رواية تحت جنح الظلام الجزء الثاني للكاتبة أسماء صلاح الفصل الرابع
دلفت ديمة إلى الغرفة راكضة فذلك الخبر لم يكن يسيراً عليها ابدا، كانت عيناها اغُرقت بالدموع و اقتربت منه و قالت ببكاء: -تيام اكيد مش هتموت صح...
اجهشت بالبكاء بشده و قالت بتوسل و هي تمسك بيده والله لو حصلك حاجه، لأكون موته نفسي، انا مكنتش مصدقة روانا
-و على أي؟
رفعت ديمة رأسها لكي تتأكد بأنها استمعت إلى صوته و قالت: -انت سمعتني؟
أزال تيام الأجهزة و قال: -اها شوفتي جيتي على ملي وشك ازاي؟
ديمة بعدم استيعاب: -انتم بتتضحكوا عليا؟ انت مجنون...
همت لتذهب و لكنها وجدت الباب قد أغلق و قالت بعصبية: -أي الجنان دا؟ تيام انا سايبه البيت و نزلت من ورا ماما و انت بتهزر
-مش هينفع تتجوزي حاتم يا ديمة
ديمة بسخرية: -و انت مين عشان تقرر دا أصلا، ، تيام من فضلك كفاية لحد كدا، انا خلاص كويسه و مش عايزة منك اي حاجه
اقترب تيام منها و قال: -ديمة لازم نتجوز.
-مستحيل انا مستحيل اتجوزك تمام، و بعدين مش انت خاطب و هتتجوز قريب مالك بيا بقا
ابتسم تيام و قبل شفتيها بخفة و قال: -غيرانة
زفرت ديمة بغضب و قالت: -ليه بحبك مثلا؟
-و انا كمان
صمتت ديمة و نظرت إليه و قالت: -أي؟
-زيك، بصي حاتم مش مناسب ليكي هنتجوز و بعدين هطلقك بس مفيش طريقة تانيه امنعك بيها و انتي مش هترجعي عند أمك تاني سواء بمزاجك أو غصبن عنك...
ديمة بدهشة و قلق ازاي مش هرجع؟
امسك بمعصمها و قربها منه و قال: -هتجوزك
-ماما مش هتوافق و...
قطعها تيام و قال: -متقلقيش هتوافق...
-بس انا مش موافقة و لو انت عايزة تتجوزني عشان حاتم فأنا بقولك لا
-يعني لو عايز اتجوزك عشان...
قطعته ديمة و قالت: -انا مش موافقة و بعدين انت حتى مسالتش عليا؟
-كنت مشغول
-طيب، انا عايزة امشي من فضلك لاني بجد مغفلة عشان جيت أجرى زي الهبله كدا...
سحبت يدها منه و ذهبت لتحاول فتح الباب و طرقت عليه قائلة: -روانا افتحي...
شعرت به خلفها و وضع مناديل ليكتم انفاسها و قال قولتلك مش هتمشي يا ديمة،.
استيقظت ديمة و تثاءبت بتكاسل فهي لا تعلم كيف غفت و لكنها عندما نظرت حولها عملت بأنها ليست في منزلها
قامت مفزوعة و تسيبت اعصابها عندما استنتجت بأنها عاريه...
لم تفهم ماذا حدث و كيف جاءت إلى هنا فاخر شئ تتذكره عندما كانت معه في المستشفى.
دلف إلى الغرفة، نظرت له ديمة باستهجان و قالت: -هو اي اللي حصل؟
-و لا حاجه بس عشان توافقي تتجوزيني
ديمة بدهشة و عدم استيعاب: -نعم؟
جلس على طرف الفراش أمامها و حدقت بعيناها و قال ببرود: -مخلتيش حل تاني و بكدا مش هتعرفي تتجوزي حاتم
رمشت بعيناها و قالت بصدمة: -يعني اغتصبتني؟
-اها مش قولتلك و انتي رفضتي
صاحت به بغضب و قالت: -أنت مجنون صح لو فاكر انك كدا بتلوي دراعي تبقى غلطان متنساش إننا اتجوزنا قبل كدا
بسطت كفه على جانب وجهها و قال: -تفتكري إني مش عامل حساب لكل حاجه.
أبعدت يده عنها و قالت بعصبية: -مش هتجوزك.
جز على أسنانه و قال ببرود: -مفيش حل قدامك غير دا متقلقيش انا قفلت كل حاجه و انتي هتوافقي بمزاجك...
هبطت دموعها لتغرق وجنتها و قالت ببكاء: -اخرج برا مش طايقه أشوف وشك
عقد حاجباه و تنهد قائلا: -ماشي...
خرج تيام من الغرفة و أغلق الباب خلفه، اجهشت ديمة في البكاء فهو دائما ما يخذلها و يخون ثقتها به...
قامت و ارتديت ملابسها و بعد ذلك جلست على الاريكة و حاوطت ركبتيها بيداها و دفنت وجهها بين ساقيها و أخذت تبكي بشدة، دخل تيام إلى الغرفة، و تنهد و اقترب منها ليجلس أمامها جاثياَ على ركبتيه و قال: -ديمة لو سمحتي بطلي عياط
رفعت رأسها لكي تنظر له و قالت ببكاء: -اطلع برا...
أمسك بيداها التي كانت ترتعش و جلس بجوارها و قال: -ديمة اهدي
سحبت ديمة يداها و قالت بصراخ: -ابعد عني...
ضمها إلى صدره و حاوطها بين ذراعيه رغما عنها و قال: -حاضر
ديمة ببكاء: -انا مش فاهمة انتم ليه كلكم بتضحكوا عليا،!
رتب على ظهرها برفق و بعد ذلك ابتعد عنها قائلة: -ديمة انتي كدا مش هتستفادي حاجه تمام غير انك هتصعبيها على نفسك و خلال يومين هنكون اتجوزنا
قام تيام و ذهب من الغرفة، و جلس بالخارج و اتصل بروانا التي ذهبت إليه و هي لا تفهم شئ منه...
-انت و هي هنا ليه اصلا؟
تيام بضيق: -ونبي يا روانا خليكي ساكته، و اقعدي معاها لتعمل في نفسها حاجه
روانا بصدمة: -انت عملت فيها أي؟
تيام بتعجب: -هو انا عارف اعمل حاجه اصلا!؟
و تركها و ذهب، اتجهت روانا إلى الغرفة و تركت الباب و دخلت و اصدمت عندما راتها تجلس باكية و قالت: -ديمة
نظرت لها ديمة و قالت: -ليه كدبتي عليا؟
-كنت عايزاكم ترجعوا لبعض؟ هو اي اللي حصل.
اجهشت ديمة بالبكاء و دفنت وجهها بين كفيها و قالت: -اخوكي لما عرف اني هتجوز قرر يغتصبني و يتجوزني بالعافية بس بيحلم و مش هيحصل
روانا بعدم اقتناع: -بجد؟
-هو قال كدا و بعدين انا صحيت لاقيت نفسي هنا و عريانه
-طب هو قالك انه عايز يتجوزك ليه؟
-عشان هتجوز حاتم، لأنه سعادته معندوش مشكلة اتجوز اي حد ماعدا حاتم
-انتي رفضتي؟
-اها.
عقدت روانا حاجبيها و قالت: -انتي لسه مش متأكدة مش جايز يكون بيوهمك، و بعدين ما انتم كنتوا متجوزين قبل كدا...
ديمة ببكاء: -اكيد لا.
-يا بنتي فكري شوية انتي بتصدقي اي حاجه و خلاص و بعدين يعني انتي تتوقعي أن تيام هيعمل معاكي حاجه زي كدا و سوري يا ديمة هو عايز كدا مكنش نيمك ولا حاجه انا اخويا بجح
ابتلعت ديمة ريقها و قالت: -حتى لو لا، انا مش عايزاها.
نظرت لها روانا بعدم تصديق و قالت: -و انتي مستعدة تتجوزي حاتم يا ديمة؟ فكري كويس لأن في قرارات ممكن نندم عليها طول حياتنا عارفه ان أخويا في عيوب كتيره و مفيش حد هيستحملها بس انتي بتحبي و هو بيحبك...
زفرت ديمة بحنق و قالت بعصبية: -انا مش بحبه، و بعدين تقدري تقوليلي كان فين و انا في المستشفى سابني و مشى تعرفي اني كنت مش عايزة حاجه غير اني اشوفه اول ما افوق بس دا محصلش صحيت لاقيتكم كلكم ماعدا هو و لاقيت ماما و حاتم...
تنهدت روانا و قالت: -مش كل اللي جنبك موجود عشانك يا ديمة، ، و بعدين انتي و لا مرتاحة مع مامتك و لا هترتاحي مع حاتم لأنه كان مجرد صديق و متنسيش أن مفيش راجل هيسيب مراته بعيده عنه...
ديمة بنفاذ صبر و سئم: -انا مش عارفه اعمل اي؟
-هقولك بس الاول هننزل دلوقتي و هنرجع تاني
-هنروح فين؟
-عند الدكتورة عشان تتأكدي بنفسك...
نزل حيدر إلى الدور السفلي بالمنزل و فتح باب الغرفة التي جعلهم يضعوها بها، كانت مرام نائمة على الفراش و تنكمش على نفسها، زفر حيدر بحنق و قال: -انتي...
تنهد بضيق عندما رأى الطعام كما هو فهي لم تتناول شئ منذ أن جاءت، رفع عليها الغطاء بالغرفة بادرة للغاية...
شعرت مرام بشئ وضع فوقها و قامت بفزع و عندما وجدته قالت: -أي؟
-كُلي لأنك يا هتموتي من الجوع يا هتموتي من الخوف.
مرام بعناد: -مش عايزة اكل و انا مش خايفه
حيدر بتعجب: -دا بجد!؟
نظرت إليه و حدقت بعيناه و قالت: -اها، اتعودت مخافش و بعدين لو عمري هينتهي على ايدك فيبقى قدري
حيدر بسخرية: -حلو الشجاعة حتى الرمق الأخير
-مش شجاعة بس لو جربت احساس انك تقع و تقوم بصعوبة مش هيبقى دا كلامك...
قطب ما بين حاجبياه و قال: -تمام بس متنسيش انك لحد دلوقتي عايشه بس كمان شوية ممكن تبقى ميته
-عادي، يعني و انت حابسني كدا مش ميته؟
-تمام يا قطة، بصراحة اني بندم للمرة الثالثة عشان مخلصتش عليكي من اول يوم شوفتك في، بس اوعدك مش هتشوفي الشارع تاني...
نظرت له مرام و تجمعت الدموع بعيناها فهي تعلم بأنها لم تجد أحد ليبحث عنها حتى و قالت: -طول ما عايشه هحاول أخرج و اعرف اني هبقي اللعنة اللي هتطاردك
ابتسم حيدر بعدم تصديق و قال: -هبله...
نظرت مرام على باب الغرفة الذي كان مفتوح و قامت من على الفراش و كانت تبحث عن شئ لتقتله و تتخلص منه.
حيدر بسخرية: -متفكريش و بعدين لو عرفتي تثبتي جوز أمك الاهطل فانا لا، يعني مثلا تفكيرك الشيطاني بيقولك دوري على أي حاجه تقتلي بيها عشان تخرجي.
-طب انا هفضل هنا لحد امتى؟
-مش عارف لسه هفكر لحد ما اشوفلك حاجه تجيب أجلك...
ناهد بقلق: -معرفش يا حاتم اكيد ابن الكلب هو اللي خدها
حاتم بعصبية: -والله ما هرحمه مش على الآخر الزمن هنكون تحت رحمته
دخل تيام إلى الحديقة و قال: -جيت من غير ميعاد بس ربنا أراد اني اشوفكم مع بعض
التفت حاتم إليه و قال: -انت جاي هنا ليه؟
-ما بلاش انت تتكلم لأنك هنا بتنفذ أوامر المدام و خلاص
كور حاتم قبضته بغضب و أتى ليقترب منه و لكن أوقفته ناهد قائلة: -ديمة فين يا تيام؟
-هنتجوز
ناهد بصدمة: -نعم.
حاتم بغضب: -و مين قالك اننا هنوافق
ابتسم تيام ببرود و قال: -تفتكر انا جاي اخد رايكم بس عارفه انك هتعملي دوشة فقولت اخلص منها
ناهد بتحذير: -إياك تفكر ان ناهد الألفي بيتلوي دراعها فاهم و انا هكلم ابوك
أمسكت بهاتفها لكي تتصل بحامد و اقترب تيام منها قائلا: -...
نظرت له بذهول فهي لا تصدق ما قاله...