قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية تحت جنح الظلام الجزء الثاني للكاتبة أسماء صلاح الفصل السابع والأربعون

رواية تحت جنح الظلام الجزء الثاني للكاتبة أسماء صلاح الفصل السابع والأربعون

رواية تحت جنح الظلام الجزء الثاني للكاتبة أسماء صلاح الفصل السابع والأربعون

ديمة بدهشة: -تيام انت دخلت هنا
اقترب تيام منها و ضمها إليه مستنشقا رائحتها و قال: -حد عملك حاجة؟
ابتعدت ديمة عنه و قالت: -لا محدش جي جنبنا
تنهد تيام و مسح وجه بكفيه قائلا: -طيب، انزلوا
مرام بتساؤل: -انت دخلت هنا ازاي يا تيام و هننزل ازاي انا مش فاهمة؟
-عشان تروحوا و الحيوان اللي اسمه فريد دا انا هتصرف معاه
اقتربت هنا منه و قالت: -و بابا فين لحد دلوقتي مظهرش و لا هو مش فاضي.

-لا ابوكي هيتعامل مع سامي بس انا مكنتش هقدر انتظر لاني مش ضامن اي اللي ممكن يحصل و لا اعرف هما بيفكروا في أي؟

توقفت أسيل و قالت: -هما فين؟
ابتسم بثقة و قال: -في الأوضة دي
اتسعت عينه بدهشة عندما رأى تيام امامه و قال بتلعثم: -ت. تيام، انت بتعمل اي هنا؟
و عندما التفت وجد أسيل خلفه و قالت: -متقلقش مفيش هروب
ابتلع ريقه و قال: -والله سامي هو اللي اتفق معايا
نظر تيام إلى أسيل و قال: -اطلعي معاهم و وصليهم على البيت
أمسكت ديمة بذراعه و قالت: -و انت؟
-هاجي.

-مش همشي من غيرك و بعدين بلاش تعمله حاجه دا حيوان و ملهوش لأزمة اصلا
صمت تيام و نظر إليها ليجد في عيناها الإصرار على ما قالته و بالطبع استسلام إليها قائلا إليه: -والله ما هسيبك بس استنى عليا.

اوصلها تيام إلى منزلها و قال: -انا همشي محتاجة حاجه
نظرت ديمة إليه بهدوء و لكنها حملت الكثير من المعاني و قالت: -شكرا
-على أي؟
-يعني على انك مقدرتش تنظر حتى
ابتسم تيام و قال: -مش عشانك
تغيرت ملامحها مستهجنة حديثه و قالت في ضيق: -ازاي يعني؟
-عشان نفسي لان لو حصلك حاجه كانت حياتي انا اللي هتدمر معنديش مانع في انك تكوني بعيدة المهم عندي انك تكوني بخير.

رفعت عيناها إليه لترى تلك اللمعة الساحرة اللي تخبر فؤادها بصدقه و قالت: -العيال عند روانا
-اها بكرا هجيبهم لأن زمانهم ناموا
تنهد في استياء و قال: -انا مش عايز اسيبك يا ديمة، اديني فرصة لآخر مرة
أدمعت عيناها و اطالت النظر إليه قائلة: -ازاي؟ هقدر اصدقك تاني أو أثق فيك
-هخليكي تنسى كل دا هعملك كل حاجه، على الأقل حاولي عشان عيالنا.

ابتسمت ديمة بسخرية: -بجد هو انت مقتنع؟ و بعدين لو وافقت اضمن منين اننا هنعيش في امان و انت تكون صادق، يا تيام انت كنت بتحركنا زي اللعب متخيل؟، يعني انا كنت واثقة في شخص بيخدعني
ابتلع ريقه بصعوبة و أخذ شهيقه قائلا: -و قولتلك كل الحاجه مع اني كان ممكن اخبي
-و اختي؟
-أسيل مينفعش تظهر لأنها وقت تظهر هتموت فمكنش ينفع اقولك
-والله و هي تعرف عنك كل حاجه بصفتها اي؟
-اختي مثلا!

عقدت ديمة ساعديها و قالت بضيق: -مش دي مشكلتي على فكرة في حاجات تانية كتير سيبني افكر يا تيام
-تمام يا ديمة انا ماشي
أمسكت ديمة بكفه و قالت: -لا خليك معايا انهاردة
رفع حاجبه و قال: -لا عشان تفكيرك متأثرش
-براحتك
ابتسم تيام و قبل جبهتها قائلا: -فعلا الوقت أتأخر.

مرام بتساؤل: -هو ممكن افهم انت كنت فين في وقت زي دا؟
نظر إليها حيدر باقتضاب قائلا: -صوتك ميعلاش تمام، و بعدين مش تيام وصل و انتم بخير
-طب انا مش فارقة و كلنا عارفين بنتك بقا؟!

-بصي يا مرام مش انا اللي هيتحاسب كأنه عيل تمام و بعدين انا كلامي مع سامي مش الاهطل اللي اسمه فريد و لو فاكرة اني كنت هسيب حاجه تحصلك أو تحصل لهنا تبقى غبيه، الموضوع في أنه اتفاق و كان هيخلص إنما تيام لازم يعمل حركة مش متوقعة و يقلب الدنيا و اللي عمله مش في مصلحة حد.
ضاقت عيناها و سألته باهتمام: -يعني؟

-يعني المشكلة في سامي مش في فريد، و بدل ما الباشا يخليني اتصرف يروح هو منفذ اللي في دماغه، الفكرة في أنه حتى مش مقتنع بأن ممكن حد من عياله يتأذى، تيام بيتعامل كأنه ملهوش نقطة ضعف و انا عايزاك تسافري انتي و هنا
-و مين قالك اني همشي، أنا هسجنه
ضحك حيدر بسخرية و قال: -بجد لا مش واضح ان تيام بس اللي بتصرف غلط، تمام انا عايز اشوف اخركم
-هو انت متورط معاه؟

-لا بس اللي خليها يبني كل دا في سنين مستحيل يتهد في ثواني
-طب ما تساعدني و اوعدك اني هخلي يتعلق على حبل المشنقة
نظر إليها و قال: -مرام، انا مش مستعد اخاطر
-اللي اعرفه انك مبتخافش و لا هو ماسك عليك ذلة
رفع حاجبه بدهشة و قال: -لسه مجاش الدنيا بس لكل فعل رد، و انا عندي ناس اخاف عليها
-و انت مالك؟ انا اللي هعمل كل حاجه بس اكيد انت عندك معلومات.

-ما انتي من الناس اللي بخاف عليها، انسى يا مرام و لو فكرتي تعملي حاجه همنعك بالقوة
نظرت مرام إليه في صمت و قالت باستهجان: -ليه؟
-انتي عايزة تأذي نفسك ليه؟ ما تخليكي في حالك، الموضوع مش سهل
ادهشه صوت هنا هي عندها حق، لازم اللي زي سامي دا يتعاقب
حيدر بسخرية: -مش هيبقى هو بس، و مش عايز اسمع الموضوع دا تاني، و مفيش خروج من البيت ليكم انتم الاتنين
فرغت شفتيها في صدمة و قالت: -نعم، هي بنتك لكن انا لا.

ذهب هو قائلا بحزم: -مش عايز ناقش مفهوم.

دلفت ديمة إلى الغرفة و جلست بجواره على الفراش، بسطت اناملها على وجه تمررهم عليه بحنو لتوقظه و قالت: -تيام، تيام، اصحى عشان نفطر و عشان تروح نجيب تيا و سليم
فتح عيناه و امسك بكفها ليقبله قائلا: -حاضر هقوم اهو
ارتسمت على وجهها ابتسامة رقيقة و قامت لتحضر ثيابها و كانت تراقبه من خلال مرآة الخزانة و فجأة لاحظت تغير تعبيرات وجه عندما رد على تلك المكالمة و قال: -ازاي؟ انتِ بتقولي اي؟

التفتت ديمة إليه و قالت بقلق: -في أي يا تيام؟

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة