قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية تذكرة طيران للكاتبة رضوى خالد الفصل العشرون

رواية تذكرة طيران للكاتبة رضوى خالد الفصل العشرون

رواية تذكرة طيران للكاتبة رضوى خالد الفصل العشرون

وعلى صعيدًا آخر لم يكن حال عمار أفضل كثيرا منها فبعد أن رجع إلى مصر ومعه ابنته نور ذهب للعيش مع والدته لكي يراعاها وتراعي هي ابنته نور ولكن أمه امرأة كبيرة في السن ويصعب عليها الاهتمام بها فطلبت منه الزواج مرة أخرى ولكنه تعلل بأنه لم يجد الزوجة المناسبة ولكن حقيقة الأمر أن قلبه أصبح متعلقًا بريهام ولم يعي بهذا إلا بعد فوات الآوان ولكن لابد له من الزواج فكيف سيستمر هذا الوضع وهو مشغول بعمله وابنته بحاجة لمن يراعاها وذات يوم في المساء ارتفعت حرارة ابنته نور فنادت نادية أمه: عمار نور تعبانة أوى وحرارتها عالية أنزل نادي الدكتورة سارة من تحت تيجي تشوفها بسرعة.

عمار: سارة هي هنا هي مش متجوزة يا ماما.
نادية: ما أنت من زمان مش عارف حاجة عن جيرانا وقرايبنا ومموت نفسك في الشغل وبتيجي على النوم بس سارة اتطلقت بقالها ٤ شهور هنا عند أبوها ومعاها بنتها يارا انزل ناديها بقي.
عمار: حاضر.
ونزل مسرعًا قلقًا على ابنته ودق جرس باب الشقة التي أسفل منهم والتي تسكنها سارة وعائلتها وفتح له والدها.
والدها: خير يا عمار يا ابني في حاجة؟

عمار: أنا أسف يا عمي، إنى جاي في وقت متأخر زي ده بس نور بنتي تعبانة أوي ممكن بعد اذنك سارة تيجي تكشف عليها تشوف مالها.
والدها: طبعًا يا ابني ده الجيران لبعضها وأنا كمان جاي معها اتطمن على نور الأمورة ثواني وهنطلع وراك.
عمار: متشكر أوى يا عمي.
والدها: لا شكر على واجب.
سارة: نور كويسة الحمد لله ما فيش حاجة تقلق هي بس بتسنن عشان كده حرارتها ارتفعت هاتلها الدوا ده وهتبقي كويسة.

عمار: بجد يا دكتورة سارة يعني نور سليمة.

سارة: وهي تنظر له مبتسمة وفرحتها لرؤية عمار تفضحها عيونها: بجد ما فيش حاجة اطمن بس تأخذ الدوا في مواعيده يومين وحرارتها هتنزل.
عمار: حاضر وألف شكر يا دكتورة تعبناكي معانا.
سارة: لا تعب ولا حاجة دي نور العسولة دي غالية علينا أوى.
ثم انصرفت مسرعة خوفا من أن يفتضح أمرها أكثر من ذلك.

دخل عمار غرفته لكي ينام وأخذ يتذكر أشياء من الماضي الذي شاهده في عيون سارة وهي تعتقد أنه خفي عنه وتذكر كيف كانا مترابطين فوالدة سارة رحمها الله كانت صديقة والدته المقربة والزيارات بينهما تكاد تكون يومية وسارة كانت تصغره بأربع أعوام وكان يعتبرها أخته الصغرى وعندما كان طالبا في الهندسة وهى في الثانوية العامة كان يذاكر لها مادة الرياضيات التي كانت تكرهها ولكن أجبتها من حبها له..

وهي فتاة جميلة وذكية ومجتهدة وكان حلمها أن تصبح طبيبة أطفال من شدة حبها للأطفال فرغم أنها كبرت إلا أنها تحمل بداخلها طفلة فهي الابنة الوحيدة والمدللة لوالديها ودخلت كلية الطب وظلت تتحدث مع عمار كعادتهم كلما حدثت زيارات بينهم ولكن يوم خطبته على نور لم تحضر وأدعت أنها مريضة وكانت تتحاشي الكلام معه وعندما كان يجلس في شرفة غرفته سمعها تتحدث في التليفون مع صديقتها وهي تبكي وتقول: خلاص حلم حياتي وحب عمري ضاع النهاردة كان خطوبة عمار وكتب كتابه كمان لا وكان عايزنى أحضر عمره ما حس بيا ولا بحبي ليه، ليه عمره ما فكر فيا، ليه ماليش نصيب أفرح، اندهش مما سمعه ولكن علل هذا بأنه حب مراهقة وستنساه ذات يوم وتناسي هذا الامر.

ولما عاد من سفره سأل والدته عليها وقالت له أنها انهت دراستها وتزوجت بطبيب تجميل يعمل معها في نفس المستشفى قبل عودته بشهور قليلة. وبعد أيام وأمه تتحدث معه.
نادية: أيه رأيك في سارة يا عمار.
عمار: من ناحية ايه؟
نادية: محترمة وطيبة وبنت ناس وعارفينها كويسة وظروفها مناسبة ليك جدًا دي كل يوم تسأل على نور وتيجي تطمن عليها بنفسها وبنتك نور اتعلقت بيها أوى.

عمار: أنت كنت بفكر في كده برضو خلاص أنا بكره هاكلم أبوها وأحدد معاه معاد عشان نخطبها.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة