قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية تحت جنح الظلام الجزء الثاني للكاتبة أسماء صلاح الفصل الرابع والعشرون

رواية تحت جنح الظلام الجزء الثاني للكاتبة أسماء صلاح الفصل الرابع والعشرون

رواية تحت جنح الظلام الجزء الثاني للكاتبة أسماء صلاح الفصل الرابع والعشرون

توترت ديمة و دلفت خلفه قائلة: -تشرب اي؟
-اقعدي
جلست ديمة و أخذت تفرك أصابعها بارتباك منتظرة حديثه الذي اشعل فضولها
-بصي انتي هتسيبي تيام و تبعدي عنه نهائي و الا؟
-و الا اي؟ تيام جوزي على فكرة
نظر إليها باندهاش و قال: -انتي بنت ناهد و انا مستحيل أقبل أن احفادي يكونوا منك
ديمة بسخرية: -بصراحة انتم عيلة غريبة جدا و بعدين هو ابنك عايز يخلف اصلا أظن انك عارف السبب
-مش يمكن مش عايز منك انتِ.

ابتلعت ديمة ريقها و قالت: -و حلا
-حلا كانت حته بنت ملهاش لأزمة اتجوزها عندا فيا مش اكتر و في الاخر ماتت و مبقاش ليها وجود و انتِ يا تسمعي الكلام يا هقتلك و بعدين تيام مش هيعمل حاجة جايز يزعل شوية و بعدها مش هتيجي على باله اصلا و دا غير اني مش عارف هو عاجبه فيكي اي؟

صمتت ديمة لوهلة و قالت بجدية: -حتى لو سيبته هخلي يجري ورايا و بعدين لو متعرفش يعني أنه بيحبني اوي، و برضو ممكن اتصل به و اقوله انك جاي تهددني و تخوفني في بيتي
نظر إليها بوجوم و قال بضيق: -واضح انك فعلا مش سهلة بس اوعدك انه هيسيبك و يرميكي زي ما اهلك عملوا
لم تحمل ديمة حديثه و قطعته قائلة بحدة: -ياريت تتفضل من غير مطرود...
حامد بذهول: -انتِ بتطردني من بيت ابني، اوعدك اني هندمك.

ذهبت ديمة إليها مسرعة فهي عملت من صوتها بأنها في ورطة
ديمة بقلق: -مالك يا مرام في أي؟
اجهشت مرام بالبكاء و قالت بحيرة: -مصيبة يا ديمة و حقيقي مش عارفه هعمل اي؟
شعرت ديمة بالقلق من اجلها و قالت باهتمام: -في أي طيب قوليلي؟
-انا حامل...
لم تصدقها ديمة و قالت بعدم فهم حامل ازاي مش فاهمة؟
-ديمة انا بتكلم جد انا حامل و تقريبا شهر أو شهر و نص
-من مين؟ و ازاي.

ابتلعت مرام ريقها و قالت: -مش هعرف اقولك، انا عايزة أنزله
كانت ديمة تنظر إليها في حيرة و عدم استيعاب و قالت: -ازاي يا مرام بجد مش مصدقة؟
-انا اتصلت بالدكتور اللي عمل عملية إجهاض لتالين و هروحله بكرا، هتيجي معايا
اومأت ديمة برأسها في استياء و قالت: -هاجي بس المفروض والد الطفل دا يعرف، هو حد نعرفه طيب؟
صمتت مرام و اخفضت رأسها في الأرض و كانت دموعها تسيل على وجنتها في هدوء...

توقفت ديمة عن الحديث هي الأخرى، و قامت لتحضر إليها عصير و خرجت لتعطيها اياه و بقت معها حتى انقضى الوقت و جاءت تالين فقالت باستغراب: -تالين؟
تنهدت مرام و قالت: -تالين قاعدة عندي يومين عشان متخانقه مع جوزها
نظرت ديمة إليهم و أخذت حقيبتها قائلة: -نبقى نتقابل بكرا بقا...
تالين بحرج: -اسفه يا مرام
-مفيش حاجه يا تالين
تالين بتساؤل: -مالك؟، و حتى منزلتش الشغل؟
-تعبانة شوية...

هنا بصراخ: -انا مش موافقة يا ماما بجد انتي قررتي تتجوزي بالبساطة دي
-اعمل اي؟ مش من حقي اعيش حياتي و اتجوز
-بجد تتجوزي من سامي الحديدي و انتي عارفه سمعته عامله ازاي؟
مايا باندهاش: -ما انتي بتكلمه ابنه و لا فاكره اني معرفش، بصي يا هنا انا ربيتك مع اني كنت مخلفكي و انا في عمرك كدا و قولت المهم انتي و بعدين ركزي مع ابوكي لأنه لو اتجوز هتخسري كتير...
زفرت هنا بحنق و قالت بانفعال: -تمام براحتكم...

خرجت هنا و تركت المنزل غير مستمعة لنداء والدتها...

انتهت ديمة من تحضير العشاء و وضعته على الطاولة مع وضع بعض الشموع الحمراء
و نظرت إلى هاتفها فهي اتصلت به منذ قليل و أخبرته بأنها متعبة...
فتح تيام الباب و دلف إلى الشقة و اندهش عندما وجد الطعام الموجود على الطاولة، خرجت ديمة من الغرفة و قالت: -تيام
-مقلب صح؟
ابتسمت ديمة و اقتربت منه، حاوطت عنقه بذراعيها و قالت: -اعمل اي بقا عايزة نقضي وقت مع بعض بدل ما انت على طول في الشغل كدا...

قبل شفتيها بشوق و قال: -لو كنتي قولتي كنت هاجي برضو.
ابتعدت ديمة عنه و قالت: -طب ادخل غير و بعدين تعال عشان ناكل
-طب ما تيجي معايا
-تيام ادخل غير لو سمحت
استجاب لطلبها و دلف إلى الغرفة و مر دقائق و بعد ذلك خرج و جلس بجوارها على السفرة و قال: -اهدار الوقت.
ابتسمت ديمة و بدأت في تناول صحنها و كذلك هو الذي كان يختلس إليها النظرات...
انتهوا من تناول الطعام و كان تيام ينظر ما تنوي فعله في تلك الليلة...

خرجت ديمة من المطبخ و هي تحمل كأسين من القهوة و قالت: -تعال نقعد في البلكونة شوية
نظر تيام إليها و قال: -البسي و بعدين تعالي
تنهدت ديمة و قالت: -حاضر...
دلفت ديمة إلى الغرفة و ارتديت الروب الخاص بقميصها و ذهبت إليه و قالت: -سرحان في أي؟
-قولي اللي انتِ عايزاها على طول مش محتاجة كل المقدمات دي.

رفعت ديمة عينها لتقابله و لم تنطق بشيء فهي تريد اخباره بعدة أشياء منهم ذهابها لحاتم، امسك بيدها و رفعها ليقبلها قائلا: -مالك؟ ابتلعت ريقها و تراجعت عن اخباره قائلة: -مفيش حاجه، أنا بس مش عايزة نبعد عن بعض...
حاوط وجهها بين كفيه و قال: -مستحيل ابعد عنك...
انحني على شفتيها ليقبلها برقة، أوصدت عيناها لتبادله تلك القبلة العاشقة، فهي تشعر بأن حبها له يتضاعف حتى ما تعلمه عنه لم يأثر عليها...

أبتعد عنها و لف ذراعه حول خصرها و الآخر خلف ركبتيها، شهقت ديمة متفاجئة و قالت: -تيام...
-الجو برد هنا
ابتسمت ديمة و قالت: -والله، طب و القهوة؟
-نبقى نشربها في وقت تاني في حاجات أهم دلوقتي...
دلف إلى غرفتهم و انزلها على الفراش برفق، عضت على شفاه السفلية و قالت: -تيام...
وضع سبابته على ثغرها ليوقفها و فك ربطة الروب الخاص بها و انحني عليها ليضع قبلات متفرقة علي عنقها، تعالت ضربات قلبها و أخذت تدق بقوة...

انزل حملات قميصها الرفيعة ببطء، مع وضع قبلات ساخنة كانت تجعلها تشعر بارتفاع حرارة جسدها و كأنها تشتعل بين يداه، ارتفع ليقبل شفتيها التي يعشق مذاقها و بعد ذلك هبط ليلثم ثدييها، طابعا علامات مليكته الخاصة عليها...
ديمة بقلق و توتر: -تيام انا عايزة اقولك على حاجه
ابتعد عمها قليلا ليجعلها تقول ما تريده و قال: -في أي يا ديمة،؟
ازدارت ريقها بارتباك و قالت: -...

كانت مرام تجلس على الاريكة و مازالت تفكر في تلك الورطة فهي تشعر بالقلق و الخوف الزائد...
و لكن هي من وضعت نفسها في ذلك المأزق المروع، و سوف تدفع نتيجته، وضعت تالين فنجان القهوة أمامها و قالت: -مرام
انتبهت مرام إليها و قالت: -شكرا.

كانت تالين تلاحظ تغيرها و لكنها صمتت فهي لا تريد التدخل بشؤونها، استعموا إلى جرس الباب و ذهبت تالين لتفتح و تعجبت من وجود شاب في أواخر الثلاثينيات يقف أمامها و لكنه يبدو غريبا فهي لم تراه من قبل و قالت: -مين؟
-دي شقة الإنسة مرام
-ايوه مين حضرتك؟
تنهد قائلا: -انتي مرام
عقدت حاجبياها و قالت في استهجان: -لا أنا صاحبتها مين انت؟
-طب عايز اشوفها من فضلك، أنا اخوها...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة