قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية تذكرة طيران للكاتبة رضوى خالد الفصل الرابع

رواية تذكرة طيران للكاتبة رضوى خالد الفصل الرابع

رواية تذكرة طيران للكاتبة رضوى خالد الفصل الرابع

نور تعبر الطريق مسرعة ولم تنتبه للسيارة التي كان يقودها شاب سكير بسرعة جنونية صدمتها السيارة بلا رحمة وسالت دمائها وتقطعت إربا إربا على الطريق تحت مرأي ومسمع الناس المتجمعين في هذا الوقت حيث الكل ذاهب إلى عمله وتوقف حركة الطريق المكثظ بالسيارات حدث هذا كله وهو ينظر من نافذة السيارة التي كان ينتظرها بها لم يصدق عينيه، كيف حدث هذا هل كان ذلك كابوسًا أم أن نوره كما كان يدللها نوري انطفئت حقًا وتركته قابعًا في ظلام دامس.

ومن هول الصدفة لم ينطبق ببنة شفه فقط ترجل من السيارة يجر رجلاه جرا فلم يقويان على حمله فرآها جثة هامدة تسبح في بحر من الدماء ممسكة بفستان زفافها الأبيض الذي أصبح ملخأ بدمائها كان المنظر مرعبا بالنسبة له لقد تمزق قلبه بالفعل مع فراق ساكنته لم ينطق عمار بكلمه ولم يشعر بأى مما يحدث حوله من هول الصدمة تكفل أخوه ووالدها الذي كان في حالة يرثى لها بإجراءات الدفن وأمها الثكلى أصيبت بنوبة قلبية كل هذا ووالدها يحاول جمع شتات نفسه المعذبة على فراق ابنته.

وفي العزاء كان عمار في عالم آخر لم يشعر بوجود الناس في العزاء وكل ذكرياته معها تمر أمام عينيه كالمتابع لفيلم سينمائي وما زال على هذه الحالة حتى الصباح ثم أخذ أوراق السفر وذهب للمطار ليلحق بطائرته ثم أنهى إجراءات السفر وجلس في مقعده بجوار مقعدها الخاوي ينظر له وفي يده تذكرة طيران تحمل اسمها.

ما هذا أهي حقًا تركته بمفرده وحيدًا يعاني ألم الفراق ويتجرع مرارته للمرة الثانية بعد فقده لأبيه الذي فقده وهو طفل صغير لم يكمل السادسة من عمره مما جعله يشعر بمرارة اليتم ليزداد نزيف قلبه المجروح الذي لم يشعر بالسعادة قط.

وصل إلى البيت الذي ظل يعده لها عامًا كاملًا ليتيقين أن حلمه الذي تسجه في خياله بأن يعيش معها في هذا البيت الذي اختار كل شيء فيه حسب ذوقها هي الذي يعرفه جيدً ا ستظل حلمًا للأبد لن يتحقق فها هو يعود للمنزل دونها يعود إليه وحيدًا كما كان لم يعد يحتمل أكثر من ذلك وهنا انخرط في نوبة بكاء وشعر بضيق لم يعد قادرا على التنفس جيدًا حتى أصيب بغيبوبة ظل أيامًا في المستشفي كلما أفاق يصيح نور حاسبي العربية دم ما تسبينش يا نور فأعطاه الطبيب مهدئ لكي يرتاح فهو في حالة انهيار عصبي ظل على هذه الحالة لمدة أسابيع وبعد ذلك استقيظ فوجود مازن صديقه.

بجواره سأله بهدوء ماذا حدث؟

عمار: مازن أنا فين هو أيه اللي حصل؟
مازن: الحمد لله على سلامتك يا عمار قلقتني عليك شد حيلك كده وأجمد ما تستسلم للضعف ده أنت بقالك أسابيع في المستشفي في حالة انهيار عصبي ما ينفعش كده يا صاحبي.
عمار: أنا جيت أزاي المستشفي؟

مازن: أنا اللي جبتك. محمد أخوك اتصل وحكالي اللي حصل وقالي إنك رجعت قبله وهو قلقان عليك جريت على بيتك أشوفك قعدت أخبط ما فتحتش كسرت الباب لقيتك مغمي عليك أخذتك وجيت على المستشفي.
عمار: محاولًا النهوض أن لازم أنزل مصر حالًا لازم أخذ حق نور من الكلب اللي قتلها والله لأشرب من دمه مش هاسيبه.
مازن: أهدي بس يا عمار مالوش لزوم أنت ماعرفتش اللي حصل عشان كنت في دنيا تانية.
عمار: حصل أيه احكيلي.

مازن: الواد اللي قتلها اعترف على نفسه ومقبوض عليه دلوقتي ومستني حكم الاعدام، أصله كان سكران واد بايظ ومستهتر حيلة أمه وأبوه ومتدلع وهما أغنياء أوى ومش وراه غير السهر في الكباريهات والشرب أهله جوزوه عشان يتصلح حاله لكن ما فيش فايدة فيه على حسب كلامه في التحقيقات أن مرأته كانت بنت ناس ومحترمة ومتدينة وتفهم في الأصول وبتصلى وكانت تدعيله بالهداية يضحك عليها ويقول أنا مبسوط كده حاولت معاه كتير تصلحه لكن مفيش فايدة مرة تنصحه بالراحة ومرة تغضب وتطلب الطلاق على أمل يتغير لكن مافيش تغير.

يوم الحادثه كان راجع من سهرته الصباحي مع البنات وسكران طينة ومش شايف قدامه وهو سايق خبط نور وطلع جرى على البيت مذعور من اللي حصل مرأته شافته سألته مال وشك أصفر كده ليه وضغطت عليه لحد ما حكلها اللي حصل صوتت وقعت تزعق وتهدد أنها هتبلغ عنه قعد يكتم في صوتها، ويقولها ما اسمعش نفسك هتفضحينى لحد ما نفسها اتكتم وماتت في أيده والجيران جم على صوتها كالعادة عشان يهدوا الوضع اتصدموا بيه جمبها كان قاعد يعيط وهي ميتة بلغوا البوليس وهو اعترف بكل حاجة أو مال ليه يا عمر نور اندفنت على طول ما هو عشان اعترف مارحتش المشرحة بس انت ما كنتش حاسس بأي حاجة بتحصل حواليك فوق يا عمار وأرضي بقضاء الله عشان الأعمار دي مش بأيدينا ولما ربنا بيأذن مافيش حد بيتأخر عن ساعته.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة