قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية تحت جنح الظلام الجزء الثاني للكاتبة أسماء صلاح الفصل التاسع والعشرون

رواية تحت جنح الظلام الجزء الثاني للكاتبة أسماء صلاح الفصل التاسع والعشرون

رواية تحت جنح الظلام الجزء الثاني للكاتبة أسماء صلاح الفصل التاسع والعشرون

بعد مرور فترة سنه و ست شهور.
لم أكن حزينة كثيرا نعم اني افتقدته و كان يزداد حنيني إليه و بقيت أرى صوره و اخباره عبر السوشيال ميديا و لكن ما كان يشغل تفكيري و يحطمني بأنه لم يظهر حزين قط، يبدو أنه عاد لحياته السابقة بالتأكيد نسي وجودي في حياته من الأساس
سمعت صوت صراخ طفليهم، فدلفت إلى الغرفة مسرعة فهي اصحبت مهوسة بهم تخشى حدوث مكروه إليهم.

ابتسمت عندما وجدت تيا تسحب اللعبة من أخيها سليم و كأنها تتعارك معه، ذهبت و حملتها قائلة بعتاب: -بطلي شقاوة و ملكيش دعوة به
حركت يداها الصغيرتين و بدأت باللعب بيهم غير مهتمة بحديث والدتها، انزلها ديمة و قالت: -مش هيبقى في لعب تاني فاهمة
أكملت تيا سحفها و أسندت على الجدار لتقوم فهي لا تستطيع المشي دون أن تسند، تنهدت ديمة باستياء و قبلت سليم من وجنته قائلة: -حبيبي الهادي انت...

خرجت ديمة من الغرفة و ذرفت الدموع من عينها فهي حكمت عليهم العيش بدون اب، و لكن لم يكن ذنبها
حسنا سوف أخبرهم بأنه غادر الحياة و لم يكن موجود بها...
جلست على الاريكة لتنجز بعض الأعمال التي كانت لديها على الحاسوب الخاص بها و لكنها عادت فجأة إلى ذكريات ذلك اليوم الذي تركت به المنزل...

تركت رسالتها إليه و مسحت دموعها و بعد ذلك غادرت المنزل حتى أنها لم تأخذ شئ منه، ذهبت إلى حاتم الذي اندهش من ذهابها إليه في ذلك الوقت الباكر و بالطبع هي لاحظت ذلك و لكنها كانت بحاجة إلى مساعدة و لم تجد غيره
-في أي يا ديمة؟
-انا عايزة اسيب مصر خالص
اندهش من حديثها فكيف يعني و قال: -يعني اي؟

-تيام يعرف اني سقطت و انا لسه حامل دا غير انا حامد حط الشك في دماغه و قاله انه بخونه و انا مش خايفه يحصلي حاجة
-ديمة قرارك متهور جدا، مش تيام اللي هيتقبل حركة زي دي و بعدين نفترض دا حصل الطفل أو الطفلة هيبقى مين ابوهم.

ديمة بحيرة: -معرفش يا حاتم بس انا معنديش حد يساعدني، و متأكدة اني لو وقعت في يده هيقتلني، أنا خايفه يعرف اني لسه حامل و زي ما قولت هو مش هيتقبل حركة زي دي دا غير ابوه اللي اكيد مش هيسيبني...
رتب حاتم علي كفيها فهي بادت متوترة للغاية و قال: -في خطة في دماغك؟
-هسافر ألمانيا المكان الوحيد اللي مش هيفكر اني في لأن ابويا مات
-طب و ورثك من أمك؟ ناهد عندها ثروة طائلة و انتي الوريثة الوحيدة.

-هعملك توكيل و انت اتصرف في كل حاجه
نظر حاتم إليها فهو يراها تثق به و ذلك عكس شخصيتها التي يعرفها و قال: -مش ثقة زيادة؟
ابتسمت ديمة و قالت: -لا، أنا لسه عايشه بفضلك
-ديمة الخطوة دي هتكون صعبه، انتي متأكدة انك هتقدري...
-هقدر بس انا عايزة اسافر بس باسم غير اسمي لأنه اكيد هيوصلي
-تمام يا ديمة هتصرف خلال 24 ساعة هيكون كل حاجه بقيت تمام
ديمة بارتباك: -و تيام اكيد هيجي هنا...

-الشقة اللي فوق فاضية، هاخد المفتاح من البواب اللي تحت و أجرها لمدة شهر و انتي هتقعدي فيها لحد ما اخلص كل حاجه...
و بالفعل ما ذكرته ديمة حدث و بعد صعودها إلى الشقة كان تيام يطرق الباب بعنف ازعج جميع سكان العمارة
فتح حاتم إليه و قال: -تيام.
دفعه تيام و دلف إلى الداخل يبحث عنها كالمجنون و لكن لم يجد لها أثر و قال بغضب: -ديمة فين؟
حاتم بسخرية: -انت بتسألني انا عن مراتك، روح دور عليها في حته تانية.

زفر تيام بحنق و اتجه إليه و سحبه من ملابسه و قال بنفاذ صبر: -هقتلها لو لقتها خصوصا لو عندك
تخلص حاتم من قبضته و قال: -دا واضح انك بتحبها اهو بس انت كدا بتاخد بالك متأخر
نظر له بامتعاض و غادر سريعا، كان يبحث عنها في جميع الأماكن التي توقع ذهابها إليهم و لكنه لم يجدها في أي مكان...

مرام.

بالنهاية تقبلت وجودهم في حياتي، نعم أعلم بأنني هذا اخر شئ تمنيته و لكنهم عاملوني جيدا حتى أنني أحببت العيش معاهم كنت أريد الابتعاد عن ذلك الوسط الذي وقعت به فأنا لا انتمي إليهم نهائي، حتى مكتبي تركته و كانت اباشر العمل عن بعد و اذهب الى القاهرة لإنهاء الجلسات و أعود، مالك كان يشبه والدي كثيرا فهو حنون و عطوف للغاية، و لكن ما تعجبت منه هو عدم زواجه حتى الآن فهي واحدة تتمنى راجل مثله، أما بالنسبة لرنا فهي كانت تشبهني في تمردي و عنادي و لكننا لم نتفق كثيرا هي تبدو غريبة الاطوار، و لكن كان يراودني التفكير به، كيف افكر في كهذا و لكن لا أعلم ما السبب بقيت على تواصل تالين فهي اصحبت صديقتي المقربة، حتى أنها كانت تأتي لزيارتي اما بالنسبة لنادر فلم ينقطع تواصلنا نهائي...

خرجت من غرفتها التي قام مالك بتخصيصها إليها و قالت: -مالك؟
رد عليها بابتسامته العذابة كالعادته: -نعم يا حبيبتي في أي؟
جلست مرام بجواره و قالت: -انا عايزة اسافر عشان اشوف ديمة بصراحة وحشتني جدا
-و فيها أي سافري و لو محتاجين اي حاجه قوليلي
ابتسمت مرام و قالت بامتنان: -لا بس انا خايفه من تيام، أصله مازال جوزها عارفه ان ديمة كانت غلطانة في الموقف دا بس كانت مضطرة.

-بصي هنفكر بس بعد ما تكلميها و تتفقي معاها و نشوف حل و من رأيي لازم جوزها يعرف من حقه يشوف عياله
مرام بحيرة: -عارفه بس هو مكنش يعرف بأنها حامل أصلا...
-ديمة كدا بتظلم عيالها و بعدين ما جايز يتجوز و بعيش حياته و حتى عياله مش هيعرفوا أن دا ابوهم
-هحاول اقولها...

ديمة
لم يكن الجميع سيئون كما اعتقدت من الممكن أن يكونوا اجبروهم على ذلك، و لكن لم استطيع تجاوز تلك الفجوة التي بيننا مهما حدث، نعم انه عرض عليه المساعدة حتى أنه لم يتركني ابدا خلال فترة حملي و يوم الولادة و لكن مازال قلبي لا يستطيع مسامحته...
ذهبت إليه عندما وصلت إلى ألمانيا فكنت أعلم مكان عمله من خلال السوشيال ميديا، انتظرته في المكتب فقد أخبرتني الممرضة بأنه في عميلة و على الانتظار...

و بعد ذلك وصل و قال: -ديمة
تنهدت ديمة و قالت: -اسفه اني جيت من غير ميعاد
-خير يا بنتي في أي؟ صحيح البقاء لله عرفت ان ناهد ماتت
-هو انت كنت بتكرهني اوي كدا عشانها.
تنهد باستياء و قال: -اهي ماتت و ربنا يرحمها و يرحمنا، انتي بتعملي اي في ألمانيا؟
-انا محتاجة مساعدة؟
مراد باستغراب: -أي؟
-انا عايزة شقة تكون قريبة من بيتك و اوعدك اني مش هزعجك خالص.

كان مراد يشعر بالحزن فوحيدته تتحدث معه برسمية بحته و لَكن هو كان السبب في ذلك و سألها بتعجب: -و فين جوزك؟
-سيبت البيت و انا حامل في الشهر التالت
مراد بصدمة: -حامل؟ يا بنتي ليه دبستي نفسك مع الناس دي
ازدارت ديمة ريقها و قالت بإيجاز: -لو سمحت بلاش فتح مواضيع انا بس محتاجة شقة جنبك و خلاص
-طب تعالى عندي البيت كبير و...
قطعته ديمة ساخرة: -لا معلش، لما كنت محتاجة بيتك مكنش موجود.

صمت مراد عند شعوره بالحرج منها و بعد ذلك قال: -حاضر، قومي اوديكي عند دكتورة عشان تفحص حالتك و تتطمني على البيبي...

و في ذلك اليوم و تلك اللحظة استمعت فيها إلى دقاتهم و عملت حينها اني حامل بطفلين، سعادتي وقتها لم تصف حتى أنني نسيت خذلان تيام إلى، و لكن كنت أتمنى مشاركته معي تلك الفرحة و لكن للأسف لم يحدث و قضيت فترة الحمل التي كانت صعبة كثيرا بالنسبة لي حتى أنني ولدت في ميعاد مبكرا فكنت في الشهر السابع و لكن بمجرد رؤيتهم زال تعبي خلال تلك الفترة، كان حاتم معي في تلك الفترة نعم فأنا أشعر بالامتنان الكثير له فهو ما دائما ما كان معي، و قد ساعدتني جارتي في السكن فهي فتاة وحيدة تعيش بألمانيا بسبب ظروف عملها و أصبحنا أصدقاء سريعا فهي تدعي رزان...

كانت جالسه عندي في ذلك اليوم فقد اعتدنا على ذلك و حتى أنني كنت اترك سليم و تيا عندها أوقات عملي
صاحت قائلة عندما وجدت ذلك الإعلان wow تيام المصري عامل فيلم جديد
اما بالنسبة لديمة فهي تراه من جهة أخرى حتى أنها شردت و لم تسمع ما قالته
رتبت رزان على كتفها قائلة: -ديمة انتي روحتي فين؟
انتبهت ديمة إليها و قالت: -كنتي بتقولي حاجه؟
-الفيلم اول ما ينزل السينما هنروح
-مبحبش أفلامه اصلا.

رزان بتعجب: -حد ميحبش القمر دا؟ انتي عبيطة و لا اي؟ و بعدين واضح ان الفيلم جامد جدا
-ابقى اتفرجي عليه انتي
قالتها ديمة بامتعاض و ضيق
تعجبت رزان و قالت: -طب خلاص يا ستي بلاش، صحيح يا ديمة انا عايزة أسألك على حاجه هو فين باباهم؟
-ميت
رزان بحزن: -يا حبيبتي، طب أنتي هتفضلي عايشه كدا من غير جواز على الأقل عيشي حياتك انتي لسه صغيرة.

-و اجيب لعيالي جوز ام، مستحيل اتجوز طبعا و بعدين انا لسه بحبه و مفيش حد هيبقى مكانه
ابتسمت رزان و قالت: -طب هو كان بيشتغل اي؟
-رزان من فضلك انا مبحبش اتكلم في الموضوع دا نهائي
و أرادت ديمة تغير الحوار و قالت: -صحيح نازلة شغلك امتى؟
-اديني منتظرة تليفون منهم، بصراحة شغلة التمثيل دي زفت اوي
-يا بنتي ماله الإخراج و بعدين آخر فيلمين ليكي كانوا حلوين
-مخدتش دور البطولة و لا مرة مازالت مبتدئة َ حقيقي مليت.

-بكرا تبقى ممثلة كبيرة...

وضع ثائر العقود أمامه و قال: -وقع الأوراق دي لو سمحت
أخذها منه و فعل ما طلبه و قال: -في حاجه تاني؟
-لا مفيش حالك بقا زفت بس، و طبعا انت حر بس حقيقي اللي بتعمله دا مش هيرجعها
-متفتحش الموضوع دا؟ و بعدين انا مبقتش عايزاها
ثائر بسخرية: -سيبها على ذمتك ليه لحد دلوقتي؟
-عايز أطلقها لما اشوفها و اكيد هتظهر قدامي.

ضرب ثائر كف على الآخر فجميع الأوضاع انقلب كيانها و قال: -ماشي يا تيام، و على فكرة الصبح ورانا سفر يعني ياريت يكون مفيش نسوان انهاردة عشان تعرف تصحى بدري...

صفقت رزان بسعادة و بعد ذلك أمسكت بالهاتف لتكمل قائلة: -بتهزر صح انا هعمل مشهد مع تيام المصري.
-والله مش بهزر لسه واحد من التيم بتاعهم كلمني و طلب واحدة عربية و أنا رشحتك و اصلا هتقابلهم بكرا
-يعني هشوفه بجد؟
-اها يا رزان هتشوفي عادي...

دلفت ديمة مكتب والدها و قالت: -ممكن تخلى تيا و سليم هنا لحد ما اخلص اللي ورايا
ابتسم مراد و أخذ منها العربة التي تضعهم بها و قال: -ماشي روحي خلصي شغلك و بعدين انا مش فاهم انتي بتشتغلي ليه!؟
-بسلي وقتي بأي...
حملهم مراد و اجلسهم على الاريكة قائلا: -وحشتوني اوي.

حبت تيا لتصل إليه و رفعت يدها تريد أن تخلع إليه نظاراته، ضحك مراد و قال: -و بعدين يا تيا هانم واضح انك مش ناوية تسكتي، مفيش زيك انت هادي و قمر
و لكن سليم كان هدفه شئ اخر فهو يريد أن ينزل من على الاريكة و ياخذ الهاتف الموجود على الطاولة
انتبه مراد إليه فكاد يسقط و قال: -شوية قرود والله، خد التليفون اهو...
طرقت إحدى الممرضات الباب و أخبرته بوجود حالة خطيرة فطلب منها المكوث معاهم و خرج هو...

سهتا تيا و أسندت على الحائط لتخرج من الغرفة و كأنت تسقط و تقوم...
أكملت حبو عندما فشلت في الاستمرار على المشي، كان تيام جالس ينتظر خروج ثائر فهم اتاتوا لزيارة بطلة الفيلم التي مرضت، لاحظ تيام تلك الطفلة و ذهب إليه ليحملها من على الأرض قائلا: -رايحه فين.؟

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة