قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية تذكرة طيران للكاتبة رضوى خالد الفصل الثامن

رواية تذكرة طيران للكاتبة رضوى خالد الفصل الثامن

رواية تذكرة طيران للكاتبة رضوى خالد الفصل الثامن

وبعد مضي أكثر من أربعة أشهر في أحد الليالي الشتوية في تمام الساعة السابعة مساء حيث البرد القارص والسماء الممطرة وصوت الرعد يملأ الأرجاء خرج عمار من مكتبه بعد أن أنهى عمله فتفاجأ بوجود ريهام على مكتبها ما زالت تعمل.
عمار: أيه اللي مقعدك هنا لحد دلوقي مش هتروحي بقي.
ريهام: لسه ماخلصتش يا بشمهندس ما شاء الله الشغل زاد في فترة قليلة وشغلي زاد ولازم أخلص كل حاجة عشان اجتماع بكرة.

عمار مبتسمًا: أنتي حقيقي هدية من السما شاطرة في شغلك ومخلصة وشايلة شغل كتير أوى فوق طاقتك أنا هاخلي اللي في العلاقات العامة يشيلوا معاكي شوية وكفاية كده النهاردة وتعالى بكرة كملي ويالا عشان أوصلك البيت.
اضطربت ريهام وشعرت بالخجل وقالت: مش عايزه اتعبك أنا هأخد تاكسي.
عمار بلهجة آمره: تعالى أوصلك الوقت اتأخر أوى، والجو برد ومطر ورعد مش هتلاقي تاكسي ولا مواصلات يالا وبلاش غلبة.

فاتبعته ريهام ووجهها محمر من الغضب بسبب حدته معها وركبت بجواره السيارة لم تكن قريبة منه لهذه الدرجة من قبل تشعر بسعادة في قرارة نفسها لا تعلم مصدرها ولكنها تشعر بضيق في الوقت ذاته لتعامله الجاف معها.
شعر عمار بذلك فتحدث محاولًا تلطيف الأجواء، أنا ما اقصدش أضايقك يا ريهام ما تزعليش بس أنا بجد خايف عليكي وحاسس أنك مسؤلة مني.

ريهام بابتسامة: حصل خير يا بشمهندس وأنا مش زعلانة ومقدرة خوفك عليا بس ممكن تنزلني بعيد عن بيتنا بشوية يعني أكيد حضرتك فاهمني وأطرقت بخجل لم يجيب عمار فكان شاردًا ولكنه ينظر إليها نظرات خاطفه بين الحين والآخر وعينيه تحمل الكثير من الكلام.

أما ريهام فشعرت بسعادة من حديثه معها ولأول مرة يناديها باسمها وكأنها أول مرة تسمعه أول مرة تشعر بجمال اسمها عندما نطقه عمار لماذا هذا الشعور يا ترى هل أنا أحبه لالالا، حاولت طرد هذه الأفكار من رأسها فأنا فقط معجبة به وبشخصيته وهو ليس ألا منتن لى على عملي فالرجال كلهم بنظرها مخادعون ويستغلون النساء أسوء استغلال وليس من المعقول أن تثق بهم مرة أخرى لم تنتبه ريهام إلا وهي أمام بيتها.

فقال عمار: يالا يا ريهام عشان ننزل أن لازم اسلمك لوالدتك بنفسى ترجلت ريهام من السيارة في ذهول ولم تنطق بكلمة، طرق عمار الباب عدة طرقات فسمع صوت صباح والدتها تقول ما بتفتحيش بالمفتاح ليه يا ريهام وعندما فتحت اندهشت من وجود عمار أمامها برفقة ريهام.
صباح: خير يا ابني في حاجة مين ده يا ريهام؟
عمار: مش هتقوليلي اتفضل يا خالتي؟ صباح: اتفضلوا تشرب أيه يا ابني؟

عمار: هنشرب أن شاء الله المرة الجاية بأذن الله أنا بس عايز حضرتك في كلمتين مهمين أقول وأمشي على طول عشان الوقت اتأخر وما يصحش أقعد
صباح: عداك العيب يا ابني خير.

عمار: أنا البشمهندس عمار صاحب الشركة اللي ريهام بتشتغل فيها معايا وريهام نسيت نفسها في الشغل والوقت اتأخر والجو ذي ما حضرتك شايفة وكان لازم أوصلها ده أولًا، ثانيا: أنا معجب ببنت حضرتك وبأطلب أيدها منك على سنة الله ورسوله فشهقت ريهام واتسعت حدقتا عيناها الخضروتان من أثر المفاجأة.

فأكمل عمار حديثه: أهو زي ما حضرتك شايفة أنها متفاجأة لأني عمري مالمحتلها ولا حاولت أبين ولا أتكلم في أي حاجة برة الشغل وده يأكدلك سلامة نيتي وطبعًا أنا عارف أنا دي مش طريقة بس أنا حبيت أقولها الكلام ده قدام حضرتك عشان أنا ماليش في اللف والدوران وعايز كل حاجة تبقي واضحة وده الكارت بتاعي فيه اسمي وتليفوني وعنواني عشان تسألي عليا براحتك وتأخدي رأي أخوها وأهلها ولما ريهام تأخذ وقتها وتفكر وإذا أن شاء الله وافقتوا أنا هاجيب والدتي وأخويا ونحدد معاد عشان تبقي كل حاجة رسمي وإذا كان لينا نصيب فده شيء يشرفني وهأكون أسعد واحد في الدنيا وربنا يقدرنى وأسعدها.

صباح: يا ابني أنا ما أقدرش أخد قرار لوحدي أديني فرصة أشور أخوها الكبير وأعمامها.

عمار: زي ما تحبي يا خالتي خدي وقتك، ثم نظر لريهام التي كانت فاتحة فمها وعينيها متسعتين في ذهول فضحك ضحكة بسيطة على منظرها هذا ثم قال: معاكي أجازة يومين يا ريهام تكوني فوقتى من الحالة اللى أنتي فيها دي وفكرتي كويس عشان متحسيش أن في ضغط عليكي والاجتماع هيتأجل ما ينفعش يتعمل من غيرك وياريت لما ترجعي من الاجازة تكوني فكرتي وقررتي.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة