قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية تذكرة طيران للكاتبة رضوى خالد الفصل السابع

رواية تذكرة طيران للكاتبة رضوى خالد الفصل السابع

رواية تذكرة طيران للكاتبة رضوى خالد الفصل السابع

وفي صباح اليوم التالي تذهب صباح والدة ريهام توقظها لكى تذهب لعملها لكنها تجد ريهام مستيقظة بالفعل وشاردة.
صباح: يعني صاحية من بدري يا ريهام، طب ما لبستيش ليه؟
ريهام: بحزن هأقوم أهوه يا ماما.
صباح: لسه يا بنتي بتفكري في اللي فات عيشى حياتك يا بنتي وأنسي الماضي ده واحد مايستاهلش بقالك سنين على الحال ده وأنا قلبي بيتقطع شيفاكي بتدبلى قدامي.

ريهام: عارفة يا ماما بس مش قادرة أصدق ليه الناس بقت كده خلاني مابقتش أثق فى اى حد ولا أفكر في الارتباط نهائى.

صباح: يا بنتي الحياة مليانة ناس بمختلف الاطباع وأنتي صغيرة ولسه ياما هتقابلي مش من أول موقف صعب يعدي علينا نضعف لا لازم نكمل واعتبري أن ده درس ليكي عشان تعرفي تميزي الكويس من الوحش وأنا من الأول ماكنتش مرتحاله بس قولت لازم أنتي اللي تكتشفي ده أو أنا أطلع غلطانة وأحمدي ربنا أن كل حاجة بانت وأنتي لسه عل البر ويالا قومي صلى على أما أجهز الفطار وألبسي بسرعة عشان ما تتأخريش على الشغل.

ريهام: بابتسامة حاضر يا ماما وباست إيديها ذهبت ريهام لعملها مبكرا وبدأت بكل حماس تنجز عملها وبعد قليل وصل عمار إلى الشركة وجد ريهام جالسة على مكتبها فألقي عليها التحية.
عمار: صباح الخير.
ريهام: صباح الخير، يا عمار بيه.
عمار: أنا لا بيه ولا أبويا الله يرحمه كان بيه أنا بدأت من الصفر أنا البشمهندس عمار، وهاتلي القهوة بتاعتي بسرعة عشان أركز.
ريهام: حاضر يابشمهندس.

ثم انصرف عمار فتمتمت ريهام بصوت منخفض صحيح هو وسيم بس دمه تقيل أوى أيه ده.

بعد قليل دخلت ريهام بالقهوة وضعتها على مكتبه ثم انصرفت بينما كان عمار يكمل رسوماته الهندسية فنظر لها مليا دون أن تلاحظ ذلك هي بالفعل تشبه نور بل هي نسخة أخرى منها ولكن شكلًا فقط فهي هادئة ودائمًا يبدو على ملامحها الحزن وذات نظرة تنم عن ألم دفين في قلبها فهي تشبه عمار في ذلك الحزن وليست نور المرحة ذات العيون الضاحكة التي بمجرد رؤيتها تنطلق أسارير عمار التي لم تنطلق أبدًا لريهام، مضي بعض الوقت ثم حضر محمد وبيده الملف الخاص بريهام الذي يحمل ادق التفاصيل عنها.

محمد: ممكن أعرف بقي هتعمل بيه أيه وعايز تعرف عنها كل حاجة ليه؟
عمار: مالكش فيه عشان أنا نفسي مش عارف بس هو فضول مش أكتر.
محمد: طيب أنا هاعمل نفسي مصدقك بس افتكر أن دي ريهام مش نور يا عمار ثم انصرف.

فتح عمار الملف وعرف عنوان بيتها واسمها بالكامل وكل شيء عنها وعن عائلتها وحياتها الشخصية فوالدها متوفى وهي لم تكمل العاشرة من عمرها وكان يعمل موظفًا حكوميا ووالدتها ربة منزل وتولي مسؤليتهم أخوها الأكبر تامر الذي كان في المرحلة الثانوية وقتها وعندما تخرجت ريهام من الجامعة عملت سكرتارية بشركة كبرى وتم خطبتها لمحاسب زميلها يدعى مصطفى ثم سافر بعد أن استطاع أخوها تامر الحصول على عقد له بنفس الشركة التي يعمل بها في الخارج فهو محاسب أيضًا وذلك بعد إلحاح من ريهام لكي يستطيع مصطفى تأمين عش الزوجية لهما..

ولكن بعد فترة قصيرة من سفره انفصل عنها لكي يتزوج بسيدة أعمال ارملة وشابه لكن أكبر منه ببضع سنوات فتعرف عليها بحكم عمله لديها فهي لها نصيب كبير وأسهم في هذه الشركة التي يعمل بها وثريه للغاية فلها أكثر من شركة كلها أو بالمساهمة، فعلم عمار سبب حزنها ولم يصدق أن تصل بشخص الندالة لهذه الدرجة وأحس بالفعل أن ريهام تشبه إلى حد كبير في هدوئها وحزنها فهما يشتركان في نفس الوجع الكامن فى قلبيهما بسبب شعورهم باليتم منذ طفولتهما وجراح قلبيهما مما زاد انجذابه لها.

تمر الأيام والكل يعمل بجد حتى لا تنهار هذه الشركة الوليدة وسط صراع الجبابرة حتى أنه في بعض الأيام يبيت عمار في مكتبه يعمل وبصفة عامة يستمر العمل حتى ساعات متأخرة من النهار الذي يقضيه بين أعمال المكتب ورسوماته الهندسية وبين المواقع العديدة للشركة التي يعمل على انشاءها.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة