قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية تحت جنح الظلام الجزء الثاني للكاتبة أسماء صلاح الفصل السابع والعشرون

رواية تحت جنح الظلام الجزء الثاني للكاتبة أسماء صلاح الفصل السابع والعشرون

رواية تحت جنح الظلام الجزء الثاني للكاتبة أسماء صلاح الفصل السابع والعشرون

استغل حاتم فرصة انشغالها في الحديث و قام سحبها و وضع الكوب بفمها لترتشف منه رغما عنها، شعرت ناهد بالصدمة فكيف يفعل بها ذلك و دفعها لتسقط...
ناهد بذهول: -أنت...
همت لتقوم و لكنها قدمياها لم تستطيع و قالت: -والله لأقتلك
ديمة بحيرة: -هنعمل اي دلوقتي
-الحيوان اللي برا بيحضر لسه و بعدين هي اللي شربت مش انتي...

امسك بيدها و خرجوا من الغرفة بهدوء و طلب منها أن تقف مكانها و اتجه هو ناحيه الساحر و قال: -ناهد هانم بتقولك ابدأ
تركه حاتم و اتجه ناحية ديمة و قال: -هتمشي على طول و بعدين هتلاقي سلم اطلعي و بعد كدا اخرجي بس خلي بالك لحد يشوفك
-و انت؟
-لازم اتأكد أن ناهد مش هتلحقنا
ديمة بتردد: -طب ليه متطلعش معايا
-أول ما تخرجي كلمي تيام من أي مكان، هو زمانه وصل...
نظرت ديمة إليه و قالت: -هستني هنا...
-لا المكان...

صمت عندما وجد الجدران تهتز بشدة و كأنه ضربها زلزال قوي و قال: -واضح انها بدأت، اخرجي بسرعة، احتمال البيت يقع اصلا...
-مش مهم خلينا نخرج مع بعض...
شعرت ديمة بالاختناق و تشنجت أعصابها فجأة و قالت: -انا...
حاتم بدهشة: -انتِ اي ديمة...
كانت ديمة تحاول التقاط انفاسها بصعوبة و جثت على ركبتيها و كأن أطرافها شُلت
حاتم بخوف: -ديمة.

نظرت إليه و رفعت رأسها و بعد ذلك قامت و رجعت إلى مكان الساحر و قالت: -مش هتتفتح...
ابتلع ريقه و قال بتبرجل: -القربان موجود و...
قطعته ديمة بتهكم: -اتغير و البيت هيتهد فوق دماغكم...
قام و اتجه ليذهب فهو لا يريد أن يفقد حياته و لكنه توقف بسبب قوة اهتزاز البيت و التفت إليها قائلا: -ارجوكي خليني امشي...
اتجه حاتم فهو لا يعلم ما الذي اصابها و قال: -ديمة...

أشار إليه الساحر بأن يحاصرها و يقوم بجرحها لكي تسقط دمائها، و لكنه تردد في ذلك و لكن ان لم يفعل فسوف يموتون...
جرح ذراعيها بالسكينة الذي أخذه من على الأرض فكان الساحر دفعه إليه بقدمه فهو كان قام بذبح الطير به منذ قليل، تساقطت الدماء منها و التفتت إليه، بدأت الأوضاع تعود كما كانت...
تنهد الساحر و قال: -لازم نخرج فورا، لأننا هنموت كلنا التعويذة قبلت عشان القربان اتغير.

حملها حاتم و ذهب سريعا، كانت ديمة فقدت وعيها تدريجياَ، خرجوا من المنزل و بعد ذلك اتهد كليا حتى الساحر ذلك الكاهل العجوز لم يتمكن من الخروج، و بالطبع لم ينتبه احد من رجال ناهد إليهم فقد انصرفوا...
وضعها حاتم في سيارته و حاول افاقتها قائلا: -ديمة...
استعادت وعيها بعد دقائق و قالت: -هو اي اللي حصل
-خرجنا بس كدا ناهد بقيت القربان و ماتت
أدمعت عيناها و نظرت على المنزل باستياء و قالت: -ربنا يرحمها...

-كلمي تيام...
اعطها هاتفها فكانت ناهد أخذت حقيبتها و اعطيتها له، اتصلت به و قالت: -تيام
تيام بلهفة: -ديمة انتي كويسه؟
-اها انت فين؟
-انتي اللي فين انا وصلت عند البيت بس هو اتهد...
توترت ديمة فهي لا تريد أن يراها مع حاتم و قالت: -انا جايه
أغلقت معه و نظرت إلى حاتم و قالت بامتنان: -شكرا جدا يا حاتم، نتقابل في القاهرة...

نزلت ديمة من السيارة و نظرت حولها فوجدت تيام يقف و عيناه تبحث عنها و عندما تقترب منها، أقبل عليها و سحبها ليضمها إليه و احتضنها بقوة فهو شعر بأنه فقدها للأبد و قال: -كنت هموت من خوفي عليكي
ابتعدت ديمة عنه و قالت: -ماتت خلاص...
-ازاي البيت اتهد و انتي خرجتي؟
-ممكن بعدين لاني مش قادرة اتكلم
نظر على ذراعها و قال بقلق: -أي دا؟
-اتعورت بس الجرح سطحي و خلاص مش بينزل دم...

استعادت مرام وعيها و علمت بأنها بالمستشفى، و ما دار بعقلها كيف جاءت إلى هنا هل هو عرف ما حدث ام لا و لكن لم يكن ذلك مهما فهي أخذت القرار الذي وجدته صحيح، وجدته يدلف إلى الغرفة فأغلقت عيناها سريعا
و لكن عندما شعرت باقترابه منها، فتحت عيناها و قالت: -في أي؟
-بتتصرفي من نفسك كدا
-معلش
تنهد بهدوء و قال: -ليه مقولتيش.

مرام بسخرية: -هقولك اي؟ انا حامل مثلا و تعال نتكلم في مستقبل البيبي و لا نشوف مستشفى كويسه عشان تسقطي و بعدين انا مش مستنية رايك...
عقد حاجبه في اندهاش و قال: -طيب، انتي حره
نظرت إليه بعدم اهتمام و همت بالقيام و لكنه اوقفها قائلا: -رايحه فين؟
-هقوم أشوف صاحبتي راحت فين؟
-تيام هيجيبها
مرام بتوجس: -بجد؟ يعني هي كويسه؟!
-ايوه متقلقيش
تنهدت مرام بسئم و قالت: -طيب عايزة اروح بقا، أنا بقيت كويسه
-بكرا.

زفرت مرام بحنق و قالت بنفاذ صبر: -من فضلك ملكش دعوة و بعدين مش لطيف خالص وجودي هنا و مش عايزة حد يعرف حاجه
-يعني محدش عرف؟
-لا اكيد مش هروح اقولهم اللي حصل يعني و بعدين ملهاش لأزمة اسمي يجي معاك نهائي، تمام جدا لحد كدا
زفر بحنق و قال: -تمام، هتروحي معايا تالين هناك يعني مش دماغك متروحش لحاجة تانية.

أصرت ديمة على عدم الذهاب إلى المستشفى فهي في حالة جيدة و ما بذراعها، وصلوا إلى المنزل و كان هو أحضر بعض الأغراض من الصيدلية لكي يضمد إليها الجرح.
جث أمامها و امسك بذراعها و وضع عليه القطنة ليمررها بلطف و قال: -مش كانت المستشفى أفضل و بعدين اتفضلي قوليلي خرجتي ازاي و أي اللي حصل...
-حاتم قالتها بتردد و بعد ذلك صمت لتنظر رد فعله.

أكمل تيام تضميد جرحها و لف حول الشاش الطبي و بعد ذلك قام و قال: -يعني حاتم هو اللي خرجك؟
ازدارت ريقها بصعوبة و قالت: -ايوه هو و البيت اتهد لوحده و احنا خرجنا...
-طيب...
ديمة باستغراب: -تيام انا...
قطعتها تيام واضعا سبابته على شفتيها و قال: -و هو خرجك ليه؟
قطبت ما بين حاجباها و قالت: -تقصد اي؟
-و لا حاجه يا ديمة، أنا هنزل
أوقفته ديمة و امسكت بمعصمه و قالت: -لا عايزة افهم، يعنى اي و لا حاجه...

ابعد يدها عنه ليخرج هاتفه الذي لم يفصل و رد قائلا: -خير
-و هيجي الخير منين؟ الشيطانية اللي معاك قتلت امها و حاتم خرجها تفتكر عمل كدا عشان جمالها مثلا...
كور قبضته بغضب و انصرف من أمامها ليدخل إلى الغرفة و قال بغضب: -انت بتقول اي؟
حامد باستفزاز: -مش عايز تصدق ان مراتك بتخونك أصلها كانت عنده في البيت من كام يوم كدا و انهاردة هو اللي اتصرف و خرجها قبلك حتى...

مسح راسه بانفعال و أخذ يخلل أصابعه بين خصلاته بغضب و قال: -انت ك
قطعه حامد ببرود: -هبعتلك الصور، و بصراحة حابب اشكركم انهم خلصوني من ناهد...
قفل معه و فتح ليري صورتها و هي تدلف إلى مدخل منزله، غلت الدماء بعروقه و شعر بتشنج أعصابه، خرج من الغرفة فقامت ديمة و قالت: -تيام؟
و لكنها تفاجأت من فعلته التي جعلتها تصاب بالدهشة...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة