قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية تذكرة طيران للكاتبة رضوى خالد الفصل الخامس

رواية تذكرة طيران للكاتبة رضوى خالد الفصل الخامس

رواية تذكرة طيران للكاتبة رضوى خالد الفصل الخامس

خرج عمار من المستشفي وانخرط في عمله وظل عاكفًا عليه طوال اليوم حتى ينام ليلًا من شدة الإرهاق لساعات قليلة لكى لا يفكر في ما حدث له ولقلبه الممزق واستمر على هذا الوضع لسنوات لم يفكر في الارتباط ولم ينظر لأي فتاة يقابلها ولم يخضع لإلحاح والدته عليه بالزواج لكي يخرج من أحزانه هذه وبعد غياب دام لأكثر من خمس سنوات عاد عمار لأرض الوطن بعد أن كون ثروة لا بأس بها ليشرع في إنشاء شركة الخاصة بالمشاركة مع أخوه الأكبر محمد وصديقه مازن فلديهما نسبة من أسهم الشركة لكن النصيب الأكبر له هو وأثناء رحلته كان متوترا وقلقًا لا يعرف ماذا تخبئ له الأيام من مفأجات وهل سيظل على حالته وحزنه هذا أم ستدق السعادة باب قلبه وحياته البائسة يومًا؟

وصل عمار وكان في استقباله كلًا من محمد أخوه الأكبر وصديقه مازن فقد سبقاه بالعودة لينهيا إجراءات تأسيس شركتهم الصغيرة، أما هو فكان عليه إنهاء بعض الأعمال هناك أولًا قبل عودته.

وصل إلى منزلهم وارتمى في حضن والدته نادية وهي تحضنه بشدة وتقبله وتضحك وتبكي بدموع الفرح في ذات الوقت.
نادية: ألف حمد الله على سلامتك يا حبيبي وحشتني أوى يا أبنى بقي كده يا عمار السنين دي كلها يا ابني ماتنزلش فيهم ولا مرة.
عمار: أنا أسف يا ماما حقيقي ماكنتش ملاحق على الشغل وبعدين ما أنا كل يوم كنت بكلمك
نادية: الشغل برضو اللي منعك وبعدين مش كفاية أكلمك من بعيد أنا عايزاك في حضني يا أبني.

عمار: بابتسامة خلاص يا ست الكل أنا رجعت لحضنك أهوه وما فيش سفر تاني.
نادية: تعالي يا عمار عشان تأكل يا حبيبي أن عملتلك الأكل اللي بتحبه أكيد جعان ده أنت حتى خسيت أوى يا عمار أنت ماكنتش بتأكل ولا أيه يا حبيبي.
عمار: أكل مطاعم بقي يا ماما أنا فعلًا وحشني أكلك الجميل يا ست الحبايب بس أنا تعبان من السفر هادخل ارتاح شوية بس وبعدين أجيلك انسفلك الأكل كله.
نادية بضحك: طب لما أشوف الأكل اللي هيتنسف ده.

محمد: أيه يا وحش أنت هتأكل من غيرنا ولا أيه يا أخي اللي يأكل لوحده يزور.
عمار يضحك أزور، أزور، مالكش دعوة أنت.
محمد يضحك طب أنا هاروح أجيب نهال والأولاد عشان أنت وحشتهم أوى وعايزين يشوفوك مش عايزة حاجة يا ماما أجيبهالك معايا يا ست الكل.
نادية ما تحرمش منك يا حبيبي ويباركلي فيك سلامتك يا أبني بس ما تتأخرش بس عشان تتغدي مع أخوك.
محمد: حاضر يا ماما سلام.

أغلق عمار عينيه فلم يرى غير صورة نور التي لم تفارق مخيلته يومًا وراح في سبات عزميق واستيقظ بعد فترة على صوت آسر أبن محمد الأصغر.
آسر: أصحي يا عمو عمار بقي أيه النوم ده كله وحشتني يالا عشان تعلب معايا.
عمار يضحك أنت يا واد أنت ما بتتعبش من اللعب مش كفاية في الحضانة مقضيها لعب والميس بتشتكى لأمك منك.
آسر: أنا عملت حاجة هي الميس دي وحشة ما بحبهاش عايزة تحبسني مش ألعب خالص ينفع كده يا عمو.

عمار: بطل افترى ياض أنت بأقولك أيه أومال أخواتك البنات زينة ورنا فين
آسر: مع ماما وتيته في المطبخ بيروصوا السفرة
عمار: طب يالا أنا هاغير وأجي وراك ونلعب للصبح أيه رأيك بقى.
آسر: هييييه أنا بحبك أوى يا عمو ثم قبله وانصرف ثم تناولوا جميعًا الطعام في جو عائلي ملئ بالمرح ثم قامت نادية ونهال بلم الأطباق.

قامت نهال بإعداد الشاي ثم قدمته لهم في غرفة المكتب لمحمد وعمار اللذان ظلا يتحدثان في أمور متعلقة بالشغل وانصرفت تكمل أعمال المطبخ مع عمتها نادية.
عمار: محمد خلصت كل حاجة خاصة بالشركة والموظفين أنا من بكرة عايز أروح الشركة ابدأ في الشغل اللي معايا في كام مشروع هنبدأ بيهم لو نجحنا هنكبر بسرعة مش عايز أي عطلة.
محمد: ما تقلقش كله تمام ومكتبك جاهز يا بشمهندس يا حضرة رئيس مجلس الإدارة.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة