل، لا تعرف كيف تقول تلك الكلمات وهي تنظر في عينيها التي توترها بشدة و لكن حسمت أمرها ستخبره ...
تحدث مولان بحب قائله:
- انا بحبك أوي، أنت كويس أوي غير صقر.

أبتسم ليث و تحدث بمشاكسة قائلا:
- يعني هو صقر وحش يعني ؟!
تحدثت بسرعة شديدة:
- لالالالا خالص و الله هو كويس جدا و بيحبك اوي
أحاط وجهها بيده و أقترب أكثر منها ونظره موجه الي شفتيها الصغيرة التي تثيره بشده قائلا:
- أنتي بتتكلمي كتير ليه ؟!

أزداد خجلها الضعف عندما علمت بنواياه فأجابته:
- لأن سموك سايبني أتكلم
أبتسم من اجابتها و نظر في عينيها قائلا:
- غلطة و مش هتتكرر
و سحب شفتيها في قبلة طويلة مليئه بالشغف و الاشتياق و اللهفة، و سحب معها روحها و انفاسها، كيف يؤثر عليها بتلك الطريقة ... وقح .. مستهتر ... مجنون .. و لكن ما ذنبها فهي قد أحبته و انتهي الامر...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة