رواية تحت جنح الظلام الجزء الثاني للكاتبة أسماء صلاح الفصل الثامن والأربعون
لوهلة شعر بأنه لا يستطيع إجابتها فماذا سيقول، بالطبع لم تتحمل تلك الصدمة
كررت ديمة سؤالها مرة أخرى و قد ازداد قلقها في أي؟
قام تيام و اتجه في ناحيتها، وضع يداه حول كتفيها و قال بثبات: -ديمة
نظرت إليه منتظرة إكمال جملته و قالت بقلق: -عيالي حصلهم حاجه؟
-اختطفوا من عند روانا
صرخت ديمة به و ابتعدت عنه قائلة: -انت بتقول إي؟ يعني ازاي اتخطفوا.
تنهد تيام و بسط يده ليرتب عليها الا انها ابتعدت قائلة: -انت اللي ورا دا صح؟ بتعمل عليا فيلم جديد
ارتفعت نبرة صوتها و قالت بحزم: -بس اياك تفتكر تستخدم عيالي عشان وقتها هنسي أنك ابوهم
نظر إليها بتعجب و قال: -هما مش عيالك لوحدك يا ديمة، و انا مش هاخد على كلامك لاني مقدر حالتك و متقلقيش عيالك هيرجعوا و هيكونوا بخير
ضحكت ديمة بسخرية: -والله انا المفروض اصدقك بقا.
لم يصدق أصرارها على أنه الفاعل بتلك الطريقة و قال: -فوقي يا ديمة، و انا لو عايز اعمل حاجه مش هستخدم عيالي
-اللي مكنتش عايزاهم؟!
-بس هما بقوا موجودين و كل حاجه اختلفت
هزت ديمة رأسها نافية لا مفيش حاجه اختلفت انت السبب في كل و لو حصلهم حاجه هدفعك التمن غالي.
نظر إليها باستغراب و بعد ذلك غادر سريعا فالاهم هو البحث عنهم، فكر كثيرا و لكنه حسم الأمر فمن الممكن أن يكون الانتظار ضده هذه المرة، ذهب إلى المنزل و كان والده يجلس في الحديقة يتناول فنجان قهوته الصباحية.
-انت اللي وراها
رفع حامد نظره و اردف ببرود: -حقيقي انت لسه فاكر ان ليك اهل
-عيالي اتخطفوا
حامد بسخرية: -بجد عيالك و انا اي علاقتي؟
زفر تيام بنفاذ صبر و قال بحدة: -ما هو اكيد انت ليك ايد في الموضوع.
-و انا هخطف عيالك ليه؟
-نهاية الحوار يا حامد لو عيالي حصلهم حاجه مش هسكت
قام حامد و قال بغضب: -متنساش نفسك و لو بنت ناهد لحست مخك فأنا هفوقك
نظر له تيام بضيق و قال: -متجبش سيرتها على لسانك فاهم
-بذمتك انت راضي بواحدة قاعدة تتحكم فيك بالطريقة دي، واحدة عايزة تبعد عنك بأي طريقة
-بذمتك انا عندي حاجه تخليها تتمسك بيا، اتمنى ميكنش ليك علاقة بخطفهم
-شوف انت عملت اي وصلك لكدا و أطمن انا مليش علاقة بخطفهم...
ذهب حيدر مع مرام لرؤية ديمة و كان تيام هو الآخر أتى فقد طلب حيدر التحدث معه
ديمة بعصبية: -يعني أي؟ عيالي ضاعوا
رتبت مرام عليها بلطف و قالت: -اهدي يا ديمة متقلقيش ان شاء الله هيكونوا بخير
تنهد حيدر بهدوء و قال: -بصي يا ديمة خلينا متفقين ان و لا العياط و لا الصويت هيعمل حاجة و عيالك شايلين أسم عليتنا
ديمة بانفعال: -انا اللي يهمني تيا و سليم و هعمل اي حاجه بس هما يكونوا كويسين.
-تمام و مش لوحدك اللي هتعملي دا بس لازم التفكير بالعقل
نفخ تيام بضيق و قال: -انا همشي
-و انا نازل معاك هتخليكي هنا؟
أومأت مرام برأسها و قالت: -اها.
اوقفه حيدر قبل أن يدلف إلى سيارته و قال: -تيام اهدا لأنك تحت رحمتهم
-يعني اعمل اي؟ لازم اعرف مكانهم
-تختار عيالك و لا ديمة
نظر تيام إليه بدهشة و قال: -ديمة
-فكر كويس و بلاش تتسرع المرة دي عشان الخسارة هتكون كبيرة.
مرام بحزن: -طب اشربي حاجه عشان الحمل
-مش عايزة حاجه، أنا هتجنن و اشوفهم بجد
-اكيد تيام هيتصرف يا حبيبتي
اجهشت ديمة باكية و قالت: -انا خايفه عليهم اوي، ممكن يحصلهم حاجه صح؟
-متقلقيش يا حبيبتي ان شاء الله خير.
اتنفد سامي بقلق عندما أخبرته الخادمة بأن حامد ينتظره بالخارج و اتجه إليه قائلا: -الباشا بنفسه عندي
حامد باقتضاب: -من الاخر يا سامي لو عرفت انك وراها هتبقى فتحت أبواب جنهم عليك و انت متأكد أن كل حواراتك عندي
تحمم سامي قائلا: -انا مبخافش و بعدين هو من امتى عيال ابنك يخصوك؟
-و اديك قولت عيال ابني معاك 24 ساعه و بعدها انت حر
ذهب حامد، زفر سامي بضيق قائلا: -ماشي يا حامد الكلب انا هوريكم.
امسكت ديمة بهاتفها و رددت على المكالمة قائلة: -مين؟
-عايزة عيالك
ديمة بلهفة: -انت مين و فين عيالي؟
-تاخدي عيالك بس سلميني جوزك
ابتلعت ديمة ريقها بتوتر و قالت: -أي؟!
-....