قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية تحت جنح الظلام الجزء الثاني للكاتبة أسماء صلاح الفصل الرابع والأربعون

رواية تحت جنح الظلام الجزء الثاني للكاتبة أسماء صلاح الفصل الرابع والأربعون

رواية تحت جنح الظلام الجزء الثاني للكاتبة أسماء صلاح الفصل الرابع والأربعون

و اصدم من وجودها على الأرض و قال: -ديمة!
و ذهبت أسيل خلفه و قالت بدهشة: -مالها
حملها تيام بلهفة و صرح بأسيل قائلا: -اطلبي الدكتور بسرعة
ذهبت أسيل لتطلب الطبيب، وضعها تيام على الفراش برفق و رفع كفها ليقبله و قال: -اسف يا حبيبتي
قبل جبنها بحنو و قام ليحضر ثياب إليها من الخزانة ليبدل لها تلك المبتلة، و انتظر بجانبها حتى أتى الطبيب.

تفصحها الطبيب و كان تيام ينتظر و هو يشعر بالقلق فهي لم تفيق حتى و قال: -هي كويسه؟
-اها متقلقش دا هبوط في الدورة الدموية و هركب ليها محاليل و هاخد عينه من الدم لأنها احتمال تكون حامل فعشان اتأكد.
-تمام
-المهم تبعد عن ضغط و ترتاح كويس
اومأ تيام متفهما و بعد ذلك اوصله و اعطي لأسيل الروشتة قائلا: -ابعتي حد يجيب الدوا دا بسرعة
عاد تيام إليها و جلس بجوارها منتظر افاقتها، مرت ساعات و رد على اتصال الطبيب تمام.

استيقظت ديمة و نظرت بجوارها وجدته بجانبها هو اي اللي حصلي؟
-اغمي عليكي و الدكتور قال عندك هبوط و
نظرت ديمة إليه و قامت تجلس قائلة: -و أي؟
-حامل
اندهشت ديمة و قالت بصدمة: -حامل ازاي؟ هو قال بقالي قد اي؟
-شهر
-تمام مش هتفرق كتير
نظر إليها باستغراب و قال: -و القصد؟
-كفاية انك خلفت مرة من واحدة مجنونة، اكيد مش هتبقى مرتين
-و أي اللي يمنع؟
ابتسمت ديمة بسخرية اللي يمنع اني مستحيل اخلف منك تاني.

-يا ديمة كل اللي طلبه فرصة و نبدأ على الأقل عشان عيالنا
ديمة بتهكم: -فرصة لايه، عايزاني انسى مثلا طب حط نفسك مكاني انت عارف يعني اي الإنسان اللي وثقت في يطلع كذاب و بيخدعني، عارف يعني اي انك كنت مستعد تضحي بكل حاجه عشان تنتقم، حب أي بقا اللي يخليك تعمل كدا، انت سيبتني اتجوز واحد غيرك عشان سعادتك مشيت بدون اسباب، بس أنا غبيه ياريتني كنت قبلت بالوضع على الأقل كان زماني عايشه مع راجل محترم.

جز على أسنانه بعنف ليكتم غضبه و قال بضيق: -اتجوزتني بمزاجك يا ديمة، و انتي اللي سيبتي الراجل المحترم، خدعتك و انا اللي اعترفت بدأ بس وسط كل دا انتي اختارتي تبقى معايا و حتى العيال انتي اللي احتفظتي بيهم كان بإرادتك و وقتها قولتلك لا و انتي اللي صممتي.

هبطت الدموع من عيناها و قالت: -عشان بحبك، بس كالعادة ندمت على حبي ليك، طلعت شبه كل الناس اللي في حياتي كلهم خدعوني و ضحكوا عليا، انت كنت بتسغل مشاعري تجاهك، خدتني معاك يومها عشان تصورني عريانة معاك و يوم ما وجهتك اعتديت عليا
-كنتي مراتي و بعدين متنسيش يا ديمة اني وقتها مكنش في حد هيمنعني و بعدين لو كنت عايز استغل حبك ليا فعلا مكنتش هبعد نفسي عنك و انتي فاقدة الذاكرة و اظن انك فاكره كويس.

نزعت ديمة المحلول من يدها و قامت ببطء و قالت بحزن: -زي ما اتجوزتك بإرادتي عايزة اسيبك بإرادتي
قام تيام و امسك ساعدها بعنف قائلا: -ديمة انا مش هكرر كلامي عايزة تفضلي معايا تمام مش عايزة هخليكي تقضي باقي حياتك في جحيم، حتى عيالك مش هتشوفيهم تاني و دا مش تهديد انا بس بقولك اللي هيحصل.

-هترميني في مستشفى و هتثبت اني مجنونة و لا هتعمل اي؟ واضح انك بتحبني فعلا بس اقولك على حاجه انا مش هعيش معاك و شوف انت هتعمل اي؟ اثبتلي اني كنت مغفلة لما حبيبتك
ترك ذراعها و غادر الغرفة صافعا الباب خلفه بقوة، ارتمت ديمة على الفراش و اجهشت في البكاء المرير الذي كان يأتي من أعماق قلبها، يمزقها بدون رحمة.

أخذت أسيل الكأس منه و قالت: -مش كفاية كدا؟
زفر تيام بحنق و قال: -أسيل ابعدي عني لاني بجد مش طايق نفسي
-هي مالها؟
-حامل
اتسعت عيناها بدهشة و قالت: -من مين؟
تيام بحدة: -أسيل خدي بالك من كلامك، و متنسيش انها مراتي
تنهدت أسيل و قالت: -طب و بعدين هتعمل اي؟
قطعهم نزول ديمة و تحمل حقيبتها، فاتجه تيام و قال بغضب: -انتي رايحه فين؟
-همشي لاني هسافر
صاح تيام بها بعصبية: -اطلعي فوق و بلاش تخليني أمد ايدي عليكي.

-و ان مطلعتش؟
زفر تيام بضيق و قال بجدية: -اطلعي يا ديمة
نظرت ديمة إليه و رمقت أسيل باستحقار و صعدت إلى الغرفة مرة أخرى
أسيل بتعجب: -انت شخصيتك قدامها مهزوزة اوي!
التفت تيام إليها و قال: -اسكتي.
-طب هتعمل اي معاها، اظن انك مش هتخلف منها تاني؟
-لو فضلت مصممة على الطلاق هيحصل
عقدت أسيل ساعديها أمام صدرها و قالت: -انت مش شايف هي بتكلمك ازاي و لا اي؟

صعد تيام إلى الغرفة و قبل ان يتحدث وجدها جالسة على الأرض و كانت تدفن وجهها بين ركبتيها ديمة
رفعت نظرها إليه و قالت: -لوسمحت خليني امشي
-مفيش مشي يا ديمة و هنرجع مصر و الا والله لأندمك
قبض على ساعدها ليجعلها تقف و قال: -بطلي الجنان دا و خليكي عاقلة أفضل عشان نقدر نعيش مع بعض
دفعته ديمة بقوة و قالت بنرفزة: -بطل قرف بقا، انت اي مش واخد بالك من اللي بتعمله، ازاي عايزاني ابقى عادي يعني؟ افهم انا مش عايزاك.

امسك بها من ذراعيها و دفعها على الفراش و اعتلها محاوطها بذراعيه و قال: -مش فارق رايك معايا و عدي ليلتك احسن
ترقرقت الدموع بعيناها و قالت: -تيام لوسمحت ابعد عني
انحني تيام عليها و التقط شفتيها ليقبلها برغبة و تعمده لمحاولة إثبات بأنه لا يهتم لرأيها، أبعدت ديمة وجهها عنه معترضة على اقترابه منه، زفر تيام بحنق و قال: -تمام يا ديمة بس حولي تتأقلمي على الوضع دا...

ابتلعت ديمة ريقها و قامت تجلس و قالت: -ارجوك يا تيام سيبني لوحدي
-طيب.

تعجبت مرام من قدوم مايا و وجودها مع حيدر و شعرت بالغيرة، اتجهت إليهم قائلة: -صباح الخير يا حبيبي
انحنت عليه لتقبل وجنته بحب.
نظرت إليها مايا بحقد و احمر وجهها من شدة الغضب
تنحنح حيدر قائلا: -مايا كانت جايه عشان تتكلم في موضوع يخص هنا
مرام بهدوء: -اكيد لأن مفيش حاجه تربطها بيك غير هنا
غادرت مرام المكان و جلست بعيد عنه و لكن ذلك الشعور لم يغادرها فهي حقا تشعر بالغيرة عليه.

كفى عن ذلك الهراء أيتها الحمقاء فتلك مدة و سوف تنتهي قريبا و هذه والدة ابنته.
بعد مرور بعض الوقت و مغادرة مايا، ذهب إليها و قال: -مكنش لي لازمة؟
-عايزاها تقول عليا اي يعني؟
رفع حاجبه باستغراب وقال: -لا مكنش ليها لأزمة الغيرة
توترت مرام و قالت بضيق: -غيرة اي؟ لا طبعا مفيش حاجه من دي
-بجد؟، طب يا ستي منزلتيش شغلك.

-عادي واخدة اجازة، صحيح يا حيدر انا مش عارفه اتصل بديمة تليفونها مقفول و كلمت حاتم قالي انها سافرت أمريكا عشان تيام.
-مش عارف، تيام داخل على شهرين مبيكلمش حد بس اللي اعرفه ان ثائر هو كمان برا
تنهدت مرام بحيرة و قالت: -طيب، هي مايا كانت عايزة اي؟
-و لا حاجه هنا متقدملها عريس و انا مش موافق لما تخلص تعليمها
مرام بتعجب: -و فيها أي؟
-عادي بس المهم تخلص جامعتها الأول و بعدين نشوف باقي الحوارات.

ابتسمت مرام و قالت: -واضح انك اب مش سهل خالص، بس كلامك صح التعليم أهم
و بعد صمتت مرام متذكرة والدها الذي كان يقول لها ذلك و أدمعت عيناها حزنا على فراقه و قامت، أمسك يدها و سحبها إليه قائلا: -مالك؟
-مفيش افتكرت بابا الله يرحمه
ضمها إلى صدره ليرتب عليها برفق و قال: -ربنا يرحمه.

حاوطت خصره بذراعيها لتشعر بذلك الاحساس الذي يرودها لأول مرة بحياتها، ابتعد عنها قليلا و قبل جبنها، نظرت مرام إليه، انحنيت عينه لتحدق بشفتيها، لمسها بشفتيه، فأوصدت عيناها و لكن قطع تلك اللحظة رنين هاتفه، فابتعد عنها
ابتلعت مرام ريقها و تراجعت خطوة للخلف لتفيق من ذلك الشرود الذي انتباها
تعجب من تصرفها و قال: -انا نازل و احتمال ارجع متأخر انهاردة
أومأت مرام له و ذهبت من أمامه مسرعة.

كانت ديمة جالسة بالغرفة فلم تغادرها و عزمت على البقاء بمفردها، قامت لتدلف إلى الشرفة و قد راودتها افكارها، وضعت يدها على خصرها قائلة: -شكلنا هنموت مع بعض.
ابتسمت بسئم و اتجهت لتأخذ هاتفها و قامت بفتحه و اتصلت بمرام التي قالت بلهفة: -ديمة انتي فين كل دا؟ انا سالت عليكي
-انا كويسه، عايزاكي تروحي تطمني على تيا و سليم و هما عند روانا.
-طب انتي هتيجي امتي؟

-مش عارفه بس ابقى خلي بالك منهم و انا مش موجودة
-متقلقيش يا حبيبتي، أنا هروح اشوفهم و بعدين ما هما عند روانا
-اها، أنا هقفل لاني تعبانة شوية
-طب كلميني تاني.

قفلت ديمة معها و اجهشت بالبكاء و دلفت إلى الداخل و نظرت على الطاولة التي وضع عليها الطعام منذ ساعات فهي لم تتناول شئ منه و لافت انتباها ذلك السكين الصغير الذي يتوسط طبق الفاكهة، اخذتها و لكنها تراجعت فهي تشعر بأنها مازالت تريد الحياة و لكن بالتأكيد لم تستطيع ذلك، قلبت الطاولة و سقط الطعام على الأرض.
ذهبت لتجلس على الفراش و لكن بعد ذلك قامت و اخذت السكين، و اتجهت لتغلق الباب بالمفتاح من الداخل...

عاد تيام بعد أن قضى يومه بالخارج و كانت أسيل جالسة تشاهد إحدى الأفلام فقال: -ديمة نزلت
-خليت حد يطلع ليها الفطار من الصبح و خلاص بس مشفتهاش
تنهد تيام و قال: -تمام انا هنزل مصر بكرا
-تمام و ثائر مجاش يعني؟
-ثائر عنده شقة في أمريكا ما انتي عارفه ان كل شغلنا كان هنا و مكنش ديما بيقعد معايا، أنا هطلع اشوفها
أسيل بتعجب: -لدرجة دي مش قادر تستغني عنها!
-أسيل دي اختك.

-انا مليش اخوات غيرك و اتمنى اننا نفضل كدا
نظر إليها باستياء و صعد إلى الغرفة و هم بفتح الباب و طرقه بغضب افتحي يا ديمة
قام بكسر الباب فذلك الصمت الذي يأتي من الداخل جعل قلبه يتوقف و لكن تنهد بارتياح عندما وجدها نائمة في الفراش، حتى أنه لم ينتبه إلى حالة الفوضى الموجودة بالغرفة و اتجه إليها ليجلس بجوارها و قبل مقدمة رأسها قائلا: -قلقتني عليكي.

بهت وجه عندما شعر بانخفاض درجة حرارتها فكانت مثل قطعة الثلج، ادراها فهي كانت تعطيه ظهرها و تنام على
الجانب الأيسر، فشعر بتلك المدة اللزجة و التي علم بأنها دمائها صاح قائلا: -ديمة....

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة