رواية تحت جنح الظلام الجزء الثاني للكاتبة أسماء صلاح الفصل العاشر
ذهبت ديمة خلفه و صعدت إلى الغرفة، نظر لها بغضب و قال بضيق: -عايز انام عشان عندي سفر الصبح
اقتربت ديمة منه و حاوطت عنقه بذراعيها و قالت: -اسفة
تنهد تيام و حاول أبعادها عنه و لكنها تشبتت به أكثر، وضع يداه حول خصرها و دفن وجه بعنقها ليستنشق عبيرها و ابتعد عنها قائلا: -تصحبي على خير
أمسكت بيده و قالت: -انا مش عايزة اطلق
-ديمة احنا اتجوزنا امبارح و دا اللي انتي قولتي.
ادمعت عيناها و عضت على شفتيها و قالت بحزن: -انا بقول كدا بس انا عايزة أفضل معاك...
نظر إليها و قال: -مش مطالبة تقدمي مبررات و على فكرة هو حقك يمكن انا اللي غلطت لما قولتلك نتجوز
تنهد عندما وجدها صمتت و اردف: -هتنامي هنا و لا هتروحي على بيتك.
تنهدت ديمة و أصابها اليأس فهو قرر إنهاء كل شئ بلحظة و قالت بسئم: -انا مش همشي من مصر تمام و لو قررت تنهي كل حاجه تمام مش هقولك لا بس اعرف انك لو مشيت و طلقتني انسى انك تعرفني تاني، عارفه اني غلطت و جيت اعتذر و انت برضو زي ما انت و بكل برود بتقولي هطلقك
-في حاجه تانية و لا خلصتي؟
ديمة بعدم استيعاب: -عندي كلام لو فضلت اقوله للصبح مش هيخلص بس انت الكلام مش بيجي معاك بفايدة...
لم ينطق بكلمة و اتجه إلى خزانته و خلع ملابسه و ارتدي بنطلون قطني و بعد ذلك ذهب إلى الفراش في ظل نظراتها المندهشة فهو حتى لم يعطيها اهتمام...
ذهبت ديمة لتتمدد بجانبه و اقتربت منه حتى اصحبت ملتصقة به، أبتعد عنها حتى كاد يسقط من على الفراش معطياً لها ظهره، لفت ظهرها خلف خصره و قالت: -على فكرة كدا هتقع
-يا ستي و انتي مالك انا حر
طبعت قبله رقيقة على ظهره و قالت بحزن: -طيب انا همشي بما انك مش عايزاني.
أبتعد يدها عنه ببطء لعله يجعلها تبقى و لكنه لم يصدر رد فعل، زفرت ديمة بحنق و قامت من على الفراش.
التفت تيام لينظر إليها قائلا: -ابقى خدي الباب وراكي
-لا مليش دعوة و بعدين مش انا كنت بنام هنا اتفضل انت برا بقا
-محدش قالك قومي
ابتلعت ريقها و زاغت بعيناها قائلة: -يعني عايزاني أفضل.
عاد للنوم على جانبه مرة أخرى و لم يرد عليها فاشتعل غضبها و عادت إلى الفراش مرة أخرى و نكزته بأصابعها قائلة: -و انا بكلمك رد عليا، اكيد منمتش يعني
زفرت بحنق و أسندت ظهرها على طرف الفراش و عقدت ساعديها أمام صدرها و قالت: -المفروض انا اللي ازعل اصلا
صمتت ديمة للحظات و بعد ذلك قالت: -ما كنت غيرانة و متعصبة يعني...
اعتدل تيام لينم على جانبه المقابل لها و سحبها من معصمها لتستلقي بين ذراعيه و قال: -بطلي رغي و نامي
ابتسمت ديمة و قبلت وجنته بخفه و بعد ذلك استقرت رأسها لتتوسد صدره...
استيقظت ديمة في الصباح و تقبلت في الفراش بحرية حتى أنها نسيت بأنه بجوارها و قامت عندما شعرت به و قالت بصوت شبة نعاس: -أي دا هو انت صاحي؟
-اها من شوية و انتي يعتبر انك كنتي نايمه عليا فمعرفتش اقوم
تنحنحت ديمة بخجل و قالت: -كنت نايمه...
قام تيام و امسك لهاتفه ليجري مكالمة تمام هاجي انهاردة، هوصل و اكلمك
ديمة بتساؤل: -انت هتسافر انهاردة؟
-اها.
قامت ديمة و كان قد وضح على ملامحها الحزن و العبوس فهو سوف يغادر و قالت: -طيب
أمسك بيدها و جذبها إليه محاوط خصرها و قال: -تيجي معايا بس بشرط
عقدت ديمة حاجبياها بدهشة و قالت: -اي هو؟
اقترب منها ليهمس لها بجوار اذنها قائلا: -هيكون شهر العسل
ازدارت ريقها بصعوبة فقد فهمت مقصده و ابتعدت عنه قائلة: -دا ابتزاز على فكرة...
-هو انا قولت حاجه غلط و بعدين اديني بقولك...
رمشت بعيناها و فركت اصابعها بارتباك و قالت: -بصراحة كدا انا بتوتر و بخاف
-لا دا انتي عبيطة بقا، و بعدين بتوتري من أي؟
-معرفش، انا هروح اجهز شنطتي بقا
سحبها تيام اليه مرة اخرى و قال: -هنروح و بعدين انتي مستعجلة ليه؟
فركت عنقها بأصابعها و قالت: -عادي يعني عشان منتاخرش
-طب ادخلي حضريلي الحمام
ديمة باستغراب: -ازاي؟
-معرفش هما بيقولوا كدا في الأفلام المصري
ضحكت ديمة و قالت: -طب أنجز بقا عشان هنتاخر كدا...
التهم شفتيها يقبلها لرغبة مستكشفاً ثغرها و ابتعد قائلا: -ما تنجزي انتي
ابتعدت ديمة بكفيها و قالت: -تيام لو سمحت بلاش تضغط عليا
-اضغط عليكي اي يا ديمة؟ دا اتجوزتك لتاني مره
ابتلعت ديمة ريقها بتوتر و قالت: -المهم الصبر و بعدين يعني لما نسافر نبقى نقرر أن شاء الله
-تمام هروح أخونك هناك انتي حره بقا
ابتسمت ديمة و قالت: -مش هقولك حاجه لاني رايحه عشان اتفسح.
فرك عيناه بيده و قال: -طبعا يا حبيبتي اتفسحي حد يقدر يقولك حاجه، انا هدخل اخد شاور ما تيجي
ضاقت عيناها و قالت بتعجب: -اجي فين؟
-تفتحيلي النور يا ديمة نيتك بقيت وحشه اوي
و بعد ذلك اردف بمكر صحيح انتي افتكرتي اي؟
توردت وجنتها و قالت بتحذير: -تيام...
-بسألك يا ستي دا انتي غريبة اوي...
قامت مرام لتفتح الباب بتكاسل، اتسعت عيناها بصدمة عندما وجدته أمامها و قالت: -حيدر
نظر إليها متعجباً لما ترتدي من بيجامة خفيفة بها رسومات كرتونية و ألوانها زاهية و كانت تقسم شعرها نصفين و عقدتهم على هيئة كعكة.
ابتسمت مرام لتشعر بالحرج و قالت: -ثواني هدخل اغير، اتفضل
دلف حيدر إلى الداخل و أغلق الباب و قال: -مش لازم انا همشي على طول
-طب اتفضل
-حسن طلقك
مرام بعدم تصديق دا بجد؟! ازاي طيب؟
-اكيد مش جاي اهزر و مش ناقص غير تستلمي القسيمة و هي هتوصلك هنا
زغرطت مرام بفرحة و كأنها في حفل زفافها، كان ينظر إليها بدهشة على ما فعلت، انتبهت مرام لوجوده و قالت: -يعني فرحانه شوية و كدا بقولك اي مش خسارة فيك القهوة القمر اللي انا بعملها
تنحنح حيدر و قال بصوت اجش: -شكرا، سلام
وضع يده ليفتح الباب إلا أنها اوقفته، أمسكت بيده و قالت بابتسامة: -شكرا
نظر على يدها الممسكة بيده و قال: -العفو.
انتهيت ديمة من تحضير أغراضها و كانت قد اتصلت بمرام لتخبرها بأنها ستذهب...
وصلوا إلى المطار و صعدوا إلى متن الطائرة الخاصة به.
تذكرت ديمة اول مرة ركبت معه الطائرة و كم كانت متذمرة منه، قبل خدها و قال: -سرحانه في أي؟
-فاكر اول مرة
-دي حاجه تتنسي برضو و بعدين فاكر وقتها اني قولت...
قطعته ديمة و قالت: -عيب بقا
-الطريق المفروض نتسلى شوية
-لا هنام و بطل قله ادب بقا
-انا بحبها.
اراحت ديمة رأسها على المقعد و اوصدت عيناها، انحني عليها و قبل وجنتها، فتحت ديمة عيناها و قالت: -تيام
-أي؟
-عايزة انام
-نامي انا قولتلك حاجه...
بعد مرور ساعات رحلتهم، ذهبوا إلى المنزل...
ديمة بإعجاب: -ذوقك حلو
حاوط تيام خصرها من الخلف و دفن وجه في عنقها قائلا: -اكيد حلو كفاية اني اختارتك
ابتعدت ديمة عنه و قالت: -اولا في ناس هنا و ممكن حد يشوفنا، هطلع اغير
تنهد تيام و قال: -طب يا ستي اطلعي و انزلي عقبال ما يحضروا العشا
صعدت ديمة إلى الطابق الثاني بعد أن ارشدتها و دلفت لتأخذ شاور و تبدل ثيابها لترتدي شورت قصير و عليه بدي قط.
و بعد ذلك نزلت و لكنها اندهشت عندما وجدته يعانق أخرى و ما استنتجته بأنها دخلت للتو
و قالت بضيق عاقدة ساعديها أمامها مين دي يا تيام؟