رواية تحت جنح الظلام الجزء الثاني للكاتبة أسماء صلاح الفصل الخامس والثلاثون
-مش هطلق...
قام تيام و تركهم، خرجت ديمة خلفه مسرعة و أوقفته قائلة: -تيام من فضلك بلاش تعمل كدا المأذون منتظر جوه
-مش هطلقك
زفرت ديمة بحنق و قالت: -هو كلام عيال و لا اي؟ تيام من فضلك اتفضل معايا عشان كدا مينفعش
امسك يدها و قربها منه ليحاوط خصرها بذراعه و قال: -أي يخليني أطلق مراتي يعني؟
-يعني هفضل على ذمتك بالعافية تيام فعلا لو مطلقتش بالذوق هضطر أجل للمحكمة
-بحبك.
اخفضت نظرها في الأرض و قالت باستياء: -و انا عايزة اطلق، من فضلك كفاية بقا
-كل اللي كان في دماغك اني بحبك و لا؟ و اديني بقولك بحبك
-على أساس انك مش غلطان؟!
-غلطان تمام و بعدين يا ديمة لو على العيال انا ممكن أخدهم منك
-انسى يا تيام و لو حد قرب من تيا و سليم...
جذبها إليه و قرب وجه منها لتختلط أنفاسهم و قال: -محدش يقدر يقرب منكم يا ديمة بس انا مش عايز أسيبك و هخليكي معايا بأي طريقة.
ابتعدت ديمة عنه و قالت: -و انا مش عايزة، روح اتجوز و عيش حياتك و سيبك مني
حاوط وجهها ليثبت رأسها بين قبضته و التهم شفتيها ليقبلها بشوق و كأنه يبث لها عشقه إليها من خلال تلك القبلة العميقة.
-ليه كدا؟ قولتلك بلاش تقرب مني...
زفر تيام بحنق فهي تستفزه و حملها ليضعها على كتفه متجها إلى السيارة و وضعها بداخلها
ديمة بانفعال: -تيام، مينفعش كدا...
انطلق بالسيارة مسرعا و قال: -اسكتي بدل ما اطلع جناني عليكي...
-انا مش عايزة اروح معاك و بعدين تيا و سليم
-متقلقيش عندي في البيت...
اعتذر حيدر المأذون عما حدث و ذهاب الاثنان
مرام بتعجب: -طب هو ليه قال كدا؟
-تيام شخص سلبي كدا و عنده لامبالاة لكل حاجه فمش هتفرق إذا قال حاجه و رجع فيها
-طب هو رفض ليه؟
-لأنه متأكد بأنه مازال عايزاها، و تيام من الناس اللي بتقدر تستغل كل حاجه موجودة عشان مصلحتها
عقدت مرام حاجبياها بدهشة و قالت: -أنا هنزل بكرا الشغل
-انزلي
-انت ممكن تبقى تروح على البيت و انا افضل هنا...
-مرام أظن اني وجودي هنا مش مضايقك في حاجة
-مبحبش اقعد مع حد غريب
ابتسم بخفة و قال: -غريب؟!، مرام في حقائق لازم نقبلها زي مثلا أن دا الطبيعي و اني مش غريب و لا حاجه
نظرت له مرام بعدم اهتمام و قالت بانفعال: -هنفضل اغراب يا حيدر و الجوازه المزيفة دي هتخلص قريب
-انتِ منفعله ليه؟ محدش قالك قربي أو الجوازه هتستمر، زي ما اتفقنا هيحصل و الايام بتعدي بسرعة بس ابقى فكري في حاجه مقنعة عشان تقوليها لاخوكي.
-حقيقي كان يوم اسود يوم ما شوفتك، و إياك تفكر تتدخل في حاجه تخصني
-انتِ كلك متخصنيش عشان ادخل في حاجه تخصك
ابتلعت ريقها و قالت: -أفضل حاجه...
فتح باب السيارة و سحبها من داخلها
ديمة بضيق: -في أي؟
حملها بين ذراعيه و قال: -مفيش بس هتقبلي بالوضع غصبن عنك
-مش هعمل حاجه غصبن عني و انت اللي هتعاني مش انا
-معاناتي معاكي راضي بيها
صمتت ديمة و عقدت ذراعيها حول عنقه لتتمسك به، دلف إلى المنزل و من ثم صعد إلى غرفتهم و انزلها برفق على الفراش، ابتعدت عنه قليلا و قالت: -هقوم أشوف.
وضع سبابته على شفتيها قائلا: -مفيش عيال انهاردة، انتِ من انهاردة ليا لوحدي
-تيام بجد بلاش تضغط عليا انا...
قطعها تيام و امسك بيدها و رفعها ليقبلها و قال: -لازم انتِ كمان تقدري حبي ليكي يا ديمة
-دا انا كنت خايفه اموت قبل ما تعترف أنك بتحبني
-لأن الحب مش كلام، مش لازم اقولك بحبك عشان اثبت دا، لو تفتكري ساعة ما فقدتي الذاكرة انا قولتها و فعلا كنت اقصدها بس طبعا انتي مغفلة.
رفعت حاجبها و قالت بضيق: -والله انا مغفلة، أنت ناسي و لا اي؟
-كنتي مراتي، يمكن تصرفاتي غامضة و مش مفهومة بس كله ملهوش علاقة بيكِ نهائي و لو لاحظتي انك غلطانة
-تيام انا كنت خايفه اقولك اعمل اي يعني؟
-خايفه من أي، ديمة أظن اني معملتش معاكي حاجه تخوف دا حتى المرة اللي زعقت فيها و
-و مديت ايدك عليا؟
-غيرة، عايزاني أعمل أي؟
-شك و قلة ثقة قصدك
-خايف تروحي مني.
-تيام لو فكرت حتى لثواني هتلاقي اني مستحيل اخونك أو حتى افكر في دا و اكيد لو عايزة دا مكنتش خلفت منك اصلا
-طيب كنت غلطان و...
قطعته ديمة قائلة: -لما تحس بغلطك، و تغير شوية حاجات كدا هبقي افكر وقتها إذا كنت هفضل معاك و لا و علي فكرة اي غلطة أو تصرف مش هيعجبني هسيبك و امشي
-هو انا مش فارق معاكِ لدرجة دي و عندك استعداد انك تسيبني كدا عادي
-في حاجات اتغيرت منها أن عندي عيال و لازم اخاف عليهم.
-ما هما مش عيالك لوحدك
-قولت انك مش عايز
-انا عايز اي حاجة انتي عايزاها بس تفضلي معايا
عضت ديمة على شفتيها السفلية و اقتربت منه لتحاوط عنقه بذراعيها و دفنت وجهها في صدره و قالت: -و انا كمان عايزة أفضل معاك، نفسي نكمل حياتنا سوا و تيا و سليم يكبروا قدامنا بس...
ابعدها عنه قليلا و حاوط وجهها بين كفيه و قال: -و أي المانع؟
-كتير هيمنع منهم ابوك
-اوعدك اني مش هخلي حاجه تحصل من دي.
انحني عليها ببطء و قبل شفتيها برقة و نعومة و ترك لأنامله العنان لكي تسبح على جسدها برغبة، ليخلع ملابسها قطعة تلو الأخرى.
-تيام...
-بكرا بقا.
التهم شفتيها بحب و انحني قليلا ليضع قبلات متفرقة على طول عنقها المرمري...
أوقفها حيدر قائلا: -مرام
التفتت إليه و قالت: -الساعة 10، و انا قولتلك اني نازلة المكتب
اقترب منها و امسك بكفيها و وضع به مفتاح سيارة، قطبت حاجبيها باستغراب و قالت: -أي دا؟
-مفتاح عربية، الطريق من هنا للمكتب بعيد
-مش مضطر تعمل كدا، هما ست شهور و كل واحد هيروح لحاله فمن فضلك كل واحد...
قطعها قائلا: -مرام اسمعي الكلام بدون نقاش و بعدين دا من حقك يعني مش عشان حاجه طول الست شهور انتي مسئولة مني.
نظرت له مرام و قالت: -طيب سلام
-لو مبتعرفيش تسوقي هبعت معاكي سواق
قطعته مرام و قالت بثقة: -مفيش حاجه مبعرفش اعملها
ذهبت مرام و عندما وصلت إلى مكتبها أخبرتها سكرتيرتها الخاصة بوجود ضيف في انتظارها و عندما دخلت اندهشت من وجودها و قالت: -مدام مايا
نظرت إليها بنصف عين و قالت بغرور: -كنت متوقعة انك هتنزلي الشغل.
-خير؟
جلست مرام على مكتبها منتظره ما ستقوله تلك الشمطاء.
-بحيكِ انك عرفتي تتجوزي و بسهولة كمان بس اي اللي يخلي واحدة زيك صغيرة تتجوز واحد أكبر منها ب 11 سنه
-و أنتِ مالك اظن انها حياتي الشخصية
-تاخذي كام و تسيبي انا مستعدة ادفع اي تمن، و بعدين انا و هو بينا بنت و انتِ اللي هتطلعي برا فأحسبها صح.
-اللي اعرفه انه طلقك من زمان و مستحيل يرجعلك و دا غير اني مستحيل اسيب جوزي عشان واحدة هبله زيك
مايا بصدمة: -انا هدفعك تمن كلامك دا.
-خدي الباب وراكي لأن عندي شغل كتير...
زفرت هنا بحنق عندما وجدت ثائر ينتظرها أمام الجامعة فهي لا تتخلص من ذلك الحصار الذي أقامه عليها والدها و قالت: -هو يا انت يا الحرس و السواق
فتح لها الباب و قال بجدية: -أوامر والدك
ركبت هنا و هي تنفخ بضيق و أثناء الطريق قالت: -وديني المزرعة عايزة اشوف عروسة الغفلة
-بقيت مرات ابوكي فهي أمر واقع خلاص
-يعني انت شايف انه صح.
-و أي الغلط في أنه يتجوز، هنا انتي كبرتي خلاص و المفروض تبقى فاهمة ان سواء ابوكي أو أمك فهما من حقهم يعيشوا حياتهم و بعدين مرام مش وحشة
-و انت تعرفها منين، اكيد متجوزه بابا عشان فلوسه
-مرام عندها مكتب محاماة و عايشه في مستوى كويس يعني مش محتاجة فلوس ابوكي
-انت بتدافع عنها ليه؟
-لاني اعرفها و اشتغلنا مع بعض.
كانت تسند على مرفقها و تنظر إليه بتمعن، فتح عيناه و قال بنعاس: -انتِ صحيتي امتى؟
-من شوية
ابتسم و قال: -بتعملي اي؟
-و لا حاجه
سحبها من معصمها ليختل توازنها و تسقط عليه، فوضعت رأسها على صدره و حاوطت خصره بذراعها و قالت: -عايزة اطمن علي تيا و سليم...
-اطمني على ابوهم الأول
ابتسمت ديمة و قالت: -خلاص بقا خليني اقوم
-وحشتني.
ارتفعت بجسدها قليلا و قبلت شفتيه بحب و بعد ذلك قامت و ارتديت ثيابها التي كانت موجودة علي الارض و دلفت إلى المرحاض.
فرك تيام عيناه و استمع إلى صوته هاتفه فأجاب قائلا: -في أي يا حيدر
-نايم لحد دلوقتي يعني
-هو عيب؟ في حاجه و لا اي؟
-كارثة بس، ديمة معاك مش كدا
ارتبك تيام و قال بقلق: -في أي يا حيدر أنجز.