رواية تحت جنح الظلام الجزء الثاني للكاتبة أسماء صلاح الفصل السابع والثلاثون
ديمة بدهشة:
-يعني اي؟ تيام انا لو مخرجتش...
قطعها تيام بصفعة قوية قائلا:
-مسمعش صوتك لحد ما تعقلي و تسيبك من القرف دا
انهمرت دموعها على وجهها و قالت ببكاء:
-و انت مالك دا انت غريب اوي؟ انا بكرهك يا تيام و مش عايزاك كفايه قرف فعلا
قبض على ساعدها بعنف جعلها تتألم و قال و هو يجز على أسنانه ديمة حقيقي طاقتي خلصت منك، مش عشان قبلت اللي انتي عملتي هقبل دا كمان
ضحكت ديمة وسط دموعها و قالت:.
-متقبلش بحاجه، امشي و سيبني
ترك ذراعها و قال:
-و بعدها، هنطلق يعني؟
-اكتر حاجه بتوجع قلبي اني بحبك بس هخلص من دا و اقولك على حاجه انا مش خايفه و هخرج و هكمل اللي بدأته
-بتحلمي يا ديمة...
سحبها من معصمها ليجرها خلفه بعنف و زج بها في إحدى الغرف المقفولة و قال:
-هتفضلي هنا لحد ما تراجعي قراراتك
-لو مخرجتش بالذوق هضطر اخرج بس على المستشفى
-اوعدك وقتها مش هتشوفي عيالك تاني
اقتربت ديمة منه و قالت:.
-ارجوك يا تيام بلاش تعمل معايا كدا
-اديني سبب واضح يخليكي تمسكي شغل أمك يا ديمة
-عادي مش انا بنتها الوحيدة
-و مين قالك أنك الوحيدة؟!
نظرت ديمة له باستغراب و قالت:
-قصدك اي؟
-مش هتخرجي من هنا غير لما تغير رأيك يا هتفضلي كدا طول حياتك اما بالنسبة لتيا و سليم فأنا هخدهم في مكان بعيد عن هنا
ديمة بتحذير:
-تيام الا عيالي اقسم بالله لو حصل لحد فيهم حاجه، لأقلب الدنيا فوق دماغك.
خرج تيام من الغرفة و اغلقها من الداخل، طرقت الباب بقوة قائلة:
-تيام، افتح الباب...
لم يلتفت لندائها و ذهب ليراهم و أخبر المربية التي احضرها لهم خليهم يناموا عشان ميتاخروش
-مدام ديمة هي.
قطعها بجدية:
-مدام ديمة تعبانة...
-دا قراري انا و لو سمحت بلاش تتدخل في.
حامد بغضب:
-اتطلقتي من ابنك عمك و قولت تمام لكن عايزة تسافري لا
-عايزة زين يبعد عن المشاكل دي و...
-اطلعي نامي يا روانا و سيبك من الكلام الفارغ كنت مفكرك عاقلة بس للأسف...
فتح حيدر باب الغرفة و كانت مرام تتمدد على الفراش و ذاهبة في النوم، ابدل ملابسه و بقى بشورت قصير
و اتجه إليها لكي يرفع الغطاء عليها، اتفزعت مرام و قالت:
-في أي؟
-الغطاء كان مكشوف من عليكي
نظرت إليه بتوتر و قالت:
-انت قالع ليه؟
-هنام فيها حاجه؟
اخفضت مرام نظرها و قالت بخجل:
-طيب
حاوط وجهها بيده و قال:
-كملي نومك.
رمشت بعيناها و هي تشعر بالتوتر من وجوده بالقرب منها و قالت:
-انت هتنام جنبي؟
انزل انامله لتستكشف عنقها و قال:
-انتي رايك اي؟
ابتلعت ريقها بصعوبة و قالت:
-انت حر انا مليش...
اطبق على شفتيها و قبلها بنعومة، اندهشت مرام من فعلته و حاولت التملص منه...
ابتعد عنها، نظرت إليه و قالت:
-انت،؟
-انا جوزك و بعدين معملتش حاجه يعني
قامت مرام من على الفراش و قالت بضيق:
-انت خلفت وعدك
سحبها من يدها لتسقط على الفراش و قال:.
-دا ازاي؟
نظرت إليه و قالت بتوتر:
-حيدر لو سمحت خلينا زي ما اتفقنا و...
وضع سبابته على شفتيها و قال:
-مرام انا مرجعتش في كلامي و حتى دا مش عادتي بس الفكرة كلها اننا متجوزين فممكن نعيش حياتنا عادي
تنحنح عندما رأى نظراتها إليها و أكمل مش قصدي أي حاجه من اللي وصلت في دماغك
-ابقى عشيقته لمدة بس هنا الوضع يختلف في حاجه بسيطة و هي أننا متجوزين
-المانع عندك من اي؟
-مش عايزه ابقى مراتك اصلا.
عقد حاجباه في اندهاش و قال:
-بجد؟ و اومال انتي أي؟
-بالاسم بس يعني مثلا انت دكتور بس بالاسم.
-لا خالص الفكرة كلها اني محبتش اكمل في المهنة و كان لازم حد يشيل الشغل لأن تيام كان وقته ضايع في التافهة
-طيب، تصبح على خير بقا
تمددت مرام على الفراش و تطرفت على آخره، و لكنها نظرت خلفها عندما لم تجده و قالت:
-انت مش هتنام؟
-هنام
التفتت مرام بجسدها و وجدته قد تمدد على الاريكة، فصممت و عادت إلى وضعتها...
فتح تيام الباب و ترك صنيه الطعام على الطاولة، فاقت ديمة فهي لم تنم من الأساس و قالت:
-هفضل محبوسة كدا يعني؟
-افطري و بعدين...
قطعته ديمة بعصبية و قالت:
-مش عايزة، بس افهم انك بتندمي على اني وثقت فيك
سحبها من معصمها بقوة و قال بغضب:
-طب عايزاني اعمل اي اقولك برافو عليكي، روحي كملي في طريقك المبشر بالخير
-مش من حقك تمعني
-مش مراتي مثلا؟، و لو مش هعرف امنعك بالذوق همنعك بالعافية
تنهدت ديمة بنفاذ صبر و قالت:.
-يا تيام ارجوك كفاية لحد كدا و سيبني في حالي و انا مش هبعد العيال عنك
-مش هسيبك و بعدين هو ابوكي عارف الحوار دا؟
-هرفع قضية خلع
-لما تخرجي الأول من هنا و بعدين مش يمكن انا اللي ازهق منك.
نظرت ديمة إليه بضيق و قالت:
-والله؟
-انتِ متأكدة اني اقدر احرق دمك، فسييك من الهبل دا
-لا انت حارق دمي على طول يا تيام مش فارقة كتير
دفعها ليلصق ذراعها بالحائط و قال:
-و بعدين يا ديمة، لو كملتي هتخسري عيالك.
ابتسمت ديمة ببرود غريب انت بتهددني بعيال مكنتش عايزهم
-في الاخر عيالي، ديمة لو عايزة نبدأ من الاول.
-الأول؟! و انت بقا هتغير اي فيك، تيام انت لحد دلوقتي محدش يعرف انك متجوز اصلا متخيل اننا اتجوزنا مرتين و معايا عيال منك و اصلا محدش يعرف، طب تقدر تفسر دا بأي، سيبك من دي علاقات المقرفة اللي مازالت مستمرة اخرهم كانت رزان هتستمر لحد امتى؟، تيام حقيقي انا مش هقبل بكل دا و حتى تقولي الطريق، روح اعدل طريقك انت الاول و بعدين كلمني...
دفعته ديمة لتخرج من الغرفة و هبطت إلى الأسفل لترى سليم و تيا.
سألت الخدامة عنها قائلة هو فين سليم و تيا؟
-تيام بيه...
قطع تيام حديثها و أكمل هو ما قولتلك مش هتمشي و لو خرجتي برا البيت انسى انك تشوفي عيالك تاني.