رواية تحت جنح الظلام الجزء الثاني للكاتبة أسماء صلاح الفصل الرابع والثلاثون
رزان بتعجب: -ديمة انا مش فاهمة
عقدت ديمة ساعديها و نظرت إليه بغضب و قالت: -تيام يبقى جوزي
رزان بدهشة: -أي؟
قام تيام و قال بهدوء: -اتفضلي يا ديمة...
كانت تنظر له منتظرة ذهابه هو الاخر، امسك بذراعها و خرجوا
دفعها بداخل الشقة و قال: -انتي اتجننتي؟
-لا بس شايفه جوزي داخل شقة واحدة قدامي المفروض اعمل اي؟، من الاخر كدا انا حره و من حقيقي اعدل تصرفات ابو عيالي.
تيام بامتعاض: -مريضة بجد، ديمة انتي مقتنعة بكلامك
-لما نطلق هبقي وقتها مليش دعوة بحاجه...
-احنا منفصلين فعلا يا ديمة و حاجات كتير تثبت دا
-يعني انت سيبت كل الناس و جاي تخوني مع رزان
-أول مرة أشوف واحدة بتغير على واحد طالبة الطلاق منه
زفرت ديمة بحنق و قالت بانفعال: -مش دي المشكلة، لوسمحت خد بالك من تصرفاتك دي مش غيرة، بس انت ابو عيالي و لازم تحسن من نفسك.
امتعضت ملامح وجه و قال بتعجب: -والله؟! يعني دا كل الحوار؟
عقدت ذراعيها إمام صدر و قالت بعدم اهتمام: -اها اومال عشان اي؟
-براحتك بس انا حر يا ديمة تمام؟
جزت على اسنانها بغضب و رمقته بنظرات نارية و قالت: -هتبقى حر لما اموت بقا
سحبها من معصمها و حاوط خصرها بذراعه قائلا: -مقدرش اعيش من غيرك اصلا
ازدارت ريقها بارتباك فهو حقا يجعلها تفقد صوابها و قالت: -بجد؟ اومال...
قطعها قائلا: -المرادي كل حاجه بإرادتك بس اخر ما ازهق هجبرك أنكِ تبقى معايا غصبن عنك
ديمة بدهشة: -دا بجد؟! انت بتهددني يعني؟
-فكري كويس يا ديمة و القرار في ايدك انتِ، أنا فعلا ممكن اجبرك انك تبقى معايا بأني هاخد العيال منك
ابتلعت ديمة ريقها و قالت بتردد: -ازاي؟
-هرفع قضية و اخدهم بالقانون خصوصا بعد ما اثبت بأنك غير مؤهلة لتربية الأطفال و انك كنتي مريضة و بتتعالجي.
ابتعدت ديمة عنه و قالت بصدمة: -يعني هتستغل كل حاجه تعرفها ضدي، و عايز تخليني مجنونة قدام الناس
-مش هطلقك
-انا هدخل انام عشان السفر الصبح
اقترب منها و قبل جبينها بعمق و قال: -تصبحي على خير يا حلوتي
اوصدت عينها اثناء تقربه منها و شعرت بأنفاسه الساخنة تلفح وجهها، تراجعت للخلف و قالت: -هتفضل هنا و لا هتمشي؟
-عايزة اي؟
-براحتك
-هستني هنا كلها ساعات و نتحرك...
-بابا لو سمحت انا عايزة انزل اروح لماما
رفع نظره اليها و قال ببرود: -ليكِ ايام في الاسبوع بتروح فيها و علاقتك بمازن لو مقطعتش هجوزك غصبن عنك
هنا بصدمة: -نعم؟، بابا انا محبوسة هنا بقالي اكتر من سنه حتى جامعتي نقلتها و مبقتش انزل بجد ليه كل دا.؟
-انسى ابن الحديدي لاني مستحيل أوفق عليه و لو عايزة تعيشي كويس نفذي كلامي و صحيح انا هتجوز.
رمشت بعينها في حالة من الصدمة و الدهشة و قالت باستهجان: -تتجوز؟ يعني اي.؟
-انهاردة في المزرعة كمان خمس ساعات كدا، عايزة تيجي اتفضلي
-مين؟ و ليه، في الاخر كمان هعيش مع مرات اب
كل دا ميخصكيش و غير أن مش عايز شغل الحوارات نهائي و أي حركة معاها مش لطيفة هزعلك...
نظرت إليه هنا و غادرت من أمامه و الدموع تغرق وجنتيها فهي لا تصدق بأنها سوف تعيش مع زوجة والدها و تكون تلك حياتها...
كانت رنا تتجول في الغرفة قائلة: -واضح انه غني اوي، كل المزرعة دي بتاعته
نظرت إليها مرام بتعجب و قالت: -رنا من فضلك اقعدي ساكته
لوت رنا فمها في استنكار و جلست على الفراش قائلة: -هيجي حد عشان الميك اب صح؟
-ايوه على وصول، انزلي ساعدي تالين مش صح تكون لوحدها على الأقل مثلي انك اختي و بتحبني قدام الناس و اديني مش هقعد معاكم تاني.
-مرام انا معنديش مشكلة معاكي، بس في نظري هتفضلي بنت الست اللي خدت ابويا مننا و لو مالك طيب و تقبل دا عادي فأنا لا و بعدين الجوازه دي اي واحدة مكانك تحلم بيها
ابتسمت مرام بسخرية و قالت: -المظاهر دائما خداعة يا رنا يمكن انتي اكبر مني بسنه بس مازالتِ محتاجة تتعملي حاجات كتير
-غبية...
دخلت ديمة إلى المنزل فهو إثر بأن يذهبوا إلى القصر اولا و هي كانت تريد العودة إلى شقتها فبالنهاية ذلك لم يصبح منزلها...
-خليتهم يجهزوا أوضه عشان تيا و سليم
نظرت ديمة إليه و كانت تبدو شاردة و قالت: -أي؟
-بقولك خليتهم يجهزوا أوضه لتيا و سليم...
-طب انا عايزة امشي عشان الحق اشوف مرام
-اطلعي غيري و انزلي، هتاخديهم معاكي
-لا هيفضلوا هنا و انا هبقي اخدهم و نروح...
صعدت ديمة إلى غرفة مرام فور وصولها و دخلت بعد أن طرقت الباب و ألقت السلام عليهم فكانت رنا و تالين بالداخل و بالطبع عملت بأنها رنا شقيقتها
همست تالين لرنا قائلة: -تعالى ننزل، عشان ناكد على كل حاجه تحت
عندما خرجوا اقتربت ديمة منها و احتضنها قائلة: -بقى كل دا يحصل و متقوليش.
ابتعدت مرام عنها لتمسح دموعها لكي لا يفسد المكياج و قالت: -حقيقي مكنتش متخيلة اني هوصل لكدا، حتى نادر مجاش و زعل مني و أنا والله غصبن عني
ضمتها ديمة إليها مرة أخرى و رتبت عليها بحنان قائلة: -فترة و هتعدي يا حبيبتي و بعدين حيدر بيقول عليه انه بينفذ كلامه و...
ابتسمت مرام و قالت: -متحاوليش يا ديمة انتِ اصلا سيبتي جوزك اللي بتحبي خوفا على عيالك، حقيقي بتمني انه يبقى راجل و خلال ست شهور ابقى أطلقت.
-هيحصل
-فين تيا و سليم عايزة اشوفهم
-هتشوفهم كبروا و بقوا حلوين اوي، بس انا خايفه يحصلهم حاجه لحد دلوقتي اكيد ابو تيام معرفش و اصلا عايزة تيام يطلقني...
-متأكدة يا ديمة؟
-للأسف لسه بحبه بس بحب تيا و سليم اكتر و هعمل اي حاجه عشانهم
-متنسيش ان بينكم عيال دلوقتي و الطلاق هيكون صعب
-متأكدة بعدها تيام هيعيش عادي، كله كلام هو بس مش مصدق اني عايزة اطلق و لو على عيال عارفه انه مش هيسال.
-تيام بيحبك و كان زعلان جدا لما مشيتي و بدليل اهو معملش حاجه، انتي سيبتي بيتك و جوزك و مشيتي و بعدين يشوفك و انتي معاكي عياله الموقف صعب بصراحة
-طب سيبك و يلا عشان ننزل، المأذون وصل
نزلوا إلى الأسفل، تقدم مالك بخطواته منها و قبل رأسها قائلا: -مبروك يا حبيبتي
بدأ المأذون في مراسم كتب الكتاب و بالطبع لم تحضر هنا ذلك الحفل...
صعدت ديمة إلى الغرفة لتراهم فور وصولها، قبلت تيا و كذلك سليم و التفتت لتخرج
و لكنها وجدته أمامها فقالت: -للأسف ناموا، هفضل هنا انهاردة و بكرا هبقي امشي
-مستغرب جواز مرام من حيدر؟
نظرت له إليه و قالت: -معرفش اسأل اخوك
ذهبت ديمة من الغرفة و تركته، تنهد تيام بحنق و بعد ذلك خرج، و ذهب خلفها قائلا: -و بعدين يا ديمة هنفضل على الحال دا كتير يعني؟
-ماله الحال
-عادي بس لحد دلوقتي مش لاقي سبب واضح.
عقدت ذراعيها و اقتربت منه لتقول: -أي هتقول عليا خاينه زي آخر مرة
-غلطت يا ديمة كان المفروض اتأكد.
-كنت هتتأكد ازاي بقا، على فكرة انا مازالت على علاقة بحاتم و هو اللي ساعديني اخرج من مصر، كان معايا في كل حاجه، انت يا تيام اللي اثبت أنك و لا تنفع زوج و اب حتى، اتجوزنا و حياتنا كانت شبة مستقرة بس اول ما عرفت اني حامل ظهرت كل حاجه بقا، دا غير اني اصلا معرفش حاجه عن حياتك ليه لأنك سعادتك غامض و مش عايز حد يعرف عنه حاجه، واحد بيعمل كل حاجه بمزاجه يبعد يقرب وقت ما يحب، وقت ما بيكون محتاجك بتمشي، عرفت ليه عايزة أطلق.
نظر إليها و قال ببرود: -بكرا هطلقك...
عندما اغلق باب الغرفة توترت مرام و نظرت إليه بترقب منتظرة ما يقول و قالت: -هو ليه جينا هنا؟
-عشان محدش يتكلم كتير و بعدين مش هتفرق الفندق من البيت
ابتلعت مرام ريقها و نظرت إليه بارتباك ملحوظ و قالت: -طب هو انا هقعد فين؟
-اللي يريحك انتِ، عندك المزرعة و عندك الفيلا بس هيكون فيها هنا لأنها عايشه معايا.
دلفت إلى الداخل فهي تريد أن تغير ذلك الفستان الذي شعرت و انه يطبق على انفاسها و يخنقها، أخذت الملابس الموضوعة حتى لم تنظر عليها و اتجهت إلى المرحاض...
و بعد دقائق خرجت و وجدته لم يدلف إلى الداخل حتى، خرجت لترى إذا كان موجود أم لا...
انتبه حيدر إليها و قال: -كنت منتظر خروجك، أنا هسيبك هنا براحتك و الصبح نتقابل في الريسبشن
قطبت حاجباها و قالت باستغراب: -تمام...
ذهب تيام إلى المزرعة فهو طلب من حيدر إحضار المأذون في المساء لكي ينفصل هو و ديمة
حيدر بتساؤل: -انت متأكد
-اها و هي في الطريق خلاص، مرام هنا؟
-ايوه فوق اكيد بتكلم ديمة
-تمام
جلس في انتظارها و انتظار المأذون و بعد مرور بعض الوقت كان وصل الجميع.
سأل المأذون قائلا: -فكرتوا كويس في قراركم
ديمة باقتضاب: -ايوه
تنهد المأذون و قال: -ارمي عليها اليمين يا ابني
نظر تيام إليها و قال: -...