قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية تذكرة طيران للكاتبة رضوى خالد الفصل التاسع

رواية تذكرة طيران للكاتبة رضوى خالد الفصل التاسع

رواية تذكرة طيران للكاتبة رضوى خالد الفصل التاسع

استأذن عمار ثم انصرف أما ريهام فدخلت غرفتها وما زالت غير مصدقة لما حدث وفجأة وصلتها رسالة من عمار فتحتها: يا ترى لسه فاتحة بوقك ومبرقة عينيكي، فضحكت ريهام لأنها كانت مازالت على تلك الحالة ولم تنبيه ثم أكملت قراءة: قبل ما تأخذي أي قرار وأنتي بتفكري حطي في دماغك الكلام اللي هاقولك ده وهو أني بحبك من أول يوم شوفتك فيه وأنا بتمني تكوني مراتي لآخر العمر بس ما كنتش عارف أعبر لك عن اللي جوايا ناحيتك ولا أوصلك شعوري ده وأوعدك هتلاقني أمانك ومش هتلاقي مني غير كل خير وهتكون ملكتى ونور عيني وحياتي كلها بس ياريت تعرفيني شعورك من ناحيتي عشان مش عايز أبني آمال وأحلام في الفاضي.

تنهدت ريهام ثم سرحت في أفكارها واتكأت على سريرها لعلها ترتاح وتستوعب المفاجأة وعلى شفتيها ابتسامة رقيقة وشعور بالسعادة داخلها وأفكارها تصارعها، لما أنا سعيدة؟ هل أنا حقًا أحبه؟ ولكنها انتبهت لدخول والدتها عليها فهي لم تغلق الباب.
ريهام: تعالى يا ماما يا حبيبتي أحنا لازم نتكلم.
صباح: كويس إنك عارفة يا ست هانم وتفسريلي اللي حصل ده أنتي كنتي بتشتغلي يا بنت بطني ولا كنتي بتعلقي المدير بتاعك.

ريهام: بضيق أيه يا ماما الكلام ده؟ طب والله العظيم أنا اتفجئت زي زيك بالظبط والله ما كان في أي كلام بينا ولا أي حاجة غير في الشغل وبس عمري ما رفعت عيني فيه ولا رفع عينه فيا أنا تربيتك يا ماما وأنتي عارفاني كويس بس النهاردة الجو كان وحش والطريق مقطوع واتأخرت وصمم يوصلني لأول مرة قولتله نزلني بعيد عن البيت مارضيش ماكنتش عارفة أنه ناوي يتقدملي ولا عندي أي فكرة عن شعوره ناحيتي.

تنهدت صباح بارتياح ثم قالت: طيب وأنتي رأيك ايه موافقة تتجوزيه؟
ريهام: مش عارفة يا ماما.

صباح: شكلك حبتيه يا ريهام وأنا آخر من يعلم أو على الأقل معجبة بيه بقالك سنتين من ساعة ما خطوبتك الاولى اتفسخت وأنتي أي عريس يجيلك تتعصبى وترفضي من غير حتى ما تسمعى أي حاجة طب اشمعني ده يا ريهام؟

ريهام: ماما البشمهندس عمار مليون واحدة تتمناه وأحسن منى ألف مرة كمان لأنه شاب عصامي بنى نفسه بنفسه وبدأ من الصفر كان مسافر ولسه راجع فاتح الشركة دي وعلى خلق ومتدين مش بتاع بنات ولا حتى سيجارة بيشرب وما بيفوتش فرض حياته كلها شغل وبس راجل بجد يشرف.

صباح: مادام كده يبقي أروح أكلم أخوكي وأعمامك في البلد يسألوا عليه ونحدد معاد وكويس أن أخوكي كده كده نازل أجازة أول الأسبوع الجاي وربنا يتمملك على خير، شكله أبن حلال وهيصونك أنا ارتحتله أوى أول ما شوفته ربنا يسعدك يا بنتي.
ريهام: يا رب ماما ثم قبلتها ونامت.

مر اليومان سريعًا وعمار يشعر بتوتر بالغ لماذا لم تتصل عليه ريهام وتخبره بقرارها هل رفضته لأنها تحب شخص آخر أم ماذا حدث ولكن ما قطع حبل أفكاره تلك هو وصوله إلى مكتبه في اليوم الثالث ولكن قد سبقته ريهام ورحبت به بابتسامة دون النطق بكلمة فقال لها تعالى ورايا على المكتب.

عمار: قررتي أيه؟ ريهام: أنا موافقة.
عمار: والله وما ردتيش على اتصلاتي ولا رسايلي ليه بقي؟
ريهام: عشان كنت مستنية أشوف رأي أهلي بعد ما سألوا عليك ونحدد معاد وأبلغك بيه.

عمار: أممم يعني لو كانوا أهلك مثلًا قالوا لا ما كتنش هتوافقي هو أنتي مالكيش رأي يعنى وبعدين أنتي اللي عارفني كويس مش هما ولا الموضوع مش فارق معاكي وما فيش أي إحساس من ناحيتي وأهي جوازة وخلاص على فكرة أنا أللى يهمنى إحساسك انتى بس ناحيتى مش اى حاجه تانيه.

ريهام وقد شعرت بالضيق من كلامه: لا طبعا موافقتهم دى بعد م وافقتى أنا محدش هيغصبنى على حاجه بس هما أهلى ولازم اعملهم حساب ولو فى اعتراض هقنعهم بوجهة نظرى.

عمار يقترب منها: برضو بتهربى من إجابة سؤالى إحساسك إيه ناحيتى ووافقتى ليه بتحبينى زى ما بحبك ولا لا.
ريهام: هأقولك لما أبقى على ذمتك ثم هروات لمكتبها بالخارج لكي تهرب من نظراته وهي تتحسس حرارة وجهها المشتعل خجلًا المتورد مما زادها جمالًا.
بعد قليل اتصل عمار بريهام وطلب منها الدخول وعند حضورها قال: أمضي هنا يا ريهام.
ريهام: أيه دي؟
عمار لا مباليا: استقالتك من الشركة.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة