قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية تذكرة طيران للكاتبة رضوى خالد الفصل الأول

رواية تذكرة طيران للكاتبة رضوى خالد الفصل الأول

رواية تذكرة طيران للكاتبة رضوى خالد الفصل الأول

قام عمار من نومه على صوت والدته الحنون نادية وهي توقظه للذهاب إلى جامعته فهو طالب بالسنة النهائية بكلية الهندسة حيث تأخر عن موعد استيقاظه ولم ينتبه لصوت المنبه الذي كان يوقظه يوميا.

ولكن اليوم كان غارقا في حلم جميل لم يشأ أن ينتهي فاق وعلى وجهه ابتسامة صافية ولما لا فموعده اليوم مع منية قلبه وفؤاده فجهز نفسه جيدًا لهذه لمقابلة ووضع الكثير من عطره الجذاب وانطلق إلى جامعته وبعد أن أنهى محاضراته التقي بنور طالبة معه بنفس الكلية ولكن تصغره بثلاثة أعوام، تقف نور عينيها الخضراوتان تجوبان المكان بحثا عنه، ابتسم لها عمار ولما رأته قادم من بعيد ابتسمت على الفور وتذكرت نور كيف تعرف عليها في أول يوم لها بالجامعة وهي تبحث عن مدرج فرقتها.

نور: لو سمحت ممكن تقولي مدرج سنة أولى فين أصل ده أول يوم ليا التفت عمار الذي كان ينظر للجدول لها وفتن بها من أول نظرة لكن سريعًا نظر لأسفل فهو شاب ذو خلق ودين لا يسعى وراء الفتيات ويهتم بدراسته وعمله فقط.
فأردف قائلًا: تعالى ورايا وبعد أن أوصلها قال لها: اتفضلي يا أنسة ده المدرج بتاعك ثم انصرف.

وبعد انتهاء اليوم الدراسي وأثناء انصراف عمار شاهد نور وهي تخطو سريعًا ويبدو عليها القلق والتوتر وشاب خلفها يعاكسها فأسرع إليه وهجم عليه وظل يلكمه عدة لكمات حتى طرحه أرضًا وصرخ في وجهه قائلًا لو شوفتك بتهوب ناحية أختي تاني أنا هاخلص عليك ومش هتردد ثانية، ثم جذبها من ذراعها حتى خرجا من الحرم الجامعي.

عمار: أنا أسف يا نسة أني شدتك من ذراعك وقولت أنك أختي بس كان لازم أعمل كده لما شوفتك خايفة والحيوان ده بيضايقك وخايف يضايقك تاني وعلى العموم أنا عمار زميلك هنا في الكلية في الفرقة الرابعة ولو احتاجتي أي حاجة أنا موجود وفي الخدمة.
نور: أنا متشكرة أوى يا عمار على وفقتك جمبي مش عارفة والله أقولك أيه على اللي عملته معايا أنت أنقذتني ربنا بعتك ليا في الوقت المناسب.

وظلا يتبادلان الحديث وقد شعر كلاهما بحب تجاه الآخر وتكررت اللقاءات ولكن في حدود الأدب وكانت نور لا تخفي شيئا عائلتها فهي دائمًا جديرة بثقتهم.

عمار: أزيك يا نور، وحشتني أوى أنتي هنا من زمان.
نور: أنا يا دوب لسة واصلة.

عمار: أوعي يكون حد عاكسك وأنتي حلوة أ وى كده، كان عمار يتحدث وهو ينظر في عينيها أما نور ابتسمت خجلا مما زاد احمرار وجنتها فهي ذات وجه خالي من مساحيق التجميل وبشرة بيضاء ناعمة وشفتان رقيقتان بلون الورد ونحيفة ومتوسطة الطول ذات قوم مثالي كعارضات الأزياء وترتدي فستانا اللون الأخضر كلون عينيها وبه بعض النقوش وطرحة بنفس اللون فهي حقًا جذابة للغاية ومرحة وابتسامتها لها تأثير السحر عليه.

جلسا يتناولان العصير وأثناء ذلك.
قال عمار: هانت يا نور كلها كام شهر وأخلص وأسافر اشتغل وأن شاء الله في خلال سنة واحدة أكون قدرت أفتح بيت وأنزل نتجوز وتسافري معايا ونبني مستقبلنا سواء.

نور: يعنى لازم تسافر يا عمار ما تشتغل هنا ألف شركة تتمناك أنت أخدت كورسات كتير واتدربت كتير في كذا شركة.
واشتغلت وبقي عندك خبرة وكمان بنجنح كل سنة بتقدير امتياز.
ابتسم عمار وقال: أنا عملت كل ده عشان أقدر أسافر واشتغل في الشركة اللي محمد أخويا اشتغل فيها في الحسابات ودي من أكبر الشركات في الشرق الأوسط في المقاولات.

يعنى مابيعينوش أي حد واللي هاعمله هناك في سنة أعمله هنا في عشرة وأنا نفسي نتجوز بسرعة
بس قولي يارب يقبلوني وأسافر
نور: وطب وكليتي أعمل فيها أيه؟
عمار: بسيطة خدي الكتب وذاكري وأبقي أنزلي على الامتحانات.
نور: طب وجيشك هتسافر أزاي؟

عمار: أنا هأطلع غير لائق في الكشف الطبي بسبب كسر قديم في الساق لما وقعت أنا وواحد صاحبي من على الموتوسيكل اللي كنا راكبينه واتجبس غلط فساب أثر ولحد دلوقتي رجلي اليمني بتوجعني لو مشيت كتير وساعتها يتبقي مشيتي مش مظبوطة وبحاول أداريها يعنى مش هاستحمل تدريبات الجيش ممكن تنكسر تاني وبسبب الموضوع ده زمان ماقدرتش
ادخل الحربية اللي كان نفسي فيها بس أحسن الحمد الله كده مافيش حاجة هتعطلني عن السفر.

نور: بتنهيدة يارب يا عمار كل اللي بتقوله ده يتحقق.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة