رواية تحت جنح الظلام الجزء الثاني للكاتبة أسماء صلاح الفصل السادس والأربعون
انفعلت مرام من دفعها بتلك الطريقة و قالت بعصبية: -ما تحاسب
لم يرد عليها و خرج من الغرفة بهدوء، عندما التفتت مرام و التقت بوجود هنا قالت في صدمة انتي كمان هنا بتعملي اي؟
ابتسمت هنا بسخرية و قالت: -ما هو خلاص واضح انك بقيتي في أهميتي بالنسبة لأبويا
صرخت ديمة بيهم و قالت: -اسكتوا مش وقته احنا مش عارفين احنا فين و مين دول اصلا، فالأفضل اننا نفكر في ازاي نفكر نخرج من هنا.
تنهدت مرام بسئم و جلست على الأرض قائلة: -الله اعلم بقا و واضح ان الموضوع صعب
صمتت ديمة و قالت: -هنفكر، اكيد احنا هنا لسبب و اكيد اللي عمل كدا يعرفنا صحيح يا هنا جيتي هنا ازاي؟
-مازن الحقير هو اللي جابني هنا.
استغربت روانا منه قدومه و قالت: -تاني يا تيام
قطعها مبررا: -والله ما عملت حاجه الحضانة كلمتني و قالت إن مدام ديمة اتاخرت فعشان كدا روحت جيبتهم
-طب ديمة فين؟
-بكلمها مش بترد و انا قلقان عليها جدا، خلي بالك منهم و انا كلمت سيف عشان يجي يقعد معاكم
-طيب طمني يا تيام
-اتمنى ميكنش في حاجه، لأن كمان ديمة حامل
روانا بتعجب: -حامل؟! انتم رجعتوا لبعض
-لا هي اللي مش عايزة ترجعلي.
ابتسمت روانا و قالت: -يمكن بتتقل عليك يعني؟
-انا هروح اشوفها كدا و زي ما قولتلك خلي بالك من تيا و سليم
ركضت تيا في اتجاه و قالت ببراءة: -فين مامي؟
انحني تيام إليها جالسا على ركبتيه و قال: -موجودة بس هي بتجيب حاجات و جايه
قبل وجنتيها بحب و قال: -ادخلي اقعدي على سليم و زين
ذهبت تيا، فنظرت روانا إليه و قالت: -خير متقلقش
-مش هسمح لحاجة تحصلها اصلا، و لو بس حد فكر في كدا هيكون من الأموات.
قطع حديثه رنين هاتفه فرد قائلا: -حيدر؟
-فريد اتفق مع سامي علينا و هنا و مرام و ديمة معاهم
تيام بدهشة: -أي؟ ازاي؟ و انت عرفت منين
-فريد لسه قافل معايا، المهم انا هروح و خليك انت برا اللعبة
-مراتي معاهم و هبقي برا ازاي؟ قسما بالله لاقتله
-احنا اللي تحت رحمتهم و انت عارف ان في الأخر ممكن نخسر فالازم نخطط بهدوء...
قفل تيام معه و هبط مسرعا دون أخبارها بشئ و استقل سيارته و اتصل بها قائلا: -أسيل عايز اعرف مكان فريد، اعملي اي حاجه بس حددي موقعه
-ليه؟
قالتها ببرود فأتها صوته الغاضب انجزي يا أسيل
-تمام، دقائق و اكون حددت مكانه بس ممكن اعرف ليه؟
-الحيوان واخد مراتي و مش هقدر استنى لما حيدر يتصرف
-تمام.
نظرت إليه مرام باستحقار و قالت: -والله انت اللي ورا كل دا، يا راجل مش مكسوف تاخد بنت اختك
فريد باقتضاب: -بنت اختي في امان بس عشان نخلص من ابوها لازم نهدده بيها
رددت مرام بإستهزاء: -انت فاكر ان حيدر هيسمح بدا
ابتسم نصف ابتسامة و قال: -مرام انتي هنا ملكيش لأزمة اصلا بس ممكن تكوني وسيلة كويسه لأنك في الأول و الآخر مراته بس اكيد تهمه بنته اكتر.
صمتت مرام و قد اختفت الدماء من وجهها و قالت بحزن: -عادي، متأكدة من دا زي ما متأكدة بأنك حقير و ميفرقش معاك حد، و دا السبب الأساسي في أن مراتك تسيبك
-عاهرة كانت عاهرة، بتجري ورا واحد مش عايزاها
و نظر إلى ديمة و قال بسخرية: -جوزك، تفتكري خانك معاها كام مرة
نظرت ديمة إليه و قالت بثقة: -و لا مرة لأنه بيحبني و انا بحبه و عايزة اقولك على حاجه مستحيل كلامك يوقع بينا.
صفق فريد بكفيه و قال: -جميل كدا اتأكدت اني اقدر أوجع قلبه عليكِ
-متأكدة انك لو فكرت تقرب مني حتى هو هيخلص عليك
لوي فمه في استنكار و غادر الغرفة مسرعا، و هدا من ضجيجه فهي تمدح بذلك المعتوه كثيرا و لكن سوف يدفع درسا
شعر فريد بعد مرور بعض الوقت بصوت في الخارج، فخرج لكي يري و لكن كان المكان فارغ كما هو، فتنهد قائلا: -و بعدين بقا
اخرج هاتفه و اتصل به قائلا: -اي يا سامي لحد دلوقتي مفيش جديد.
-هجبلك حيدر لحد عندك و هنفذ اللي احنا عايزينه
-في انتظارك
قفل معه و وضع الهاتف في جيبه و عندما استدار وجد أمامه شخص ملثم يرفع عليه سلاح و قال بصدمة: -انت مين؟
-قدامي و بهدوء عشان متودعش
ابتلع ريقه بخوف و سار أمامها و قال: -انتي مين؟
-جايه اقتلك و اروح، هما فين؟
-لا أنسى و انا مش خايف...
و قبل تكميل حديثه ركلته خلف ركبته فقسط على الأرض متألما، فقالت في جميع الحالات انت ميت.
ابتسم فريد بسخرية و قال: -مين انتي الأول و بعدين اكيد عندي خطة بديلة ما انا متأكد ان تيام مش هيسكت
ارتبكت أسيل و لكنها نجحت في إخفاء ذلك و قالت: -ابقى استفاد بيها في الاخر
و رفعت يدها الممسكة بالسلاح و لكنه اوقفها قائلا: -لو مت دلوقتي محدش هيخرج حي من هنا
تراجعت اسيل و تسألت قائلة: -ليه؟
-بمجرد ما تقتلني، هيكونوا هما ماتوا اصلي مش سايبهم لوحدهم
ابتلعت أسيل ريقها و قالت: -بس من الواضح انك لوحدك هنا؟
-تيجي تشوفي.