قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية تحت جنح الظلام الجزء الثاني للكاتبة أسماء صلاح الفصل الخامس والأربعون

رواية تحت جنح الظلام الجزء الثاني للكاتبة أسماء صلاح الفصل الخامس والأربعون

رواية تحت جنح الظلام الجزء الثاني للكاتبة أسماء صلاح الفصل الخامس والأربعون

ركضت أسيل إلى أعلى و قالت بقلق: -في أي؟
حملها تيام و هرول مسرعا لخارج المنزل و انطلق بالسيارة إلى أقرب مستشفى
كانت أسيل مازالت مكانها و لاحظت الورقة الموجودة على الطاولة الصغيرة بجوار الفراش و قرأتها، و بعد ذلك ذهبت إليه بعد أن اتصلت به و علمت عنوان المستشفى.
كان تيام يسير في الطرقة ذهابا و إيابا و كان القلق يفتك بقلبه، اقتربت أسيل منه و قالت: -هتبقى كويسه
تيام بحزن: -انا السبب في كل دا.

رتبت عليه و قالت: -هي كتبت الرسالة دي
أعطيته أسيل الورقة و ابتعدت عنه، فتحتها تيام و بدأ في قرأتها.

انا انتحرت مش عشان انا مجنونة بس انا كنت بحاول اعيش زي اي حد طبيعي، أنا ديما بصدم في الناس كلهم كانوا كدابين و عايزين ياذوني مع اني معملتش حاجه لحد، مكنتش عايزة اتخدع في أقرب الناس ليا و فعلا انتم عندكم حق انا مازالت مريضة نفسية لا تصلح لأي شئ حتى منفعش اكون ام، كنت متأكدة أن نهايتي هتكون بالانتحار أو في مستشفى، كنت فرحانة أن لاقيت حد يحبني بس كل دا طلع وهم زي باقي الأوهام اللي انا عشتها، بس طلبي الأخير بلاش تقول لسليم و تيا انا امهم ماتت منتحرة.

كور تيام الورقة بين قبضته و زفر بحنق و بعد مرور ساعات من الانتظار خرج الطبيب و قال: -الحالة كويسه و كذلك الجنين
تنهد تيام بارتياح و قال: -طب هي فاقت؟
-محتاجة وقت و نزفت كتير جدا
-تمام الهم تبقى كويسه
-لازم تتعرض على طبيب نفساني لأنها منتحرة و دا غير أنها حامل
-لما تفوق.

بعد مرور عدة ساعات، كانت ديمة استعادت وعيها و كان تيام يجلس بجوارها على المقعد
هبطت الدموع من عينها فهي حتى فشلت في إنهاء حياتها، قبل تيام كفها بحب و قال بعتاب: -ليه كدا يا ديمة؟
سحبت ديمة يدها و نظرت إليه بحزن و صممت فتنهد قائلا: -تمام يا ديمة هنفذ اللي انتِ عايزاها.

أدارت وجهها للجانب الآخر، قام تيام ليجلس على الفراش في مقابلتها و قال: -مش مستعد اخسرك والله مش بكدب عليكي، حتى اخرجي من هنا و ارجعي مصر على طول
نظرت ديمة إليه و قالت بتوتر: -يعني انت مش بتكدب عليا؟
-انا بحبك يا ديمة، و أي حاجه قولتها كانت عشان تفضلي معايا
-بتحبني تقول عليا مجنونة و تبقى عايز تاخد عيالي
رتب على كفها و قال: -كنت بهددك بس
-أنا عايزة ارجع ألمانيا عشان اعيش هناك.

أوما برأسه موافقا و قال: -سافري و هطلقك اول ما ننزل مصر، و بعد كدا هتعملي كل حاجه عايزاها و لو عايزة تنزلي اللي في بطنك براحتك
نظرت ديمة إليه و فكرت في حديثه قليلا و قالت: -ممكن كفاية تيا و سليم
-تمام هتعملي العملية هنا و لا؟
-تمام ممكن تتفق مع دكتور عشان نخلص
اخذ أنفاسه بهدوء و قال: -حاضر، المهم ارتاحي انتي.

خرج تيام من الغرفة و بالطبع ديمة لم تصدق حديثه و قامت خلفه لتراه أين سيذهب و لم تهتم للمحاليل التي نزعتها
وجدته يقف مع أسيل بالخارج و كانت تستطيع سماعهم.
أسيل بتساؤل: -بقيت كويسه؟
-اها
-مالك؟
-و لا حاجه مفيش يا أسيل، بس كدا خلاص خسرت ديمة للأبد بسبب القرف اللي عملته
-ناوي على أي؟
-هطلقها، مش هفرح لما تموت
ضحكت أسيل بسخرية: -لا طلعت جدعة والله و عرفت تثبتك كويس اوي، واضح انها عاملة فيلم عليك.

-اسكتي يا أسيل و هي مش مراتي هي أم ولادي، على الأقل لو خسرتها يفضلوا هما، و حقيقي تعبت و مش قادر اعمل حوارات تأني، عايز أرجع لحياتي الطبيعي
تنهدت أسيل و قالت: -تمام طب و الحمل؟
-طلبت تعمل إجهاض فبراحتها.
دلفت ديمة إلى الداخل و جلست على الفراش و قد شعرت بالاطمئنان فهو لم يكذب عليها الآن.

زفر تيام بضيق و هو ينظر على الباب و قال: -أسيل لو ديمة حصلها حاجه بسببك هزعلك تمام، و متقلقيش انا مش هطلقها غير ما افشل في كل محاولاتي، أما بالنسبة للحمل فهو مش فارق معايا في حاجه اصلا
عقدت أسيل حاجبيها باستغراب و قالت: -و لو فضلت مصممة
-هعمل حوار جديد، مستحيل اسيبها انا بس اخليها تعمل اللي هي عايزاها بس هتفضل تحت عينا، عندي استعداد استنها سنين.

-انت مجنون والله؟ و بعدين ديمة عملت اي عشان تحبها كدا دي كانت هتموت عشان مش عايز تطلقها
-بس متأكد انها بتحبني.

تنهدت ديمة بسئم فهو لم يدخل إليها، و نظرت على معصمها المضمد بحنق
طرقت الممرضة الباب و دخلت قائلة: -اتفضلي الاكل، و لازم تأكلي عشان العلاج
-هو في حد برا و لا؟
-حضرتك بتسألي على حد معين؟
-تيام المصري
-كنت هموت و أتصور معاه بس ملحقتش هو انتي مين؟
ديمة باقتضاب: -مراته
الممرضة بدهشة: -بس هو مقالش انه متجوز خالص اكيد متجوزين جداد
رددت ديمة بضيق: -بقالنا سنتين و شوية
- محتاجة حاجة تاني؟
-لا.

نفخت ديمة بضيق و عبست ملامحها، بعد مرور ساعة
دخل الغرفة لكي يطمئن عليها و قال: -مالك؟
-مفيش
-طب ليه مكلتيش عشان تعملي إجهاض لازم تعوضي الدم الكتير اللي نزفتي دا
-مش هعمل اصلا
رفع حاجبه باستغراب و قال: -براحتك، بس كلي عشانه بقا
-براحتي، أنا و ابني حرين مع بعض، أنا هخرج من المستشفى على المطار على طول
تنهد تيام و قال باستسلام: -تمام، هشوف المستشفى و نسافر.

و بعد مرور أسبوع، وصلت ديمة إلى القاهرة و بالفعل تركها تيام تفعل ما تريده فهي ذهبت إلى منزلها و طلبت منه إحضار أطفالها، و بالفعل حدث و غادر سريعا، كان يدور بعقلها الآلاف السيناريوهات فهو بالتأكيد لم يتركها بتلك السهولة و لكن ان حدث فهو جيدا
أخبرت مرام بحضورها و ذهبت مرام إليها في اليوم التالي، سردت إليها كل ما حدث معها و كانت مرام تشعر بالدهشة، حتى اذنيها لم تصدق ما تسمعه
-يعني خلاص هتطلقوا.

-يعني هكمل مع واحد كان بيضحك عليا
-طب مش ممكن يكون بيحبك بجد، اديله على الأقل عشان عيالك يتربوا مع ابوهم و بعدين انتِ حامل
تنهدت ديمة باستياء: -مش دي المشكلة، أنا هقدر اصرف عليهم و اربيهم لوحدي، بجد مش قادرة أصدق اي حاجة بيقولها
-فكري كويس يا ديمة و بعدين انتي سافرتي ألمانيا تبقى بتهربي من الواقع
-مش بهرب كنت مرتاحة هناك و بعدين بابا كلميني و كان عايز يشوفنا.

-من رايي لازم تفكري تاني، ديمة انتم بينكم عيال و فكري في حياتك يعني انتي مش هتتجوزي تاني
-لا مش هتجوز تاني و مش هدي تيام فرصة، حقيقي خلاص طلعته من دماغي بسبب اللي عمله معايا
تنهدت مرام و قالت: -طيب يا ديمة براحتك، المهم تعالى ننزل نجيب تيا و سليم من الحضانة.

دلفت ديمة إلى الداخل لترتدي ملابسها و خرجت ليذهبوا في طريقهم لإحضارهم، توقفت ديمة بالسيارة فجأة بسبب ذلك الذي قطع عليهم الطريق و نزلت ديمة قائلة: -انتم مجانين ازاي تقف قدامي كدا؟
-انتي و مدام مرام هتشرفونا شوية و من غير صوت لأن زي ما انتي شايفه معايا سلاح و بعدين يا تيجوا انتم ياما هبعت ليهم يفجروا القنبلة اللي موجودة في الحضانة
ارتبكت ديمة و قالت بصدمة: -حضانة أي؟
-اللي ولادك.

مرام بعصبية: -انت بتقول إي و بعدين البلد فيها قانون
نظر إلى ساعته و قال: -ناقص ربع ساعه
أومأت ديمة براسها و قالت: -تمام جايه
-سيبي شنطتك في العربية و سيبي العربية و اتفضلوا...
كل منهم كانت تفكر في ذلك و لماذا قام بأخذهم بتلك الطريقة...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة