قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية تحت جنح الظلام الجزء الثاني للكاتبة أسماء صلاح الفصل الثامن والعشرون

رواية تحت جنح الظلام الجزء الثاني للكاتبة أسماء صلاح الفصل الثامن والعشرون

رواية تحت جنح الظلام الجزء الثاني للكاتبة أسماء صلاح الفصل الثامن والعشرون

سحبها بشده من ذراعها و قال:
-أي علاقتك بحاتم.

ديمة بصدمة:
-علاقتي بحاتم ازاي يعني مش فاهمة؟

صفعها تيام على وجنتها بقوة جعلتها تصاب بالدهشة فهو أول مرة يفعل ذلك و قالت:
-انت اتجننت صح،؟

-اقسم بالله يا ديمة لو...

قطعته ديمة بذهول قائلة:
-هتعمل اي؟ هتضربني زي ما عملت مع مراتك الأولى و لا هتسيب ابوك يقتلني.

نظر إليها وقال:
-و الأستاذ قالك اي تاني؟

قبض على خصلاتها بقوة و جذبها إليه، شعرت بانخلاع شعرها بين يداه و قالت متألمة:
-شعري...

زاد قبضته عليها و قال بغضب:
-روحتله البيت ليه؟

كانت كلماته تنزل على مسمعها كاسهم تخترقها و قالت:
-بجد هو انت مقتنع.

ارخي قبضته عليها فهو لا يستطيع أن يحتمل المها و لكنه لم يهدأ و بقى مثل الثور الهائج...

سالت الدموع على وجنتها فهو يقوم باتهامها بالخيانة و قالت:
-بس تعرف العيب عليا انا اني حبيتك واحد زيك، اعمل اللي تعمله يا تيام انا مش خايفه منك بس اوعدك انك هتخسري كتير.

جز على أسنانه بعنف فهو يقف محاصر بين قلبه الذي يمنعه من الاقتراب منها و بين عقله الذي يريد إعطائها درس لم تنساه و أعاد سؤاله مرة أخرى طب لما هو عادي روحتله ليه؟

-مش مصدقة اللي بتقوله، مع انك الوحيد اللي تعرف عني كل حاجه بس كل مرة بتثبتلي اني غلطت لما اختارتك، لو عندك شك بنسبة واحد في المية اني بخونك طلقني و على فكرة انا مش عبررلك و ايدك اللي اتمدت عليا دي...

قطعها تيام عندما جذبها إليه و ثني ذراعها خلف ظهرها و ضغط عليه بقوة، توجعت ديمة بألم.

-هتاكد و يوم ما اثبت دا هقتلك يا ديمة.

اوصدت عيناها و ذرفت الدموع من عيناها قائلة:
-دراعي بيوجعني.

ضغط عليها أكثر و قال:
-و ممكن اخليكي تتكلمي بس بطريقتي.

-وريني طريقتك؟

تركها تيام ليدفعها و لكنها تماسكت بصعوبة لكي لا تسقط دفعة واحدة و يتأثر جنينها، لاحظ تيام اصطدامها بالطاولة المجاورة و لكن ما أثار فضوله هو وضع يدها على خصرها، و لكن لرأسها...

أنحني تيام عليها و حملها رغما عنها و وضعها على الاريكة ليتحسس الجرح، ابتعدت يده عنها و قالت:.

-طلقني...

-لا مش هيحصل، و لا خلاص زهقتي و عايزة ترجعي...

قطعته ديمة و قالت:
-متغلطتش اكتر من كدا يا تيام، و انا مش حلا يعني مكنتش عاهرة مثلا و اتجوزتني.

-أي علاقتك به يا ديمة؟

زفرت ديمة بحنق و قالت بعصبية مفرطة:
-أي علاقتي به انت اصلا ازاي تسألني سؤال زي دا و ازاي اصلا مقتنع بأني ممكن اخونك بجد انت طلعت...

قطعها تيام بغضب:
-اخرسي، و بعدين ما تبرري و لا مفيش مبرر يا...

قطعته ديمة بصفعة مدوية على وجنته لم تعلم كيف جاءتها تلك القدرة و قالت بعصبية في وسط الذهول الذي حل عليه و انت متجوز واحد كدا ليه؟ طلقني بس و الله لأندمك يا تيام و هعرفك ازاي تمد ايدك عليا، و اقولك على حاجه انت فعلا شخصية زبالة و مريض و انا اللي غلطانة عشان وافقت اني اكمل مع واحد زيك، صحيح هستني اي من واحد مبيهونش عليه يسلم على امه و كان بيعاشر بنت عمه و في الاخر اتخلى عنها، انت شخصية مهزوزة و مستهتر حتى الضمير معدوم من عندك اتجوزت واحدة ملهاش حد و يوم ما اهلك موتُها معملتش حاجه، اتجوزتني و انت عارف كل حاجه بس طبعا مكنش يفرق معاك المهم تعمل اللي في دماغك سواء دا كان خطر عليا و لا.

اهتزت نبرة صوتها و أكملت خدتني المستشفى عشان تنزل ابنك اللي في بطني و دا كله ليه معرفش و دا كله قصاد حبي ليك، بس عادي مكنتش الأولى في دا بس انا مش عايزة اكمل معاك انت جبت آخرها.

كان ينظر إليها ببرود طاغي على ملامحه فهي حتى اندهشت لهدوئه و بعد أن توقفت عن الحديث قال:.

-كل كلامك صح برافو عليكي، بس مش كل حاجه كانت بمزاجك، من اول يوم شوفتني كنتي عارفه انا اي مضحكتش عليكي و قولتلك اني ملاك و رميتك في مشاكل ملكيش علاقه بيها، حتى أول علاقة بينا كانت برضاكي يعني مغصبتكيش على حاجه، و بلاش تتكلمي على حاجه متعرفيش تاريخها...

ديمة باندهاش:
-انت فعلا مش طبيعي اي البرود دا؟!

اقترب منها و حاوط وجهها بين كفيه، ابتلعت ديمة ريقها بخوف و ارتجف جسدها.

سحبها خلف قابضا على معصمها بعنف، حاولت التملص منه و قالت بتوتر:
-تيام...

دفعها أمامه بداخل الغرفة و قال:
-هوريك رد فعلى الطبيعي بدل برودي.

ازدارت ديمة ريقها و شعرت بثقل لسانها فهي لا تعرف ما الذي سيفعله الأن...

ابتسم بسخرية:
-لدرجة دي خايفه؟

رفعت عينيها لتنظر إليه و لكنها لم تقدر على إخفاء الخوف الذي بهم، ذهب تيام من الغرفة و اغلق الباب بالمفتاح من الداخل، أخذت انفاسها بارتياح و لكن اللعنة فهو قام بحبسها و حتى هاتفها بالخارج.

جلست على الأرض و أسندت ظهرها على الفراش الذي خلفه، فهي لم شعر بالراحة و تخشى عودته لا تعلم ما الذي سيفعله ما ذكره حاتم بأنه قام بضربها و. لكنها لم تخونه و لم تفعل شئ معه حتى هو من قام بإلقاء ذلك التهمة عليها و يريد تصديقها...

مرام بسئم:
-انا مش فاهمة احنا محبوسين هنا و لا اي؟

تنهدت تالين و قالت:
-لا و انتي حاولي تهدي شوية عشان غلط عليكي.

مرام بحيرة و قلق:
-هتجنن ديمة مش بترد على تليفونها، خايفه يكون حصلها حاجه و حيدر دا سابنا هنا و مشى و مقالش حاجه.

قامت مرام من الفراش متمالكة نفسها و قالت بحزم:
-انا همشي.

-مرام اقعدي و بعدين هنبقي نمشي بكرا و اكيد هو لما يرجع هيطمنك عليها.

تفاجأ تيام من وجود ثائر أمامه و قال بثمل:
-خير يا ثائر عرفت ازاي اني هنا؟

-الأمن بتاع المكان كلموني و بعدين اي مناسبة الشرب.

أشار تيام للجرسون الذي يعمل على البار سكب مشروبا اخر و بعد ذلك قال:
-عايز انسى، امشي يا ثائر انا عايز ابقى لوحدي.

-مش همشي و بعدين سيب الزفت دا و تعال عشان تروح.

تيام بنرفزة:
-قولتلك امشي و سيبني...

صمت ثائر و بقى جالس أمامه و أخذ مشروب له هو الاخر...

عندما أخبرها الخدم بوجوده تسيبت اعصابها فهي لا تعلم مكان هنا و بالتأكيد هو علم باختفائها...

صاح حيدر بصوت عالي انتي يا هانم؟

ظهرت مايا و هي تهبط على الدارج بتوتر و قالت:
-في أي؟

-فين هنا؟

تبرجلت بالحديث و قالت بارتباك:
-هنا. هنا معرفش هي مشيت، و...

قطعها حيدر بحدة و قال:
-و أي يا هانم، والله ما هخليكي تشوفيها تاني و انا غلطان عشان سيبتها مع ام زبالة زيك.

مايا بتهكم:
-لا انت سيبتها عشان مش فاضي...

-و اديني فضيت...

مازن بابتسامة:
-بجد زمانهم هيتجننوا عليكي.

-مش مهم بقا، اسفه يا مازن تقلت عليك.

جلس بجوارها و امسك بيدها و قال:
-دا بيتك يا حبيبتي، و تقعدي في براحتك...

اتفزعت ديمة عندما صوت الباب ينفتح و رأيته يدخل بتلك الهيئة و قامت بتوتر و اتجهت إليه قائلة:.

-انت كنت فين؟

سحبها من يدها و اسند ظهرها على الجدار، ارتبكت ديمة من تصرفه و قالت بتوتر:
-تيام من فضلك...

قطعها ملتهما شفتيها يقبلها بعنف و قوة، و بعد ذلك بدأ بامتصاصها كقطعة من الحلوى اللذيذة، ابتعدت ديمة عنه لكي تأخذ انفاسها اللاهثة و قالت:.

-فوق الأول و بعدين...

وضع سبابته على ثغرها و قرب وجه منها قائلا بهمس:
-انا مش عايزاك تبعدني عني...

اخذت انفاسها المضطربة فهي لا تريد ذلك فعلا و لكنه هو يقول ذلك بدون وعي، ابتعدت عنه لتتخلص من حاصره عليها و قالت:.

-واضح انه كله كلام و بس لكن الحقيقة بتثبت عكس دا.

حاوط خصرها من الخلف، فارتفعت ضربات قلبها التي كان يستمع إليها بوضوح، ازح خصلاتها جانبا ليبدأ بتقبيل عنقها و قال:.

-الحقيقة اني عاجز قدامك مش عارف حتى...

التفتت ديمة إليه و قالت:
-و انا بحبك، و مش هحب غيرك بس كل واحد فينا هيكون لي طريق...

ابتلعت ريقها و مررت اناملها على وجه و اردفت كان نفسي تكون حياتنا مختلفة عن كدا. بس يمكن انا اختاري كان غلط...

وضعت قبلة رقيقة على شفتيه و بعد ذلك دفنت وجهها في صدره محتضنة اياه بقوة و ابتعدت عنه قائلة:.

-مش هتنام؟

فرك عيناه لكي يفيق و امسك بيدها قائلا:
-عايزاك.

خفق قلبها بشدة و ازدارت ريقها قائلة بتردد:
-بس، انا.

قطعها بتقبيل شفتيها بنعومة و رغبة لم تفعل شئ سوى أنها استجابت إليه و لم تعارض و لكن مازال بداخلها قلق على طفلها و لكنها لم تستطيع الابتعاد عنه فهي ترغب به الآن...

استيقظ تيام من النوم و فرك عيناه بنعاس فكان يشعر بالصداع يحطم راسه و نظر حوله لم يجدها بالغرفة فظن انها بالخارج و دلف إلى المرحاض اولا و بعد ذلك خرج ليبحث عنها و لكنه لم يحدها.

اتجه إلى مائدة الطعام فهي قد وضعت الفطور عليها و تركت ورقة، امسك بها و قرأ من بها.

مش هستني انك تمشي المرادي دي انا سبقتك، عارفه انك هتدور عليا شوية لحد ما تزهق و بعدها هتنسي، مش هقدر اعيش مع واحد بيشك فيا لو المرة دي مأذتنيش فأكبد المرة التانيه هتعملها، طلقني غيابي زي ما عملت قبل كدا (بحبك).

لم يصدق تيام ما يراه، بالتأكيد لم ترحل حتى أنه لم يعرف لماذا غادرت و إلى اين كيف تفعل ذلك فهو حقا لم يأذيها نعم شعر بالشك بسبب كلمات والده و لكنه كان ينتظر منها مبررا تخبره به، و لكن الآن أن وجدها لم يرحمها و توعد إليها بأن سوف يلقناها درساً لم تنساه طليه حياتها...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة