رواية تحت جنح الظلام الجزء الثاني للكاتبة أسماء صلاح الفصل الخامس والعشرون
ازدارت ديمة ريقها بتوتر و قالت: -انا...
كان ينظر إليها منتظر ما ستقوله، و قال بضيق: -قولي يا ديمة في أي؟ لو مش عايزة عادي يعني مش هغصبك على حاجه
فركت يداها بارتباك و بدأت تشعر بحبات العرق البادرة تتوسط وجنتها و قالت: -مش كدا بس...
تنهد تيام و قال: -ايوه في أي؟
صمتت ديمة و اخفضت وجهها في الأرض فهي لحد الان لا تسطيع أخبرها بأنها مازالت حامل بطفلهم، و انها تخشى أن يحدث شئ له خصوصا بأنها مازالت في الشهور الاولي.
قام تيام و ارتدى سرواله و بعد ذلك جلس أمامها قائلا: -ديمة لو في حاجه قوليلي
-مش هينفع اقولك عشان...
قطعهم رنين هاتفها، فمددت يدها ر أخذته و أجابت مرام
مرام ببكاء: -انا في مصيبة يا ديمة تعاليلي...
أغلقت ديمة و نظرت إلى تيام و قالت: -انا هنزل دلوقتي مرام بتقول في مصيبة
-تمام هاجي اوصلك...
تالين بذهول: -اخوها...
فهي تعلم بأن مرام ليس لديها عائلة من الأساس فكيف ظهر إليها اخ فجأة، و تركته و دلفت إلى الداخل و قالت: -مرام في واحد بيقول انه اخوكي برا...
ضحكت مرام ظنا بانها تمزح معها و قالت: -أي الهزار دا؟
طرق مالك على الباب و سعل و دخل قائلا لكي ينهي النقاش فهو يريد رؤية اخته مش بتهزر يا مرام
قامت مرام و نظرت له بتعجب و قالت: -اخويا ازاي؟ انت مين؟
-انا مالك اخوكي، والدنا واحد...
مرام بعدم استيعاب: -واضح انك أهبل، يعني جايلي دلوقتي و بتقولي اخوكي و والدنا واحد، مين مسلطك عليا بقا هات من الاخر.
تنهد مالك و قال: -استغفر الله العظيم، يا بنتي انا لسه عارف دلوقتي و بعدين شوفي البطاقة و لا مش عارفه اسم ابوكي
هزت مرام رأسها نافيه فهي لا تريد تصديق ما يقول، و ركضت لتتجه ناحية غرفتها و صفعت الباب بقوة
شعر على وجه الاستياء، فقالت تالين: -تشرب اي؟
-انا مش بكدب.
تالين بحيرة: -طب اتفضل و انا هروح اتكلم معاها...
كانت تالين تدق عليها الباب و تحاول محادثتها من خلفه و لكنه بدون جدوى، حتى وصل تيام و ديمة و استمتعت إلى صوتهم بالخارج
تعجب تيام من رؤيته و قال: -مين؟
رفع مالك نظره و قال بارتباك فهو لا يعلم شئ عن حياتها أم أنها كما قال عمه مالك، اخوه مرام
ديمة بصدمة: -اخوها ازاي يعني؟ مرام معندهاش اخوات...
كان مالك يشعر بالضيق فهو محاصر وسط أسئلة و لم يهدأ احد لكي يجيب و قال: -عندك حق و انا عرفت من عمي و جيت عشان اشوف اختي
تيام بسخرية: -بجد و جاي تشوف اختك اللي عندها 25 سنه لأول مرة طب ازاي؟
-مكنش ذنبي و بعدين انت مين؟
ردت ديمة بإيجاز: -تيام جوزي و انا ابقى صاحبتها
خرجت مرام مع تالين و قالت بعصبية: -واحد جاي يكذب يا ديمة
اقتربت ديمة منها و ضمتها إليها لتربت عليها و قالت: -اهدي يا حبيبتي...
-طب عرفت انها اختك ازاي بقا...
جلسوا جميعا لكي يسمعوا منه، فبدأ قائلا: -والدة مرام كانت زوجة تانية
مرام بغضب: -بجد و انا المفروض أصدق بقا، بابا مكنش عنده اولاد غيري انا...
تنهد مالك بسئم و اردف و بعد ما اتجوز والدة مرام، امي طلبت منه الطلاق مقابل انها تاخدني انا و رنا
مرام بتهكم: -كمان في رنا
نظر إليها تيام و قال: -اسكتي يا مرام خلي يكمل كلامه.
-و بعد مشاكل طلقها و رجعت امي اسكندرية و عاشت مع أهلها حتى ما توفها الله
تيام باستغراب: -طب و ابوك مكنش بيسأل عليكم؟
-كان بيسأل و بيجي يزورنا بس عمره ما قالنا مكان عيشته مع مراته الجديدة، و لما اتقطعت اخباره عرفنا انه مات من جدي الله يرحمه. و دلوقتي عمي كلمني علي غير عادته و قالي انه عايز يشوفني و طبعا كان الموضوع يخص مرام...
مرام بتساؤل: -و انت جاي تعمل اي بقا؟
-لما عمي يكلمني و يعرفني اني عندي اخت عايشه لوحدها فيبقى لازم اجي و اشوفها...
مرام بسخرية: -والله، أنا مش محتاجة حاجه من حد و كل كلامك دا ملهوش لأزمة بالنسبالي أنا معنديش اخوات
-انا بكلمك لحد دلوقتي بالحسنة لكن بعد كدا لا، و انتي هتعيشي معايا انا و اختك
تنهد تيام و قال: -من الاخر كدا مرام مش هتتحرك من مكانها اخوها بقا ابوها ميلزمناش
مالك بغضب: -و انا مش بتهدد، و جهزي نفسك.
تيام ببرود: -على فكرة انا بتكلم جد، و بعدين هي كبيرة مش طفلة
-ميصحش انها تقعد لوحدها و ليها أهل و بعدين أحنا ناس معروفين بأخلاقنا اللي الهانم بوظتها...
قامت مرام و قالت بانفعال: -اطلع برا و لو فكرت تتعرض ليا تاني هبلغ عنك.
مالك باندهاش: -و اديني حذرتك يا بنت ابويا و جيت لحد عندك و كلمتك، و انا مش جاي عشان أذيكي
-و انا مش عايزة حاجه من حد...
ذهب مالك بعد ذلك فورا، تنهدت مرام بحزن و دخلت إلى غرفتها فهي لا تستطيع استيعاب ذلك الفيلم الذي تقدم من اجلها الان...
تنهدت ديمة باستياء و قالت: -احنا هنمشي، من فضلك لو حصل حاجه ابقى قوليلي
تيام باستغراب: -هو انتي بتعملي اي هنا؟
-قاعده عند مرام يومين
-ليه؟
-عادي.
دلفت ديمة إلى الغرفة فهي لا تريده أن يسألها عن شئ، ابدلت ملابسها و همت لتذهب إلى فراشها
اوقفها تيام عندما دخل إلى الغرفة و قال: -مش هتكملي كنتي هتقولي اي؟
تنهدت ديمة و قالت بتردد: -مفيش حاجه يا تيام...
-ديمة مش طالب منك حاجه بس على الاقل اعرف مالك، مش طبيعي انك تبقى عايزة تبعدي و احنا مع بعض
-عادي يا تيام حسيت اني عايزة عادي يعني...
-براحتك يا ديمة.
أمسكت ديمة يده و قالت: -تيام انا مش هعرف اقولك السبب دلوقتي بس والله مفيش اي حاجه...
-طيب، تصبحي على خير
وقفت على أطرافها و أطبقت بشفتيها على شفتيه و بعد ذلك ابتعدت عنه قائلة: -و انت بخير، انا بكرا هروح لمرام
-ماشي...
وصلت ديمة إلى العيادة مع مرام، و كانت تالين معاهم فمرام اخبرتها...
مرام بقلق: -انا قلقانه جدا من العملية دي
رتبت عليها تالين و قالت: -متقلقيش، الدكتور قال انها سهلة و هتروحي في نفس اليوم
دلفت مرام إلى الغرفة لتسعد إلى العملية و كانت تالين و ديمة ينتظران بالخارج...
و بعد مرور 40 دقيقة خرج الطبيب من الغرفة و قال: -العملية نجحت بس الأفضل تتنقل على مستشفى، لأن في إحتمالية حدوث نزيف.
ديمة بدهشة: -نعم و حضرتك؟
-انا عملت الإجهاض و العملية ناجحة بس انا بتكلم في المضاعفات، هي كمان ثواني و هتفوق
دخلت ديمة إليها و شعرت بالحزن على ما حل بصديقتها فهي حتى لا تعلم من والد ذلك الطفل. ، استعادت مرام وعيها و قالت بتعب: -ديمة.
-العملية نجحت يا حبيبتي بس الدكتور قال المفروض تروحي مستشفى
-لا انا هروح على البيت.
ساعدتها ديمة و بعد ذلك عادوا إلى المنزل، اسندتها تالين لتنام على الفراش و قالت: -مرام انتي تعبانة جدا واضح عليكي
ابتلعت مرام ريقها و أوصدت عيناها و قالت: -انا تمام...
خرجت تالين و قالت: -انا هعملها الاكل يمكن تتحسن
-تمام و انا هنزل اجيب العلاج و اطلع على طول...
ذهبت ديمة لتحضر الأودية من الصيدلية التي كانت في أول الشارع و لم تكن بعيدة عن منزل مرام...
دلفت إلى الصيدلية و أحضرت ما أرادت و بعد ذلك خرجت و لكن تم سحبها في سيارة مرت من جوارها و كتم نفسها لتمنع عن صراخ و خلال ثواني كانت فقدت وعيها...
استغربت تالين من تأخير ديمة و عندما رن الجرس ذهبت لتفتح و لكنها اندهشت عندما وجدت فريد أمامها و قالت بصدمة: -فريد
-اهلا بال.
دفعها بعنف لتسقط على الارض و دلف و أغلق الباب و قال: -و دلوقتى حلال فيكي الموت، قتلت ابني بدل المرة و اتنين و نهايته عايزة ترفعي عليا قضية خلع، بالمحامية الخيبة دي.
تأبين بتوتر: -فريد ارجوك بلاش تهور، أنا...
قطعها بصفعة قوية و قال: -اخرسي، انا هسيبك جثة هامدة و ابقى خلي ال بتاعك يجيب حقك و لا صحيح انتي ملكيش لأزمة هو يهمه مراته
ضحك بسخرية: -بس خلاص مبقاش في ديمة كمان، اشهدي على روحك يا بنت.